منقــول / سكينة عالم سبعون عاماً من التجرد و..... بقلم د/محمد المهدي بشري ( الصحافة )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 01:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-06-2005, 06:03 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
منقــول / سكينة عالم سبعون عاماً من التجرد و..... بقلم د/محمد المهدي بشري ( الصحافة )



    في أربعينها

    سكينة عالم: سبعون عاماً من التجرد ونكران الذات

    الصحافة 12- 19 أغسطس 2005

    د. محمد المهدي بشرى

    حين غربت شمس الرابع والعشرين من يونيو الماضي، كانت قد أخذت معها شمساً أخرى من شموس هذا الوطن الجميل، تلك كانت سكينة محمد ابراهيم عالم، التي عبرت آخر نفاج في حياتها، نفاج يفصل بين الحياة والموت، وبنفس الخطى الواثقة الهادئة المطمئنة. وكما عاشت حياتها بكل صدق وشفافية عبرت النفاج وكأنها تؤدي واجباً عادياً. بعد ساعات حضر الرفاق والرفيقات الذين أحبوها وأحبتهم ونذرت حياتها لأجلهم جميعاً، حضر عبد المنعم عطية وأحمد جمعة وأحمد حبيب ومحمد فضل السيد وضياء الدين أبو العزائم وماضي أبو العزائم، وحضرت فاطمة القدال وسميرة عيسى وعلوية خوجلي ونائلة محمد ابراهيم، لكن الشمس كانت قد غابت ولم تكن سكينة عالم هناك في غرفتها تطالع كتاباً أو تؤانس بصدقها وروحها الآسرة واحداً من أحبائها، وقفلوا جميعاً راجعين ولسان حالهم يقول: «سكينة عالم حضرنا ولم نجدك للمرة الأولى».

    لقد حظيت بأن أعيش الكثير من دقائق عمر هذه المرأة النبيلة، ومراحل نضالها الذي لم يعرف المهادنة أو التراجع، كنت أشاهد التاريخ وهو يصنع، وأسمع وقع أقدام المستقبل، كنت يافعاً حين رافقتها قبل أكثر من خمسين عاماً الى مدينة أم درمان، لا أذكر كيف وصلنا الى المدينة، وهأنذا في وسط زحام النساء في الملازمين أمام مبنى الاذاعة الحالي أتشبث بيدها، واليوم كان واحداً من أعياد المرأة السودانية، لقد كانت المناسبة، كما عرفت فيما بعد، إعلان ميلاد الاتحاد النسائي. كان حشداً من النساء فاضت به جنبات الشارع، ومن مكان لم أتبينه كان أحمد المصطفى يصدح بأناشيده التي تغنى بها يمجد فيها المرأة السودانية ونضالاتها، ولم يكن أنسب من هذا الغناء الشجي للوجوه الباسمة والمشرقة التي تطفح بالبشر وتنظر نحو المستقبل. وبعد أسابيع قليلة ستحضر أكثر هذه الوجوه الى منزل أسرة الوالدة في بري المحس. ومرة أخرى يتكرر المشهد بذات الجلال والمهابة. كانت قيادات نساء البراري حاضرات، وامتلأ الصالون والحوش بجمع النساء، وتتالت الكلمات والنقاشات الحارة، ولا بد أن المناسبة كانت إعلان ميلاد فرع الاتحاد النسائي بالبراري.

    تفتحت عيناي قبل أكثر من خمسين عاماً، ووجدت نفسي قريباً منها، امرأة ذات جسم نحيل وإرادة لا تلين، كنا أربعة ابناء وابنة واحدة، أكبرنا كان قد بلغ الخامسة عشرة وأصغرنا في الخامسة، ولم تكن هى قد أكملت عقدها الثالث حين حدث الانفصال بينها وبين زوجها، من الغريب أن الانفصال لم يكن رغبة أي منهما، على العكس من ذلك، كانا يودان بعضهما البعض كثيراً، وظلت أسباب الانفصال غامضة تماماً الا من النذر اليسير، وكثيراً ما حاولت معرفة جلية الأمر منهما، لكن الوالدة كانت تجيب بابتسامتها الهادئة كالعهد بها دائماً، ولم تكن تنبس ببنت شفة ولا تود أن تحمل شخصاً آخر ما حاق بها، فهو قدرها وعليها أن تقبله، كانت كمسيح يتعذب لأجل الآخرين، أما الأب فكانت إجابته قصيرة وموجزة. خلاصة الأمر أن أسباب الانفصال كما فهمت، ترجع لبداية الزواج، لم يكن الزوج مقبولاً من بعض أهلها خاصة خالاتها، وذلك لودهن الحميم لها ولخوفهن من فقدانها، لكن أباها لم يكن على استعداد للركون لمثل هذه العاطفة الجياشة ورحب بخطيب ابنته، وتم الزواج رغم أنف الخالات اللائي لم يستسلمن وكان شعارهن «خسرنا معركة ولم نخسر الحرب» والمفارقة الكبرى هنا أن هذا العريس الذي قوبل برفض الخالات يمت لعروسه بصلة القرابة، فهو من ابناء عمومتها، ومن أبكار خريجي كلية غردون، بل ومن المتفوقين فيها وثاني دفعته فيما كان مكي عباس الأول، وفوق هذا هو من أوائل السودانيين الذين التحقوا بالمصلحة الزراعية التي ستصبح فيما بعد وزارة الزراعة. واستمر الزواج وظل محفوفاً بالخطر، وكثرت اعتراضات الخالات على تنقل ابنتهن مع زوجها بحكم عمله، حيث عمل في القضارف وسنجة وبورتسودان، وقبل أن يمر العقد الثاني بعد الزواج، كان الزوج قد أرهق كثيراً من جراء المعركة الضروس، ولم يكن بد من الانفصال، ووجدت الزوجة نفسها أماً مسؤولة عن صغار هم زغب الحواصل، وكعادتها لم تنظر للوراء، ولم تتوقف لتندب حظها، وبكل التجرد الذي عرف عنها، شمرت عن ساعد الجد ونذرت نفسها لأسرتها الصغيرة. وهكذا عبرت سكينة عالم النفاج الأول في حياتها، ذلك النفاج الذي يفصل بين فضاء الزوجية وفضاء الأمومة. ولم يقتصر كدحها على أسرتها الصغيرة، بل تعداه الى وطنها. كانت تحمل أشواقاً عظيمة للتغيير، عرفت بحسها الطليعي في دور التعليم في ترقية المرأة، وهذا ما دفعها لأن تحول صالون منزلها الى روضة للبنات، وكانت تلك ثاني روضة في البراري. وقد سبقتها زينب ياسين في فتح أول روضة بمنزلها، ولم يكن غريباً على الحاجة زينب ياسين تلك المبادرة الجريئة، فقد جاءت للبراري من واحد من مراكز الاستنارة التي تأثرت بثورة بابكر بدري في تعليم المرأة: الكاملين. وقد تشرفت وشقيقي الذي يصغرني - الصادق- بأن كنا من الذين نهلوا من علم هذه المعلمة الرائدة.

    كان دأب الحاجة سكينة في الحياة الاكتفاء بالقليل، لم أسمعها تتحدث بضمير الأنا كأن تقول توبي أو حذائي أو بيتي، وإذا أعطيتها شيئين تأكد أنها ستكتفي بواحد وسيذهب الآخر الى من تود، وما أكثرهم من شقيقاتها أو أقاربها، فقد كان تمقت الملكية، وانتمت بصدق الى الأشعريين الذين يؤثرون على أنفسهم ويعفون عند المغنم. شئ واحد كانت تحرص على ملكيته والاستئثار به: الكتاب الذي ما فتئت تحتفي به أيما حفاوة. ثمة كتب ظلت لا تفارقها في حقيبتها البسيطة وحيث ترقد، المصحف الشريف، الصحيحين، الشوقيات ومؤخراً أصبحت ضالتها كتب التفاسير والفتاوي.

    في مرة حضرت للمنزل يرافقني صديقي محمد المصطفى من ابناء الفتيحاب، كنت أمرُّ عليه بوزارة المالية حيث كان يعمل، وآخذه للمنزل بعد أن نمرعلى السوق ونتزود بما لذ وطاب، كانت أمي مضطجعة تطالع في كتاب «ماركسية القرن العشرين» لجورج طرابيشي، لاحظ محمد المصطفى وجه كارل ماركس بلحيته الكثيفة على غلاف الكتاب بلونين، الأصفر والأحمر، واندهش لهذه التي يعطي مظهرها انطباعاً بالأمية، حياها وسألها عن محتوى الكتاب، فشرعت تحدثه عن الجزء الذي فرغت منه، وواصلت الاطلاع، ومن جانبي خاطبتها مداعباً « إيه يا حاجة حانتغدي كارل ماركس؟» وفهمت الرسالة وهبت متوجهة نحو المطبخ الذي كان لزمان طويل واحداً من مجالات معرفتها وخبرتها التي لا تُجارى، وبعد أقل من ساعة كنا نتلذذ بأكل وجبة شهية قل أن يتذوق المرء مثلها.

    كان البعض قد استكثر عليها الانتماء للحزب الشيوعي، ومنهم من اعتبره مجرد إدعاء فحسب، ومنهم من رآه محاولة لملء الفراغ. وفي كل الحالات كانت مثل هذه الانطباعات تنطوي على استعلاء بوهم أن الانتماء للحزب الشيوعي يحتاج الى قدر من الاستعداد الأكاديمي لا تملكه هذه المناضلة البسيطة، بالطبع لم يكن الحزب الشيوعي جامعة هارفارد أو أكسفورد، بل كان القبلة التي يتوجه اليها الذين تملأ جوانحهم أشواق العدالة والمساواة. وما أكثر ما تكررت محاولة استمالتها من قبل هذه الجماعة أو تلك، خاصة في ظل الأنظمة الشمولية، أحد معارفها من الذين يركبون الموجة، جاهد لإغرائها للانضمام لحزبه الشمولي، بالطبع لم تكن لترضخ لمثل هذه الأساليب لسبب بسيط، أن هذا لا يتوافق مع مزاجها واختيارها الذي حددته بوعي وإرادة، وفي ذات الوقت حظي انتماؤها الحزبي بتقدير واحترام عظيمين، خاصة من جانب أهلها وأبناء عمومتها الذين كانوا يحرصون على المؤانسة معها، وقد عرف أغلبهم بالانتماء لطائفة الأنصار، ولم يخلق ذلك أي حاجز أو حساسية مع انتمائها، فقد فرضت شخصيتها احترام الجميع لها، وكنت تراها وسط حشد من أقاربها الرجال يتحدثون في شتى القضايا ويستمعون لآرائها ولسان حالهم يقول نعم الانحياز ونعم الاختيار، ونعم المرأة.

    بالطبع لم تكن سكينة عالم وحدها التي انتمت للحزب الشيوعي عن وعي وإرادة وبصدق وعفوية، كانوا كثيرين مثلها منهم أحمد عبد الوهاب «قراع»، أذكره يأتي في الصباح الباكر للمنزل مرتدياً ملابس العمل، القميص والرداء، حاملاً «المسطرينة» كأنه يؤكد انتماءه الصادق والحقيقي للحزب وللمناضلين، مشهد يقرأه الفرد في روايات مكسيم جوركي، لكن كنت أشاهده وأعيشه، كان يمر بالمنزل ليحتسي قهوة الصباح ويتناقش مع الرفيق حول بعض شؤون الحزب، وهكذا يتم كل شئ في صدق وبساطة دون أي إدعاء أو زيف، وربما يمر كذلك عبدالرحيم عبد الوهاب «سي سي» مناضل جسور أفنى شبابه وعافيته لأجل البسطاء والمسحوقين، كان السكري قد نال من جسده النحيل، لكنه لم ينل من روحه ونفسه الأبية، وغير هذين كثيرين كانوا يؤمنون بالإنسان وبحتمية انتصاره في المستقبل، منهم يوسف حمد والهلالي وأحمد جمعة وعلى باب الله، جميعهم نالوا تعليماً محدوداً، لكنهم تعلموا واكتسبوا خبرة من الحياة، هؤلاء جميعاً تراصوا جنباً الى جنب مع من نالوا حظاً من التعليم والتأهيل، مثل المربي الجليل الذي نذر نفسه لقضية التعليم على امتداد السودان، ابو زيد موسى، والمناضل الجسور الذي أعطى حياته لقضية التقدم الاجتماعي مصطفى أحمد الشيخ، ومولانا القاضي الشرعي والفقيه محمد حسن البوداني، ومحمد خلف الله الشايقي، الى جانب مناضلات مثل فاطمة النقر التي لم يمنعها قلبها المريض من السير في دروب النضال.

    ومهما يكن من أمر، فكل هؤلاء الرهط من الشيوعيين والشيوعيات كانوا يعرفون قدرهم تماماً، لهذا وجهوا طاقاتهم نحو الجانب العملي، أي العمل الدؤوب لأجل تغيير الواقع في عالمهم الصغير «البراري» وقد أحرزوا نجاحات ساحقة في العديد من المجالات، وساهموا في تغيير الواقع الاجتماعي تغييراً نوعياً، وتشهد لهم في هذا المؤسسات التعليمية والاجتماعية التي نهضت وشمخت بجهدهم، وكان آخرها دار الفتيات التي كان خلف تأسيسها الاتحاد النسائي، ومع جهد مقدر من بعض رجالات بري المحس. وقد كانت هذه الدار خلية تموج بالنشاط مثل محو الأمية الذي كلفت به الحاجة سكينة، إضافة الى قاعات التطريز والتدبير المنزلي وغيرها.

    هذه النجاحات العظيمة أهلت دائرة البراري لتقدم أعظم هدية للحزب الشيوعي السوداني، ألا وهى فوز مرشحه في الانتخابات، وكما هو معروف فقد فاز مرشح الحزب الشيوعي السوداني في الانتخابات التكميلية التي جرت في نهاية الستينيات بعد وفاة نائب الدائرة الاتحادي محمد أحمد المرضي، وتلك كانت من المرات النادرة التي يفوز فيها مرشح الحزب الشيوعي في دائرة جغرافية، وأين؟ في العاصمة. وبعد ذلك فاز الشهيد عبد الخالق محجوب في دائرة أم درمان الجنوبية، ثم الراحل عز الدين علي عامر في دائرة الخرطوم، ومحمد ابراهيم نقد في دائرة الديوم في آخر انتخابات ديمقراطية. ومن المعروف أن مرشح الحزب الشيوعي عن دائرة البراري فاز بأصوات النساء، وكان للحاجة سكينة مع غيرها من المناضلات القدح المعلى في هذا الصدد.

    كذلك تميزت الحاجة سكينة بحس إنساني شفيف، مما أكسبها حب كل من تعرف عليها، وكانت تحترم الضعف الانساني وتساعد في التغلب عليه، ضعف الزميل م. ب وصار متعاوناً مع جهاز الأمن المايوي، فما كان منا جميعاً الا أن نبذناه وسعينا لأن نفتك به أو على الأقل نعزله، وحدها ظلت على ودها معه إحساساً منها بأن كل إنسان قد يضعف في لحظة ما، وكان لسلوكها النبيل معه أثر في تماسكه وتوقفه عن التعاون مع جهاز الأمن وهجرته لخارج البلاد.

    لم تكن تدع فرصة للنضال تفوتها، وكانت جسورة في إبداء رأيها، وما أكثر المرات التي شاركت فيها في المظاهرات والمسيرات، على سبيل المثال شاركت نساء حلفا في المظاهرة المشهورة التي خلدها التاريخ، حيث خرجت نساء حلفا في مسيرة جابت شوارع الخرطوم يرتدين «الجرجار» زيهن التقليدي، كان ذلك في عام 1959م احتجاجاً على اتفاقية مياه النيل التي وقعها عبود مع عبد الناصر، والتي قضت بتهجير أهالي حلفا الى خشم القربة، كانت كل نساء المسيرة أو جلهن من منطقة حلفا، عدا سيدة واحدة اختفت ملامحها وشلوخها في الجرجار، ولم تكن هى سوى سكينة عالم.
                  

09-10-2005, 12:28 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منقــول / سكينة عالم سبعون عاماً من التجرد و..... بقلم د/محمد المهدي بشري ( الصحافة ) (Re: خضر حسين خليل)

    قرأت هذا الرثاء في الفقيدة الراحلة الحاجة سكينة وهو منقول من (أخبار الميدان) نشر في أربعينية الحاجة سكينة في صحيفة الصحافة قمت بنقله الي هناحتي يتعرف الجميع علي نمازج النساء في وطني للحاجة سكينة اعالي الجنان وستبقي في ذاكرة شعبنا المو######## جيلاً بعد جيل ولاسرتها ومعارفها أصدق العزاءات وللدكتور محمد المهدي الشكر والتقدير .


    خضر
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de