|
Re: عن الصحافة الصفراء --- جريدة الدار نموذجا (Re: Salih Merghani)
|
صالح العزيز،
لقد أثرت موضوعاً بالغ الأهمية لعله قد جال بخاطر كثيرين منا من قبل !
يسيئني أكثر ما يسيئني أن أرى نفر من الناس يخونون أمانة الكلمة ويروجون للقبح والابتذال عبر كتاباتهم المسمومة التي تصل لأنظار ومسامع الناس فتفعل بهم ما تفعل. وكأن بلد كالسودان مثقل بالجراح والأحزان والاحباطات لا ينقصه إلا تلك الكتابات المشبوهة غير المسئولة التي تضر كثيراً ولا تنفع. وأكثرما يثير العجب أن حكومة السودان الغراء التي دأبت على مصادرة أرقى صنوف الأدب والعلم لا تقابل إلا مثل تلك الكتابات بالتسامح وربما أيضاً بالدعم والتأييد.
"جريدة الدار" نموذج مخزي للصحافة السودانية ظلت قابعة على صدور الناس لسنوات عديدة تنشر سموماً وتدعو للتخلف والانحطاط عبر أخبار لا ندري من أين تأتي وليس هناك ما يدعم مصداقيتها. وهي في كل مرة، حين تقع في يدي بالصدفة، لا تخيب ظني حيث أجدها صامدة تسير على ذات المنهج التخريبي لا تتجاوب مع أي متغيرات تثنيها عن تعديل رسالتها – إن وجدت لها رسالة أصلاً - حتى تصبح أكثر نفعاً للناس.
وهي جريدة إذا حاولت أن تصنفها .. فلن تجد لها مكانا إلا حيث يجب أن توضع القاذورات والمهملات. لآ أتعجب مما أوردته من مقتطفات تشير إلي أن رحيل المناضل القائد جون قرنق كان هدية السماء لجريدة الدار وغيرها من الأقلام المستهترة. فقد كانت تلك هي الفرصة الذهبية التي هيأت المناخ لحملة الأقلام المليئة بالكراهية والأحقاد لأن يجدوا مادة ساخنة لمواضيعهم وهم في غيهم لن يضيرهم إذا كان هذا المسلك الذي ينتهجونه لا يؤدي إلا إلي إشعال الفتن ووضع الأصابع لتنخر في الجراح العميقة بدلاً من العمل على تضميدها. لقد شهد هذا المنبر ايضاً في الأيام القليلة الماضية - عقب رحيل المناضل البطل - عدة نماذج لهذا النوع من الكتابات الرخيصة التي استطاعت أن "تصطاد في الماء العكر" حيث انطبقت عليهم مقولة يرددها المصريون كثيراً في مواقف مشابهة "عايزين جنازة ويشبعوا فيها لطم" وهي تعني أن هناك من يستغل الحزن بما يحمله من عواطف نبيلة تعتري الصادقون من الناس لينعق كالبوم ويلتف حولها متسللاً كالثعابين لأغراض لئيمة أو لسلوك مستهتر في أحسن الفرضيات. ولكن مما يجب أيضاً اقراره انه كانت هناك اقلام شريفة يقظة في ذات المنبر أدركت ذلك المخطط الاجرامي وعملت بكل جهدها وطاقتها لاحباطه وتفويت الفرصة على مخربي العقول. يحضر في ذهني الآن: أبو ساندرا – عثمان محمد صالح – أبنوس – تراجي – مريم – ايمن – الواثق – حيدر بدوي – خدر – راني – برير – عدلان – عثمان – عادل – محمدين – جعفر – خالد – ندى – الملك – علا – سيف وغيرهم كثر .
نعود لجريدة الدار كنموذج فج للصحافة الصفراء وسط الجرائد السوادنية. معرفتي بجريدة الدار بدأت منذ عام 1999، حين كنت أقوم بدراسة بحثية حول العنف الأسري ضد النساء في السودان، وقد كان من ضمن المصادر الثانوية للدراسة تحليل للأخبار المستقاة من هذه الجريدة. وهنا دعني أصارحك القول بأن الأخبار التي وردت في الجريدة والتي كنت قد احتفظت بعينات منها كان من الممكن أن تلعب دوراً كبيراً في تسهيل مهمتي البحثية. فقد كان على قائمة فرضيات الدراسة أن تصل إلي أن العنف الأسري موجود في المجتمع السوداني شأنه شأن المجتمعات الأخرى على الرغم من أن الكثيرين يفضلون دفن الرأس في الرمال والتغاضي بل وانكار ذلك. تلك النماذج الخبرية للحوادت من جريدة الدار لم تكن لتكلفني عناء كبيراً لو كنت اعتمدتها كمصدر لدراستي، حيث أن ما نطالعه في الجريدة كل يوم يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن السودان ما هو إلا مكان يمارس أهله العنف كل يوم في اقبح صوره. ليس ذلك فقط بل أن كل المشاكل التي تقع في محيط الأسرة هي في المقام الأول مسئولية النساء على طريقة المقولة الفرنسية Cherchez le Femme أو "ابحث عن المرأة" ! ولكني والحمد لله لم أفعل حيث أن الطريقة التي تسوق الجريدة بها أخبارها أثارت لدي الكثير من علامات الاستفهام حول مصداقيتها والاعتداد بها كمصدر خبري موثوق به.
ما جا في مانشيت "الخيانة الزوجية" الذي يأخذ كاتبه الأمور على عواهنها فيطلق تعميماته المخلة وأفكاره الساذجة عبر قوله بأن النساء سبب كل المصائب، يتفق تماماً وخط الجريدة في تكريس دونية المواطن السوداني عامة والمراة السودانية بصفة خاصة. ولو كان أؤتي كاتبه قليل من العقل أو أنه على الأقل على دراية ولو متواضعة بما يدور حوله في مجتمع أبوي مثل مجتمعنا يعلي شان الرجل في كثير من الأحيان على حساب المرأة لكان قد راجع نفسه ألف مرة قبل إطلاق تصريحاته المضلله تلك! لا أدري ما الذي يقصده هذا الكاتب الغائب عن الوعي في هذا المقام بـ "الخيانة الزوجية"، ايقصد بها أن يكون الزوج على علاقة غير شرعية بإمرأة أخرى دون زوجته، أو أن يتزوج الزوج زوجة أخرى غالباً دون ابلاغ زوجته الأولي (إلي الثالثة!) وضمان رضاها وموافقتها كما توصي بعض المذاهب، أم أن يتجاوز الزوج وجهة نظر زوجته إذا كانت لا تقبل بأن يتخذ زوجة أخرى فيفعلها ويرفض تطليق زوجته(زوجاته) الأولي .... أم .... أم ....
أي خيانة تلك التي يتحدث عنها الكاتب والتي تتسبب فيها المرأة وهي لا تملك حتى حق تطليق نفسها ممن "أجبرته على خيانتها" كما يدعي فيلسوف عصره هذا ! ثم لنأتي بعد ذلك إلي الدوافع التي تأتي برجل ما لارتكاب فعل الخيانة ضد زوجته ليس لأي سبب غير أن زوجته الشريرة هي التي دفعته في هذا الاتجاه، وكأن هذا الرجل لا حول له ولا قوة. لن اتعجب إذا قال أحدهم لأنها لا تمشط شعرها و لا تهتم بمظهرها ... أو لأنها لا تجيد الطبخ، وقس على ذلك العديد من الدوافع التي تجعل الرجل يبحث عما يفتقده في زوجته في نساء أخريات مع الاحتفاظ بحقه في الابقاء على الزوجة القديمة .... لا أتوقع من مثل هذا الطرح الذي يرى ان المرأة ما خلقت إلا لخدمة الرجل والعمل على راحته وسعادته دون النظر لسعادتها هي ايضاً ، إلا أن يؤدي إلي طريق مسدود ... ولا ابالغ إذا قلت أن طرح كهذا لا يتأتي إلا من شخص جاهل مفلس لم يعبأ كثيراً بأن يطور أدواته المعرفية ولا يلجأ في صناعته للكلمة والفكرة إلا إلي ماعون غث ملئ بالخرافات والجهل ...
الكلمة شرف والكلمة مسئولية ومن ينوء بحملها ولايقدر عواقبها وجبت محاصرته ومقاطعته حتى يتراجع أو يذهب غير مأسوف عليه ...
لذا فإنني ومن هذا المقام أدعو الجميع لكتابة دعوات تصل للقائمين على "جريدة الدار" بغرض محاولة تصحيح النهج المدمر الذي تسلكه من بث أفكار تخرب العقول وتدعو لأفكار تكرس الدونية والفتنة والاحتراب بدلاً من أن ندعو لقيم إنسانية رفيعة تدعو للعدل والتسامح والسلام ...
لك كل الود والتحية يا صالح وشكراً على المبادرة،
أميرة عبد الرحمن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن الصحافة الصفراء --- جريدة الدار نموذجا (Re: Amira Ahmed)
|
Quote: الاخت العزيزة Amira Ahmed شكرا علي ايراد اللنك..ما كتب في صحيفة ""الدار" والصحف الصفراء الاخري
Quote: يشهد الله أنني كنت لا أحب الدكتور الراحل جون قرنق و كنت اعتبره مراوغا خطيرا
لا تختلف عن البوستات العنصرية التي كتبت هنا ...والذين كتبوها هنا وهناك هم من جماعة الهوس الديني والعنصري...لقد تقيأوا اردأ ما كانوا يختزنونه من مشـاعر الكراهية والحقد والعنصرية. |
المداخلة هي للأخ عمر على رداً على مداخلة سابقة في البوست الذي تفضل بكتابته الموجود تحت هذا الرابط: اســــوأ البـوستـات ســوءآ فـي بـث الكـــراهية والعنصـ...لي اخذ القانون باليد
سمحت لنفسي باقتباسها وايرادها هنا حتى نثري النقاش بهذا البوست وحتى يتسني لمن لم تسنح لهم الفرصة بالاطلاع عليه.
لا أعتقد أن لجريدة الدار نسخة الكترونية على الانترنت وهذا ما يجعل الحصول على أعداد منهاوالاطلاع على محتوياتها امراً غير متاح. ولذلك أتمنى أن يأتينا الأخ صالح بعينات من العناوين الرئيسية التي ترد بهذه بالجريدة. فما علمته أن جريدة الدار باتت مؤخراً تحظى بنسبة توزيع عالية جداً!
أميرة
| |
|
|
|
|
|
|
|