هل الديموقراطية والديكتاتورية وجهان لعملة واحدة ؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 08:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-04-2005, 08:07 AM

Elsadiq
<aElsadiq
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1657

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل الديموقراطية والديكتاتورية وجهان لعملة واحدة ؟

    لا شك أن النظام الديموقراطي هو نظام هش .. لأنه لا يقوم على أسس العدل كما يدعي المدافعون عنه .. بل هو نظام يقوم على أسس " ظاهرها العدل " .. وشتان بين الأمرين .. وأما باطن هذه الأسس التي تبدو لنا في ظاهرها عادلة , فهو يقوم على ظلم بيِّن لكل من يعيش في ظله , وليس فقط الفقراء منهم كما قد يتصور البعض .

    وهشاشة هذا النظام قد لا تبدو واضحة جلية في الأوقات العادية , والتي ينشغل فيها الناس بمتطلبات الحياة , وتأخذهم رتابة العيش وروتين الحياة عن التوقف لإعادة تقييم هذا النظام بموضوعية , ولكن هشاشة هذا النظام سرعان ما تتجلى للعيان في وقت الأزمات .. حيث يرى الجميع عيوب النظام دون أن يكون هناك حاجزاًً يغمِّي على أعينهم , أو إعلام يغسل عقولهم , أو ليبراليون يتهمونهم في دهاليز الحداثة وما بعدها , ويمنعون الناس من رؤية الحقيقة البسيطة التي تنطق في وجوهنا , ولا يستطيع منطق أن يدافع عن سوءتها مهما أوتي من بلاغة ..


    فكما تظهر الأزمات معادن الرجال .. فهي تظهر أيضاً معادن النظم .

    وما تعرضت له أمريكا أكبر دولة ديموقراطية في العالم , قد أظهر معدن النظام الديموقراطي الذي تقوم عليه , والذي دأب في مدحه الليبراليون أشعاراًً , فخدعوا شعوبهم , وجعلوهم يعبدون صنماًً لنظام هش وخيال لا وجود له ..
    فلما ظهرت مساوئ هذا النظام في العراق وفي جونتانامو وفي أفغانستان , وظهر أنه نظام غير عادل ولا حتى ديموقراطي خارج أمريكا .. هب المدافعون عن الديموقراطية , ليقولوا لنا : صحيح أن أمريكا غير عادلة وغير ديموقراطية خارج حدودها , ولكنها عادلة وديموقراطية في داخل هذه الحدود ..
    ورغم أن المعارضون للديموقراطية , أكدوا على كذب هذا الإدعاء , وأن الديموقراطية هي نظام حكم غير عادل , سواء خارج حدود الدول التي تطبقه أو داخلها , لأنه نظام يقوم على حكم أقلية منتفعة وجشعة وثرية , يزداد ثراؤها هذا كل يوم , على حساب الشعب الذين يدعون أنهم يحكمون بإسمه , فيلعبون على غرائزهم , ثم يلقون إليهم بفتات ما تبقى من موائدهم ليشبعوا به هذه الغرائز ويستثيروها , ثم يرغمونهم على دفع فوائد على هذا الفتات , فيزدادوا فقراً وعوزاً وشهوانية ومديونية كل يوم ..
    إلا أن المدافعين عن الديموقراطية , لم يقتنعوا بذلك .. وراحوا يمدحون في هذا النظام , ويسوقونه لشعوبهم , ويسهبون في وصفه , بكيف أنه نظام قائم على حق المواطنة , وأن الجميع في هذا النظام سواسية , ويضمنون حياة مستقرة آمنة , وأن الشعب هو الذي يحكم وهو الذي يختار من يحكمه ..
    لكن تشاء حكمة الله العزيز الحميد , أن تأتي الأزمات فتظهر هشاشة هذه الإدعاءات , وأنها حبر على ورق , وتظهر خطأ الليبراليين .. وتبيِّن الديموقراطية على حقيقتها ..

    فبوش الديموقراطي أثبت أنه أقل أمناًً وأماناًً من صدام الديكتاتوري ..

    فصدام ظهر وسط الشعب العراقي المسلح , والذي يكرهه , وفي ظل حرب مدوية , وهرجلة أمنية .. لكن زعيم أكبر دولة ديموقراطية لا يأمن على نفسه أن يتواجد وسط شعبه ( الذي إنتخبه ) .. وستتضح المأساة أكثر لو عرفنا أن ولايتي ميسيسيبي ولويزيانا من الولايات الجمهورية , التي إنتخبت بوش في المرتين .. ضد آل جول , وكيري ..
    لا شك أن بوش حتى ولو أراد زيارة موقع الكارثة .. فإن مستشاروا الأمن سيمنعوه حتى ولو إضطروا لإستخدام القوه .. لأن حماية الرئيس الديموقراطي من شعبه , أهم من حماية الشعب نفسه ..

    وعجبي على الديموقراطية .. كيف لا يفصلها عن الديكتاتورية في أحيان كثيرة غير شعرة , سرعان ما تختفي وخاصة في أوقات الشدة .. فتصبح الديموقراطية والديكتاتورية , وجهان لعملة واحدة .. عملة الإستهانة بالشعب ..


    مع خالص تحياتي
                  

09-04-2005, 05:08 PM

Elsadiq
<aElsadiq
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1657

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الديموقراطية والديكتاتورية وجهان لعملة واحدة ؟ (Re: Elsadiq)

    pocket veto أو فيتو الجيب

    نحن فقط من أوجدنا صورة مثالية أفلاطونية للديموقراطية في عقولنا , صورت لنا أن الرئيس في النظام الديموقراطي مكبلاًً ولا يستطيع أن يتصرف كديكتاتور .. لكن الواقع أن النظام الديموقراطي وخاصة الرئاسي منه كما في فرنسا , يعطي الرئيس سلطات واسعة , وخاصة في ظروف الطوارئ ..

    بل إن الدستور الأمريكي يعطي الرئيس الأمريكي الحق في إستخدام حق الفيتو لكي يعرقل صدور تشريعات وافق عليها المجلس التشريعي .. وقد يقول قائل أن حق الفيتو هذا ليس مطلقاً , وأن مجلس الكونجرس يستطيع أن يبطله ..
    لكن الواقع يشهد أن قليلة هي المرات التي تمكن فيها الكونجرس من إبطال حق الرئيس في إستخدام الفيتو .. لأنه لكي يبطل الكونجرس حق الفيتو للرئيس , يجب أن يكون ذلك بغالبية ثلثي الأعضاء ..

    فمثلاً أيزنهاور إستخدم حق الفيتو هذا 181 مرة لكي يعرقل صدور تشريعات , ومن هذه ال 181 مرة , تمكن الكونجرس من إبطال هذا الحق في مرتين فقط , وكلينتون إستخدمه 37 مرة , وتمكن الكونجرس من إبطاله فقط في مرتين

    العجيب أن بوش لم يستخدم حق الفيتو هذا ولا مرة حتى الآن .. والسبب لأن الغالبية في المجلسين كانت غالباً من الجمهوريين , مما يعني انهم كانوا يوافقون على تشريعات يعرفون أن الرئيس بوش ( الجمهوري ) سيوافق عليها .. والسبب الآخر , أنه يكفي في أحيان كثيرة أن يهدد الرئيس بأن يستخدم حق الفيتو حتى لا يصدر مشروع القانون من الأساس , يعني ( بيوريهم العين الحمرة ) فيقولوا ( يا دار ما دخلك شر ) أو بالأصح يا كونجرس ما دخلك شر وبوش قد هدد بإستخدام حق الفيتو ضد مشروعات قانون حتى الآن 44 مرة ..

    والخطورة هي في أن الفيتو نوعين , والنوع الخطير فيه هو ما يطلق عليه " pocket veto " أو فيتو الجيب , وهو أن يتعمد الرئيس أن لا يصدق على مشروع القانون في خلال العشرة أيام المنصوص عليها ( لأنه يعرف أن الكونجرس سيدخل في عطلة في خلال العشرة الأيام هذه ) يعني يضعه في جيبه لمدة عشرة أيام ( ويطنش ) , ومن هنا جاءت التسمية " فيتو الجيب ", فإذا مرت العشرة أيام ولم يصدق عليه يصبح مشروع القانون وكأنه لم يكن .. ليس ذلك فقط وإنما لا يحق للكونجرس أن يعترض على فيتو الرئيس هذا بعد رجوع الكونجرس من الأجازة , حتى ولو بأغلبية الثلثين .. يعني سلطة مطلقة للرئيس .. ولا في أجدع منها ديكتاتورية ..
    هذه هي الديموقراطية , وهذه هي ألاعيبها .. إنها ضحك على الشعب لا أكثر .. وإيهامه بأنهم يحكمون بإسمه


                  

09-05-2005, 03:00 AM

Munir
<aMunir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الديموقراطية والديكتاتورية وجهان لعملة واحدة ؟ (Re: Elsadiq)

    الأخ الصادق ـ
    علي ما اعتقد أن احد قدماء الفلاسفة ، اظنه افلاطون، ذكر ان الديمقراطية هي حكم الدهماء والغوغاء ـ وهذا طبعآ بحسب انها حكم الاغلبية ـ
    و أري أن هناك عيبآ جوهريآ اضافيآ في ديمقراطيات اليوم، وهو أن السلطة الرابعة (الاعلام) هي فعليآ السلطة الاولي بلا شك ـ فالاعلام هو الذي يلمع هذا ويطمس ذاك، ويبرز تلك الاقاويل ويخفي تلك ـ وهو الذي يشكل الرأي العام ويعبئ الجماهير و..الخ. والحقيقة المعروفة هي ان هؤلاء الاعلاميون (هذه السلطة الرابعة) عبارة عن فئة غير منتخبة !!! لم ينتخبهم احد لهذا العمل المؤثر، ولا يستشيرون شعبآ في بث ونشرالعسل أو السم ـ والمحرك الاساسي لهذه المؤسسات الاعلامية الضخمة هو رأس المال المملوك لرؤوس غير منتخبة هي الاخري ـ وهنا يقبع مرتكز السلطة الاساسي (رأس المال) ـ والمواطن الموهوم يطن انه ينتخب رئيسه !!! ـ
                  

09-06-2005, 07:57 AM

Elsadiq
<aElsadiq
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1657

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الديموقراطية والديكتاتورية وجهان لعملة واحدة ؟ (Re: Munir)

    يا سلام يا منير

    والله إحنا عندنا ناس عقولها توزن أمريكا بحالها .. فعلاً هذا البعد الجديد للديموقراطية لم يتطرق له أحد ..السلطة الإعلامية , من الذي ينتخبها .. ؟؟؟

    في الديموقراطية يتم شراؤها بالمال .. وفي الديكتاتورية يتم تعيينها .. وفي كلا الحالتين تقوم بغسل عقول العوام من الناس .. الذين لا دخل لهم في شراء أو تعيين أفراد هذه السلطة الرابعة .. إذاً فالديموقراطية والديكتاتورية وجهان لعملة واحدة ..

    مع خالص تحياتي
                  

09-05-2005, 02:50 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الديموقراطية والديكتاتورية وجهان لعملة واحدة ؟ (Re: Elsadiq)

    سلامات يا الصادق،

    ما تتحدث عنه ليس عيوب الديمقراطية.. إنه عيوب الرأسمالية.

    ما لم يتخلص النظام الديمقراطي من سيطرة رأس المال ويقوم بتوسيع دائرة الحقوق الأساسية لتشمل الحقوق الاقتصادية، فسوف يصل إلى طريق مسدود..

    شكرا


    ياسر
                  

09-05-2005, 06:17 PM

Elsadiq
<aElsadiq
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1657

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الديموقراطية والديكتاتورية وجهان لعملة واحدة ؟ (Re: Yasir Elsharif)

    الاعزاء منير و ياسر الشريف

    اشكركم علي المداخلات القيمة , وسوف اعود لاحقاً للتعقيب عليها , آسف لضيق الوقت الآن

    مع خالص تحياتي
                  

09-06-2005, 02:23 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الديموقراطية والديكتاتورية وجهان لعملة واحدة ؟ (Re: Elsadiq)

    كلمة ديمقراطية تعني حكم الشعب بواسطة الشعب لمصلحة الشعب..

    والواضح أنه لم يتحقق حتى الآن تطبيق الديمقراطية بطريقتها المثلى الواردة في هذا التعريف..

    فمثلا ديمقراطية اليونان أصل الكلمة لم تكن تشمل النساء والعبيد..

    ولكن تقليد الحكم الديمقراطي قد تطور مع الزمن وقد استطاعت البشرية مؤخرا جدا أن تلغي الرق، ولكنها لم تستطع أن تقضي على الفقر.. ديمقراطية أمريكا لا تزال بعيدة عن التعريف.. أصحاب المال والشركات هم الذين يسيطرون على الحكم والاقتصاد.. الفقير لا يستطيع أن يكون حرا لأن أولوياته هي حاجات الجسد ـ الحياة ـ وبعد أن تتوفر هذه يتطلع نحو الحرية والمشاركة في حكم نفسه.. الديمقراطية الآن في أمريكا تعتبر فاشلة لأن مصلحة غالبية المواطنين لم تتحقق، والسبب أنها واقعة تحت سيطرة رأسمالية أبعدت القيمة الأخلاقية من جدولها..

    أحسن الدول التي قطعت شوطا بعيدا في التقليد الديمقراطي الموزون بمحاربة الفقر هي الدول الإسكندنافية كالسويد والنرويج..

    النظام الديكتاتوري هو النظام المفروض على الناس فرضا، وهو ينقسم إلى نظام ظالم ونظام عادل.. على مر التاريخ كانت نماذج الحكم هي أنظمة مفروضة من ملوك أو فراعنة أو حتى أنبياء ورسل.. الحكومات الدينية على عهد الملوك مثل سيدنا سليمان وسيدنا داوود هي من نوع الحكومات المفروضة ولكنها اتسمت بالعدل حسب حكم وقتها.. والحكومة الدينية على عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه كانت أيضا مفروضة ولكنها كانت حكومات عادلة إذا ما قورنت بمستوى الحكومات المفروضة في وقتها [فارس والروم نماذج].. ولكن هذه الحكومات قد بدأت في التراجع منذ أحداث الفتنة الكبرى، وكانت الأساب ترجع إلى احتجاج بعض الناس على توزيع الثروة وتوزيع المناصب..

    الأنظمة التي حاولت أن تطبق النظرية الماركسية هي أيضا حكومات مفروضة ولكنها أزالت أنظمة سابقة لها كانت قد وصلت من السوء والظلم حدودا بعيدة.. وعندما بدأت هذه الأنظمة الشيوعية لم تحفل كثيرا بالحرية والحكم الديمقراطي بل اهتمت بمسائل العدالة الاجتماعية والحقوق الاقتصادية.. ولكنها فشلت في تحقيق ما كانت تصبو إليه من شيوعية [مساواة اقتصادية]، ولم تلبث أن تحولت إلى أنظمة بوليسية قمعية بصورة بشعة..

    بلادنا في أفريقيا والشرق الأوسط تعرضت للاستعمار بشتى أنواعه.. فالعراق وفلسطين وبلاد الشام ومصر وبعض مناطق شمال أفريقيا كانت تحت الحكم التركي لعدة قرون.. أما السودان فقد وقع تحت الاستعمار التركي المصري منذ عام 1821 والجزائر تحت الاستعمار الفرنس منذ عام 1830، ومصر نفسها تحت السيطرة البريطانية منذ عام 1882.. نحن في السودان ثرنا على ظلم الحكم التركي بالثورة المهدية.. ولكن لم يلبث أن عاد الاستعمار في مطلع القرن نحو السودان ـ الثنائي الإنجليزي المصري ـ ..
    من كل هذا السرد أريد أن أصل إلى تقرير حقيقة هامة وهي أن شعوب هذه الدول قد عانت كثيرا من الاستعمار، ولكن الاستعمار لم يكن شرا مطلقا، وإنما كانت له فوائد كثيرة فقد انفتحت هذه الشعوب على حضارة الغرب وعلومه ووسائل مواصلاته وعلاجه وطرق تحسين الزراعة إلخ...

    وكان من الطبيعي أن تقع الدول التي تحررت من الاستعمار في قبضة تسلط داخلي، مدني أو عسكري، لأن التقليد الديمقراطي لم يكن عنده أساس عميق في ثقافة الناس في المنطقة وإنما كان أمرا جاء مع الاستعمار ـ الغربي خاصة ـ.. تضافرت عدة عوامل لتجعل الحكم التسلطي في دول الشرق الأوسط القيادية مثل مصر وسوريا والعراق ينحاز إلى المعسكر الاشتراكي.. كل الانجازات التي حققتها هذه الدول، مثل مصر والعراق وسوريا والسودان في البداية عادت وهدمتها كلها ووقعت في نفس ما وقعت فيه أنظمة المعسكر الشيوعي فأصبحت دولا بوليسية قمعية حرمت شعوبها من الحرية أولا، ثم حرمتها من الحياة الكريمة في نهاية المطاف.. أكبر مثال لمثل هذا النوع من الحكومات المفروضة نظام البعث العراقي ونظام البعث السوري والنظام القومي العربي في مصر وليبيا والسودان.. حالة السودان كانت حالة فريدة لأن الجنوبيين كانوا دوما يقاومون اتجاه الاستعراب والأسلمة الذي كانت تسعى إليه مختلف الحكومات، مدنية كانت أم عسكرية.. ثم سيطر القوميون العرب على نظام نميري العسكري في النصف الأول من ذلك العهد، ثم بدأ النظام يتراجع نحو الأسلمة منذ المصالحة مع الجبهة الوطنية والأخوان المسلمين..

    وجاءت قاصمة الظهر عندما قام نميري بإلباس الثوب الإسلامي لنظامه المفروض وذلك في محاولة لإطالة عمر النظام.. تلك الخطوة كانت السبب في سقوط النظام..

    خلاصة ما أريد أن أقوله هو أنه ليست كل الحكومات المفروضة حكومات ظالمة ولكنها قابلة لأن تتحول إلى أنظمة تسلطية ظالمة بأكثر مما تتحول به الحكومات الديمقراطية إلى أنظمة ظالمة.. خلاصة الخلاصة هي أن الأنظمة الديمقراطية أفضل من الأنظمة المفروضة لأنها مفتوحة على التطور.. والأمر المؤكد هو أن الأنظمة الديمقراطية تتعلم من الدروس دائما.. ولا أستبعد أن يجيء اليوم الذي تقتنع فيه معظم الحكومات على أن ضرورة الجمع بين الاشتراكية والديمقراطية في جهاز واحد هي حاجة ملحة وضرورية للسلام والأمن الاجتماعي..
                  

11-05-2005, 04:40 PM

Elsadiq
<aElsadiq
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1657

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الديموقراطية والديكتاتورية وجهان لعملة واحدة ؟ (Re: Yasir Elsharif)



    قناع آخر من أقنعة الديموقراطية يسقط في عاصمة الفن و الجمال ( باريس )

    لطالما تغنى أتباع الديموقراطية , بالعدل والرخاء وحقوق الإنسان المحفوظة في ظلها .. وأن الأقليات الدينية تتمتع بكافة حقوقها في ظل هذه العلمانية التي لا تفرق بين دين وآخر .. ولطالما نظم العلمانيون القصائد التي تمجد في الديموقراطية , ذلك النظام الذي عجز الإله ذاته عن أن يأتي بنظام يفوقه بزعمهم ..

    ولقد تعددت الأقنعة الزائفة التي تضعها الديموقراطية , والتي تضحك بها على عقول السذج الحالمون من أبناء العالم الثالث , والمقموعين والقابعين تحت سياط الديكتاتورية , بغض النظر عن أن هذه الديكتاتوريات التي تقمعهم , هي ذاتها مدعومة وبطريقة فجة ومفضوحة من ذات هذه الديموقراطيات التي تدعي الحفاظ على حقوق رعاياها , بينما تقمع الشعوب الأخرى بطريقة غير مباشرة عن طريق تدعيم الحكومات القمعية ..

    ولا تكاد تمضي بضع شهور , حتى يسقط أحد هذه الأقنعة الزائفة , ويظهر جزء من وجه هذه الديموقراطية البشع , فبعد أن تكشف زيف الديموقراطية الأمريكية , وبعد أن إتضح أنها ديموقراطية عنصرية , وياله من تعبير متناقض أن توصف الديموقراطية بالعنصرية .. لكن لا حيلة لنا , فليس هناك تعبير آخر أنظف وأكثر إحتراماً من الممكن أن نصف به بشاعة الديموقراطية الأمريكية غير هذا التعبير .. فمعذرة ..

    وبعد أن تكشف هذا الزيف للديموقراطية الأمريكية ( كاترينا نموزجاً ) وظهر طرف بسيط من الوجه البشع لأم الديموقراطيات ( بريطانيا ) , وإن لم يظهر على حقيقته كاملة كما هو الحال في أمريكا .. بعد أن تكشف ذلك .. هب المدافعون عن الديموقراطية , ليجملوا هذا الجزء البشع والقبيح الذي ظهر في وجه الديموقراطية والذي كاد أن ينفر الناس منها .. فقالوا لنا ( إن العيب في الديموقراطية الأمريكية , وليس في الديموقراطية ذاتها , وضربوا لنا الأمثال , فقالوا لنا هاكم الديموقراطيات الأوروبية الغربية , وبالأخص الديموقراطية الفرنسية و الاسكندنافية ( التي لم تُختبر بعد ) هل ترون بها من عيوب ؟ )

    ونقول لهم مرة اخري أن كل الديموقراطيات واحدة , وأنها جميعها عبارة عن أنظمة ( لقيطة) , لا أب لها ولا أم تعرف .. وأنها في الغالب نتجت عن علاقة مضاجعة غير شرعية بين العلمانية و الكنيسة المكبوتة .. وأن أنظمة لقيطة كهذه لا خير يرجى منها , وأننا كشعوب خيرة , لا يجب أن نبحث في صناديق زبالة الغرب عن لقطائهم لنتبناهم ..

    وقلنا لهم أيضاً أنه آجلاً أو عاجلاً سيظهر معدن هذه الأنظمة اللقيطة البشع لنا .. فالمسألة مسألة وقت لا أكثر .. لكن المدافعون عن الديموقراطية كدأبهم , وبسبب إنباهرهم بالغرب وما يأتي من الغرب لم يصدقونا .. وقالوا لنا أننا حاقدون وأننا رجعيون و ظلاميون .

    ولأن الباطل دائماً إذا بدأ بالتدهور فإنه يتدهور في خطوات متتابعة لا تتوقف بعد أن يسقط سقطته الأولى .. وأنه كالمريض الذي بدأت أعراض المرض تظهر عليه , لا يكاد يشفى من عرض أو مضاعفة من المضاعفات , حتى يظهر عرض أو مضاعفة أخرى تهلكه أكثر .. من أجل ذلك فإنه لا يكاد يمر شهر أو شهرين .. إلا وتصاب الديموقراطية بضربة جديدة يجعلها تترنح ..

    فها هي الديموقراطية الفرنسية هي الأخرى بدأت النيران تحرق القناع الجميل الذي كانت تتخفى وراءه , والذي صُنع في أرقى بيوتات التجميل , في عاصمة النور والأزياء والأناقة .. لقد بدأ القناع الجميل يحترق , وبدأت تظهر النتوءات والتجعدات في الوجه الجميل , أو الذي كان جميلاً .. وبدأت الشابة الأنيقة الرشيقة التي كانت تأخذ بالألباب والقلوب في السقوط ..

    فما هو القناع التالي الذي سيسقط , وماذا سيقول المدافعون عن الديموقراطية هذه المرة ليرمموا وجه الديموقراطية الذي بدأ العجز والترهل والتشوه يظهر عليها ؟


    مع خالص تحياتي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de