طاقة الألم و الحزن والغضب.. في أي إتجاه؟!!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 08:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-02-2005, 07:17 PM

Samau'al Abusin
<aSamau'al Abusin
تاريخ التسجيل: 04-08-2003
مجموع المشاركات: 527

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
طاقة الألم و الحزن والغضب.. في أي إتجاه؟!!!

    و كأنما هذا الوطن بحاجة لمزيد من البؤس و الألم وسوء الطالع..
    رحل جون قرنق و هو في قمة توهجه، و قد بدأت تتآلف فيه مكونات رجل الدولة،بعد أن أثرته تجربة الحرب و خبرة الثورة. رحل و قد إمتلك بحذق المقدرة علي الرؤية الجيده في فسيفساء السودان المعقد.. بدا في أيامه القلائل في منصبه الجديد يتدفق حكمة و عطاء. آدرك الرجل منذ أن وطئت اقدامه القصر الجمهوري أن الكثير من العمل ينتظره، وقد كان به قمين. و أدرك أن المرحله تتطلب صبرا و مثابرة، لم تكن لتنقصه، فكان في خطبه القصيرة المتناثرة في لقاءاته سواء في الشمال أو خلال رحلته إلي الجنوب كأنما يضع كبسولات غاية في التركيز و التكثيف، و ظهر جليا اصراره الكبير علي تغيير النظرة النمطيه لعلاقات الشمال بالجنوب، و اصراره الاكبر علي التسامي فوق القضايا الصغيره طالما وضعت الاسس لمعالجة المعضلات الكبيره و هو بهذا كان يرسم صورة الزعيم الحقيقي الذي لا تعوزه الخبرة و لا تستغرقه الجزئيات فيتوه عن الكليات..
    رحل و كان قد بدأ يتأهب لأداء دوره كرجل دولة تعنيه إشكالات مياه الشرب في بورسودان مثلما تعنيه قضايا التنميه في الجنوب. لم يك ليتطفل علي أهل المتمه لشرب قهوة لم يدع إليها و إنما كان سيشربها بلا شك بدعوة و إصرار من أهلها. إن الأثر الايجابي الكبير الذي تركه الراحل في نفوس من كان يتوجس منه من الشماليين كان دليلا علي فرادة هذا الشخص و علي تميزه و بساطته في آن. لذا فقد عقد عليه الكثيرون شمالا و جنوبا، آمالا عراض و لكن القضاء رمي.. قضي بضع أيام في القصر الجمهوري لم تسعه حتي للتعرف علي طاقم العاملين معه إنطلق بعدها للجنوب ليس لترتيب اوضاع حكومته هناك فحسب و لكن أيضا ليدشن خطابا مختلفا للحركة الشعبيه تستوعب فيه المتغيرات الجديده، و مثلما قال مخاطبا قواته و جماهيره، ذهبت من هنا قائدا للجيش الشعبي لتحرير السودان، و لكن حينما عدت من هناك لم يعد الجيش الشعبي لتحرير السودان كما كان، و إنما تغير و صار جزءا من بنية الدولة السودانيه. كثير من الأقوال صدرت هنا و هناك عن حقيقة نوايا جون قرنق من ائتلافه مع النظام، و ما إذا كان يسعي معه إلي خلق تحالف طويل المدي مضحيابحليفه الاساسي و هو التجمع الوطني الديمقراطي، ولكن ما حد من ذلك هو أن تطبيق اتفاق السلام كان بحد ذاته سيمثل تحولا كبيرا في بنية و توجهات الدولة السودانيه و سيفتح الطريق واسعا امام التغيير.
    والآن رحل قرنق بعد أن وضع النقاط فوق الحروف. و أزال كل لبس حول ما ينبغي فعله. ولكن المخاوف ستظل موجودة دائما في ظل وجود سلطة مراوغه، و نائب سيتشدد بلا شك في إنفاذ التفاصيل حتي ولو كانت شكليه، مما قد يقود إلي بعض التعقيدات التي نجهل جميعا مآلها، فبداهة القول بأهمية البعد الخاص بشخصية جون قرنق و الذي كان يعول عليه في أنفاذ الاتفاق. و مقدرته علي التعامل مع تعقيداته و مناطق الشد و الجذب و ما ينبغي التمسك به و ما ينبغي تجاوزه. المخاوف ستظل موجودة إلي أن تثبت القيادة الجديده للحركة الشعبيه نفس المقدره في النفاذ إلي الجوهر.
    ما حدث اثر غياب جون قرنق لا يجرؤ أحد علي وضعه في نطاق تعريف بعينه، لسبب بسيط هو أن الدقة ستعوزه بلا شك. و لكنه مزيج من الإحباط و الحزن، و الخيبة و الخوف و الاحساس بالضياع و فقدان الأمل. و هو لكونه كذلك فقد كانت نتيجته مريعة و مؤلمة و قاسيه، و ربما تستمر تداعياته لفترة قبل أن تتصحح الأمور و لا اقول قبل أن تعود الامور لطبيعتها لسببين أولهما، لأنها ليست الطبيعة التي نريدها. وثانيهما لأن المخاوف ستكون موجودة و رهينة بحاجز الثقة الذي يتطلب زمنا طويلا ليشيد. كون الاجهزه الامنيه في الخرطوم و الرنك و بورسودان، لم تقم بواجبها، فهو حجة متداعية، و يائسه هي الآخري، إذ لا داعي لرفع سقف الأماني المرجوه من الحكومه، في وقت تشغلها فيه مقتضيات رسوخها و أمنها الخاص و أكذوبة فرض هيبة الدولة. و في كل الأحوال هناك ما ينبغي التنبيه إليه في هذا المنعرج الخطير من تاريخنا الإجتماعي والسياسي. فما يحدث الآن يمكن أن يكون أخطر مرحلة يمر بها المجتمع السوداني، بل هي أخطر من مرحلة الحرب التي كان يموت جراءها جنوبيون و شماليون و بانتظام. لأن الحرب كانت تعبر عن خلاف سياسي رسمي، حتي و هي في اقصي درجات اشتعالها و توجيهها و أدلجتها. و بالتالي فهي قرينة بالقرار السياسي الذي يمكن أن يوقفها في أية لحظة مثلما حدث تماما لدي بدء التفاوض في مشاكوس ثم في نيفاشا. لكن ما حدث الامس و اليوم هو حالة من الفوضي التي تهدد السلم الإجتماعي علي المدي البعيد، والتي لا يحتويها القرار السياسي و الحسم الأمني، ما حدث يحتاج لفعل إجتماعي مؤسسي واعي، يفوت الفرصة علي نوازع الضعف وا لشر لدي الطرفين و يعمل علي إخماد اتجاهات تأجيج الصراع علي اسس الغبينة و العنصرية و الانتقام. و هو فعل ممكن إذا أدرك الناس الحدث و تعاملوا معه في إطاره الضيق و عمل الجميع علي الضغط بإتجاه إنفاذ التزامات اتفاق السلام بجدية، و استثمار طاقة الحزن و الغضب في هذا الاتجاه حتي لا تستغل قوي الشر هذه الاحداث لإجهاض المنجز الذي بدأ يتحقق. إن ما يواجه المثقف السوداني في الجنوب والشمال الآن هو مقدرته علي مواجهة هذا التحدي القومي الخطير بالفعل و تحويل دفة الاحداث و توجيه طاقة الغضب و الألم في اتجاه الوفاء بالتزامات السلام و تحقيق أمل السودانيين جميعا و هو السلام و التآلف في ظل السودان الديمقراطي المتحد.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de