عن ( قيامة الساحة الخضراء ) , الحاج وراق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 09:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-16-2005, 11:21 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عن ( قيامة الساحة الخضراء ) , الحاج وراق

    مسارب الضي
    عن قيامة الساحة الخضراء!

    الحاج وراق




    * كان يوم الثامن من يوليو يوماً استثنائياً في تاريخ البلاد، حيث احتشد بالساحة الخضراء لاستقبال الدكتور قرنق حوالى المليون ونصف المليون شخص، ولم يحتشدوا بألاعيب «مقاولي» المسيرات ولا عبر الحوافز والنثريات، ولا بإغراء الباصات المجانية اوالسندويتشات والمثلجات! بل ولم يحتشدوا بجهد تنظيمي أو إداري من منظمي الحشد انفسهم! ولهذا فإن الحشد بطابعه العفوي وغير المسبوق يؤشر لعلامة فارقة في تاريخ السودان - علامة اشار إليها د. قرنق في خطابه باحتفالية توقيع السلام بنيروبي، واعاد التأكيد عليها في خطاب تعيينه بالقصر الجمهوري قبل أيام، وهي ان السودان لن يعود ابداً كما كان! أو بكلمات اخرى فإن قيامة السودان القديم قد قامت، فإما أن يُبعث مكانه سودان حديث متمدن (سودان جديد) أو يغرق في حمأة الفوضى والتمزيق!
    * وللحشود غير المسبوقة - وهي كما يشير العديد من المراقبين تكاد تكون اكبر تظاهرة جماهيرية تشهدها العاصمة منذ انتفاضة مارس ابريل 1985. لهذه الحشود عدة دلالات، وأولها ان الحركة الشعبية ظهرت كأهم قوة سياسية في البلاد، فاضافة الى قاعدتها (الاصلية) في الجنوب، وتحالفاتها مع قوى الاطراف في جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور والشرق، فانها كذلك نجحت في ان تشكل الخيمة السياسية لكل المغبونين والمظلومين والغاضبين على الانقاذ في الشمال والمركز - وما أكثر هؤلاء!
    وهذا بالطبع اضافة الى قوتها العسكرية، وعلاقاتها الدبلوماسية القوية بالقوى النافذة دولياً وعلاقاتها المميزة بدول الجوار الافريقي.
    والافضل للاعبين السياسيين المختلفين ان يوطنوا انفسهم على الحقائق الجديدة في واقع البلاد السياسي، هذا افضل من التوهمات ولي الحقائق! ومن باب لي الحقائق الادعاء بأن حشد الساحة الخضراء انما أتى ترحيباً بالسلام! هذا تبسيط روجته دوائر الانقاذ، ولم تسأل نفسها لماذا لم تحتشد مثل هذه الحشود حين احتفلت الانقاذ بالسلام! واضافة الى الانقاذ، هناك دوائر اخرى في المجال السياسي لديها مصلحة في ترويج اوهام الانقاذ، ففي ذلك عزاء للعجز والعطالة السياسية! ولكن الحقيقة التي تخطئها العين الموضوعية ان الحشد انما جاء للترحيب بالحركة الشعبية وقيادتها، واذ تعبر الحركة الشعبية ضمن ما تعبر عن السلام، فإنها لدى الحشود تلك انما تعبر بالاساس عن السلام المفضي للتغيير - أي للسودان الجديد. ومهما كان التغيير او السودان الجديد غائماً في عقول وافئدة المحتشدين يومها إلا انه في الحد الادنى يعني نقيض ما هو قائم - نقيض الاستعلاء والمظالم والفقر والتهميش والاستبداد. وللمفارقة فإن ما هو قائم، وان كان مسئولية الانظمة التي تعاقبت على حكم البلاد منذ استقلالها، إلا انه يجد تكثيفه وتجليه الأتم في الانقاذ وفي اسمها الكودي (المشروع الحضاري)! ولذا فإن حشد الساحة الخضراء انما يعبر بالاساس عن القوى الراغبة في تغيير «المشروع الحضاري»!
    وتتجلى المفارقة في ان قوى التغيير هذه تعبر عن رغبتها في التغيير في ساحة المشروع الحضاري نفسه، ليس مجازاً بحكم قيام التظاهرة في الساحة الخضراء بدلالاتها الانقاذية وحسب، وانما كذلك بحقائق التوازنات التي تشرطها اتفاقات السلام!
    * ومن دلالات الحشد كذلك ان القوى الراغبة في التغيير، وهي قوى تتراكب لديها المظالم الاقتصادية الاجتماعية مع متضمنات عرقية وثقافية، هذه القوى تمسك الآن بمفتاح استقرار الخرطوم - الخرطوم عاصمة الشمال ومركز السلطة في البلاد! وهكذا فإن المحاولات البليدة للإبقاء على المعادلات القديمة كما هى دون تعديل ودون إصلاح لن تفضي كما هو واضح الى استدامة هذه المعادلات وإنما لحرق العاصمة!
    والجدير بالاشارة هنا أن قيامة الساحة الخضراء إذ اوضحت بصورة لا تقبل اللبس مقدار النفوذ الذي تحظى به الحركة الشعبية في العاصمة، فإنها اكدت في ذات الوقت المسؤولية والانضباط اللذين تحلت بهما قيادة الحركة الشعبية، وخاضت على أساسهما حربها ضد السلطة المركزية، حيث لم يعرف تاريخ الحرب الممتدة لعشرين عاماً أعمالاً (تخريبية) في العاصمة أو استهدافاً للمدنيين والمنشآت بها، رغم أن حشود الساحة الخضراء تؤكد بأن الحركة الشعبية كانت تملك ادوات مثل هذه الاعمال في الخرطوم ولكنها ببساطة لم ترغب. وهذا ما يستحق التنويه والاشادة، خصوصاً وأن نجاح الفترة الانتقالية يستدعى ذات المسؤولية والانضباط السابقين، وفي أعلى مستوياتهما.
    * للحركة الشعبية أن تفخر بنفوذها السياسي الذي اكدته حشود الجمعة، ولكن ليس لديها الحق في الغطرسة، فهناك العديد من الوقائع والحقائق التي تكفها عن الغرور، أول هذه الحقائق أن قاعدة نفوذها السياسي لا تزال تنقصها العديد من المطلوبات الموضوعية التي تجعلها مؤهلة لتحقيق التغيير- فهى جماهير في غالبها الأعم غير متعلمة، وبقابلية ضعيفة على التنظيم، وبلا تدريب معقول في العمل السياسي والمدني، والأهم انها بانخفاض وعيها السياسي نافدة الصبر، وتعتقد بأن للحركة الشعبية عصاً سحرية ستغير بها الاوضاع في البلاد على طريقة: (شبيك لبيك السودان الجديد بين يديك)!
    * ويرتبط بانخفاض الوعي السياسي كذلك التغاضي عن توازنات القوة السياسية التي تشرطها اتفاقية السلام، وأهمها بالطبع أن المؤتمر الوطني- المعبر عن القوى الراغبة في (المخاطبة) على الوضع القائم كما هو - سيظل يشكل الشريك الاكبر في مؤسسات السلطة الانتقالية- صحيح انه يمارس سلطته في ظروف مغايرة، تحت دستور ديمقراطي، وحريات عامة تتيح للجماهير التقدم والضغط لاجل مطالبها، ولكن مع ذلك فإن (التغيير) في مثل هذه الشروط لا يمكن إلا ان يتخذ صورة (الإصلاحات) المتدرجة، بل والمتعثرة!
    * وقد تجلى تعقيد عملية التغيير كمفارقة في برنامج الدكتور قرنق نفسه، فالزعيم المنتظر في الساحة الخضراء لم يملك إلا وأن يعرج أولاً على دار المؤتمر الوطني! وفي المؤتمر الوطني وليس بين الجماهير المحتشدة تمكن د. قرنق من ان يقول كلمته! ويكمن تحدي قيادة الحركة الشعبية في استطاعتها ان تخاطب بنجاح طوال الفترة الانتقالية المؤتمر الوطني والجماهير الشعبية في ذات الآن!
    * ولكن طبيعة الجماهير من نوع التي احتشدت في الساحة الخضراء- سواء من حيث شدة بؤس حياتها او تخلف وعيها السياسي- لن تستطيع صبراً على مثل عملية التغيير المعقدة هذه، وهكذا فإن التحدي الآخر الذي يواجه قيادة الحركة انما يكمن في كيفية المحافظة على جمرة الامل في التغيير متقدة، وفي ذات الوقت نوعية الجماهير وتربيتها على التغيير كعملية سياسية معقدة وطويلة ومتعرجة! وبدون مثل هذه التربية السياسية الجديدة فإن ما حدث من اعمال شغب محدودة في ختام الاحتفالات غالباً ما تتحول الى حدائق واسعة تستهدف ضمن ما تستهدف الحركة الشعبية الحاكمة نفسها!
    * ومهما يكن فإن حشود الساحة الخضراء تواجه القوى الديمقراطية، وخصوصاً اليسار الديمقراطي، بمتغيرات تستدعى التأمل، من بينها حقيقة أن الحركة الشعبية تضم حالياً اكبر كتلة من جماهير المستضعفين في البلاد، وأياً كان مستوى وعي جماهير المستضعفين هذه فإنه يصدق عليها قول قرامشي الشهير: (احمقان يساويان احمقين، ولكن حتى مليون احمق يشكلون تياراً اجتماعياً)! وهكذا فإن الحركة الشعبية تشكل تياراً اجتماعياً لا يمكن تجاهله، وبالتالي فان مساعدتها لتتأهل لتلبية آمال المستضعفين المعلقة عليها تشكل اولوية مقدمة، وقطعاً ان مساعدة الحركة الشعبية لن تتحقق بعين (السخط) التي لا تبدي إلا المساوئ، كما لن تتحقق بالرومانسية التي تغمض عينها عن كل المساوئ! المساعدة تتحقق بالنقد النزيه والمخلص.
    وغداً اواصل بأذنه تعالى
    شكراً للقراء الأعزاء
    * أشكر المئات والمئات من القراء الأعزاء الذين ظلوا يسألون عني بإلحاح طيلة فترة غيابي عن الكتابة.. وسأسعى بكل جهدي أن اكون جديراً بمحبتهم وحسن ظنهم بي.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de