عمار محمد آدم .. مذكرات أخ مسلم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 06:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-09-2005, 08:41 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عمار محمد آدم .. مذكرات أخ مسلم

    هذه المادة وجدتها في ملفاتي القديمة وهي بالطبع قد نشرت في المنابر السودانية ولكنها في الأصل نشرت في صحيفة سودانية كما يتضح من السياق.. أرجو ممن يعرف المصدر الذي نشرت فيه المادة أن يتكرم بذكره مع وافر الشكر


    عمار محمد آدم
    مذكرات أخ مسلم


    هذه مقتطفات من خواطر لعمار محمد آدم في بعض الصحف السودانية أنقلها من أحد المهتمين بالتوثيق مع بعض تعليقاته :
    يقول الراوي:
    عمار كان عضوا في حركة الاتجاه الإسلامي في جامعة الخرطوم وقد كان يميل للعنف كثيرا حتى بدون مشورة تنظيمه لدرجة أن صحيفة الإتجاه الإسلامي "آخر لحظة" في عام 1984 قد أعلنت فصله من التنظيم لأسباب تنظيمية.. كان مشاغبا يصعب السيطرة عليه حتى من قبل زعيمهم الترابي.. في السنوات الأخيرة أصبح مصدر قلق لجماعة الترابي قبل وبعد الإنقسام الأخير وقد اتهم بمحاولة إغتيال للترابي في عام 1993 سجن فيها في إحدى بيوت الأشباح لمدة أربعة شهور وضرب فيها بخرطوم الماء الأسود ولم يسمح له بتغيير ملابسه ويصب الماء البارد على جسده في البرد القارس ولا لحاف ولا غطاء توسد نعليه ومنع من النوم والطعام.. .. أصدر سلسلة من المقالات في صحيفة (الأيام) فضح فيها ممارسات تنظيم الترابي الإرهابية إذ أن عمارا كان عضوا في جماعة العنف بالمعارضين وقد اعترف بأنه قد أوكلت إليه عدة مهام منها مهمة لم ينفذها بإغتيال الصحفي المعروف سيد أحمد خليفة إبان فترة الديمقراطية السابقة.. ذكر في تلك المقالات أشياء كثيرة تدل على إنه خرج عن سيطرة التنظيم بجناحيه . صار عمار مؤخرا ضيفا على الرزنامة الأسبوعية التي يحررها الأستاذ كمال الجزولي كل ثلاثاء في (الصحافة)..يقول عمار:
    [[ لمعرفتي بكليهما فإنني أعتقد أن الحوار الدائر الآن بين كمال الجزولي ومحمد محجوب هارون حول العلمانية والعقلانية ليس هو مجرد حوار فكري يعتمد الدليل والدليل الأقوى، ولكنه تعبير عن مخاض ما عند كليهما. فالأول شيوعي يعيش بوجدان ديني، وعشق صوفي، والثاني إسلامي يعيش بعقل غربي وفكر أوروبي وأراهما معا وكأنهما يبحثان عن نفسيهما من خلال هذا الحوار، فالأولى أن يحاور كل منهما نفسه، ويحقق ذاته، من خلال قناعاته الأساسية. فكمال الجزولي مؤمن متدين حتى وإن استظل بمظلة الحزب الشيوعي ولعله يجد ضالته في رسالة الإمام الخميني إلى غورباتشوف بكل أبعادها الإلهية والعرفانية والفلسفية. أما محمد محجوب هارون فهو مثقف غربي يبحث عن إسلام يخرج من عباءة الغرب والحضارة الأوروبية.. ونحن نعيش هذه الأيام مرحلة المخاض التاريخي، والصراع النفسي الرهيب، فيما يشبه الولادة القيصرية. وأنا أتساءل في هذه الفترة كثيرا: من أحق بالدين ورسالات الأنبياء.. هل هم الإسلاميون وفكرهم الإقتصادي الرأسمالي، أم الشيوعيون وهم يحملون الرسالة المقدسة من صراعهم ضد الظلم والقهر والإضطهاد، ويدعون للإشتراكية وتحقيق العدالة الإجتماعية؟! كل الأنبياء والمرسلين كانوا ثوارا ضد الطبقة الأرستقراطية التي يمثلها فكر الإسلاميين وممارساتهم.
    العقلانية والعلمانية حوار جاف جفاف القلم الذي أسطر به هذه الكلمات. ولكن دعونا نتأمل نداوة الروح حين يتدفق الشاعر كمال الجزولي فيلجم الأكاديمي محمد محجوب هارون. الحوار يدور بين دين الشعراء الذي يقطر رقة وطلاوة، ودين الأكاديميين الذي يتحجر حتى يغدو مثل الطبشورة.. و "الغافل من ظن الأشياء هي الأشياء" .. فدعونا نبحث في حقائق الأمور، ونسقط كل اللافتات الخضراء والحمراء. ولعل الكثيرين يذكرون ذلك الحوار الشهير الذي كان قد دار بيني وبين كمال الجزولي على صفحات جريدة (السياسة) عام 1988م، بمناسبة مقال كتبته بعنوان "أسلمة الحزب الشيوعي السوداني" ولم نخلص فيه إلى نتيجة محددة. وكان قد تداخل معنا في ذلك الحوار د.حيدر إبراهيم على والخاتم عدلان وآخرون تحت عنوان "أسلمة الحزب الشيوعي أم اشتراكية الحركة الإسلامية"، وقد ذكر لى الأستاذ محمد إبراهيم نقد، بعد ذلك بسنوات، أنه كان قد دعا الشيوعيين إلى توسيع دائرة ذلك الحوار. وللحقيقة فإنه ليس بين يدي الآن ما يشير إلى أن الحزب الشيوعي السوداني يتبني الفلسفة الإلحادية في النظرية الماركسية حتى ولا على مستوى (غلاة الشيوعيين) بل إنني أذهب للإعتقاد بأن ما يتبناه محمد إبراهيم نقد هو بعث للدعوة الأولى للأمين العام للحزب الشيوعي السوداني عوض عبد الرازق. واعتقد أنه قد آن الأوان أن تتبلور فكرة جديدة، ألمسها في طرح الأستاذ كمال الجزولي، تتجه لإستيعاب الواقع السوداني، واستخلاص زبدة التفاعل التاريخي الطويل لمدى قرن من الزمان، بحيث يكون الدين جزءا من مكونات أخرى يتفاعل معها، ولا ينفعل عنها، فيصبح روحا تتخلل الأشياء، ونفسا لمجتمع جديد، وما معنى الدين سوى أنه تجل لأسماء الله الحسنى على الحياة، وأعظمها اسمه (العدل)!! وقد جاء الرسول (ص) ليقول للناس: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". وكم أشتاق لطرح يعطي بعدا جديدا للحزب الشيوعي السوداني، بتاريخه في التضحيات والنضال من أجل المسحوقين والضعفاء.. لكم أشتاق لمثل هذا الطرح الذي يعطي أبعادا روحية ووجدانية لكفاح الطبقة العاملة ورائحة النضال. ولو كان الأستاذ محمود محمد طه فعل ذلك لمنح الأجيال الجديدة طريقا للثورة والحب، فالله هو مطلق الحب والجمال، والله هو مطلق القوة والعدل.
    صدقوني أن الحزب الشيوعي السوداني (سوداني) يلبس عمامة، ويرفع الفاتحة، ويصلي على النبي وكم كنت أتأثر وأنا أدخل على المرحوم أحمد شامي وهو يستمع من جهاز راديو صغير إلى القرآن الكريم، فلا يكاد يراني اقترب منه حتى يخفض الصوت، وكأنه يريد أن يعبد الله في سره حتى لا يعطي شرعية للممارسات القائمة باسم الدين. وبيني وبين الأستاذ محمد إبراهيم نقد علاقة ود وصفاء، وقد قال لي مرة:"أنا أصلي بالليل صلاة جعليين.. حتى لا يقول الإسلاميون أنهم قد جعلوا سكرتير الحزب الشيوعي السوداني يآمن"! وفي مرة من المرات كنت مع مجموعة من الشباب الماركسيين ولما رأيتهم في حالة نشوة أدرت لهم الراديو على إذاعة القرآن الكريم، فإذا بهم يدخلون في حالة صوفية، وبعضهم يتحدث عن هذه الموسيقى الإلهية الجميلة..وآخرون يعلقون على روعة القصة، والآيات القرآنية تنساب تروي قصة مريم العذراء.
    إن احتكار الإسلاميين للإسلام، بجفافهم وغلظتهم واستعلائهم، هو الذي حرم الإسلام والسودان من قلوب طاهرة ونفوس صادقة تنفعل بالقيم العليا، والمبادئ الرفيعة حيث يكون السير نحو الكمال المطلق، والذي هو الله ذو الجلال والإكرام. وقد تحدث الله في القرآن الكريم عن كراهيته ومقته للذين يتحدثون باسمه ولا يطابق ذلك أفعالهم فقال: "كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون".
    المبدئيون هم أهل الله وخاصته والإنتهازيون هم أعداء الله وخصومه.. وكم تجدني متلهفا ومشتاقا لواقع جديد نسمع فيه القرآن وأسماء الله من شفاه مبتسمة ووجوه مشرقة، "فإن الله جميل يحب الجمال" وقد دعوت من قبل: "اللهم أعز الإسلام بالحزب الشيوعي السوداني" مثلما دعا محمد (ص): اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين" ففي إنشاد وردي إحساس التراتيل، وفي كلمات محجوب شريف طعم الصلوات وصدقها.. وكان اليهود ينتظرون أن يكون الرسول منهم فكان من أهل يثرب {قد يقصد مكة}.. فمتى نصلي الفجر سويا خلف الشيخ محمد إبراهيم نقد!]]..
    بقي أن أقتبس لكم بعضا من مذكرات عمار التي تنشرها (الأيام) تباعا في مقالات منذ يوليو الماضي ولم تنته حتى الآن.. إذ نشرت صحيفة الأيام المقالة رقم 15 اليوم الخميس 26/10/2000 .. كتب عمار [يعتقد البعض أن الإنحراف الأساسي في الحركة الإسلامية السودانية قد بدأ حين تحولت "الأسرة" وهي الوحدة التنظيمية الصغرى –حينما تحولت من كونها تربوية تعني بتثقيف العضو ثقافة دينية وتعمل على تربيته على أداء الصلوات في المسجد والتشجيع على قيام الليل والصيام كل يوم خميس واثنين والإلتزام بأوراد الصباح والمساء التي وردت في كتاب "المأثورات" للإمام حسن البنا تحولت إلي وحدة تنظيمية إدارية يكون فيها المسؤول السياسي والأمني والتنظيمي هم الذين يوجهون أفراد "الأسرة" في الحشد والإعداد للإنتخابات وبذلك تحولت الحركة الإسلامية بشكل تدريجي من دورها في مجال الدعوة والإرشاد إلى دور سياسي يطغى على ما سواه.. وقد أصبح الوصول للسلطة هدفا لذاته دون اهتمام بإعداد الكادر التنظيمي المشبع بالفكر والقيم الدينية الرفيعة.. ومن غير الإعداد النظري والفكري في المجال الإقتصادي ومجال السياسة الخارجية وإنما اقتصرت على الشعارات العاطفية المتعلقة بقيام الدولة الإسلامية التي لم تحدد ملامحها في شكل برنامج سياسي واقتصادي يخضع للمراجعة والتقويم بشكل دوري وينطلق من رؤية فكرية عميقة من واقع المجتمع السوداني يراعي التركيبة الإجتماعية والتعدد الثقافي والعرقي ويستوعب روح العصر وينفعل بقيم الدين الأصيلة] [استفاد الإسلاميون استفادة قصوى من المصالحة الوطنية مستفيدين من الشعارات التي رفعها نميري حين عمل على بث الروح الدينية داخل القوات المسلحة وذلك بإقامة مهرجانات القرآن الكريم داخل وحدات الجيش وإقامة المساجد داخل الوحدات وكان دبلوم الدعوة بالمركز الإسلامي الأفريقي يختار له الضباط المتدينون..كان الإسلاميون يركزون على الإعداد الإداري الإعلامي من غير الإهتمام بتقديم رؤية فكرية محددة تستوعب الواقع الثقافي والإجتماعي والإثني أو تعنى بالقضايا الفكرية والعقائدية وهذا ما جعل التنظيم الإسلامي يحتشد بمجموعة من الكوادر العملية المؤهلة والثقة في قيادة الحركة لتولي مهام التفكير والتنظير وهكذا تحول التنظيم إلى ما يعرف بطائفية المثقفين وهم مجموعات كبيرة من المهندسين والزراعيين والأطباء المؤهلين الذين يلتفون حول شعارات الدولة الإسلامية والتي كانت تعني لديهم تحقيق العدل والشورى والعدالة الإجتماعية وإقامة المجتمع الإسلامي ولم يكن لديهم تصور محدد من خلال رؤية فكرية.. وقد غرق الكثير منهم في مهامهم العملية يعبد الله من خلال تنفيذ المهام التي اوكلها له التنظيم ولم يفيقوا إلا على دوي الإنشقاق الأخير..الإسلاميون الآن وعلى مستويات مختلفة لا يصدقون ما حدث ولو أنهم كانوا على علم بالكيفية التي تدار بها الأمور داخل التنظيم لأدركوا أن هذه النهاية حتمية ومنطقية ولكن الذي يجلس تحت الشجرة لا يرى الغابة وحسبهم من ذلك نواياهم الصادقة والإثم على من استغل سذاجتهم وبساطتهم(الأيام-19/7/2000)]] قال عمار في الأيام عدد الثاني من أغسطس الماضي بأن شهوة الترابي الشخصية في الحكم كانت سببا مباشرا في تكوين ملامح القرار في داخل تنظيم الجبهة الإسلامية.. سرد حادثة أن أحد تلاميذ الترابي مرة قال: (الشيخ لو داير يكون الرئيس وقدامو النجدة ومواتر الرئاسة) وقد قال عمار بأن الترابي قد رمق قائل هذه العبارة بنظرة فيها الكثير من الرضا..قال عمار:[[للحقيقة والتاريخ فإن الترابي لم يكن متحمسا للإنقلاب العسكري المباشر وإنما كان يفضل الثورة الشعبية التي تنحاز لها القوات المسلحة ولكن علي عثمان محمد طه هو الذي تولى الضغط مستغلا الجو النفسي الذي خلقه عزل الترابي من وزارة حكومة الوفاق وهو يتأهب لتولي منصب وزير الخارجية..]] الجدير بالذكر أن عمارا قد شارك في إنقلاب يونيو 1989 حينما شارك في إحتلال كبري كوبر مع مجموعة من مليشيات الجبهة وقد ذكر تفاصيل دقيقة عن الإنقلاب..
    يقول عمار عن نفسه: [كنت أمارس العنف بشكل يومي في جامعة الخرطوم ولا أعتقد بأن هناك دوافع عقائدية أو دينية وراء ذلك ولكنه طبعي نتيجة لأسباب وراثية تتعلق بضخامة الجسم والصوت والإنفعالات الزائدة وقد استثمرت قيادة الإتجاه الإسلامي هذا الطبع سياسيا ونمت في روح العنف وربتها من خلال برامج مختلفة..تم تجنيدي في التنظيم الخاص وقد دربت على البندقية والكلاشنكوف والجيم 3والقنابل اليدوية والمتفجرات وتلقيت تمارين رياضية عالية وكنا نشاهد أفلام اقتحام المدن عبر اشرطة الفيديو والعمليات العسكرية الأخرى ومها تخليص الرهائن الإسرائيليين في مطار عنتيبي..وقد امتد هذا العنف حتى شمل قيادة الإتجاه الإسلامي داخل وخارج الجامعة ولن أنسى معركة دارت بيني وبين إبراهيم السنوسي واشتباكات بالأيدي على ظهر بوكس في إحدى المسيرات وفي مرة من المرات حاولوا منعي من إلهاب حماس الجماهير في إحدى الندوات وقد تولى الترابي ذلك وقد كان إيقاع صوته لا يتناسب مع تلك المهمة وقد دفعتني الجماهير دفعا إلى المنصة فاندفعت هائجا والترابي عليها فدفعته بكوعي وترنح وكاد أن يسقط وقد حدجني بنظرة غيظ وكراهية وقد منعت من الوصول للمنصة حتى لا أهتف ضد أمريكا فتوسطت الجماهير وبدأت هتافات عالية ومتكررة ضد أمريكا والسفير الأمريكي الضيف يسمع ذلك وقد جاءني عثمان خالد مضوي ليمنعني من الهتاف ضد أمريكا فلم أستجب فرجع غاضبا وفجأة لاحظت أن يس عمر الإمام يشير إلى ويدعوني للوقوف بجوار الترابي الذي بادرني بالسؤال: إنت عثمان خالد قال ليك شنو.. قلت له: قال لي ما تهتف ضد أمريكا..فرد الترابي: خلاص ما تهتف ضد أمريكا.. فقلت له: ولكن الجماهير دايرة كده.. فقال: إنت الجماهير دي بتاعتك.. فقلت له وقد رفعت صوتي: إنت الجماهير دي بتاعتك إنت كل الجماهير دي ضد أمريكا وأنا حأواصل الهتاف ضد أمريكا.. ] ويواصل عمار قصته المحزنة: [تسلمتني الحركة الإسلامية من أسرتي وأنا لم أزل طالبا في الصف الخامس الإبتدائي وكان يمكن أن تنمي في اتجاهات أخرى غير العنف وأقدم نفسي كنموذج مخفف للكثيرين الذين ربت الجبهة الإسلامية فيهم روح العنف واستثمرتها لتحقيق أهدافها السياسية وتسعى الآن لإقتلاع هذه الروح بشتى السبل حتى لا تستخدم ضدها. ويبدو أن الفكر الإسلامي عندنا من أصله يرتبط بفكرة (الجهاد) وهي تعني ممارسة العنف تجاه الآخرين حتى أصبح هدفا لذاته وأصلا من الأصول والحقيقة أن الأصل هي الحق والجهاد إنما يمارس لمجرد حماية الحق فنحن لم نكن نعرف ما هو الحق من خلال رؤية دينية وفلسفية أو عقائدية للحياة..وقد زرعت الحركة الإسلامية في النفوس العنف والتجسس ومن يزرع حنظلا لن يجني عنبا وقد انحرفت الحركة الإسلامية منذ أن أصبحت مؤسسة عسكرية وأمنية وضاقت فيها مساحات الفكر والحوار والثقافة والإبداع ].. ويعلن عمار عن كفره بماضيه حين يقول: [تفكيك الحركة الإسلامية ومؤسساتها وأجهزتها ومصادر تمويلها هو الضمان الوحيد لأمن السودان وسلامته ذلك أن الإسلاميين في أي مكان اجتمعوا وتحت أي لافتة جلسوا يتعبئون بمشاعر الحقد والكراهية تجاه الآخرين ويمارسون قدرا وافرا من الوصاية عليهم..أن الخليط القائم الآن تحت مظلة الإسلام من المقدر أن يتسبب بممارساته في كارثة كبرى للوطن إن لم يكن قد تسبب فيها بالفعل!]..
                  

06-09-2005, 10:53 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمار محمد آدم .. مذكرات أخ مسلم (Re: Yasir Elsharif)

    الأخ الدكتور ياسر
    استمتعت و"تألمت" بهذه القراءة المعمقة. الأخ عمار ليس وحده، فعدد كبير من كوادر الحركة الإسلامية هم على شاكلته، لكن ميزة عمار في روحه المتمردة وشجاعته في الاعتراف

    [تسلمتني الحركة الإسلامية من أسرتي وأنا لم أزل طالبا في الصف الخامس الإبتدائي وكان يمكن أن تنمي في اتجاهات أخرى غير العنف وأقدم نفسي كنموذج مخفف للكثيرين الذين ربت الجبهة الإسلامية فيهم روح العنف واستثمرتها لتحقيق أهدافها السياسية وتسعى الآن لإقتلاع هذه الروح بشتى السبل حتى لا تستخدم ضدها. ويبدو أن الفكر الإسلامي عندنا من أصله يرتبط بفكرة (الجهاد) وهي تعني ممارسة العنف تجاه الآخرين حتى أصبح هدفا لذاته وأصلا من الأصول والحقيقة أن الأصل هي الحق والجهاد إنما يمارس لمجرد حماية الحق فنحن لم نكن نعرف ما هو الحق من خلال رؤية دينية وفلسفية أو عقائدية للحياة..وقد زرعت الحركة الإسلامية في النفوس العنف والتجسس ومن يزرع حنظلا لن يجني عنبا وقد انحرفت الحركة الإسلامية منذ أن أصبحت مؤسسة عسكرية وأمنية وضاقت فيها مساحات الفكر والحوار والثقافة والإبداع]
    ألا يستحق مثل هذا الاعتراف وقفة مطولة من قبل مفكري ومثقفي الحركة الإسلامية لو أرادوا فعلا صيانة مستقبل حركتهم سياسيا وفكريا؟
                  

06-12-2005, 01:27 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إلى ظلاميي البورد مظلمي النفوس ومعطوبي العقول.. شفاكم الله (Re: Yasir Elsharif)

    شكرا يا عزيزي خالد عويس وتحية،

    ليت أصحابنا في البورد الذين ما زالوا يقتفون آثار التكفيريين والإرهابيين يقرأون بأعين وعقول مفتوحة وقلوب حاضرة..

    يا هؤلاء: عمار محمد آدم كان أول من وقف في ساحة محكمة المهلاوي ويهتف "يحيا العدل" بعد أن نطق الأخير بحكم القتل على الأستاذ محمود محمد طه والجمهوريين الأربعة.. وعمار محمد آدم قد صاح في ساحة تنفيذ حكم القتل على الأستاذ محمود في كوبر "سقط هبل"..

    أهديكم كلماته وتاريخه لعلها تنير نفوسكم المظلمة بالتكفير والتكبر والغرور.. وانظروا إلى مصير المكاشفي والنميري والترابي.. يمهل ولا يهمل.. "من آذى لي وليا فقد آذنته بحرب".. دعك ممن قتل هذا الولي ظلما وعدوانا..

    "إن الله يدافع عن الذين آمنوا، إن الله لا يحب كل خوان كفور"..

    صدق الله العظيم
                  

06-12-2005, 01:46 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لكل داء دواء، إلا الحماقة أعيت من يداويها (Re: Yasir Elsharif)

    .
    ..
    يا ... يا أيها الأحمق

    والطيور على أشكالها تقع.. شفاك الله من هذا المرض.. هذه الكراهية حتى لو كانت "لوجه الله" تولد الأمراض في النفس..
                  

06-12-2005, 01:49 AM

nadus2000
<anadus2000
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى ظلاميي البورد مظلمي النفوس ومعطوبي العقول.. شفاكم الله (Re: Yasir Elsharif)

    وليت المعارضين والإخوة في الحركة الشعبية يقرأوا ويعوا

    Quote: [تفكيك الحركة الإسلامية ومؤسساتها وأجهزتها ومصادر تمويلها هو الضمان الوحيد لأمن السودان وسلامته ذلك أن الإسلاميين في أي مكان اجتمعوا وتحت أي لافتة جلسوا يتعبئون بمشاعر الحقد والكراهية تجاه الآخرين ويمارسون قدرا وافرا من الوصاية عليهم..أن الخليط القائم الآن تحت مظلة الإسلام من المقدر أن يتسبب بممارساته في كارثة كبرى للوطن إن لم يكن قد تسبب فيها بالفعل!]..
                  

06-12-2005, 01:58 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى ظلاميي البورد مظلمي النفوس ومعطوبي العقول.. شفاكم الله (Re: nadus2000)

    عزيزي نادوس،

    أعتقد أن الحركة الشعبية تدرك هذا جيدا.. لو قرأت مقالات الدكتور منصور خالد يمكنك التوصل إلى هذه الحقيقة ليس فقط تلميحا وإنما أيضا تصريحا..

    الحركة الشعبية موقفها من القوانين الدينية المتخلفة واضح، ولكن المشكلة هي المعارضة الشمالية التي تمسك العصا من منتصفها.. إنهم لا يقرأون الواقع، ولم يفهموا حقائق تاريخ السودان البعيد والقريب، ولكن الأمل هو في الأجيال الجديدة من السودانيين في هذه الأحزاب.. وما دام الحلم والأمل بالمجان فدعنا نحلم ونأمل.. وما ذلك على الله بعزيز..

    ولك الشكر على المرور والعليق..
                  

06-12-2005, 03:19 AM

أحمد الشايقي
<aأحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمار محمد آدم .. مذكرات أخ مسلم (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: إن احتكار الإسلاميين للإسلام، بجفافهم وغلظتهم واستعلائهم، هو الذي حرم الإسلام والسودان من قلوب طاهرة ونفوس صادقة تنفعل بالقيم العليا، والمبادئ الرفيعة حيث يكون السير نحو الكمال المطلق، والذي هو الله ذو الجلال والإكرام. وقد تحدث الله في القرآن الكريم عن كراهيته ومقته للذين يتحدثون باسمه ولا يطابق ذلك أفعالهم فقال: "كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون".
    ]


    خـــذوا الحكـمــة
                  

06-12-2005, 03:36 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمار محمد آدم .. مذكرات أخ مسلم (Re: أحمد الشايقي)
                  

06-12-2005, 03:42 AM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمار محمد آدم .. مذكرات أخ مسلم (Re: Yasir Elsharif)

    سلام جميعا
    العزيز ياسر
    ان ما كتبه الاخ عمار اعتراف خطير بمؤسسة ظلامية مرعبة تتخطف الاطفال لتحويلهم لوحوش بشرية
    انتاج بشر مشوهون داخليا و غير سويين عاطفيا و انسانياكارثة حقيقية، فالعنف يولد العنف، و قد اطلقوا مردة من قماقم و لن يستطيعوا السيطرة عليها.. اسفي على امثال عمار
    ممن تستخدمهم الجبهة الاسلامية و تضحي بهم عند اول منعطف، ان اعترافات عمار ابلغ ما قرأت مؤخرا عن ممارسات هذه الجماعة السافرة في العداء لكل ما هو جميل و انساني في هذا الوطن، لبيع صكوك غفران و تاشيرات مزورة للجنان و قسائم زواج غير جائز للحور العين..
    لقد حطموا كل مقدس و شككوا الكثيرين في اعمق مقدس لديهم.. بافعالهم هذه تسلب روح الشعب.. و يطعن وجدانه طعنة نجلاء في سويدا الفؤاد..
    قرأت اعترافات الوهابي السعودي عبر لنك كنت ارسلته في العام الماضي و هالني ما اصاب ذاك الشاب السعودي من مآسي
    اما آن لليلهم الطويل ان ينجلي... بصبح جميل ننطلق فيه الى اعمالنا نرنو فيه لمستقبل واعد مليء بالحب و الجمال...

    لك ودي و تحياتي
    امجد
                  

06-12-2005, 05:27 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمار محمد آدم .. مذكرات أخ مسلم (Re: Amjad ibrahim)

    عزيزي أمجد،

    تحية طيبة لك وللجميع، وأحسن الله عزاءنا وعزاءكم في الصادق عباس عليه رحمة الله.. اتصلت بالوالدة والوالد وسأحاول اليوم الاتصال عسى أن أجدك معهم، ولو لم أجدك فقد وجدت رقمك الجديد "الموبايل" في بريدي الإلكتروني اليوم..

    أشكرك على التعليق..
    سأحاول البحث عن مذكرات السعودي التي ذكرتها، وإذا وجدتها أنت في الإرشيف فأرجو أن تضع وصلتها في هذا البوست..

    ولك شكري والسلام

    ياسر
                  

06-12-2005, 08:42 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمار محمد آدم .. مذكرات أخ مسلم (Re: Yasir Elsharif)
                  

06-12-2005, 09:24 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تحليل د. عبد الوهاب الأفندي.. أحداث 11 سبتمبر والسودان.. (Re: Yasir Elsharif)

    د. عبد الوهاب الأفندي يكتب عن تداعيات 11 سبتمبر على السودان، وهذا في تقديري أكبر إرهاص لنهاية دولة الجبهة الإسلامية بعد أن تقوضت الحركة بانقسامها إلى جناحين كبيرين قبل خمسة سنوات، وبعد أن بدأت الحرب الأهلية تستعر في دارفور..
    http://www.aljazeera.net/NR/exeres/0880D1EE-2577-472F-BFCC-72B53AD12D0C.htm

    السودان وتداعيات 11 سبتمبر



    بقلم/ د. عبد الوهاب الأفندي*

    - حكومة "الإنقاذ" والجوار العربي
    - الإسلاميون والسعودية التقاء فاختلاف
    - بن لادن في حقبته السودانية
    - تعاون وثيق بين الخرطوم وواشنطن




    حكومة "الإنقاذ" والجوار العربي

    بدأت العلاقة بين أسامة بن لادن والحكومة السودانية على خلفية التوتر في العلاقات السودانية
    -السعودية بسبب الموقف من حرب الخليج. وكانت الخلافات قد سبقت الحرب في الحقيقة، إذ كان للسعودية ومصر وعدد من الدول العربية المشرقية موقف من حكومة الصادق المهدي (1986 - 1989) بسبب علاقاتها الوثيقة مع ليبيا وإيران وما كان يعتقد أنه تعنتها الذي أدى إلى استمرار الحرب الأهلية.

    وزاد الخلاف بعد دخول الإسلاميين ممثلين في الجبهة القومية الإسلامية بقيادة الدكتور حسن الترابي في حكومة الصادق الائتلافية في صيف عام 1988. وقد أدى ذلك إلى حجب الدعم العربي الدبلوماسي والاقتصادي والسياسي عن تلك الحكومة مما كان له أثر مهم في انهيارها.

    ولكن الترحيب العربي بحكومة الفريق عمر حسن أحمد البشير التي وصلت إلى السلطة في يونيو 1989 في انقلاب
    تحت مسمى ثورة الإنقاذ الوطني تحول إلى ريبة وحذر بعد تزايد الدلائل على دور الإسلاميين فيها. وكانت الحكومة السودانية اتهمت بعض الدول العربية، أبرزها مصر والكويت بدعم المعارضة السودانية، مما زاد في توتر العلاقات. وفي المقابل كان العراق هو الدولة العربية الوحيدة التي واصلت تقديم الدعم العسكري للحكومة السودانية، ولهذا السبب فإن السودان اتخذ موقفا معارضا للتحالف الذي قادته أميركا ضد العراق. ولعب الدكتور الترابي دورا مهما مع بعض قادة الحركة الإسلامية في الجهد الشعبي والدبلوماسي المعارض للحرب، حيث قام بجولات مكوكية شملت العراق وإيران والأردن والسعودية، ولم تقتصر لقاءاته هناك على المسؤولين، بل شملت لقاءات مع قادة وأعضاء الحركات الإسلامية في تلك البلدان.

    الإسلاميون والسعودية التقاء واختلاف

    وفي الوقت الذي أغضبت فيه تلك المواقف السودانية الحكومات العربية المنضوية تحت لواء التحالف، فإنها لقيت قبولا لدى الإسلاميين السعوديين، وكان غزو العراق للكويت قد أوقع الإسلاميين السعوديين في قدر كبير من الحيرة، لأنه وضع على المحك موقفهم المعتاد المؤيد للحكومة السعودية. وقد كانت للإسلاميين العرب عموما والسعودية خصوصا أسباب كثيرة للتقارب مع السعودية، التي وقفت في الستينيات ضد الحكومات الراديكالية التي اضطهدت الإسلاميين، كما أنها منحت المأوى للإسلاميين. وظلت تطبق الشريعة الإسلامية، مطلب كل الإسلاميين، وتدعم القضايا الإسلامية حول العالم.

    وإذا كان بعض الإسلاميين خارج السعودية اختلف معها على موقفها من الثورة الإيرانية ودعمها للعراق في حربه ضد إيران، فإن الإسلاميين السعوديين ذوي التوجه السلفي كانوا في انسجام تام مع الموقف الرسمي في هذا الهدف وقد زاد هذا الانسجام بسبب موقف السعودية من الحرب في أفغانستان وتشجيعها للجهاد ضد الروس هناك.

    ونظرياً لم يكن الموقف من غزو الكويت يشكل أي معضلة للإسلاميين السعوديين فالعراق دولة علمانية، إن صح تأييده ضد إيران الشيعية من منطلق مذهبي، فإن الأمر يختلف في حال الكويت قاطعاً وحاسماً في هذا الخصوص. وقد واجه موقف السعودية بعض الاضطراب لحين تدخل سفر الحوالي بمحاضرة شهيرة جعل فيها الوجود الأميركي، لا الغزو العراقي، محور النقاش. وقد تبلور الموقف الإسلامي السعودي خاصة بعد نهاية الحرب في ربيع عام 1991، وأصبح معارضاً بوضوح للوجود الأميركي والسياسة الرسمية السعودية، مما مهد لصدام مع الحكومة لم يتأخر.

    بن لادن في حقبته السودانية

    تابع أسامة بن لادن تلك التطورات، وتحول موقفه بسرعة من مؤيد للموقف السعودي الرسمي لدرجة أنه عرض التطوع لدعم المجهود الحربي إلى معارض محظور عليه السفر إلى الخارج. وفي نهاية عام 1991 وبداية 1992 تمكن بن لادن من الحصول على إذن بالسفر بحجة الذهاب إلى أفغانستان لتسوية بعض أموره المالية، ولكنه توجه من هناك إلى الخرطوم.

    وليست هناك معلومات مؤكدة عن اتصالات مسبقة بين بن لادن والمسؤولين السودانيين قبل قدومه إلى الخرطوم، ولكن الدعاية السعودية الكثيفة المعادية للسودان في الإعلام الرسمي كانت وحدها كافية لإقناع أي معارض سعودي بأن السودان يصلح ملاذاً آمناً، وبالفعل فإن أحد الطيارين السعوديين لجأ بطائرته الحربية إلى الخرطوم أثناء حرب الخليج تحديداً بسبب تصوير الإعلام السعودي السودان بأنه بلد مناوئ. وعلى كل حال فإن بن لادن لم يكن في تلك المرحلة قد جهر بالعداء للنظام السعودي.

    وكان السودان قد اتخذ عدة خطوات في مطلع عام 1992 جعلته يبدو ملاذاً طبيعياً لكل الإسلاميين المضطهدين، حيث قام بإلغاء تأشيرة الدخول عن كل المواطنين العرب، وفتح أبوابه للمستثمرين العرب. وفي نفس تلك الفترة تم إنشاء المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي أبريل 1992 مظلة للتنسيق بين التنظيمات الإسلامية والقومية العربية من كل الدول العربية وأكثر من ثلاثين دولة إسلامية أخرى.

    تحفظات وتباينات
    وإذا كانت هذه التطورات خلقت مناخاً مناسباً لتعميق الصلات مع الحركات الإسلامية حول العالم، فإن الأمر لم يكن كذلك تلقائياً مع الحركة الإسلامية السعودية.

    أولاً لأن هذه الحركة لم تكن مسيسة ولا موحدة أو متماسكة.
    وثانياً لأن التوجه السلفي السائد في السعودية لا يتماشى تماماً مع الوضع السوداني الذي يغلب فيه التدين الصوفي، وتتميز حركته الإسلامية بكثير من التسامح مع الصوفية من جهة ومع المفاهيم الغربية والليبرالية من جهة أخرى.
    وثالثاً لأن التحالف الإسلامي القومي الذي سعى السودان لإنشائه كان صادماً لكثير من التيارات الإسلامية، بسبب اشتماله على فصائل ماركسية من فلسطين واليمن وقومية كأحزاب البعث في سوريا والعراق إضافة إلى أحزاب حاكمة مثل اليمن، وليبيا، والعراق، إلخ..
    دعم مشروط.. وحذر
    لكل هذا فإن دعم التيار السعودي الإسلامي للوضع في السودان كان حذراً ومشروطاً، واقتصر في أول الأمر على قيام بعض الشخصيات ذات الميول الإسلامية باستثمارات في السودان لفائدة الطرفين، وهو تقليد مقبول عند النظام السعودي منذ أن أنشأ الأمير محمد الفيصل بنك فيصل الإسلامي في الخرطوم عام 1976 وتبعه كثيرون للاستثمار في البلاد.

    وقد كان قدوم بن لادن إلى السودان في أول أمره في إطار هذا التقليد حيث سعى للإقامة والاستثمار، ولم يكن له نشاط سياسي معروف، سواء ضد السعودية أو أي بلد آخر. ولم تكن الحكومة قلقة بصورة خاصة لوجوده هناك، بل إن أول عمل كبير يساهم فيه كان بناء مطار بورتسودان، وهو مشروع مدعوم بقرض سعودي رسمي. فالمأخذ الأكبر على بن لادن لم يكن من السعودية، بل من مصر، ذلك أن بن لادن استقدم مجموعة من رفاقه السابقين في الجهاد الأفغاني ووظفهم في أعماله في السودان. وقد واصل هؤلاء الذين كانوا ينتمون لتنظيمات مختلفة نشاطهم السياسي من موقعهم الجديد.

    وسواء أكان بن لادن والحكومة السودانية على علم بهذا النشاط أم لا، فإن الانتقادات الحادة الواردة من القاهرة وعواصم أخرى، وخاصة واشنطن ولندن، قد نبهت كل غافل على أن هناك أموراً تجري تبعث على القلق. وقد اعتصمت الحكومة السودانية في أول الأمر بالإنكار... إنكار وجود العناصر المعارضة، أو قيام الموجودين في السودان بأعمال إرهابية أو غيرها من الأنشطة المعادية.

    واشنطن غير مهتمة
    ولم تكن واشنطن تولي بن لادن اهتماماً يذكر أثناء وجوده في السودان. وبحسب المسؤولين السودانيين فإن الولايات المتحدة لم تناقش قضية بن لادن مع الخرطوم، وهو ما أكده سفير واشنطن السابق في الخرطوم، ولكن أبرز اتهام لبن لادن أنه يمول بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة. وقد كشف في وسائل الإعلام بعد أحداث سبتمبر الماضي أن السودان كان قد عرض على أميركا تسليم بن لادن أو على الأقل نوعا من التعاون الأمني يحاصر نشاطه ويشل حركته، ولكن أميركا حسب تلك الروايات رفضت تسلمه لعدم وجود أدلة ضده تكفي لإدانته في محكمة أميركية، واقترحت بالمقابل تسليمه للسعودية التي رفضت بدورها تسلمه، خاصة بعد أن اشترط السودان ضمان سلامته.

    اتهامات متعددة

    تراوحت الاتهامات غير المؤكدة ضد بن لادن بأنه كان على صلة بمجموعة نفذت ضربة ضد مركز تدريب للحرس الوطني في الرياض آواخر عام 1995 راح ضحيته خمسة أميركيين، وأنه ساهم في تمويل حادثة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أبابا في يونيو عام 1995، إضافة إلى تمويل الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر وهو اتهام أكدته مصادر جبهة الإنقاذ الإسلامية بالجزائر.

    بن لادن من جهته نفى الاتهامات في حينها في مقابلة مع مجلة تايم الأميركية مايو 1996 قائلاً إن كون البعض تدرب معه للجهاد في أفغانستان لا يعني أنه كان مسؤولاً عن أعمالهم بعد ذلك. وحذر فيما يشبه النبوءة من توجيه الاتهامات لكل المجاهدين الأفغان ووضع ظهورهم إلى الحائط، لأن ذلك سيدفعهم إلى القتال. وفي ذلك الحين كانت المصادر الغربية تشكك في الاتهامات ضده خاصة أنها أخذت من عناصر يرجح أنها أعطتها تحت التعذيب.

    السودان يواجه حملة دولية
    ولكن الخرطوم كانت تتعرض حينها لحملة شرسة بدأت صيف 1993 إذ وضع اسم السودان على القائمة الأميركية للدول التي تدعم الإرهاب، وتم تكثيف الضغوط بعد أن فرض مجلس الأمن عقوبات على السودان في أبريل 1996 بتهمة التستر على مطلوبين في محاولة اغتيال الرئيس محمد حسني مبارك في أديس أبابا. وأتبع ذلك دعم الولايات المتحدة ودول الجوار لهجمة مسلحة كبرى لقوات المعارضة من ثلاثة محاور آخر عام 1996 وأوائل عام 1997. وقد شعرت الحكومة بحالة من الحصار دفعتها للتحرك باتجاه تسوية خلافاتها مع الولايات المتحدة والسعودية ومصر وغيرها من دول المنطقة، وكانت المساومة حول مصير أسامة بن لادن وتسليم كارلوس لفرنسا عام 1994 جزءاً من هذه المحاولات.

    تحولات داخل السعودية
    وفي تلك الفترة نفسها كانت السعودية تشهد تحولات داخلية مهمة بدت نذرها مع أزمة الخليج التي أنتجت تساؤلات حول طريقة إدارة الأمور في المملكة. وكان مصدر بعض هذه التساؤلات الإعلام العربي الذي طفق يثير مسألة الدعم الغربي للنظام السعودي المفتقر للديمقراطية. وقد رد المسؤولون الأميركيون بتصريحات أكدوا فيها أنهم يدعمون الإصلاح السياسي في الخليج ويدعون إليه. واستبشرت العناصر الإصلاحية الليبرالية خيراً بهذه الوعود، فتقدم نفر منهم بمذكرة للحكومة تطالب بإصلاحات، كما تظاهرت نساء للمطالبة بحق قيادة السيارة. ودفع هذا بالعناصر الإسلامية وعلى رأسها مجموعة من العلماء الشباب إلى تقديم مذكرات متتالية تطالب بدورها بإصلاحات ذات طابع إسلامي. وأدى هذا إلى توتر بين الحكم والقاعدة الإسلامية التي كانت تدعمه في السابق، تحول إلى مواجهة بعد إعلان إنشاء هيئة الدفاع عن الحقوق الشرعية بعام 1993، وما تبع ذلك من اعتقالات وتحول الهيئة للعمل من المنفى في بريطانيا.

    ولم يكن لبن لادن دور في هذه الحركة، ولكنه تأثر بها إلى حد اتخاذ قرار بإنشاء منظمة أطلق عليها هيئة النصيحة والإصلاح في عام 1994، أنشأت بدورها مكتباً في لندن العام التالي. ويقول السعوديون إن بيانات من هذه الهيئة وجدت لدى المتهمين بتنفيذ عملية الرياض واعترفوا بالتأثر بها. ولكن الثابت أن الهيئة لم تتعد حينها الدعوة للإصلاح بالحسنى. ولم تعهد عن بن لادن تصريحات علنية مباشرة ضد النظام، وإن كان تحدث لبعض الصحافيين عن مآخذه على الحكم، وأكد أن سبب لجوئه إلى السودان في عام 1991 كان ما تعرض له من تضييق وعسف. وقد كانت الحكومة السعودية بدورها تطمح إلى استمالته، وقد بذلت جهوداً مكثفة للضغط عليه للعودة، كان معظمها عن طريق أفراد أسرته، وخاصة والدته التي جاءت إلى الخرطوم متوسلة إليه ليعود.

    سحب الجنسية السعودية من بن لادن


    ولكن بن لادن رفض جميع تلك الجهود، وانتهى الأمر بأول إدانة سعودية علنية له رافقت سحب الجنسية عنه في عام 1994. ولكن السعودية لم تطالب السودان بإخراجه، أولاً لأنه لم يكن واضحاً إلى أين سيذهب، وثانياً لسهولة الضغط على السودان، وهو أمر أكده أن بن لادن لم يجاهر بمعاداة السعودية أو الدعوة إلى العنف طوال وجوده في الخرطوم.

    وتزايدت الضغوط على السودان في ذلك الحين إلى درجة جعلت بن لادن نفسه يشعر بالحرج. وقد استشعر بن لادن من بعض الإشارات السودانية أن الحكومة أصبحت تفضل لو أنه غادر، وتقول بعض المصادر إن بن لادن تطوع باقتراح المغادرة وهو يأمل أن يسمع من مضيفيه السودانيين ما يطمئنه إلى أنه مايزال محل ترحيب، وصدم كثيراً حينما وجد اقتراحه قبولاً فورياً وحماسياً.

    كان بن لادن يعتقد أن دعمه للحكومة السودانية والتزامه الحدود التي رسمتها له، إضافة إلى واجب التناصر بين الإسلاميين سيجعل الحكم في السودان يتخذ موقفاً مبدئياً وحاسماً بالوقوف إلى جانبه، ولكنه أخطأ الحساب على ما يبدو، ولم يدرك إلا بعد فوات الأوان أن حسابات الدول تختلف عن حسابات الأفراد، فمهما كانت مساهمات بن لادن في دعم الحكومة السودانية فإن ما جلبه من مخاطر كان أكبر بكثير.

    نشاط بن لادن في السودان

    نشاط بن لادن العلني في السودان اشتمل على إنشاء شركات كان من أهمها شركة الهجرة للتشييد، والتي قامت ببناء بعض الطرق والمنشآت الأخرى، وشركة طابا التجارية وشركة الثمار للمنتجات الزراعية. وكل هذه كانت أعمالا تجارية عادية، بمعنى أن عائدها كان يذهب لمصلحة بن لادن نفسه، فيما عدا أن بعض المعاملات كانت في شكل قروض للحكومة. وهناك معلومات أن بن لادن قدم أيضاً قروضاً مباشرة للحكومة، ولم يتمكن من استرداد معظم هذه القروض قبل مغادرته المفاجئة لأفغانستان. وقيل إن الحكومة عرضت عليه محاصيل زراعية مقابل ديونه المقدرة ببضع عشرات الملايين من الدولارات ولكنه استهجن الفكرة، وترك السودان وهو غاضب وممتلئ بالمرارة لما اعتبره جحوداً ونكراناً للجميل.

    تضاربت التقديرات بشأن عدد الأفغان العرب الذين أقاموا في السودان على عهد بن لادن، وتفيد بعض التقديرات الرسمية أنهم كانوا في حدود ثلاثمائة شخص. ولكن بطانة بن لادن من هؤلاء لم تتجاوز الخمسين، أما البقية فكانوا إما مجرد موظفين في شركات أو مقيمين في السودان بصفة مستقلة عنه. وقد ترك جميع هؤلاء السودان بعد مغادرته، إما لأنهم أبعدوا أو تعرضوا لضغوط، أو لأنهم فقدوا مصدر رزقهم بعد إغلاق شركات بن لادن وتصفية أعماله.

    علاقة وثيقة مع الترابي

    وفي أثناء وجوده في السودان لم تكن لبن لادن علاقة مع محيطه السوداني لإحاطته بسياج أمني محكم من أتباعه وأجهزة الأمن السودانية، ولكنه كان على علاقة وثيقة مع الدكتور الترابي ومجموعة صغيرة من الإسلاميين. وتتركز التحقيقات الأميركية الآن على ما إذا كان لبن لادن ومجموعته بقايا أو ذيول في الخرطوم. وكانت الولايات المتحدة قصفت مصنعاً للأدوية في أغسطس عام 1998 بعد نسف سفارتيها في نيروبي ودار السلام في ذلك الشهر، بحجة أن بن لادن كان يمتلك أسهما في ذلك المصنع، وأن المصنع كان ينتج مركبات أسلحة كيماوية، وقد ثبت بعد ذلك عدم صحة هذه الادعاءات. وقد وضعت الإدارة الأميركية بنك الشمال الإسلامي وهو بنك سوداني أسس برأسمال محلي قبل وصول بن لادن للسودان، على قائمة المؤسسات المحظورة لعلاقاتها بالإرهاب، وذلك بحجة أن بن لادن يملك أسهما فيه. ولكن مسؤولي البنك نفوا ذلك وقالوا إن إحدى شركات بن لادن كان لها حساب في البنك ولكنه أغلق.

    تعاون وثيق بين الخرطوم وواشنطن
    على كل فإن الحكومة السودانية اجتهدت في التعاون مع الإدارة الأميركية في حملتها ضد بن لادن ومجموعته لدرجة استحقت الإشادة من الإدارة الأميركية. وليس سراً أن الحكومة السودانية كانت منذ منتصف التسعينات تبحث عن فرصة مثل هذه تثبت فيها للولايات المتحدة حسن نيتها. ولهذا فقد اجتهد المسؤولون السودانيون في الاستجابة لكل طلب أميركي للتزويد بالمعلومات أو لحظر منظمات أو إبعاد أشخاص. انتهز السودانيون أيضا الفرصة لتزويد الإعلام الغربي بتفاصيل مساعيهم المستمرة لمساعدة الأميركيين أمنياً، والصد الذي قابلت به إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون هذه الجهود.

    تحمس وتعثر
    وإذا كانت الإدارة الأميركية الحالية تحمست للتعاون مع الخرطوم، فإن هناك ردة فعل غير رسمية مضادة تكشف عن الأسباب التي دفعت إدارة كلينتون للتردد في قبول عروض السودان للتعاون الأمني. فقد أثار التقارب الجديد بين واشنطن والخرطوم غضب مجموعات ضغط نافذة، أبرزها اليمين الديني وجماعات حقوق الإنسان التي تتهم الخرطوم باضطهاد مواطنيها المسيحيين وبانتهاكات متكررة لحقوق الإنسان. وقد ناشدت هذه المجموعات إدارة الرئيس جورج بوش بألا تترك التعاون الأمني يعميها عن فظائع حكومة الخرطوم. ووصفت ما تقوم به الحكومة السودانية في مذكرة إلى الرئيس بوش وقعتها مائة شخصية تمثل منظمات دينية وحقوقية ومدنية في نوفمبر الماضي.

    تعاون سري أيام كلينتون

    وكانت إدارة الرئيس كلينتون قد بدأت تعاوناً أمنياً سرياً مع الحكومة السودانية منذ مارس عام 2000، اشتمل على إرسال فرق تفتيش من المخابرات الأميركية ومكتب التحقيقات الفدرالي للتحقق من عدم وجود بنية تحتية لدعم الإرهاب في السودان، وأيضاً للحصول على أكبر قدر من المعلومات عن المنظمات الإسلامية المتشددة، وقد بلغ الرضى الأميركي عن هذا التعاون حداً جعل الولايات المتحدة تدعم رفع العقوبات التي فرضها مجلس الأمن عام 1996 على السودان، وتقوم بتعيين مبعوث جديد للسلام في السودان هو السيناتور السابق جون وانفورث. وقد تم اتخاذ كل هذه الخطوات في سبتمبر الماضي.

    اطمئنان أميركي للسودان
    يمكن أن يقال إذن أن الولايات المتحدة مطمئنة إلى أن السودان لم يعد يشكل تهديدا لها على جبهة الإرهاب، بل على العكس، يتلهف للتعاون معها في هذا المجال. ولكن الإدارة الأميركية تواجه ضغوطاً متزايدة لاتخاذ خطوات جديدة ضد الحكومة السودانية، على الأقل على صعيد رفع الفيتو ضد تشريعات أميركية جديدة تشدد العقوبات الاقتصادية على السودان وتقدم دعماً مباشراً رسمياً للمعارضة لأول مرة. وفي الوقت الحالي تسعى الإدارة الأميركية للتوفيق بين التوجهين والدخول مباشرة على خط تسوية الصراع في الجنوب. وقد قدم المبعوث الأميركي الجديد إنذاراً لأطراف الصراع وهو في حقيقته إنذار للحكومة باتخاذ خطوات جادة في سبيل السلام بحلول منتصف يناير الجاري أو مواجهة العواقب المترتبة على ذلك.

    وعليه فمن الممكن القول بأن السودان نجا إلى حد ما من شباك الحملة الأميركية على الإرهاب، ولكنه لم ينج بعد من حملات أميركية أخرى قد يكون شعارها حقوق الإنسان أو وقف الاضطهاد الديني.

    _______________
    *كاتب سوداني مقيم في لندن
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de