السلفية والارهابيين في العراق كثبان من القتلي لكن لم تحبس جريان الانهار

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 09:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-03-2005, 06:58 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السلفية والارهابيين في العراق كثبان من القتلي لكن لم تحبس جريان الانهار

    إن تفجير النفس من اجل قتل الاخرين، ايا كانوا، وبالاخص عندما يكونون من ابناء جلدتك ودينك، فانه امر يشير اما الى سادية تامة او مرض عضال هو الاقرب الى الارهاب المجنون. وما جرى من تفجير يوم الثلاثين من مايس 2005 (الامس) في مدينة الحلة، والذي سبقه تفجير مماثل يستهدف الناس في تجمعهم واحتجاجهم، وامثاله مرات عديدة في مدن النجف وكربلاء والكاظمية وغيرها من المناطق التي يسكنها شيعة العراق تعيد من جديد الأسئلة الأكثر إثارة بالنسبة للفكر السياسي والأخلاقي في العراق والعالم العربي والإسلامي ككل. وبغض النظر عن القوى القائمة وراء هذه الافعال المجرمة، فانها تشير أولا وقبل كل شئ إلى طبيعة الفراغ الذي صنعه تاريخ عريق من نفسية الاستبداد والقتل الجماعي الملازم لها. وإذا كانت هذه التفجيرات والقتل "المجاني" يجري التخطيط لتنفيذها في الاماكن العادية لتجمع الناس البسطاء وكذلك في "الاماكن المقدسة"، فان ذلك يشير أما إلى فقدان فكرة المقدس عند فاعليها، أو على العكس. بمعنى انه فعل يستمد "قدسيته" من كونه موجها أساسا ضد الانسان عموما وضد الشيعة خصوصا. وهي نفسية ليست غريبة على تقاليد التسنن الأصولي منذ أن أطلقت للمرة الأولى تسمية الروافض، ومنذ أن اصبح شتم الإمام علي بن ابي طالب من على المنابر جزءا من تقاليد الصلاة الأموية (السنية)!
    إننا نعرف جيدا بأن الأحداث الدموية لا تنشأ عن فراغ. بل يمكننا القول، بأنها التعبير النموذجي عن خلل هائل أما في بنية الدولة أو العلاقات الاجتماعية أو الأخلاق أو الفكر أو في جميعهم. وإذا كانت الطبيعة لا تحب الفراغ، فان الفراغ الذي صنعه التسنن السلفي على امتداد قرون عديدة يشير إلى طبيعة الخلل الهائل في بنية الفكرة الإسلامية السنية وتقاليدها ككل. وهي تقاليد برزت بكامل قوتها التخريبية في العقود الأخيرة، بعد أن تمازجت مختلف تياراتها الراديكالية في سبيكة يصعب تحديدها بشكل دقيق، إلا أنها تتميز بصعود متنام لنفسية الإرهاب والعداء الشامل لكل ما لا يستجيب لتصوراتها وأحكامها، أي لعقائدها الخاصة.
    فالعناصر الجزئية للعقلانية والليبرالية التي تراكمت في مجرى القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين في الحركات الإسلامية السنية قد أخذت بالاندثار شبه الشامل والتام مع صعود الاصوليات السياسية المتشددة. ولعل من أهم مفارقات هذه "الأصولية" هو فقدانها للأصول بالمعنى الفلسفي والفقهي والسياسي. وهو الأمر الذي جعل من تصوراتها في الأغلب نسيجا خشنا من العقائد والأحكام الفقهية المرتبطة بعقائد الإيمان الرتيب والسلوك المناسب له.
    لقد كانت هذه الاصوليات المتشددة ردا مباشرا على هزيمة الاصوليات الدنيوية (التوتاليتارية) واستكمالا لها. وبمعنى ما كانت أيضا تصديرا من "الدول" الأكثر تخلفا من حيث بنيتها السياسية والاجتماعية والفكرية. وليس اعتباطا أن يتصاعد هذا التيار ويتمازج مع السلطات الدنيوية في مراحل الانقلابات الحادة أو مراحل الانحطاط، كما حدث في سودان النميري ومصر السادات في السبعينيات والجزائر في الثمانينيات والعراق في نهاية السلطة الصدامية. ونمت بصورة شبه شاملة في تسعينيات القرن الماضي في العالم العربي ككل من سوريا إلى فلسطين مرورا بالأردن، ومن مصر إلى المغرب مرورا بليبيا وتونس. ومن العراق إلى اليمن مرورا بدول الجزيرة العربية. وإذا كانت الدول العربية "العلمانية" تحارب وتقاتل وتقمع بدون هوادة هذه الحركات من اجل ترويضها بما يخدم ديمومة استبدادها السياسي، فان دول الخليج العربية كانت تعمل على تخبئتها تحت جلد المنظمات الحكومية وهيئات الإغاثة والمساعدة الإسلامية وثقافة القمع الفاعلة بالأحاديث الموضوعة والآيات القرآنية المجتزئة. وبغض النظر عن تباين المقدمات والأساليب إلا أنها كانت تشترك جميعا في التوفيق بين الدين والدنيا بالشكل الذي يجعل من استحكام السيطرة السياسية الغاية النهائية لفعلها. من هنا اشتراك الجميع :بالحملات الإيمانية" وتوسيع شبكات التلفزة، وبناء المساجد وتخريب المدارس. وصرف الأموال الطائلة على مختلف فنون الترفيه وتقليص حجم الإنفاق العلمي والبحثي إلى مستو مخزي! وفي كل ذلك كان الاسلام السني هو الحليف المباشر لهذه السياسة. مما أدى في النهاية إلى تمازج غريب بين قوى لا يجمعها في الواقع سوى تبرير الفشل في تحقيق التحديث والعصرنة. وفي هذا الواقع يمكننا أن نعثر على استعادة حية للفكرة التي بلورها ابن خلدون قبل ألف عام عن خصوصية الانتقال من البداوة إلى التمدن. إلا أن هذه الخصوصية تكشف لنا في الوقت نفسه عن بعد آخر لم يتطرق إليه، ألا وهو طبيعة الارتباط العضوي بين البداوة والتسنن السلفي الذي عادة ما يؤدي، بل يؤدي بالضرورة، إلى إعادة إنتاج نفسية الاستبداد وفكرته السياسية في "الدولة".
    وهي حقيقة يمكن تأملها على أمثلة التاريخ الإسلامي ككل. فقد كانت جميع مراحل انحطاطه الثقافي مرتبطة بصعود التيار السني السلفي. وليس اعتباطا ألا ينتج التسنن السلفي أية منظومات فكرية فلسفية. كما انه ليس اعتباطا أن يناهض الفلسفة العقلانية والتصوف والتشيع ومختلف المدارس الإنسانية الإسلامية الكبرى من خوارج ومعتزلة وغيرهم. بمعنى سلوكه التاريخي المتأصل في العداء لإبداع العقل الرفيع والروح المتسامي والوجدان الخالص. وليس اعتباطا ألا تتعدى التصورات والأحكام العقائدية المميزة للاصوليات السلفية المتشددة القديمة والمعاصرة اكثر من اجترار جزئي لمجموعة من الآيات القرآنية والأحاديث الموضوعة (الكاذبة). إضافة إلى أن اغلبها لا علاقة له بالحياة ومتطلباتها. إذ لا يتعدى أقصى اهتمامها متطلبات الجسد والماورائبات الغارقة بزبد التمنيات والعجائب. وهي صفات يمكن فهمها على أنها النتاج الملازم لنفسية البداوة والاستبداد. ومن ثم ليس التسنن السلفي على امتداد التاريخ سوى الصيغة الإسلامية لنفسية البداوة والاستبداد.
    ويشكل تاريخ السلطة في العراق الحديث نموذجا ناصعا لهذه النفسية. والقضية هنا ليست فقط في أن مرتع السنة في العراق هو منطقة البداوة التاريخية، بل وفي اندماج تاريخ البداوة وبنيتها التقليدية بالسلطة فيه. وليس اعتباطا أن تعارض هذه النفسية وترفض رفضا قاطعا فكرة ومبدأ الانتخاب والاختيار تحت حجج وذرائع شتى. أما في الواقع فإنها الصيغة الماكرة لنفسية البداوة والاستبداد، التي تعتقد بان الشيخ يولد ليسود. وفي ظل هذا التاريخ الخاص لهذه النفسية والذهنية، اصبح التسنن في العراق المعاصر أحد المصادر الكبرى للاستبداد وتبرير الإرهاب. وإذا كان هذا الانطباع العام والجلي في الوقت نفسه في كل مناطق العالم الإسلامي والعالم ككل، فان خصوصيته في العراق تقوم في انه اخذ بشعر للمرة الأولى بفقدان زمام "المبادرة" وانحساره التاريخي إلى حدوده الطبيعية. بمعنى إرجاعه إلى تخوم البادية. إذ لم يصنع التسنن المتشدد والسلفي في العراق سوى صحراء قاحلة. ومن ثم لا يمكنه مع كل هبة ريح أن يجلب غير الرمال والرماد وبقايا عالم لا حياة فيه.
    والأحداث المتكررة من العنف الاصولي الذي لا اصول فيه ليس إلا الصيغة الفعلية لهذه الرياح الرملية. إنها يمكن أن تصنع كثبانا من القتلى والجرحى، لكنها لا تستطيع حبس جريان الأنهار. غير أن ذلك يفترض بدوره ردا يتسم بالقدر الشديد من العقلانية والقوة، التي توقف هذه القوى عند حدودها. فهي قوى ليست فقط لا علاقة لها بالعراق ومصالحه الكبرى، بل ولاغترابها الشامل والتام عن حقيقة الاسلام. فحقيقة الاسلام ليس في السنة والتسنن، بل بمبادئه الكبرى. وهي مبادئ ابتذلها التسنن على امتداد تاريخه. مع انها مبادئ تاريخية لا تلزم المعاصرين بأكثر من حرية اختيارها والتمسك بها بوصفها جزء من حرية الضمير أو الاعتقاد الشخصي فقط. وهو الأسلوب الوحيد الذي يمكنه تذليل نفسية البداوة والاستبداد في التسنن الأصولي، لاسيما وانه كيان غير تاريخي في العراق.
    ***
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de