ما يشهده السودان من تحديات وتحولات... داخلية وخارجية.. يحتم على القائمين على الأمر محاولة... إتخاذ قرارات مهمة وصعبة ... في إعادة هيكلة إقتصاد الدولة.. الوطني بشكل مختلف عنه في السابق.. وبطرق جراحية.. ووسائل إبداعية تعتمد على الكيف لا على الكم.. فعلى الصعيد المحلي عملت الدولة لسد عجز موازاناتها.. التي أنهكتها حروب.. الإستنزاف التي أهلكت الزرع والضرع .. ولفترة طويلة من السنوات الماضية مما شكل إقتصاد شليلات... بمعني.. شيلني وأشيلك.. أو.. أسترني.. وأسترك.. وما طرق الإنقاذ... وشراينها ببعيدة.. فقد تمثل أو قل تمخض ذلك في تعطيل الصناعة وإبداع الوسائل الممكنة من الخروج من هذا القمقم.... وقد أوجدت بيئة لضعاف النفوس.. الذين لا يحكمهم.. عرف.. أو قانون.. أو وزاع ديني أو إجتماعي.... ولا خلق.. ولا قيم دينية... فعلى الدولة أن تصنع أو تضع البنية التحتية التي تهيء للمواطن تحمل مسؤولياته الإبداعية.. إستعداداً للمرحلة (الإستراتيجية) المقبلة.. والتي أكد الجميع على أن يكون السودان.. أو لا يكون... وليكن شعار المرحلة.. سودان2011 أي بعد ستة أعوام أخرى من الآن.. فالتدعو الدولة بعد أن أستوى الجميع على جوديها.. وأشرعة الإنقاذ... بيضاء.. ملوحة ببيارق سلام.. لاحت بوادره على الآفاق..
وعلى قرار مؤتمر الإستراتيجية الشاملة.. والذي شارك فيه العديد من الخبراء والإقتصاديين.. وحضره لفيف عديد من خيرة أبناء هذا الوطن.. ومن أهل بيوتات الخبرة.. لإقامة الندوات والفعاليات في مدن السودان.. المختلفة.. لإدراك حجم هذا التحدى... فاليوم بلدنا السودان.. مدنه.. يزيد ويتزايد عدد سكانها.. وهم تحت خط الفقر.. والعجز المالي لا يزال يشكل هماً على الدولة.. بالرغم من تفجر كنوز البترول.. والذهب.. إلخ.. من خيرات يرقد فقرائنا فوق كنوزها.. بالإضافة إلى محدودية الموارد البشرية .. الخلاقة.. والمدربة.. والمبدعة.. فزيادة الصرف على الأجور والرواتب وبنود التشغيل والصيانة.. قد يشكل بنود صرف إضافية أخرى.. دون جدوى إقتصادية.. مرجوة.. ومن جهة أخرى.. فزيادة معدلات... البطالة.. وقلة الوظائف... مع زيادة العمالة غير المؤهلة.. قد يعني فشلاً.. إقتصادياً.. مريعاً.. آخر.. هذا على الصعيد المحلي.. الآني.. أما عالمياً.. فوضع بلادنا لا يزال... لا يحسد عليه.. في الوقت الراهن سواء كموقف حكومي راضخ للإبتزاز.. أو كأفراد لا حول لهم ولا قوة أمام الكراهية والتشهير... التي يمارسها أبناء هذا البلد.. لنيل مطالبهم السياسية.. فما نحتاجه اليوم هو البحث عن (الأكثر والأقل).. أو أختيار الطرق الإبداعية والإبتكارية.. وبتكلفة أقل لجميع مشاريعنا وأنظمتنا.. وإجراءاتنا في الوزارات والدوائر الحكومية.. بدل الإهتمام بنسب التمثيل.. التي لا تعني غير.. محاصرة إبداعاتنا.. على من يمثلنا... من أبناء حسب ونسب القبيلة... بحسب التمثيل النسبي.. ولا يهم من يكون... المهم من أين هو..! فقد نحتاج إلى نقلة نوعية في التفكير الإبداعي.. مثلاً.. ماذا أعددنا للوطن والمواطنين في الـ(6) أعوام القادمة.. من.. وسائل للنقل.. والمواصلات.. ماذا أعددنا لهؤلاء من الوظائف والعلاج.. ماذا أعددنا من مشاريع تنموية.. لتنهض بجمتمعنا.. فإن نجحت الدولة بالإجابة على كل تلك التساؤلات .. بفتح العديد من الكليات والجامعات الأهلية مؤخراً.. فذلك لا يعني أن سوق العمل سيقوم بإستيعاب كل هؤلاء...
لأن خيارات الهندسة القيمية في الخطة الإستراتيجية القادمة.. لهو المفتاح الرئيسي لحل العديد من الإشكاليات.. والمشاكل المتعلقة بتحسين مستوى الأداء ورفع مستوى الجودة وبأقل التكاليف الممكنة. ولقد ثبت هذا عالمياً.. ولأكثر من (50) عاماً... فالتحسن صنعاً.. وزارة المالية في تبني قرار استخدام منهجية الهندسة القيمية في المشاريع الهندسية. فالأمر حقيقة لا يقتصر على المشاريع الهندسية فقط. بل يتعداه.. إلى الإجراءات والأنظمة الإدارية.. في كل ركن من أركان الوزارات والدوائر الحكومية... للرفع من مستوى أداء الموظفين.. ومحاولة... إيجاد بدائل أفضل لمعاملات المواطنين.. وللتخفيف عنهم وتسهيل أمورهم..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
A.Razek Althalib
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست