|
أسير أحزاني
|
لازال الحزن يقتفى أثرى لكانه قدرى ومصيرى يتبعنى مثل ظلى فى مسيرى وحيثما ساقتنى خطاى أجدة أمامى وكأن بيننا عشق قديم لا أستطعم الفرح إلا حينا ثم لاتبلث الأحزان طويلا فتعدو إزائى وكأنى بها لا تجد السكينة إلا حين تجثم فوق صدرى غريب أمر دنيانا هذه فبرغم احزاننا نراها جميلة لكنها لاتكافئنا على هذا الشعور الرائع تجاهها فتتساوى فيها مساحة الفرح والحزن حتى عند غيرى دائما ما ترجح الأولى الثانية خاطبته قائلة تجاوز أحزانك وأنظر للحياة كم هى جميلة طالعها بوجه مشرق وأنظار يحدوها الأمل ستجد إننى على حق أنظر لهذا الكون كم هو رائع وجميل ولا تشح بناظريك بعيدا وسترى ما أراه أنا الآن خاطبها قائلا وما ذا ترين سيدتى أجابت مساحة من الخضرة والجمال وأشجار تتهادى يمنة ويسارا وورودا تنفح شذى وعبقا وطيبا وخمائل تضاهى أخريات سحرا وجمالا أين أنت من كل هذا أجابها إنى لا أرى إلا بقع من أديم الارض لا تنبت زرعا ولا تمسك ماء صحراء قاحلة جرداء مهما تعدها الزارع بالحرث والرعاية فلن تخرج ورودا ولا أزاهرا ستظل يبابا سيدتى لاتزينى الكون فى ناظرى فدنياك غير دنياى أنت تسبحين فى عوالم من السحر والخيال تتوهمين أشياء ليس لها وجود قاطعته لماذا كل هذا التشاؤم يا فتى ولما المكابره ربما أن مساحه الحزن تتعاظم لديك حينا بعد حين لكن هذا لا يمنع من أن تكون منصفا وأن لايكون تقييمك للأمور واحدا ومنظارك الذى تطل من خلاله قاتم بعض الشى لست متشائما سيدتى ربما اكون اليوم أسير أحزانى مثلما كنت فى الغد أسير افراحى لكنما حكمى واحد فى كلا الحاليين أنا على دراية بان الحياة ثنائيات ولو كانت غير ذلك لمللناها وحين تتفوق هذه على تلك نمقتها لست مكابرا سيدتى لعلنى أحببت أن أعيش الواقع كما هو أن أجرده من كل أدوات الزينة التى تضعينها فجـت رؤيتى هكذا إفعلى ما فعلته ربما تتحدين معى فى الراى
|
|

|
|
|
|