ميزانية مثلث حمدي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 01:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-18-2005, 12:36 PM

Amin Elsayed
<aAmin Elsayed
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 1252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ميزانية مثلث حمدي

    الحكومة ، أو على الأصح نخبة الإنقاذ المسيطرة ، استعجلت أعداد وتقديم الميزانية بهدف فرضها كأمر واقع . ولهذا السبب جاءت تقليدية في تبويبها وفى مصادر إيراداتها ومجالات أنفاقها وسياساتها الاقتصادية المرتبطة بسياسة التحرير والخصخصة والتمكين

    رأى حزب البعث السوداني
    في ميزانية العام 2006م

     ذكر السيد وزير المالية والاقتصاد ان ميزانية 2006م تستند إلي ثلاثة أهداف وموجهات هي :-
    (1) برنامج الولاية الرئاسية الثانية (2) البرنامج الاقتصادي متوسط المدى والملامح العامة لاستراتيجية محاربة الفقر (3) اتفاقية السلام الشامل والدستور الانتقالي القومي . هذه الموجهات والبرامج تعنى عملياً استمرار السياسات الاقتصادية لنخبة الإنقاذ دون أي تغيير جدي فيها . فبرنامج الولاية الرئاسية الثانية لا علاقة له بالوضعية السياسية الراهنة في البلاد وانما يرتبط بالفترة التي كانت نخبة الإنقاذ تنفرد فيها بحكم البلاد ، والبرنامج الاقتصادي متوسط المدى واستراتيجية محاربة الفقر أيضاً لا علاقة له بالوضعية السياسية الراهنة التي تستند على اتفاقية السلام الشامل مع الحركة الشعبية واتفاق القاهرة مع التجمع الوطني والاتفاقيات المتوقعة مع حركات دارفور ومنبر الشرق وقوى سياسية أخري . ويعنى ذلك أن هذه الموجهات ترتبط بسياسات نخبة الإنقاذ السارية طوال ال 16 عاماً الماضية.. صحيح أن وزير المالية أشار إلي اتفاقية السلام الشامل والدستور الانتقالي القومي ، ولكن في إطار الموجهات الأخرى . ومع ذلك تجاهل تماماً اتفاقية القاهرة مع التجمع الوطني والاتفاقيات المتوقعة مع قوى أخري وتجاهل أيضاً خطة أوسلو ( خطة الجام ) التي أعدتها البعثة المشتركة بين الحكومة والحركة وأجازها مؤتمر المانحين في أوسلو في أبريل الماضي . وهذه الخطة ، مع تحفظنا على طريقة أعدادها وإطارها العام ، أصبحت جزءاً أساسياً من وثائق مرحلة السلام واعادة الأعمار والبناء . وتجاهل هذه الخطة والاتفاقيات المشار إليها في أول ميزانية بعد توقيع اتفاقية السلام يعنى التهرب من الالتزام بها وبالتالي فرض البرنامج الاقتصادي لسلطة الإنقاذ كأمر واقع . وهذا لا يمكن قبوله . وحزب البعث السوداني يرى أن سودان ما بعد السلام يحتاج إلي خطة اسعافية سريعة تركز على المناطق المتأثرة بالحرب والحاجات الأساسية للسكان ( لمدة عامين ) وخطة متوسطة المدى (4 سنوات ) تعمل على إعادة أعمار وبناء السودان بشكل عام والجنوب والمناطق المهمشة والأكثر تخلفاً بشكل خاص . وذلك من خلال مراجعة خطة أوسلو واعادة مناقشتها في مؤتمر اقتصادي قومي ، شبيه بمؤتمر 1986م تشارك فيه كل القوى السياسية والاجتماعية بما في ذاك رجال الأعمال والنقابات وتنظيمات المجتمع المدني . وبناء على ذلك كان الأفضل تأجيل أعداد وتقديم الميزانية لحين تكوين المفوضيات خاصة مفوضية تخصيص ومراقبة الإيرادات القومية ( كونت الأسبوع الماضي ولم تشارك في أعداد الميزانية ) وذلك بالإضافة إلي استكمال مفاوضات ابوجا ومنبر الشرق ومشاركة كافة القوى في أعداد خطة الإنقاذ الاقتصادي والتنمية حنى تأتى الميزانية مستندة إلي خطة اقتصادية محددة ومعبرة عن المرحلة الجديدة التي تدخلها بلادنا . ولكن الحكومة ، أو على الأصح نخبة الإنقاذ المسيطرة ، استعجلت أعداد وتقديم الميزانية بهدف فرضها كأمر واقع . ولهذا السبب جاءت تقليدية في تبويبها وفى مصادر إيراداتها ومجالات أنفاقها وسياساتها الاقتصادية المرتبطة بسياسة التحرير والخصخصة والتمكين ، كما سيتضح . وهى أيضاً تقوم على افتراضات غير حقيقية تقول بنمو الناتج المحلى الإجمالي بحوالي 10 % مقابل 8 % في العام الماضي . وهو افتراض لا يسنده الواقع المعاش الذي يشير إلي أن النشاط الوحيد الذي شهد نمواً كبيراً هو قطاع إنتاج البترول. ونقول الإحصاءات بتراجع قطاعات الإنتاج ( الزراعة والصناعة ) وانتعاش قطاعات النشاط التجاري والطفيلي طوال السنوات السابقة . وينعكس ذلك في ارتفاع الأسعار والغلاء وتفشى البطالة واتساع دائرة الفقر وتراجع موقف الصادرات الزراعية والصناعية ومن ثم استمرار العجز في الميزان التجاري ( 1,2 مليار دولار عام 2005م ) وذلك رغم تصاعد عائدات البترول في الأعوام الأخيرة . والواقع أن نخبة الإنقاذ وسياساتها لا علاقة لها أصلاً بهذه القضايا وانما تتركز فقط على مصالح الفئات البيروقراطية والطفيلية المرتبطة بها من خلال السيطرة على جهاز الدولة . وهذا ما تعكسه حقيقة أرقام ميزانية 2006م

    يتبع
                  

12-18-2005, 05:57 PM

ادريس خليفة علم الهدي
<aادريس خليفة علم الهدي
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 5409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزانية مثلث حمدي (Re: Amin Elsayed)

    Quote: صحيح أن وزير المالية أشار إلي اتفاقية السلام الشامل والدستور الانتقالي القومي ، ولكن في إطار الموجهات الأخرى . ومع ذلك تجاهل تماماً اتفاقية القاهرة مع التجمع الوطني والاتفاقيات المتوقعة مع قوى أخري وتجاهل أيضاً خطة أوسلو ( خطة الجام ) التي أعدتها البعثة المشتركة بين الحكومة والحركة وأجازها مؤتمر المانحين في أوسلو في أبريل الماضي . وهذه الخطة ، مع تحفظنا على طريقة أعدادها وإطارها العام ، أصبحت جزءاً أساسياً من وثائق مرحلة السلام واعادة الأعمار والبناء . وتجاهل هذه الخطة والاتفاقيات المشار إليها في أول ميزانية بعد توقيع اتفاقية السلام يعنى التهرب من الالتزام بها وبالتالي فرض البرنامج الاقتصادي لسلطة الإنقاذ كأمر واقع . وهذا لا يمكن قبوله
    .

    وتفشى البطالة واتساع دائرة الفقر وتراجع موقف الصادرات الزراعية والصناعية ومن ثم استمرار العجز في الميزان التجاري ( 1,2 مليار دولار عام 2005م ) وذلك رغم تصاعد عائدات البترول في الأعوام الأخيرة . والواقع أن نخبة الإنقاذ وسياساتها لا علاقة لها أصلاً بهذه القضايا وانما تتركز فقط على مصالح الفئات البيروقراطية والطفيلية المرتبطة بها من خلال السيطرة على جهاز الدولة . وهذا ما تعكسه حقيقة أرقام ميزانية 2006م

    ولقد اذ اسمعت الحي ولكن لا حياة لمن تنتادي
                  

12-18-2005, 06:04 PM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزانية مثلث حمدي (Re: ادريس خليفة علم الهدي)


    د. الطيب زين العابدين

    ميزانية تقليدية

    حملت تقديرات موازنة الدولة للعام 2006م التي قدمها الزبير أحمد حسن وزير المالية والاقتصاد الوطني للبرلمان عددا من المؤشرات الايجابية التي تدل على بداية تعافى الاقتصاد السوداني ، ولكنها تظل ميزانية تقليدية تسير في ذات الاتجاه القديم مع الأخذ في الاعتبار بالظروف المستجدة اقتصاديا وسياسيا والتي لا تملك وزارة المالية ازاءها خياراً. استهدفت الموازنة تحقيق معدل نمو اقتصادي يبلغ 10% وهي من أعلى النسب العالمية ، والحفاظ على نسبة تضخم في حدود 8% وهي نسبة عالية ولكنها معقولة بمقاييس الدول الافريقية ومتواضعة بما اعتدنا عليه في معظم سنوات التسعينات حين كان الناس يسألون في كل صباح عن قيمة الدولار والريال! والحفاظ على الاستدانة من النظام المصرفي الذي يسهم في زيادة التضخم بأقل من نصف في المائة من الناتج المحلي الاجمالي وتأمل في رفع قيمة سعر الصرف للدينار حتى يساوي الدولار 225 ديناراً فقط بدلا من سعره الحالي .232 واستطاعت الدولة أن تفي بسداد كل التزاماتها الخارجية في العام 2005م وفقا للمعالجة المتفق عليها مع الدائنين ويتوقع أن تفعل ذلك في السنة القادمة ، وبناء عليه استطاعت أن تطبع علاقاتها الخارجية مع معظم صناديق التمويل الاقليمية والدولية مما أدى إلى اتفاقيات تمويل في العام الماضي زادت على المليار دولار (سحب منها 229 مليون دولار) وتتوقع في 2006م أن تبلغ تدفقات التمويل الخارجي حوالي 735 مليون دولار. وتنفيذا لاتفاقية السلام وما نجم عنها من نظام اتحادي لكل الولايات زادت ميزانية حكومة الجنوب بنسبة 165% عما كانت عليه في 2005م كما زادت ميزانية الولايات الشمالية بأكثر من 100% ، وأرجو أن لا يكون هناك خطأ في الأرقام المنشورة لأني توقعت العكس ! وبلغت تقديرات الانفاق للعام 2006م 2078 مليار دينار (حوالي 9 مليارات دولار) بزيادة 43% من العام السابق بتمويل ذاتي بلغ 1709 مليار دينار أي بنسبة 82% من مجمل الميزانية وهي نسبة محترمة في دول العالم الثالث ولكن يقلل من أهمية هذه النسبة المقدرة أن عائدات النفط تشكل 53% من ذلك التمويل المقدر مما يعني ضعف الموارد الأخرى وعلى رأسها القطاع الزراعي الذي يعتمد عليه غالبية أهل السودان في كسب معاشهم، كما يعني احتمال تأرجح هذه النسبة بسبب تذبذب أسعار البترول في السوق العالمي الذي قفز بصورة غير مسبوقة في العام 2005م.

    وما عنيته بتقليدية الميزانية هو ضعف الموارد الانتاجية غير البترولية وعلى رأسها الزراعة لأن الميزانية لم تعنى بنهضة القطاع الزراعي اذ لا يتجاوز الصرف عليه في هذه الميزانية والتي قبلها عن 3% من الانفاق العام ، في حين أنفقت الميزانية على الفصل الأول (مرتبات وبدلات للدستوريين والموظفين والعمال) حوالى 2 ملياري دولار أي أكثر من 20% على عدد لا يزيد على 3% من السكان! وبسبب هذه السياسة العرجاء كان معدل النمو في القطاع الزراعي للعام 2005م (45%) أي ربع معدل النمو في القطاع الصناعي ونصف معدل النمو في القطاع الخدمي ، وهو القطاع الوحيد الذي انخفضت مساهمته في الانتاج المحلي الاجمالي عما كانت عليه في العام 2004م . ان البلد الذي يتمتع بـ 200 مليون فدان من الأراضي الصالحة للزراعة ولا يستطيع أن يستصلح منها أكثر من 20 مليون فدان ، تتناقص ولا تزيد منذ أربعة عقود ، ويعتبر انتاج الفدان فيها من أقل المقادير مقارنة بالدول المجاورة ، وما زالت صادراته الزراعية في حدود 600 مليون دينار كما كانت عليه منذ عقود. لقد نجحت الهند التي كانت تعاني من مجاعات دورية في احداث نهضة زراعية هائلة لأنها خصصت موارد مالية للقطاع الزراعي تتراوح بين 23% إلى 39% من موازنتها العامة على مدى ثلاثة عقود متوالية حققت فيها الاكتفاء الذاتي من الحبوب ومن الأسماك ومن الألبان بل أصبحت المنتج الأول للألبان في العالم متخطية بذلك الولايات المتحدة الأمريكية . وقد ألزمت الدول الافريقية نفسها بتخصيص 10% على الأقل من ميزانياتها لتطوير القطاع الزراعي من أجل تنفيذ البرنامج الشامل للتنمية الزراعية في افريقيا الذي وضعته (نيباد) بمساعدة منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة ، ولكن السودان يصرف أقل من ثلث هذه النسبة.

    وكل حديث عن تقليل حجم الفقر في السودان لا قيمة له دون احداث ثورة حقيقية في القطاع الزراعي الذي يعتمد عليه حوالى 70% من السكان ، ومن المخجل أن تكثر الميزانية الحديث عن تكلفة البديل النقدي للدستوريين والدبلوماسيين والمبعوثين والصرف على الضيافة والمؤتمرات والوفود وتذاكر السفر.. الخ .. دون أن تجد الزراعة اهتماماً مماثلاً عدا بعض المشروعات المحدودة هنا وهناك ، ولا تكاد الميزانية تذكر الزراعة التقليدية التي تشكل أكثر من ثلاثة أرباع الرقعة الزراعية . والمجال الآخر الذي لقى اهمالا من ميزانية 2006م هو التعليم ، ولكن لذلك حديثاً آخر !

    الرأي العام الجمعة 16 ديسمبر 2005
                  

12-19-2005, 03:30 PM

Amin Elsayed
<aAmin Elsayed
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 1252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزانية مثلث حمدي (Re: Amin Elsayed)

    الاخ العزيز ادريس خليفة
    نعم لا حياة لمن تنادي؟
    هذه هي ميزنية الجوع والافقار والتهميش
    كما اعلن عنها حمدي انه لن يتم
    اي صرف علي الشرق والغرب والجنوب!!

    الجزء الثاني
    * يمكن تلخيص إيرادات الميزانية الجديدة في الجدول التالي ( مليار دينار )

    2005 2006 % %
    1/ الإيرادات الضريبية 467,4 676,0 32,9 %
    2/ الرسوم المصلحة 018,6 25,0
    3/ الإيرادات القومية 789,0 1,008,4 50,2 %
    المؤسسات العامة 0042,0 0,065,0{

    الاستثمارات الحكومية 16,0 0,018,0{ 6,2 %

    أخري - 0,17,0
    عائدات البترول 706,0 0908,4 440 %
    4/ إجمالي الإيرادات الذاتية 1,275,0 1,709,4
    5/ التمويل المتاح 166,0 345,8 16,9 %
    قروض ومنح 95,0 167,8
    تمويل داخلي 71,0 178,0
    6/ أجمالي الإيرادات العامة (4+5) 1,441,0 2,055,2 100 %

    هذا الجدول يعكس أن الإيرادات الحكومية لا تزال تعتمد على مصادر تقليدية تشكل الضرائب المباشرة وغير المباشرة حوالي 32,9 % منها ( الضرائب الغير مباشرة تشكل 80% من الإيرادات الضريبية ) وتشكل عائدات البترول حوالي 44 % مقارنة ب 48 % في العام الماضي . وهذا يشير إلي تزايد الاعتماد على البترول مع استمرار الضرائب كمصدر أساسي للإيرادات . وعائدات البترول هي عائدات ريعية لا علاقة لها بهيكل الإنتاج الوطني ، والمشكلة أن هذه العائدات الضخمة والمتزايدة ظلت لغزاً طوال السنوات السابقة ولا أحد يعرف حجمها الحقيقي ، وهل ما يظهر في الميزانية يمثل كل العائدات أم انه يمثل جزءاً فقط ؟ وما هو نصيب الحكومة من أجمالي عائدات البترول ؟ وهناك أيضاً المعادن الأخرى ( الذهب ) هذه الأسئلة تحتاج إلي إجابات واضحة تعكس حقيقة الواقع ، خاصة بعد توقيع اتفاقية السلام وصدور الدستور الانتقالى . ولكن الميزانية لم تفصح عن ذلك. والجدول يعكس أيضاً ضعف مساهمة مؤسسات القطاع العام والاستثمارات الحكومية ( حوالي 5 % فقط في أجمالي الإيرادات ) وهى مساهمة تتناسب مع حجم استثمارات هذه المؤسسات ولا مع دورها التاريخي في دعم الميزانية العامة حتى سبعينات القرن الماضي . ويرجع ذلك ، بشكل رئيسي، إلي سياسات الدولة في إهمال هذه المؤسسات الأمر الذي أدي إلي انهيار معظمها ( مشروع الجزيرة ، السكة حديد ، المصانع الحكومية ، جامعة الخرطوم كأمثلة فقط ) وأيضاً لسياسات خصخصة المؤسسات الحكومية والمربحة منها بشكل خاص لمصلحة فئات طفيلية مرتبطة بالنخبة الحاكمة . ونشير هنا إلي أن الإيرادات الضريبية المضمنة في الميزانية لا تستبعد فرض ضرائب جديدة خلال العام ، كما جرت العادة ، وكما تشير إلي ذلك معلومات حول زيادة أسعار البترول تداولتها المجالس و الصحف قبيل تقديم الميزانية ، ومع ذلك فهي لا تشمل كل أشكال الضرائب التي يعانى منها المواطنون. فهناك ضرائب متعددة ومتنوعة تفرضها بعض الوزارات والولايات والمعتمديات حتى وصلت إلي العاملين في النشاطات الهامشية . ولذلك اصبح الناس سصفون دولة الإنقاذ بأنها دولة جباية وليست دولة رعاية وخدمات وفى الجانب الأخرى هناك التمويل من البنك المركزي (8 % ) وهو أيضاً مصدر تقليدي في إيرادات الدولة ولا يجده قانون بحكم ارتباط البنك بوزارة المالية . ونأمل أن تساعد إدارة البنك الجديدة في التقليل من الاعتماد على هذا المصدر . وهناك أيضاً القروض المنح الخارجية ( 8,9 % حسب الميزانية ) ولكن الواقع يقول أن هذا المصدر يساهم بأكثر من ذلك . فهناك خطة أوسلو التي يساهم المانحون بحوالي 57 % من تمويلها ( حوالي 4,5 مليا دولار ) وهناك تطور العلاقات مع مؤسسات التمويل الدولية التي أصبحت تشرف على برنامج الإصلاح الاقتصادي منذ عام 2000م. المذكرة التفسيرية للميزانية تشير إلي أن تدفقات القروض والمنح في عام 2006م تصل إلي 746 مليار دولار بحة معظمها للجنوب والمناطق الثلاث والحكومة المركزيه . ووهى مبالغ ضخمة تعكس اتساع الاهتمام الدولي والإقليمي بالأزمة السودانية . ولكن هذا الاهتمام سيتبدد إذا لم يجد اهتماماً وطنياً موازياً عالياً ويقظاً يستهدف تعبئة اكبر قدر من الفائض الاقتصادي في البلاد والحل العادل والعاجل لمشكلة دارفور والشرق ومشاركة القوى السياسية الأخرى ومعالجة الجوانب الأخرى في الأزمة السودانية وفى مقدمتها قضايا التحول الديمقراطي والوحدة الوطنية والتنمية الشاملة والمتوازنة . وفى هذا المجال يمكن طرح مقترحات عديدة .


    • إلي أين تتجه هذه الإيرادات ؟
    في جانب الاتفاق الحكومي تعتمد الميزانية أيضاً نفس تبويبها التقليدي ، مع إضافة باب ثاني وثالث لتحويلات الجنوب والولايات الشمالية والباب الأول للحكومة المركزية . وذلك تمشياً مع مقتضيات اتفاقية السلام الشامل . ويمكن تلخيص الاتفاق الحكومي في الجدول التالي ( مليار دينار )

    1) الانفاق الحكومي الجاري 922,8 100% 58,4 % 44,2 %
    - الفصل الأول 418,3 45,2 %
    -الفصل الثاني 504,5 54,8 %
    2) تحويلات الجنوب 319,4 20,3 % 15,3 %
    3) تحويلات الولايات الشمالية 336,2 21,3% 16,1%
    4) أجمالي الأنفاق الجاري 15784
    5) انفاق التنمية 506,8 24,4 %
    - المشروعات القومية 365,2
    - التنمية الولائية 141,6
    6) أجمالي الأنفاق العام(4+ 5 ) 2,085,2 100%

    هذه الأرقام توضح بشكل عام إلي أين يتجه الأنفاق الحكومي العام . وفى هذا الإطار يمكننا طرح الملاحظات التالية :-
    (1) أن الحكومة المركزية ( الاتحادية ) لا تزال تستحوذ على معظم الاتفاق الحكومي . فهي تسيطر على 59 % من أجمالي الأنفاق الحكومي الجاري وحوالي 60 % من أجمالي الأنفاق العام ( الأنفاق الجاري وانفاق التنمية ) بينما تسيطر حكومة الجنوب والولايات الشمالية على حوالي 20 % و 21% من الاتفاق الجاري وحوالي 15 % و 16 % من الأنفاق العام على التوالي .
    وهذه الأرقام تثير تساؤلا مشروعاً عن أسباب هذا الأنفاق الكبير ، لانه لا يتناسب مع شروط الحكم الفيدرالي في الشمال ولا مع الحكم الذاتي الكامل في الجنوب ونقل معظم الخدمات والصلاحيات من المركز إلي الأقاليم . فلماذا تضخمت نفقات الحكومة المركزية ؟ ضعف مخصصات الولايات الشمالية يرجع إلي تبعيتها للحكومة الاتحادية ( باعتبارها حكومة للشمال أيضاً ) وبالتالي إلي عدم رغبة الحكومة في نقل صلاحيات ومخصصات اكثر لهذه الولايات . وهذه مشكلة تسببت حتى الآن في تفجر مشكلة دارفور والشرق وجبال النوبة والنيل الأزرق . أما ضعف مخصصات حكومة الجنوب فيرجع إلي حقيقة عائدات البترول المنتج في الجنوب وطريقة حسابها . ومع ذلك فان هذا الضعف سوف يثير تساؤلات أوسع .وتركيز معظم الاتفاق الحكومي في المركز سوف يعمل فقط على أضعاف الثقة في الالتزام بتنفيذ اتفاقية السلام الشامل والاتفاقيات المكملة ، خاصة اتفاقية القاهرة ، وفى تجربة الحكم الفيدرالي في شكلها المحدّد في الدستور الانتقالي . وقد يعنى ذلك إصرار دوائر محدّدة وسط نخبة الإنقاذ على مقاومة أي تغيير جوهري في تركيبة الحكم القائمة حتى الآن . وتلك مشكلة سياسية يجب مواجهتها بقوة .
    (2) ومع ضخامة الأنفاق الحكومي في المركز نلاحظ أن الفصل الأول (المرتبات والأجور ) يستحوذ على حوالي 45 % من أجمالي الانفاق الجاري للحكومة الاتحادية . وهذا يعكس تضخم جهاز الدولة في المركز رغم انف اتفاقية السلام والحكم الفيدرالي . وإذا وضعنا في الاعتبار ضعف مرتبات غالبية العاملين في الدولة ( الحد الأدنى للأجور حوالي 12,500 دينار ارتفع إلي 15,000 دينار في الميزانية الجديدة ) نصل إلي أن
    معظم مخصصات هذا الفصل تستحوذ عليها الفئات العليا في جهاز الدولة خاصة العناصر المرتبطة بالنخبة الحاكمة وحزبها .وهناك أيضاً مرتبات ومخصصات الجهاز التنفيذي والسياسي ( قيادات الحزب الحاكم ) وتتضح مفارقات الأجور والمرتبات بين الوزرات والوحدات الحكومية في الجدول التالي( مليون دينار ) :-
    - قطاع الأجهزة السيادية 31,382 - وزارة الصحة 12,600
    - الدفاع والأمن والشرطة 260,574 - القطاع الاجتماعي 1,906
    - رئاسة الجمهورية 17,672 - الزراعة 6,000
    - وزارة الخارجية 9,812 - النقل والطرق 0,172
    - رئاسة مجلس الوزراء 1,340 - التعليم العالي 12,256
    - جهاز الأمن الوطني 38,000 - هيئة المياه 0,138
    - منظمة الشهيد 0,580 - التربية والتعليم 1,161
    - العلوم والتقانة 3,886
    هذه النماذج تعكس أين تتجه معظم مخصصات الأجور والمرتبات في أجهزة الحكومة الاتحادية .والمهم هنا أن هذا الاتفاق لا يرتبط بالإنتاج والتنمية بشكل مباشر ولا بالخدمات التي نقلت إلي الحكومات الولائية .
    (3) أما الفصل الثاني فيشمل المجالات التالية ( مليار دينار ) :-
    - أجمالي الفصل الثاني 504,5 100%
    - تسيير الوزارات والوحدات 127,8 25%
    - البنود الممركزة 337,4 65%
    - الدعم الاجتماعي العام 39,3 10 %
    هذه الأرقام لا تحتاج إلي توضيح . فقد ظل الفصل الثاني على الدوام ، يمثل اكبر بالوعات الأنفاق الحكومي . أذ انه يشكل 55 % من أجمالي الاتفاق الجاري للحكومة الاتحادية . وهو يعادل تقريباً اتفاق التنمية المركزية والولائية ( الولايات الشمالية ) والواضح أن البنود الممركزة تستحوذ على معظم أنفاقه(65% ) بينما يستحوذ الدعم الاجتماعي على 10 % ) فقط وتسيير الوزرات والوحدات الحكومية على 25 % . والأنفاق في هذا الفصل يتركز في تسيير جهاز الدولة الاتحادي . وحتى في هذا الإطار يمكننا ملاحظة مفارقات صارخة في نفقات تسيير بعض المؤسسات الحكومية ، كما في الجدول التالي ( مليون دينار )
    - قطاع الأجهزة السيادية 14,507 - الصحة 8,407
    - الدفاع والأمن والشرطة 73,165 - التعليم العالي 9,075
    - وزارة الاستثمار 0,558 - العلوم والتقانة 3,954
    - الأمن الوطني 6,000 - التربية والتعليم 2,853
    - الرعاية الاجتماعية 0,281
    أما البنود الممركز فأنها ، حسب المذكرة التفسيرية الميزانية ، تشمل مصروفات يصعب تجزئتها وتضمينها في تسيير الوزات والوحدات الحكومية . ولذلك تشمل خليطاً من المصروفات العامة . ونفقات هذا البند تعادل تحويلات الولايات الشمالية جميعها وتفوق تحويلات حكومة الجنوب وتقترب من أنفاق التنمية القومية . وكل ذلك يعكس مفارقة واضحة ويثير تساؤلات مشروعة حول طبيعة هذا الاتفاق . ويمكن الإشارة إلي بعض هذه المفارقات في الجدول التالي :-

    - الوفود والمؤتمرات 6,000 - احتياطي الأمن الغذائي 13,000
    - الضيافة الرسمية 5,500 - دعم الكهرباء 19,260
    - تذاكر سفر الإجازة 1,000 - الدعم الصحي 7,625
    - احتياطي الطوارى 70,000 - مكافحة الآفات القومية 1,900
    - احلال العربات 3,100 - ترقية خدمات الصادر 1,200
    - دعم الإذاعة والتلفزيون 6,000 - الخطة القومية للتدريب 1,800
    - صندوق رعاية الطلاب 7,000 - دعم الأدوية المنقذة 4,915
    هذه النماذج تكفى لمعرفة طبيعة هذه ( البنود الممركزة ) وما تتضمنه من مفارقات صارخة . ويبدو أن الميزانية لا تعكس كل الانفاق الجاري للحكومة الاتحادية. فهناك الصرف خارج الميزانية والصرف على الحزب الحاكم الذي عقد عدة مؤتمرات قطاعية ومؤتمراً عاماً وصلت تكلفتها إلي عدة مليارات . وذلك رغم بداية تنفيذ اتفاقية السلام الشامل وتكوين حكومة الوحدة الوطنية والتبشير بتحول ديمقراطي واسع .
    (4) هناك بالطبع تحويلات حكومة الجنوب وحكومات الولايات الشمالية ، وهى تحويلات الانفاق الجاري وليست للتنمية . وبذلك يبلغ أجمالي الانفاق الحكومي الجاري 1,578 مليار دينار أي ما يعادل حوالي 76,6 % من أجمالي الإيرادات الحكومية ( 2,0558مليار ) ويوفر حوالي 476,8 مليار فقط للتنمية القومية والولائية . وعند إضافة مصروفات التنمية تحقق الميزانية عجزاً قدره حوالي 30,000 مليون دينار . وهذا يعنى أن الانفاق الجاري ، وبالذات انفاق الحكومة المركزية ، يقوم بتبديد قدر كبير من الفائض الاقتصادي في البلاد ويوجهه للصرف على مجالات استهلاكيه لا علاقة لها بالتنمية والإنتاج رغم ضجيج الشعارات والأرقام المضللة . وهذا التوجه لا يأتى من فراغ وانما يرتبط بسياسات نخبة الإنقاذ وبرنامجها الاقتصادي والاجتماعي المستند إلي سياسات التحرير والخصخصة والتمكين منذ عام 1989م .وقد اثبت الواقع فشله . ومع بداية تنفيذ اتفاقية السلام الشامل واتفاق القاهرة نحتاج إلي سياسة اقتصادية جديدة تتلاءم مع الوضعية السياسية الجديدة التي دخلتها بلادنا باتفاقية السلام الشامل واتفاق القاهرة والاتفاقيات المتوقعة الأخرى . ولكن الميزانية تجاهلت ذلك تماماً وعملت على تكريس الواقع الراهن كما هو .
                  

12-20-2005, 03:00 PM

Amin Elsayed
<aAmin Elsayed
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 1252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزانية مثلث حمدي (Re: Amin Elsayed)

    • خلاصة :-
    يرى حزب البعث السوداني أن ميزانية 2006م ميزانية تقليدية لا تتناسب مع الظروف الحرجة التي تمر بها بلادنا ولا مع الوضعية السياسية التي دشنها توقيع اتفاقية السلام الشامل واتفاق القاهرة . فهي تعتمد ، بشكل أساسي ، على الضرائب غير المباشرة التي تتحمل عباها جماهير الشعب وعلى عائدات البترول . والمشكلة أن هذه العائدات الضخمة والمتزايدة تستخدم في أنفاق جارى لا علاقة له بالإنتاج والتنمية . إذ أن إيرادات الدولة ، التي تعادل 28 % من أجمالي الناتج المحلى ، لا تزال تتجه للصرف على جهاز الدولة في المركز والولايات ، ولا يترك أي فائض فعلى للتنمية والخدمات الأساسية ،. وفى تقديرنا انه يمكن البحث عن مصادر حقيقية للإيرادات الحكومية يتمثل أهمها في الضرائب المباشرة على المصارف والمليارديرات الجدد وفى أرباح مؤسسات القطاع العام مع العمل على إعادة تأهيلها وإيقاف عمليات الخصخصة الجارية فيها منذ عام 1990م دون أي أسس تراعى ضرورات دور الدولة في النشاط الاقتصادي وحقوقها في مؤسساتها . وفى جانب المصروفات هناك إمكانيات واسعة لتخفيض الانفاق الحكومي ويشمل ذلك تقليص حجم الأجهزة السيادية وخاصة في رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء . وكذلك تقليص حجم الحكومة المركزية ليتناسب مع مهامها الفعلية في نظام فيدرالي . وذلك بالإضافة إلي العودة لنظام الأقاليم ( الجنوب ، الأوسط ، الشرق ، كردفان ، دارفور ، الشمال والخرطوم كعاصمة قومية ) وهناك أيضا ضرورة للمحافظة على حرمة المال العام ومحاربة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة ،. وهذا يتطلب الالتزام بالميزانية العامة وعدم السماح بالخروج عليها بأي حال من الأحوال . ويتطلب أيضاً تكوين مفوضية لمكافحة الفساد بعد أن أصبح السودان يتصدر الدول العربية في هذا المجال .وفوق كل هذا وذاك هناك ضرورة للإسراع بحل مشكلة درافور والشرق حلاً عاجلاً وعادلاً وكذلك رفع الضرر ورد المظالم من خلال عدالة انتقالية واسعة والإسراع في خطوات التحول الديمقراطي لانه لا تنمية حقيقية دون ديمقراطية حقيقية ،كما أثبتت تجاربنا مع الأنظمة العسكرية الديكتاتورية ، رغم تشدقها بشعارات التنمية ومحاربة الفساد وغيرها . وفى هذا الإطار نرى أن سودان ما بعد السلام يحتاج إلي خطة اسعافية سريعة تركز على الجنوب والمناطق المتأثرة بالحرب والحاجات الأساسية للسكان ، وخطة متوسطة المدى تعمل على إعادة أعمار وبناء السودان بشكل عام والمناطق المهمشة والأكثر تخلفاً بشكل خاص ،. وذلك من خلال مؤتمر اقتصادي قومي ، شبيه بمؤتمر 1986م ، لمراجعة خطة أوسلو واعادة مناقشتها ، بمشاركة كافة القوى السياسية والاجتماعية بما في ذلك رجدال الأعمال والنقابات وتنظيمات المجتمع المدني ، وصولاً إلي تصور مشترك حول أولويات مرحلة ما بعد السلام واعادة بناء سودان ديمقراطي موحد . ومن خلال ذلك يمكن الاستفادة القصوى من الاهتمام الدولي والإقليمي الواسع باستقرار البلاد وتنميتها وذلك لان هذا الاهتمام قد يتبدد إذا لم يجد اهتماماً وطنياً موازياً وأرادة وطنية موحدة وفعالة .

    يحيى محمد الحسين
    محمد وداعة الله محمد عثمان
    أعضاء الهيئة التشريعية القومية
    المجلس الوطني عن حزب البعث السوداني
    الخرطوم 13/12/2005م
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de