|
|
 كوندي.. في الخرطوم اليوم.. ماذا يمكن أن تفعل ?
|
كوندي.. في الخرطوم اليوم
ما الذي يمكن أن تفعله في زيارتها الخاطفة
إعداد: صباح أحمد
عندما قالت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية الشهر الماضي إنها ستشهد حفل تنصيب د. جون قرنق نائبا اولا لرئيس الجمهورية حال توصلت الحكومة السودانية الى تسوية لأزمة دارفور.. فان كوندي كانت بقولها ذاك ترسل اشارات متعددة الاتجاهات للرأى العام الامريكي والعالمي.. وفعلا لم تحضر (كوندي) الى الخرطوم..
وكوندي هو اللقب المحبب الذي ينادي به الرئيس الامريكي بوش وزيرة خارجيته كونداليزا رايس المقربة جدا منه لدرجة انها تناديه بزوجي العزيز طبقا ل(النيوزويك).
وكونداليزا رايس التي ستهبط اليوم في مطار الخرطوم لاول مرة لا تحتاج اجندتها لان تصطحب معها اكثر من حقيبتها اليدوية الصغيره مع ان مراقبين يشيرون الى امكانية اكمال جدول تطبيع العلاقات بين السودان وامريكا في هذه الزيارة.
والحقيقة ان رايس تأتي للخرطوم بعد سلفها كولن باول لتجد عدة محطات تستحق التوقف عندها.. قرنق في القصر الجمهوري.. الامم المتحدة تشير الى تقدم في دارفور ومحكمة الجنايات الدولية مازالت تخطو نحو المحاكمة الجنائية والخرطوم عقدت محاكمات في نيالا لمتورطين في ا لازمة وبرونك قادم للتو من اسمرا حاملا جدول مفاوضات الشرق المنتظر ان تلتئم اغسطس القادم..
فماذا ستفعل كونداليزا رايس في الخرطوم وما الذي يمكن ان تفعله في زيارة خاطفة؟
* المتحدث باسم الخارجية الامريكية في واشنطون شون مكور ماك قال إن رايس ستقوم خلال زيارتها للخرطوم بالتأكيد على دعم الولايات المتحدة لتطبيق اتفاقية السلام الشاملة وحث الحكومة على انهاء ازمة دارفور.
وفيما تحاشت واشنطون الاشارة الى ان زيارة رايس من شأنها أن تعلن اية خطوات ايجابية تجاه العلاقات الثنائية مع الخرطوم ارسلت الاخيرة اشارات واضحة اكدت خلالها استعدادها لتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية في اطار علاقات (سوية) تقوم على الاحترام المتبادل وتبادل المصالح ودور ايجابي لامريكا في انفاذ اتفاقية السلام.
وكان د.مصطفى عثمان اسماعيل وزير الخارجية قد جزم بأن التطبيع لن يكون ذا قيمة مالم يتم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب ورفع كافة العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية المفروضة على السودان من قبل الادارة الامريكية.
اذا.. فالحكومة تشترط لتطبيع العلاقات مع امريكا ان يتم رفع كافة العقوبات عن السودان بجانب رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للارهاب وهو الامر الذي اعتبره مبارك الفاضل مساعد رئيس الجمهورية السابق ورئيس حزب الامة الاصلاح والتجديد مجرد حديث لـ (الاستهلاك السياسي) وقال الفاضل إن الحكومة في موضع لا يسمح لها بالاشتراط على امريكا.. وزاد بالقول إنه لا توجد حكومة الآن، فقط هناك اطراف سلام، لم تتشكل حتى الآن الحكومة او الارادة الموحدة وعندما يحدث ذلك يصبح الحديث وقتها عن التطبيع ممكنا. وبهذا يبقى بحث تطبيع العلاقات بين البلدين امرا مستبعدا عند مبارك الفاضل..
والراجح ان جدول زيارة رايس سوف لن يخرج عن اطار بحث تطورات عملية السلام والعلاقات الثنائية بين البلدين والمستجدات على الساحة السياسية وستبتدر رايس لقاءاتها حسب جدول الاعمال المعلن بلقاء وزير الخارجية ثم لقاء الرئيس البشير ونائبه الاول د. جون قرنق قبل توجهها للفاشر للقاء والي شمال دارفور وبعثة الاتحاد الافريقي .
ومن الواضح ايضا ان المحاكمات.. ومحاسبة المتهمين بارتكاب جرائم حرب في دارفور هي التي تشغل بال رايس في المقام الاول... هكذا قال صفوت صبحي فانوس استاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم تعليقا على زيارة رايس عندما سألته رأيه عن الزيارة ورأى انه كلما كان هناك تطور ايجابي في هذا الشأن كلما كان هناك تطور ايجابي في مسار العلاقات السودانية الامريكية من ناحية رفع العقوبات عن السودان ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي الخ...
ويعبر فانوس عن اعتقاده في ان زيارة رايس للسودان جاءت بغرض معرفة تطورات الاوضاع بأقليم دارفور..
اذا وبحسب استاذ العلوم السياسية فإن كوندليزا رايس قدمت للخرطوم اساسا لزيارة اقليم دارفور وبالتالي الالتقاء بالمسؤولين في الحكومة والامم المتحدة والاتحاد الافريقي لتجميع معلومات اولية وبناء على ذلك تحدد امريكا علاقتها بالسودان.
لكن مبارك الفاضل ربط بين حل ازمة دارفور وحل بقية المشاكل في الشرق وتقدم المسار الديمقراطي في البلاد وبين تطور العلاقة بين السودان وامريكا وقال إن امريكا لازالت تتعامل مع الحكومة السودانية بسياسة الجزرة والعصا.. ولم يتغير في الامر شئ وان كان الفاضل يرى ان ماكان يحدث بين السودان وامريكا حاليا (تطبيع) موضوعاته محدده الا ان كوندليزا رايس كما قالت وزارة الخارجية الامريكية ستقوم خلال زيارتها للخرطوم بالتأكيد على دعم الولايات المتحدة لتطبيق اتفاقية السلام الشاملة وفي هذا الشأن يقول فانوس إن رايس ستحمل الحكومة والحركة الشعبية رسالة واضحة وحاسمة مفادها ضرورة تطبيق اتفاق نيفاشا وتنزيل بنوده الى ارض الواقع باعتبار ان امريكا ستكون حريصة خلال الست سنوات القادمة على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في نيفاشا وان كان فانوس في ذات الوقت لم يحدد الكيفية التي ستضغط بها امريكا لتحقيق ذلك.
ولا يتخيل فانوس مثلا ان تناقش رايس مع الحكومة مشكلة فلسطين او حتى العلاقات السودانية - الارترية معبرا عن اعتقاده التام بأن زيارة وزيرة خارجية امريكا مربوطة بالوضع الداخلي في السودان.
يذكر ان زيارة كوندليزا رايس الى السودان تشمل ضمن جولتها الحالية في افريقيا والشرق الاوسط التي بدأت امس وتنتهي يوم 24 من الشهر الجاري دول السنغال والاراضي الفلسطينية واسرائيل.
ورغم ان مراقبين يرون ان زيارة كوندليزا رايس للسودان جاءت متأخرة بعض الشئ فقد كان من المأمول حضورها مناسبة تنصيب د. جون قرنق نائبا اولا لرئيس الجمهورية خاصة وان سلفها كولن باول كان قد حضر التوقيع النهائي على اتفاقية السلام السودانية في التاسع من شهر يناير الماضي غير ان وزارة الخارجية الامريكية اكتفت بحضور روبرت زوليك الممسك بملف السلام بها.
لكن .. ورغم كل شئ فان (كوندي) اخيرا في الخرطوم.
كونداليزا كما يصفها مساعدوها امرأة انيقة في الواحد والخمسين من عمرها تحتفظ بمرآتين في مكتبها كي ترى نفسها من الخلف فضلا عن الامام. تتمتع بابتسامة عريضة هادئة، محترمة تتصرف دون ضوضاء لكن بحزم وتمتلك قدرة هائلة على ضبط النفس وتتمتع بثقة الرئيس بوش الكلية وكثيرا ما تتكلم باسم بوش وان كان البعض لازال يتساءل عن إلى أى حد تؤثر رايس في تفكير بوش وقراراته، ويجزم في ذات الوقت بانها تلعب دورا حاسما ولو كان خفيا الى حد بعيد في التوجه الشامل لسياسة الرئيس الامريكي الخارجية.
وطوال مسيرتها قابلت قوى مصادمة ومنشقين مرتفعي الاصوات لكنها كانت تبدو غير متضايقة ومصممة على ان تحقق الامور حسبما تريد..
وتشترك رايس وهي متدينة جدا من الكنيسة المشيخية مع بوش المنتمي الى الكنيسة المنهجية بروح مسيحية قوية.. كانت لديها ذات مرة آمال ان تصبح عازفة بيانو في فرقة موسيقية ولازالت تعزف ببراعة حتى انها قبل عامين شاركت احد العازفين المشهورين العزف امام 2000 شخص باحدى القاعات الكبرى،، وعندما كانت رايس في سن الـ 11 اخذها والدها الى واشنطون حيث وقفت امام البيت الابيض حيث شجعها على الاعتقاد بانها تستطيع ان تصبح رئيسة في يوم من الايام ويومها قالت لابيها يوما ماسأكون في هذا البيت وبالرغم من انها بدت أمنية منافية للعقل في ذاك الحين إلا أن كونداليزا رايس جعلتها تتحقق
|
|
 
|
|
|
|
صباح احمد
wadalzain
Biraima M Adam
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست