|
|
 صغارنا الزغب عيونهم سؤال
|
صغارنا الزغب عيونهم سؤال ماهي إلا قصيدة جميلة من ضمن مجموعة رائعة حملت إسم بكائية مسافر علي ضريح نرجس موؤد سطرها الدكتور الرائع عبد الوهاب ابراهيم الزين وكنا قد تناولناه فى دراسة سابقه تحت عنوان أدب الرحيل تطرقنا فيها لبعض قصائده الجميله واليوم أعود ثانية لاهديكم رائعتة الاخري
صغارنا الزغب عيونهم سؤال حيث يخاطب من خلالها المرابطون بالداخل متسائلا عن الأنباء التي ترد من الوطن والتي لاتبشر بخير وعلي كل الأصعده مذكرا الجميع بان الوطن في يوم ما كان أفضل من ذلك بكثير
ولعل القصيده تحوي بين سطورها بعض المقارنات في الفترة التي غاب فيها الشاعر عن وطنه والتي أمتدت لثلاثه عقود من الزمان حيث نجده في بعض مقاطعها يعاتب الساده كثيرا علي تقصيرهم تجاه الوطن ومن أنهم لم يحافظوا عليه أو لم يكونوا أمناء علي ساحته يذكرهم بأن الوطن فى يوم من الأيام كان كالجسد الواحد فرحه واحد وحزنه واحد الناس في ربوعه يتشاركون الحياة ويتقاسمون الهموم يعشقونه علي علاته البسيطه ويستنكر عليهم ما يحدث فى ساحته الآن لكنه يعود فى مقطع آخر ليمنح الساده الثقة من جديد مذكرا بانهم لن يقبلوا بما يحدث وسينهضوا لتدراك الأمر ويصلحوا ما أفسدته الأيام ومع ذلك نجده فى مقطع جديد يفصح عن قلقه الشديد من أن الأجيال القادمه لن تجد في تاريخ بلادها سوى دماء وأشلاء قتلي ثم يعود في ختام قصيدته الجميله متعرضا لحال أطفالنا وهم يتسألون في كل هذا الخضم والاحداث المتسارعه عمن يذكرهم بمآثر الأبطال وتاريخ البلاد الناصع ومحاولات ثوارها فى طرد ودحر المستعمر البغيض
النص
يا سادتي
يا أيها المرابطون خلف الوطن الكبير
الرابضون بالثغور
الصامدون للرياح تحت الشرر المطير
معذرة ياسادتي إن خاطب السادة آبق غرير
يعيش سادرا في وطن الغربة فاقد الشعور
معذرة علي رسالة أبثها
وفي ضميري ثورة عارمه
وفي دمي مراجل تفور
لأننا نجهل عن بلادنا الكثير
وحز ما تورده الأخبار في الضمير
من أن أرضنا تحفها غاشية الشرور
وعانقت سماءنا سحابة التكدير
ونيلنا العظيم أوقف المسير
وعجل الحياة لايدور
ونحن في مهجرنا نجهل ما يدور
* * * * * * * * * * *
أرقنا يا سادتي ترمل البيوت
وعودة الاشباح من توريت
يؤسفنا أن تنقل الببور
جرثومة الحرب لقلب دارفور
لتسرق البسمة من أجنة الزهور
وتشنق التحليق في أجنحة الطيور
وتقتل الزراع بمعاول الحصاد
وتطحن الرعاة تحت حافر الجياد
* * * * * * * * * * * *
يا سادتي إنا تركنا أرضنا نقية كالقمح
طاعمة كالملح
ندية وسمح
ممدوحة ومدح
صبوحة وصبح
صافية جميله
فأصبحت بشاعة وقبح
جرائما وذبح
شتائما وقدح
* * * * * * * * * * *
يا سادتي إنا تركنا دارنا شفافة كالطيف
لامعة كالسيف
حفية بالضيف
سخية كريمة العطاء
تستقبل الآتين في الشتاء
تكرمهم للصيف
فأصبحت في ضنك وخوف
محفوفة بالزيف
* * * * * * * * * *
مابالكم يا سادتي في الوطن المأزوم
ما بالكم تركتم سفينه يصارع الرياح
ممزق الشراع فالت العقال
يجنح نحو موجة غشوم
تحطم الدفة والمجداف
تنزع المدريق من قبضة سايس البحار
تقتلع الألواح تحت ارجل الركاب
وتجرف السكان والحبال والصارية العالية التي تلم
شعث السفين نحو لجة الجحيم
* * * * * * * * * * *
يا سادتي ما كانت الخرطوم
تنام ملء جفنها ونيلها سقيم
ولم تن تحتمل الفاشر دمعة الدويم
وأنتحب الرجاف حين إنتحرت دغيم
* * * * * * * * *
ياسادتي في الوطن المكلوم
أبناؤه يقاتلون بعضهم يا ويله من وطن مكلوم
لكننا نعرف قدر شعبنا العظيم
وأن ما يدور بالبلاد لن يدوم
* * * * * * * * *
يا سادتي ونحن واثقون
من أنكم ستحملون الوطن الكبيرفي العيون
وأنكم لن تقبلوا أن تمزق الرياح سقف داركم
وحين تصبحون
لن تتركوا حدائق البلاد كالصريم
* * * * * * * * * *
لكن ما يقلقنا أن يلج القتال
أبوابنا
يدق في ذاكرة الأطفال
فيقرأوا تاريخنا مجرد إقتتال
ونحن فى مهجرنا لاهون
تمضي بنا قافلة الأيام
لتجرف المياه من ساقية الحياة
وتنشل السنابل العجاف من زروعنا
ولتسلب الدماء من عروقنا
ونحن واهمون.............
بأننا نخلق من سيقانها للوطن العزيز
فسائلا تكتب في جريدها قصائد الخليل
تنشد للرياح عزه في هواك
تشاطر الكنار حزنه النبيل
وتحمل أمدرمان بين سعفها
جديلة جديلة والنيل
* * * * * * * * *
لكنما أطفالنا صغارنا الزغب هنا
عيونهم سؤال
تبحث ن حبوبه تعيش خلف أفق الخيال
تحكي لهم عن جدها حكاية الأبطال
عن جدة لها عاصرت المهدي فى زمانه
وشهدت قدير
وضربت طبولا وزغردت بصوتها الجهور
وحين حاقت الهزائم الشعواء بكتائب الاتراك
وأنتصر الثوار وعادت العزة للسودان
ورفرفت أجنحة من نور
إحتفلت بفرحة العزة والتحرير
وأتخذت قرينها وأحتفلت بفارس الاحلام
ولقنت أنجالها مأثورة الإمام
فنحن هنا يا سادتي وسيدي الرئيس
يلقن الصغار من مأثورة الإمام
بكائية مسافر علي ضريح نرجس موؤد
دكتور/ عبد الوهاب ابراهيم الزين
|
|
 
|
|
|
|
نزار باشري ابراهيم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست