|
|
 النار القادمة من ابيي .....الحكومة ترفض والحركة تؤيد والمسيرية علي حد السيف
|
أجراه: أمير عبد الماجد*
كادت تنقض الاتفاق.. وتصرع مفاوضات نيفاشا بالضربة القاضية الفنية، عندما برزت على مائدة التفاوض كعقدة يتوجب على الجميع وضع النقاط على حروفها... كثرت التصريحات.. وبدأ الاعلام في تداول الاسم والنزاع.
* في المفاوضات وبين ثنايا الحوار تقدم المبعوث الاميركي الخاص السناتور جون دانفورث بمقترح حمل اسم (مباديء الاتفاق بشأن أبيي) في التاسع عشر من مارس 2004م وسلمه للنائب الاول آنذاك على عثمان محمد طه ود. جون قرنق النائب الاول للرئيس حالياً وقائد الحركة الشعبية، واعتمد المقترح كأساس لحل النزاع بشأن أبيي.
* مقترح السناتور دانفورث المعتمد قال في ديباجته ان أبيي هي جسر بين الشمال والجنوب يربط شعب السودان وقال في المادة التي حملت الرقم (1-1-2) تعريفاً للمنطقة انها منطقة مشيخات دينكا نقوك التسع التي حولت الى كردفان في عام 1905م.. وهذه المادة لها ارتباط وثيق بالاشكال الحالي المتعلق بتقرير لجنة الخبراء وتجاوز صلاحياتها.. الى جانب البند خمسة في اتفاق أبيي الذي تحدث عن تحديد الحدود الجغرافية وقال في المادة (5-1) الآتي:
* تنشيء رئاسة الجمهورية مفوضية حدود أبيي لتحديد وترسيم منطقة مشيخات دينكا نقوك التسع التي حولت الى كردفان عام 1905م والمشار لها هنا بمنطقة أبيي.
* المادة (5-2) تشير الى الآتي: «تحدد الرئاسة تكوين مفوضية حدود أبيي والاطار الزمني المتاح لها، وتضم بين اعضائها خبراء وممثلين عن المجتمعات المحلية والادارة المحلية، على ان تنهي اعمالها خلال فترة السنتين الأولتين للفترة الانتقالية».
* تم تكوين مفوضية وضع حدود منطقة أبيي استناداً لمقترح السيناتور دانفورث وضمت (15) عضواً... خمسة اعضاء من الحكومة ومثلهم من الحركة الشعبية، بالاضافة الى خمس اعضاء من دول بريطانيا وجنوب افريقيا وكينيا واثيوبيا. وترأس لجنة الخبراء السفير دونالد بيترسون وهو سفير سابق للولايات المتحدة بالسودان.
* ويلزم ان اشير هنا الى ان العضو البريطاني في لجنة الخبراء هو الخبير الوحيد في التاريخ، وقد اتخذت المفوضية من العاصمة الكينية نيروبي مقراً لها وفوضت عبر نقاط واضحة ومحددة:
1/ أن يقدم كل من ممثلي الحكومة والحركة الشعبية الوثائق الكاملة للخبراء، وان يختتم الامر بمرافعة ختامية لأي منهما، ثم تعد لجنة الخبراء تقريرها بعد ذلك.
2/ تنحصر مهمة اللجنة في تقييم الوثائق المقدمة لها والمرافعات وغيرها من المستندات، لترسيم الحدود بين الشمال والجنوب في منطقة أبيي. ويقتضي ذلك ترسيم حدود كردفان التي كانت قائمة في عام 1905 ووضع تلك الحدود على خارطة..
* ونص التفويض بصورة واضحة على أن تقرير اللجنة يعتبر نهائياً وملزماً، بشرط أن يتم وفق الإجراءات واهمها ترسيم حدود كردفان عام 1905م ووضع هذا الترسيم على خارطة
* قدمت الحركة الشعبية دفوعاتها وقدم وفد الحكومة دفوعاته وسلم اللجنة اكثر من (40) وثيقة جمعت من بريطانيا والسودان وكينيا وغيرها، من بينها تقارير المفتشين الانجليز للاعوام 1902 - 1903 - 1904م، ومن بينها أيضاً تنصيب الناظر بابو نمر ناظراً لعموم المسيرية عام 1924م.
* أعدت لجنة الخبراء التي يرأسها السفير دونالد بيترسون وتضم كاساهون برصانو وشا دراك ى أور قوتو ودوقاس اتش جونسون وقودفري موربوكي.. اعدت تقريرها.. وهو التقرير الذي اعاد عقدة أبيي الى المحك مرة أخرى..
* لأن التقرير اعترف انه لم يجد مواقع قبيلة دينكا نقوك عام 1905م أو قل لم يستطع تحديد الموقع، ولم يحدد ايضاً المنطقة التي ضمت من بحر الغزال الى كردفان عام 1905 - أي ان اللجنة فشلت في تحديد مواقع قبيلة دينكا نقوك وفشلت ايضاً في تحديد المنطقة التي ضمت من بحر الغزال الى كردفان عام 1905م. وبدلاً من مخاطبة المفوضية بالصعوبات التي تواجهها في ترسيم حدود كردفان 1905 مثلاً، وكان من الممكن عندها ايجاد حلول للمشكلة بتوسعة اللجنة واستشارة خبراء.. او اللجوء لوثائق اخرى..
* بدلاً من (تعب القلب) قررت اللجنة وضع الخط (10) كخط يفصل قبيلتي المسيرية والدينكا ويفصل بالتالي بين الشمال والجنوب، واعتماد الخط (10) ادخل مناطق من كردفان للجنوب ما يعني دخول كل مناطق البترول الحالية التابعة لكردفان داخل حدود الجنوب.
* قبل ان نعرض تقرير الخبراء دعونا نتحدث عن التداعيات.. وابرزها بالطبع تداعيات القرار لدى المسيرية، وهي القبيلة التي تقطن المنطقة، هؤلاء رفضوا التقرير تماماً وقال القيادي البارز بحزب الامة وابن المنطقة عبد الرسول النور، ان اهل المنطقة رفضوا التقرير تماماً لخروجه عن التفويض واعتبروا ترسيم لجنة الخبراء خريطة للبترول المكتشف والمستخرج واهداءها لاشخاص لم يطالبوا بها اصلاً. وذهب عبد الرسول للقول ان انفاذه مستحيل، واذا اراد هؤلاء تنفيذه عليهم الذهاب الى هناك بالراجمات وطائرات الاباتشي الاميركية.
* رئاسة الجمهورية.. ودعونا نقول ان الرئاسة نفسها منقسمة على نفسها - وهو امر منطقي - استناداً الى الرؤى المختلفة هنا وهناك... والمؤتمر الوطني ممثلاً في حكومته لن يقبل قرار لجنة الخبراء، أما الحركة الشعبية فقد رحبت بالامر واعلنت انه نهائي على لسان قائدها والنائب الاول لرئيس الجمهورية حالياً د. جون قرنق الذي قال نصاً.. (ان المخاوف التي برزت بعد تقرير لجنة الخبراء ليست خطيرة، لكن التقرير ملزم بنص اتفاق نيفاشا).
* المواقف مختلفة اذن.. الحكومة في شقها الاول (المؤتمر الوطني) لديها رأي واضح.. لجنة الخبراء تجاوزت تفويضها..
* السكان المحليون من قبيلة المسيرية رأيهم ان اللجنة خرجت عن اطار التفويض، وقالوا ان الانفاذ صعب لأن المنطقة حالياً لا يوجد بها سكان من دينكا نقوك والموجودون على الارض هم المسيرية... كيف سيتم توطين هؤلاء.. واين... مع رفض المسيرية للتقرير وربما رفضهم المشاركة في لجنة ادارة المنطقة، وهو مجلس حسب اتفاق نيفاشا سينشأ لادارة منطقة أبيي ويضم (20) شخصاً تعينهم رئاسة الجمهورية في الفترة قبل اجراء الانتخابات على ان يأتي هؤلاء بالانتخاب بعدها.
* المسيرية لن يشاركوا في اللجنة بعد التقرير... واذا لم يتوقف الامر هنا... ستجد الرئاسة نفسها امام خيار واحد وهو تعيين لجنة من قبيلة دينكا نقوك لتحكم المنطقة.
المسيرية تحركوا هنا وهناك.. عقدوا لقاءات بقيادات الدولة... ومن المفترض ان يسلمول مذكرة لرئيس الجمهورية اليوم و يبدو ان الرئيس سيجد نفسه محاطاً بمهددات حقيقية قد تنسف السلام وتهدداستقرار البلاد والعباد.
* تقرير الخبراء قد ينسف الاتفاق والرئاسة، ويعيد ترتيب الاشياء كلها من جديد وفي مقدمتها البترول الذي سيصبح وفقاً للتقرير جنوبي الملامح تماماً بدخول مناطق هجليج والميرم وكيلك وغيرها.
* دعونا نستعرض أهم نقاط تقرير (الخبراء) الذين وضعوا على صدره اشارات واضحة، تقول انه في حال اخفاق المفوضية المكونة من خمسة عشر عضواً في الوصول الي اجماع حول ترسيم حدود أبيي، فإن قرار خبراء ترسيم الحدود سيصبح نهائياً وملزماً للجميع.
* عليه فقد تعثر وصول الطرفين المتمثلين في حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان في تسوية خلافهما حول وضعية أبيي، ولذلك فإن القرار الذي سيتوصل إليه الخبراء الخمسة سيكون نهائياً في ترسيم حدود أبيي.
* عقدت المفوضية أربعة عشر اجتماعاً بمنطقة أبيي استمعت خلالها الى افادات (104) أشخاص بينهم (47) شخصاً من الدينكا و(57) من المسيرية، وذلك في الفترة من (14-20) أبريل، وتم سماع هذه الشهادات في اجتماعات مفتوحة و(على اليمين) أمام جمهور غفير.
* اللجنة استمعت ايضاً الى شهادات في مدن أبيي - قلة - الانقار - بول - ديمبويا - داك جور - لاو - أم بلايل - تورداخ - شقيب - نقي - لوكجي - كول بث - أقوك) بمناطق الحركة الشعبية والمجلد. وقد خصص وقت لسماع اسئلة المفوضية للشهود خلال سبعة اجتماعات فقط عقدت بمدن (أبيي - أقوك - المجلد).
* يقول تقرير اللجنة ان الشهود تحدثوا عن وقائع دارت قبل فترة طويلة سبقت عام 1905م، واخرى قبل هذا التاريخ مباشرة، لكنهاحسب اللجنة كانت ضئيلة في التفاصيل، وافادات الدينكا والمسيرية جا ءت متعارضة تماماً،ورغم ذلك لا احد انكر ان كلا من المسيرية والدينكا كانوا يستخدمون نفس المنطقة، لكن الخلاف تركز حول إن كان الاستخدام يعني امتلاك المنطقة.ام لا
* المسيرية حسب التقرير حجتهم استندت الى ان الارض الممتدة من منطقة سكنهم شمالاً وحتى جنوب بحر الغزال، ظلت ملكاً لهم منذ قرون خلت، وان دينكا نقوك عبارة عن وافدين جدد اذنوا لهم - أي ان المسيرية أذنوا لهم بالاقامة في المنطقة - جنوب النهر كضيوف، وليست هناك حدود بين المجموعتين، بالاضافة الى ان المنطقة باكملها كانت ضمن حدود كردفان الادارية وليس بحر الغزال، وتأكيداً لهذا الادعاء فإن بعض الشهود قالوا ان دينكا نقوك لم يدفعوا أية ضرائب لبحر الغزال وانهم ظلوا تابعين ادارياً باعتبارهم جزءاً من المسيرية، وان سلطانهم كان يأتي في المرتبة الثانية بعد ناظر المسيرية، بالاضافة الى ان المسيرية اقاموا مشروعات لزراعة القطن، في اماكن مثل ناما الواقعة في اقصى الشمال - وهي منطقة يدعى الدينكا ملكيتها.
* حجة دينكا نقوك يساندها دينكا توينج وربك ورورينج، على اساس انهم اقاموا بمنطقة النهر (بحر العرب - كير - والرقبا الزرقان نقوك) قبل وصول المسيرية الى منطقة المجلد. ولذلك لم يحلوا في المنطقة كضيوف، كما انه قبل واثناء عام 1905م كانوا يسكنون في المنطقة شمال وجنوب بحر العرب (كير) ولم تحدث تغيرات في سكناهم الدائمة أو مناطق رعيهم خلال الفترة من (1905 - 1965م) وقد ادلوا في شهاداتهم بأسماء مناطق سكنهم ومراعيهم خلال سلطات نقوك التسع.
* الحكومة استندت في موقفها الذي طرحته في المفوضية، على أن المنطقة الوحيدة التي تم فصلها من بحر الغزال والحقت بكردفان عام 1905م، عبارة عن شريحة من الارض واقعة جنوب بحر العرب (كير)، وان الدينكا نقوك كانوا يقطنون جنوب منطقة بحر العرب (كير) قبل عام (1905)، ثم هاجروا الى المنطقة شمال النهر بعد ان تبعت ادارياً لكردفان، وعليه يجب تحديد منطقة أبيي على أساس انها المنطقة التي تقع جنوب بحر العرب، واستبعاد كل المنطقة شمال النهر، بما في ذلك مدينة أبيي نفسها من ذلك التحديد.
* موقف الحركة الشعبية (حسب التقرير) مناقض لموقف الحكومة، اذ يقوم موقفها على افتراض ان دينكا نقوك اثبتوا الادعاءات التاريخية حول ملكيتهم لمنطقة تمتد من حدود كردفان - بحر الغزال حتى شمال الرقبا - ازراقا نقوك. وان هذا الحد يجب ان يمدد في خط مستقيم على طول خط العرض (10-35) شمالاً.
* مرافعات الحكومة والحركة وإفادات الشهود، ناقضت بعضها البعض الى حد كبير، ولم تثبت صحة موقف أي من الاطراف كما يقول تقرير اللجنة، لذا لجأ هؤلاء الى الارشيف ومصادر اخرى في السودان والمملكة المتحدة وجنوب افريقيا للحصول على بينات أكثر.
* البحث في ثنايا البينات اقتصر على الوثائق المعاصرة لفترة الحكم الثنائي (1899 - 1956)، أو تلك التي تشير الى هذه الفترة. وقد لاحظ الخبراء عدم وجود خارطة توضح منطقة دينكا نقوك عام 1905م، بالاضافة الى ان الوثائق التاريخية الخاصة بالحكم الثنائي لا تقدم الدليل القاطع لحدود منطقة دينكا نقوك في تلك الفترة. وفي تحليلهم للمادة التي تم جمعها قام الخبراء بتطبيق المنهجية المتعارف عليها تاريخياً والقاضية بمقارنة افادات الشهود الشفاهية بالمادة المدونة، كما ان الخبراء اهتدواحسب التقرير بالمباديء القانونية في تحديد أحقية ملكية الارض التي اتبعها البريطانيون ابان ادارتهم لمستعمراتهم في افريقيا بما في ذلك السودان.
