اهداء الي الجميع مقال سيد ممود القمني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 02:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-02-2005, 07:13 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اهداء الي الجميع مقال سيد ممود القمني

    فعل اعتدال.. علنى




    عبر تاريخ العرب الإسلامى المجيد، خاض العرب معارك كثيرة وهائلة وفى كل تلك المعارك كان الزعيم الروحى يطلب من جماهيره أن يسلموه عقولهم أولا قبل التضحية بالنفس، لأن هذا الراعى الذى يتكلم باسم الله يجيد استخدام ما ينتقيه من مؤثرات لغوية وعاطفية من دين يجهله أهله ويتخفى وراء الآيات ليصبح هو وحده نصا مقدسا يعمل به المسلم حتى يكاد ينسى نصه الأصلى. الآن يقدمون لنا صورة المرحوم الشعراوى يقرأ القرآن من السماء وحوله النجوم والأقمار والشموس، ولم يجد المسلمون فى ذلك غضاضة، لقد اتخذوا من أحبارهم أربابا من دون الله فكان أن حلت عليهم غضبة ربك فباتوا فى العالمين بين الأسفلين دركا. إن المتفجرين المسلمين لا يقدمون على هكذا قتله، إلا بعد أن تكون قد أصبحت عندهم هى قيمة الجمال عينه، هى قيمة عليا تقوم على عشرات الفتاوى التى عادة ما توعز بأن اختيار الاستشهاد اختيار من الخالق مع ما تستفيض أوصافه لبيت الشهيد بالجنة عند تقاطع الأنهار حيث يفض الأبكار فى ضيافة الجبار، تاركا مستقبله على الأرض. وأوجاع أهله عليه، وترمل زوجته ويتم أطفاله، إن مثل هذا الشهيد بحاجة لإعادة نظر بشأنه، وقد ترك أسرته للمجهول مسارعا للمضمون للأكل الشهى والمشرب الخمرى والنكاح الذى لا يتوقف، خاصة عندما يموت متفجرا عند باب مسجد شيعى لحظة خروج المصلين. إسرائيل من جانبها وضعت قاعدة أمنية مهينة أشد الإهانة، فهى لا تسمح بالدخول للمسجد الأقصى إلا لمن تجاوزت سنه الخمسة والأربعين. لأن هؤلاء لا ينتحرون فهم أعقل من ذلك، فى مثل هذه السن لا يجوز فقد الخبرة التى تخطط للعمليات أو هذا ما يزعمون. رغم أنهم الأجدر بالاستشهاد بعد أن شبعوا من الدنيا وأصبح الموت منهم قريبا آتياً لا محالة، فما أجمل أن يلقوا ربهم شهداء بعد أن كلت عظامهم وعجزت حواسهم، لكنهم لا يفعلون!! هل هم غير متأكدين من النتيجة؟ فإذا كانوا غير متأكدين فلماذا يدفعون شبابنا وأولادنا للمجازر فى أمريكا والفلبين وإندونيسيا وأفغانستان والشيشان وباكستان والعراق ومدريد والمغرب والسعودية والكويت وقطر ومصر والجزائر واليمن، لماذا يدفعونهم للموت المبكر وترك أهلهم لوعا بلا عائل، يقتلهم الجوع والحاجة، بينما المخطط الذى عادة ما يعيش فى الرفاهية هو الأجدر بكل المقاييس بالشهادة؟ ورغم أن أجدادنا بحكم الخبرة الطويلة قالوا «إن الصراحة راحة» فإن الخطاب العربى أبدا لا يعرف هذه الحكمة. كان يكفى هذا الخطاب وقفة مع النفس تطالع الفارق الهائل اليوم بين الهند التى اختارت طريق الديمقراطية النيابية، وبين باكستان التى اختارت الانفصال عن القارة الأم لأسباب طائفية بحتة، ثم اختارت طريق التجديد الوهابى للمذهب الحنبلى السنى، وكانت النتيجة ما نراه أمامنا على الأرض. انظروا مفكرينا الإسلاميين، أو شبابنا عندما يتظاهرون، لأن المناضل (س) قد قتله الإسرائيليون، نعم للتعبير عن الغضب ألف نعم، لكنهم هم أنفسهم لا ينزعجون لدماء ألوف الأبرياء من عراق الأخوة. شبابنا لم يتظاهر مرة واحدة ضد عصابة الزرقاوى ومن يدعمهم وهم يذبحون الأبرياء، يقتلون الآشوريين والمندائيين والمسيحيين، يدفعونهم دفعا للهجرة، ويمنعون على الناس شراء بيوتهم، أما الشيعة فشأنهم معلوم عبر الأخبار التى تبث خارج الحسينيات والمساجد لأبرياء خرجوا توا من دور التعبد أشلاء كل يوم تقريبا. هناك قوافل من أبرياء الشيعة يموتون تتبعهم قوافل، فى دفع حثيث لرد مماثل يكون مبررا لإحراق العراق وتقسيمه. دماء ومشهد مؤامرة علنية الأهداف واضحة تماما معلومة المصدر والأعضاء تستصرخ كل الدنيا، بينما نحيل نحن المؤامرة على الأمريكان، ويسمى بعضنا ما يحدث فى العراق الجميل (مقاومة)؟! عندما ينفجر العراق فإن الجسم العربى كله سينفجر إلى عالم من الطوائف المتحاربة، والكاسب الأكبر سيكون إسرائيل، بينما يرتاح بال الأمريكان لانشغالنا بقتل بعضنا البعض. أين ذهب العقل العربى؟ هل من النخوة تأييد عصابة الزرقاوى ضد أهلنا شيعة كانوا أم مسيحيين أم حتى عبدة أى شىء؟ هل هذا ما يحاربون من أجله؟ لقد جعلوا الموت على يد إسرائيلى أمنية كل مذبوح فى العراق حتى يأخذ حقه من الاحتجاج العربى، مجرد الاحتجاج يا عرب؟! ليس هناك أية تهمة يمكن توجيهها لهؤلاء الذين يموتون بالعشرات كل يوم فى التفجيرات، سوى أنهم ليسوا على صحيح الإسلام، وصحيح الإسلام هو المذهب الوهابى الحنبلى السنى، الذى يحمل التبعية الضمنية لبلاد العرب الحجازية، فى إعادة إخضاع للمفتوحين، انتظارا لعودة الخلافة الظافرة. تهمة هؤلاء جميعا أنهم لم يعلنوا الاعتراف والتبعية، وأنهم ميراث العرب، فإن فكر العراقيون من غير الطائفة الوارثة صاحبة الحق الشرعى فى أن يأخذوا حقوق المواطنة كاملة فى ظل ظرف دولى نادر، فإنهم يكونون قد خرجوا على الناموس القدسى والقانون الكونى، فالعرب هم السادة الفاتحون، وهم الآن وهابية، إذن من خرج عليهم فقد خرج على الإسلام الفاتح، رغم أن الإسلام شأن والوهابية شأن، فقط هى التى لا ترضى أن تعتبر نفسها مذهبا ورأيا ضمن الآراء المطروحة فى السوق للاختيار والمفاضلة، لأنها لا ترضى أن تكون مذهبا ولا رأيا، هى لا تقبل بأقل من الدين كله. أحيانا يشعر المرء بالحزن على أهله عندما يجد الطائفية البغيضة وقد أفسدت الضمير الحى الصاحى فعاد المسلم لا توخزه دماء الأبرياء نساطرة أو مسيحيين أو شيعة فى العراق، وهم يسقطون كل يوم أشلاء، لأنهم فى فرصة تاريخية سانحة قرروا أن يخوضوا الفعل الديمقراطى ليأخذ كل ذى حق حقه، بينما قرر السادة عدم دخول الانتخابات (؟!) فهم سادة ويجب أن يظلوا سادة أو يستمر الإرهاب، ألم تسمعوا مشعان الجبورى وهو يعلن «إن الشيعة إذا أرادوا أن يحكموا فإننا لن ندعهم يتمتعون بالحكم»!! ألا تعنى تصريحات هيئة علماء المسلمين السنة أن جرائم العصابات الزرقاوية هى «جهاد مقدس» ارتباطا مؤسسيا بين الهيئة وبين ميليشيات الإرهاب؟ إنهم طبقة لم يخترها أحد، ولا سبق أن اختاروها منذ وفاة النبى (ص) وتولى خليفته أبى بكر، إنما هم من اختاروا أنفسهم عربا قرشيين سنة استنادا لاختيارهم التاريخى المقدس فهم شجرة الرسول. لكن ما هو قول علماء الوهابية أنفسهم فيما يجرى من سفك للدماء البريئة؟ هنا لا يستحون من الحق ولا يشغلهم فى الدين لومة لائم، والدين هو ابن عبدالوهاب، لذلك كان محسن العواجى يزأر بمسجد جامعة الملك سعود قائلا: «إن الحقيقة يجب أن تقال». هذا رجل لا يخجل من إبداء الحقيقة من وجهة نظره، وهى «إن الشعب السعودى يحب كل محارب وكل مجاهد، وإننا نفخر بأن ينظر إلينا كمن يضربون بالرعب قلوب أعداء الله وأعدائنا. إن السعودية ستبقى دائما عرين الأسود الذين يخرجون للجهاد فى العالم». إنهم يقتلون الروافض حسبما يسمونهم تمهيدا لغزو العالم أو إعادة غزوه بدين بدوى جديد يختفى وراء الإسلام.. إن قرضاوى يعلم ذلك ويوجه نداءه «على الدعاة إلى الإسلام أن يهيئوا الرأى العام المحلى والعالمى لتقبل فكرتهم وقيام دولتهم».. الصحوة الإسلامية بين التطرف والجحود (ص223). أى دولة يقصدها والوهابية قائمة فى السعودية بالفعل؟ إنه يقصد الدولة العالمية المقبلة. لذلك أفتى مبكرا بأن «جهاد الكفار والإلحاد والعلمانية والتحلل وما يسندهما من قوى داخلية وخارجية هو الآن فريضة العصر وواجب اليوم/ فى فقه الأولويات / ص16». إن قرضاوى والدعاة الذين يحثهم ليدعوننا للإسلام رغم أننا قد أسلمنا منذ أربعة عشر قرنا، إنهم لا يدعوننا إذن إلى الإسلام، إنهم يدعوننا إلى غزو جديد هو الوهابية. قرضاوى مبكرا ومتأخرا يفتى بالدم، يقول «إن الإنسان يضحى بنفسه من أجل دينه، ويضحى بوطنه من أجل دينه». التضحية حتى لو كانت بالوطن فهى مطلوبة لو كانت من أجل الدين؟ فكيف سنضحى هذه التضحية إن لم يكن برضانا الدخول ولاية فى الخلافة الفاتحة الجديدة؟! ويستطرد شارحا، فالدين مقدم على الإنسان الذى يستشهد فى سبيل الله ويضحى بما له من أجل الدين وبداره ووطنه وأرضه.. فالدين هو الضرورة الأولى وبعده تأتى ضرورة النفس وبعدها النسل وبعدها العقل والمال». العقل عند قرضاوى آخر المطاليب، يعنى كما قلت فى البداية، تسلم له عقلك وبعدها تكون من المسلمين الفاتحين الجدد. «جاء ذلك فى حلقة «الظاهريون الجدد» بقناة الجزيرة منذ شهرين فقط». بناء على هذه الفتوى أمسك الزرقاوية بسيدة مندائية وقطعوها قطعا صغيرة وهى حية. هنا كتب الدكتور أحمد راسم نفيس فى صحيفة القاهرة كلاما نفيسا يقول: «إن النظام الدولى عامة والعربى خاصة مشغول بحل معضلة سنة العراق، محاولا إقناعهم بالمشاركة رغم كونهم أقلية هيمنت على الحكم طيلة القرون الماضية وترفض الآن العملية السياسية برمتها لأنها لن تعطيها ما تراه حقا موروثا كابرا عن كابر. إن فقهاء اليوم هم عينة من رجال دين الأمس، كانت السلطات السلجوقية قد قررت اعتبار الطائفة الشيعية الإسماعيلية مارقة ويجب تصفيتها؟ - نفس السيناريو يتكرر - فكلفت السلطات السلجوقية وعلى رأسهم الخليفة المستظهر بالله الإمام حجة الإسلام أبى حامد الغزالى ليفتى بهذا الشأن، فكتب «فضائح الباطبية» الذى أفتى فيه بأن «قبول التوبة من مرتد لابد منه، أما توبة الإسماعيليين ففى هذا خلاف، وقد ذهب ذاهبون أنه لا تقبل توبتهم.. هذا فى زمن السلم، أما فى زمن الحرب فمن قبض عليه منهم وكذلك النساء فإننا نقتلهن.. ومن بلغ من صبيانهم عرضنا عليهم الإسلام فإن قبلوا قبل إسلامهم ردت السيوف عن رقابهم.. وإن أصروا على كفرهم مقلدين فيه آباءهم مددنا سيوف الحق إلى رقابهم.. والقول الوجيز فيهم أن يسلك بهم جميعا مسلك المرتدين.. ولا سبيل إلى استرقاقهم ولا قبول الجزية منهم ولا المن ولا الفداء، إنما الواجب قتلهم وتطهير الأرض منهم». ومع ضربات القاعدة فى العالم، ولمحدودية فهم المشايخ الوهابية، فقد تصوروا أن أمريكا مهزومة فى العراق، وأنه قد آن لهم استلام حكم العالم عن قريب، ومهدوا لذلك بإعلان أنفسهم أولياء الأمر المطلوب طاعتهم بأمر القرآن «أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم»، وهو ما كشف عن فجوة فى الحلف السعودى الوهابى، كحلف تاريخى وهو ما استدعى الأمير تركى الفيصل ليعلن: «إن الولاة هم الحكام وطاعتهم واجبة، أما العلماء فهم مستشارون / الشرق الأوسط»، وهو ما شغل الأمير طلال بن عبدالعزيز ليكتب بذات الصحيفة: «وإننى أعجب كثيرا من الرأى القائل بأن العلماء يمكن اعتبارهم أولياء الأمر، إذ إنه من الأمور البديهية والمتعارف عليها على طوال تاريخ الإسلام، أن البيعة تؤخذ للحكام والسلاطين الذين يصبحون أولياء للأمر بموجب البيعة، وما سمعنا قط عن بيعة تؤخذ لعالم ليصبح وليا للأمر إلا فى زماننا هذا». أمريكا ضغطت على السعودية للتخفيف من الغلو الوهابى، خاصة فيما يتعلق بعقيدة الولاء والبراء، فانتهى عارف ناصر الشريف إلى كتاب تم تقديمه للجنة العلمية للمؤتمر العالمى عن موقف الإسلام من الإرهاب تحت عنوان: «الولاء والبراء بين الغلو والجفاء، فى ضوء الكتاب والسنة». ولقيمة هذا الكتاب المعتدل، فقد نشرته وزارة الشئون الإسلامية السعودية على موقعها بالشبكة الدولية، ومما جاء من طرائف اللطائف بهذا الكتاب تعريفه للبراء، فهو «بغض الطواغيت التى تعبد من دون الله.. وبغض الكفر والكافرين ومعاداة ذلك كله، وأن معتقد الولاء والبراء معتقد يقينى لا يمكن التشكيك فيه لارتباطه بأصل الإيمان، فمادام فى الأرض مسلم موحد، وفى الأرض كافر أو مشرك، فلابد أن يكون هناك ولاء وبراء.. ولما كان دين الإسلام هو دين الله تعالى وما سواه أديان باطلة، فلابد أن تكون لعقيدة الولاء والبراء فيه مكانة عظيمة.. كما أن طرد الكفار وأهل الذمة من الجزيرة العربية أساس من أسس الدين العظام». فهل بعد هذا الاعتدال.. ذنب!!؟

    سيد القمنى

















                  

07-02-2005, 07:34 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اهداء الي الجميع مقال سيد ممود القمني (Re: Sabri Elshareef)

    الي الذين لايزالوا يراهنوا بالقرضاوي والشعراوي
    والوهابيين ودعاة الدولة الدينية والخزي والعار للقتلة

    المجرمين في كل مكان من زرقاوي الي بن لادن ومؤيدي الارهاب

    ومهما تاخر صبح الخلاص فلا بد من شروق والوهابيين وفكرهم الحنبلي

    لا يتبع بالسيف وما يقوم به القتلة يولد الفتن والاحقاد ويزيد نيران

    الخلاف

    فالي اصحاب القلوب والعقول ندعوكم للتصدي لهؤلاء الجهلة وفضح
    مشروعهم والعمل علي تفويت فرصة ضياع الديمقراطية لاننا في اشد

    الحاجة اليها لتخليصنا من طغاة ومستبدين
                  

07-02-2005, 07:56 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اهداء الي الجميع مقال سيد ممود القمني (Re: Sabri Elshareef)

    الشيخ فهمي هويدي، الذي يستطيب وصف المفكر الإسلامي المستنير ، انزعج أشد الانزعاج للخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء عن إفتاء الشيخ قرضاوي ، المشهور بالمفكر الإسلامي المعتدل ، في نقابة الصحافيين المصرية في 31/8/2004 بجواز قتل الأمريكيين في العراق دون تمييز بين عسكري ومدني . فكتب في أهرام 14/9/2004 مقالا بعنوان «إعلام الفتنة» ، وهو مقال يستحق المناقشة في ضوء آراء كل من المستنير والمعتدل، خاصة مع إعطاء المستنير للمعتدل صفة فيها كثير من التجاوز على علماء الأمة ورموزها بدءاً من شيخ الأزهر وما يتلوه من درجات. إذ يقول: «إن الشيخ يوسف قرضاوي هو أهم مرجع ديني من أهل السنة في زماننا»، وهو ما يعني خلع الإمامة الدينية عن الأزهر ومنحها للإخوان المسلمين ممثلين في عضوهم المرجعي قرضاوي، وهو ما يعني أيضا تبعية المسلمين جميعا في مرجعيتهم الدينية إلى الإخوان، دون أن يقدم لنا الشيخ هويدي وثائق واضحة بهذا الاختيار من جانب المسلمين السنة لقرضاوي كأهم مرجع ديني في زماننا. بهذه الصيغة الإطلاقية في الوصف وإعطاء المناصب في صحيفة الأهرام القومية شبه الرسمية كما توصف.



    ولم يكن انزعاج المستنير من الفتوى بقدر ما كان مما زعمه تزييفاً لفتوى المرجع السني الأعظم من قبل من أسماه «إعلام الفتنة» . وبأسلوب تهكمي ينعي المستنير على هذا الإعلام ما أثاره من ضجة حول فتوى قرضاوي. والسبب أن الأمريكيين والغربيين هم من الدرجة الأولى الممتازة من تصنيفات البشر، وليسوا أفغانا أو عربا أو أفارقة، ولا تعلم علام يتهكم الشيخ هويدي؟ فلو حدث فرز فعلي وتصنيف للبشر من حيث درجة ارتقائهم فسيكون الغربيون من الدرجة الأولى الممتازة قطعا ودون حتى الحق في الامتعاض، ناهيك عن الحق في التهكم ولو أعطى هويدي في هذا الفرز صوته لغيرهم لكان مضللا مزيفا.



    وإعلام الفتنة هو تلك الصحف التي نددت بموقف قرضاوي وركزت على أمرين: أولهما أن الرجل كشف عن حقيقة اعتداله الذي يدعيه وأظهر للجميع وجها متطرفا وتفكيرا إرهابيا . وثانيهما أن تيار الاعتدال أسطورة ووهم وأنه يكتم تطرفه ويخفيه وهو منطق أريد به تأكيد أن الناشطين المسلمين جميعا إرهابيون، وأنهم في حقيقتهم ما بين متطرف أسفر عن وجهه وكشف أوراقه ومتطرف آخر كان أكثر حذقا ومهارة فأخفى قناعاته وأظهر سمت الاعتدال. وفى هذا الكلام لون من المراوغة المعلومة لدى سادتنا السدنة والكهنة. فماذا يعني بكلمة «الناشطين» المسلمين؟ نحن نعلم ما هو الإسلام وكيف نمارس شعائره ونخلص له ونتعبد به ، فهل كلنا ناشط و ن؟ أم يقصد الناشطين سياسيا؟



    الواضح أن المقصود هنا هو الناشطين خارج إطار العبادات الذين يستخدمون الدين في غير أغراضه ، وليس بيننا من يفعل ذلك سوى جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الإخوان وقرضاويها . وإذا كان هويدي يقف في نفس الخندق ناشطا مدافعا منافحا، فهو مع سمت الاستنارة يؤكد لنا الاعتدال، وأن بين هؤلاء الناشطين فروقاً بين الاعتدال والتطرف. رغم ما نراه من حال المسلمين الطيبين الذين يؤدون لله عباداته وللوطن حقوقه ويرعون قيم السماحة والإخوة الإنسانية، وإن أيا من هؤلاء لم يتحول إلى إرهابي إلا عندما «نشط» إسلاميا. المهم أن فضيلة الشيخ فهمي يؤكد حصوله على تسجيل لكلام قرضاوي وأنه لم يجد فيه تلك الفتوى لأن نص كلام الشيخ قرضاوي حسبما أورده الشيخ هويدي هو: «أن الأمريكيين الذين جاءوا إلى العراق غزاة، ومن ثم فكلهم محاربون وقتلهم واجب ولكن التمثيل بالجثث لا تقره أخلاق الإسلام، ودستور الحرب في الإسلام أخلاقي، وبمقتضى ذلك الدستور فينبغي ألا يقتل إلا من يقاتل، ومن ثم فكل من لا يحمل السلاح ليس لنا أن نقاتله». قرضاوي اعتبر «كل» أمريكي جاء للعراق هو محارب دون تصنيف ولا تفريق بين من جاء صحفيا أو جاء للإغاثة الإنسانية، «فكلهم محاربون وقتلهم واجب» . لكنه في الوقت نفسه يثير ألف التباس عندما يعود فيقول «إن كل من لا يحمل السلاح ليس لنا أن نقاتله» . لكن يبدو أنها رسالة ذات طرفين، طرف للقاعدة فرع بغداد ولكل المسلمين، وطرف ثان للعم سام. لكن قوله: «إن دستور الحرب في الإسلام أخلاقي» بحاجة لإعادة نظر . لأنه دستور كان يليق بزمان أحداثه وحروبه في وقت سمح بكل التجاوزات قياسا على أخلاق اليوم بعد تطورها أربعة عشر قرنا . فكان بالإمكان قتل الأسرى ، وكان بالإمكان الاستيلاء على الأموال والبلاد ، وكان بالإمكان خطف النساء سبايا وركوبهن اغتصابا، وكان بالإمكان استعباد الصبية والأطفال أيضا وهو كله مشروع في أخلاق دستورنا الحربي في زمن كانت هكذا أساليبه في الحرب، وفى بيئة قبلية بدوية كانت هكذا قيمها. ومن ثم لا يصبح قول قرضاوي فقط هو الذي يحتاج إعادة نظر، بل إن هذا الدستور الحربي هو ذاته بحاجة إلى إعادة نظر خاصة بعد سيل الذبائح البشرية للأسرى في العراق تحت راية الإسلام وهتاف الله أكبر، والذين يقف قرضاوى في خندقهم ويفتي لهم ويدافع عن فتواه المستنير المعتدل مولانا هويدي .



    لكن ماذا عن إعلام الفتنة الذي أثار حنق هويدي وحفيظته؟ يقول لنا أن كاتبا كتب «أنه منذ أحداث سبتمبر 2001 والإسلاميون العرب يواصلون ترويع العالم بأحداث مشابهة».. دون أن نفهم شيئا . فهل هو معترض على تسمية الأحداث بأسمائها ونسبة الجرائم لأصحابها؟ أم هو معترض على تذكيرنا بها؟ أم هو معترض على أن الكاتب عربي مسلم - يجب عليه إخفاء عوراتنا وعدم فضحنا؟ ألا نكون بذلك كالأعمى بإرادته وسط عالم مبصر؟ وفتنة أخرى زعم مثيرها فيما كتب «أن الإرهاب مرض مزمن عند العرب»، فهل لدى السيد هويدي ما ينفي به أحداث الماضي وأحداث الحاضر لتكذيب الكاتب فيما كتب؟. إن تلك الأحداث لن تسعف الشيخ هويدي، ويصبح الكاتب صادقا، لكنه مزعج مثير للفتنة لأنه لا يتجمل بالكذب. وكاتب ثالث من إعلام الفتنة «رسم صورة بائسة للعربي المسلم بدا فيها غبيا متعصبا وعنصريا، حتى قلت إن أي كاره للعرب والمسلمين أو حاقد عليهم إذا ما أراد أن يعزز حملته ويقوي حجته فما عليه إلا أن يترجم هذا دون أي تعليق». المستنير يرى وجوب مخالفتنا للغرب حتى ولو زورا، حتى ولو لوينا عنق الحقيقة للكذب على الذات وعلى الناس، للتبرؤ من الكوارث التي نفعلها بأيدينا.



    المستنير لا يرى أن الحق متفق عليه بين الجميع وأنه معلوم ولو أخفيناه تحت ألف قناع، فهل يرى المستنير مثلا فيما قامت به القاعدة وتقوم به غباء وتعصبا عنصريا؟! أم له رأي آخر؟ وإذا كان العالم كله يتابع ذبح البشر وهم يخورون كالخراف ونزع الرؤوس أمام الكاميرات وخطف المدنيين من جنسيات بلاد تساند قضايانا في تعصب غبي وعنصرية أكثر غباء، فما هو القول الصواب هنا غير الغباء والتعصب والعنصرية؟ ولماذا يصبح من يقول هذا مثيرا للفتنة؟ أم أن العيب في المرآة ؟ وفى خلط أوراق معيب ومشين لشدة وضوحه يقول هويدي: «إن أي مسلم يرتكب حماقة أو جريمة في أي مكان بالكرة الأرضية ينسب فعله إلى المسلمين كافة حتى لو كانت دوافعه ليست لها علاقة بعقيدته . فالشيشانيون مثلا دوافعهم في صراعهم ضد الروس قومية بحتة وليست دينية، والذين قتلوا النيباليين البوذيين هم أنفسهم الذين قتلوا الأتراك المسلمين . ولا أحد يمكنه أن يدعي أنهم بذلك كانوا يسعون لإقامة الخلافة الإسلامية . فلماذا نتهم الهوية الدينية في كل جريمة يقترفها مسلم»؟! فأما عن قوله: «فأي مسلم يرتكب حماقة أو جريمة في أي مكان بالكرة الأرضية ينسب فعله إلى المسلمين». أتساءل: إذن لمن ننسبه؟ وإذا كانت دوافع الشيشان ليست سوى قومية فلماذا يؤيد المسلمون تحديدا الشيشان من المشارق إلى المغارب ؟ ولماذا يوجد مسلمون غير شيشانيين في قيادات الشيشان العليا؟ ولماذا يقوم الشيشان بعمليات انتحارية؟ ألا يعود ذلك إلى الثقافة التي يستندون إليها؟ مثلهم فى ذلك مثلما يفعل المسلمون المتطرفون فى كافة المعمورة! ثم لماذا لم نسمع ضجيجا واحتجاجا على قتل النيباليين بين المسلمين؟! هل لأنهم بوذيون؟ أما مسألة إقامة الخلافة فهو قول مجاهديك يا شيخ هويدي لا قول غيرهم، فلماذا التلبيس على الناس؟ كما أن لا أحد يتهم المسلم عندما يرتكب جريمة بأنه مسلم ولا أحد يتهم المسلمين به، فللجرائم عقوبات قانونية تطبق عليه كما تطبق على غيره من غير المسلمين، لكن التهمة تنشأ فورا عندما يقف أصحابها تحت رايات الدين ورموزه وآيات قرآنه، وعندما يقتلون وفق ثقافة عنصرية طائفية ويعلنون ذلك ويؤكدون أن فعلهم بغرض تأييد الدين.



    هنا لا يكون التعميم مخلا، ويصبح المطلوب هو إعادة النظر فى هذه الثقافة وطرحها للمناقشة الحرة وليس التستر عليها كما يريدنا هويدي أن نفعل. ثم يضع الشيخ فهمي يده على سر الفتنة ومصدرها فى قوله: «ثمة قواسم مشتركة فى خطاب إعلام الفتنة منها مثلا أنه ينهل من مربع فكري وسياسي واحد تقريبا، تقف رموزه على أرضية التطرف العلماني الذي تجاوز فكرة الفصل بين الدين والدولة، وراح يضرب بقوة فى ركائز الانتماء العربي والإسلامي ويتبنى دعوة صريحة إلى التغريب الذي بات منحدرا مؤديا فى النهاية إلى الارتماء فى الأحضان الأمريكية والإسرائيلية». وبغض النظر عن الاتهام التحريضي الأخير الذي يحتاج أدلة عالية الجودة قبل إرساله كلاما فى الهواء، فإن القواسم المشتركة للعلمانيين هي الحريات الفردانية وحقوق الإنسان والديمقراطية السياسية والعدالة الاجتماعية، وهي كلها قواسم راقية المسمى كما هي راقية المعنى كما هي راقية الأهداف، كما هي نظيفة من الطائفية والعنصرية والإرهاب والدموية، أما القواسم المشتركة فى خطاب الإرهاب فهي بدورها واحدة فاشية عنصرية طائفية دموية ضد الحريات الفردية وضد حقوق الإنسان، وهو لسوء الحظ الخطاب الأكثر انتشارا فى الفكر الإسلامي من الإرهابي إلى المعتدل إلى المستنير. ويذكرنا الشيخ فهمي «أن أحدا لم يتحدث عن الإرهاب الأرثوذكسي حين قام الصرب بمذابحهم ضد البوسنيين المسلمين.. ولا يجرؤ أحد على أن يصف الجرائم الإسرائيلية الوحشية التي ترتكب فى الأراضي المحتلة بأنها من تجليات الإرهاب اليهودي». والشق الأول من هذه الفقرة يتجنى على حقيقة ما حدث، لأن أهل الغرب الذي نراه مسيحيا هم من كشف ما يجرى فى البوسنة، وهم من قاموا برد العدوان عنهم، وهم من يحاكمون الآن قادتهم ، بينما لم نحسن نحن سوى العويل . أما الشق الثاني فهو يشير إلى اعتراف داخلي بالإرهاب، وأن هناك منافسة بين المسلمين واليهود فى هذا الميدان العريق عندهما، أو هو اعتراف بصهيونية إسلامية إزاء صهيونية يهودية، وهو ما لا نقبل به كمسلمين غير ناشطين، نحب الله والرسول والوطن ولا ننتمي لجماعات ناشطة كالإخوان تضع شعارها «سيفان بينهما عبارة «وأعدوا»، لأننا نحب الزهور واخضرار الحقول بالعمل والعرق للإعداد أكثر من السيوف. ونعتقد أن الإنتاج والتنمية والتقدم هي الوسيلة للإنجاز الحضاري، لأن المعركة اليوم ليست معركة سيوف ولا مدافع فقط، إنما هي فى المقام الأول معركة وجود حضاري. الأهم فى كل ما حدث هو أن قرضاوي بعد عودته إلى قطر سارع بعقد مؤتمر صحفي أنكر فيه فتواه الأولى، وأن ما حدث كان لونا من الالتباس فى ضبط تعريف اصطلاح «مدني» وطالب بضبطه حتى لا يحدث التباس بشأنه. ومن ثم فقد تراجع مولانا عن فتواه بقتل المدنيين الأمريكان أو الغربيين، وهو فيما يبدو ما هز مكانته ومكانه عند الإرهابيين، فعاد فى برنامج الشريعة والحياة بقناة الجزيرة يوم 20/9/2004 لكن ليسمح بقتل المدنيين الأسرى من غير الأمريكان لأنهم يعاونون الاحتلال، إذا كانوا سائقي شاحنات أو بائعين لسلع مطلوبة، أو فنيين متخصصين فى بعض الأعمال . وقد شرع قرضاوي قتل المخطوفين المدنيين لسببين: أولهما: أنهم يعاونون المحتل، وثانيهما: أنهم تتم محاكمتهم قبل ذبحهم . وهكذا أصدر قرضاوي فتواه بناء على حيثيات بأن هؤلاء يعاونون المحتل، دون أي وثائق إدانة بيديه حتى يضع هذه الحيثية مبررا لقتلهم، ودون أن يقول لنا من كان القاضي ومن كان الجلاد، ومن كانوا الشهود وما هي الأدلة، وما هو النص القانوني المعول عليه ومن هو واضعه، وهل القضاة عدول يستحقون مناصبهم.. الخ. وإذا كانت معاونة المحتل من مدني تستوجب جز عنقه، فلاشك أن هذا سينطبق بالتالي على كل المسلمين الذين يعيشون فى أمريكا وإنجلترا وبقية دول التحالف، ويعملون وفق نظامهم ويقدمون هناك أجل الخدمات، وهو ما لا يقبل به عاقل رشيد. والآن ترى ماذا سيقول هويدي بعد العودة الزئبقية لقرضاوي إلى مربع الإرهاب الدموي علنا من قناة الجزيرة؟ وهل سيظل المرجع الديني الأهم للسنة فى زماننا؟! وهل العلاقة بين فتاوى قرضاوي وبين فقه الإخوان الدموي وبين المرجعية الدينية الوهابية وبين دفاع الشيخ هويدي الحار لا تفسح المكان لتأكيد قول هويدي إن الرجل كشف حقيقة اعتداله وأن الجميع داخل نفس الجبة؟!
                  

07-02-2005, 07:57 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اهداء الي الجميع مقال سيد ممود القمني (Re: Sabri Elshareef)

    النبي الخاتم ، محمد "ص" كان نهاية عصر النبوات وبداية عصر العقل.


    أستاذ جامعي يشرح طريقة سجود الشمس لله وشيخ أزهري يكشف علاقة الحر والزمهرير بنار جهنم وعذاب الجن.


    صاحبة دكتوراه في العلوم السياسية تروج لخرافة الصورة التي أذهلت العالم ومذيع تليفزيوني يسرب الخبر في برنامجه.


    الإصلاح يبدأ بلغتنا ومفاهيمنا والسعي لإعادة العلم إلى مكانه الصحيح.


    يفترض رجال الدين أن الإنسان كائن عاجز ليس في مستطاعه بمفرده أن يفكر أو يكتسب المعارف بجهده ، ولا يعترفون أن هناك أصلا معارف يصنعها الإنسان بالكشف والبحث والفهم ، لذلك فالإنسان عندهم غير مدرك لمصالحه ، لذلك وضعوا لأنفسهم قوانين فقهية تمنع هذا الإنسان من التفكير ، لأنه ربما صادم بذلك معلوما من الدين بالضرورة فاستحق الموت ، أو لأنه اجتهد في شأن يخالف نصا قطعيا قال قراره مسبقا في هذا الشأن ، لذلك فالإنسان يملك عقلا قاصرا تابعا لا يمكنه الاستقلال بصنع قوانين تناسب ظروف الحياة المتغيرة ، ولا يمكنه أن يتخذ قرارا بدون الرجوع إلى أهل الدين للتفسير وللفتوى ، لأنه عاجز وفاقد للأهلية بالمرة .


    المشكلة هنا أن رجال الدين لا ينسون وهم يصوغون لأنفسهم هذه السيادة والسيطرة والوصاية على الناس ، أنهم أيضا ناس ، وأنهم أيضا بشر ، ومن هنا اصطنعوا لأنفسهم أزياء مهيبة وألقابا فخيمة ولغة خاصة تشمل في معظمها نصوصا دينية كلما تحدثوا ، ومؤسسات طائفية خاصة أضفوا عليها القداسة ، لإلقاء هذه القدسية في روع العامة فيصبحون هم الدين ، ويتحولون إلى نوع خاص من البشر يقف بين الله والإنسان في ترتيب الدرجات ، ليتحولوا إلى وسائط بين الله وعباده وشفعاء للعباد يمنحون الغفران أو اللعنات ، ويطلبون استسلام الإنسان العاجز لهم لأنهم العارف بمصالح الناس عبر معرفتهم بقرارات وعلم رب الناس ، بتفويض خفي من الله لهم دونا عن بقية عباده دون أن يبرزوا للناس مرة واحدة نسخة واضحة من هذا التفويض ولا مبررات حصولهم عليه.

    والمعلوم تاريخيا أن هذه الرؤية التي روجها رجال الدين لصالح سلطانهم ليصبحوا الطبقة المميزة تاريخيا عن جميع البشر ، قد أدت إلى تخلف البشرية طويلا تحت سيطرة حلف رجال الدين مع أية سلطة كانت ، واحيانا كانوا يحكمون بأنفسهم مباشرة في دول ثيوقراطية كاملة المعنى والمبنى ، حتى أمكن للبشر وعم يصوغون فكرا إنسانيا جديداً ، ويرزحون تحت أحكام القتل والصلب وجز الأعناق والاعتقالات للتراجع عما يكشفون بعقولهم ، أن يراكموا الفكر الإنساني الجديد لبنة بعد أخرى ليتركوا للبشرية بعد عذاباتهم وموتهم من أجلها تأسيسات فكرية ومناهج عقلية أدت لبزوغ عصر الأنوار الذي استحق اسمه التاريخي عن جدارة واستحقاق ، لتبداً النهضة العقلية الإنسانية بالمنهج العملي ، لتتالي كشوف العقل القاصر لتؤكد أنه لم يعد قاصرا ولا بحاجة لوصاية من أحد ، بل لتتالي الكشوف التي تؤكد مدى غباء النظريات السابقة ، ومدى فاشيتها وتحالفاتها المشينة ضد إنسانية الإنسان ، بأدلة تؤيد الجديد بالإثبات المحسوس والملموس وبالتجربة المخبرية التي أدت في النهاية إلى نتائج وإنجازات اختارها الناس بعد تأكدهم من فعاليتها ، لتتطور البشرية وترتقي بأدوات إنسانية لا علاقة لها بالأديان ، ولتصنع لنفسها الجنة على الأرض بغض النظر عن جنة السماء المؤجلة ، حتى دخلنا عصر الاتصالات العظيم والتحكم بالجينات سعيا نحو خلق أفضل مما هو كائن ومما كان . هذا بينما لم يكن بيد رجال الدين وهم يفقدون أوراق سلطانهم على الناس ما يقدمونه للناس سوى كلام لا دليل عليه لأنه ظل غبيا مجهولا لا مصداقيه له ولا دليل إلا كلامه في نصوصه القدسية .

    وكان طبيعياً أن ينحاز الناس إلى العلم ورجاله ، ليسحب التطور معنى العالم ولفظه عن رجل الدين إلى علماء العلم الإنساني الجليل ، بعدما حقق لهم هؤلاء العلماء الرفاه والسعادة والمكاسب العظيمة على كل المستويات والأنواع ، من التداوي وتشخيص الأمراض واختراع علاجاتها . بعد الحجامة وبول الجمل والعسل والحبة السوداء والسحر والجان والرقية والمعوذات إلى تشخيص المرض بأدق الأجهزة للوصول إلى أفضل النتائج الممكنة للعلاج ، إلى تطور كل مناهج وفنون المعرفة في التاريخ الذي أصبحت له مناهجه وأدواته إلى الاقتصاد بنظرياته واسسه ، إلى علوم السياسة التي تقوم على الحريات الإنسانية الكاملة ، إلى السعي في الفضاء بحثا وكشفا وتنقيبا. هذا بينما مازال الإنسان في بلادنا يعيش مرحلة ما قبل العلم . بل ما قبل النهضة ، بل ما قبل زمن الانوار . يحاول إثبات أهليته فيصادرونه أو يحاكمونه أو ببساطة يقتلونه، حتى يبقى دون سن الرشد فيكبر الجسم دون العقل ليتحول إلى كائن أبله كالقرد الذي يمكنه عزف الموسيقى أو مطالعة التلفاز دون أن يعرف شيئاً عنهما !

    لقد تجاوزتنا الإنسانية بتطورها المعرفي ومنهجها العلمي إلى مرحلة الإنسان الراقي ونحن عند المرحلة القردية لأنهم يوقفون نمو الإنسان في بلادنا نحو الرشد ، ويحرمون عليه إدارة شئونه بنفسه ، ووضع تشريعاته بما يناسبه ، لأن هناك من هو أدرى بمصالحه من رجال الدين المحترفين الذين مازالوا في بلادنا يؤكدون أن نظريتهم هي الأزلية الأبدية الصالحة لكل زمان ومكان ، التي خلقت يوم خلق الإنسان ولن تسقط حتى قيام الساعة .

    لقد كان حلف رجال الدين والسلطة هو أبشع حلف عرفته الإنسانية من فجرها ، وسجل مظالم وسحق لكرامة الإنسان عبر تاريخ مقيت ، حتى تمكن الإنسان في الشمال من استعادة كرامته وإعادة رجل الدين إلى حظيرته ، وحكم نفسه بنفسه بتشريعات تناسب زمنه ومصالحه وكرامته . لكن الأمر في جنوبنا ليس كذلك ، رغم أننا على تواصل اضطراري مع إنجازات الإنسان الراقي للاستفادة من منجزاته ، لكن دون أية مشاركة في هذه المنجزات فانتكسنا من المرحلة القردية إلى مرحلة الطفيليات التي تتغذى على الآخرين ، ولا تكتفي بذلك بل تسبب لهم أفدح الإضرار ، وهو الواضح في أهم صادراتنا للعالم "الكراهية والإرهاب" .

    وعبر ثلاثة وثلاثين عاماً أو أكثر ساد خطاب حلف السلطان والكاهن في بلادنا بعد صحوة مؤقتة حدثت في مصر في عشرينات القرن الماضي ، تم القضاء عليها بقفز عسكر يوليو على السلطة عام 1952 ، ولم نعد بعدها حتى اليوم إلى ما حققناه في القرن الماضي ، عندما كان الناس يجدون في الدين دعوة لطلب العلم ولو في الصين ، ومن المهد إلى اللحد لتكريم بني آدم الذي كرمه ربه بآيات واضحات ، عرف منها أن عصر النبوات قد انتهى وبدأ عصر العقل بالنبي الخاتم ، وأن القرار بختم النبوات يعني قرارا بعدم تدخل السماء في الإرض بقرار إلهي حتى يتمكن الإنسان من بلوغ رشده لإدراة الكون الذي خلق له الله ، لكن الأنتهازيين ، من فجر تاريخ دولتنا الإسلامية قرروا استلام الوصاية من الله على عبادة بقرار شخصي مصلحي ليربكوا اعناقنا ومازالوا راكبين ينتهزون موجات المد والجزر السياسي ليركبوا الموجة في كل مرة باسم الله والدين .

    مشكلتنا الآن أنه لم يعد مسموحاً ان نعيش الزمن القردي في مجتمع دولي يسعى للتكامل والتكافل والعيش المتبادل الأمن ، وانتهاء عصر عبودية الإنسان لأي من كان . وأن برامج الاصلاح والمبادرات تتتالى لإثبات وجودنا من صحافتنا القومية حتى اليوم ل يعلم فيما يبدو بما حدث ويحدث ، ومازالت عند قدميها ثابته لا تريم حراكاً ، في حالة موت سريري تعاني فيها من الهلوسات !

    هنا سأختار اختيارات عشوائية مما تنشره صحافتنا في زمن الإصلاح لترى كيف يراد للناس أن يفكروا .

    في علاج داء خطير قتال كالسرطان نكتشف إحدى الصحف القومية في "1/4/2004" أن العسل علاج أكيد للسرطان والفيروسات والجهاز الهضمي ، كل هذا معاً . ويستند الدكتور زغلول النجار في خطاب لا يليق إلا بزمن القرود ، ومن إبداعات الشيخ زغلول أن بعض المسلمين الباحثين في العلم تأكدوا بالتجربة المعملية المخبرية أن الذباب يحمل في إحدى جناحيه سما ناقعا وفي الجناح الآخر دواء شافيا . كلا لم ينشغل زغلول بالمرض في حد ذاته ولا بالعلاج الشافي في أجنحة الذباب . وكيف نستخرج المصل الواقي من الامراض م جناج الذبابة لنكتفي به عن أدوية بلاد الكفر التي تكيد لنا بعلاجات لا تنفع ، ولا حتى الإشارة بهؤلاء العلماء المسلمين وتعريضا بهم ومن هم وأين أجروا أبحاثهم الباهرة ، كل ما شغل الدكتور هو أن تلك التجربة "من أعظم الشهادات على صدق نبوة ورسالة وهذا النبي الخاتم".

    وتفسح الذات الصحيفة مساحات لذات الطروحات كما للدكتور أحمد شوقي إبراهيم رئيس المجمع العلمي لبحوث القرآن والسنة، ولا تفهم كيف يلتقيان "المجمع العلمي" و "القرآن والسنة" ، فللعلم شروط لا تلتقي بحال مع النصوص ، والنصوص ثابته والعلم متغير ، والنصوص إلهية والعلم إنساني ، ولا تدرك لأي غرض تقوم هذه المجامع التي لم تحقق حتى اليوم أي إنجاز علمي واحد تتقدم به للعالم كحصوة في عين اللي ما يصلي على النبي . اللهم إلا ابعاد شبابنا عن الكد والبحث العلمي الصارم إلى القول البسيط السهل في نصوصنا ، نكتفي به ونظل عالة على الغرب يكتشف لنا ونستهلك نحن على الجاهز !

    ومن منجزات تلك المجامع البواهر ما يقوله الدكتور شوقي عن كيفية سجود الشمس للإله ، يقول سيادته : "فنحن في جوف السماوات السبع ، والسماوات السبع في جوف الكرسي ، والكرسي في جوفه العرش ، فأي مخلوق في السماء الأولى تحت العرش ، وإذا تخيلنا هذا النظام الهندسي للكون "لاحظ هذا كله من هندسة الدكتور ولا علاقة له بنظام الكون فالعلم لم يعرف الكرسي ولا العرش ولا السماوات السبع" المهم يتابع قائلاً : "إذن لعلمنا أن الشمس وهي تجري في السماء الأولى هي تحت السماء السابعة وتحت كرسي وتحت العرش ، فالشمس أينما ذهبت إنما تسجد تحت العرش 12 / 11 / 2004.

    هل فهمتهم شيئاً ؟! صاحبنا الدكتور مهتم بتسبيح وسجود الجمادات وحديثها ولغتها ، فهو يقول مرددا عن علي بن أبي طالب : كنت مع النبي في مكة فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله جبل ولا شجر ولا مدر إلا قال له : السلام عليك يا رسول الله 6/11/2004.

    أليست هذه مأساة حقيقية ؟! وإذا كان الله قد منح النبي قدرة فهم لغة الجبال التي لا شك تختلف عن لغة الشجر ، ولغة المدر لغة أخرى بالطبع ، فكيف سمعها علي وفهمها ورواها لنا ؟ وما سر الاهتمام اليوم بهذه الشئون الأسطورية ، وماعلاقة المجمع العلمي بالموضوع ؟! وهلا سجل لنا أحد رجال العلم فيه هذه اللغة لنقدمها للعالم بحسبانها كشفاً يليق بنا ؟!

    ومع اشتداد موجات الحر أحياناً تتقدم الصحيفة القومية الأولى بتفسيرها ليس بشرح حركة الرياح والمنخفضات والمرتفعات الجوية ومواسمها ولماذا هذه الحركة دون تلك ولماذا هي حارة أو باردة وكيف تهب ، فإنها تقدم لنا ما وصل إليه الدكتور عزت عطية في حوار خطير أجرته معه علا عامر ، إذ يقول سيادته : "قال رسول الله اشتكت النار إلى ربها وفقالت : رب أكل بعضي بعضاً ، فأذن لها بنفسين : نفس في الشتاء ونفس في الصيف ، فأشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير" . الدكتور عزت استاذ الحديث بكلية أصول الدين بأزهرنا المبارك يشرح قائلاً لا فض فوه : "فجهنم بشدة نيرانها يمكن أن يتسرب حرها إلى الأجواء التي نعيش فيها ، كما يمكن أيضاً أن يتسرب منها البرد الشديد أو الزمهرير" . أما كيف ذلك علمياً ؟ فيقول سيادته : حرارتها العالية "أي جهنم" تنجم عن النيران المتمركزة فتنطلق هذه الحرارة إلى الفضاء فيصل بعضها إلى الأرض ، أما الزمهرير فهو لتعذيب الجن لأنهم خلقوا من نار ، أما البشر مخلوقون من طين فهم يعذبون بالنار" .

    وتحضر صحيفة ندوة علمية لهيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة حول الحجامة بين الضوابط الشرعية والأساليب العلمية لتتحفنا بأقوال علمائها لتؤكد لنا أن الدكتورة فاطمة النقلي أستاذة الكيمياء الحيوية بكلية طب بنات الأزهر : "إن الحجامة تسهم في شفاء من معظم الأمراض "لاحظ : معظمها ، لاحظ أيضا أن الدكتورة متخصصة في الكيمياء الحيوية" . و "ذلك مثل الصدفية وارتفاع ضغط الدم والروماتويد والسكر وسيلان الدم وتقليل نسبة الدهون" .

    وأشارت إلى أهتمام الأوساط العلمية بجامعة الأزهر بهذا الموضوع وتسجيل أول رسالة ما جستير عن الحجامة 15/6/2003 ، هذا ناهيك عن حوار العقل "هطذا العنوان" بصحيفة الأحرار ، وما نشأ من جدل حول حديث التفلية ، وأن ابن حجر قد أباح للزوجة أن تستضيف صديق زوجها في غيبته لتقوم بتفلية رأسه "31/5/93".

    ويشرح ابن حجر معنى التفلية "أي تتبع القمل فيه / رد ا لدكتور محمد السعيد مشتهري" .

    أليس الزمن القردي تسمية تليق بنا ؟!

    وفي 12/4/2004 يكتشف زغلول النجار بالأهرام اكتشافنا لسرعة الضوء قبل اكتشافه في بلاد الغرب الكافر في الإتيان بعرش ملكة سبأ من أرض سبأ إلى بيت المقدس في أقل من طرفة عين ، مما يشير إلى سرعات فائقة تقترب من سرعة الضوء ومثل هذه السرعات الفائقة لم تكن معروفة إلى في القرن العشرين .. وهو ما يعتبر سبقا علميا معجزاً .. لاحظ السبق العلمي هنا لله صاحب تلك القدرة على البشر ؟!

    هذا ناهيك عما ينشر باسم الدين ليصادم قوانين الدولة ، بل يخرج عليها بسفور مدهش وتكرار أكثر إدهاشا ويستحق العقوبة القانونية للخروج على النظام العام للدولة ، مثل تكفير القوانين الوضعية لصالح الشريعة الإسلامية ، ولا تعرف ماذا يطلب بن لادن أكثر من ذلك ، ونموذجا عشوائيا لهذا الحشد الدائم ضد نظام الدولة العام وتكراره باعتداء واضح على القانون ، وما جاء في أهرام 24 / 7 / 2004 ، وكيف أثبتت الباحثة خديجة النبراوي أن الشريعة الإسلامية كانت ومازالت أفضل السبل للنهوض وتطوير المجتمعات .. خلافاً للقانون الوضعي .. لأنها تمتاز بالدقة والمثالية التي تتفق والفطرة البشرية وتناسب مختلف المجتمعات .

    ثم تذكرنا الأهرام بفضيحة اشجار غابة ألمانيا التي تشكلت بشكل عبارة لا إله إلا الله محمد رسول الله ، والتي ظلت تباع صورها بوسترات في بلادنا في استثمار كاذب ملفق حتى اكتشف الناس أنها لوحة لرسام من المنصورة . والفضيحة الجديدة شارك فيها تليفزيون مصر تحت عنوان الصورة التي أذهلت العالم والتي قدمها برنامج "صباح الخير يا مصر" وكيف أن الأرض تبدو مظلمة من الفضاء ما عدا نقطتين مضيئتين هما مكة والمدينة، وأن الأقمار الصناعية صورتها فأذهلت وكالة الأنباء الأمريكية ناسا ، هنا تشارك الأهرام باحتجاج طويل عريض للدكتورة أميرة الشنواني التي سجلت تحتا اسمها "دكتوراه في العلوم السياسية" لكن يبدو أنها تعمل في الدعوة والإرشاد والهداية لأنها احتجت أشد الإحتاج على أن نشرات الأخبار في بلادنا لم تذع هذا الخبر ، وكيف شعرت بغضب شديد كيف أننا في بلد إسلامي به الأزهر الشريف ولا يهتم بخبر كهذا ، ورأت أن المسجد الأقصى لم يكن مضيئاً بدوره لأنه تحت الإحتلال 2/2/2004.

    مع إشلادتها بالإعلامي تامر أمين الذي سرب الخبر لصباح الخير يا مصر ومن تلفازنا لتامر أمين لصباح الخير يا مصر لصحفنا لدكتوراه العلوم السياسية يا قلبي لا تحزن !

    هذه يا سادة عينات عشوائية كلها دكاترة تمكنات من عقولهم ألة الكهانة الدينية حجتى لا تدري كيف مارس أصحابها البحث العلمي للحصول على تلك الدرحات ، وهو ما يستدعي السؤال إعمالاً لهذا : هل في بلادنا بحث علمي حقاً ؟

    وفي ظل هذا اللون من الفكر الذي نعيشه وتظلله تلك المفاهيم يطرح السؤال الأهم نفسه : هل يمكننا أن نتوفغ خيراً بإعطاء هذا الفكر الحق في سماع شهادته الديمقراطية في صندوق الاقتراع؟!

    هذا هو الأهم في كل ما سبق ، إن الجماهير لا تسمع إلا صوتاً واحداً ، وكلهم في انتظار إشارة ساعة الصفر ، فماذا تتوقع من رد فعل سبعين مليون مصري استمر شحنهم طوال ثلاثة عقود بمثل هذا الفكر انتظاراً لهودة صلاح الدين؟!

    يبقى أن يبدأ الإصلاح بإصلاح لغتنا ومفاهيمنا قبل أن نفكر في الإصلاح ، أن يهود الوعي إلى بلادنا أولاً ، أن تخرج هذه اللغة وتلك المفاهيم من بلادنا لتعيش مع بن لادن في مفازات الجبال والصحاري ، لتعود مصر إلى مصر ، ويعود شعب مصر إلى مجده الحقيقي الذي سجله للعالم بإرادة وتحد مازال مفخرة كوكب الأرض .

    أن يعرف الناس أن في الدنيا شئوناً أخرى غير الدين تقدم بها البشر علماً وسياسة ولغة وفناً وأخلاقاً ، لكن هل توجد رغبة حقيقية في أن يعرفوا ؟!

    هذا هو السؤال !!!
                  

07-02-2005, 07:58 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اهداء الي الجميع مقال سيد ممود القمني (Re: Sabri Elshareef)

    وقد أجمع العلماء على أن من أنكر معلوما من الدين بالضرورة.. فإنه يكفر بذلك ويمرق من الدين، وعلى الإمام أن يطلب منه التوبة والإقلاع عن ضلاله، وإلا طبقت عليه أحكام المرتدين». هذا النص الفاشي بامتياز هو من أقوال قرضاوي في كتابه «الإسلام والعلمانية» ص134. ورغم هذه الفاشية المتطرفة فإن قرضاوي يعلن للعالم المتحضر تمسكه بمبادئ الديمقراطية وقيمها وإيمانه بها، وهو عارف عن يقين بالأسس التحتية للبناء الديمقراطي المتمثلة في حقوق للإنسان التي يجب أن يسلم بها من يقبل الديمقراطية منهجا، وأول هذه الحقوق وأهمها هو حق الاعتقاد حرا مطلق السراح من أي شروط، لأنه علاقة الإنسان بضميره حيث المساحة التي لا يمكن دخولها أو قهرها، كذلك حق الاختلاف وإعلان الرأي المختلف على الناس بكل الوسائل السلمية المتاحة والممكنة. ومع ذلك فإن قرضاوي الديمقراطي يقرر علينا شيئا اسمه حد الردّة، وهو المسمى والمعنى والشكل والمحتوى الذي لا يعرفه صحيح الإسلام البكر، ولا وجود له في دين المسلمين حتى وفاة النبي «ص» وانقطاع الوحي.


    ومن العبارة القرضاوية لا يطبق هذا الحد فقط على من قرر وفق حق الاعتقاد الحر أن يخرج من الإسلام إلى ما يقبله قلبه ويرتاح إليه ضميره في دين آخر أو إلى لا شيء، لا فرق، بل إنه يطبق بالأساس على المسلم الذي يلتزم أوامر ونواهي دينه، ويحترم هذا الدين ويرجو له السلامة، لكنه يختلف مع سدنة الدين الذين عينوا أنفسهم كهنة للمسلمين وسموا أنفسهم بالعلماء دون وثائق ثبوتية تفيد موافقة المسلمين على هذا التعيين، خاصة إذا كان هذا الاختلاف متعلقا بفهم شأن من شئون الإسلام التي قررها السدنة وليس الله على العباد، لأنهم قرروا فهمهم للنصوص المقدسة فهما وحيدا هو الصح المطلق وعداه باطل مطلق. وتكون أي محاولة تفكير أو إعادة فهم أو إعلان رأي جديد من الشأن الديني خروجا على المستقر عبر تاريخنا بغض النظر عن كون هذا المستقر من صلب دين المسلمين، أو عن كونه إضافات بشرية من نوع مكسبات الطعم واللون والرائحة المضافة، لصالح فئات دون فئات، ولمصالح دنيوية محض، تحولت بالتقادم إلى مقدسات مضافة إلى الإسلام البكر الأول.


    ومن ثم يتم دفع أي محاولة فكرية جديدة في قراءة النصوص بالمروق والزيغ على القاعدة التي يقولون أنها إسلامية وهى «الخروج عن معلوم من الدين بالضرورة»، رغم أنها ليست بقاعدة وليست بإسلامية.. ووفق هذه القاعدة المبتكرة في زمن دولة الظلم الإسلامية تصبح عقوبة التفكير بفهم جديد أو إعلان رأي مختلف هي الموت!. لقد جمع قرضاوى في هذه العبارة كل مقومات الفاشية الإسلامية دفعة واحدة، في كتاب لا يقرأه إلا المتهم بالكتاب القرضاوي، ومن ثم فهو يعلن لقرائه هؤلاء التزامه بقواعدهم، لكنه على الجانب الآخر يعلن لنا من دولة قطر تحت أزيز طائرات العم سام ونعال جنود المارينز إيمانه التام واليقيني بقيم العم سام، ولأن وجود هذه القوة العظمى في منطقتنا لم يعد سامحا بأي مغامرات للوصول إلى الكرسي الأعظم، ولا بأي أشكال انقلابية، ولم يعد ممكنا سوى سلوك الطرح الأمريكي بقبول الديمقراطية لأنها أصبحت من الآن السبيل الوحيد والأقوم للوصول إلى الكرسي الكبير في الوطن. لكن عبارة قرضاوي هنا مع موقفه المعلن للديمقراطية وأصلها تكشف عن الوجه الحقيقي للفاشية، حتى لو اختفى هذا الوجه وراء ألف قناع، وهو اكتشاف يشير إلى مساحة في الضمير الرديء والتقية الخبيثة في إخواننا الإخوان ورجلهم المقدم قرضاوي، الذي هو مرجعية الجميع ممن يسجل موقفه بالقلم تقيةً إلى من يسجل موقفه بالرشاش صراحة. وقد سبق لصاحب هذا القلم ولمفكرين آخرين أن قدموا أدلتهم الشرعية الدامغة على عدم وجود شيء في دين المسلمين اسمه حد الردة (ارجع لكتابنا شكرا بن لادن من ص197).. ورغم ذلك فإن قرضاوي وكل القرضاويين يصرون على إدخال الإسلام ما ليس فيه، وهو موقف قد يبدو في ظاهره غير مفهوم إذا كانوا يطلبون الإسلام وربه وليس متاع الدنيا ومكاسبها، لكنه سيكون مفهوما تماما لو كان الغرض هو هذا المتاع تحديدا أو تلك المكاسب بالذات. خاصة أن هذه المكاسب ستكون من أردأ ألوان المكاسب وأسوأها دينا وخلقا، لأنها ستكون عائد التجارة بديننا وتزييفه على المسلمين البسطاء الطيبين، طلبا لمكاسب وعوائد وبلهنية عظيمة عاش فيها فقهاء دولة الظلم والطغيان طوال عصورها، فكانوا الكاسب العظيم من التجارة بالله وبالناس، لأنهم دوما كانوا اللاعب الأوحد في الساحة.


    إذن قرضاوي يقرر علينا حد الردة وهو الحد الذي يشير إلى عدم الإيمان بأبسط حقوق الإنسان ناهيك عن بقية الحقوق التي تفترضها الديمقراطية مثل إبداء الرأي المختلف، وهو أيضا الممنوع قرضاويا إذا تعلق بشأن إسلامي مستقر، رغم أن هذا المستقر بكل كتبه التي تملأ أرفف المكتبة الإسلامية هو إضافات بشرية لا علاقة لها بالسماء. وبالذات هذا الذي يسميه حد الردة الذي لم يعرفه الإسلام والمسلمون إلا مع زمن الخليفة الأول أبى بكر، وذلك لشأن سياسي تاريخي معلوم لكافة من اطلع ولو يسيرا على تاريخ تلك الفترة في جزيرة العرب، وتم وضعه لتحقيق شأن سياسي لصالح خلافة أبى بكر وبهدف القضاء على المعارضين لخلافته باسم الإسلام، والإسلام مما حدث براء. ويربطون حد الردة بقاعدة الخروج عن معلوم من الدين بالضرورة الذي هو بدوره قاعدة فقهية بشرية لا علاقة لها بزمن النبوة، خاصة أن هذا المعلوم بالضرورة شيء مطاطي يتسع لكل التهم الممكنة والتي تبدأ عادة بطاعة أولى الأمر منا، وأولو الأمر هم حلف السلطات والفقهاء في الدولة الإسلامية، وهو حلف يقوم على مبدأ يقوله قرضاوي فصيحا «ومن لا يستشير أهل العلم والدين من الحكام فعزله واجب، ذاك ما لا خلاف عليه/ ص120». ومن قبيل التهم المعرّفة بالخروج على هذا المعلوم بالضرورة ما جاء عند الإخوانجي الأشهر السيد سابق في كتابه فقه السنة، في تهمة لا تشكل معلوما ولا هي ضرورة في دين المسلمين، ألا وهى «إنكار رؤية الله يوم القيامة».


    لذلك فمن أراد أن يقرأ نصوص القرآن بتأويل يترفع بالله إلى مستوى كماله فلا ينزله منزلة الحس المرئي وينكر عليه التجسد لما فيه من نقص، يكون قد أنكر معلوما من الدين بالضرورة عند السدنة الكهنة. ويتضح هنا مدى الاتجار بالدين استقواء بالسياسة حيث فيها تبادل المنافع التحالفية مع السلطان، إذ إن الإصرار على تجسيد الله هو مذهب أهل السنة وحدهم خاصة فرعها الحنبلي وتجديده الوهابي، وهو ما تخالفهم فيه معظم فرق المسلمين طوال تاريخ المسلمين. ولكن لأن المذهب السني هو كان رفيق السلطان في دولة الإسلام، وهو الذي انتصر على بقية المذاهب بانتصاره للسلطان ومنطق القوة، فقد قرر أن يجعل من رأيه في شأن كهذا دينا وعقيدة مفروضة، من ينكرها يكون قد أنكر معلوما من الدين بالضرورة. انظر في ذات الكتاب مثالا آخر لمثل تلك الإنكارات المؤدية إلى الذبح. أن ينكر المسلم الصراط الذي هو شعرة كالسيف يتسع للمؤمن ويحتد لغيره فيسقط في الجحيم، وهي قصة تنكرها كثير من الفرق والتفاسير لعدم اتساقها مع باقي تفاصيل مواقف مشهد البعث والحساب حسب الرؤية الإسلامية. لكن إنكار هذا الشأن الفسيفسائي في مشهد كبير من مشاهد لم تأت بعد، بل إنها من شئون الغيب المجهول، هذا الإنكار يؤدي بالمسلم إلى الموت، رغم أن المسلمين لم يتفقوا يوما على التسليم بهذه الروايات اللهم إلا السنة الحنبلية المنتصرة وحدها، والتي فرضت على المسلمين مفاهيمها دينا. ثم يظل السؤال يلح على الإصرار على حد رهيب كحد الردة وهو ليس من الدين في شيء؟ بالطبع لابد من العودة هنا إلى زمن حرب دولة المسلمين في الزمن البكري للمعارضين الذين منعوا الزكاة عن العاصمة وتم وصمهم بالردة، ولأن أبا بكر أمر بقتالهم وقتلهم فكان الاستنتاج هو أن تكون عقوبة الردة هي القتل، نسبة للفعل البكري. ومن الطبيعي أن يتساءل المسلم: هل كان أبو بكر شخصا مقدسا يمكن أن يضع للمسلمين شرائع جديدة وحدودا جديدة؟ ألا يعني ذلك أن الرسول قد قصر في تبليغ كامل رسالته فجاء بعده من يستكملها، وهو ما لا يستقيم مع مفهوم أي رسالة، وبالطبع لا يستقيم بالمرء مع قرار القرآن بختم اتصال السماء بالأرض بوفاة النبي الخاتم. هنا كانت مهمة فقهاء الحلف لتسويغ الفعل البكري بعد أن أثبت فعاليته في قمع المعارضة بالسيف، وضرورة التسويغ لهذا الفعل الكبير كانت ضرورة لازمة لتأكيد شرعية الخليفة في الحكم رغم هذا الفعل الذي رفض فيه مشورة كبار الصحابة وعلى رأسهم ابن الخطاب وحارب مسلمين لم يتنكروا لإسلامهم وقاتلهم وقتلهم ومثل بهم، هنا لم يكن باليد من حل سوى تقديس شخص الخليفة حتى تتقدس أفعاله ويصبح فعله شريعة إسلامية، وهنا يقول قرضاوي بحسبانه استمرارا لذات المدرسة السياسية الإسلامية: «فما أجمله القرآن من أمور بينته السنة النبوية.. وأكدته سنة الراشدين المهديين، الذين اعتبرت مواقفهم في فهم الإسلام وتطبيقه من السنن الواجب إتباعها لأنهم أقرب الناس إلى مدرسة النبوة/ 18، 19». وهو ما يعني تقديس أشخاص الراشدين الأربعة، ومن ثم تقديس فعالهم التي تحولت إلى شرائع وحدود أضيفت للإسلام وتم تقديسها، ومن ثم تصبح مصادر الإسلام لدى حضرات الكهنة هي القرآن وسنة نبيه وسنة الراشدين المهديين؟!.

    وليس هذا فقط بل سنة الكهنة بدورهم الذين قاموا باستثمار الوضع في إمكانية الإضافة لدين المسلمين فأضافوا بدورهم وجعلوا من فهمهم وتفسيرهم الذي تراكم على مر الأزمان إسلاما آخر غير ما بدأ، والمسكوت عنه هنا في مصادر الإسلام مصدر رابع هو سنة الكهنة. وهكذا توطد الحلف عبر التاريخ ليعطى لدولة الإسلام شروط قيامها الشرعية، وينعم الطرفان بنعيم الدنيا. وحسب تفاسيرهم أيضا هم أول من سينعم بنعيم الآخرة، أما نحن وباقي خلق الله من المسلمين فلنا الصبر في الدنيا وربما في الآخرة أيضا، ودون سلوان بالتأكيد. وليس غريبا على خطابهم المخاتل مع علمهم بتاريخ المظالم في الدولة الإسلامية التي يتغنون بها ويريدون استعادتها رغم كل ما حدث فيها من أهوال أن يقول لنا قرضاوي عسى الغناء يعيدها «إن المسلمين التزموا بالشريعة قرونا طويلة، فاستطاعوا أن يقيموا دولة العدل والإحسان، وأن يشيدوا حضارة العلم والإيمان، وأن ينشروا الإسلام في الآفاق في فارس والروم ومصر/ 144». ويشهد الله أن كل كلمة قالها فضيلته هنا هي زور وبهتان وتزوير على المسلمين الطيبين المصدقين لما يقوله الشيخ، فقط من أجل تجييش الناس طلبا لعودة هذه الدولة، فلا هي التزمت خلال تاريخها الطويل بالشريعة، بل ولا من فجرها مع حروب الردة، ولا هي أقامت دولة العدل والإحسان، ولا هي أقامت حضارة. فالحضارات لو سقطت تبقى منجزاتها مستمرة وفاعلة، لكنها فقط ومضت ومضة أو ومضتين في زمن خلفاء مستنيرين كالمأمون وليس بسبب سادتنا الفقهاء ولا لأن الدولة كانت إسلامية، إنما لتفاعل ثقافات شعوب الحضارات المفتوحة، وهو ما تشهد عليه إضافات العرب لتلك العلوم التي كانت نقلا وترجمة. أما الإضافات الحقيقية فكانت من غير بني يعرب، ولم يحدث ذلك لأن الشريعة كانت مطبقة، لأنها لم تكن مطبقة، ولأن الدولة لم تكن دولة العدل والإحسان بل دولة الظلم والطغيان والقهر لآدمية الإنسان وإذلال كرامة الناس والشعوب المقهورة منذ بدء الفتوحات حتى سقوط آل عثمان. فإن واجه قرضاوي هذه المعضلة صاغ اعترافه باللغة المراوغة القائلة: «وأنا لا أنكر أن هناك من أساء إلى الشريعة على امتداد التاريخ (لاحظ: على امتداد التاريخ هذه) فهما وعملا، لكن هذا ليس ذنب الشريعة فهي منه براء/ 145». جميل.. يعنى الشأن شأن بشر حكموا بشرا بالظلم والقهر باسم الشريعة، وهكذا كانت الشريعة مطبقة، وهكذا كانت الشريعة بريئة، فمن المسئول عما حدث للعباد في دولة الإسلام الذهبية؟ يكرر قرضاوي «إن أخطاء المسلمين وانحرافاتهم على مدار التاريخ (لاحظ مرة أخرى: على مدار التاريخ) إثمها على أصحابها، ولا يتحمل الإسلام وزر شيء منها/ 23». جميل مرة أخرى، لكن هل هكذا تكون الدولة الإسلامية المطلوب استعادتها دولة العدل والإحسان؟ وهل هكذا تم رد الحقوق والمظالم لأصحابها؟ قرضاوي مشغول بالدفاع عن الشريعة وليس الناس، لأن أسلافه في الوظيفة كانوا هم القائمين عليها، أما لو كان الإخلاص هو المقصد فلابد أن يلحق قرضاوي اعترافه باعتراف آخر: بأنها كانت دولة الظلم والطغيان وليست العدل والإحسان، وأن عليه وعلى أمثاله كي يجدوا احتراما بين الناس أن يعلنوا هذه الأخطاء ويعتذروا لكل الأبرياء في تاريخنا وتاريخ من مسهم شرنا في الدنيا، اعتذارا تاريخيا يجمعون عليه، بدلا من خطابهم المراوغ المخاتل عن دولة العدل والإحسان التي امتلأت ظلما وجورا بتعبير عمر بن عبد العزيز لأنها طبقت الشريعة.. لكن الشريعة من ذلك براء؟! ابدأوا بالاعتذار أولا كخطوة تقربكم من الصدق يا سادة عما حدث لبنى يربوع على يد خالد بن الوليد لعلكم ترحمون، اعتذروا يا سادة عما حدث من مجازر ومحارق في فتوح العراق وفلسطين ومصر والشام مع ذل الرجال بهتك عرض النساء. لكن ما لإخواننا مشايخ الإخوان وظلم العباد وقهر الرجال، وذل النساء المذبوحات على موائد السبي بالاغتصاب العلني مادام كل شيء بالنسبة للفقيه على ما يرام وكل أهدافه ومصالحه متحققة، انظر ما يقوله إخوانجي آخر هو الشيخ محمد الغزالي في كتابه «مائة سؤال عن الإسلام»: «إن الخلفاء والملوك الذين ولوا أمر المسلمين بطريقة غير صحيحة، أعلنوا ولاءهم للإسلام.. واستأنفوا الجهاد الخارجي، وتركوا للفقهاء حرية الحركة.. وأن العلم الديني مضى في طريقه يوسع الآفاق ويربي الجماهير ويقرر الحقائق الإسلامية كلها من الناحية النظرية (لاحظ مسألة: من الناحية النظرية تلك). وهكذا عند سادتنا لا مشكلة في دولة المسلمين، لأنها وإن حكمها خلفاء غير شرعيين وبغير حتى شريعة الإسلام إلا أن هؤلاء الخلفاء قد أعلنوا ولاءهم للإسلام، أي ولاءهم لسدنة الإسلام.. فماذا نريد أكثر من هذا؟ ثم إنهم استأنفوا الجهاد الخارجي.. يعنى مزيدا من الذبح والقتل للمسلمين وغير المسلمين كي يصب نهر الغنائم في قصر الخليفة ذهبا وفضة. فماذا نريد أكثر من ذلك مجدا وسؤددا بين الأمم؟ ثم إن هؤلاء الحكام الظلمة الفسقة الفجرة تركوا لرجال الدين حرية الحركة، وهو بالطبع الغرض والمشتهى، فهل بعد ذلك النظام السياسي الجميل نظام؟ لا، بل إن هذا النظام سمح للإسلام كي يمضي في تربية الجماهير على يد رجال الدين ويقيم على الناس وصاية دولة الظلم بكل التبريرات الدينية الممكنة. أما الدين في ذاته فقد أمكن تقرير حقائقه ولكن فقط من الناحية النظرية!! أبشروا يا مسلمون.. هذه دولتكم المرتجاة المنتظرة، وهذا مكانكم فيها ومكان دينكم فيها، فأنتم ودينكم موجودون نظريا فلا أحد يأمن على نفسه من الاختفاء من الوجود بدون سبب، في دولة الإسلام والشريعة ويسمونها «الدولة الإسلامية» وما أكثر ما ظلمنا الإسلام. أترون أين يريد سادتنا السدنة الكهنة أن يأخذونا؟ هل ترون مدى صدقهم في إعلان ديمقراطيتهم؟ المشكلة أنه إذا كان ذلك قد حدث وانتهى في أزمنة مخيفة ماضية سلكت المسلمين في سكة الندامة فانتهى بهم الحال إلى ما هم فيه، فإن التفكير، مجرد التفكير، في استعادة هذه الدولة غير المأسوف عليها، يسلكنا إلى سكة «اللي يروح ما يرجعش»!!
                  

07-03-2005, 06:59 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اهداء الي الجميع مقال سيد ممود القمني (Re: Sabri Elshareef)

    up up up
                  

07-03-2005, 07:03 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اهداء الي الجميع مقال سيد ممود القمني (Re: Sabri Elshareef)

    jsjjsjjshhhs
    kjsakldsjkdsjdsjhjhjdwhdyuewyu
                  

07-04-2005, 11:14 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اهداء الي الجميع مقال سيد ممود القمني (Re: Sabri Elshareef)

    lllllllllllllllll
                  

07-05-2005, 08:26 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اهداء الي الجميع مقال سيد ممود القمني (Re: Sabri Elshareef)

    ssssaassssssssssssaaaaaaassssssssssa
                  

07-11-2005, 07:04 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اهداء الي الجميع مقال سيد ممود القمني (Re: Sabri Elshareef)

    nnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnn
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de