حال انطلاقنا صوب الريح ومهرجان الآمنا البهيج ... أو عندما صارت (أوراقنا لا تجدى نفعـًا ...)(1)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 06:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-08-2005, 09:49 AM

محمد المبارك ابراهيم
<aمحمد المبارك ابراهيم
تاريخ التسجيل: 08-07-2005
مجموع المشاركات: 145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حال انطلاقنا صوب الريح ومهرجان الآمنا البهيج ... أو عندما صارت (أوراقنا لا تجدى نفعـًا ...)(1)

    منذ زمن ليس بالقصير و أنا أحاول أن اسجل بعض القراءات لواقع الصراع الاجتماعى فى دارفور .. و لكن خمولى لم يساعد على بدء مشاطرتى هذه الأفكار مع الأخرين ... و وقد تكون دوافع أخرى وراء فترة الكمون المخجل تلك .. وقد تسارعت الأحداث فأخذت أمواجها تتلاطمنى حتى خفت من الضياع . ليس ذلك بالنزوع الذاتى و لكن خوفى من أن تفوتنى الفرصة لتقديم أفكار عامة قد تساعد فى سجالات الحاضر .. فقط كدور بالضرورة يصبح واجبـًا فى الأساس ..
    و تقدمة لابد منها , تلك التى تشير لمدخلات الصراع , أو قراءاتى الأولية ...
    ان التاريخ القديم للمنطقة يجعل من الصعب توثيق الفترات ما قبل القرن الثالث عشر , أولاً لقلة الوثائق و الاعتماد على المشافة التى لاتفيد كثيرًا فى مثل هذه الأحوال , وثانيـًا لطبيعة الثقافة المحلية ( تعدد اللغات غير القابلة للكتابةبصورة أساسية على الأقل حتى الآن ) , وثالثـًا طبيعة الصراعات فى المنطقة واعتمادها فى المقام الأول على السند الاثنى (ان كان ذلك سياسيـًا أو اقتصاديـًا) ..
    ومن المسلم به أن هنالك عدة عوامل ساهمت فى تأجيج الصراع الاجتماعى فى دارفور ( وان كان فى حقيقته ليس صراع ثقافيًا و ان تمظهر بهذه الصورة و قد تبرر محاولتى هذه تثبيت هذا الأمر ) و قد تكون ذات عدة أبعاد منها : المؤثر الطبيعى , المؤثر السياسي , المؤثر الاقتصادى . وهى ما أعتقد بأنها أس مجمل الصراعات التى دارت و مازالت تدور بالمنطقة .
    ان التركيبة السكانية لدارفور و منذ تاريخ قديم تعتمد طبغرافيـًا على البعدالأثنى , ولذا تلاحظت تسميات دار مساليت و دار زغاوة و دار ميدوب و..... الخ و لكن ساعدت المؤثرات أعلاه بشكل كبير في تغيير هذا الواقع و ان ظلت بعضها تحتفظ بنفس المسميات و لكن تركيبتها تعرضت للكثير جداً من التغيرات . ومما لاشك فيه أن عوامل الجفاف و التصحر قد شكلة فى الكثير من المراحل أساسًا للكثير من الصراعات فعد كبير من الرعاة تأثرت نشاطاتهم الأساسية بسببه و كذلك بعض المزارعين مما جعل التنافس حول هذه الموارد من مياه و مرعى وأرضى خصبة و لم تشكل الصراعات و الصدامات المسجلة بين الرعاة من جانب و المزارعين من الجانب الأخر دومًا بل نشبت ما بين المزارعين و بعضهم و بالضرورة قد سجلت بين الرعاة و بعضهم و ان كانت الغلبة بين أصحاب المنشطين , و لم تساهم محاولات عديدة فى تنظيم دورات الرعى و الزراعة لعدم ملامستها لآفاق الحلول الأساسية المتمثلة فى انشاء المزارع المختلطة و المراعى الصناعية و توطين الرحل و كانت على الدوام تخطيطات مؤتمرات المراحيل و المسارات بداية لصراعات دامية . ان نظرة القائمين على مثل هذه الأشكال من الحلول لم تتجاوز فى لحظة الموسمية و افتقادها الدائم للعمق لتكون التوصيات غير متجاوزة لمواطئ القدم . و قد تكون الممالك القديمة قد استطاعت ببطشها من أن تحافظ على سلام اجتماعى مرتبك و لكنها لم تدع مجالاً لتجاوز الحقوق التاريخية سيئة الصيت و التى شكلت لاحقـًا بعدًا أخر للصراع . ومما لا يمكن تجاوزه ضرورة نشؤ مثل هذه الصراعات فى مثل هذه الظروف , و لهذا ليس من الطبيعى أن نقول بأن الدولة السودانية و بمختلف مراحلها لم تكن متأمرة لاستمرار هذا الواقع لخدمة مصالحها بالاستفادة من و اقع عدم الاستقرار هذا و هذا ما يجعل البعد السياسى مؤثرًا جوهريـًا فى صراعات المنطقة الاجتماعية , ان واقع التخلف و اعادة انتاجه فى المنطقة سمة لازمت كافة الحكومات التى مرت على بلادنا و الا فما الذى يجعل من انعدام بنيات التنمية تشكل غيابـًا حاضرا على مر الحقب السياسية في السودان .. و ان كانت الفترات الشمولية بضغطها الايدولجى على الأفراد حتى جعلهم كيف يفكرون و كيف يعبرون عن أفكارهم تدفعهم للبحث عن ملاذات أمنة تتمثل دائما فى القبيلة مما يجعل هؤلاء الأفراد فى اطار البحث عن ذواتهم يدافعون بضراوة عن هذه الملاذات الآمنة و هو ماتهدف اليه هذه الأنظمة الشمولية لضمان بقائها بحدوث هذه الشروخات الاجتماعية و تبديد قدرات الجماهير فى صراعات غير جوهرية , فبالمقابل فان الأنظمة التعددية جعلت من القبائل مراكزًا للاستقطاب و دوائر مغلقة و لن تتحقق مصالحها ما لم تحافظ على هذه الكيانات باعادة انتاج واقع تخلفها , وعدم اندماجها الكامل فى المحيط الاجتماعى . وفي سبيل هذا تعدت هذه الأنظمة على النظام الاجتماعى بغرض تغييره , ليس من أجل تحقق التعايش السلمى بقدر ما كان تحقيق لدوام سلطوى أو ولاء انتخابى , و ما يؤكد ما ذهبت اليه هو أن هذه الأنظمة لم تحاول فى ايجاد و اقع يعمل على احداث هذا التحول الاجتماعى بصورة موضوعية بل لجأت الى القرارات الادارية الفوقية . فمع عزلتها تعدت هذه القرارات على مصالح بعض المجموعات القبلية مما اعتبر انحيازا تجاه البعض و نفى الآخر و هذا ما ظل يشحن الوضع على الدوام و يكرر حالات تفجره , و من ناحية أخرى فان بعن المنسوبين لهذه القبائل نفسها كانت تسغل هذه الأوضاع لتحقيق مصالح ذاتية كالصعود داخل هياكل السلطة أو التنظيمات او تحقيق مصالح اقتصادية من خلال عملية الصراع نفسها ( السلاح ,المؤن ... الخ) أو حتى لتحقيق مطامح سلطوية داخلية . فلا يمكن أن نسمى منح حيكورات الغير أو سلطات ادارية فى مناطق الغير فعلاً عفويـًا بأى حال من الأحوال , فالتجربة أكدة أن هذه الممارسة خدمة على الدوام مصالح السلطة السياسية ... و لست كما الآخرين , فانى لا أستثنى أحدًا ... و من الناحية الثالثة فان أى عالم سطحى بالاقتصاد يدرك بأن الانسان أساس التنمية و هدفها. و عندما يجدأن نظاما لا تشكل لدية عملية التعليم و تطويره و تعميمه و كذلك الصحة و لا يهتم بالبنيات التحتية للتنمية الاقتصادية من طرق و مواصلات و اتصالات هما أساسيا يدرك بالضرورة أن عملية استمرار و اقع التخاف و محاولات الحفاظ عليه و حتى اعادة انتاجه هو هدف استراتيجى لهذا النظام . و قد يكون واقعا بهذه الشكل و بهذه العوامل غير قابلا للتغيير ببساطة ان لم يتحقق الوعى بمشكلاته فى المقام الأول , وهذا ما يجعل من الشفافية و المحاسبة مدخلاً جوهريـًا لتفهم طبيعة و من ثم تحديد احتياجاته السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية .
    ونواصل ......
                  

08-09-2005, 08:52 AM

محمد المبارك ابراهيم
<aمحمد المبارك ابراهيم
تاريخ التسجيل: 08-07-2005
مجموع المشاركات: 145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حال انطلاقى صوب الريح و مهرجان آلامنا البهيج .... أو (عنما صارت أوراقنا لا تجدى نفعـًا)(2) (Re: محمد المبارك ابراهيم)

    شهدت المنطقة ومنذ القدم صراعات بين المجموعات السكانية ان كانت بدوافع و تحريض السلطة القائمة أو على سبيل الصراع الطبيعى حول تملك الأراضى و الدفاع عنها , و لم تشكل فى يوم منعطفـًا حرجـًا كما شكلته فى الفترة الأخيرة .
    و ليس من العدل أن يصور الصراع على أته بين مجموعات الزرقة و المجموعات المستعربة , لأن تاريخ الصراعات فى المنطقة شهد صدامات حادة بين مكونات نفس المجموعتين , و لو سلمنا بهذا التقسيم العرقى , فان الصراعات الداخلية كانت هى الأخطر على مر التجربة . و بالرجوع لدفوعات كافة الأطراف فى تبريرها لخوض تلك الصراعات نجدها تعبر عن ذلك بدقة متناهية تعطيها بعدًا حقيقيًا بتصويرها دفاعًا عن الأرض أو (الحق التاريخى) و هى أشارة مهمه الى أن الصراع يدور حول موارد و ليست رقعة طبيعية لذاتها و هنا يطل السؤال ... من الذى يعطى الصراع بعدا أثنيـًا .. ؟ و مـأ المصلحة التى تدفع قيادات هذه المجموعات بخوض الصراع على أساس عرقى فى حشد أنصارها . و التعبير عنه بشكل مغاير فى جلسات الصلح ؟ اذا لم يكن الصراع فى أى لحظة من اللحظات ذا بعد أثنى , و لكن يأخذ هذا البعد للتجييش و تحقيق مصالح أخرى كما سبق الأشارة سلطوية كانت أو اقتصادية . و قد لعب الاعلام دورا كبيراً فى تصوير الصراعات فى دارفور على هذا الأساس الذى يؤسس لنسف السلم و التعايش الاجتماعيين و هو ما أحدث خرقًا يصعب على الرتق .
    و حاولت مجموعات كبيرة من مثقفى المنطقة (العضويين) فى الخروج من هذا (النفق المظلم) و لكن لعبت المماحكة السياسية دورا فى اجهاض تجارب كثيرة , وعلى سبيل المثال (نهضة دارفور) و فى حالة الموات السريرى (منبر دارفور) و فى انتظار رصاصة الرحمة أخريات . قد تكون بعض العناصر الانتهازية سبباً لاجهاض هذه التجارب أو طبيعة ادارة الصراعات داخلها أو لتدخلات سلطوية أو أن العقلية التى تحاول ذلك ليست منفكة عن اسر المشكل بمعنى أن قدرتها على خوض مغامرة الابداع بذات ضعف الوعى الاجتماعى , أو الجوهرى فى الأمر أن التجارب لا تناقش لتبدأ الجديدة (كابنة غير شرعية) , و بالمقابل هنالك تكوينات تحاول على الدوام ايجاد مؤسسات ذات تكوين عرقى يؤسس لبقاء روح القبلية و هى البيئة الصالحة لتحقق مصالحها ذات الارتباطات المعقدة . و دوما شمل الواقع النظر الى التكوينات على أساس الشك العرقى و هى من أولى الأسئلة الدافعة نحو الفشل . و قدر استطاعتى أحاول أن أشير الى أن أى تكوين لا يستند على البعد الجماهيرى و لا ينبع من نتائج حوارات مع القواعد الشعبية , يمثل تأسيسأ لتنظيم فوقى لا يلقى غير العزلة و سهولة تسلل المخربين اليه و من ثم انهياره أمام أول هجمة من أعداء الوعى و الحقيقة , وهنا يتضح بجلاء لماذا فشلت كل محاولات الثورة من أجل التغيير فى دارفور , فمن الواضح أن محاولات التفكير بالعقلية التقليدية و محاولات اعادة التاريخ بتكرار التجارب و التى تنم عن عدم الاحترام للذات ستؤل الى الفشل بالضرورة , فان مراعاة متغيرات الواقع وأسباب فشل المعالجات و مؤسساتها و آلياتها السابقة هى أولى الخطوات لتصحيح أخطاء الحاضر و التطلع لمستقبل أفضل ...
    ونزاصل
                  

08-11-2005, 06:25 AM

محمد الامين محمد
<aمحمد الامين محمد
تاريخ التسجيل: 03-07-2005
مجموع المشاركات: 10013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حال انطلاقى صوب الريح و مهرجان آلامنا البهيج .... أو (عنما صارت أوراقنا لا تجدى نفعـًا)(2) (Re: محمد المبارك ابراهيم)

    سلاما ت يا مان ارجوا ان تكتب المره الجايه عن الفاشر السلطان
                  

08-11-2005, 09:41 AM

محمد المبارك ابراهيم
<aمحمد المبارك ابراهيم
تاريخ التسجيل: 08-07-2005
مجموع المشاركات: 145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حال انطلاقنا صوب الريح ومهرجا ن آلامنا البهيج ... أو ( عندما صارت أوراقنا لاتجدى نفعـًا )(3) (Re: محمد المبارك ابراهيم)

    سأكتب يا محمد الأمين عن الفاشر فأنتظرنى على بوست جديد...
    ...
    ...
    و مواصلة لماسبق عن الظروف التى ساهمت فى خلق واقع الصراع الاجتماعى و صبغه بالبعد الأثنى , فاننى أعتقد بأن الأسباب السابقة قد جعلت من القبيلة مركزاً يفوق السلطة المحلية وحتى المركزية فى حشد الأنصار و تجيشهم و قد اكتسبت القبيلة هذا البعد الذى يشير الى الاستقلال نشؤ وعى بأنهم قد أصبحوا أدوات فى الصراع الاجتماعى و السياسى و لتحقيق الذات لا بد من أحيانـًا من التعبير المستقل لأن تغير الأنظمة و حتى فى ظل نفس النظام قد تتغير التكتيكات و تصبح هذه المجموعات على واقع جديد للتحالفات يتماشى مع ظروف السلطة وشروط الواقع لضمان استمراريتها . وقد شكلت هذه القبائل صناديق دعمها من أجل انشاء الملشيات الخاصة و التى تأتمر بزعيمهم القبلى و ليس غيره , و كما هى الحروب نجحت هذه المجموعات أحيانا و انهزمت فى أوقات أخرى .. و قد وجدت فرصة واسعة من خلال الصراع التشادى فى توفير بعض الأسلحة التقليدية , وعبر منافذ أخرى مثل التهريب و التعاقد مع مافيا الأسلحة وفرت الكثير و قد تكون بعض المشاهد ذات دلالات عامة لتحالفات نشأت مع أنظمة تصب فى مصلحتها حالة عدم الاستقرار بالاقليم , ومنذ مطلع أواخر الثمنينيات من القرن الماضى يلاحظ المراقب لتطورات الصراع الاجتماعى تحولات نوعية هائلة أحدث خسائر فادحة على مستوى البشر و الموارد الاقتصادية , وهذا ما أكد أن هذه المجموعات قد أصبحت أكثر تنظيمًا و تسليحا . لسببين : الأول توفر معسكرات للتدريب الجاد و المنضبط فيما يعرف بمعسكرات تدريب الدفاع الشعبى و ثانيًا : توفر الشروط الموضوعية لنشؤ صراع نتاج الشمولية ذات الأيدلوجية الأحادية التى ساهمت بشكل كبير فى التأثير على بنية الوعى الاجتماعى و ظهور اتجهات التفكير الاقصائى . ومع هذه الظروف الفوضوية كانت مصادر النشاطات الاقتصادية على الدوام فى تناقص حاد , وحتى ممارسة هذه الأنشطة فى ظل غياب داعم حقيقى لأستقرارة و المتمثل الأمن و الاستقرار , جعل من بعض الأفراد و حتى المجموعات من تنظيم عصابات افرزت ما يعرف بظاهرة النهب المسلح , ويحاول الكثيرون الربط بينها و الهمبته تلك الحالة الثقافية عند محاولة تحليلهم لهذه الظاهرة , و لكن قرائن الأحوال تتجه نحو تثبيت ما ذهبت اليه , لأن هذه الظاهرة مثلت و على الدوام منشطًا اقتصاديا بديلاً كان أو اضافى , و بالرجوع الى السجلات القانونية للحالات التى نظرت أمام القضاء أو المشافهة العلنية أو الهامسة يتأكد بأن ظاهرة النهب المسلح هى حالة ظاهر تشكلت كمنشط اقتصادى و نتيجة لظروف الانفلات الأمنى بالمنطقة . ويمكن من خلال هذه الفرضيات الوهمية قد حاولة معظم الأنظمة تصوير الصراعات بالمنطقة , وقد لعب الاعلام دور كبير فى تغييب حقيقة ما يجرى لأن هذه المؤسسة أو الجهاز الايدلوجى و على مر تأريخنا السياسى الحديث لم تمتلك الاستقلالية التامة و كانت دومـأ جهازا سلطويا لايرى أو يقول الا بعيون و لسان النظام . و لهذا ظلت دارفور مجهولة , وأقصد هنا الجهل بتفاصيل التطور الاجتماعى و صراعاته عن عامة الجماهير و الكثير جدا من المثقفين و حتى المفكرين و القادة السياسيين , و الدليل أوضح من عين الشمس فعندما بدأ الصراع فى دارفور و حتى يومنا هذا مازالت القوى السياسية السودانية لا تطرح لحل هذا الاشكال سوى رؤى عمومية تؤكد عدم ادراكها لطبيعة الكثير من الأشياء ( و الغريبة أن منها قوى شكلت دارفور لها على الدوام مركزا انتخابيا أساسيا ) .
    فلن أجيئ بجديد اذا .. فواقع التخلف لا ينتج الا مؤسسات بالضرورة تعبر عنه , تأخذ من سماته , وهذا لايعنى بأنه لا توجد قوى حديثة جعلت من التنوير و نشر الوعى منطلقا لحراكها وسط المجتمع , ومازالت تصارع ومنذ عقود من أجل احداث التغيير فى البنية المجتمعية . و لكنى أصف محاولاتها بالخجلة , وحتى العزلة يمكن أن يكون وصفا دقيقا لمواقفها و رؤاها. أذا لم تضف جديد كما لم أضف أنا فى أعلاه ...
    اذا السؤال الملح الآن بعد هذه الصورة الضبابية ... ما الحل ؟ و ماهى القوى التى تمثل تأريخيا مخرجا لهذه الازمة ؟ و ما هى الأدوات و البرامج اللازمة لاحداث هذه التغييرات؟ لن أقول كما قال محمد الأمين ( قرنق هو القائد الجنوبى فمن هو القائد الدارفورى ؟ ) بل ٍاقول فقط هنا أتوقف لأشاطر الجميع حوارا حول هذه الأسئلة ..


    محمد المبارك
                  

08-11-2005, 09:46 AM

محى الدين ابكر سليمان
<aمحى الدين ابكر سليمان
تاريخ التسجيل: 02-10-2005
مجموع المشاركات: 2440

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حال انطلاقنا صوب الريح ومهرجا ن آلامنا البهيج ... أو ( عندما صارت أوراقنا لاتجدى نفعـًا )(3 (Re: محمد المبارك ابراهيم)

    البروف ود المبارك
    سلام
    مستمتع بالسرد وساتداخل معك فى بعض النقاط حالما يكتمل تحليلك
    لكن عاوزنك فى بوست عالم تنزل لينا قصيدة ماريا وامبوى وغيرها لعالم ان امكن
    سلام
                  

08-13-2005, 11:36 AM

محمد المبارك ابراهيم
<aمحمد المبارك ابراهيم
تاريخ التسجيل: 08-07-2005
مجموع المشاركات: 145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حال انطلاقنا صوب الريح ومهرجان الآمنا البهيج ... أو عندما صارت (أوراقنا لا تجدى نفعـًا ...) (Re: محمد المبارك ابراهيم)

    ....
    من الواضح الآن أن طبيعة الاشكالات صارت أكثر تعقيد , وهذا ما يجعل أصحاب الأفكار الخاطئة ينجحون فى التسلل الى لب المسألة , و أعنى أن النظر الى الصراعات فى المنطقة من أى زاوية يمنحك رؤية حقيقية .. ولكن غير متكاملة , وهنا أعود الى مقولة انجلز المشهورة فى كتابه ( ضد دهرنج ) .. *ان النظر الى الأشياء بشكل مستقل بعيدا عن المؤثرات يعطى دائما صورة غير سليمة لها * هذا الاقتباس أوردته بالمعنى ... و هذه النظرة الأحادية الجانب هى التى أعطت الصراع أبعاده الشائهة أو التى قصد أن تتلبسة غطاءً , و من هنا كانت الدعوة الى كل المثقفين من أبناء المنطقة و المهتمين بالشأن الدارفورى كجزء من المشكل السودانى العام أن يخوضوا صراعا دائما ضد هذه الافكار . ولا يتأتى ذلك الا من خلال الترابط العضوى مع الجمهور فى توازى مع جبهة العمل الصفوية حتى تتشكل قراءات حقيقية للواقع و من ثم فتح آفاق لطرح رؤى حول الحلول .. ان دور المثقف العضوى تاريخى فى هذه المرحلة و حساس و يتطلب مسؤلية فى التعامل , و يأتى هذا فى سياق عدم عزلة هذه الطليعة ( الصفوة ) الجماهيرية . وقد ظلت كل الأنظمة تعمل على احداث عزلة ما بين الجماهير و قياداتها التاريخية و ذلك بمحاولات عدة منها الاغراء أو القمع و الضغط لجذبهم نحو التقوقع و العزلة الذاتية , و قد نجحت الى حد كثير فى الاستقطاب عبر هذه الوسائل , وهذا لا ينفى أن عدد من هؤلاء لم يسجلوا تراجعا و استطاعوا أن يؤكدوا عضويتهم , فمنهم من ارتضى خيار الموت على خيانة الجماهير و واجبهم التاريخى هذا , وليس بالضرورة أن هذه الأزمة يعانى منها مثقفى منطقة دون أخرى ( لاحظوا النجاح فى دق الاسفين بين الجماهير وطليعتهم من خلال طلبات اعادة التوطين و أيضا من خلال احصائية للأمم المتحدة حول النمو السكانى فى السودان و توزيعاته الطبوغرافية ...) , و أذاً القيادة الحقيقية تنبع من بينهم دون تمييز , وترتبط ارتباط وثيق بوعى الجماهير الذى ستساهم تلك القيادة فى نشره وهذا يتطلب عملاً مضنيا و مغامرة لا مجال فيها للحسابات الذاتية و ان لم نستبعدها بالكامل , هنا بعض المحاولات لآفاق أجوبة على أسئلة موضوعية تحتاج للتدقيق و التفصل بشكل أكبر ...
    .. ونواصل
                  

08-15-2005, 11:04 AM

محمد المبارك ابراهيم
<aمحمد المبارك ابراهيم
تاريخ التسجيل: 08-07-2005
مجموع المشاركات: 145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حال انطلاقنا صوب الريح ومهرجان الآمنا البهيج ... أو عندما صارت (أوراقنا لا تجدى نفعـًا ...) (Re: محمد المبارك ابراهيم)

    ... و يبدوأن المرحلة الحالية تعبر عن أعظم مراحل الصراع بالمنطقة و أكثرة رقيًا , وأقصد ابتعاده عن التمايز الأثنى (المعنى لا يفيد أن نتائج الحروب جيدة بل على النقيض فالمهزوم و المنتصر خاسرا و أكبر الخاسرين هو الوطن و الجماهير على مستوى الفقد المادى و البشرى ), ولهذا تحركت بعض القوى للدفاع عن مصالحها من خلال المحاولات للزج به فى مربع الطبيعة المتخلفة تلك , وقادت هذه المحاولات لبروز أزمة انسانية حادة جعلت المنطقة و البلاد على حدود تدخلات دولية , و لايعنى هذا رفضى للفكرة و لكن افرازات عديدة للعولمة جعلت من المسلم به عدم الاعتراف بالطبيعة الوطنية للقضايا و اعطاء الصراعات بعداً كونيًا , ومن نافلة القول أن هذه التدخلات مفتوحة الاحتمالات وليست الاجابة على نتائجها بالضرورة اجابية , و المسألة ليست بالأمانى أو الرغبات , كما و أن دارفور بصورة عامة تشكل حدودها تداخلاً معقدًا يجعل من فهم الصراع على أساس اقليمى أو دولى ذا بنية مؤسسُ لها فى الوعى الاجتماعى وكذلك التجارب , ويجب مراعاة مسائل مهمة تمثل مدخلاً جوهريًا للخطو بالاتجاة الصحيح :
    1. عدم التنازل عن مبدأى المسألة والمحاسبة .
    2. البعد عن النظر الى القضايا أو طرحها بحساب التوازن الأثنى و المصالح الذاتية .
    3. الاتجاه لتأسيس بنية لمؤسسات المجتمع المدنى كخيار بديل و موضوعى للأدارة الأهلية , وبمعنى أخر بناء علاقات حديثة بين أفراد المجتمع و بين المجتمع و الدولة .
    4. الاتجاه لجعل التعايش الاجتماعى السلمى واقعًا بالضرورة لطبيعة التكوين الثقافى المتعدد لبلادنا وذلك من خلال سيادة حق المواطنة و حكم القانون و المسأوة أمامه دون أى تمييز .
    5. الشروع فى ايجاد صيغ مثلى لتقاسم السلطة و و الثروة الوطنية .
    6. الاهتمام بوضع خطط عاجلة لمراجعة الوضع التنموى وصياغة آفاق للبنى التحتية للتنمية المستدامة .
    7. الاتجاه نحو تفكيك المليشيات الأهلية و ضبط حركة انتشار الأسلحة بالمنطقة .
    8. عقد مؤتمر لكافة التنظيمات و المؤسسات المدنية مع عدم تجاوز الادارات المحلية فى المرحلة الراهنة لاعتبارات موضوعية تحت رعاية دولية لضمان تنفيذ الاتفاقات التى يتوصل اليها .
    و يمكن من خلال هذه الرؤية التى تحتاج للمداخلة أن نشكل أرضية لبدء حوارنا حول المشكل الخاص بالاقليم و العام للوطن ...
    ونواصل
                  

08-17-2005, 10:10 AM

محمد المبارك ابراهيم
<aمحمد المبارك ابراهيم
تاريخ التسجيل: 08-07-2005
مجموع المشاركات: 145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حال انطلاقنا صوب الريح ومهرجان الآمنا البهيج ... أو عندما صارت (أوراقنا لا تجدى نفعـًا ...) (Re: محمد المبارك ابراهيم)

    ان القول بأن تحقيق هذه المبادئ سالفة الذكر فى الجزء الأخير ستكون عصا موسى السحرية التى تقود للخروج من الأزمة مجاف تمامًا للحقيقة , حيث أن الجماهير بدأت تصاب بالاحباط من فشل المفاوضات , وظهور كافة الأطراف بشكل غير جدى يجسدهم عارين من المسئولية التاريخية , وحتى ملذات البلاستك الدولية لم توفر للمواطنين الأمن ولا الكفاية من الحوجة , وأظهر ذلك القليل من وابل المطر والكثير الذى سيأتى من خلال الأوبئة التى نتيجة تراكم الأمطار , و الأخطر من ذلك مرور هذا الخريف الواعد دون زراعة . مما سيدفع بالمنطقة لتشهد مجاعة قد تكون طاحنة , وليس غد لنظره ببعيد , أعود و أقول أن على الحكومة و حركتى التحرير و العدل التعامل بجدية لوضع حد لهذه الأوضاع وعدم استغلال عاطفة الجماهير بالشعارات الكاذبة و التى تؤكد ذلك النتائج العملية لحراك المحاولات السلمية السياسية لحل الصراع , وملاحظ أن جميع الأطراف تلقى باللوم على بعضها فى تأجيل جولة 24 أغسطس بأبوجا على بعضها البعض و أختلط الأمر على الجماهير ويكاد اليأس يأتى على ما تبقى من أمل للخروج من الظلام الى الضياء .
    اذًا يبقى علينا أن نرمى بحجر فى هذه البركة التى بدأت تسكن لتتحرك , ففان سكونها وبقاء الحال على ماهو عليه ينذر بكارثة حقيقية على المستوى الاجتماعى و الانسانى , فعلى كاهل المثقفين تلقى أحمال القيادة , و ليس الهروب من هذا الدور ولنلقى بعواطفنا تجاه الريح و نسعى نحو التعامل بشفافية ونقد موضوعى لجميع المواقف و لنتمسك بالدفاع عن حقوقنا وليس مواقف الأطراف الأخرى لنشكل بذلك موقفًا واعيًا يدفعنا للمزيد لضمان تحولات حقيقية فى البنيات الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية , وهو بالضبط ما يمكنه توفير ضمانات لخدمة هذه التحولات للمصالح الجماهيرية , لا مكان للانابة فى هذا الظرف التاريخى الحرج ,ويجب علينا اختيار أمكنتنا الآن , ويجب الالتزام بعضويتنا من خلال التزام جانب الجماهير والانحياز لمشروعاتهم واتباع تنظيرنا بأنشطة عملية وسطهم , ليس هذا بغرض كسب ثقتهم بقدر ما يشير الى الالتزام بدورنا التاريخى الموضوعى فى المقام الأول . اننى خلال فترات طويلة أحاول جذب أكثر من محاور للبدء من هنا لتصحيح وضعنا وسط الجماهير
    ...
    ..
    ولى عودة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de