إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 01:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-04-2005, 02:59 AM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان

    الانكليزية مع العربية لغة رسمية في السودان
    2005/10/04

    الخرطوم ـ اف ب: وافقت حكومة الوحدة الوطنية في السودان التي تضم خصوصا متمردين جنوبيين سابقين، الاحد علي الانكليزية لغة رسمية الي جانب اللغة العربية، كما قال المتحدث باسمها.
    واوضح المتحدث عمر محمد صالح في تصريح صحافي ان مجلس الوزراء، وافق خلال اجتماع ترأسه الرئيس عمر البشير اليوم الاحد علي ان تكون الانكليزية لغة اساسية الي جانب اللغة العربية، لطرح الملفات في المجلس .
                  

10-04-2005, 03:03 AM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: Elmuez)

    عقبال التعليم ما يرجع تاني بالإنكليزي ونواكب الدنيا من حولينا
                  

10-04-2005, 03:13 AM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: عزاز شامي)

    وهل اللغة الانجليزية تعني اننا على وش الدنيا
                  

10-04-2005, 03:22 AM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: القلب النابض)

    Quote: وهل اللغة الانجليزية تعني اننا على وش الدنيا

    القلب النابض ..
    بنظرة سريعة على حال التعليم في السودان بعد التعريب يمكنك الرد بنفسك عليه ...
    لا داعي لأن نكابر فاللغة العالمية الآن هي الأنكليزية . إذا أردنا ان نواكب هذا العصر لا بد أن نكون واقعيين وننحي أحلام العروبية الزائفة التي كبلتنا لسنيين ...
                  

10-04-2005, 03:50 AM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: عزاز شامي)

    الاخت عزاز
    لست عروبية
    ولا ارفض اللغة الانجليزية ان تدرس من الاساس ويتعلم ابناءنا هذه اللغة وادبهاوروعتها ومن الذين يستمتعون بها . ولكني لا أويد اصلا ان يكون التعليم بغير اللغة العربية مع معالجات حركة الترجمة.
    ولا اعزي تدني مستوى التعليم الى التعريب فقط ! ولكن الى تهاوي الاوضاع كلها...لا داعي لذكرها الان....
    فبدلا من ان نتعلم بغير لساننا فلننشط حركة الترجمة.
    واسأل اهل الا ختصاص في مجال التربية والتعليم ما الفرق في ان يتعلم الانسان بلسانه أو بلسان غيره.
    احترم وجه نظر غير وان لم اتفق معه.

    ورمضان كريم


    (عدل بواسطة القلب النابض on 10-04-2005, 03:53 AM)

                  

10-04-2005, 05:08 AM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: القلب النابض)

    الأخت القلب النابض
    كل رمضان وانت بخير
    Quote: ولا اعزي تدني مستوى التعليم الى التعريب فقط ! ولكن الى تهاوي الاوضاع كلها

    اتفق معك .. ولكن التعريب القشة التي قصمت ظهر البعير ...
    Quote: بدلا من ان نتعلم بغير لساننا فلننشط حركة الترجمة.

    أرى بأن الترجمة غير كافية في زمن اصبحت المعلومة تقتحم فيه قهوة صباحك ... اللغة تمنو وتكبر كالإنسان ولا بد من نواكبها في التطور ... سنويا يصدر معجم للكلمات الانكليزية الحديثة ويحوي ما لا يقل عن الفي كلمة ! هل تلاحظين الكم المعرفي الذي نخسره!
    ستظل اللغة العربية مصانة ما دمنا مسلمين وكقراءننا محفوظ في الصدور.إلى أن تقوم لنا قائمة وحضارة من جديد، لا بد ان نواكب ما حولنا فقد تقدم الركب من غيرننا ...

    لا أرى في هذا الموضوع بابا للخلاف، فكلانا قلبه على السودان وكلانا ابناء السودان ،والاخوة،عادة ما يختلفون دون ان ان يفسد خلافهم للود قضية ...

    لك الود
                  

10-04-2005, 03:13 AM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: Elmuez)

    أللهم آمين, شكرا عزاز شامي
                  

10-04-2005, 03:26 AM

Mamoun Ahmed
<aMamoun Ahmed
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 922

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: Elmuez)

    مش كفاية

    عايزين اكتر من
    كده


    وجدل السنين الفارغ بنتهي بي جرة قلم
    الواقع يفرض نفسه
                  

10-04-2005, 03:25 AM

Hafiz Bashir
<aHafiz Bashir
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 7206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: Elmuez)




    دا خبر حلو شديد




                  

10-04-2005, 04:05 AM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: Hafiz Bashir)



    معز

    رمضان كريم ومبارك

    ودي اخبار حلوه

    لانه في عصر العولمه من غير الموضوعي ان نكون في عزله من العالم.

    القلب النابض

    سلام

    مهما نشطت حركة الترجمه لن تفي بالغرض.

    تقديري.

    تراجي.
                  

10-04-2005, 04:25 AM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: Elmuez)

    شكرا للمتداخلين

    تراجي ياجرسة قمتي تتسحري , ماأديتينا أفضل وصفة سحور عندك ! أبعدي من الفسيخ !

    الخبر الحقيقة خطوة أولية تحتاج لي دفع كبير حتي يسهل التعامل مع المناهج والمراجع ولإنتاج اليومي لوسائل المعرفة , كذلك التطوير المستمر للنظريات والمناهج .. كيف نتفاعل معرفيا وحضاريا في حال ضعف إلمامنا بالإنكليزية العلمية وفي حوار مستمر مع العالم حولنا , وكيف حايعملوا أبنائنا الراغبين في مزيد من التحصيل والتدريب !..رمضان كريم للجميع
                  

10-04-2005, 08:03 AM

حسين يوسف احمد
<aحسين يوسف احمد
تاريخ التسجيل: 08-17-2005
مجموع المشاركات: 4490

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: Elmuez)

    الأخ المعز .. تحياتي وودي ..
    وأسمح لي أن نناقش المسألة بالراحة بالراحة .. واحدة .. واحدة .. لأن القضية جد شائكة ومعقدة ..

    Quote: وافقت حكومة الوحدة الوطنية في السودان التي تضم خصوصا متمردين جنوبيين سابقين، الاحد علي الانكليزية لغة رسمية الي جانب اللغة العربية، كما قال المتحدث باسمها.
    واوضح المتحدث عمر محمد صالح في تصريح صحافي ان مجلس الوزراء، وافق خلال اجتماع ترأسه الرئيس عمر البشير اليوم الاحد علي ان تكون الانكليزية لغة اساسية الي جانب اللغة العربية، لطرح الملفات في المجلس .


    من أجل الحوار حول الموضوع الأساسي نسلم جدلا بمفردة (حكومة الوحدة الوطنية) ...
    بس عشان تعرفوا خرمجة وعشوائية السياسات في السودان أنظر معي صديقي :
    الحكومة هنا تعتمد لغة أجنبية كلغة رسمية في مجلس الوزراء .. حسنا لا اعتراض على ذلك .. بس ذات الحكومة هذه حاربت هذه اللغات الأجنبية في كل مراحل التعليم في السودان .. وأصبح من يجيد اللغات الأجنبية هم من فوق ال40 عاما مع بعض الحالات الاستثنايئة التي أتت بمجهود ذاتي ..
    ّالحكومة دي عملت التعليم بالعربي .. حسنا.. مافي مشكلة .. بس لا يمكن انو التعليم عربي .. وسوق العمل في السودان يشترط عليك أجادة الانجليزية قرأة وكتابة .. شفت العشوائية دي كيف ؟؟ يعني يا شباب المسألة ما مسألة عربي وانجليزي وفرنسي ...الخ ، بقدر ما هي مسألة تخطيط تنموي واستراتيجي كامل شامل ومترابط..

    الأخت عزاز شامي كتبت :

    Quote: عقبال التعليم ما يرجع تاني بالإنكليزي ونواكب الدنيا من حولينا


    لا عزيزتي الامور لا تؤخذ هكذا ما نحن بنتعلم باللغات الأجنبية دي منذ الاستعمار البريطاني وحتى التسعينات .. فماذا فعل فينا نحن جيل اليوم وفي الوطن هؤلاء الذين تعلموا بهذه اللغات .. فهل قادوا أي تطور أو مواكبة طوال تلك الفترة ؟؟ أي فائدة استفادها الوطن منهم؟ كل انجاز يحققوه يكون لهم هم فقط على الصعيد الذاتي .. وتجدينهم يسارعون نحو الغرب ليعطوه علمهم الذي منحه لهم الوطن فيما يعرف بهجرة العقول .. ومبررهم جاهز طبعا ( إنو الوطن ما بدينا.. وما بنقدر نبدع ) والوطن تجدينه أعطاهم كل شئ .. تعلموا مجانا على حساب هذه الأجيال .. وهاجروا للغرب الذي اتقنوا لغته ليعطوه علمهم ويعطيهم دولاراته..!!! ومع ذلك يتنكرون له عمليا..

    Quote: بنظرة سريعة على حال التعليم في السودان بعد التعريب يمكنك الرد بنفسك عليه ...
    لا داعي لأن نكابر فاللغة العالمية الآن هي الأنكليزية . إذا أردنا ان نواكب هذا العصر لا بد أن نكون واقعيين وننحي أحلام العروبية الزائفة التي كبلتنا لسنيين ...

    سبب تدهور التعليم في السودان ليس هو التعريب .. إنما السياسات العشوائية التي تقوم بها حكومة الجبهة .. وإلا ما الذي يجعل تعليم الأساس والثانوي منهارا أيضا!!؟؟
    أجل اللغة الانجليزية هي لغة عالمية.. وليست اللغة العالمية.. ولا تندهشي .. فكل فتاة بأبيها معجبة .. الشعوب والأمم التي تحترم تاريخها وثقافتها لا تقر بسيادة لغة أجنبية على لغتها الأم .. عشان كدا بنلقى أنو اللغات المعتمدة عالميا وبشكل رسمي يفوق ال8 لغات على ما أعتقد .. ومن بينها العربية بالطبع ..

    الأخت القلب النابض كتبت ..

    Quote: ولا ارفض اللغة الانجليزية ان تدرس من الاساس ويتعلم ابناءنا هذه اللغة وادبهاوروعتها ومن الذين يستمتعون بها . ولكني لا أويد اصلا ان يكون التعليم بغير اللغة العربية مع معالجات حركة الترجمة.



    Quote: واسأل اهل الا ختصاص في مجال التربية والتعليم ما الفرق في ان يتعلم الانسان بلسانه أو بلسان غيره.
    احترم وجه نظر غير وان لم اتفق معه.


    وأنا أتفق معها في هذا الطرح لعدة أسباب :
    ينبغي أن نتعلم لغات أجنبية .. لو ما من باب (من عرف لغة قوم آمن شرهم ) ففقط من باب التواصل مع تلك الأمم علميا وتقنيا ونقل حضارتها وعلومها ...الخ
    وفي مسألة تأييدها للتعليم باللغة العربية .. فاللغة العربية هي اللغة الأم بالنسبة لغالبية سكان السودان .. ولا توجد أمة في العالم تحترم نفسها تتعلم بغير لغاتها .. ودا يؤكد انو الانجليزية ليست هي فقط لغة العلم والمعرفة .. والا فقولوا لي بأي لغة يتعلم الشعب الياباني والصيني والكوري والألماني والفرنسي ..؟؟ بالتأيد هذه الشعوب تتعلم بلغتها واستطاعت أن تضع مناهج تعليمية متكاملة لنقل العلوم والمعرفة وفق تخطيط استراتيجي معرفي عميق .. مش زي جماعتنا هنا .. كل قراراتهم عشوائية تأتي في لحظة انفعال عابر .. عشان كدا أنا بؤيد التعليم باللغة التي نجيدها وفق برنامج علمي مدروس ومؤسس.. والفرق يا عزيزتي أن يتعلم الانسان بلسانه أو بلسان غيره .. أراره في طلاب اليوم الذين يجلسون الساعات الطوال لترجمة مفردات لا تتجاوز الفقرة الواحة... وعندما يترجمونها يضيعون ساعات أخرى في فهم معناها .. وهكذا
    الفرق أننا هكذا سنظل أسرى للغة الأجنبي الذي قتل رجالنا في شيكان وكرري .. وأنهى حلمنا الجميل في اقامة دولة وطنية واحدة موحدة في عهد كانت الشعوب الأخرى تبحث عن ذاتها .. الفرق هو أن تظل المعرفة حكرا لأصحاب اللغة الأجنبية التي نتعلم بها .. حيث ننتظر علومهم ثم نجري وراء انتاجهم العلمي كمستهلكين فقط .. الفرق اننا لا نستطيع أن ننتج معرفة وعلوم ..

    الأخ معز كتب معلقا:

    Quote: الخبر الحقيقة خطوة أولية تحتاج لي دفع كبير حتي يسهل التعامل مع المناهج والمراجع ولإنتاج اليومي لوسائل المعرفة , كذلك التطوير المستمر للنظريات والمناهج .. كيف نتفاعل معرفيا وحضاريا في حال ضعف إلمامنا بالإنكليزية العلمية وفي حوار مستمر مع العالم حولنا , وكيف حايعملوا أبنائنا الراغبين في مزيد من التحصيل والتدريب

    ودا الكلام عزيزي .. يعني العشوايئة البتعمل بيها حكومتنا دي مافي ليها داعي .. يعني إما تعليم بالعربي وسوق عمل بالعربي ومكاتبات رسمية بالعربي ، أو تعليم باللغة الأجنبية وسوق عمل ومكاتبات بها .. لأنو أصلو ما منطقي ادرسونا بلغة ويشغلونا بلغة .. ولا شنو رايك عزيزي .. مع حبي وتقديري ..
    وأسمح لي بهذا الرابط لأن الموضوع جد عميق وحساس ..


    عاجل الى وزير التعليم العالى الجديد:فلنبدأ بمسألة التعريب!
                  

10-04-2005, 10:30 AM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: Elmuez)

    الأخ حسين يوسف , لك التحية و رمضان كريم ..

    أستطيع أن أوجز ملاحظاتك كما يلي :

    1- التناقض مابين التعريب الحكومي مقابل إشتراطات سوق العمل إجادة الإنجليزية..

    2- دولة السودان الحديثة لم تستفيد من الدارسين باللغة الإنجليزية, مقابل هجرة العقول..

    3- أن نكون أسري للغة الأجنبي الذي قتل رجالنا في شيكان , مقابل إمكانية تأسيس لأمة ( واحدة موحدة ) تعتمد علي لغتها في البناء الحضاري كما فعلت أمم أخري مكتفية بتطوير حركات الترجمة ..

    4- أن نظل كذلك أسري تلقي الإنتاج العلمي لذلك الأجنبي , كمجرد مستهلكين , مقابل تحرير أنفسنا منهم والبدء في عمليات الإنتاج المعرفي والعلمي اعتمادا علي لغتنا بالطبع ..

    كذلك إطلعت علي الـ link الخاص بالدعوة إلي وزير التربية, والحوار الدار هناك ..

    الواضح , أو من الطبيعي , أن لايكون هنالك خلاف بين الإنقاذ والبعث حول مبدا التعريب نفسه , وانما خلاف تقديرات ووسائل وطرق هذا التعريب , وأنت تري هنا أن يتم الأمر وفق " ..تخطيط تنموي إستراتيجي كامل وشامل ومترابط .." حسب قولك ..

    في الحالتين , الإنقاذ والبعث , فموضوعات التعريب والتعليم يتم تناولها و التعامل معها وفق مفاهيم آيديولوجية , فكرية , سياسية , منهجية , انتمائية ..أي بشمولية تامة تتحدث عن نموذج محدد لدولة بعينها , بينما الخلاف حول لغة التعليم 'الأنسب' يتم , كما, ينبغي له أن يتم , بصورة كاملة التجريد من أي نواميس عقائدية وو..وبتعامل واقعي مع المشهد العالمي النهضوي الماثل , ومع حركة الكشف العلمي التي أصبحت تسير بخطي مذهلة نتاج توفر وسائط الكشف المعرفية والمادية , هنا تتضح حقيقة التناقض مابين أساليب الحكومة في التعريب ومابين ' شروط سوق العمل ' ومن ضمنها الإلمام بالإنقليزية إن لم يكن أن يكون الباحث عن الوظيفة قد تلقي تعليمه باللغة الإنقليزية في الأصل !.. فسوق العمل أكثر حضورا وواقعية من ' مزاجات ' الدولة العروبية , سوق العمل وضرورات إنتاجيته الربحية في صراع مستمر مع الزمن , آليات , كتلوجات , مراجع , وثائق , خطابات و مخاطبات , كمبيوتريات , وو .. كلها أشياء في تناغم مستمر مع الحول و القوة المحيطة , بما فيها التايواني و اليوناني والماليزي , ..

    إذا تصالحنا مع وقائع التاريخ , سنجد أن مراكز الإنتاج العلمي والبحوث والتجديد والإضافات المعرفية و التقنية قد إستقرت حيث التصنيع الثقيل و المعقد , وحيث وجد الإقتصاد القوي في الدول المستقرة سياسيا وبشريا, الإقتصاد الذي يستطيع أن يمول مراكز البحث و الإنتاج العلمي , دعك عن توفير بيئة صالحة للعيش و التعليم !.. مع كل ذلك ظلت الإنقليزية ( اللغة الوسيطة ) علميا و سياسيا وتجاريا , وهذه حقيقة من حقائق ' الواقع ' العالمي , واقع البيع والشرا..
                  

10-04-2005, 06:35 PM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: Elmuez)

    عزيزتي عزاز
    والمتداخلون
    أى عصر للنهضة يبدأ بالترجمة . فالامة التي تريد ان نتهض تترجم علوم الآخرين الى لغتها , ولا تترك لغتها وتبدأ في انتاج معرفتها بلغة الاخر. فالانتاج المعرفي السليم لا بد ان يحمل ملامح وجينات البيئةالتي يتناولها, عبر وسيط هي اللغة.
    فلا يمكن ان نتحدث عن فضاءنا المعرفي بغير لغتنا .
    ولا نستطيع ان نبدع وننتج بغير لغتنا الام. ولا نستطيع ان نبدع وننتج ان لم نستفيد الفائدة القصوى مما انتجته الامم الاخرى بلغاتها , ومن ثم ترجمته الى لغتنا لطلابنا.

    فالعملية متكاملة. لا اهمال للغة الاخر ....ولا انصراف عن لغتنا .
    وكل رمضان وانتم بخير
    تراجي تحياتي

                  

10-04-2005, 07:42 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: Elmuez)

    القلب النابض , تحياتي و رمضان كريم :

    تركيزي شخصيا هنا علي العلوم التطبيقية مثل الكيمياء و الفيزياء والطب وتكنولوجيا العديد من الصناعات التي تعتمد وتتعامل مع عناصر وقوانين الطبيعة , في المجالات دي نجد روابط ومراكز البحث ( عالميا ) تتخاطب باللغة الإنجليزية بغرض تحقيق التواصل والمتابعات الضرورية , الإنقليزية المعنية هنا هي الإنقليزية العلمية scientific language , عندي تجربة شحصية مع إحدي طالبات الشهادة السودانية كنت أحاول مساعدتها مع مادة الكيمياء وهو مجال دراستي هنا في كندا , تحولت نيتي المساعدة إلي إشفاق تام ! .. وجدت نفسي أحتاج لمترجم عربي/عربي مع ( لغة عربية علمية بالغة الصعوبة والتعقيد ) !.. أصابتني الحيرة حول كيفية تفهم أولئك الصغار لي ( لغتنا ) ناهيك عن الحقائق العلمية المطلوبة في النهاية , إذن بالتالي , وبالتجربة , إتضح لي الفارق العظيم ما بين التعامل مع الحقائق العلمية باللغة و المصطلحات الإنقليزية و بين لغة مولدة بي عسر شديد من العربية , حفظ المصطلحات ذات الأصل اللاتيني أسهل و أفضل كتير من ما ذكرت , كذلك تسهل عملية الإطلاع والإستزادة الخاصة من كتب و مجلات علمية وانترنت وأفلام وو..المعني بالنهضة هنا هو الإنشاء والبنيات التحتيةالحديثة التي لاتستغني عن المواصفات العلمية المصممة باللغة الإنقليزية العلمية المتكئة علي المعلومات و القواميس التطبيقية ..في ده كيف حايتعامل خريج أي نوع من المواضيع التطبيقية في مجالات التكنلوجيا الحديثةالتي تتعامل وتضمن نتائجها الحساسة علي ضوء معرفة التفاهم مع أجهزة حساسة مصنعة في اليابان برفقة manual مترجم للإنقليزية, هل يطر لخوض معركة ترجمة مصطلحات وموجهات تشغيل بادئ ذي بدء ?
                  

10-04-2005, 08:58 PM

أحمد


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: Elmuez)

    صحيح ان اللغة الانجليزية اصبحت هي لغة العلم والتكنلوجيا في عصرنا الحالي ولكن هذا لايعني ان نركن اليها تماما والا نبدا بترجمة هذه العلوم الي لغتنا الام العربية ، الغرب حينما بدا النهضة اول ما قام به هو ترجمة كتب العلوم الانسانية والطبيعة والطب التي كان العرب في العهود السابقة هم سادتها وروادها الي لغاتهم الحالية ولا ننسي ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع وابن رشد رائد علوم الفلسفة وابن الهيثم في الطبيعة وغيرهم من العلماء، وكما ان هناك دولا قد بلغت قمة التقدم العلمي والتكنلوجي في عصرنا هذا بواسطة لغاتها فقط دون الاخذ باللغة الانجليزية كلغة اساس في بلدانهم كما هو الحال في اليابان ، اليابانيون هم اكثر شعوب الارض جهلا باللغة الانجليزية ومع ذلك فهم في مصاف الدول الصناعية الكبري وغيرهم من الدول مثل الصين التي كانت موغلة في التخلف والجهل في حقبة ما قبل الثورة الاشتراكية.
    لا اقصد الا نعلم ابناءناالانجليزية بل علي العكس ، الانجليزية اصبحت ضرورية في عالمنا اليوم ولكن لابد لنا في نهاية المطاف ان نبني علومنا علي لغتنا الام ثم تطوير هذه العلوم لاحقا، لا احد يمكنه الاستيعاب الكامل بافضل من لغة امه، ولاننسي ان احرف اللغة العربية هي نفسها احرف اساسية للغات اخري غير العربية مثل الفارسية والباكستانية والتركية حتي وقت قريب وغيرها من مناطق آسيا الوسطي .. فقط نحن نحتاج الي البداية والتوقيت الصحيح.
    جعل اللغة الانجليزية لغة اساسية في السودان الي جانب العربية، هذا مفهوم وله ما يبرره بحكم تركيبة السودان الغنية والمتعددة وهذا يختلف عما اشرنا اليه سابقا.
                  

10-05-2005, 07:49 AM

حسين يوسف احمد
<aحسين يوسف احمد
تاريخ التسجيل: 08-17-2005
مجموع المشاركات: 4490

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: أحمد)

    الأخ المعز ..
    تحياتي .. بحثت في ملفك لأجد لك انتماء ايدولوجي تنطلق منه فلم أجد .. وعليه لإاني سأتعامل معك باعتبار أنك من جماهير شعبنا التي نستهدفها بخطابنا الايدولوجي والفكري ..

    Quote: في الحالتين , الإنقاذ والبعث , فموضوعات التعريب والتعليم يتم تناولها و التعامل معها وفق مفاهيم آيديولوجية , فكرية , سياسية , منهجية , انتمائية ..أي بشمولية تامة تتحدث عن نموذج محدد لدولة بعينها , بينما الخلاف حول لغة التعليم 'الأنسب' يتم , كما, ينبغي له أن يتم , بصورة كاملة التجريد من أي نواميس عقائدية وو..وبتعامل واقعي مع المشهد العالمي النهضوي الماثل , ومع حركة الكشف العلمي التي أصبحت تسير بخطي مذهلة نتاج توفر وسائط الكشف المعرفية والمادية


    لا يا صديقي .. ما تحشر الامور في بعضها بالقوة .. ولا تلوي عنق الحقيقة .. أتحداك أن توضح لي ملمحا واحدا من ملامح التشابه ما بين الجبهة وحزب البعث .. وطالما أنت غير منتمي لأي حزب سياسي في السودان فلا اعتقد أن لديك مصلحة لتعادي أي حزب .. أما إذا كنت منتميا وتخفي انتماؤك لأي سبب .. فدي مصيبة ..
    المهم عزيزي نرجع للموضوع الأساسي :
    شوف في كل الدني مسألة التعليم والأدب والثقافة لا يمكن فصلها عن هوية الأمة .. بل العكس يتم التعامل معها (بالنواميس العقائدية) .. وبالواضح كدا يا عزيزي أديني دولة واحدة في العالم بتحترم لغتها .. ومشت اختارت لغة أخرى لتعلم بها شعبها..؟؟
    وارجو ان تجاوب على هذه الأسئلة .. لو ما في هذا البوست .. فجاوب عليها بينك وبين نفسك :
    ماهي لغة التعليم في فرنسا.. ؟.. أهي الانجليزية؟
    ماهي لغة التعليم في المانيا؟ .. أهي الفرنسية أو الانجليزية ؟
    ماهي لغة التعليم في اليابان ؟ .. أهي الانجليزية ..عشان كدا اليابان تطورت .. دعك من اليابان ..
    ماهي لغة التعليم في كوريا..؟ أهي الانجليزية .. أم الفرنسية .. ام الالمانية ..؟
    ماهي لغة التعليم في الاتحاد السوفيتي سابقا ..؟
    بل ماهي اللغة العالمية الأولى التي بدأ بها العلم وبدأت بها المعرفة.. حتى يرجع لها كل العالم ..
    أهي لغة الحضارة الرومانية القديمة .. أم لغة الحضارة اليونانية .. ام الفرعونية .. أم هي الحضارة الفارسية .. أم هي الحضارة العربية الاسلامية ؟ أم هي لغة الثورة الصناعية الحديثة الت بدأت في بريطانيا !!!؟ أي لغة هي ؟؟
    لا ياعزيزي يجب أن يتعلم كل شعب بلغته .. ونقل المعرفة ليس صعبا ولا مستحيلا كما ذكر لك الأخ أحمد في قوله :

    Quote: الغرب حينما بدا النهضة اول ما قام به هو ترجمة كتب العلوم الانسانية والطبيعة والطب التي كان العرب في العهود السابقة هم سادتها وروادها الي لغاتهم الحالية ولا ننسي ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع وابن رشد رائد علوم الفلسفة وابن الهيثم في الطبيعة وغيرهم من العلماء، وكما ان هناك دولا قد بلغت قمة التقدم العلمي والتكنلوجي في عصرنا هذا بواسطة لغاتها فقط دون الاخذ باللغة الانجليزية كلغة اساس في بلدانهم كما هو الحال في اليابان ، اليابانيون هم اكثر شعوب الارض جهلا باللغة الانجليزية ومع ذلك فهم في مصاف الدول الصناعية الكبري وغيرهم من الدول مثل الصين التي كانت موغلة في التخلف والجهل في حقبة ما قبل الثورة الاشتراكية
    .

    أرايت عزيزي يعني المسألة ما مسأة تعصب للغة أو خلافه .. بقدر ماهي مسألة بناء أمة ..
    لذلك أضم صوتي لصوت المنادين أن يكون التعليم باللغة الأم لكل شعب ولكل امة ..
                  

10-05-2005, 09:17 AM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: حسين يوسف احمد)

    اخي المعز
    مساء الخير
    وجعل يومك في رمضان هذا مباركا
    انا اعلم انه من الصعب ان ننتقل نقلة واسعة تجاه التعريب ولكن هذا لا يعني ان نسلم ونركن. حينما سرق هولاء الغربيون علومنا في الطب والهندسة والمعمار .....الخ اخذ ذلك منهم زمنا طويلا .... ولا زالت بعض المصطلحات القديمة بأسمائها العربية؟ فلا يمكن ان نرد هذه البضاعة في زمن اقل من جيلين.
    ولا اقول هذا ضد كل كل ماهو غربي بأحكام مسبقة ولكن لايماني باننا لن نسود ونتقدم ونقدم شئيا اصيلا للبشرية ان لم نكتبه ونفكر فيه ونتفاعل معه بلغتنا. فهي غير عاجزة.
    ولكن قال البعض ان حركة الترجمة صعبة ؟ ولكني اسأل ايهما اسهل الترجمة ام تعليم الناس اللغةلدرجة اتقان تمكنهم من التعامل معها كاللغة الام؟
    تعب المستشرقون وعاشوا في الشرق اجيلا وراء اجيال لينقلوا الى اهلهم المعارف والعلوم التي وجدوها ولم يعلموا اهلهم حرفا من اللغة العربية, بل نقلوا لهم العلوم مترجمة.
    المسافة بين بريطانيا والمانيا ساعات محدودة بالقطار وكل منهم تدريس الطب والهندسة وعلوم الكمبيوتر بلغتهم.وكذلك الفرنسييين ....الخ فاللغة العربية ليست عاجزة عن توصيل هذه المعارف ولكنا نحن عاجزون .....فليأتي جيل يفعل هذ ان لم نقدر.
    الآن كل شئ ايسر من السابق الحركة والاتصال والقدرة على الترجمة بوسائط مساعدة حديثة والنشر ....
    اعتقد ان الظرف الآن مواتياَ أكثر من ذي قبل.

    اما مسأة اشتراط اللغة للوظيفة هذا طبيعي ومطلوب كأحد المؤهلات لأداء المهمة المحددة كحد ادني وكل بلاد الدنيا تعمل ها خاصة في الاجهزة العليا في الدولة ووزارة الخارجية ....الخ
    تحياتي لكم جميعا




                  

10-05-2005, 09:46 AM

manubia
<amanubia
تاريخ التسجيل: 04-21-2002
مجموع المشاركات: 1284

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: القلب النابض)

    Quote: عقبال التعليم ما يرجع تاني بالإنكليزي ونواكب الدنيا من حولينا


    آمين

    Quote: وهل اللغة الانجليزية تعني اننا على وش الدنيا



    طبعا

    GOOD AND PROMISING NEWS,

    BEST WISHES AND REGARDS
                  

10-05-2005, 11:48 PM

Salma Daoud

تاريخ التسجيل: 03-21-2005
مجموع المشاركات: 359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: حسين يوسف احمد)

    سلام للجميع....

    درست بجامعة الخرطوم كلية الإقتصاد بعد قرار التعريب الذي أتى و طبق قسراً و على عجلة،
    بثلاثة أعوام، يعني كنا ثالث دفعة تدرس بالعربي، و قد كان الكثير من الدكاترةالـ"ما هينين" يلاقون صعوبة في التدريس باللغة العربية بما فيهم بروفيسور محمد هاشم عوض الذي كان في بعض الأحيان يذكر مصطلحاً باللغة الإنجليزية خلال المحاضرة فيهمهم الطلاب
    "بالعربي يا بروف!!" "عربوها!!".
    و عندما تكرر هذا الأمر عدة مرات صار حين يذكر أي مصطلح أو جملة باللغة الإنجليزية
    يتبعها بـ "..و ما تسألوني يعني شنو بالعربي لأني ما عارف!!!"

    و كعادتنا....
    يسبق عندنا الimplementation ال planning!!
                  

10-05-2005, 07:19 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: Elmuez)

    الأعزاء : القلب النابض , أحمد , وحسين يوسف

    شكرا علي مساهماتكم القيمة , وأهم مافيها التوسعة للمزيد من التفاكر بحثا عن أفضل

    الحقائق ,

    أتمني أن يشاركنا نفر آخر من من لهم باع من الإهتمام والتداول لهذه المادة الهامة ,

    سأسعي بدوري للبحث عن أوراق مقدمة في هذا الخصوص لغرض إثراء الموضوع وأتمني بدوركم

    تسعوا لمزيد من الدعم ..لدي ملاحظة أو تنويه وهي أننا هنا نتناول الموضوع دون

    الإلتفات إلي مسألة غاية في الأهمية , وهي مسألة مطروقة بشدة : موضوع أزمة

    الهوية !..هل تم حسم أمر السودان علي أن يعرف بالدولة العربية ? وبالتالي الجواز

    للثقافة العربية حق الهيمنة علي مفاصل و توجهات الدولة ?..لاحظوا أني أصلا إهتميت

    بإيراد الخبر ( عن صحيفة القدس العربي بالمناسبة ! ) إرتباطا بالإشكال ده !..إشكال

    الهوية و التنوع الثقافي ( واللغوي ) والإثني إلخ .. فهل إذا تم التصالح مع هذا

    التنوع ستصبح الإنكليزية هي اللغة العدلية الوسييطة ?

    * الأخ حسين أطمئنك أن ليس لدي أي انتماء آيديولوجي أو حزبي أكثر من قبول كل

    ماهوعقلاني ومسئول , هذا ليس تنكرا للحزبية , كما أنه ليس بالضرورة للفرد أن يكون

    صاحب انتماء حزبي حتي و نبرر له أحقية العداء لأي حزب آخر ( جواز مصلحة عداء ) , قد

    تكون الطريقة الصدر بيها تعبيري أوحت ليك بتلك ( المصييبة ) , وجه الشبه بين البعث

    والمتأسلمين يكمن في الإستماتة في إتخاذ العروبة و الإستعراب و الثقافة العربية مربط

    فرس لتلك الدولة الملونة , مع اختلاف أنواع المصائر ( الأمصرة ! ) المطروحة من قبل كل

    فريق , هل ده يحتاج للإشارة للمصلحة الحزبية و العداء وبحث البروفايلز ?

    أنت تقارن دول مستعمرة لازالت تتنافس علي إقتسام غنائمها بدول موغلة في التيه

    الهويوي, دول غلبانة مفتقدة لسيادة القانون تتقاتل فيها شعوب بسبب الإستعلاء في مقابل

    التنوع الثقافي و العرقي حيث يرفض البعض العربية و الإستعراب والأسلمة , هل يسعفنا هنا

    التاريخ الحضري القديم للعروبة وعلومها ولغتها الرائدة في العلوم والمعارف , أم أحري

    بنا التأني في إختيار الوصفة الملائمة للدايلما السودانية , قولك ياعزيزي : ' يجب أن

    يتعلم كل شعب بلغته ' .. أي شعب وأي لغة ?..أها أنا شصيا[ نوبي ] ولدينا لغة غير

    العربية حاتودونا وين ?.. حاتجنحوا البلد كلها فوق وتحت ?..إن كانت المسألة ليست

    تعصب لي لفة وإنما بناء أمة كما تقول , إذا يرجي التروي لا القفز إلي حتميات .. أعيدك

    إلي ما ذكرت أعلاه فيما يختص بتنويع مصادر الحوار..
                  

10-05-2005, 07:22 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: Elmuez)

    thanx manubia

    happy ramadan
                  

10-05-2005, 08:09 PM

zoul"ibn"zoul

تاريخ التسجيل: 04-12-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: Elmuez)

    Quote: ولا نستطيع ان نبدع وننتج بغير لغتنا الام. ولا نستطيع ان نبدع
    وننتج ان لم نستفيد الفائدة القصوى مما انتجته الامم الاخرى بلغاتها ,
    ومن ثم ترجمته الى لغتنا لطلابنا.



    سلامات و رمضان مبارك

    كلام جميل و متفق عليه من الكثيرين و كذلك علماء التربية الذين يوكدون
    أن أحسن التعليم بكون بى لغة الأم - لكن كيف يكون دة فى السودان و فى
    مليون لغة و كلو زول عاوز لغتو هى التى تدرس

    و شكرا
                  

10-05-2005, 09:21 PM

أحمد


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: Elmuez)

    الاخ الكريم المعز
    شكرا لاثارة هذا الموضوع الهام وهو كما قلت يحتاج الي مزيد من البحث ، وهذه ورقة تتحدث في نفس موضوع التعريب

    إعادة العربية إلى خريطة العلم

    د. محمد يونس عبد السميع الحملاوى

    أستاذ هندسة الحاسبات، كلية الهندسة، جامعة الأزهر

    ملخص بحث منشور فى ندوة مقومات التدريس الجامعى باللغة العربية التى عقدت بالقاهرة يوم الأربعاء الثانى من ذى القعدة عام أربعة عشر وأربعمائة وألف هجرية الموافق للثالث عشر من إبريل عام أربعة وتسعين وتسعمائة وألف ميلادية

    يقضى طلبة الكليات العملية فى الجامعة الكثير من وقتهم وجهدهم فى إهدار واضح لهذا الوقت و الجهد من خلال الدراسة بلغة أخرى غير اللغة التى يمارس بها الطالب حياته. فنسبة لا يستهان بها من وقته يضيع (حتى فى السنوات النهائية للدرجة الجامعية الأولى) فى ترجمة المصطلحات؛ مما يؤثر على الوقت المتاح للتحصيل وبالتالى على مستوى استيعابه لأساسيات العلم المختلفة. ويقود ذلك إلى النظر لمعرفة سبب تدريس العلوم بلغة غير لغة الأم فى مجتمعاتنا المختلفة فلا نجد لها سبباً إلا محاولة تقليد كل ما هو أجنبى مما أودى بأمتنا إلى فقد الثقة فى نفسها وقدراتها. ودارت العجلة لتؤدى إلى دوامة التخلف الذى نعيشه فى مجتمعاتنا، حيث أننا وخلال ما يقرب من قرن كانت دراستنا العلمية بلغة أجنبية ولم يؤد ذلك إلى تفوق ما؛ بل على العكس أدى ذلك بالإضافة إلى أسباب أخرى، إلى مزيد من التخلف عن ركب الحضارة رغم أن إسهامنا فى مسيرة الحضارة الإنسانية قديماً ليس محل شك وبالتالى فان من حقنا وواجبنا أن يكون لنا حالياً إسهام واضح فى مسيرة التقدم. يضيف هذا إلى حيرتنا حيرة أخرى عن سبب هذا الوضع. أهو محاولة تهوين كل قدراتنا ومحاولة غرس الاعتقاد بأن كل ما هو متقدم إنما هو أجنبى؟ قد يكون ذلك حقيقياً فمما لا شك فيه أن الإحساس هو مولد الطاقات وقتل الإحساس بالعزة والانتماء سيفيد المتربص بأمتنا. إن تأثير التدريس بلغة أجنبية على انتماء الأفراد سلباً لهو بالأمر الواضح تماماً مثل وضوح تأثير عملية التدريس بلغة أجنبية على مستوى الاستيعاب.

    إن نظرة سريعة إلى المجتمعات المتقدمة المعاصرة الأوروبية منها والآسيوية وغيرها، ليؤكد لنا أن استيعاب تلك المجتمعات للحضارة الحالية وإسهاماتهم فيها ما كان ليكون لولا تفاعلهم معها بلغتهم وليس بلغة أجنبية. وهذا الذى يحدث إنما يدعمه أيضا تاريخنا، فإسهامات العرب فى جميع فروع المعرفة إنما كانت دائما باللغة العربية وأظنها حقيقة؛ إلا من جاحد؛ أن فضل العرب على التقدم العلمى لا يُنكَر يوم استوعبنا وأضفنا وطورنا وأبدعنا العديد من العلوم بلغتنا، وقتما كانت الشعوب الأخرى ترزح تحت ظلمات الجهل. لقد كانت العربية لغة العلم خلال عدة قرون، ومنها تم ترجمة مختلف المعارف. وهذا يؤكد حقيقة مؤداها أن لغتنا استوعبت تلك المعارف وتلك العلوم. إن حركات التقدم كانت تتلو حركات ترجمة نشيطة. وهذه الحقيقة برزت فى جميع الحضارات سواء عند العرب قديماً أم عند دول آسيا وأوروبا حديثاً.

    إنه لمن العسير أن نفرض على جميع الطلبة فى مختلف الكليات الجامعية الدراسة بلغة أجنبية من أجل أقل من الواحد فى المائة من الخريجين ممن يكملون دراساتهم العليا؛ إن صحت مقولة أن التغريب يُمَكِننا من الإطلاع على الثقافات الأجنبية بيسر؛ فما نسوقه من حلول لكفيل من وجهة نظرى أن يضع أرجلنا على أول طريق الحل بدلاً من لوم الآخرين أو تكرار طلب ما نعرف أنه لن يتم إجابته. فهل لنا أن نبدأ بأنفسنا؟

    وليس أدعى للتدليل على إمكانية دراسة اللغة بعد التخرج مما خابره أغلب أعضاء هيئة التدريس الحاصلين على الدرجات الجامعية العليا من الجامعات الألمانية، من دراسة مكثفة للغة الألمانية لمدة ستة أشهر تؤدى إلى أن يُكمِل الدارس دراسته بالألمانية ويقوم بكتابة أطروحته بالألمانية أيضاً. تلك أمثلة نسوقها ليس للتدليل على إمكانية الحل لأن الإصرار وحده لكفيل بحل كل مُعضل؛ بل للتدليل على سهولة ذلك الحل أيضاً. أإسهاماتنا الحالية فى العلم بكل ثقلنا الحضارى أكبر أم إسهامات الشعوب التى لا يزيد تعدادها عن العشرة ملايين؟ إن إسهاماتهم تفوق إسهاماتنا بمراحل فهل لنا أن نلحق بهم بالعلم والعمل وليس بالكلام؟

    أظن أن تلك المقدمة لم تُضف شيئاً فذلك كلام بدهى. ولكن ما العمل لننفض عن أمتنا أثواب الجهل والتجهيل والتخلف لنتبوأ مكاننا الذى نستحقه بين الأمم؟ إن التعليم بجانب العدل لكفيل بذلك ليأمن كل فرد على حياته فيُبدِع، وليتعلم ماذا عساه أن يبدع هو والأجيال القادمة.

    وليس هذا دعوة إلى نبذ تدريس اللغات الأجنبية؛ بل على العكس؛ لابد من الاستمرار فى تدريس اللغات الأجنبية كلغة أجنبية فى معاهد العلم المختلفة حتى يمكننا استيعاب المستحدث من المعارف الوافدة من مختلف الثقافات والأمم. ولكن لابد أن يتم ذلك بطريقة جادة. إن التدريس بلغة أجنبية قضية تختلف أيما اختلاف عن تعليم اللغات الأجنبية كلغة أجنبية؛ بل إن تدريس أكثر من لغة أجنبية للطالب فى مراحل دراسته المختلفة بطريقة جدية لجد مطلوب، فاكتساب اللغة انفتاح على ثقافة أهل تلك اللغة. وما أحوجنا للانفتاح الجاد على مختلف اللغات والثقافات. كما أن تدريس اللغات يعطى ركيزة احتياطية لأى قصور قد ينشأ فى منظومة الترجمة التى لابد لنا من أن نُنْشِئها.

    كثر الكلام وقل العمل؛ فهل من طريق؟ يعانى الهيكل الجامعى حالياً من قصور فى تركيبته يواكب قصور المجتمع فى تفاعلاته. وأقل ما يمكن أن يوصف به أنه جامد الحركة فالأستاذ يمكنه أن يتقوقع علمياً فى مكانه فور ترقيته، والعالَم من حوله يجرى مما يُكَون (بجانب بعض الأمور الأخرى) نموذجاً غير مفيد للمجتمع بل ويمثل إهداراً للقيم والآمال التى طوق بها المجتمع رجالات الجامعة. و الحل للمجتمع وللجامعة أن ينتهى هذا الوضع لننهى أستاذ الممات ولنكون قدوة لمجتمعنا كى نمارس ريادتنا للمجتمع. أتمنى أن يلتزم الأساتذة بالتأليف بالعربية أو الترجمة للعربية بمعدل كتاب كل خمس سنوات من قائمة موضوعات نطرحها ونحتاج لها فى جامعاتنا. أيمكن أن يكون ذلك شرطاً للتجديد للأساتذة المتفرغين وغير المتفرغين. إن هذه العلاقة الجديدة بالإضافة إلى اشتراط ترجمة كتاب للعربية أو تأليف كتاب بالعربية من قائمة موضوعات محددة عند الترقية لوظيفة أستاذ مساعد وأستاذ فى جامعاتنا ومعاهدنا العلمية لكفيل أن يُنهى مشكلة التعريب خلال بضع سنوات تعد على أصابع اليد الواحدة. إن المشكاة الملحة التى تحد التدريس والبحث باللغة العربية هى قلة المتاح من المراجع والكتب والدوريات باللغة العربية. وهذا يمكن أن يتم بتنظيم الجهود واستيعاب متغيرات التقدم فى مختلف مناحى التقدم العلمى الحالى، كما أن توفير البحوث والمطبوعات حالياً على الوسائط الالكترونية جعل الترجمة الآلية من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية هدفاً قريب المنال. ولست أدعى ما ليس بموجود حين أشير إلى أن ذلك أحد مجالات رسائل الدراسات العليا الحالية التى يشارك بعضنا فى الإشراف عليها. إن هذا المجال بجانب الخطوات الأخرى المقترحة لكفيل بحل المشكلة بصورة جذرية خلال فترة وجيزة.

    إن الممارسات الحالية التى نجدها من تقاعس عن بذل الجهد المطلوب والركون إلى مطالبة جهة ما؛ سواء كانت الحكومة أم غيرها؛ بالحل بات شماعة قديمة لن تغنى ولن تسمن من جوع. وما هو مُقترح من اشتراط التأليف أو الترجمة عند الترقى فى السلم الجامعى لهو خطوة مهمة على الطريق. كما أن الوقت قد حان لتأسيس جمعية علمية تضم من أَلَّف أو عَرَّب كتاباً علمياً ومن له جهد واضح فى هذا الشأن، لتنهض بشرف إعادة العربية إلى مكانتها التى تستحقها بين لغات الحضارة العالمية. تلك الجمعية يكون من أهدافها مساعدة مشاريع الترجمة الفعلية والمساعدة فى نشر بعض الكتب العلمية بالإضافة لإشعار الأفراد بالعزة للغتهم وإسهاماتها الحضارية وكذلك نشر الوعى بأهمية الترجمة كوسيلة لتنمية المجتمع.

    وهذا الجهد الذى نتمنى أن يكون جاداً مازال ينقصه ترجمة المصطلحات للغة العربية والذى يتم حالياً بصورة غير منظمة وبطيئة لا يواكب حركة التقدم فى العلوم المختلفة؛ فغالباً ما يتأخر ترجمة المصطلح إلى ما بعد شيوعه. فهل لمجمع اللغة العربية أن يتفاعل بحمية أكبر من أن يدعو فقط إلى التدريس بالعربية؟ وأرانى أضع أمام عَينَى ملحوظة عن تعريب المصطلح مؤداها أن التعريب يلزم أن يكون بالمدلول لأن الهدف من التعريب هو أن ينطبع المصطلح فى الذهن كى يساعد على فهم واستيعاب المادة العلمية. فالاسم الأجنبى مهما بدا سهلاً فهو طلسم لا يثير فى الذهن نفس المفاهيم التى يثيرها فى ذهن من كان ذلك المصطلح بلغته الأم. وهذا ما يتم فى اللغات الأجنبية مثل ترجمة كلمة حاسوب فى الإنجليزية والفرنسية والألمانية وغيرها من اللغات، فذلك يكون حسب المحتوى والمضمون. أما استعمال كلمة أجنبية مهما كانت شائعة فهذا إهدار لإعمال العقل وما كان للكلمة أن تشيع لولا تقاعسنا عن بذل الجهد المطلوب فى الوقت المناسب.

    هل يمكن أن تكون الخطوات المقترحة خطوة عملية على الطريق الصحيح وتكون بداية جهد منظم آن له أن يثمر قريباً بإذن الله.
                  

10-05-2005, 10:37 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52548

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: Elmuez)

    The funny thing is someone displaying Saddam picture and his is talking about logic.
    It is tragedy to see Baath party in Africa, and this is clear to me identity crisis.
    Who said the Arabic language is Sudanese language?
    If you want to keep up with the world today you must learn English language, because this is the language of science and technology, and if the Arabs gain back what they lost we will encourage our people to learn Arabic as will. Till that time, lets learn English.

    Deng
                  

10-05-2005, 11:46 PM

smilewomen


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: Elmuez)

    سلامى للجميع

    أتفق كثيرا مع رأى الاخ حسين يوسف
    فدول كالمانيا وفرنسا على سبيل المثال تعتز بلغاتها القوميه. ولا تدرس اللغه الانجليزيه أبدا فى مدارسها العامه. ورغم ذلك استطاعت هذه الدول أن تجد لها مكانا بين الامم. ولا ننسى الصين كذلك. فهى من الدول التى كافحت وجاهدت من أجل تطوير اقتصادهاومن أجل ايجاد مكان لها بين الدول الصناعيه الكبرى. وأصبحت الصين فى فتره وجيزه قوى كبيره لا يستهان بها. وفرضت وجودها على العالم لدرجه انتشرت فيها مدارس تعليم اللغه الصينيه فى أمريكا الشماليه. وأصبح رجال الاعمال الامريكان يتسابقون لتعلم اللغه الصينيه ان كانوا يريدون لهم موطئ قدم فى عالم الاقتصاد والمال الصينى. وكل هذه الدول أعنى الصين واليابان وألمانيا وفرنسا تتحدث شعوبها الانجليزيه بصعوبه بالغه. وكثيرين منهم غير ملمين بابجديات اللغه الانجليزيه.

    أؤيد استمرار التعليم فى السودان باللغه العربيه فى المراحل قبل الجامعيه. فاللغه العربيه هى اللغه الام لغالبية السودانيين. ويجب أن لا يهمل تعليمها أبدا. فهى لغة القرأن ولغة الاباء والاجداد. ولغه صعبة التعلم جدا. وان لم يتم تعلمها منذ الصغر يصعب تعلمها لاحقاعكس اللغه الانجليزيه. ولكنى أويد تدريس اللغه الانجليزيه منذ الكندر قارتين. ليكون الطالب/ه السودانى ملم بها ويتحدثها بطلاقه واتقان كاتقانه للغه العربيه. وبالتأكيد سيساعده اتقانها كثيرا فى مشوار حياته/ا العلمى ولاحقا العملى وكذلك ستساعده فى التواصل مع غير الناطقين للغه العربيه.
                  

10-06-2005, 00:21 AM

ADIL FAIT
<aADIL FAIT
تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1134

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: smilewomen)

    up
    .
    .
    .
    مع أكيد حبي وتقديري،،،

    عادل فايت
                  

10-06-2005, 02:58 AM

Lubna Taha


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: ADIL FAIT)

    Hi all,
    With al my respect to Ms. algalb al nabid.........that likes translation soooooo much .....i just wana say for example what will the engineers do with this translation and all the top technologies written , spoken and invented by european people that are using english as first language.....i myself agree with that: let us take the language and knowledge as it is.... and when we succeed to invent our own techniques or products ...then let us give them names in arabic.....))
    I don't know why all the sudanese stick so much to the arabic world .....we can see the arab themselves cannot survive these days and i am asking if they are really counting sudan as one of arab countries??????? ......WALK UP...............
    salam )

    regards,
                  

10-06-2005, 05:39 AM

Mamoun Ahmed
<aMamoun Ahmed
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 922

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: Lubna Taha)

    كلكم بطلو لف ودوران


    ولدك احسن ليك يدرس بالانقليزي ولا العربي

    لو عندك شركة حقتك وتقدمو ليك اتنين واحد دارس بالعربي والتاني بالانجليزي بتاخد ياتو

    لو دخلت انت في منافسة لي وظيفة وكل الناس متساوين في المؤهلات ماعدا اللغة حياخدو منو؟

    احسن ليك تتعالج عند دكتور داس بالانكلزي ولا بالعربي


    للملذا نكذب على انفسنا

    انا من مناصري ومحبي العربية ولكن التعليم ما فيه لعب لازم يكون بالانكليزية
                  

10-06-2005, 08:05 AM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: Mamoun Ahmed)

    يبدو لي ان الناس تتعامل مع هذا الامر ببساطة ولا تنظر لكل جوانب نهضة الامة ولكن بمشكلات آنية هي أعراض للمشكل الاصل. والحلول يمكن ان تكون في خطوات ولكن كل خطوة فيها تحتاج ال عقد او يزيد من الزمان.
    المشكلة هي تراكم نكسات ونكبات . لا يمكن حلها بجلسة او رأي واحد. " وال بللف والدوران كذلك" بل بمواجهتها لا بالهرب منها الى لغة الغير.


    ذكرت لي صديقتي المحسية بانها كانت تشرح الادب الانجليزي لزميلاتها في مدرستها الثانوية بلغة المحس ! هذا دليل على ان اللغة الانجليزية لم تُُحل طلاسمها لهم. فلماذا لم تشرح لهم الجغرافيا والتاريخ والرياضيات بالمحسي....ببساطة لان العربية هي لغة ام بالنسبه لهن. مع انني لا احب ان اركن الى تحليل او الوصول الى نتيجة تجربة واحدة او حتى عدد قليل من العينات أو التجارب.. ولكن اضطررت لذلك اضطراراَ.وقناعتي اننا لا نبني قناعاتنا الاكاديمية او العلمية على حالة او حالين.
    اصر على ان اللغة الانجليزية لغة هامة ويجب ان ندرسها لابناءنا في سن مبكرة ولكن تظل وسيلة التحصيل العلمي هي اللغة العربية.


    (عدل بواسطة القلب النابض on 10-06-2005, 08:11 AM)

                  

10-06-2005, 08:44 AM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: القلب النابض)

    الاخ حسن يوسف

    سلام

    كتبت الآتي:

    Quote: ّالحكومة دي عملت التعليم بالعربي .. حسنا.. مافي مشكلة .. بس لا يمكن انو التعليم عربي .. وسوق العمل في السودان يشترط عليك أجادة الانجليزية قرأة وكتابة .. شفت العشوائية دي كيف ؟؟ يعني يا شباب المسألة ما مسألة عربي وانجليزي وفرنسي ...الخ ، بقدر ما هي مسألة تخطيط تنموي واستراتيجي كامل شامل ومترابط..


    الموضوع ما عشوائيه

    الموضوع تقنيين للطبقيه

    اولاد الغالبه يقرأوا بالعربي والمستطيعين واغلبهم ناس الجبهه الماغبش

    ديل يمشوا سيستر اسكوا وكمبوني ويقراوا مأمون حميده والاحفاد ده اذا ماسافروا بره.

    ليه عارف عشان سوق العمل مجهزه ليهم هم مش لينا نحن العامه

    هل تعلم في اول سنه للتعريب وعندما انبرى سيئ الذكر ابراهيم احمد عمر

    مدافع عن التعريب, في اول منحه دراسيه لبريطانيه سفرابنائه للدراسه بها!!!!!!!!!

    القرضاوي من دعاة التعريب و الاسلمه يبعث بابنائه للدراسه في بريطانيا!!!!!!

    وحافظالاسد نفسه من دعاة التعريب نجده بعث ابنه بشار للدراسه في الغرب.

    اما صدامك هذا فهو قد نقل الغرب لعنده!!!!!!!!!!!!لبيته وليس لكل الشعب.

    ناهيك عن عدم وجود مصطلحات عربيه موحده وأسألوا طلاب جامعة الخرطوم اول

    ضحايا لتجربة التعريب حيث صارت المراجع بالعربي ولاننا لانملك اي شيئ حتى المقدره على

    طباعة كتبنا فجأتنا الهدايا من الاخوة الاشقاء العرب(طبعا انا لا اراهم اشقاء

    ولايحزنون)

    المهم اتضح ان اهل سوريا مصطلحاتهم غير عن اهل العراق وضاع طلاب الهندسه بين

    مراجع سوريا ومراجع العراق , اما اهل الطب فقد رفضوا التعريب وانبرى مأمون حميده

    رغم انه اسلامي ورفض تعريب الطب ,وعندما اختلف معهم انشاء كليته الخاصه بلا تعريب

    حتى يجني الملايين,لمجرد انها تدرس بالانجليزي!!!!!!!!!!

    ربما انا معكم ان يتمسك كل شعب بلغته الام.

    يبقى السؤال هل العربيه لغتنا الام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


    اللغه تعنى التراث والجمليات وثقافة الشعب و التاريخ

    هل اللغه العربيه تمثل ذلك لنا لماذا تودوننى اتمسك بلغة تقول لي

    لاتشتري العبد الا و العصا معه ان العبيد لانجاسا مناكيدا!!!!!!!!!!!

    واكون انا كسوداني او سودانيه تعرفني نفس هذه اللغه انني عبدا.

    مشكلتنا اكبر من الكلمات

    لن اطالب بالغائها لاني اعرف بانه لابديل امثل لها لكني لن ادافع عنها

    ولن اجبر ابناء شعبي للتعلم بها ورغم حرصي على تعليم ابنائي ثقافتي وعاداتي لكني

    اجدني من داخلي غير متحمسه للغه العربيه اطلاقا.

    تراجي.
                  

10-06-2005, 09:43 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: Elmuez)

    أعزائي : سلمي , زول بن زول , دينق , smilewomen , عادل فيت , لبنة , محمد أحمد , تراجي , أحمد : شكرا علي وجهات نظركم , رديت عليكم بالتفصيل لكن يعلم الله الهكر خانوني في آخر لحظة my computer turned sick !..سأعود مجددا لتنشيط الحوار , لدي ردود مفصلة أود توصيلها لكم ..نواصل مع أطيب التمنيات ..
                  

10-06-2005, 09:51 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: Elmuez)

    القلب النابض , أشعر بأسف عميق لعدم ورود سمك ضمن الـ list ..معذرة
                  

10-08-2005, 03:46 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: Elmuez)

    سلمي : شكرا علي إيراد التجربة , أؤمن معاكي علي حكاية الـ planning first ! ..رمضان كريم..

    زول ـ بن ـ زول : معاك حول تحديات التعدد الثقافي الإجتماعي..رمضان كريم..

    دينق : thanx for your valuable comments, you know the road is full with so many chalenges !..easy for now

    smilewomen : لاتغفلي مطالب ( الآخرين ) تدريس لغاتهم في جميع المراحل الدراسية.. نحمد ليكي وقوفك عند حد ماقبل المرحلة الجامعية !..موضوعةالتعدد الثقافي واللغوي في السودان فارض نفسه بشدة ولايمكن تجاوزه وإلا تفككت الدولة مستقبلا !رمضان كريم..

    عادل فيت : شكرا علي الطلة الإيجابية ورمضان كريم..

    لبنة طه : good points,lots of fun, I enjoyed your soul !..come again..رمضان كريم..

    محمد أحمد : أنامع الخيار الإنقليزي !..رمضان كريم..

    القلب النابض : عدم التبسيط عندي يكمن في ارتباطي الشديد بجدل أزمة الهوية which I found to be very interresting !..أجد في مثال صديقتك المحسية خلاصة عكسية لما وددتي إضافته .. أدب إنقليزي بالمحسي that makes sence to me ! الباقي بالعربي لطلاب الثانوي طبعا ده الوضع الأصلا سائد و ساهل فيما قبل التعليم الجامعي حيث لاغبار علي وساطة العربية حتي تلك اللحظة.. لا آخفي عليكي , فمساهمتك جديرة بالتآمل والإعتبار لكن مع وضع أمر البت في طبيعة مستقبل وحدة السودان موضع الإعتبار..thanx dear

    أحمد : ورقة الأستاذ د. محمد يونس ع. السميع قيمة جدا لكن في الحالة السودانية , فمقترحاته ستقابل بتحديات واقعية صعبة !..بعضها سياسي ( طبيعة الحكم ومدي إستقراريته ) وبعضها نوعي ( واقع التعدد الإثني واللغوي والثقافي ) .. ياريت لو كان أمرنا واقف عند حدود ( الإعتقاد بأن كل ماهو أجنبي متقدم, وفقدان الأمة للثقة بنفسها والإحساس بالعزة , ومواضيع الإنتماء للأمة العربية , ) بحسب أقوال الدكتور , هذا حديث يتناول دولة عربية صرفة أهلها ( جميعا ) راضين ومتراضين حول طبيعة إنتمائهم العربي بس كيف يباشروا الترجمة والتأليف حسب مقترحاته, أها نحن وصل بينا الأمر مرحلة الحركات المسلحة , وتقرير المصير , وتحرير النوبيين والنوبا وو لذلك صعد جدل الهوية إلي الآفاق .. وأمامنا تحدي ( الوحدة الجاذبة ) ..واضح أنه قصتنا معقدة حبتين و قد يعترف لينا الدكتور نفسه بذلك إذا وجدناالفرصة لسماع وجهة نظره حول الديلما السودانية !.. أبحث عن مسامة ثرية سأقوم بإنزالها لكم حال عثوري عليها..

    تراجي : " كلام في السلك " !..

    bye now !
                  

10-08-2005, 04:21 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: Elmuez)

    Quote: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان

    عقبال الاسترلينى!

    جنى
                  

10-08-2005, 11:00 PM

أحمد


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: Elmuez)

    سلامات المعز
    دعنا نتحدث عن الهوية ولندع التعريب جانبا .. هل الهوية حسمت في السودان ؟ لمصلحة من العربية ام الافريقية؟ قبل ان نجيب علي هذا السؤال دعنا اولا نسال ماهي العروبة؟ هل هي جنس او عرق ام هي ثقافة ام هي لغة؟ اذا افترضنا جدلا انها جنس او عرق فان هذا يعني ان الدول العربية التي تقع في افريقيا مع العلم بان السواد الاعظم من العرب هم سكان افريقيا اليوم وليس الجزيرة العربية فان هؤلاء ليسوا بعربا .. فاذا اخذنا مصر مثلا .. مصر قبل ان يدخلها العرب المسلمين كان القبط هم سكانها وقبل العرب دخلها الرومان وقبل الرومان كان الفراعنة ثم بعد العرب دخلهاالفرنسيون والاتراك وكما نعلم جميعا ان محمد علي باشا هو مؤسس مصر الحديثة واستوطن كثير من الاتراك مصر واستقروا بها.. فمصر هي خليط من كل هذه الاجناس مجتمعة ومتمازجة ولايمكن اعتبار مصر عرقا او جنسا عربيا خالصا .. والحال ينطبق علي دول المغرب العربي الذين هم في الاساس بربر وفينيقين وهم سكان شمال افريقيا منذ الاف السنين .. اما العرب الذين يعيشون في الجزيرة العربية ينطبق عليهم ما ينطبق علي عرب افريقيا اللهم الا اذا اثتثنينا عرب اليمن ونجد والحجاز فما دونهم من العرب اختلطوا بغيرهم من الاجناس المختلفة فمثلا عرب الشام هم خليط من العرب والرومان والفرنسين والاتراك .. لاحظ حتي تقارب الملامح ولون البشرة بين السوريين واللبنانيين والاتراك منهم الي عرب وسط و جنوب الجزيرة العربية اما العرب في شرق الجزيرة العربية فهؤلاء فرس اختلطوا بعرب وسيطر البدو علي مقاليد الحكم ولازالت لديهم مشاكلهم الخاصة بهم .. هناك ما يعرف بالبدون في الكويت واصحاب الوثيقة في قطر والامارات .. لو افترضنا ان العرب ينسبون الي عرق واحد فان اليهود هم ايضا يمكن اعتبارهم عربا لانهما الاثنان من صلب ابراهيم الخليل عليه السلام .. العرب مثلهم مثل غيرهم اختلطوا بمختلف الاجناس والاعراق ولايوجد عربي خالص من نسل محدد .. اذا لايمكن ان نعتبر العروبة هي جنس او مجموعة عرقية محددة حتي ولو تشابه سكان منطقة البحر الابيض المتوسط في اشكالهم والوانهم اصولا عربية كانوا ام بربر .. السودان هو خليط من اجناس متعددة بما فيها الاصول العربية والنوبة والافارقة .. طغت اللغة العربية والثقافة الاسلامية علي شمال السودان النوبي بعد دخول العرب للسودان وتحول النوبة من المسيحية للاسلام ثم بدات تنتشر اللغة العربية في الوسط والشرق والغرب .. ثم ما لبثت في الانتشار جنوبا حتي وصلت اقصي الجنوب مريدي وانزارا .. لغة التخاطب الرئيسية في جنوب السودان هي العربي او ما يعرف بعربي جوبا .. حتي وسط مقاتلي الحركة الشعبية لتحرير السودان كانت هي لغة التخاطب الرئيسية .. لاحظ الآن انتشار اللغة العربية في السودان في القبائل التي لاتتحدث العربية كلغة اولي مثل قبائل النوبة الذين ترجع اصولي اليهم في اقصي شمال السودان .. كل الاجيال الحديثة تتحدث اللغة العربية كلغة اولي ثم النوبية كلغة ثانية خاصة وسط النوبة الذين هجروا الي منطقة البطانة وخشم القربة من اقصي الشمال -اخرب بيتك يا عبود- .. والشئ بالشئ يذكر وسط اهلنا الجنوبيين الذين نزحوا للشمال بعد اندلاع الحرب عام 83 .. كل الاجيال التي نشات ودرست منهم في شمال السودان الآن يجيدون اللغة العربية اجادة تامة تحدثا وكتابة .. كل الدلائل تشير الي ان اللغة العربية هي التي ستسود في السودان .. الذي اود ذكره هنا .. ان السودان ليس دولة عربية خالصة ولا افريقية صرفة .. بل هو عربية افريقية معا ومن هنا تاتي هويته وثقافته ممتزجة ومجتمعة.
                  

10-08-2005, 11:26 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: Elmuez)

    أخي العزيز أحمد, إطلعت اللحظة علي هذا السرد القيم , لك دوام الشكر علي هذا الدفع النشط نحو إثراء التفاكر ..

    سأبذل قصاري جهدي للعود في أفصر فترة ممكنة للدلو بدلوي هنا ..

    أطيب التمنيات و ' ! keep an eye '
                  

10-09-2005, 00:56 AM

smilewomen


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: Elmuez)

    الاخ المعز
    تحياتى لك والله أكرم
    Quote: smilewomen : لاتغفلي مطالب ( الآخرين ) تدريس لغاتهم في جميع المراحل الدراسية.. نحمد ليكي وقوفك عند حد ماقبل المرحلة الجامعية !..موضوعةالتعدد الثقافي واللغوي في السودان فارض نفسه بشدة ولايمكن تجاوزه وإلا تفككت الدولة مستقبلا !رمضان كريم..

    الغالبيه العظمى فى السودان تتحدث اللغه العربيه. رغم حقيقة وجود لغات محليه أخرى كما فى شمال السودان وجنوبه. ولكن الغالبيه فى يومنا هذا يتحدثون اللغه العربيه. حتى أبناء الجنوب ممن عاش وتربى فى العاصمه أو فى الشمال وعددهم فاق المليون يتحدثون اللغه العربيه بطلاقه. ولكن نسبه ضئيله على سبيل المثال تتحدث لغة السكوت أو لغة الدينكا. اذن لا يمكن أن تفرض تعليم كل المواد الدراسيه فى المدرسه بلغة أهل حلفاعلى سبيل المثال. ولا يمكن اعتماد لغة الدينكا للتدريس فى المدارس بوسط وشمال البلاد لان لا أحد يتحدثها وهى ليست بلغتنا الام. ولكن الامر يختلف مع اللغه العربيه. فهى اللغه الام لغالبيه ساحقه فى السودان. ومن حق ابناء السودان ( أعنى الغالبيه التى تمثل العربيه بالنسبه لهم لسانهم الام) تعلم أصول هذه اللغه وعدم حرمانهم من تعلم المواد الدراسيه بها بسبب وجود أقليات تتحدث لهجات ولغات محليه.
    أما بخصوص مستقبل الوحده فى السودان ،بالعكس أنا أرى أن مستقبل الوحده فى السودان مهدد بالتفكك أن فرضنا على المدارس لغه غير العربيه. أنا شخصيا سأكون من المحتجين ولن أقبل بتدريس ابنائى فى مدارس سودانيه بلغه غير العربيه. ولكن وكما أكدت فى مداخلتى السابقه أؤكد على أهمية تعلم اللغه الانجليزيه واجادتها كأجادة اللغه العربيه تماما. ويمكن أن يحدث هذا ان تم الاهتمام بتدريس اللغه الانجليزيه وبطريقه ومنهج سليم منذ مرحلة تعليم ما قبل الاساس. ولكن لا أقبل أن يتغطى تعليم الانجليزيه على العربيه. فالانجليزيه ليست بلغتى الام. كما أنه من غير الممكن أو المعقول تدريس غالبية تتحدث باللغه العربيه تدريسها المواد الدراسيه بلهجات محليه من جنوب أو شمال السودان.
    يمكن أن تكون ا للغه الانجليزيه على سبيل المثال أو اللهجات المحليه لجنوب السودان لغه رسميه للتدريس بمدارس جنوب السودان لان هناك غالبيه ساحقه تتحدث هذه اللهجات المحليه. ولكن لا يمكن فرض ذلك على مدارس شمال ووسط وشرف البلاد.
    هناك دول فى أوروبا وأفريقياوأسيا تنتشر فيها بعض اللغات المحليه بين قوميات تعيش فيها ولكن لا تدرس المواد المدرسيه بهذه اللغات المحليه كمثال الكاميرون. ففى المقاطعات الفرنسيه بالكاميرون تدرس المواد باللغه الفرنسيه وفى المقاطعات الانجليزيه تدرس المواد باللغه الانجليزيه ولا تدرس المواد بلهجات ولغات محليه.

    ولكم التحايا جميعا

    (عدل بواسطة smilewomen on 10-09-2005, 00:56 AM)

                  

10-10-2005, 09:55 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعتماد الإنكليزية لغة رسمية في السودان (Re: Elmuez)

    الأعزاء أحمد و smilewomen..

    عساكم بخير !..الكلام دخل الحوش !..وأعني تعقيدات جدل الهوية والأصل العربي وتاريخ الأعراق , أداناه , المرة دي عازمكم قراية , دراسة كنت فد إطلعت عليها في السابق ( ما عارف إذا صادفتكم أم لا ! ) , دراسة من إعداد دكتور الباقر العفيف , نزلت في بوست لزميل المنبر الأخ أمجد إبراهيم , أستميحهما الإثنان العذر علي إعادة نشرها هنا لغرض الفائدة العامة, لكل من يمر بي هنا!.., كذلك لإحساسي كماذكرت بضبابية منطقة الحديث حول طغيان الأصل العربي ( عرق ) , إضافة لفوضوية محاولة تغليب خيار الثقافة واللغة العربية دون تدقيق أو تأني !

    كنت أنوي اقتباس ماهو ملائم للرد علي مداخلاتكم , ثم الشروع في إضافة مايلزم من تعقيب , لكن تصوروا أني بكتب ( بالماوس ) منذ أن أصبحت عضوا بهذا النبر ( إيه رايكم )..لذلك , وبما أنه الحوار بدأ في " التغريق " آثرت الإستعانة ببعض ماتيسر من إجتهادات الآخرين , هذا لايعني تأميني التام علي كل مايكتب , لكنها , وفي مثل هذا النوع من الحوارات , أعتقد يلزم الإستعانة بمايمكن أن يغذي الآراء و يثري الحوار بالتالي ..في الخطوة اللاحقة سأحاول أن أبلور وجهة نظر تعيد الحوار لمجراه الأضيق حتي تتقارب وجهات النظر كي يبقي ماينفع الناس .. لكما عظيم أمنياتي وتقديري :
    --------------------------------------
    أزمة الهوية في شمال السودان
    متاهة قوم سود... ذوو ثقافة بيضاء

    ما وددت أن أكون غير ذلك الرجل الذي يرقد تحت جلدي
    والذي لابد أن أعرفه

    بقلم د. الباقر العفيف
    ترجمة الخاتم عدلان

    خلفية الدراسة :

    تشتعل في السودان حرب هي الأطول عمراً في أفريقيا، وربما في العالم كله. استمرت هذه الحرب ثلاثين عاماً، قتل فيها 1،9 مليوناً وشرد 5 ملايين. وقد قتل منذ أن استولت هذه الحكومة على الحكم عام 1989م، بسبب الحرب والمجاعة الناتجة عنها، عدد أكبر مما قتل في الحروب البوسنية والرواندية والصومالية مجتمعة . وفي محاولاتهم لفهم جذور الحرب، اتبع المؤرخون والمحللون السياسيون السودانيون، منهجين. الجيل الأول من هؤلاء ركز بصورة أساسية علي القوى الاستعمارية، ومخططاتها المحسوبة لفصل الجنوب عن الشمال ببذر بذور الكراهية في الجنوب. و لكن وبعد أكثر من أربعة عقود من الحكم الوطني ما تزال الحرب قائمة فحسب، بل تفاقمت, واتخذت سيماؤها الدينية الكامنة, شكلها الواضح والمكتمل. وقد دفع هذا الواقع أجيالاً جديدة من السودانيين للتفكير في الأمر بصورة مختلفة. وهنا برز المنهج الثاني، لينقل مركز الاهتمام من العدو "الخارجي" إلى العدو "الداخلي" عندما يحاول الوصول إلى جذور الحرب، باعتبارها نزاعاً بين الهويتين الرئيسيتين في البلاد: الشمال والجنوب. وهناك الآن اتفاق واسع بين السودانيين، شماليين وجنوبيين علي حد سواء، أن بلادهم تعاني أزمة الهوية الوطنية. وأصبحت الحرب بالنسبة لهم وبصورة جوهرية، حرباً للرؤى، كما عبر عن ذلك تعيراً بليغاً، فرانسيس دينق ، الشخصية السودانية الجنوبية البارزة . وقد سعى الشمال الذي يشعر بأنه عربي ومسلم، إلى تعريف البلاد كلها على هذا الأساس. وهو لم يكتف فقط بمقاومة كل محاولات القطاع غير العربي لتوصيف السودان باعتباره جزءً من أفريقيا السوداء . بل بذل جهداً خارقاً لاستيعاب الجنوب من خلال سياسات التعريب والأسلمة، وسعى إلى تحويل الهوية الجنوبية إلى انعكاس مشوه للذات الشمالية. ولكن الجنوب، الذي نظر إلى المشروع كنوع من الاستنساخ الثقافي، قاوم هذه الاتجاهات دون هوادة.
    ولكن هذه الدراسة تذهب خطوة أبعد، وتبحث، على مستوي اعمق، عن جذور هذه الحرب.أنها تسلط الأضواء على النزاع داخل الهوية الشمالية التي تقود إلى النزاع الأكبر بين الهويتين الجنوبية والشمالية.أنها تحاول الكشف عن العلاقة بين الانشطارات التي سببتها النخبة الشمالية الحاكمة علي مستوى البلاد، وتصدعات النفس الشمالية ذاتها، وتحديد ما إذا كانت الأولى، هي في نفس الوقت ، عرضاً للثانية وعلامة عليها. وهكذا فإن هذه الدراسة تحاول إنجاز تحول أخر، بنقل الانتباه من الازدواجية الخارجية التي تميز الانقسام الشمالي/ الجنوبي، إلى الازدواجية الداخلية التي تعاني منها الذات الشمالية.

    تعريف الهوية:-
    يعرف قاموس وبستر الجديد، للغة الإنجليزية، الهوية باعتبارها "تماثل الخصائص الجينية الأساسية في عدة أمثلة أو حالات أو تماثل كل ما يحدد الواقع الموضوعي للشيء المعين: تماثل الذات، الواحدية ، تماثل تلك الأشياء التي لا يمكن التمييز بين آحادها إلا بخصائص عرضية أو ثانوية. الإدراك الناتج عن التجربة المشتركة، هو أحد حالات هذا التماثل. أو وحدة الشخصية واستمرارها: وحدة وشمولية الحياة أو الشخصية أو حالة التوحد مع شئ موصوف، مزعوم أو مؤكد أو حيازة شخصية مدعاة" .
    إذا شئنا تحديد هوية الشخص، فربما نحتاج لمعرفة اسمه أو اسمها، لونه، خلفيته الاثنية أو الثقافية، والموقع الذي يحتله وسط الجماعة. هناك، إذن ، وجهان للهوية، أحدهما أصلي، بدائي، ومعطى، والأخر مصنوع ومختار . فالهوية في نفس الوقت ذاتية وموضوعية، شخصية واجتماعية، ومن هنا طبيعتها، المتفلتة ، العصية على التحديد. ويملك الأفراد تشكيلة واسعة من الهويات الممكنة. إذ يمكن أن تكون لهم هويات عرقية أو اثنية، قومية أو دينية، أو حتى هويات خاصة بالمدن التي يقيمون فيها . ويرتبط الحديث حول الهويات الشخصية، ارتباطا وثيقاً، بمجال الخطاب الجينوي. ومع إن الخصائص البيولوجية هي خصائص موضوعية، إلا أن الهويات الفردية تعني شيئاً أكثر من ذلك. فهي تشتمل على دلالة ذاتية لوجود مستمر وذاكرة منسجمة ومترابطة منطقياً .
    الدلالة الذاتية للهوية هي الإحساس بالوحدانية والاستمرارية الشخصية ، الإحساس بالانتماء إلي منظومة راسخة من القيم التي تكون الاتجاه العقلي والأخلاقي للمرء، وتعطى الأفراد خصائصهم المتفردة. إنها تمكن الفرد من تحقيق حياة ممتلئة وكثيفة. في مثل هذه اللحظات يمكن أن يقال أن الشخص حقق ذاته أو ذاتها. وصار "متصالحاً مع جسده أو جسدها". وعلى وئام مع بيئته أو بيئتها ومع نظامه أو نظامها الرمزي. ولكن الذي يقوم هذه الدلالة الذاتية، هو الخصائص الموضوعية، والتي يمكن التعرف عليها من قبل الآخرين.
    الهوية دينامية أيضاً ومستجيبة للظروف المتغيرة. وهي قابلة للتحول مع التقنيات والنظم الثقافية والسياسية المتغيرة . وهي استراتيجية. فالناس يتبنون هويات معينة لأسباب استراتيجية مثل "التمكين" وقبل كل هذه العوامل وبعدها، هناك الإرث التاريخي لأجدادنا الذي "يحط بثقله في تحديد من نحن وماذا يمكن أن نكون . الهوية إذن إدعاء للعضوية يستند إلى كل أنواع النمطيات مثل العرق، الجنس ، النوع، الطبقة ، الطائفة، الدين، الثقافة ... الخ . إنها الطريقة التي يعرّف بها الناس أنفسهم، ويعرفهم بها الآخرون، على أساس من الأنماط السابقة .

    تعريف التماهي :-Identification
    قاموس العلوم الاجتماعية يعرف التماهي باعتباره "الميل للتقليد،و/ أو عملية تقليد سلوك شئ ما. وربما يدل كذلك على عملية التمازج العاطفي، أو حالة هذا التمازج الناجزة، مع هذا الشيء ذاته." . وقد استخدم س. فرويد، هذا المصطلح في علم النفس، لأول مرة عام 1899. إذ قال أن "التماهي هو التعبير المبكر عن الرابطة العاطفية مع شخص أخر". يتماهي الفرد مع شخص أخر "كمثال للذات " بوصفه شخصاً يريد أن يكونه، أكثر مما يريد أن يمتلكه. وهذا ما يجعله مهماً في سلوك المجموعات. وهو يفسر حاجة الفرد ومقدرته علي الارتباط، وقوة الروابط العاطفية. المشار إليها، كخصائص جوهرية للبشر. وهو يذكر في نفس الوقت" الأصل الطفو لي لعملية التماهي، ويفترض أن هذا الأصل الطفولي هو الذي يفسر بقاءها على مستوي اللاوعي، وقوتها كعامل تحفيزي، وتظاهراتها اللاعقلانية والنكوصية في بعض الأحيان. ولكن التماهي بالنسبة إليه ليس مجرد محاكاة، بل هو بالأحرى تمثل يستند إلى سلسلة سببية متشابهة .
    ن. سانفورد يعارض مقولات فرويد ويقول أن التماهي، علي عكس ما يقول فرويد ، هو عملية واعية ، وأن المحاكاة هي اللا واعية، ويعرف ج. ب سيوارد، التماهي بأنه "استعداد عام لمحاكاة سلوك أحد النماذج" ويتحدث فرويد عن ثلاثة مستويات للتماهي. وتقول فرضيته أن التماهي يتخذ أولاً شكل الارتباط العاطفي بشيء ما. ثم يصبح بديلاً عن الرابطة الجنسية، وكأنما يتخذ شكل امتصاص أو تشرب أو تمثل الشيء في الذات. ثم يؤدي في النهاية إلى بروز إحساس جديد بخاصية مشتركة مع شص أخر ، أو مجموعة أخري. ويميز شيلر بين نوعين من أنواع التماهي، هما الايديوباثي أي الذاتي؛ والهتروباثي، أي الغيري. يحدث التماهي الايديوباثي من خلال "اضمحلال الذات الأخرى وامتصاصها من قبل الذات المتماهية"، بينما في التماهي الهتروباثي "تتضاءل الذات المتماهية أمام هيمنة وجيشان النموذج" .

    تكوين الذات:
    المفهوم الكلاسيكي يقول أن الذوات الاجتماعية تمثل معطيات أصلية، أو بدئية، مو######## مثل الخصائص البيولوجية. ولكن هذا المفهوم يخلي الساحة الآن لمفهوم أخر هو أن الهويات تتكون وتصنع اختيارياً ، وهي في حالة مستمرة من التكوين . ولكن اختيارات الناس لهوياتهم محكومة ومحدودة بالعوامل المعطاة مثل ملامحهم، أسرهم ، جماعاتهم، تواريخهم، ثقافاتهم...الخ, تكوين الشخصية ، بالنسبة لاريكسون ، عملية يستطيع الفرد من خلالها :
    "أن يحكم على نفسه على ضوء الطريقة التي يعتقد أن الآخرين يحكمون عليه من خلالها، مقارنين اياه بأنفسهم، وينمط حيوي بالنسبة لهم، ولكنه في نفس الوقت يحكم على الطريقة التي يتصورنه بها على ضوء تصوره هو لذاته بالقياس إليهم،وبالقياس إلى الأنماط التي أصبحت هامة بالنسبة إليه" .
    "يقول خبراء علم النفس الاجتماعي، إن تماهي الفرد مع أية مجموعة، مثلاً، الطبقة الاجتماعية، أو الجماعة العرقية أو الاثنية،هو في الغالب الأكثر شمولاً من كل العمليات النفسية المرتبطة مباشرة بالسلوك الاجتماعي .التماهي مع المجموعة المهيمنة مثلاً يحدث عندما "يستبطن (الفرد) منظومة الأدوار الخاصة بالمجموعة، ويعتبر نفسه أحد أفرادها" وهذا يحدث من خلال التمثل الثقافي. ويعبر ديفيد ليتين عن ذلك بقوله:
    "التمثل الثقافي شبيه باعتناق الدين، وكما توضح أدبيات التحولات الدينية بصورة قاطعة، فإن ما يعتبر مسلكاً برغماتياً بالنسبة لهذا الجيل،يعتبره الجيل الذي يليه أمراً طبيعياً. ولذلك فإن الأطفال الذين ينشئون في ظل الجماعات الدينية، سيلجأون، مدفوعين بضغوط السلطات الدينية، إلى توبيخ آبائهم على ما يعتبرونه مسلكهم المنافق" .
    وهذا الرأي يشابه مفهوم دي فواه عن الهويات المصنوعة" كهويات منحرفة". فهي تدل بالنسبة إليه "على نفعية بلغت مبلغ الشطط" وتمثل علامة على "الاختلال الداخلي" ، الذي يحدث في شروط اجتماعية محدده تمارس تأثيراً هائلاً على الإدراك الذاتي للهوية الشخصية . فرغم طبيعتها المصنوعة، فإن "مكونات الفرد تستطيع إدراج الفرد في سياقها بل حتى استعماره" .
    في ثنايا تكوين الهويات الاجتماعية، هناك دائماً مجموعة داخلية، تمثل الهوية الاجتماعية المبتغاة، ومجموعة هامشية، تحتاج إلى الموازنة حتى تتماهى مع النموذج. وفي مثل هذه الحالات، فإن الأولى تمثل اللب، وتحتل مركز الصدارة من تلك الهوية الاجتماعية، بينما تمثل الثانية الدائرة الخارجية وتحتل الهامش. الأولى مستحوذة على الامتيازات، والثانية تبحث عن ذلك. الأولى تملك صلاحيات إضفاء الشرعية على الثانية أو حرمانها منها. ويلجأ شارلس تيلور إلى استخدام مصطلحي "التعرّف، والغيرية". ويقول أن هويات البشر "تتكون جزئياً بالتعرف أو غيابه، أي بالانتباه إلى غيرية الآخرين" .
    وعلى سبيل المثال، بينما تمثل الطبقات الوسطي والعليا، مركز الهوية الأمريكية، فإن السود واليابانيين ...الخ الأمريكيين يمثلون تخوم هذه الهوية. ويحتكر المركز الحق في الاعتراف أو عدمه، بهذه المجموعات. ويمكن للتوتر بين المركز والتخوم أو الهوامش أن يظل مكتوماً، أو فاعلاً علي مستويات أدنى في الأوقات العادية والسلمية. وتبدو عباءة الهوية وكأنما هي قادرة على نشر أجنحتها ومد ظلالها على كل المجموعات التي تكون الأمة. ولكن المركز يلجأ في لحظات التوتر إلي استغلال صلاحيات الاعتراف أو إساءة استخدامها. ويمكن حينها أن يسحب المظلة عن أية مجموعة هامشية إذا رأى أن الضرورة تستدعى ذلك. وقد حدث هذا بالفعل في الحرب العالمية الثانية، حينما تم احتجاز اليابانيين الأمريكيين في معسكرات الاعتقال، لأن ولاءهم لأمريكا صار موضع شك من قبل مركز الهوية الأمريكية، ويمكن الاستدلال على الأسلوب الانتقائي للمركز في استخدام صلاحيات الاعتراف وسحب الاعتراف، بأن الأمريكيين الألمان لم يتم اعتقالهم، بالرغم من أن ألمانيا كانت هي القوة الرئيسية في دول المحور الأوربية. ولذلك قرر المركز أن يسحب الاعتراف عن الأمريكيين اليابانيين أثناء الحرب، وإعادته إليهم بعدها. ويمكن أن تقول نفس الشي عن بريطانيا، حيث تمثل الهوية الإنجليزية مركز الهوية البريطانية. فمن الملاحظ أن مصطلح "إنجليزي" يستخدم كثيراً من قبل المجتمع الإعلامي ندما يكون المقصود "بريطاني"، وهو ما يسبب الضيق للوطنيين باسكوتلاندة وويلز.
    وتلاحظ الجماعات السوداء البريطانية أيضاً أن وسائل الإعلام البريطانية المركزية تطلق على الرياضيين الأفرو كاريبيين صفة "بريطانيين" عندما يكسبون الميداليات لبريطانيا، وصفة "كاريبيين" عندما يخسرون.هذه الأمثلة توضح التوترات بين المركز والهامش داخل كل هوية، كما تشير إلى ديناميات وعمليات الاعتراف وسحب الاعتراف التي تشتغل بين المركز والهامش.

    تغيير الهوية:-
    مستنداً على نموذج ابتدعه توماس شيللنج، يحاول ليتين تفسير تحولات الهوية عن طريق "منظومات" السلوك وما يترتب عليها من "ميول". وتحدث منظومات السلوك عندما يتكون سلوك الناس أو أفعالهم مستندة إلى، ومدفوعة بتوقعاتهم لما يمكن أن يفعله الآخرون. وعندما تفكر أعداد كبيرة من الناس في المجموعة، أن أعضاءها الآخرين سيفكرون بطريقة معينة، وسيتصرفون وفق ذلك التفكير، فإن المجموعة"تميل" أو "تنتقل" فجأة من نظامها المعتاد قبل نمط السلوك الجديد، إلى نظام آخر جديد. ولتوضيح كيفية "ميل" المجموعات واستوائها يورد ليتين المثال التالي:" خذ حالة واحد أو اثنين من الأفرو –أمريكيين يشتريان منزلين بضاحية "بيضاء" مستقرة. فجأة تفكر العائلات البيضاء، وقد اندفعت كل منها بالخوف من أن تكون آخر أسرة بيضاء بالضاحية، في بيع منازلها. ولكن الأفرو أمريكيين هم وحدهم الراغبون في الشراء. وبسرعة خاطفة "تتحول" أو "تميل" الضاحية من بيضاء إلى أفرو- أمريكيين" .
    تتحول الهوية بنفس الطريقة، أي تستوي وتنتظم في سياق متخيل . ويعطينا ديفيد ليتين، في دراسته الميدانية للجالية الروسية بأستونا، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتقلص حدوده، مثالاً واضحاً على تحول الهوية. وقد قام بشرح الجهود التي بذلها الأفراد الروس، وقد وجدوا أنفسهم غرباء وسط مجتمعات كانوا يهيمنون عليها في يوم من الأيام، للتأقلم مع الواقع الجديد. وقد اجتهد الروس باستونيا للحصول على الجنسية الأستونية. فبدأوا يدرسون اللغة الأستونية التي لم يشعروا بضرورة دراستها قبل انهيار الاتحاد، إذ كان الأستونيون هم المجبرون على دراسة اللغة الروسية. ويستنتج ليتين أن رغبة هؤلاء الناس في الحفاظ على سلامة عائلاتهم، وفي تفادي الإبعاد، أعطتهم حافزاً لتحويل الهوية. وهذا بدوره يضع الأساس لصنع هوية أستونية لأحفادهم، وهذا يعني إنهم كمجموعة، يتحركون نحو "انقلاب" هويتهم .
    تعيش المجتمعات عادة في توازن. وفي هذه الحالات تشعر الجماعات أن العالم ثابت ثباتاً مطلقاً. حينها تكون الهويات بمأمن من الشكوك، ولا تكون هناك حوافز للتغيير، ويشترك الجميع في تصور ضمني لمن يكونون. وتضطلع النخب الثقافية والسياسية، لكل مجموعة،بإصباغ المعني على هذا التوازن، بإنتاج المعتقدات، والمحاذير، والمبادئ ، والأساطير والنظم الرمزية. في هذه المرحلة يمكن وصف المجموعة بأنها حققت ذاتها، أي إنها تعيش في انسجام مع بيئتها، وتري العالم بأم عينها. ولكن الحوادث والاضطرابات يمكن أن تزلزل التوازن، وتشيع عدم الاستقرار وسط الجماعة، وتقود إلى أزمة هوية، وتدفع بعض الناس إلى استكشاف هويات جديدة. في هذه الحالة غالباً ما تنقسم النخبة الثقافية والسياسية إلى أولئك الذين يحاولون الدفاع عن الوضع القائم، وأولئك الذين يحاولون خلق منظومة جديدة، تحقق توازناً جديداً .

    أبعاد الهوية :-
    ليس بمقدور أية نظرية منفردة، من النظريات التي تم تلخيصها فيما سبق، أن تفسر تعقيدات الهوية السودانية الشمالية، ولذلك تنشأ الضرورة لصياغة تركيبة منها جميعاً لتحقيق هذه الغاية. واستناداً إلى ما سبق، يمكن للمرء أن يضع اليد علي ثلاثة عوامل، تستطيع إذا ما تفاعلت مع بعضها البعض، أن تفسر كل هوية اجتماعية. العامل الأول هو تصور المجموعة لنفسها. العامل الثاني هو تصور الآخرين للمجموعة. العامل الثالث هو الاعتراف أو عدمه من قبل مركز الهوية بهذه المجموعة. إذا تفاعلت هذه العوامل الثلاثة بصورة منسجمة، أي إذا كان تعريف الناس لها مقبولاً و واقعياً.
    وإذا كان مركز تلك الهوية يمحضها اعترافه، حينها يقال أن تلك المجموعة تعيش في توازن. وهنا تتقدم النخبة الثقافية والسياسية لإعطاء هذا التوازن معناه، مزودا إياه بمنظومة من المعتقدات، والقيود، والمبادئ ، الأساطير والنظام الرمزي. ويحاول النظام الرمزي إشاعة الانسجام في كل العالم المحيط بهذه المجموعة أو بمعني آخر، يحاول جعل العالم كله يبدو وكأنما ينبثق من الذات الجماعية للمجموعة، أو كأنما هو بعد واحد من أبعاد هويتهم. في هذه المرحلة يمكن وصف المجموعة بأنها صارت ذاتها، وأنها ترى العالم بعيونها أصالةً. أحد الأمثلة على الكيفية التي يشتغل بها النظام الرمزي، هو الكيفية التي أعادت بها الثقافات الغربية رسم صورة المسيح لجعله شبيهاً بالانجلو –ساكسون. وقد حدث هذا رغم حقيقة أنه يهودي، ولم يكن له بأي حال ما الأحوال شعر أشقر ولا عيون زرقاء. ومع ذلك كانت إعادة التركيب والصياغة هذه ضرورية من أجل تحقيق الانسجام في هوية البيض، لأن الناس يدركون العالم بصورة افضل، عندما يعبدون آلهاً يشبههم، وليش آلهاً غريباً عنهم.
    ومن الجانب الآخر، إذا تفاعلت العوامل الثلاثة بصورة متناقضة، إي إذا كانت تصورات الناس لأنفسهم لا تنسجم مع الطريقة التي يعرفهم بها الآخرون؛ أو، وهذا أخطر الأمور؛ إذا كانت القوى المالكة لصلاحيات إضفاء الشرعية، لم تقبل تعريف الجماعة لنفسها، فإن هذه الجماعة توصف بأنها تعيش تناقضاً، وعدم انسجام. في هذه الحالة لا ينبثق النظام الرمزي من الذات الجماعية للجماعة، بل يكون مستعاراً في العادة من مركز الهوية التي تهفو إليها تلك الجماعة، وترغب أن "تكونها".
    هذه الشروط تعد المسرح لبروز تناقضات الهوية، ولزحف عدم الاستقرار إلى خلايا المجتمع، ولتفاقم أزمة الهوية حتى تسد عليه الأفق.

    أزمة الهوية:-
    يمكن لأزمة الهوية أن تحدث علي المستويين، الشخصي والاجتماعي. على المستوي الشخصي، تنشأ الأزمة عندما تحين لحظة إحداث التوافق بين التماهيات الطفولية وبين تعريف جديد وعاجل للذات، وأدوار مختارة لا يمكن النكوص عنها . يضاف إلى ذلك أن الهوية الشخصية تقوم علي جهد يستمر كل الحياة، كما يقول اريكسون، والفشل في تحقيقها يسبب أزمة ربما تكون لها نتائج مدمرة على الأفراد . أما على المستوى الاجتماعي، فتنشأ الأزمة عندما يفشل الناس، وهم يصنعون هوياتهم ، في العثور على نموذج يناسبهم تماماً، أو عندما " لا يحبون الهوية التي اختاروها أو اجبروا على تبنيها" ولأن الهويات الاجتماعية يتم تكوينها عادة " من التشكيلة المتاحة من التصنيفات الاجتماعية، فإن ظهور الخلعاء يكون حتمياً" . كذلك يمكن أن تحدث الأزمة عندما يسود الغموض نظرة الناس إلى هويتهم، أو يفتقرون إلى هوية واضحة . وفى حالة أخرى يمكن أن تنشأ أزمة الهوية عندما يكون هناك تناقض بين هوية الشخص ونظرة الآخرين إلى الهوية ذاتها. وأخيراً يمكن أن توجد أزمة الهوية إذا كان مركز الهوية، أي الجهة التي تملك صلاحيات إصباغ الشرعية، لا تعترف بادعاءات الهامش.

    20-02-2003, 01:07 AM

    Amjad ibrahim

    Registered: 24-12-2002
    Total Posts: 268
    Re: ازمة الهوية في شمال السودان وجهة نظر حق، عطبراوي و أ. سعاد ابراهيم و ال (Re: Amjad ibrahim)

    عوامل الأزمة في شمال السودان:-
    من ضمن العوامل التي تسبب أزمة الهوية في أية جماعة، يمكن وضع اليد علي ثلاثة عوامل، تنطبق على السوداني الشمالي. أولاً هناك تناقض بين تصور الشماليين لذواتهم، وتصورا ت الآخرين لهم. فالشماليون يفكرون في أنفسهم كعرب، ولكن العرب الآخرين لهم رأي أخر، فتجربة الشماليين في العالم العربي، وخاصة في الخليج، أثبتت لهم بما لا يدع مجالاً للشك، أن العرب لا يعتبرونهم عرباً حقاً، بل يعتبرونهم عبيداً. وقد تعرض كل شمالي تقريباً للتجربة المريرة بمخاطبته كعبد. يمثل عرب الشرق الأوسط، وخاصة عرب الجزيرة العربية، والهلال الخصيب، لباب الهوية العربية التي تهفو أفئدة الشماليين إليها، وتطمح للانتماء إليها. فهؤلاء "العرب الأصلاء الأقحاح" يحتلون مركز هذه الهوية، ويتمتعون بصلاحيات إضفاء الشرعية أو سحبها من ادعاءات الهامش. ويمثل الشماليون، من الجانب الأخر، الدائرة الخارجية من الهوية العربية، ويحتلون الهامش ويتطلعون إلى إدنائهم للمركز، كعلامة من علامات الاعتراف. سحب الاعتراف عن أية مجموعة من قبل الأخريات، وخاصة إذا كانت هذه الأخريات يمثلن مركز الهوية، يمكن أن يلحق أثراً مؤذياً بهذه المجموعة . وكما قال شارلس تيلور: "يمكن أن يلحق بالشخص أو المجموعة من الناس، أذى حقيقي، وتشويه حقيقي، إذا عكس لهم المجتمع الذي حولهم، صورة عن أنفسهم، تنطوي على الحصر والحط من الكرامة والاحتقار . وقد كان المركز أبعد ما يكون عن الاعتراف بالشماليين عندما سماهم "عبيداً" ، وأبقاهم بالتالي،إذا استخدمنا مصطلح تيلور، "على مستوى أدنى من الوجود" .
    العامل الثاني في أزمة الهوية بشمال السودان، يتعلق "بالغموض" حول الهوية. وقد وقف الشماليون وجهاً لوجه أمام هذه الظاهرة، خاصة في أوروبا وأمريكا ، حيث يصنف الناس حسب انتماءاتهم الاثنية والاجتماعية. ففي عام 1990 ، عقدت مجموعة من الشماليين اجتماعاً بمدينة بيرمنجهام لمناقشة كيفية تعبئة استمارة المجلس، وخاصة السؤال حول الانتماء الاثني. فقد شعروا أن أياً من التصنيفات الموجودة ومن بينها "ابيض ، أفرو- كاريبي ، أسيوي، أفريقي أسود، وآخرون " لا تلائمهم.الذي كان واضحاً بالنسبة لهم إنهم ينتمون إلى "آخرون" ولكن الذي لم يكن واضحاً هو هل يحددون أصلهم "كسودانيين، أو كسودانيين عرباً ، أو فقط كعرب؟ ".و عندما أثار أحدهم السؤال : لماذا لا نؤشر على فئة "أفريقي-أسود" ؟ كانت الإجابة المباشرة هي: "ولكننا لسنا سوداً" وعندما ثار سؤال أخر لماذا لا نضيف "سوداني وكفى؟ كان الجواب هو:" "سوداني" تشمل الشماليين والجنوبيين، ولذلك لا تعطي تصنيفاً دقيقاً لوصفنا" ولوحظت ظاهرة الغموض حول الهوية كذلك في الشعور بالإحباط والخيبة الذي يشعر به الشماليون، عندما يكتشفون لأول مرة، أنهم يعتبرون سوداً في أوروبا وأمريكا. وتلاحظ كذلك في مسلكهم تجاه المجموعات السوداء هناك. إطلاق كلمة اسود على الفرد الشمالي، المتوسط ، كانت تجربة تنطوي على الصدمة. ولكن الجنوبيين يرونها مناسبة للمزاح، فيقولون لأصدقائهم الشماليين : "الحمد لله، هنا أصبحنا كلنا سوداً " أو "الحمد لله، هنا أصبحنا كلنا عبيداً" . مسلك الشماليين تجاه المجموعات السوداء بهذه البلدان، شبيه لمسلكهم إزاء الجنوبيين. وغالباً يطلقون عليهم كلمة "عبد" وقد أشار واحد ممن استطلعت أراءهم، إلى الافرو –كاريبيين كجنوبيين .
    العامل الثالث من عوامل الأزمة يتعلق،" بخلعاء" الهوية، أو أولئك الذين لا يجدون موضعاً ملائماً داخلها. فالشماليون يعيشون في عالم منشطر، فمع إنهم يؤمنون انهم ينحدرون من " أ ب عربي" و" أم أفريقية" فإنهم يحسون بالانتماء إلى الأب الذي لا يظهر كثيراً في ملامحهم، ويحتقرون الأم، الظاهرة ظهوراً واضحاً في تلك الملامح. هناك انشطار داخلي في الذات الشمالية بين الصورة والتصور؛ بين الجسد والعقل، بين لون البشرة والثقافة، و بكلمة واحدة بين " الأم والأب". فالثقافة العربية تجعل اللون الأبيض هو الأساس والمقياس، وتحتقر اللون الأسود. وعندما يستخدم الشماليون النظام الدلالي للغة العربية والنظام القيمي والرمزي للثقافة العربية، فأنهم لا يجدون أنفسهم، بل يجدون دلالات وقيماً تشير إلى المركز. فالذات الشمالية كذات غائبة عن هذا النظام، ولا تُرى إلا كموضوع، من خلال عيون المركز، ومن هنا جاء " الخلعاء".

    آثار الهوية الهامشية على النفسية الشمالية:-
    لا شك إن هذا الموقع الدون، كانت له آثاره على نفسية الفرد الشمالي، فعندما أفاق هذا الفرد، على إن الخصائص المعيارية، المثالية، لهذه الهوية، هي البشرة البيضاء، والشعر الناعم المرسل، والأنف الاقني المستقيم، وجد أنه يفتقر إلى بعض هذه الخصائص والصفات، واستشعر الحاجة للحصول عليها أو التعويض عنها، فصار مفهوماً أن اللون كلما مال إلى البياض، كلما صار الشخص أقرب إلي المركز، وكلما صار ادعاؤه بالانتماء العربي أكثر مشروعية. وعندما تتعثر الاستجابة لشرط اللون، كما هو بالنسبة لأغلب الشماليين، يحاول الفرد أن يجد ملاذاً أو مخرجاً في الشَعْر، للبرهان على أصله العربي؛ فكلما كان الشَعْر ناعماً، كلما كان الشخص أقرب إلى المركز . وعندما يفشل المرء في امتحان الشَعْر هو الأخر، يحاول أن يجد ملاذه الأخير في شكل الأنف، وكلما كانت قريبة من المعايير العربية للأنف، كلما كان ذلك أفضل، إذ إنها، على الأقل ستكون شاهداً على أصل غير زنجي.

    إحساس باللون مصحوب بالحرج:-
    عندما يجد الفرد نفسه مفتقراً إلى ما يعتبره القسمات المعيارية، فإنه عادة ما يحاول التعويض عنها أو إكمالها. ولأن الزواج يعطي الأفراد فرصاً للتعويض والإكمال، فإن الفرد الشمالي المتوسط، يتطلع ويبحث عن الارتباط بآخر يكون قريباً من المثال في اللون والقسمات . فمثل هذا الاتحاد يعطي الفرد، رجلاً أو امرأة، فرصة للتعويض عن سواده )أو سوادها(، كما يعطيهما فرصة لتخليص أطفالهما منه. وفي دراستها الممتازة لقرية شمالية أطلقت عليها الاسم الوهمي "حفريات" توصلت جانيس بودي ،إلى مدى حدة وعي القرويين باللون. فقد عرفت منهم أن هناك تراتبية لونية،حسب الأفضلية "تتدرج من الأصفر، أي الفاتح،وتمر بدرجات أكثر دكنة تسمى "الأحمر" ، "الأخضر" ، و"الأزرق"" ثم تستطرد فتقول أن كلمة )أسود(" تستخدم دائماً للجنوبيين والأفارقة" .
    و مع إن هذا المقتطف من "بودي" يبرهن على أفضلية الألوان الفاتحة وسط الشماليين، إلا أن ترجمتها الحرفية للاصطلاحات اللونية الشمالية، مثل أصفر ، أسمر ، أخضر، وازرق ، ربما تسبب بعض التشويش، إذا لم تشرح. ومن أجل شرحها، سأعيد صياغة عبارات "بودي" على النحو التالي: اللون الأول من حيث الأفضلية هو الأصفر ، وهذا هو معناه الحرفي، ولكنه يستخدم مع الأحمر للإشارة إلى البياض. اللون الثاني من حيث الأفضلية هو" الأسمر" وهذا يعني حرفياً الميل إلى الحمرة، ولكنه يستخدم لوصف تشكيلة لونية تتراوح من الفاتح إلى الأسمر الغامض. وهذه التشكيلة تشمل في العادة تقسيمات مثل "الذهبي" ، "القمحي" ، و"الخمري". اللون الثالث هو "الأخضر" ، ويستخدم كبديل مهذب عن كلمة "اسود" عندما يستخدم في وصف الشمالي الداكن اللون .وأخيرا،ً وآخراً "الأزرق" ولكنه يستخدم بالتبادل مع "الأسود" أي لون "العبيد".
    إن الشمالي المتوسط ينظر إلي اللون الأسود كمشكلة تستوجب الحل. ومع أن الإناث يتعاملن معها مباشرة باستخدام الأصباغ، إلا أن الرجال يتعاملون معها بطريقة غير مباشرة أي الارتباط بأنثي فاتحة اللون . ولكن وبصرف النظر عن الشعور بالرضى الذي يوفره هذا الإجراء التعويضي والاستكمالي للفرد، إلا أنه يظل باقياً. ما يزال قدر كبير من القلق يفرزه الشعور الملازم للفرد بأنه يحمل معه أينما ذهب ذلك اللون الخطأ. ومن أجل مقاومة هذا القلق يجب توظيف ميكانزمات دفاعية ملائمة. وهنا يصبح اللون الأسمر هو المعيار، ويعطي اللون الأسود اسماً أخر. ولتفادي وصف الذات بأنها "سوداء"، ابتدع الوعي الجماعي الشمالي لفظة" أخضر" والتي كانت تستخدم أصلاً في وصف اللون الداكن للأرض. وبناء على ذلك، بينما يكون الشمالي الداكن اللون "أخضراً" ، فإن الجنوبي الداكن اللون بنفس القدر يسمي "أسوداً".
    وفي نقاشه لمفهوم اللون لدى الشمالي، يكتب فرانسيس دينق ما يلي:
    "يركز الكبرياء اللوني الشمالي على اللون الأسمر الفاتح للبشرة، ويعتبره المثال والمعيار بالنسبة للشمال، وبالتالي للسودان. إذا صار اللون "فاتحاً" أكثر من اللازم بالنسبة للسوداني، فإنه يصبح مهدداً باعتباره"خواجا" أو "أوروبي"، أو عربي من الشرق الأوسط، أو ، وهذا أسوأ الاحتمالات، اعتباره "حلبياً"، وهو اللفظ المستخدم لفئة الغجر، المعتبرة الأدنى قدراً من جميع الفئات ذات البشرة البيضاء. الوجه الأخر من العملة، هو بالطبع، النظر إلى الجنس الأسود كجنس أدنى، وهي حالة تلطفت العناية الرحيمة بإنقاذ المرء من براثنه. ومن هنا فإن العنصرية السودانية الشمالية، والشوفينية الثقافية، تنزل لعنتها في نفس الوقت بشديدي السواد وشديدي البياض .
    ومع أن ملاحظة دينق صحيحة بصورة عامة، إلا أنها تحتاج إلى كثير من الضبط.فأنا أعتقد إن "أحمر" أي "أبيض" هو المعيار اللوني النهائي للشمالي المتوسط، فهو يعتبر اللون المثالي للمجموعة الداخلية، أي مركز الهوية العربية. في حين لا يكون اللون الأسمر معياراً إلا على مستوي أدني، وإلا كآلية دفاعية، مجبرة على تبنيه كواقع لا مهرب منه. وعلى عكس الأبيض، فإن الأسمر ليس جيداً لمزاياه الخاصة، بل فقط كبديل للأبيض الغائب. ومع أن الأغاني الشعبية غالباً ما تتغنى بالنظرات الساحرة للحبيب الأسمر "أسمر يا ساحر المنظر" ، إلا أن النظام الدلالي المهيمن للثقافة العربية الإسلامية، يجعل اللون الأبيض هو المعيار والمثال،كما سنوضح أدناه. ولو كان الشماليون قد استطاعوا تطوير نظام دلالي شامل ومنسجم، يجعل الأسمر معياراً، لاستطاعوا حل الجزء الأكبر من أزمة هويتهم.
    ومع أن الشماليين يستقبحون اللون الفاتح جدا)أي الأحمر( ،واللون الموغل في السواد، إلا أنهما لا يستقبحان بنفس الدرجة. فالوصمة الاجتماعية اللاحقة باللون "الأسود" ترجع إلى إنه لون "العبيد". أما وصمة اللون "الأحمر" فتتعلق بكونه لون الحَلَب أو الغجر، فالحَلَب ، الذين ينظر إليهم كفئة منحلة أخلاقياً ومنحطة سلوكياً، يعتبرون فئة "منبوذة اجتماعياً" الصيغ الثقافية التي تزدري اللون الأسود شائعة بصورة مزعجة، وعميقة الجذور في الثقافة والأدب العربيين، عكس تلك التي تزدري اللون الأحمر، والتي هي شحيحة ولم تظهر إلا مؤخراً مع الغزو التركي للسودان. وقد جاءت هذه المقولات الثقافية الأخيرة نتيجة للبشاعات التي ألحقها الترك بالمواطنين، والتي جعلت الشماليين ينظرون إلى الأتراك كصور مجسمة للفساد، والشراهة والجبن. وجاءت الثورة المهدية ضد الأتراك، وانتصارها الساحق عليهم، لتكثف وتعمق من احتقارهم في عيون الشماليين. وهذه هي الفترة التي ظهرت فيها عبارة "الحمرة الأباها المهدي" ولذلك فإن اللعنة التي حلت باللون الأحمر، آخذين بالاعتبار هذه الحدود وهذا السياق، لم تكن مطلقة. والواقع أن الأحمر يعتبر بصورة جوهرية، سواء بالنسبة للثقافة العربية أو الثقافة السودانية المحلية، تجسيداً للجمال. ففي" قاموس اللهجة العامية في السودان" قال عون الشريف قاسم ما يلي حول اللون الأبيض:
    "إنهم )أي العرب (يسمون الفرد ذا اللون الأبيض "أحمر". فعائشة زوجة النبي كانت تسمى "الحميراء" (وهي تصغير أحمر) لأن لونها كان أبيضاً. وكان العرب يسمون الفرس والروم ، أيضاً حُمراً (جمع أحمر)، لأن ألوانهم بيضاء. ويقصدون اللون الأبيض حينما يقولون "الحسن أحمر" .
    وتوضح جانيس بودي كيف كانت نساء قرية "حفريات" ذوات وعي باللون. فبالنسبة لهن "اللون الأبيض نظيف، جميل وعلامة على قداسة كامنة"وقد أخبرنها مراراً وتكراراً أنها كامرأة بيضاء، تملك فرصاً أفضل منهن بمراحل، لدخول الجنة، إذا اعتنقت الإسلام. وأضفن أن فرصها أفضل من جميع السودانيين في دخول الجنة. وكانت الأسباب التي ذكرنها هي : "وذلك لأن النبي محمداً ابيض، وكل البيض من البشر أعلى شأناً لأنهم ينتمون إلى قبيلته البيضاء" .
    يضاف إلى ذلك ، أن احتقار الأحمر (أي الأبيض) يبقى فقط علي مستوى التنظير، ولا ينعكس في المسلك الاجتماعي للسوداني الشمالي. فعلى سبيل المثال أبدى الشماليون استعداداً للتزاوج مع البيض، سواء كانوا أوروبيين أو عرباً، ولكنهم عبروا عن تثاقل وصد في التزاوج مع السود، سواء كانوا جنوبيين أو أفارقة عموماً . وبصورة أكثر تحديداً، بينما لا يجد الشماليون حرجاً في تزويج بناتهم للفئة الأولى، إلا انهم لا يتصورون مجرد تصور تزويجهن من الفئة الثانية .

    الوعي المحرج بالهامشية:-
    يمكننا أن نلاحظ مظهراً أخر من مظاهر تأثير الهوية الهامشية على النفسية الشمالية في المسلك السياسي للطبقة الحاكمة الشمالية. فأول القرارات التي اتخذتها الطبقة الحاكمة الشمالية بعد الاستقرار هو الانضمام للجامعة العربية.
    ويخبرنا محمد أحمد محجوب: "سارعنا بالانضمام إلى الجامعة العربية مباشرة بعد إعلان الاستقلال" . ولأنها كانت واعية بموقعها علي هامش العالم العربي، رضيت هذه الحكومة بدور متواضع، ولم تتخذ موقفاً منحازاً في الصراعات العربية الداخلية، سواء مع الراديكاليين أو المحافظين . ومثله مثل أي كيان هامشي، يكاد السودان أن يُنسى تماماً في أوقات الهدوء والانسجام. ويعلمنا التاريخ انه فقط في أوقات الاضطرابات المصاحبة للحروب والانتفاضات، والتي تهز بعنف وتمزق النسيج الاجتماعي، يمكن للنساء والعبيد، كفئات مهمشة، أن ينعموا باعتراف المركز. ,على ذات النسق، فقط عندما كان العرب في قمة الشعور بالمهانة والإحباط ، نتيجة للهزيمة الساحقة التي ألحقتها بهم إسرائيل عام 1967، تذكروا السودان، وأدنوه من المركز، وسمحوا له أن يلعب دوراً حيوياً داخل الجامعة العربية. فحياد السودان، أو قل دور المتفرج الذي كان يلعبه، هو الذي أهله لاستضافة مؤتمر القمة العربية عام 1967. ويخبرنا المحجوب: "كانت الخرطوم هي الموقع الوحيد المقبول سياسياً لعقد المؤتمر، بالنسبة للمحافظين والمتطرفين من القادة العرب" ولكن ما لم يخبرنا به هو أن الهامش صار مكاناً ملائماً بالنسبة للمركز ليلعق جراحه في جنباته.

    منهج حمل المتاع:-
    المظهر الأخر لتأثير الهوية الهامشية هي ما يمكن أن نسميه منهج" حمل المتاع". فالهوية الهامشية ترنو دائماً إلى المركز كمصدر للإلهام الثقافي، والديني والسياسي، وكمجال للسياحة الفكرية. إنها ميالة لاستعارة المنتجات الفكرية للمركز، وليس متوقعاً منها أن تنتج أو تُعير. يقول شون أوفاهي:"السودان النهري الشمالي تفاعل دوماً مع مصر، أم تطلع عبر البحر الأحمر إلى الجزيرة العربية" فالرابطة الثقافية بين الشماليين والعالم العربي، كانت على وجه العموم طريقاً ذا اتجاه واحد، تنتقل فيه المنتجات الثقافية، من خارج الحدود الشمالية، عكس مجرى النيل، أو من الشرق عبر البحر الأحمر. ومن المثير للدهشة أن كل حزب في العالم العربي، تقريباً، له فرع في شمال السودان، فهناك حزب البعث العربي الاشتراكي، بجناحيه السوري والعراقي، وهناك الحزب الناصري، ومؤتمرات القذافي الشعبية، والحركة الوهابية السعودية، وحركة الأخوان المسلمين المصرية. كل هذه الحركات والأحزاب لها فروعها في السودان. وكانت ثورة 1924، والحركات الاتحادية مؤخراً، في الأربعينيات، والتي عملت كلها تحت الرعاية المصري، تهدف إلى تحقيق الوحدة السياسية مع مصر وبالنسبة للمركز، ليس الهامش سوى خواء ثقافي وسياسي، إن لم يكن سلة للنفايات، ينبغي ملؤها. وهذا هو السبب الذي يجعل مختلف فئات المركز تتسابق لملئه.

    التواؤم مع المركز:-
    علامة أخرى على تأثير الهوية الهامشية، على نفسية الفرد الشمالي، تتمثل فيما يمكن أن اسميه:"الميل للتواؤم". فمن الملاحظ أن أغلبية الشماليين الذين يعملون في أقطار عربية مختلفة يتبنون لهجات البلدان التي يجدون أنفسهم فيها. وحتى عندما يعودون إلى السودان، يكون الاحتمال كبيراً، أن تصبح هذه اللهجات، أو على الأقل بعض كلماتها وعباراتها، جزء من الذخيرة ا للغوية للشخص المعين. ومن الملاحظ أيضاً أن القلة من العرب الذين يجيئون إلى السودان لا يغيرون لهجاتهم حتى إذا مكثوا وسط السودانيين لعدة سنوات. بل إن الشماليين الذين يختلطون بهؤلاء العرب، في السودان، غالباً ما يعدلون لغتهم ولهجتهم حتى تتوافق مع لسان العرب الذين يعيشون وسطهم .

    الوعي بخفاء الهامش:-
    نسبة لأن الهامش يشعر بحالة من الخفاء، إزاء المركز، فهو محتاج دائما للإعلان عن نفسه. ولذلك فإن علامة أخري من علامات الهوية الهامشية للشماليين، هي تركيزهم المفرط علي الأصل العربي، فالشماليون، وخاصة نخبتهم، يرددون دائما أنهم عرب. فعبارات مثل : "أنا عربي ولدي شجرة نسب" ، أو "أنا عربي شئت ذلك أم أبيت" أو "نحن عرب العرب" أو "أنا عربي، قوميا وثقافيا" تتكرر دائما في خطاب النخبة السياسية والثقافية. وعلي عكس النخبة في العالم العربي، التي لا تحتاج لإثبات أمر واضح بذاته، يشعر الشماليون بالحاجة للتعويض عن عياب القسمات العربية بالكلمات العربية. وينظر المرء لهذه الظاهرة باعتبارها استمراراً للظاهرة القديمة التي كانت سائدة وسط الشماليين لكتابة شجرة النسب. فالظاهرتان تعكسان الشكوك العالقة بادعاءات الشماليين للعروبة.
    وتمثل كل هذه العلامات، شواهد علي أن الشماليين يعانون كل أعراض "عدم الاعتراف"، التي ناقشها شارلس تيلور في كتاب "سياسات الاعتراف"، وخاصة استبطان الدونية، "الحط من قيمة الذات"، و"الكراهية الخانقة للذات".

    20-02-2003, 01:09 AM

    Amjad ibrahim

    Registered: 24-12-2002
    Total Posts: 268
    Re: ازمة الهوية في شمال السودان وجهة نظر حق، عطبراوي و أ. سعاد ابراهيم و ال (Re: Amjad ibrahim)

    تكوين الهوية العربية الإسلامية في الشمال :
    السودان الشمالي الحالي هو موطن الثقافة النوبية التي ازدهرت لعدة آلاف من السنين قبل مولد المسيح، وهو موطن الممالك النوبية العظمى. وتقف الأهرامات حتى الآن في أرض النوبة، شاهدة علي عظمة الأمة النوبية. وفي القرن الثامن قبل الميلاد قامت المملكة النوبية باحتلال كل أرض مصر وفرضت سلطانها علي وادي النيل . وكانت مملكة النوبة لاعباً أساسيا في المسرح العالمي في العالم القديم، و أقامت الصلات مع عدة حضارات. وكما أوضح لويدس بنغاي "للسودان الشمالي حضارة قديمة مزدهرة، سابقة لحضارة مصر الفرعونية ولمجيء الإسلام. وكانت النوبة ذات علاقة مع كل حضارة ظهرت في مصر .. الإغريق .. الرومان .. العرب .. الأتراك والبريطانيين" .
    دخلت المسيحية إلي النوبة في القرن السادس، وحولتها إلى مملكة مسيحية، استمرت ألف عام. ومباشرة بعد ظهور الإسلام في القرن السابع، فتح المسلمون مصر، وطرقوا أبواب دنقلا عاصمة النوبة. ومع أن مقاومة النوبيين قد نجحت في إيقاف الزحف الإسلامي، إلا أنها لم تفلح في طرد العرب من الأراضي النوبية . وقد أدت حالة التوازن التي قامت بين الطرفين إلي الوصول إلي تسوية سياسية. وقد أبرمت معاهدة بين النوبيين والعرب عام 651 – 652 ميلادية، وتفسر هذه الاتفاقية تفسيرات مختلفة من قبل الكتاب المعاصرين. وبينما يراها بعض هؤلاء الكتاب في صالح العرب ، فإن آخرين يعتبرونها نصرا للنوبة . ولكن الحقيقة التي لا مراء فيها هي أن مملكة النوبة حققت ما لم تحققه مملكة أخرى في الزمان القديم، وهو إيقاف الزحف الإسلامي الذي كان لا يقاوم. كان المسلمون يقسمون العالم إلي دار الإسلام ودار الحرب. ولما بقيت النوبة وحافظت علي سلامة أراضيها كان علي المسلمين أن يخلقوا فئة ثالثة، لا هي دار إسلام ولا دار حرب، فأطلقوا عليها دار العهد. ومع أن الاتفاقية ضمنت سيادة النوبة لمدة ألف سنة تقريبا، إلا أنها فتحت المجال للعرب ليدخلوا بحرية من أجل التجارة، مما دشن عملية الأسلمة والتعريب، التي قادت في نهاية المطاف إلي انهيار المملكة.
    ومع أن الهوية العربية الإسلامية يمكن إرجاعها إلي دخول العرب السودان، إلا أنها ظاهرة حديثة نسبيا. فالقرنان الرابع عشر والخامس عشر، يعتبران فترة تغيير في السودان النيلي. فالحركات الاجتماعية وخاصة تلك الخاصة بالعرب والفونج، مصحوبة بالتطورات الاقتصادية والثقافية الوافدة من الأقطار المجاورة ، وفرت ظروفا مواتية لعمليات الأسلمة والانتماء إلي العرب. فالرحالة الذين جاءوا إلي مملكة الفونج في الربع الأول من القرن السادس عشر، وصفوا تكوينات أثنية شبيهة بتلك التي نجدها في سودان اليوم. فقد وصفت قبائل الشايقية والجعليين والرباطاب باعتبارهم برابرة، أي نوبيين شماليين، من قبل غيليود الذي زار مملكة الفونج عام 1523 . وقد وجد غيليود أن سكان المملكة ينقسمون إلي ست فئات أثنية وكانت هذه الفئات من الوضوح والتمايز بحيث لم يكن هناك فرد واحد لا يعرف إلي أي منها ينتمي . خمس من هذه الفئات صنفت حسب لون البشرة، بشكل أساسي. كان لون الفونج هو "الأزرق". "كان لونهم لو النحاس". حسب غيليود .. وكان العبدلاب قريبين في ألوانها وملامحهم من الفونج، إذا أستثنينا شعورهم الملتفة، وكان لونهم أخضر، (أي نحاسي غامق إلي أسود). أما البرارة، أي الجعليين والرباطاب والشايقية والدناقلة، فوصفوا بأنهم "خاطف – لونين"، أي خلطة من لونين. يقول غيليود "أفراد هذه الفئة نصف صٌفر ونصف خٌضر .. وفصيلة الدم التي نغلب عليهم هي تلك التي نجدها عند الأثيوبيين" أما لون العرب فوصف بأنه "أصفر" أي "أبيض" وقد قال عنهم مايلي :
    "هؤلاء هم الأقل اختلاطا من حيث الألوان، أنهم ينتمون إلي العرب البدو الرحل. شعورهم مرسلة. ولا يختلطون مع الفئات الأخرى إلا فيما ندر. ويسهل التعرف عليهم، ليس فقط من ملامح وجوههم، بل من نقاء الطريقة التي ما زالوا يتحدثون بها اللغة العربية".
    والمدهش أنه تحدث كذلك عن "العبيد" الذين جلبوا إلي سنار من الجنوب والغرب "أي جبال النوبة" . هذا هو علي وجه التقريب التصنيف اللوني الموجود حاليا.ومن المحتمل أن الفارق الوحيد أن الجعليين والرباطاب والشايقية، كانوا ما يزالون في القرن السادس عشر، يتحدثون لغاتهم النوبية. وقد استمروا يتحدثونها حتى أوائل القرن التاسع عشر .
    هذه الظروف هي التي غرست مكونات الهوية الشمالية في تربة الشمال. هذه المكونات هي اللغة العربية، مزاعم الأصول العربية، الإسلام، وتراث الرق. فسكان هذا الجزء من السودان أظهروا تعلقا خاصا بالعرب. وتدل الشواهد علي أنهم انتهزوا كل فرصة عابرة، سواء كانت هذه رابطة بعيدة، متخيلة، أو حتى ملفقة، للتماهي مع العرب وتبني لغتهم. الفونج يزودوننا بمثال واضح لانقلاب الهوية، الذي ربما يلقي لنا الضوء علي عملية التماهي مع العرب. ففي بداية مملكتهم، كان الفونج وثنيين، من الناحية الدينية، وكانوا يتحدثون لغتهم الخاصة، والتي كانت هي اللغة لرسمية للمملكة حتى القرن الثامن عشر. وكانوا يسيرون العدالة في محاكمهم وفق تقاليدهم الخاصة. وقد اعتنق ملكهم الأول، عماره دنقس، الإسلام اسميا، من أجل أهداف سياسية . وبعد ثلاثة قر ون من ذلك التاريخ، أي خلال القرن الثامن عشر، أقيمت العدالة علي أساس الشرع الإسلامي، وصارت الوثائق الرسمية تحرر باللغة العربية، والتي أصبحت هي اللنغوافرانكا للدولة . ليس ذلك فحسب، بل أعلن بادي الثالث، ملك الفونج، رسميا في خطاب إلى رعيته، أنه وقومه "ينحدرون من العرب، ومن الأمويين علي وجه التحديد" وقد أ صدر ذلك المنشور ردا علي حملة من الإشاعات، صاحبت تمردا في الأقاليم الشمالية، يدمغهم بأنهم "وثنيين من النيل الأبيض". وقد أختتم المنشور، الذي أٌرسل إلي دنقلا، بالعبارة التالية :" وما دمتم قد رأيتم الحقائق فلتخرس الألسنة، وعسي أن يتوخى العبد عزيز فضيلة الحذر في أحاديثه المؤذية" . وكجزء من هذه الأحاديث المؤذية هي "اتهامه" للملك بأنه ليس من أصل عربي فمع زيادة قوة التجار العرب، وانتشار الطرق الصوفية، وتعاظم نفوذ العلماء، سعي الملوك إلي الإبقاء علي نفوذهم القضائي المتداعي بدراسة الشريعة الإسلامية، ليتحولوا إلي "علماء" لهم مكانتهم المستقلة. ويقول سبولدنج أن الطبقة الحاكمة الفونجية "انضمت إلي العائلات الأرثوذكسية للتجار في نشر مزاعم الأصول العربية " بل أنهم" اكتشفوا حقيقة كانت مجهولة حتى ذلك الوقت وهي أنهم أمويون" وهكذا فإن انقلاب الهوية الذي حدث في القرن السادس عشر لخدمة أهداف سياسية، قد أكتمل في القرن التاسع عشر. وكما قال ديفيد ليتين : "ما يعتبره هذا الجيل مسألة عملية محضة، يعتبره الجيل الذي يليه أمرا طبيعيا."
    وإذا كان ملوك الفونج قد صاروا عربا بأمر ملكي، فإن قبائل الشمال النيلي قد ضمنت هذا الأصل المرغوب، لأنفسها، بطرق أخري. فقد كان هؤلاء قادرين علي كتابة أشجار نسبهم الخاصة والتي "كان من المعروف عنها أنه يتم تقفيها، مع القفزات والفجوات، حتى الجزيرة العربية، وفي الحالات التي يكون فيها الأصل السوداني بارزا سياسيا أو دينيا، فأنما تنسب الأصول إلي النبي محمد، وقبيلته قريش؛ وذوي قرباه، وأصحابه الأقربين".
    ومن الواضح أنه بالنسبة للنوبيين، وللفونج بعدهم، لم يعد العالم مستقرا. فالهويات القديمة حامت حولها الشكوك، والناس لم يعد بإمكانهم أن يكونوا أنفسهم .الحوافز لإجراء انقلاب في الهوية كانت قوية وكثيرة. والشروط قد اكتملت. وكانت نتيجة ذلك أن نوعيْ التماهي اللذين تحدث عنهما شيلر قد حدثا في نفس الوقت، ونقصد بهما الايديوباثي و الهيتروباثي.ويمكن ملاحظة حدوث التماهي الأيديوباثي في المناطق التي تلاشت فيها اللغات المحلية، وتم تبني العربية بدلا عنها. كما يمكن ملاحظة التماهي الهتروباثي في المناطق التي صمدت فيها اللغات المحلية.

    الخواص الأكثر وضوحا للثقافة العربية الإسلامية :
    في الفصل الماضي حاولت الإجابة علي ذلك الجزء من السؤال الذي يقول : لماذا تماهى الشماليون مع العرب؟ أو بمعني آخر، ما هي دوافع انقلاب الهوية الذي حدث لهم؟ وأحاول في هذا الفصل أن أجيب علي الكيفية التي تم بها ذلك. أي بمعنى آخر، ما ا لذي يسّر للشماليين، بل لشعوب عديدة عبر العالم الإسلامي، أن تتعلق بالأصل العربي؟ اعتقد أن هناك ثلاث خواص بارزة للثقافة العربية الإسلامية جعلت من الميسور تماما، للأفراد والجماعات، إدعاء الأصول العربية دون أن تواجه بتحدٍ جدي ومعلن من قبل مركز الهوية العربية.
    الخاصية الأولي هي التركيبة الأبوية للقبائل العربية. في هذا النظام ينسب الأطفال لإبائهم، ولا تلعب المرأة دورا يذكر في النسب، وذلك لأنها "حرث" الرجل و"ماعونه". ويترتب علي هذا المفهوم الذي يجعل الزوجة مزرعة لزوجها، أنها وإن حملت بذوره، إلا أن الحصاد حصاده هو، وليس حصادها. وهكذا فإن أي اختلاط للدم العربي، بخط النسب النوبي، يضع حدا لكل الأنساب النوبية قبل هذا الاختلاط، ولا فرق إذا كان هذا الاختلاط حقيقيا، أو متخيلا أو مفتعلا. وهكذا، وبناء علي الاعتقاد الشعبي الشائع في الشمال، كان الجد الذي تحدرت منه المجموعات الجعلية الكبرى في الشمال : أي الشايقية، الرباطاب والجعليين أنفسهم، هو إبراهيم جعل. عن هذا الجد المشترك، تحولت أنساب هذه المجموعات النوبية إلي الجزيرة العربية (إلي قريش) وارتبطت بالعباس عم النبي. ولكن هذا الإدعاء، وبناء علي بحوث مؤرخ كبير ينتمي إلي نفس هذه المجموعة "يصعب إثباته" .
    الخاصية الأخرى للمجتمع العربي الأبوي، هي أن القبائل القوية تكون لها دائما مجموعات تابعة، مثل الحلفاء والمستجيرين والعبيد، وغيرها من أنواع الارتباط. النظام التراتبي للقبيلة يستوعب كل هذه المجموعات في فئات اجتماعية مصنفة تصنيفا دقيقا، ويسمح لها بالانتساب إلى القبيلة رغم أنها تعرف مكانها جيدا. ويمكن للفرد الذي ينتمي إلي هذه الفئات الدنيا، أن يصعد إلي مرتبة أعلي بناء علي فضائله، أو اعترافا بأبوته، أو كليهما، كما يوضح مثال عنترة. هذه الخاصية جعلت من السهل علي العرب قبول الانتساب الشمالي، مع وضع الشماليين في فئة أدني من نظامهم التراتبي.
    الخاصية الثانية هي مفهوم النقاء، أو الطهارة في الإسلام. فالطهارة مفهوم مركزي للإيمان، ومع أنه يمكن تحقيقه من خلال عملية محددة للتطهير ، إلا أنه أيضا هبة من الله للرسول وآل بيته. يقول القرآن : "أنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" . وهكذا، كلما كان المرء قريبا إلي قبيلة النبي كلما كان ذلك أفضل، والأفضل من كل ما عداه هو انحدار المرء مباشرة من فاطمة بنت النبي. ولكن مع ذلك فإن قطرة من الدم العربي تكفي لتطهيرك وذريتك. ويلاحظ المرء أن الثقافة الغربية تقوم علي مفهوم نقيض تماما في هذا الشأن، حيث تكفي قطرة دم واحدة من السود أن تلوثك وتجعلك أسودا، حتى ولو كان لونك غالب البياض.
    الخاصية الثالثة هي العلاقة بين الإسلام واللغة العربية. فحقيقة أن الإسلام نزل علي نبي عربي، وأن الذين نشروه هم العرب، وأن اللغة العربية هي لغة القرآن، كل هذه الحقائق جعلت العرب أفضل الأمم في عيون الشماليين، وجعلت اللغة العربية، ليس فقط أفضل اللغات، بل جعلتها لغة مقدسة. ومع أن غياب العربية لم يمنع غير المتحدثين بها في العالم العربي، مثل تركيا وإيران والباكستان وحتى في السودان، من ادعاء الأصول العربية، إلا أن تحدث العربية كلغة للأم قد ثبّت أسطورة الأصل العربي لدي بعض الشماليين، وأمدهم ببرهان يسمي "لسانُ عربيُ مبين."

    عملية مستمرة :
    ومع ذلك فإن تشكيل هوية عربية إسلامية في الشمال هو عملية مستمرة. فالأتراك دفعها إلي الأمام عملية التعريب، وجاءوا بالإسلام التقليدي المدرسي، وسيروا، مع العرب والأوربيين والشماليين، حملات الاسترقاق، في أراضي القبائل التي لم تستعرب، وخاصة في الجنوب وجبال النوبة. وجاءت الدولة المهدية، وحلت محل الدولة التركية المنهارة، عام 1885، ودفعت بدورها عمليات التعريب والأسلمة. ولم تكن الدولة المهدية مختلفة عن الأتراك فيما يتعلق بحملات الاسترقاق. وعندما أستعمر البريطانيون السودان عام 1898، وضعوا القبائل المستعربة فوق القبائل الأفريقية السوداء. وقد وصف عالم الأجناس ك. سيلجمان، الذي دعمته حكومة الخرطوم الاستعمارية لدراسة الجماعات السكانية بالسودان، وصف القبائل الجنوبية بأنها "متوحشة" وقد تعامل البريطانيون باحترام شديد مع مجموعات الشمال المستعربة، كما عبروا عن احترام عظيم لهويتهم العربية-الإسلامية، وشجعوها. وقد ركزت السياسات التعليمية، بصورة أساسية، علي المجموعات المسلمة، التي تتحدث العربية، من الشمال الأوسط النيلي وقد كان المستفيدون من هذه السياسات التعليمية، من بين هذه الجماعات، أبناء الأسر البارزة : أسرة المهدي، والخليفة، وأسر أمراء المهدية، والأسر العربية "الراقية" . وفي السنوات الأولي من القرن العشرين، بدأت النزعات الوطنية تنشأ وتزدهر وسط الأجيال الشابة المتعلمة لهذه الأسر. "وقد صاروا يفتشون عن "السودانوية" في القصائد العربية، والمقالات، والأشكال الأدبية الأخرى، وصاروا يمجدون اللغة العربية؛ والتراث العربي، والدين الإسلامي، باعتبارها القيم الجوهرية لهذه الوطنية." .
    ونسبة لوعيهم بالتاريخ الطويل لمصطلح "سوداني"، والمعاني السلبية العالقة به، فقد أعطوه معني مزدوجا. فعلي أحد المستويين بقي لفظ سوداني كما كان دائما، أي مرادفا لـ"عبد". وعلي مستوى آخر أستخدم اللفظ "كمجال للانتماء الوطني" أي أنهم تعاملوا معه كإطار خاوٍ، حاولوا أن يملئوه بصورتهم الذاتية. وهكذا أصبح مصطلح "سوداني"، علي هذا المستوى، "علامة علي الهوية الوطنية التي تخصص قيمة عظيمة للثقافة العربية الإسلامية." ولذلك ومن وجهة نظر الجماعات الاثنية الأخرى، أن تكون سودانيا علي هذا المستوي يعنى أن تكون شماليا. يعنى "محاكاة أسلوب" أكثر عروبة "للحياة" واعتناق "أسلوب للحياة ظهر تاريخيا علي ضفاف النيل" وقد اتضح فيما بعد أن هذا التعريف كان محدودا جدا، وضيق الأفق وينطوي علي كثير من المشكلات. فهو استبعادي من جهة، واستيعابي من جهة أخري. فأولئك الذين لا ينطبق عليهم التعريف الجديد للفظ "سوداني"، أما أن يبعدوا من المجال السياسي، ماديا (بالانفصال)، أو سياسيا (بالتهميش)، أو تتم إعادة صياغتهم ليلائموا اللفظ (أي يصيروا شماليين). وكما لاحظت هيذر شاركي عن حق "إذ فشل في الاعتراف بالمساهمات الثقافية للسكان غير العرب وغير المسلمين، فإن برنامجهم الوطني نفر مجموعات كثيرة، بدلا من جذبها وإغرائها، وخاصة في الجنوب. أن الحرب الأهلية، التي ظلت تشتعل علي فترات منذ 1955، هي الثمرة المرة لهذا النوع من الوطنية." والثمرة الأكثر مرارة لهذا التعريف هي الجبهة الإسلامية القومية، التي استولت علي السلطة عام 1989، وشرعت في إزاحة "الخلعاء" عن طريق القوة الغاشمة.

    الثقافة العربية واللون الأسود :
    يقول عبده بدوي في كتابه "الشعراء السود وخصائصهم في الشعر العربي" ما يلي:
    "العرب يكرهون اللون الأسود، ويحبون اللون الأبيض. ويصفون كل شئ حسن (ماديا كان أو معنويا) بأنه أبيض. اللون الأبيض مصدر فخر للرجل، وخاصية جمالية بالنسبة للمرأة. البياض بالنسبة لهم علامة علي الشرف. ويمدح الرجل بأنه ابن امرأة بيضاء. والواقع انهم يفخرون بامتلاكهم النساء البيض كجوار لهم. ويطلقون علي الشعراء السود أغربة العرب، في تشبيه لهم بذلك الطائر البغيض الذي يعتبر سواده عادة علامة علي الشؤم."
    كراهية اللون الأسود نشأت من تجارب العرب مع الأفارقة. فالصورة النمطية للأفريقي الأسود، في الثقافة العربية أنه كريه الرائحة. ناقص جسدا وعقلا، ومنحرف عاطفيا. المثل العربي القائل : "الزنجي إذا جاع سرق، وإذا شبع زنا" يلخص هذه الصورة تلخيصا وافيا. وتمثل عبارة "يا ابن السوداء" قمة الإساءة التي يمكن أن توجه للرجل الأسود.

    قبل الإسلام :
    قبل الإسلام، لم يكن أبناء الرجل الأبيض من أم أفريقية يقبلون كأعضاء كاملي العضوية بالقبيلة، حتى ولو كانت القبيلة تعتمد عليهم في الحروب، كما توضح قصة عنترة، ويوضح بدوي كيف كان اللون الأسود عقبة كؤود أمام هؤلاء الشعراء. فدعوة أحدهم بالغراب كانت إساءة. يقول بدوي :
    "كانت هناك حساسية عالية بالألوان وسط الشعراء السود قبل الإسلام. وذلك لأنهم كانوا فئة مضطهدة وتعيسة. وكانوا يستبعدون، بقسوة أحيانا وبلطف أحيانا أخري، من دخول النسيج الاجتماعي للقبيلة. وهكذا عاشوا علي هامش المجتمع كفئة فقيرة وبائسة. ولم يكن يتم الاعتراف بهم إلا في ظروف الضرورة القصوى، كما نعرف من حياة عنترة. فبالرغم من أن هذا الشاعر كان حامي قبيلته، وكان صوتها الشعري السامق، إلا أن الطريقة التي ظلت تعامله بها قبيلته كانت تؤلمه وتثقل علي عقله. وقد علق به اسم "ابن السوداء" حتى عندما يكون عائدا من المعركة منتصرا"

    أثناء حياة النبي :
    مع أن الإسلام دعا لوحدة ومساواة بني البشر، رغم اختلاف ألسنتهم وألوانها "إن أشرفكم عند الله أتقاكم" إلا أن موقف العرب من السود لم يتغير أبدا. وقد قال النبي "لا فضل لعربي علي أعجمي أو لأبيض علي أسود، أو لأحمر علي أصفر، إلا بالتقوى". ولكن ذلك لم يمنع أباذر الغفاري، أحد صحابة النبي البارزين، من أن يدعو أخاه بلال بن رباح الصحابي الآخر الجليل ومؤذن الرسول، "بابن السوداء". وعندما سمع النبي بذلك وبّخ اباذر توبيخا شديدا حتى شعر أبوذر أن مجرد الاعتذار لبلال لا يكفي. ولذلك انطرح أبوذر أرضا، ووضع خده علي التراب، وطلب من بلال أن يطأ خده برجله، كعلامة علي التواضع والصغار .

    القرون الوسطي :
    وإذا كان ذلك هو الوضع إبان حياة النبي، الذي كان يدعو للمساواة بين المؤمنين، فمن الطبيعي أن مسلك العرب نحو السود سيسوء بعد وفاته. ويشير برنارد لويس إلى ذلك في الفقرة التالية:
    في الوقت الذي كان فيه الدعة الدينيون ينادون بالمساواة، وإن بعبارات غامضة، كانت حقائق الحياة تحكم بغير ذلك. فالتوجهات السائدة لم يكن يحددها الوعاظ ورواة التراث، بل كان يحددها المنتصرون ومالكو العبيد، الذين يمثلون النخبة الحاكمة في المجتمع الإسلامي. والاحتقار الذي كان يشعر به هؤلاء، تجاه العناصر غير العربية عموما، وتجاه السود علي وجه الخصوص، يتم التعبير عنه بآلاف الطرق، في الوثائق، والآداب والفنون التي وصلت إلينا من القرون الوسطى. هذه الآداب، وخاصة الشعبية منها، تصور (الرجل الأسود) في صور نمطية عدوانية : كشيطان في الأساطير، وكجنس متوحش في قصص الرحلات والمغامرات، أو كعبد كسول، غبي، كريه الرائحة، أبرص، في الحالات العادية. وشهادة الآداب أكدتها الفنون. ففي الرسومات واللوحات العربية والفارسية والتركية، كثيرا ما يظهر السوء، كشخصيات أسطورية شريرة في بعض الأحيان، أو كبدائيين يقومون بأعمال حقيرة، أو كمخصيين في القصور أو البيوت."
    ابن خلدون يرى أن السود معروفون بالهزل والطيش والعاطفية الزائدة وأنهم "يتصفون بالغباء أينما وجدوا". وهو يفسر هذا الغباء وحب الملذات بإرجاعه إلى "تمدد وشيوع الروح الحيوانية".
    أسطورة العهد القديم القائلة بأن السود هم أبناء حام، تبناها ووسعها بعض الكتاب العرب مثل ابن جرير . ولكن ابن خلدون لم يقبل هذه الحكمة السائدة في زمانه، بل حاول أن يتوصل إلي تفسير "علمي" لسواد الأفارقة يقوم علي حرارة الشمس .
    وفي وصفه لسكان خط الاستواء قال الدمشقي ما يلي:
    "خط الاستواء تسكنه أقوام من السود يمكن اعتبارها من الحيوانات المتوحشة. ألوان أجسادهم وشعورهم محروقة، وهم غير طبيعيين جسديا وروحيا. إن عقولهم تكاد تغلي من حرارة الشمس."
    ويسير ابن الفقيه الهمذاني على نفس المنوال. وقد اعتمد في رأيه علي نظرية يونانية جغرافية قديمة، تقسم الأرض إلى سبعة أقاليم عرضيه، حيث يمثل الإقليم الأول والسابع الحرارة الشديدة والبرودة الشديدة علي التوالي. ويفترض أن هذين النقيضين ينتجان متوحشين، بينما في الإقليم الأوسط، حيث اعتدال المناخ، يوجد الناس المتحضرون. وبالنسبة إليه فإن أهل العراق لهم "عقول راجحة، وعواطف حميدة، وطبيعة متزنة، وإنتاج غزير في كل الفنون، مع أطراف متناسبة متناسقة، ولون أسمر رقيق، هو أنسب الألوان وأصحها." ولكن الزنج الذين يسكنون الإقليم الأول وهم "مفرطون حتى درجة الاحتراق، ولذلك يجئ الطفل منهم أسودا، معتكراً، كريه الرائحة، ومفتول الشعر، بأطراف غير منسجمة، وعقول ناقصة وعواطف منحرفة." ويلاحظ جون هنويك أن تحيز الهمذاني ضد السلاف ينحصر في ألوانهم " البرصاء"، إلا أن عداءه للزنج يتخطى اللون ليصور "أجسادهم الشائهة"، "وعقولهم الضعيفة" و"روائحهم البخرة". وكان ابن خلدون يعتقد أن الأفارقة أقرب إلى الحيوانات منهم إلى البشر، وأنهم يأكلون لحوم البشر. فهو يقول : "خصائص شخصياتهم أقرب إلى الحيوانات البكماء .. أنهم يسكنون الكهوف، ويأكلون الأعشاب، ويعيشون في عزلة وحشية، ولا يجتمعون، ويأكلون بعضهم البعض."

    استجابات السود :
    في وجه هذه العداوة الصارخة، يمكن تصور نوعين من ردود الأفعال : المقاومة واستبطان الاحتقار. ففي الوقت الذي تصدي بعض السود لمواجهة هذه الآراء المتحيزة ضدهم، استسلم آخرون لمصيرهم التعيس، وصاروا يرون أنفسهم من خلال انعكاسها العربي. ولكن المقاومة نفسها أخذت طابعين : أحدهما رفض الصورة النمطية معلنا أن اللون الأسود هو اللون الجميل، والثاني قبل المرأى السائد بأنه قبيح، واعتذر عنه، وتغنى بالخصائص الإنسانية الأخلاقية. ويخبرنا عبده بدوي بما يلي :
    "نظر الشعراء إلى أنفسهم وإلى ذويهم كقوم مضطهدين، ومع أن هذا الشعور بالاضطهاد يختلف من قرن إلى قرن، ومن شاعر، إلا أن الرجل الأسود لم يتردد في أن يكون صوت احتجاج على الحياة من حوله وعلى مأساوية أوضاعه الشخصية. وسنرى فيما بعد (الشعراء السود) وهم ينفجرون في وجوه أولئك الذين يشيرون إلى سواد الوانهم، كما يشهد علي ذلك شعر "الشعراء الثلاثة الغاضبون" وهم الحيقطان، صنيج وعاكم (أوائل القرن الثامن). فبالنسبة لهؤلاء لم يكن يكفى أن يدافعوا عن أنفسهم فحسب. بل تراهم يفخرون بسواد ألوانهم، وبتاريخ قومهم السود والبلدان التي جاءوا منها، بل كانوا يهاجمون العرب بما كان هؤلاء يفخرون به.

    استبطان الاحتقار :
    المثال على استبطان الاحتقار هو نسيب الأكبر، الشاعر ذو الأصول النوبية. إن مسلكه شبيه بمسلك "أنكل توم" في الثقافة الغربية. فقد اختار ألا يواجه المجتمع بل يتواءم معه، ويقبل تحامله. وعندما تقدم ابنه لخطبة فتاة من عائلة مالكيه السابقين، والذين كانوا مستعدين للموافقة عليه، جاء نسيب وأمر بعض عبيده السود بجر ابنه من رجليه وضربه ضربا مبرحا. وقد ضرب العبيد ابنه ضربا شديدا. ثم رأى نسيب رجلا شابا من أصل نبيل، فقال لعم الفتاة "زوّج بنت أخيك لهذا الشاب وسأقوم أنا بدفع المهر." وهكذا لم يجد ابنه أهلا للزواج من فتاة نبيلة الأصل، بل ضربه ليعرف مكانه الصحيح. وتقول حكاية أخرى، أن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، طلب من نسيب أن ينضم إلى ندمائه، ولكن الشاعر اعتذر بأنه أحط من أن يستحق هذا الشرف وقال للخليفة:
    "يا أمير المؤمنين، لونى اسود، وقامتي عوجاء، ووجهي دميم، ولست أهلا لهذا المكان".
    وتقول قصة أخري انه كان يلوذ بالخفاء. كان يحب أن يخفى سواده عن مستمعيه، عندما طلب منه أن يلقى شعره على بعض النساء، حتى لا يجرح شعورهن. وقال في ذلك: "دعوني أقرأ من وراء حجاب. لماذا يردن رؤيتي. لونى أسود، وشِعري أبيض. دعوهن يستمعن لي من وراء حجاب."
    ويعطينا عنترة، الشاعر الفارس، مثالا آخر على استبطان الاحتقار. فكان يظهر كراهية لأمه الأثيوبية، زبيبة، باعتبارها المسؤولة عن سواده. وكان يراها تجسيدا للقبح. وكان يدعوها الضبعة، ويشبه رجليها بساقي النعامة، وشعرها بالفلفل الأسود .

    20-02-2003, 01:11 AM

    Amjad ibrahim

    Registered: 24-12-2002
    Total Posts: 268
    Re: ازمة الهوية في شمال السودان وجهة نظر حق، عطبراوي و أ. سعاد ابراهيم و ال (Re: Amjad ibrahim)

    المقاومة (1) :
    المثال علي المقاومة، على غرار المنهج الأول، نجده في أعمال الكاتب الكلاسيكي العظيم الجاحظ، الذي عاش ببغداد في القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي)، والذي كان هو نفسه أسود اللون. كان لا يفتأ يذكر العرب أن السود خلقهم الله، وأنه لا يمكن أن يكون صحيحا أن الله قصد تشويه خلقه، كما يعتقد العرب، قال :
    "لم يشوهنا الله بخلقنا سودا. فألواننا السوداء جاءت نتيجة أحوال البلاد (البيئة). والشاهد على ذلك أننا نجد السود بين القبائل العربية، مثل بنى سليم بن منصور الذين يعيشون بالحرّة. فكل سكان الحرّة سود، وحتى دببتها، ونعامها، وذئابها، وضباعها وبغالها ومعيزها وطيورها سوداء، بل إن هواءها نفسه أسود."
    وقد كتب الجاحظ "فخر السودان علي البيضان" وهو يمجد البشرة السوداء مشبها لها بالحجر الأسود المقدس، حجر الكعبة، فضلا عن عناصر الطبيعة الداكنة اللون والقوية، مثل التمر، الأبنوس، الأسود، النوق، المسك، الليل والظل . وبعد ثلاثة قرون أخري، سينهض كاتب بغدادي آخر، هو الجوزي، الذي عاش في نهاية القرن السادس الهجري (الثالث عشر الميلادي)، للدفاع عن السود. وقد كتب الجوزي "تنوير الغبش، في فضل السودان والحبش". وكان يمجد اللون الأسود، ويمدح فضل وأخلاق ونبل ملوك وملكات السودان وأثيوبيا، إضافة إلي صحابة النبي السود.

    المقاومة 2:
    المقاومة وفق المنهج الثاني، تقبل سلبية اللون الأسود، ولكنها تركز على الخصائص الأخلاقية والعقلية. والحجة هنا تتخذ الشكل التالي : "نعم نحن سود، ولكننا ذوو فضل. " الشاعر النوبي، سحيم عبد بنى الحساس يقول :
    " إن كنت عبداً فنفسي حرة كرماً أو أسود اللون إني أبيض الخلق

    ويقول أيضا :
    أتيت نساء الحارثيين غـــــــدوةً بوجهٍ براه الله غير جميل
    فشبهنني كلباً ولســـت بفوقــــــه ولا دونه إذ كان غير قليل

    وقال أيضاً :
    فلو كنت ورداً لونه لعشقنني ولكن ربي شانني بسواد"

    الشاعر خفاف بن ندبة، وهو شاعر أسود أيضاً، نسج على نفس المنوال. فهو يقبل حقيقة أن سواده سُبّة، ولكنه يفخر بصفاته كمحارب صعب المراس، يصفي حساباته مع من يذمونه في ميدان المعركة. يقول :
    أقول له والرمح يأطر متنه تأمل خفافـــــــاً أنني أنا ذلكــــــا
    ويقول :
    فجادت له يُمنى يديّ بطعنة كست متنه من أسود اللون حالكا
    سلك عنترة نفس الطريق. فهو يقول :
    ينادونني في السلم يابن زبيبة وعند صدام الخيل يابن الأطايب
    ويقول كذلك :
    فأنا الاسود والعبــــــد الذي يقصد الخيل إذا النقع إرتفع
    نسبتي سيفي ورمحي وهما يونساني كلما إشتدّ الـــفزع
    ويقول عن أمه :
    وأنا ابن سوداء الجبين كأنها ضبع ترعرع في رسوم المنزل
    الساق منها مثل ساق نعامـة والشعر منها مثل حب الفلفـــل
    ويتمنى لو أن عبلة تقبله علي "علاته"، أي سواده :
    لعل عبلة تضحى وهي راضية علي سوادي وتمحو سورة الغضب
    ولكن أعمال المقاومة الشحيحة هذه، لم يكن لها أثر أبعد من إثبات حقيقة الرفض. فالتحامل علي اللون الأسود صار أكثر حدة في الثقافة العربية الإسلامية، مع نمو الإمبراطورية، وانخراط العرب في اصطياد العبيد. وبمرور الزمن نشأ ارتباط بين العبودية والسودان، أي السود. وكما يكتب أكبر محمد، مع اتساع الإمبراطورية، "اختفت بشكل كامل تقريبا، وانهارت نزعات المساواة التي كانت سائدة علي عهد النبي، تحت ثقل التمدن، والتثاقف، والانقسامات الاثنية الداخلية، والمركزية العربية." وهذه النزعات تنعكس بصورة واضحة، وبأشكال لا حصر لها في الأدب العربي الكلاسيكي.
    لم يكن العرب، عادة، يخاطبون السود بأسمائهم، بل يخاطبونهم بكلمة "الأسود" أو "العبد الأسود". وعندما كان أحد الشعراء السود يلقى شعره أمام أمير أو خليفة فإن عبارة الإطراء عليه هي عادة: "أحسنت يا أسود". وكان الشعراء العرب يشعرون بالغضب والحسد عندما ينظم شاعر أسود شعرا جيدا. وكان رد فعلهم الطبيعي عندما يسمعون شعرا جيدا هو "وددت لو قلت هذا الشعر قبل هذا العبد الأسود." وكانت طريقتهم المفضلة في إغاظة زملائهم السود أن يقولوا لهم "قل غاغ"، أي قلّد صوت الغراب .
    وتعتبر قصائد المتنبي التي يسخر فيها من كافور الإخشيدي، حاكم مصر في العصور الوسطى، مثالا علي ذلك. فالمتنبي معروف بأنه أعظم الشعراء العرب موهبة علي مر العصور. وقد قصد كافور، العبد النوبي، الذي تحرر واستولى علي الحكم بمقدراته العسكرية والإدارية المتفوقة. وكان المتنبي يأمل في أن يتفضل عليه كافور بأمارة يحكمها. ونظم لهذا الغرض قصائد عديدة في مدح كافور. بل وصل إلى درجة مدح لونه الأسود وأعبره تجسيدا للجمال. ولما فشل في الحصول علي مبتغاه، كره كافورا، وفرّ هاربا من مصر، وبدأ حملة من التشنيع والهجاء ضد كافور. وقام بنظم قصائد في هجاء كافور، تعتبر من عيون الشعر من حيث خصائصها الفنية، وسماه "الأسود المخصي"، والزنجي الدميم. في كل هذه القصائد كان المتنبي يعيّر كافورا بلونه الأسود. ويقول في إحداها :
    وأسود مشفره نصفه يقال له أنت بدر الدجى
    وهو يسخر من المصريين أيضا، ويدعوهم مضحكة الأمم ، لأنهم يرضون بكافور حاكماً لهم. ويهجو كافوراً بسواده في أبياته المحفوظة عن ظهر قلب من قبل كثير من السودانيين ذوي الثقافة العربية:
    العبد ليس لحر صالح بـــــــأخ لو أنه في ثياب الحر مولود
    لا تشتر العبد إلا والعصا معــه إن العبيد لأنجاس مناكيـــــد
    إلي أن يقول :
    من علم الأسود المخصي مكرمةً أقومه البيض أم آباؤه الصيــــــــد
    أم أذنه في يد النخاس دامـــــــيةً أم قدره وهو بالفلسين مـــــــردود
    أولَى اللئام كويفير بمعـــــــــذرة في كل لؤم وبعض العذر تفنيـــــد
    وذاك أن الفحول البيض عاجزة عن الجميل فكيف الخصية السـود
    ومن المدهش أن الشماليين عندما يقرأون هذه القصائد، فانهم ينحازون إلى المتنبي وليس إلي كافور، رغم أن كافوراً كان رجلاً نوبياً، وبمعنى معاصر كان سودانياً شمالياً.

    المصادر الإسلامية ورمزية اللون :
    ذكرنا من قبل أن الثقافة العربية الإسلامية، في نظامها الرمزي، تجعل اللون الأبيض هو المقياس والمثال، وتذم اللون الأسود. وسواء في الشعر قبل الإسلامي، أو في القرآن، أو في الفقه الإسلامي الكلاسيكي، وفي الأدب القديم والمعاصر، يصور اللون الأبيض كرمز للجمال، والبراءة، والنقاء، والأمل .. بينما يمثل اللون الأسود نقائض هذه المعاني.
    ويحتوى القرآن نوعين من الخطاب، أحدهما واع باللون والآخر أعمى لونياً. أحدهما يمدح اللون الأبيض، ويذم الأسود، والآخر محايد لونياً حياداً كاملاً. الأمثلة على الخطاب الأول هو الآيات التالية:
    "يوم تبيضّ وجوهٌ و تسودّ وجوهٌ، فأما الذين اسودّت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون.وأما الذين ابيضّت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون." (آل عمران، آيات 106و107) ." ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسوّدة.أليس في جهنّم مثوى للمتكبرين"، (الزمر،آية 60). "وإذا بُشّر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظلّ وجهه مسودّاً وهو كظيم" ( الزخر، آية 17) .
    نماذج على الخطاب القرآني الثاني ، في هذه الآيات.التالية:
    "ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم،إن في ذلك لآياتٍ للعالمين" (الروم، آية 22) . "يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم.إن الله عليم خبير." (الحجرات، آية 13) . والأحاديث النبوية كذلك لها نفس الخصائص للمستويين المتوازيين للخطاب.نموذج المستوى الأدنى للخطاب مثل"أسمعوا وأطيعوا أولي الأمر منكم وان تأمّر عليكم عبد حبشي ..............".المستوى الأعلى من الأحاديث النبوية يبشّر بوحدة وتساوي الجنس البشري رغم اختلافات اللون، اللغات،والعادات. نموذج لذلك"كل الناس سواسية كأسنان المشط"، و"كلكم لآدم وآدم من تراب".
    في التعامل مع هذين النوعين من الخطاب، تبنيت فكرة محمود محمد طه، حول ثنائية الخطاب القرآني. فطه يعتقد أن القرآن يحتوي مستويين من الخطاب، أدنى وأعلي، خاص وعام، زمني وخالد. المستوى الأدنى يعكس، بدرجة ما، القيم العربية المحددة، والأيديولوجيا والثقافة الخاصة بالقرن السابع. وهو محدود تاريخياً، ولذلك، يعكس ويستوعب بعض نقائص العرب وأهوائهم. أما النوع الأعلى، فيعكس القيم الإنسانية ويرمي، بالتالي إلي رفع العرب، وكل المسلمين، إلي مستوى هذه القيم الإنسانية الشاملة. المستوى الأدنى نسخ المستوى الأعلى . ومشكلة المسلمين هي أنهم ينظرون إلي هذا النسخ كظاهرة أبدية وغير قابلة للمراجعة. ولكن طه، من الجانب الآخر، يقول أن هذا النسخ ليس أبديا ولا نهائيا، ويحث المسلمين على الارتفاع من المستوى الأدنى إلي المستوى الأعلى، بعكس عملية النسخ، وإحداث بعث جديد على هذا الأساس .
    وكما أوضحنا بالنوع الأول من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، فإن اللونين الأبيض والأسود يستخدمان كرمزين للخير والشر، للحظ السعيد والحظ السيئ، للسعادة والشقاء. هذا المستوى الانتقالي للقرآن والسنة، يعكس تحيز العرب ضد السود، ويجعل اللون الأبيض هو اللون الصحيح. وعلى أساس هذه الحجج التي سقناها، يمكن للمرء أن يقول أن هناك علامات ظاهرة توضح أن الثقافة العربية الإسلامية، في مجراها الرئيسي، تنظر إلي نفسها كثقافة بيضاء.

    الاغتراب عن الذات :
    الهوية الثقافية العربية هي انعكاس خارجي للنفس العربية. أنها تعكس تصورهم للعالم، وهو تصور لابد أن يكون مختلفا عن تصورات الآخرين للعالم، وذلك لأن الناس يفهمون العالم من خلال الثقافة وليس من خلال الطبيعة. إن اللغة العربية تعكس العالم كما تراه العيون العربية، وذلك لان هناك علاقة قوية بين الكلمة والعالم word & world))، وبين الخطاب والكون. فالكلمات هي التعبيرات اللفظية عن محتويات الكون. وفي تحليلاته النفسية للثقافات الغربية توصل لاكان إلي أن الثقافات الغربية واللغات الغربية، تتميز بالذكورة. وعندما تستخدم النساء هذه الثقافات، لا يستطعن أن يكن فاعلات كنساء. وعندما يتحدثن فإنما يتحدثن لغات مذكرة. ولا يستطعن، بالتالي، في إطار البنية القائمة لهذه اللغات، أن يحققن رغباتهن ككائنات متحدثة . ويوضح لاكان كذلك كيف يدخل الطفل إلي عالم اللغة من خلال "رمزيتها الاجتماعية" وتحدث هذه العملية بالتماهي مع الأب والاغتراب عن الأم. وككائن متكلم فإن الطفل "ينمو داخل عالم الأب ".
    يمكن إثارة نقطة مشابهة في علاقة الشماليين باللغة العربية. فعندما يدخل الطفل الشمالي عالم اللغة العربية، فهو أو هي، يدخل في عملية التماهي مع الأب العربي، والاغتراب عن الأم الأفريقية، ولكن الشماليين يشعرون بالوجود الظاهر للأم في جلودهم ووجوههم، وكما أوضح فرانسيس دينق : "ولا يحتاج الأمر إلي عالم متخصص في علم النفس الاجتماعي، لاستنتاج أن هذا الاحتقار لبعض العوامل الظاهرة في ملامح الوجه، لا بد علي مستوى ما من مستويات الوعي أن يسبب لصاحبه درجة من التوتر والتشويش" . ولكن طريقة الشماليين في التعامل مع هذا التوتر والتشويش، تعتبر متفردة نوعا ما. فبدلا من محاولة إعادة صياغة وتدجين اللغة لتناسب ملامحهم، فانهم يخترعون صورة خيالية لوجوههم لتلائم اللغة. ولذلك يتفادون استخدام كلمة "أسود" لوصف أنفسهم، ويصرون إصرارا مبالغا فيه علي أصلهم العربي". ويحدثنا أحمد الشاهي الذي درس قبيلة الشايقية قائلا : "من الوقاحة أن تصف الشايقي بأنه أزرق (أسود)، حتى ولو كان لونه كذلك، لأن هذا الوصف يساويه بالعبد."
    ومن الأمثلة الصارخة علي وجود هذا التوتر، هذا المقتطف من خطبة للشريف زين العابدين الهندي، أحد القادة السياسيين البارزين في الشمال. فقد قال :
    "أنا عربي. وأعرف أنني عربي. ولا يستطيع أحد أن يناقشني في ذلك. فأنا أملك شجرة نسب. فأنا فلان بن فلان بن محمد رسول الله. ولكن، من الجانب الآخر، يستطيع أي فرد أن يشير إلي أفريقيتي. فقد جئنا (نحن)، واختلطنا (معهم)، والنتيجة هي هذه (الخِلَقْ) القبيحة التي صرنا عليها."
    "نحن" في المقتطف تشير إلي العرب، و"هم" تشير إلي الأفارقة النوبيين، و"هذه الخلق التي صرنا عليها" تشير إلي الحاضر، إلى الشماليين الموجودين الآن. والعبارات تعبر عن التماهي مع "الأب"، والاغتراب عن الأم "هم" وكراهية الذات (هذه الخلق التي صرنا عليها). هذا هو المثال الأكثر فصاحة لمفهوم دوبوا عن الشخص الأسود الذي "يرى نفسه من خلال عيون العالم الآخر، والذي يزن روحه في ميزان يبخسها ولذلك ينظر إلى هذه العملية باستمتاع يختلط بالاحتقار والشفقة." ويعتبر تماهي الشماليين، مع المتنبي، في هجائه لكافور، النوبي، مثالا آخر علي تكوين نفسي منحرف.
    تشعر النخبة السياسية والثقافية الشمالية، بالحاجة لترداد أنها عربية. ويشعرون بالضيق من كلمة "السودان". وقد قال الطيب صالح، الروائي ذو الصيت العالمي، ما يلي :
    "تمنيت لو أن قادتنا سموا هذه البلاد سنار. ربما يكون السبب وراء عدم استقرار هذا البلد أن اسمه (السودان) لا يعنى شيئا بالنسبة لأهله. فما السودان؟ مصر هي مصر، واليمن هو اليمن، والعراق هو العراق، ولبنان هو لبنان. ولكن ما السودان؟ فالاستعماريون أطلقوا هذا الاسم علي المنطقة التي تمتد من أثيوبيا في الشرق وحتى السنغال في الغرب. الأمم الأخرى أطلقت علي أوطانها أسماء تعنى شيئا بالنسبة لها، وتركنا وحدنا نحمل هذا العبء علي أكتافنا.
    كراهية السواد تنبع من التماهي مع العرب، وتبنى منظورهم للعالم. وهذا الاقتراح بتغيير اسم البلاد ليس جديدا، فقد ظهر مباشرة بعد الاستقلال. والسبب الأساسي وراء الاقتراح هو معنى الاسم وإيحاءاته. فكلمة (سوداني) يستخدمها الشماليون كمرادف لكلمة (أسود) وكلمة (عبد). وهذه الكلمات تستخدم للدلالة علي العبودية أو الأصل العبودي، أي لأولئك الذين ينتمون لجماعات غير عربية مسلمة ، سواء من الجنوب أو جبال النوبة. بالنسبة للشمالي أن تكون سودانيا يعني أن تكون أسودا، وأن تكون أسودا يعني، بدوره، مستوي اجتماعيا أدنى، وأصلا أدنى. ويتفق أغلب الباحثين الذين درسوا السودان، مثل هيذر شاركي وأحمد شاهي، أن وصمة (السواد) متأصلة في تراث الرق، خاصة وأن كل الأسر الشمالية تقريبا، في منطقة الوسط النيلي، كانت مالكة للعبيد . ومع أن هذا صحيح، إلا أنني أعتقد أنه لا يمثل كل الحقيقة. فهناك مستوى أعمق تجد فيه وصمة (السواد) أصولها، وهو الثقافة العربية، التي تحتقر السود، كما رأينا من قبل. فالشماليين لم يدجنوا الثقافة العربية، واللغة العربية والقيم العربية، بل استبطنوها جميعا. وهذا هو السبب في كونهم يرون العالم من خلال العيون العربية، رغم المفارقات، ورغم ابتذال الذات المترتب على هذه النظرة. ومن الملاحظ بصورة عامة، أن الشمالي كلما تبحر في اللغة العربية والأدب العربي، كلما بالغ في تأكيد أصله العربي، وكلما أمعن في كراهية (السواد) وكلمة (سوداني). ويحدثنا خالد حسين أحمد عثمان أن أعضاء جمعية "أبو روف" (رفضوا بعد الاستقلال، أن يقدموا لاستخراج الجوازات، لأن الفرد منهم كان مطالبا بتسجيل أسمه كسوداني قبل أن يحصل علي الجواز) ولذلك فإن عبارة الطيب صالح تعبر عن تجديد لرغبة شمالية قديمة للتخلص من لعنة اسم (سوداني). ولو أخذناها مقروءة مع ما قاله الهندي، لوضعنا أيدينا علي الرغبة لهروب المرء من جلده، أو تبييضه، من خلال الخطاب، ليشبه جلدا عربيا. ويصيب دينق عين الحقيقة عندما يفسر نزعة السودانيين الشماليين للمبالغة في أصولهم العربية والإسلامية، ونظرتهم للسود كعبيد بأنها "عقدة نقص عميقة، أو علي العكس من ذلك، عقدة تفوق مستخدمة كأداة تعويض لهامشيتهم العربية الواضحة."

    خاتمة :
    ذكرنا أن الشماليين يؤمنون بأنهم ينحدرون من أب عربي وأم أفريقية، وأنهم يتماهون مع الأب ويرفضون الأم. وبالنسبة للشمالي المتوسط، فإن الأم تمثل الجنوب داخله، وما لم يقبل الشمالي أمه، ويتماهى معها، فإنه لن يقبل الجنوبي كند له. إن الاعتراف بالمكون الأفريقي داخل النفس الشمالية، بعد النكران الطويل، وتحرير الأم الأفريقية المقموعة داخل أنفس الشماليين، هي الشروط الضرورية لقبول الجنوبيين اجتماعيا من جانب الشماليين، والاعتراف بهم كأنداد، رغم الاختلافات القليلة القائمة.
    يمكن لمشكلة الحرب أن تحل عن طريق انفصال الجنوب عن الشمال. ربما يكون في ذلك حل لمشكلة الجنوب مع الشمال، ولكنه لن يحل أزمة الهوية الشمالية. ومن الواضح أن أزمة الهوية في الشمال قد وصلت إلى قمتها، وبدأ التوازن يختل من جديد. وقد طرحت التساؤلات حول الهوية وعلي الشماليين أن يختاروا : أما أن يتشبثوا بالهامش، أو يخلقوا مركزا خاصا بهم، أن يستمروا كعرب من الدرجة الثانية، أو سودانيين من الدرجة الأولي. وثمة انشطار بين الفَعَلة السياسيين والثقافيين، بين أولئك الذين يسعون لإنشاء هوية سودانية جديدة، تمكن الشماليين من رؤية العالم بعيونهم، وأولئك الذين يدافعون عن الوضع القائم. ولكن زعزعة الهوية القديمة هو المنطلق لإنشاء الهوية الجديدة، وفضح تناقضات هذه الهوية القديمة هام لعملية الزعزعة المقصودة. وهذه هي المهمة التي تصدت لها هذه الورقة.

    20-02-2003, 01:13 AM

    Amjad ibrahim

    Registered: 24-12-2002
    Total Posts: 268
    Re: ازمة الهوية في شمال السودان وجهة نظر حق، عطبراوي و أ. سعاد ابراهيم و ال (Re: Amjad ibrahim)

    المصادر
    مصطلح "شمال السودان" لا يعني هنا الشمال الجغرافي، بل الشمال الأيديولوجي بالأحرى، والذي تنحصر محدداته الجغرافية بشمال السودان المسلم، العربي، الناطق باللغة العربية، والمتمركز بالوسط النيلي.
    كلمات أوديب في مسرحية سوفوكليس.
    راجع خطاب د.جون قرنق للجنة حقوق الإنسان بجنيف، في 24 مارس 1999، المنشور من قبل مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، يوم 27 مارس 1999.
    فرانسيس م.دينق: حرب الرؤى: تناقضات الهوية في السودان (واشنطون دي. سي. معهد بوكينغز 1995).
    مصدر سابق، 4.
    فيليب بابكوك قوف، Language Unabridged (لندن، جي . بيل وأولاده ليمتد 1959).
    ديفيد ليتن، " A Theory of Political Identities”, in Identity in Formation: the Russian Speaking Population in the Near Abroad, (Ithaca & London: Correll University Press, 199.
    ديفيد ل. سيلز : International Encyclopedia of Social Sciences, ed. (The Macmillan Company & the Free Press, 196, 7, 61.
    مصدر سابق.
    موريس ر. ستاين، آرثر فيرديتش، وديفيد م. هوايت، (نيويورك، فري بريس 1960) Identity & Anxiety,eds.
    Laitin: A Theory of Identities, 13.
    مصدر سابق، 20.
    دينق، حرب الرؤى، 1.
    Julius Ground & William L. Kolb (ed) A Dictionary of Social Science, London: Tavistok Publication 1964, 314.
    سيجموند فرويد : تفسير الأحلام، The interpretation of Dreams, trans. J. Starchy, (London: Allen & Unwin, 1945), 150.
    J. P. Seward, “Learning Theory and Identification”, Journal of Genetics Psychology, 84, (1954), 202.
    Sigmund Freud, Group Psychology and the Analysis of the Ego, trans. J. Starchy, (London : The International Psychologists Press, 1922) 65.
    M. Scheler, The Nature of Sympathy (London: Routledge & Kegan Paul, 1945), 18, 19.
    Laitin, “A Theory of Identities”.
    مصدر سابق، 14.
    Erik H. Erikson, Identity: Youth and Crisis, (New York: Norton, 196, 19-23.
    H. M. Johnson, Sociology: A Systematic Introduction, (New York: Harcourt, Brace, 1960), 128.
    Laitin: “A theory of Political Identities”.
    George A. De Vos, “A Psycho-cultural Approach to Ethnic Interation in Contemporary Research”, in Marthsa E. Bernal and George P. Knight, ed. Ethnic Identity: Formation and Transmission among Hispanic and other Minoroties, (Albany: State University of New York Press, 1993), 235-68.
    ليتين A Theory of Identities
    مصدر سابق، 18.
    Charles Taylor, “The Politics of Recognition”, in Amy Gutmann, ed., Multiculturalism Examining the Politics of Recognition, (Prinston, New Jersey, Prinston University Press, 1994), 25.
    Laitin, “A Theory of Political Identities”, 21.
    سابق.
    سابق، 23.
    سابق، 22.
    سابق، 23.
    سابق.
    Erikson, Young Man Luther, New York: Norton, 1958.
    Erikson, Identity: Youth and Crisis, 19-23.
    Laitin, “A Theory of Identities”, 17 - 18.
    سابق.
    تيلور The Politics of Recognition.
    سابق 25.
    سابق.
    حضر الكاتب هذا الاجتماع بعد صلاة الجمعة عام 1990 بقاعة مارتن لوثر بجامعة آستون ببيرمنجهام. وكان أغلب الذين حضروا الاجتماع من أعضاء الجبهة الإسلامية القومية.
    كثيرون ممن أجابوا على أسئلتي اعترضوا على عنوان بحثي وقالوا أن الشماليين ليسوا سودا، بل سمر، اتهموني بأني واقع تحت تأثير المفهوم "الغربي" للون.
    تقول النكتة السودانية أن أحد الشماليين من ذوي اللون الأسود، والشعر الناعم المرسل، أستقل سيارة تاكسي، وأخذ يتجاذب أطراف الحديث مع صاحب التاكسي ..........
    الشاب في الشمال غالبا ما يبحث عن فتاة بيضاء أو فاتحة اللون، شعرها ناعم وطويل. والفتيات أيضا يفضلن الفتيان ذوى الألوان السمراء والبيضاء.
    Janice Boddy, Wombs and Alien Spirits, Women, Men, and the Zar Cult in Northern Sudan, (Wisconsin : The University of Wisconsin Press, 1989), 64.
    ربما يكون استخدام الشماليين لكلمة "أخضر" أثرا من آثار الثقافة العربية. العرب القدماء كانوا يستخدمون كلمة "أخضر" لوصف الأفراد ذوي الأصل النبيل ، الموثوق ، والذين جاءت ألو انهم، لسبب من الأسباب، سوداء. مثالي علي ذلك الفضل بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. ويقال أنه أخذ اللون الأسود من جدته. وقد قال عن نفسه : "أنا "الأخضر" لمن يعرفونني، لونى أخضر ولكنني ابن بيت عربي نبيل. (راجع عبده بدوى : الشعراء السود وخصائصهم في الشعر العربي، القاهرة 1973) 93.
    استخدام المستحضرات الكيماوية والكريمات لجعل الألوان "فاتحة" شائع وسط الفتيات في الشمال. وقد أصبحت الآثار الجانبية لهذه الأصباغ مصدر قلق في الصحف المحلية، ووسط مجموعات الحوار السودانية علي الأنترنت. للإطلاع على وصف تفصيلي للأساليب المستخدمة من قبل العرائس في الشمال لحبل بشرتهن ناعمة و"فاتحة" راجع : Boddy : Wombs & Alien Spirits 64 - 65
    دينق : حرب الرؤى. ص5
    احمد الشاهى : “Proverbs and Social Values in a Northern Sudanese Village”, in Ian Cunnison and Wendy James ed., Essays in Sudan Ethnography, (London: C. Hurst & Company, 1972),97.
    عون الشريف قاسم : قاموس اللهجة العامية في السودان (القاهرة 1985) 298.
    Boddy, Wombs & Alien Spirits, 64.
    من الملاحظ أن كل الباحثين الشماليين الذين درسوا مبكرا بالغرب، والذين تزوجوا من نساء أوربيات أو أميركيات، تزوجوا نساءً بيضاً. لا أعرف شخصيا، ولا يعرف أي ممن أجاب علي أسئلتي، حالة واحدة لواحد منهم تزوج امرأة سوداء. وحتى بين الأجيال الشابه، تزوجت الأغلبية الساحقة منهم نساء بيضا، وقليلون جدا من ارتبطوا بنساء سود.
    نسبة لأن الزواج بين النساء المسلمات والرجال غير المسلمين محظور في الإسلام، يقبل الشماليون الإعلان الأسمى للإسلام من قبل الأوربيين، قبل أتمام زواجهم ببناتهم.
    محمد أحمد محجوب: الديمقراطية في الميزان، تأملات في السياسة العربية والأفريقية، (Cheshire: Andre´ Deutsch, 1974), 59.
    تمتد هذه الفترة من الاستقلال عام 1956 وحتى مايو 1969. خلال هذه الفترة كانت العروبة، هي الهوية والأيديولوجية غير المعلنة للحكومات. ولكن، ومنذ مايو 1969، اتخذت الحكومات هويات "اشتراكية" ثم "إسلامية"، وبذات تنحاز إلى حلفائها في العالم العربي على هذا الأساس. من أجل مناقشة واسعة لسياسة السودان الخارجية، خلال هذه الفترات راجع منصور خالد:
    Nimeiri & the Revolution of Dismay, (London: Boston Routledge & K., 1985); The Government they Deserve: The Role of the Elite in Sudan Political Evolution, London/ New York: Kegan Paul International 1990).
    محجوب : الديمقراطية في الميزان، 136.
    R. S. O ‘Fahey, Arabic Literature of Africa, the writing of Eastern Sudanic Africa to c. 1990, (Leiden, New York, Koln, E. J. Brill, 1994), xi.
    لمزيد من المعلومات حول جمعية اللواء الأبيض لعام 1924، راجع يوشيكو كوريتا : على عبد اللطيف وثورة 1924، بحث في مصادر الثورة السودانية، ترجمة مجدي النعيم (القاهرة، مركز الدراسات السودانية 1997) ولمزيد من المعلومات حول الحركة الإتحادية راجع : م. خالد : ;The Government they Deserve ومحجوب : الديمقراطية في الميزان.
    مع أنني لم أطلع علي أية دراسة حول هذه الظاهرة، إلا أنها واسعة الانتشار.
    الشريف زين العابدين الهندي.
    عبد الله الطيب: رابطة الدراسات السودانية، جامعة درام 1990.
    صلاح أحمد إبراهيم، شاعر معروف.
    الصادق المهدي، مقابلة: مسارات جديدة، القاهرة 1998. ص171.
    محمد عمر بشير:Revolution and Nationalism in the Sudan, (Bames and Noble, 1974), 2-3
    Lloyd A. Binagi, “The Genesis of Modern Sudan: An Interpretive Study of the rise of Afro-Arab Hegemony in the Nile Valley, A.D. 1260-1826”, Ph.D. Dissertation, (Temple University, 1981), 3-4.
    عبد الفتاح إبراهيم السيد بدُر: Sudanese – Egyptian relations, (The Hague: Martinus Nijhoff, 1960), 17.
    سابق.
    William Y. Adam, Nubia Corridor to Africa, (Princiton: N.J. : Prenciton University Press 1977).
    R.S.O’Fahey and J.L. Spaulding, Kingdoms of the Sudan, (London: Methuen & Co. Ltd, 1974), 15.
    سابق، 31.
    سابق، 30.
    سابق، 30.
    سابق، 31.
    سابق، 28.
    محمد إبراهيم أبو سليم وجاى سبولدنج: Some Documents from Eighteenth Century Sennar, (Khartoum, Khartoum University Press 1992), 8.
    هناك نظريات كثيرة تحاول شرح كيفية اعتناق الفونج للإسلام. إحدى هذه النظريات تقول أنهم اعتنقوا الإسلام خوفا من الأتراك الذين غزوا المملكة في الغابة ودمروها. وتقول نظرية أخرى أنهم فعلو ذلك اقتناعا بحجج العبدلاب، حلفائهم المسلمين. لمزيد من المعلومات راجع : R.S.O’Fahey and J.L. Spoulding, Kingdoms of the Sudan, 31-33.
    اعتناق الإسلام دعم اللغة العربية، وذلك لأن المسلمين "يقدرون اللغة العربية تقديرا كبيرا" أوفاهى وسبولدنج، ص31.
    سابق، 75
    سابق، 86
    Laitin, “A Theory of Political Identities”.
    سابق، 40.
    محمد بن جرير الطبري : تفسير الطبري، جامع البيان عن تأويل علوم القرآن، تحرير: محمود محمد شاكر (القاهرة، دار المعارف، بدون تاريخ) مجلد 8، ص 104.
    يوسف فضل حسن: العرب والسودان من القرن السابع إلي فجر القرن السادس عشر. (أد نبرة، 1967) ص 146.
    من المعروف أن المسلمين يطهرون أنفسهم بغسل أطرافهم ووجوهم خمس مرات قبل الصلوات الخمس. وحكمة الوضوء هي أنك تقف أمام الله، ولذلك يجب أن تكون طاهرا. غسل الأطراف المادي، يرمز إلي التطهر الأخلاقي والنفسي من الذنوب التي أرتكبت عن طريق هذه الأطراف، أي عن طريق الفم، اللسان، الأذن، العين والأنف. وتشمل عملية التطهير، العبادة وعمل الخير والامتناع عن الشر.
    القرآن، السورة 33 : 33.
    الآية 103، في سورة النحل تقول : "لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين".
    C. G. Seligman and Brenda Z. Seligman, Pagan Tribes of the Nilotic Sudan, (London: Rontledge & Kegan Paul Ltd., First Published in 1932, Revised 1965), XVIII.
    J. S. Trimingham, The Christian Approach, 25.
    Heather J. Sharkey, Colonialism and the Culture of Colonialism in the Northern Sudan, Ph.D. Dissertation, (Princeton: Princeton University, 199, vol. 1, 40.
    شاركي: Colonialism and the Culture, vol., 1, 40-58.
    سابق 34.
    سابق 34.
    سابق 35.
    سابق 40.
    Paul Doombos, “On Becoming a Sudanese”, in Tony Barnett and Abbas Abdelkarim, eds. Sudan: State, Capital and Transformation, (London, New York, Sydney: Croom Helm, 198, 100 & 101.
    شاركي، سابق، vol., 1, 34
    عبده بدوي : الشعراء السود وخصائصهم في الشعر العربي (القاهرة 1973) 223 – 224.
    John Hunwick, West Africa and the Arab World: Historical & Contemporary Perspectives, (Accra: Ghana Academy of Arts and Sciences, the J. B. Danquah Memorial Lectures, Series 23 February, 1990, 1991), 2.
    عبده بدوي : الشعراء السود، 223- 224، في : Hunwick, West Africa and the Arab World, 12.
    هذه قصة معروفة في العالم الإسلامي.
    B. Lewis, “The African Diaspora and the Civilization of Islam”, in M.I. Kilson & R.I. Roteberg, The African Diaspora (Harvard University Press, 1976), 48-9.
    سابق. ص7.
    عبده بدوي، السود والحضارة العربية (القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1976) 22.
    Hunwick, West Africa and the Arab World, 1990, 6&7
    سابق ، 5
    سابق ، 5
    ابن خلدون، المقدمة، ترجمة فرانز روزنتال.
    بدوي، الشعراء السود (القاهرة : 1973) 223 – 224، In Hanwick, West Africa and the Arab World, 11 & 12
    سابق ، 108
    سابق ، 6
    سابق ، 6
    بدوي، الشعراء السود، 31.
    بدوي السود والحضارة العربية، 23.
    Carolyn- Fluehr- Lobban, “ A Critical Anthropological review of the Race concept in the Nile Valley”, a paper presented at the Fourth International conference of Sudan Studies at the (American University in Cairo, 1997), 5.
    سابق، 5.
    عبده بدوي، الشعراء السود، ص 78.
    سابق، 42.
    سابق، 34.
    سابق، 5
    سابق، 111
    سابق، 111
    عبده بدوى، السود والحضارة العربية، 185-186.
    أ. يوسف علي : The Holy Qur’an, Text, Translation and Commentary, 3rd ed., (Cambridge, Massachusetts, Murry Printin Co., 193.
    سابق.
    سابق.
    سابق.
    محمود محمد طه، الرسالة الثانية من الإسلام (بيروت : 196.
    سابق.
    Teresa Brennan, History After Lacan, (London, New York: Routledge, 1993).
    دينق، حرب الرؤى، 64.
    أحمد الشاهي: Proverbs and Social Values in a Northern Sudanese Village. 95.
    الهندي هو الأمين العام الحالي للحزب الاتحادي الديمقراطي (الأمانة العامة)، وهى أقلية انقسمت عن الحزب الإتحادي الرئيسي بقيادة محمد عثمان الميرغني. وقد جاءت هذه العبارات في مخاطبة له لسودانيين بلندن 1995.
    W. E. Burghardt Du Bois, The Souls of the Black Folk, Essays: and Sketches, (Chicago: A. C. McClurg & Co. 190, 3
    الطيب صالح : مجلة المجلة، عدد 78، 18/6/1989.
    شاركي، Colonialism & Culture, vol. 1, 36.
    في القرن التاسع عشر، غزت الأسواق في الشمال أفواج من الرقيق، مما أدى إلي إنخفاض شديد في أسعارهم، لدرجة أن "أكثر الأسر تواضعاً في السودان النيلي الأوسط أصبحت قادرة على شراء واحد أو أثنين) كما يقول شاركي، مصدر سابق، 37.
    Khalid H. A. Osman, The Effendiyya and the Concept of nationalism in the Sudan, Ph.D. Dissertation, (University of Reading, 1987), 122; see also Sharkey, ibid, 71.
    دينق حرب الرؤى 64.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de