* نلاحظ هنا في التقرير - الذي سنحلله لاحقاً - ان لجنة الخبراء تائهة بلا دليل.. لا تملك ما يعضد رؤيتها او يسند اي افتراض يجعلها تخرج الى فضاءات قرارات قاطعة كالتي اتخذتها.. لذا لجأت الى فرضيات اوردتها في التقرير، وهي فرضيات قال الخبراء انها برزت من خلال مرافعات الحكومة والحركة الشعبية والافادات السماعية.
* الخبراء قالوا انهم اخضعوا هذه الفرضيات للتحليل القائم على البنية التاريخية ذات الصلة -مكتوبه نصا في التقرير.
* الفرضية الأولى تقول إن منطقة دينكا نقوك امتدت اصلاً الى الاوضية لذلك فالحد بين دينكا نقوك والمسيرية يجب ان يمتد من بحيرة كيلك الى المجلد (شهادة دينكا نقوك السماعية).
* في هذه الفرضية قال الخبراء إن الوثائق المعاصرة التي تشير الى المنطقة بين الاوضية وبحر العرب قبل بداية القرن العشرين قليلة جداً، واحد هذه المصادر القليلة ما دونه (دبليو- جي) الذي أقام في دارفور خلال الفترة من (1794-1795) حيث أفاد ان المسيرية أقاموا في منطقة بركة (بالقرب من المجلد) والدينكا وجدوا في الجنوب الشرقي، وكان الفاصل بين المجموعتين رحلة تستغرق خمسة ايام. وقد أيد ذلك (كي- دي- هندرسون) الذي كان مفتشاً لمركز النهود في الثلاثينيات. وقد قدر هندرسون أن يكون وصول عرب البقارة منطقة المجلد خلال العقد (1965-1975) وقال ليس ثمة شك في ان المجلد كانت وستظل المركز لدار حمر - كما ان ضباط مركز كردفان الذين سافروا الى جنوب كردفان عامي (1901- 1905) افادوا ان المجلد كانت رئاسة الحمر، بالاضافة الى افاداتهم ان كيلك كانت ايضاً ضمن منطقة المسيرية الحمر. وقد كتب اختصاصي علم الاجناس أيان كونسسون عام 1954م. وكونسسون كما جاء في التقرير شخص عاش بين المسيرية الحمر خلال الخمسينيات، كتب يقول (يعتبر المسيرية الحمر ان المجلد دارهم، فوصولهم لها من البحر شكل مناسبة ابتهاج عظيمة).
توصل الخبراء من الفرضية الاولى حسب التقرير، الى ان الزعم بأن الحدود بين دينكا نقوك والمسيرية تقع في المنطقة بين المجلد وكيلك لا اساس له، وطبيعي ان ينفي ذلك امكانية أن الاوضية هي الحدود بين المجموعتين..
* لدى بعضنا تحفظات هنا وهناك.. دعوها الآن ودعونا مما توصلت له اللجنة، اتفقنا حوله او اختلفنا ، سنعود لنفند كل الفرضيات و(لسه بدري) فهي (9) فرضيات.
* الفرضية الثانية تقول (حسب التقرير) ان منطقة المسيرية اصلاً جنوب بحر العرب وحتى الحدود الحالية بين كردفان وبحر العرب (شهادة المسيرية) في مطلع القرن العشرين تركزت مناطق المسيرية الحمر الرعوية خلال مواسم الجفاف بالقرب من نهر نقوك وليس بحر العرب، وبالتحديد جنوب بحر العرب، وفي يناير 1908م واكتوبر من نفس العام أفاد حاكم كردفان ولكيس لويد ان المسيرية الحمر قد اخذوا ماشيتهم الى بحر الحمر (نقوك) خلال موسم الجفاف. وقد كرر هذا القول مدير المركز (آر- بي-ينس) بمبروك في تقرير عام 1916م قال من خلاله (بمجرد توفر العشب واختفاء الذبابة ينتقل حمر الى مناطق المياه في بحر الحمر، ولم يقم المسيرية الحمر بتوسيع دائرة رعيهم جنوباً حتى بحر العرب، إلا بعد سنوات لاحقة. وقد أوضح الميجر نتريجتون احد موظفي بحر الغزال في تقرير له عام 1923م، انه شكا من اعتداءات العرب بمواشيهم على تلك المنطقة.
* يقول التقرير إن كونسيون ذكر ان هجرة المسيرية الداخلية كانت على طول حزام السافنا الذي اتسم ببيئة طبيعية، لا هي شبه صحراوية في الشمال، ولا هي مستنقعات موسمية في الجنوب. ومن جانبهم أقام دينكا نقوك على طول الانهار والممرات المائية، وأقام المسيرية الحمر والنقوك في بيئاتهم المختلفة لفترات طويلة، الشيء الذي انعكس في اختلاف مواشيهم. وهو دليل قالت لجنة الخبراء في تقريرها - وهي تحلل الفرضية الثانية - انه حجة واضحة لطول اقامة المسيرية الحمر في المناطق النهرية.
* التقرير قال أيضاً في سياق تحليل هذه الفرضية، انه من المفيد النظر الى كيفية معالجة حالة موازية لتلك التي نتحدث عنها، فقد نشأ نزاع في مطلع القرن العشرين بين دينكا ملوال في بحر الغزال وعرب الرزيقات في دارفور، ادى الى توتر مستمر بين الطرفين، فاصدرت سلطات الحكم الثنائي عام 1924م قراراً اعترفت بموجبه بمطلب الرزيقات ومددت حدودهم الى (12) ميلاً جنوب بحر العرب، ولم تتخذ قراراً مماثلاً في ما يتعلق بحالة دينكا نقوك والمسيرية، اذ انه وطوال فترة الحكم الثنائي لم يطالب المسيرية بصورة رسمية بتمديد حدود منطقتهم الى جنوب بحر العرب.
* هذه هي الفرضية الثانية.. لن نثير تساؤلات... هناك تساؤلات كثيرة.. دعونا نطرح الفرضية الثالثة التي وردت في التقرير وهي فرضية تقول:
* دينكا نقوك وآخرون وافدون جدد للمنطقة، بعد ان نزحوا من جزيرة الزراف في اعالي النيل في القرن التاسع عشر، واصبحوا بلا ملجأ، فاستضافهم المسيرية الحمر في منطقتهم كلاجئين بناءً على طلبهم (شهادة المسيرية ومرافعة الحكومة).
* اذا كانت افادة دبليو جي براون تدل على ان المسيرية كانوا في منطقة المجلد - بركة، فانها تدل بنفس القوة على ان الدينكا اقاموا في منطقة رقبة الزرقا في نفس التاريخ. وقد كتب هندرسون (وهذا تحليل من لجنة الخبراء يبدأ من السطر الثالث للفرضية) - كتب هندرسون في دراسة حول هجرة المسيرية ابان تولي كوال دت حكم أبيور: انتقل دينكا نقوك غرباً على طول منطقة نقول وكان ذلك بفارق جبل واحد قبل مجيء البقارة جنوب الى تندرا. وقد ذكر هندرسون ان كوال دت وصل الى نقول خلال الفترة من (1745 - 1755) وتوضح البحوث التاريخية التي اجريت في اعالي النيل عدم وجود علاقة بين هجرة النقوك الى كردفان، وبين الوقائع التي احاطت بتوسع النوير شرقاً الى جزيرة زراف في القرن التاسع عشر.
* هذه البينة قاطعة كما يقول التقرير و(يقفز) الى انها تنفي ان يكون النقوك قد وفدوا الى المنطقة في مطلع القرن العشرين، كما انه ليس هناك ما يدل على ان النقوك طلبوا المأوى من أبو قرون أو علي جلة، فالاخير ظل يشن الغارات على دينكا نقوك وتويج خلال الاعوام الاولى من القرن العشرين، ومن ثم لا يمكن أن يطلب منه النقوك أن يأويهم.
* ويذهب الخبراء في تحليل هذه الفرضية، الى القول بأن النقوك هم من آوى المسيرية بالاستناد الى هندرسون الذي ذكر في دراسة له حول هجرة المسيرية، ان قوات المهدية طردت المسيرية الحمر غير الموالين لها من منطقتهم (1898م)، وقد وجد هؤلاء المأوى عند السلطان أروب نيونج في مستنقعات براليل.
يقول الخبراء في تقريرهم إن التأكيد على أن دينكا نقوك فقدوا المأوى محفوف بالشك في ظل الملاحظات التي اوردها الرسميون البريطانيون عام (1902)، فعلى سبيل المثال لاحظ الحاكم مانهون خلال رحلة قام بها من الابيض الى منطقة السلطان أروب عام 1902م، ان النقوك كانوا ميسوري الحال، وقد امتلكوا اعداداً كبيرة من المواشي، وهذا يتناقض مع الملاحظات حول الفقر النسبي الذي ساد في منطقة المسيرية الحمر.
* انتهت الفرضية الثالثة.. ولم ينته التقرير بعد.. دعونا نسأل.. لماذا تم التحليل على هذا النحو؟...منطقي ام متحامل؟.. ولماذا أصرَّ الخبراء على الاستناد الى مراجع وشخصيات محددة ستلاحقنا في كل الفرضيات التي لجأت لها اللجنة، بعد أن (تاهت) وقررت عدم العودة الى المفوضية والذهاب الى افتراضات ونتائج تتجاهل حتى التفويض الممنوح لها؟؟
* هل هذه هي كل الفرضيات التي برزت من خلال افادات الحكومة والحركة الشعبية والشهود... فما هو المعيار الذي استندت عليه اللجنة لتحديد ان هذه فرضية وتلك مجرد طق حنك؟.. وما علاقة الحكم الصادر عبر التقرير بالكره الشديد الذي يكنه العضو البريطاني للشمال.. دعونا نطرح الأمر كله والمواقف كلها والتقرير كله.. لنرسم صورة ما قبل وما بعد.. ونعرض تداعيات تسليم المسيرية مذكرتهم لرئيس الجمهورية اليوم.. فمواقف الجميع ستحدد ان كان في الامكان الحديث عن اتفاق للسلام والتنمية والإعمار.
صحيفة الصحافة
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: النار القادمة من ابيي .....الحكومة ترفض والحركة تؤيد والمسيرية علي حد السيف (Re: امير عبد الماجد)
|
اخر التطورات اخي بريمة موجود في بوست عن المؤتمر الصحفي للمسيرية انتهي قبل حوالي ساعة الماقف متباعدة حتي الان الحكومة مع موقف المسيرية الرافض للتقرير الحركة طبعا مع موقف دينكا نقوك الرئاسة في ورطة نصها مع التقرير ونصها التاني رافض التقريريعني مؤتمر وطني وحركة شعبية ومع ذلك يبرز بوضوح ان المسالة ذات علاقة مباشرة بالبترول في المنطقة لان التقرير وارجو ان اجد فرصة لنشره علي البورد يضع حقول البترول كلها داخل الجنوب بالاضافة لمساحة كبيرة جدا من الارض وهي اراضي لم يطالب بها الجنوبيون عبر المفاوضات الطويلة كالميرم وهجليج وغيرها عموما المسيرية سلموا رئاسة الجمهورية مذكرة رافضة للتقرير علي اعتبار ان لجنة الخبراء لم تلتزم بالتفويض في انتظار التطورات وقادة المسيرية عموما يخشون من الاوضاع التي قد تشتعل علي الارض في ابيي
| |
|
|
|
|
|
|
| |
امير عبد الماجد
Biraima M Adam
luai
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست