|
|
 حرب من نوع آخر...
|
حرب من نوع آخر
============
فتوى تكفير الانضمام للحركة الشعبية
ماذا بين الرابطة الشرعية للعلماء .. والمجلس الاسلامي التابع للحركة الشعبية؟!!
ياسر احمد عمر :تقــريـــر:
في الوقت الذي تعذر فيه الوصول إلى البروفيسور «أحمد علي الامام» مستشار رئيس الجمهورية لشئون التأصيل لأسباب تخصه تباينت إجابات عدد من الشيوخ والعلماء حول مشروعية تكفير المسلمين الذين يسعون للإنضمام الى الحركة الشعبية التي تحولت الى حزب سياسي بعد التوصل لاتفاق سلام أنهى «20» عاماً من الإقتتال بين الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان والحكومات السودانية المتعاقبة.
--------------------------------------------------------------------------------
الفتوى
وكانت فتوى أصدرها «25» شخصاً يمثلون الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان دعت إلى تحريم الانضمام للحركة أو التعاون معها تجارياً أو دعائياً واعتبرت الفتوى الحركة الشعبية بأنها تكيد للاسلام والمسلمين وتتخذ الكفار أولياء وأشارت الى ان الانضمام لحزب الحركة به موالاة ونصرة له والتعاون مع حزب الحركة تعاون على الاثم والعدوان ووجهت بعدم تأجير المحلات والمساكن والمكاتب لهم حتى لا يستعينوا بها كما قالت في نشر باطلهم والدعوة لكفرهم.
تحذير المجلس الاسلامي
من ناحيته حذر المجلس الاسلامي للسودان الجديد التابع للحركة الشعبية من ايقاد الفتنة التي اخمدها المولي تعالي بالتوقيع على الاتفاق الشامل واستشهد بالآية الكريمة (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب) واشار المجلس إلى أن الاحرى بعلماء الرابطة اصدار فتوى بشأن مادار وما يدور في دارفور من خزي وعار في جبين كل مسلم مدرك لجوهر الرسالة الاسلامية.
وطالب المجلس الاسلامي من الذين يحرمون الانضمام للحركة الشعبية بعقل الفتنة في مهدها «ولا سيما ونحن في المرحلة الإنتقالية وهي لاعادة وبناء الثقة المفقودة ومن جانبنا سنعمل بجدية من اجل وحدة حقيقية قائمة على انتماء حقيقي للوطن وليس استغلالاً رخيصاً لآيات قرآنية من اجل مكاسب دنيوية».
وقال ان الذين سولت لهم انفسهم باصدار الفتاوي أو صكوك الغفران في القرن الحادي والعشرين ان حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان لم يأت من فراغ كما قال واضاف بأنه جاء من معاناة الشعب السوداني ليعدل بين الناس.
فك الاسرى من البشائر
وقال المجلس الإسلامي الذي يتخذ من «ياي» مقراً له انهم يدعون إلى مجتمع انساني ذي قيم انسانية فاضلة ومجتمع للعدالة والمساواة والإخاء الذي دعت إليه الرسالات السماوية خاصة الاسلام معتبراً فك الحركة الشعبية لآلاف الاسرى من بشائر ذلك المجتمع ، وجدد المجلس تذكيره بآيات القرآن التي تظهر احترام الرسول «صلى الله عليه وسلم» لعهده مع المشركين ناهيك عن اهل الكتاب واستدل بالآيات (1 ، 90 ، 113 ، 114) من سور التوبة والنساء وآل عمران) وقال كنا نتوقع نسيان الماضي وان يكون هنالك لطف استقبال وحسن معاملة بعد هذه الفترة الطويلة من المقاطعة لقوله تعالى (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين) «النحل «125».
لا إكراه في الدين
ونوه الى وجود ما اسماه بأبجديات في العلاقة السودانية والاسلامية تتضح في تأمين الدستور الانتقالي على ان السودان دولة متعددة الاعراق والثقافات والديانات وان الاحزاب التي حكمت السودان بما فيها حزب المؤتمر الوطني بها مجموعات كبيرة من غير المسلمين، بجانب ان الاسلام يحض على تحية الاعداء وفرضية الرد على السلام (واذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ان الله كان على كل شيء حسيباً) «النساء «86». وتساءل بيان المجلس «هل حقاً يربطنا وطن واحد؟» ليحدد اذا كانت الاجابة بنعم بقوله تعالى (لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا إنفصام لها والله سميع عليم) «البقرة 256» وان المولى عز وجل حدد أحقية الآخرين - غير المسلمين - في الوجود والتعايش (انك لاتهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين) «القصص 56» وما تضمنته الآية «272» من سورة البقرة.ويختتم المجلس الاسلامي رده في انه لا يمكننا تكفير أحد ولا معرفة الغيب ولكن ولارسائنا دعائم الحرية والعدالة والمساواة بعد أن ملئت الارض جوراً.
اذا كان بنية المولاة
الشيخ حسين خالد عشيش السوري وهو من رابطة علماء المسلمين لا يجوز اطلاق صفة كافر على كل من يدخل الحركة الشعبية برغم انه يقول «لو سئلت عن الانضمام للحركة اقول لا يجوز ذلك» وان المرء يكون كافراً اذا كان دخوله بنية موالاة النصاري، وكلمة كافر كما قال كلمة كبيرة وليس من البسيط إطلاقها هكذا.
غاية الاحزاب
اما الشيخ د. الحبر يوسف نور الدائم القيادي بحركة الاخوان المسلمين في السودان يعتبر الدخول في الاحزاب الغاية منه خدمة الدين لان الاحزاب هي الوسيلة لبلوغ الدولة، والدولة في اعتقاده هي التي تحرس الدين بقوله تعالى (الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة..) وينصح كل من يريد الإنتماء الى حزب من الاحزاب بضرورة النظر في برامج وخطط وأهداف ووسائل ذلك الحزب للوصول لغاياته.
لم تكره أحداً في الدين
بينما يحرم الشيخ «حسن أبو سبيب» نائب الامين العام لطائفة الختمية التكفير على اطلاقه وقال لا يجوز تكفير مسلم نطق بالشهادتين ثم تساءل :
هل الذين ذهبوا وانضموا للحركة لم ينطقوا في الاساس بالشهادتين ؟ ويجيب : اذا كانوا هم اصلاً غير مسلمين فلا يصح ولا يجوز اطلاقاً ان نصدر عليهم فتوى بهذه الصورة اما اذا كانوا مسلمين وانضموا للحركة الشعبية وهم ينطقون بالشهادتين فلا يجوز شرعاً ان تكفر مسلماً نطق بالشهادتين.
واضاف ان الذين انضموا للحركة وهم مسلمون لا يمكن ان يوصموا بالكفر ولا يصح لأي من الناس رمي هؤلاء بالكفر وهم على رأيه لم يخرجوا عن الاسلام بل ذهبوا لعمل سياسي وفكري لا يتعارض مع الاسلام على الاطلاق والدليل كما اشار الى وجود النائب الاول د. جون قرنق الذي يعتبر احد حكام السودان الآن أدى القسم ويدير الحكم مع غيره ثم يسأل : هل يصح ان نرمي الشعب بالكفر لان النائب الأول للرئيس هو د. جون قرنق رئيس الحركة الشعبية ؟
ويقر بأنه في الاسلام لا اكراه في الدين، وايضاً الحركة كما أعلن لم تكره احداً في الدين بل تدعو الى فكر سياسي ليشمل كل السودان والدولة تسع المسلم وغير المسلم ليختم إفاداته بعدم صحة تلك الفتوى.
الكيد السياسي
ويعتقد كثير من المحللين السياسيين ان الفتوى بكفر من ينضم الى الحركة الشعبية عبارة عن ممارسة للكيد السياسي فقط قصد منه الحد ووقف تدافع الكثيرين للانضمام للحركة الشعبية بعد نجاح الاخيرة في كسب مناصرين لها في أوساط المسلمين والشماليين بعد تبنيها قضايا المهمشين والمجموعات المهمشة ووعودها بالعدالة والمساواة وفتح مكاتب لها في جميع اقاليم السودان وتحولها من حركة مسلحة الى حزب سياسي بعد التوقيع على اتفاقية السلام واتباع الحركة لاسلوب الإكتظاظ التعبوي الذي بلغ ذروته في إستقبال الحشود بالساحة الخضراء الذين استقبلوا قائد الحركة الشعبية «د. جون قرنق» النائب الاول لرئيس الجمهورية لدى وصوله الى الخرطوم للمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية بموجب اتفاق السلام.
ويرى محللون ومن بينهم د. الطيب زين العابدين الذي يشغل منصب الامين العام لمجلس التعايش الديني في السودان ان مثل تلك الفتاوي الخاصة بالتكفير لا تساعد على لم الشمل.
التهديد المنتظر
فيما ينسب بعض المحللين هنا اصل الفتوى وظهورها الى جهات توصف بالمتطرفة تعمل ضد اتفاق السلام الذي تم التوقيع عليه بين الحركة الشعبية والحكومة مطلع هذا العام بنيروبي وأن الفتوى كما اعتبرها المحللون ردود فعل غاضبة ومحاولة يائسة لتخريب الاتفاق بمسوغات دينية يُخشى في حال نجاحها إثارة النعرات العنصرية والفتنة الدينية مما يهدد السلام واستقرار البلاد وتهديد منتظر لطرفي الاتفاق الحركة الشعبية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم.
http://rayaam.net/syasia/syasa7.htm
الرأي العام بتاريخ 30 يوليو 2005..
وننتظر أن نسمع اليوم من خطباء المساجد إدانة التكفير ونبذ الكراهية وحث الناس على التعايش بين الأديان والأعراق واحترام السودانيين جميعا..
|
|
 
|
|
|
|
Yasir Elsharif
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست