ومضى الفاضل... سعيداً

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 06:29 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-14-2005, 04:42 AM

nashaat elemam
<anashaat elemam
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1108

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ومضى الفاضل... سعيداً

    ومضى الفاضل.. سعيداً

    كإنطفاء المصابيح في ليلة

    ضل عنها النهار

    تستريح الهموم على جسد

    أطفأته الرياح

    غارقاً في بحار التجلي

    كما الروح حين يشف الحجاب

    كان محضاً من الروح.. طيفاً سرى

    ومضة في سماء الدروب

    لمحة من سراب..

    محمد جميل


    كان نحيلاً دقيقاً، ضئيل الجسد واسع الصدر كبير القلب، عظيم الهمة جميل الروح، ذو عزم متين، وهذه الأخيرة مما هيأت له أن يتبوأ هذا المكان القصي في أفئدة معجبيه، الذين التفوا حوله لخمسين عاماً أو يزيد، وهو يقدم لهم من لدنه واحات خضراء تلوذ بها أرواحهم.. تخلصهم من الرتابة.. وتمنيهم ببعث بعض من أحلام منقرضة أو على وشك ذلك..

    عانى من الضيق.. في اليد والنفس، وكثير من عذابات الزمان وأوجاعه، لكنه امتص كل ذلك في صبر وأناة، مفرزاً شهداً وفرحاً وابتسامة.. وأشياء أخرى تنفع الناس، وكان كفاحه في أن يجعل للمسرح حضوراً يليق به، كثيراً ما يغريه بأن يبذل أكثر.. لذا لم يتوقف أبداً..

    كان مؤمناً أن للفن وظيفة فكرية واجتماعية وجمالية يجب النهوض بها، لذا جاءت مسرحياته تخاطب ذواتنا وأفئدتنا في محاولة بحثية دؤوبة عن مكامن الجمال فيها، وبعثاً لمكارم الأخلاق، وللقيم السودانية الأصيلة، والتي تشبه «العجب» السوداني ابن البلد «الطيب الضكران» والذي قدمه في أكثر من عمل بنفس الشخصية، لكن مع مواكبة التتطور والحراك الاجتماعي المتسارع بين كل حقبة وأخرى..

    يقال أن الوصول إلى القمة سهل، لكن من الصعوبة بمكان المحافظة عليها.. إذن فلنحاول أن نتخيل مقدار الصعوبة والمشاق التي تكبدها الأستاذ الفاضل سعيد وهو يعتلي القمة لنصف قرن من الزمان!!

    خمسون عاماً لم يكل أو يمل.. خمسون عاماً وهو يمسح -بيده- العرق عن جبينه، ويحاول -بروحه- أن يمسح الأحزان عنا.. خمسون عاماً بين نهارات قائظة، وليالٍ قارسة البرودة، وبعض من أمسيات خريفية.. كلها كانت تشهد على ابداع ومثابرة هذا الرجل المتفرد..

    لم تنل منه السنوات سوى مزيداً من الابتسامات، وكثيراً من الرغبة والتصميم والتحدي.. ارتكازه كان على إرث ضخم من التراث السوداني، وبحر مترامي السواحل من المعرفة.. وقلب نابض بحب الآخرين..

    مضى الفاضل سعيداً.. وهو على خشبة المسرح، يؤدي رقصته الأخيرة في تبتل ناسك عند المحراب..

    مضى كالطيف.. وها هي قطعة الأرض التي اشتراها من حر ماله لتصبح مسرحاً يحمل اسمه، تنادي الوفاء فينا..

    فهل من مجيب..؟ لنكرم هذا المبدع الذي صعدت روحه إلى بارئها وهي تحاول أن تسرق بسمة وتطبعها على شفاهنا على الرغم من مرارات الزمن..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de