سالم ود السما ...الطبعة الثانية

Quote: أهلا أخي عمر الماحي سالم ود السما عمل ادبي رفيع المستوي ورائعة جديدة تقف بأناقة إلي جنب سابقاتها من الروايات السودانية المتميزة فقد كتبت بلغة جميلة واسلوب متميز فيه الكثير من التلقائية والعفوية وجسدت واقع الحال في فترة زمنية سابقة إستطاع الطيب الزبير ومن خلالها أن ينقلنا لذلك الزمان الجميل ويضعنا في أحداثة مباشرة لندرك أمورا كثيرة كانت تغيب عنا , ولعلها اقصد الرواية سفر جميل عبر الخيال لزمان قد مضى ومعاصرة شخوصة وأحداثة الشهيره والتي رافقت احداث الرواية أعجبتنى البساطة في السرد والإبتعاد بها عن الثرثرة والإستطراد الممل وشدني إستعراض جزء من حياة القوم في تلك الرحاب بصورة واقعيه وأكثر نعبيرا للدرجة التي تجعلك تستدعي ذكري بعض أيامك في رحاب الوطن , ويتضح لنا هذا جليا من خلال تعرض الراوي لتفاصيل الحياة اليومية في قرية ود الماجدي في تلك الحقبة من الزمن مما يوحي لنا بأن سنوات الغياب الطويل والتي قضاها الطيب الزبير خارج دائرة الوطن لم تنسه أدق تفاصيل الحياة اليومية في تلك القرية النائية وهذا شى يحمد للمؤلف كما أن روح الصوفية لم تغب عن هذة الرواية وتخللت معظم فصولها , مما يجعلك تجزم بان هذا الرواية رواية جامعة تطرق المؤلف من خلالها لأغلب الجوانب من حياة أهلنا في تلك الرحاب وذاك الزمان القصي أعجبنى تعبير تخلل صفحات هذه الرواية حيث جزم الطيب الزبير بأن اهل دارفور كثيرا ما يستخدمونه في ذلك الزمان البعيد وهو ياتي تعبيرا عن تقديمهم لفروض الولاء والطاعة لكل من كسر شوكتهم ونال منهم اي بمعني يأتونه مذعنين ( راجل أمك كلو ابوك ) هناك بعض المآخذ وبتواضع شديد علي بعض جوانب هذا العمل الرائع متمثلة في بعض ألأخطاء والتي وقع فيها المؤلف منها الخطا والذى لم تنجو منه حتي كتبنا المدرسيه حين نستخدم كلمة سقوط الخرطوم والاصح أن نقول تحرير الخرطوم وهذا بالطبع غير صحيح لأنه ليس من المعقول أن تسقط الخرطوم في يد بنيها ومأخذ آخر علي الطيب الزبير متمثلا في سرده لبعض الوقائع التاريخيه والتي هي محل شك كبير وإدماجها في الرواية يؤثر علي هذا العمل بالتأكيد وعلي مدى صدق الرواية ونقاءها وإستشهاده ايضا بشيوخ وأعلام هذا الوطن في مواضع كثيرة ولعل إتباع مثل هكذا إسلوب يوحي للقاريء بان القاص يريد أن يدعم رأيه بأن احداث روايتة هي حقيقية ومن واقع ود الماجدي في حين انه غير محتاج أصلا لهذا التأكيد ولو ترك الرواية تمضي دون إقحام هذا الكم الهائل من الشخصيات التاريخيه والتي يستغرب وجودها في مكان واحد يوافق احداث هذه الرواية لكان افضل حالا حتي يظل هناك فاصلا بين الرواية والتوثيق والتاريخ ومع ذلك فسالم ودالسما رائعة جديدة في عالم الرواية وإضافة حقيقية للرصيد السوداني من الأدب الروائي