گيف يصنع السودانيون أزماتهم؟ ـــ(1) د. حيدر ابراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 09:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-03-2005, 03:28 AM

محمد صلاح

تاريخ التسجيل: 12-07-2004
مجموع المشاركات: 1276

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
گيف يصنع السودانيون أزماتهم؟ ـــ(1) د. حيدر ابراهيم

    گيف يصنع السودانيون أزماتهم؟ ـــ(1)
    د. حيدر إبراهيم علي
    تتميز بعض الشعوب والدول بقدرة محيرة على خلق الأزمات بنفسها ويصعب عليها الخروج إلا بنجدة العالم وبالتدخل الخارجي، والسبب في ذلك سوء تقدير الأمور والإدراك الخاطئ وبالتالي لا تتعامل مع المستقبل، أي ماذا يمكن أن يحدث غداً؟ وكيف تستطيع أن تخطط لما سيأتي؟ والسودان يقع ضمن الدول التي تتميز بصنع أزماتها ذاتياً ثم يصعب عليها الخروج منها. وتعرف الأزمة على أنها الفجوة بين الإمكانات والقدرات من جهة والواقع المنجز فعلياً ويسميها البعض بهدر الإمكانات. ويرى كاتب مثل مصطفى حجازي أن دول الأزمة عديمة القدرة على مقاومة الاستبداد والتخلف أي فقدان المناعة، لأنها عملية هدر الفكر والوعي والطاقات (كتاب الإنسان المهدور، بيروت المركز العربي، 2005). ويمثل السودان بامتياز حالة الهدر ونستخدم في اللغة العامية كلمة ممحوق يعني لديه قدرات كامنة كبيرة ولكن مردود أفعاله قليل. وللكلمة استخدامات عديدة، فالطعام الممحوق قد يكون كثيراً ولكن لا يكفي الناس. فالسودان لا تنقصه الإمكانات والموارد الطبيعية والبشرية ومع ذلك يقبع في أسفل سلم التطور والتنمية في العالم.
    كيف يمكن فهم هذه الظاهرة؟ وهل يشعر السودانيون بوجود أزمة وحين يقرون بوجودها كيف يفسرونها ويسببونها؟ هناك بداية نمطية للتفكير ترجع الأزمة إلى الاستعمار والمؤامرة والاستهداف وأن الغرب الاستعماري لن يسمح للدول العربية والإسلامية بالتقدم. وفي السودان مثال واضح وهو مشكلة الجنوب إذ يبدأ أي حديث أو تحليل للمشكلة بإرجاعها إلى قانون المناطق المعلقة أو المقفولة الذي سنه الحكم الثنائي منتصف عشرينات القرن الماضي ورغم مضي نصف قرن تقريباً على الاستقلال مازالت المسؤولية تلقى على الاستعمار. بالتأكيد الاستعمار هو السبب ومهمته أن يفرّق كي يسد Divide and Rule ولكن بعد جلاء المستعمر ورفع العلم ماذا فعل السودانيون لإزالة آثار الاستعمار وحل مشكلة الجنوب؟ بدأ السودانيون مبكراً في صنع أزمتهم المركزية والمستدامة في الجنوب من خلال الإهمال في منع حدوث تمرد أغسطس 1955 الذي قامت به الفرقة الاستوائية (راجع تقرير اللجنة الإدارية لأحداث الجنوب).
    ثم جاءت السودنة وهي عمل سياسي سوداني ظالمة للجنوبيين، ثم نقضت الأحزاب السودانية وعدها للجنوبيين بوضع خاص في حالة تصويتهم للاستقلال داخل البرلمان، ثم دمغ مطلب الفدريشن بأنه مطابق للانفصال وخيانة الوطن ولم يتم نقاشه بعلنية ووعي، وبعد كذلك كان الخيار صفراً أي القضاء على الجنوبيين المتمردين الحقيقيين والمحتملين، وكانت اتفاقية أديس أبابا بمباركة نظام شمولي يريد استدامة حكمه وجاءت عرجاء لأنها أعطت الجنوبيين فسحة اختيار ورحمت الشمال من المشاركة في السلطة، كانت «مكايدات» الأحزاب حين ماطل الصادق المهدي في تمرير اتفاقية الميرغني- قرنق 1988 كي يحرم غريمه من نقاط سياسية، وأخيراً كانت الإنقاذ تمثل الكارثة الكبرى حين حولت الحرب إلى جهاد مقدس وانتهت إلى اتفاقية من بين خياراتها الانفصال بعد ست سنوات. فقد وصلت بنا -وبتكلفة عالية- إلى نصف وطن، مهدد بأن يكون «لا وطن».
    هذا المثال الأكثر قوة في تأكيد قدرة السودانيين على صنع أزماتهم ليس هو الوحيد ولكن الأبرز الذي تنسب إليه أغلب المشكلات والأزمات. فالانقلابات تبرر نفسها بتقصير الحكومة المدنية في حسم مشكلة الجنوب، والحكومات المنتخبة ترجع فشلها في التنمية إلى استنزاف الحرب الأهلية في الجنوب لموارد البلاد. ولكن هل هذا مجرد تبرير للعجز والتأزم، وتكمن المعضلة أساساً في العقل السياسي أو الفكر السياسي الذي لم يوظف جيداً بقصد فهم الواقع السوداني. ويمكن القول دون مجازفة أن السودانيين رغم انغماسهم وانشغالهم في السياسة لم ينتجوا فكراً سياسياً أصيلاً يخاطب الواقع السوداني. فالسودانيون ظلوا حركيين وحزبيين وخطباء ولكن التفكير في السياسة بقصد إنتاج الأفكار أو التفكير في الأفكار لم يكن من بين الأولويات العقلية للسودانيين. وحتى ما يسمى بالأحزاب العقائدية كانت في أغلب الأحيان مستهلكة للأفكار وليست منتجة لها. ورغم الاهتمام بتكوين الأحزاب في الأربعينات من القرن الماضي ومع الزخم الحركي لمؤتمر الخريجين وحوار المعارك في اختيار لجانه الستينية، كان الضعف الفكري واضحاً في المؤلفات السياسية. فقد اختزلوا السياسة في الخطابة والحشد والمقالب أو فلنقل الدهاء حسب المصطلح العربي الكلاسيكي، وكان ذلك على حساب التأمل والعمق ثم الكتابة والتسجيل والتدوين. ويلاحظ أن القيادات التي حكمت السودان لم تكن في الأغلب تميل إلى الكتابة حتى أن الكثيرين لم يدونوا حتى مذكراتهم الشخصية. وهذا سبب غياب تراكم التجارب وما نسميه الدائرة الشريرة أو المفرغة في دوران الحكم في السودان حول نفسه أي انقلابات، انتفاضات وبرلمانات يعود إلى أهم خلل في صنع السودانيين لأزماتهم وهو غياب تراكم التجارب وهذا ما يسمى التاريخ. بل العكس يتكرر في السياسة السودانية -وكأنه فضيلة- القول بضرورة نسيان الماضي، هل هذا ممكن؟ أم مجرد وعظ بأن نكون متسامحين وغير «حاقدين»؟
    غاب المفكرون عن تحليل الواقع ولأن العقل العربي عموماً يعتمد على الشعر والنثر الجميل على حساب الفلسفة والفكر الذي يهتم بالأفكار وليس بالكلمات الجميلة، لذلك نلاحظ أن الشعراء والأدباء تقدموا على المفكرين المتخصصين والمحترفين. حتى محمد أحمد المحجوب، السياسي المميز ورئيس الوزراء الشهير، عرف أكثر بشعره وبكتابه «موت دنيا» (سيرة ذاتية وبذرة رواية) ولا يذكر الناس كتابه: «نحو الغد»، ولا حتى: «الحكومة المحلية في السودان». وقد حاولت مجموعات مثل الشيوعيين والبعثيين والأخوة الجمهوريين كسر هذه القاعدة والمساهمة في حركة تؤسس لفكر سياسي سوداني ولكن التنظيم والحركية والسياسوية الآنية استطاعت أن تستهلكهم تماماً. فعبد الخالق محجوب الذي كتب: «آفاق جديدة» عقب الاستقلال مباشرة وترجم العلم والأدب، ثم «الاشتراكية الإفريقية» لم نعرف له بعد ذلك كتباً باسمه الخاص بل من خلال الحزب. ورغم وجود كتابات الأستاذ محمود محمد طه المجتهدة مثل الرسالة الثانية من الإسلام، القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري، إلا أن الكتابات شبه المنشور أو البيان طغت على الجهد الفكر الجمهوري. واعتمدت الحركة الإسلامية على كتب الترابي.
    هناك افتراض أولي استهل به هذه السلسلة هو أن الأزمة السودانية هي أزمة الفكر أو غياب الفكر في الحياة السياسية خاصة وأن السياسة المباشرة هي العامل الحاسم للتغيير والتحول في مجتمعات العالم الثالث المتخلفة. ويلاحظ أن نهضة كل شعب تقوم على الالتفاف حول فكرة ملهمة ومقنعة ولكنها مرتبطة بحياة الناس وترى مستقبلهم مقدماً وتعمل له من الآن. فالفكر المصحوب بالعمل هو وسيلة النهضة والتقدم، لأنه أداة للإدراك المنهجي القادر على تفسير الظواهر موضوعياً. وهو هنا يلتقي مع العلم على الأقل في تتبع نفس مناهجه ولكنه يعتمد أكثر على مفاهيم في الفهم والتحليل. وبالمناسبة الخرافة والسحر أدوات لفهم العالم ولكنها ذات فرضيات وطرائق متناقضة تماماً، وكلاهما يبحث عن السببية. وهذا الشرط الأول للخطوات التالية، فعلى سبيل المثال أسباب المرض، لو توصل الشخص إلى أن سبب المرض هو العين أو الحسد، فسوف يتجه إلى الفكي أو الساحر. أما إذا رأى أن السبب وجود فيروس أو ميكروب معين، فسوف يذهب إلى الطبيب. والسؤال الآن هو كيف نحلل أو نفسر أسباب المشكلات التي تواجهنا في السودان؟ يبدو أننا أميل إلى التفسير غير العلمي والدليل بسيط هو استمرار العلل وبقاء التخلف. لذلك دعا كثير من المفكرين إلى تفسير العالم من خلال العالم نفسه أي دون إدخال عامل غيبي خارجي (أو ميتافزيقي). وفي علم الاجتماع يطلب من الباحث أن تفسر الظاهرة الاجتماعية بظاهرة اجتماعية أو ظواهر اجتماعية مثلها. فالفقر مثلاً ليس عقاباً إلهياً كما كان يفسره بعض رجال الدين، ولكنه نتيجة الاستغلال أو اللامساواة أو إهمال الإنتاج.
    يتميز السودان بالتسييس الفائض أو الزائد لكل القضايا والموضوعات، إذ قد تتعدى السياسة مجال ممارسة السلطة كي تحكم كل سلوك وتفكير الناس. إذ تحولت العلاقات الاجتماعية وموضوعات مجرد تجمع بشري أولى بل صارت دائرة انتخابية، والطريقة الصوفية لم تعد شكلاً للعبادة بل تحولت إلى حزب طائفي والأسرة الممتدة ليست مجرد تكافل اجتماعي في دائرة اتسعت بل هي مجموعة تتضامن سياسياً عند اتخاذ المواقف أو الصراع. وهنا قد نصل إلى بعض ملامح الأزمة المتمثلة في ضمور الفكر، يقول الجابري: «العقل السياسي -منذ أرسطو- يقوم على الاعتقاد وليس البرهان، وهو ليس عقل فرد بل عقل جماعة، إنه المنطق الذي يحركها كجماعة، ومعروف أن منطق الجماعة يتأسس لا على مقاييس معرفية بل على رموز مخيالية تؤسس الاعتقاد والإيمان» (العقل السياسي العربي، الدار البيضاء 1990، ص49) ويؤكد بقول لرينان (1823- 1892) المؤرخ الشهير: «نحن لا نستشهد إلا من أجل الأشياء التي ليس لنا عنها معرفة يقينية: فالناس يموتون من أجل ما يعتقدون وليس من أجل ما يعرفون». وهكذا يبتعد الناس - ومن بينهم السودانيون- عن التساؤل والمعرفة، خاصة ونحن الذين نقول: أن جنّا تعرفه خير من جنّ لا تعرفه.
    للمقال بقية
                  

08-03-2005, 04:02 AM

MOHAMED ABDALLA SHERIEF


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: گيف يصنع السودانيون أزماتهم؟ ـــ(1) د. حيدر ابراهيم (Re: محمد صلاح)

    عزيزي محمد صلاح
    شكرا لك ولمقال د حيدر ابراهيم والزي عودنا او علمنا كيف نقرا واقعنا ببصيره وتحديق
    فبالله كيف تبدو ايهاالصديق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de