|
|
 وثقنـا فى الذئب، وتركنـا عنـده الحمل الوديـع.
|
ليت شعـرى، متى يعرف المثقفـون أن واجبهـم ليس التفـرج من المنصـات.. ونقـد كل من نصب الفاعل ورفـع المضـاف إليـه. وإنما هـو تسميـة الأشيــاء بأسمـائهـا.. ثم مناداتهـا بتلك الأسمـاء، دون خـوف أو وجل.
إن حكومـة الخـرطـوم ليست حكومـة بالمعنى المتعارف عليـه إلا شكلا.. وإنما هى عصـابـة إجرام عاديـة.. أو قل مافيـا محليـة إن شئت. تتقاتل فيمـا بينهـا على السيطـرة على ما ورثوه من الضحيـة الكبـرى -الشعب الســودانى- ويوهمـون مثقفيـه والعالم أنهـم حكومـة..
لقـد بدأت هـذه العصـابـة مؤامرتهـا على الســودان بإغتيـال الأستـاذ محمـود محمـد طـه، لأنـه كان العقبـة الأخيـرة دون وصولهـم إلى السلطـة.. ونجحت المؤامـرة نجاحـا باهـرا، وأفسح لهـم هـذا النجاح الطريق للخطـوة التاليـة، وهى الإقضـاض على السلطـة.. ولقـد كان مظهـر الخيانـة والخبث والنفاق فى اليوم الأول من حكمهـم، بأن سجنوا زعيمهـم كذبـا وزورا، ثم أعلنـوا كذبـا وزورا أيضـا أنهـم ليسـوا حزب الترابى. فما تنتظـر من إمام للمسلمين يكذب فى يوم الجمعـة، وفى أول يوم من توليـه الخلافـة، ثم بعـد بضـع سنين، من الكذب المستمـر، يعلن الأمام الذى أقام (الفريضـة الغائبـة) بكل بجاحـة، وبلا أدنى مسـؤوليـة، أنه كان يكذب على (المسلمين) طيلـة تلك السنين.
هـذه المهازل كلهـا إدانـة للمثقفين قبل أن تكون إدانـة للعصـابـة التى إلتحفت الدين الإسـلامى وهـو منهـا براء.
مـع الأسـف، ليس لدينـا فى السـودان مثقفين.. وإنمـا متعلمين كسـولين، ينظرون للجهلـة من المسياسيين الفاسـدين، أن يقكـروا لهـم بالوكـالـة.
إستـراجيـة عصـابـة الجبهــة هى:
1- المكـر
2- الخـداع
3- الكذب
4- الخيانـة
5- الغـدر حتى بالحليف
6- الإغتيالات بالأسـاليب التى يصعب أو لا يمكن كشفهـا، وهـم مدربون على ذلك.
7- شـراء الوقت بكل ثمن، حتى لو كان هـذا الثمن هـو الدين.
8- التنسيق الدائـم مع الحركـات الأرهابيـة الدوليـة مثل القاعدة والتظاهـر بمعاداتهـا، هم يتفقـون على هـذا العـداء الظاهـر مع القاعـدة نفسهـا، ويضحكون على العالـم فى مجالسهـم السـريـة.
9- إبتزاز الشعب الســودانى بمحاربتهـم فى الرزق، حتى يدخلوا فى ملتهـم.. وذلك بالتمكين لعضويتهـم وتفضيلهـم فى كل المعاملات، وعدم ضمان تكافؤ الفرص فى التجارة والصناعـة وغيرهـا لكل أفراد الشعب.
لقـد قلت أنهـم بدأوا مؤامرتهـم على الشعب السـودانى بإعدام الأستاذ محمـود محمـد طـه، ويقال أن المجرم بعـد جريمـة القتل الأولى، لا يرمش له طرف فى الجرائم التاليـة. فكان إغتيال الشـاب المسكين مجـدى من أجل دولارات ورثهـا من أبيـه ولم بسـرقهـا من أحـد، طبقـوا عليه شـريعتهـم التى تجيـز قتل من ينافس تجار الجبهـة فى السـوق.
ولقـد إغتالوا 28 من خيـرة ضبـاط القوات المسلحـة فى ليلـة عيـد رمضـان، من دون حتى محاكمـة جائـرة.. ولقـد صـار البشيــر بالموافقـة على هـذا العمل والأستمـرار فيـه، خائنـا للقـوات المسلحـة ولله واللشعب الســودانى، قبل أن يكون خائنـا لؤلاء الضبـاط الذين أكل معهـم الخبـز والملـح.. وسيكـون مدموغـا بهـذه الخيانـة لبقيـة عمـره.
وإذا كان البشيـر بـدأ عهـد الخيانـة والإجـرام يوم ثلاثين يونيـو أو الأيام التى سبقته للإعـداد لهـا، فإن على عثمـان محمـد طـه قـد بدأهـا قبل ذلك بكثيـر.. فهـو الذى قربـه الترابى بعـد القضيـة التى دافع فيهـا عن أحـد المهووسين عندما رفع الأستاذ محمـود قضيـة قذف ضـده.. وكان على عهمـان فاجـرا فى قاعـة المحكمـة، يشيـر للأخـوات الجمهـوريـات اللائى جلسن فى القاعـة مثل أى حضور عادى فى أى محكمـة، فما مان منه إلا أن توجـه إلى ذلك (الحضـور) بالتهكم والتجريـح، والقاضى لا يوقفـه.. حتى أعلن الأستـاذ محمـود سحب القضيـة، مسببـا.. وقال أن ساحـة المحكمـة أستغلت بواسطـة الدفاع للسيـر فى نفس نهج التجريـح والقذف الذى رفعت من أجله القضيـة.. وبالرغـم من تبجح القاضى المتواطئ بأن المحكمـة لم ولن تكون مسـرحا لأى طرف، إلا أن الأستاذ محمـود أصـر على الإنسحـاب منهـا.
على عثمان ملطخ اليدين بدمـاء الشهـداء والمواطنين الأبريـاء، وتلاحقـه لعنـات الأمهات الثكلى اللائ وأد أبنائهن فى الجنوب والعيلفـون وغيـرهـا، وألاف الأسـر التى شـرد أربابهـا من أعمالهـم (للصـالح العام) وهـو ليس إلا طالحـا عامـا. وتأمـر مع القاعـدة على حياة رئيس دولـة أجنبيـة فى بلد أجنبى، ثم تأمـر على شيخـه الذى علمه السحـر، ولم يكن ليجـد حرجـا فى قتل الترابى إن لم يجـد مخرجـا أخـر.. كل ذلك من أجل أن يحقق طموحـه فى أن يكون رئيسـا للجمهـوريـة فى يوم من الأيـام.
لقـد تسـاءلت كثيـرا، لماذا رضى على عثمـان بالدون.. بعـد أن نزل مرتبـة فى السلـم الدستـورى، والبروتوكول الدلوماسى.. لماذا لم يستقيل بعـد كل هـذه الإهـانـة.. والإجابـة هى أنه لم يرضى بمنصب نائب ثانى للرئيس من أجل المنصب.. ولكن من أجل أن يبقى فى القصـر فقـط، حتى لو كان مراسلـة.. لأن عنـده خطـة لا يستطيـع تنفيذهـا وهـو خارج القصــر.
ثم أنه مطلوب.. والحكومـة لا تستطيـع حمايتـه خارج القصـر، مثلمـا تحميـه وهـو فى القصـر.. إذا الخوف، والإستمـرار فى الجريمـة التى وصل فيهـا إلى نقطـة اللاعـودة، هما اللذان فرضـا عليـه قبول هـذا المنصب الدون.
ألم نقل أن هـذه ليست حكومـة بالمعنى المتعارف عليـه!
أخيـرا..
هل يمكن أن نثق فى هـولاء الناس، الذين يرتعدون خوفـا من الشعب بما كسبت أيديهـم من الظلم؟!!
نحن المثقفين مسـؤولون عن موت جون قرنق إلى حـد بعيـد.. فلقـد هلل المتعلمون وكبروا لما ظنوه سلامـا مع الذئب، فعـرفهـم الذئب بنفســه، مع الأسـف، للمـرة المئـة!
أبو الريش
|
|
 
|
|
|
|
Abureesh
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست