|
|
 كيف نخرج الآن من المأزق ؟
|
عادل الباز
قالوا ان احد تعريفات الفتنة انها الفعل الذى لا يعرف احد لماذا بدأ، ولا يعرف احد كيف سينتهى.
الآن تهيأ الجو تماما وحانت الفرصة، قتلى وحرائق ودماء وحتى اغتصابات ، ليس هنالك تربة اكثر خصوبة من هذا المناخ يمكن ان يعمل فيها اعداء السلام. ملعون ابو السلام الذى يذبحنا فى الشوارع ويقتل اولادنا ويحرق ممتلكاتنا ؟ فى مثل هذه الاجواء وتحت ظلال هذا المنطق المضلل الذى يبنى دفاعاته على دغدغة العواطف تترعرع الفتن. هذه فرصة لن يدعها اعداء السلام ودعاة الفتنة تفلت من بين ايدهم وسيجد المدافعون عن السلام انفسهم محاصرين بين منطق بلا عقل، وبين جماهير مغبونة فسرعان مايتراجعوا خوف اللعنة التى تنالهم لخروجهم لقول الحق فى مثل هذه الاجواء، اذا غاب العقل وخاف المؤمنون بالسلام، فماذا تنتظرون سوى الخراب .
كيف نخرج الآن من المأزق؟هذا السوال ينبغى ان يسأله كل الحادبين على الوطن .
اولهم فى ما نظن هما طرفا نيفاشا التى تقع على مسؤوليتهما حفظ ماحققاه من سلام والذى لايمكن استدامته اذا انفلتت الاوضاع الامنية على نحو ما تتجه اليه الآن فى بعض مناطق العاصمة ومدن اخرى . جميل ان تتكون لجنة بينهما الآن لضبط ومراقبة تطورات الوضع ولكن هذا وحده لايكفى فالعمل المشترك ليس هو لجان تنعقد لتنفض بينما الاوضاع تتدهور . لابد من نزول الطرفان لمخاطبة الناس فى القواعد وبشكل يومى ومباشر مستخدمين فى ذلك كل امكانياتهما المادية والبشرية . فمثلا ظهور قادة الحركة الذى اثبتوا انهم على وعي وقدر عالٍ من المسؤولية، فنزولهم لأوساط مناطق تجمعات الجنوبيين من شأنه ان يقلل انفعال بعض العناصر الثائرة والتى لاندعى انها تنتمى للحركة ولكن استغلال علاقات الحركة فى تلك المناطق يمكنه التأثير عليها بشكل كبير ويساعد على ضبط الاوضاع . الحكومة من جانبها يمكنها بجانب الدور الامنى الذى يمكّن من السيطرة على الاحداث فى مستواها الفوقى ولكن لايمكنها من تهدئة النفوس، للحكومة ومؤتمرها ان يلعبا دورا آخر، فمثلا يمكن توجيه قواعد المؤتمر الوطنى للعب دور اساسى فى ضبط انفعالات الشارع عبر العمل المكثف وسط الجماهير والحكومة تعرف بحكم تجربتها كيف تعبئ الجماهير و ماتحتاج اليه الآن سلوك نفس الطرق لتفريغ شحنات الغضب المتصاعدة وسطها الآن واعتقد ان الأمر ممكن .
حتى الآن لا ارى ان الحركة ولا المؤتمر الوطنى يسرعان لاستنهاض جماهيرهما للعب دورهم فى تهدئة الشارع كل ما اراه اجراءات امنية وهذه وحدها لاتكفى الآن . كما انوه ان الاعتماد على اجهزة الاعلام الحكومية وحدها لم يعد كافيا وخاصة ان الناس لايثقون انها تمُلكهم الحقائق كما ان الطريقة التى تتعامل بها لم تعد جيدة لايصال الرسالة المطلوبة مما جعل الناس حاليا يلجأوون للقنوات الفضائية الأخرى التى لايهمها ان تحترق البلاد مادامت الصورة ستكون اكثر اثارة ، وهنا ينبت الخوف فى ادمغة اللائذون ببيوتهم وتتولد الشائعات وتنتشر فيتصورن ان العاصمة كلها اصبحت كيغالى جديدة وهذا ليس صحيحا ، والصحيح ان هنالك مناطق محددة فى اطراف العاصمة لاتزال تشهد توترا وعنفا وهو عنف يمكن السيطرة عليه اذا ما اتجه الشريكان للعمل على مستوى القواعد وخاصة ان العنف لا يزال عنفا بدائيا عصي وسيخ وما الى ذلك.
هنالك ايضا دور حاسم لقادة المجتمعات المحلية فى المناطق المتأثرة واطراف العاصمة فهؤلاء الزعماء والقادة يمكنهم مخاطبة الناس، ومعروف ان لكل فتنة رأس يعرفونه ويمكنهم التعامل معه . المطلوب منهم معرفة التحركات فى الاحياء المتوترة ولعب دور فى التهدئة وان لايتركوا كل المهمة لقوات الأمن فمهما أُوتيت من قوة لايمكنها ان تتصدى لفتنة منتشرة من شارع لشارع .
على مروّجى الشائعات وهواة الاقاصيص ان يكفوا الآن عن ذلك فان تأليف الحكايات غير الدقيقة وتضخيمها من نسج خيالهم وحتى ان كان فى طرفها شيئ من الصحة فلن يستفيد احد من إثارة الذعر بين الناس فالفتن اصلا مصدرها امتلاء الناس بالخوف والشكوك فلايعرف من قُتل لماذا قُتل ولايعرف من قتل لماذا ارتكب هذه الحماقة .. بعكس ذلك تماما فان عدم تضخيم مايجرى من شأنه ان يهدئ النفوس فيدركون ان الفتنة التى يسعون اليها تتضاءل وتحجم وهذا من شأنه ان يشكل رادعا نفسيا لهم ويُشعرهم بالهزيمة.
علينا فى اجهزة الاعلام الخاصة والصحف على وجه الخصوص التزام الحذر لأن نشر الذعر عبر الأخبار المثيرة واذاعة وتضخيم اخبار القتل وتناول الحكايات المروعة من شأنه ان ينسف الاستقرار نهائيا. ولذلك ادعو زملائى للامساك فى هذه اللحظات بزمام صحفهم جيدا فان اى تجاوز هوخطأ جسيم يمكن ان يودى لكارثة فى الوطن كله. اتصور ان خدمة القارئ وتمليكه المعلومات من الاهمية بمكان، ولكن طريقة استخدامنا وعرضنا لمانملك من معلومات هو الذى سيحدد ما اذا كنا نهدف لترويج صحفنا ام ترويج الفتنة!! ولاشك انهم يدركون انه اذا انفلت الوضع الأمنى فلن يكسب احد من الفتنة شيئا.
كنت اخيراً ساسأل عن دور الاحزاب فى اطفاء الحريق، ولكن خطها مشغول تسأل عن نسبها للمشاركة فى السلطة وهذا وحده يكفى لاعفائها من اى سؤال يتعلق بأى شيئ آخر !!
لن يگسب احد من الفتن شئيا - صحيفة الصحافة
|
|
 
|
|
|
|
Elsadiq
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست