|
التلفزيون والتعدي على الدين والفن..
|
الخيط بين العبادة واللهو في تلفزيون السودان ليس رفيعا فقط بل هو مبتور..كنت أستمع لخطبة صلاة الجمعه وتابعت الصلاة التي ما أن إنتهت ولا أبالغ إن قلت أنه قبل أن يرتد إلى طرفي حتي صدح البيانو بلحن ( الليله ماجاء الجميل الساده) وإذا بمجموعة من الصبية بـ ( سراويلهم طواقيهم....مراكيبهم عراريقهم) ظننت لوهلة أن عازف البيانو (بالو ماهو معاهم) إذ أوحي لي زيهم بأنهم سيغنون (آسيا بابورك في الأراك) أو( الجنيات يا بقاره) أو سيؤدون عرضة الصقريه..أو( رقصة المردوم) ولكنها كانت (مدحة) كأنها مزحة إذ تؤدى في قالب بعيد كل البعد عن توقير نبي الرحمة عليه أفضل الصلاة والسلام ..حاولت أن أنصت إليها قبل أن أصدر حكما جائرا فربما كان الطرب في لحنها والذكر والوقار في كلماتها..لم أفهم منها سوى مطلعها (رسولنا ناجى...حبيبنا ناجى) ..أبدلت الميم نونا والياءُ ألفا ثم (أنظر إليً...وأعطف عليً) ما هذا الخلط والسخف والعبث..لماذا لاتؤدى المدائح دون موسيقى أو طبل وكانشاد ديني ..أتركوا لنا فرصة نخشع فيها وأخري نطرب معها..كفاكم تشويها لجمال الأشياء..إنني والله أخشي أن يأتي يوم يبث فيه تلفزيوننا (سورة المائدة ) بلحن (زورق الألحان)..إنه نفق الزيف والركاكة الذي أقحمنا فيه فاختلت معه موازين الأشياء
|
|
 
|
|
|
|