د.جون فرنق...زعيم من عالم آخر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 02:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-28-2005, 01:29 AM

هشام عبيد يوسف
<aهشام عبيد يوسف
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د.جون فرنق...زعيم من عالم آخر

    د.جون فرنق...زعيم من عالم آخر
    التجاني الحاج عبدالرحمن
    أسمرا

    لست في المقام الذي أتحدث فيه عن رجل في مثل د. جون قرنق ديمابيور، ولست في عمره أو تجربته وعلمه وتاريخه النضالي، فالفارق بيننا بعيد جداً. لكنني سأحكي تجربتي المتواضعة مع هذا الرجل العظيم ومعرفتي به والتي تجعلني أقول بكل صدق أنه أعظم زعيم سياسي سوداني في تاريخنا المعاصر على الإطلاق. إن رجل مثله أجد نفسي أعجز ما يكون عن رثائه، ولأول مرة أجد أن الكلمات أضيق من أن تصف رجل (ما) في تاريخنا عندما إستحضره في ذاكرتي... فما أعظمه، وما أضيق العبارة... وحقيقة ما قيل .. "إن لا عزة لنبي في قومه"، والمؤسف أن في بلادي لا يدرك الناس مقادير الرجال إلا بعد أن يوارو تحت الثرى(!!!!). فقد عاش د. جون قرنق دي مابيور ورحل مفكراً "مفارقاً" لعصره "متسامياً" فوق جيله .... ونجمة سقطت في أحلك ساعات الظلام. كان ثورياً من طراز نادر المثال، تشكل من عجينة أهلنا البسطاء، نشاء في قرية صغيرة من قرى جنوب السودان. حمل قدح المونة في الروصيرص، وأكل الفول وتوسد التراب وفي مراحل تعليمه الأولى، تورمت قدماه بين السودان وكينيا وتنزانيا من أجل أن يتعلم. وعندما أصبح زعيماً يعرفه الناس من أقصي الدنيا إلى أقصاها لم يتنكر لماضية وأهله، وكان يتحدث عن ذلك التاريخ بفخر. إن مثله من الزعماء أشك أن يجود الزمن بنظير له في المستقبل القريب. وقد ياسر عرمان صادقاً عندما وصف رحيله، كرحيل أبطال الأساطير اليونانية القديمة. فما أعظم فقد أمتنا... وما أعظم حزن الغلابة والمحرومين.

    أول مرة إلتقيت فيها الرجل وجهاً لوجه وأتيحت لي الفرص لكي أتجراء وأمد يدي طالباً السلام، كان ذلك في عام 2000، بمدينة مصوع الإرترية إبان مؤتمر التجمع الوطني الثاني. فذهبت إليه وقلت له "أزييك ياخال" فإبتسم الرجل إبتسامة عريضة وبدلاًً من أن يكتفي بمد يده للسلام فقط كما تقتضي قواعد البروتوكل لمن هم في مكانته ـ ويفعل زعماء غفلة التاريخ ـ أخذني بالأحضان كعادة أي سوداني "ود بلد وود قبايل أصيل"، وهو لايعرفني ولا يعرف اسمي ولم أكن حتى شخصاً يستحق كل هذا العناء. وسألني بعربي جوبا (إنت إسمك منو؟) فرديت إسمي التجاني الحاج ومن قوات التحالف السودانية، فإبتسم مرة أخرى، وسألته إن كان بإمكاني أن اخذ صورة تذكارية معه؟؟ فلم يتردد لبرهة وأخذني بيده اليسرى وضمني إليه بكل حميمية وكأنني واحد من أبنائه أو أنه يعرفني منذ عقود طويلة. وقبل أن إستفرد بصورة لي معه إنضم إلينا كل من المهندس هاشم محمد أحمد، والأخ المهندس محمد فاروق سلمان. مرت شهور من هذه الواقعة ونسيت أمر الصورة، وبعد مدة طويلة وعندما حضر الدكتور مرة أخرى إلى أسمرا، جاء إلى مكاتبنا أحد مرافقيه وناولني مظروف به الصورة التي أخذتها مع الدكتور، ولست أدري إن كان هو أوعز لمرافقه بهذا أم لا، لكني أدرك أن ذلك لم يكن ليتم دون معرفته على الأقل، وفي كل الأحوال عكس لي هذا السلوك أنه زعيم من طينة غير التي ألفناها للزعماء في السودان. ولا أقول في ملابسات رحيله أكثر مما قالته إيزابيل اللندي عندما وصفت مقتل باوبلو نيرودا في رائعتها "الحب والظلال" [[... وجدوا أشيائه مبعثرة بمنزله والخراب قد عم المكان، وكانت الشرطة تتهم اليساريين بقتله، واليسار يتهم الشرطة.. وفي جنازته حضر الكل؛ أعدائه وأصدقائه، وحتى مصوّر التلفزيون من أحدى دول الجليد وفي الطريق وعندما مرت جنازته جاء أحد العمال وكان يجهش بالبكاء وقد إبتل صدره بالدموع ... فصاح جدي.. لقد كان رجلاً عظيماً لكن للأسف شيوعياً...]].

    إلتقيته بعد ذلك مرات عديدة وفي إجتماعات رسمية كانت تتم بين التحالف والحركة الشعبية ومناسبات مختلفة عندما يأتي إلى أسمرا، كان دائماً حاضر البديهة والنكتة يستطيع أن يصنعها من أي حديث يدور لتلطيف أجواء الحوارات الرسمية، وماكانت فكاهاته لمجرد الظهور بمظهر الرجل المرح أو لتلطيف الجوء فحسب بل كانت تحمل في داخلها حكمة مو######## تسشفها من المعني والتعابير وبساطة الكلمات يقصد أن يعلمنا إياها. أذكر مرة وفي 16 مايو من عام 2002، عندما حضر الراحل إلى الجبهة الشرقية لتخريج دفعة من مقاتلي الجيش الشعبي حضر إلينا في رئاسة قوات التحالف السودانية ليلقي لنا محاضرة عن السودان الجديد. تكلم الرجل لأربعة ساعات متتالية لم يكل فيها ولم يمل، وكانت من أعظم المحاضرات التي تلقيتها طوال تاريخي الأكاديمي. بدأت في هذه اللحظات أكتشف عمق المعرفة التي كانت لديه وحبه للسودان وأهل السودان جميعاً، وجد كم هي شاسعة المسافة التي تفصله عن كثير من مفكري السودان، فقد كانت فيلسوفاً من جيل مابعد الحداثة، يعرف كيف يصنع أفكاره ويحولها إلى معادلات رياضية بسيطة تعطينا ملخص أفكاره وفلسفته.

    ولم تكن تفوتني فرصة أبداً لملاقاته أو حتى مجرد تحيته ولو من على البعد كل ما يحضر إلى أسمرا، ولم أكن ألقاه لأن هناك شئ يجمعنا أو يربطنا، لأنه كان وبطبعه عندما يأتي لإجتماعات التجمع يلتقي بالجميع، كبيرهم وصغيرهم، عظيمهم وأقلهم شأناً، فمنهم من يجتمع به لعمل، ومنهم يذهب له لمجرد الونسة أو التحية وغيرها، ولأنه من طينة أهلنا الغلابة كان دائماً وأبداً بابه مفتوحاً وصدره واسعاً لأي إنسان، كائناً من كان، حتى اللاجئين السودانيين بإرتريا كان لديه مساحة من الوقت ليتحدث إليهم. تجده يستمع إليك بكل إحترام وأدب المفكر والفيلسوف المتصوف، مهما قل شأنك.

    وإكتشفت أن الرجل ليس محبوباً في بلاده فحسب، فالأرتريين يكنون له مودة لا يعرفها الكثيرين. فقد كشفت لي مجموعة حوادث عن هذا الحب العميق الذي يكنه المواطن الإرتري البسيط لهذا الرجل. ففي العزاء الذي أقامه التجمع الوطني له بأسمرا والذي إستمر لأسبوع حضر الناس من حدب وصوب نساء ورجال، وأطفال وشباب جاءوا يحملون الشموع ويبكون بحرقة وألم لا يوصف لرحيل د. جون قرنق. وكلهم كانوا يقولون وبلغتهم التجرينية بما معناه (دا وقته) معبرين عن حسرتهم لرحيل هذا الرجل في هذا الزمن بالذات، فقد كان أملاً لهم كما لكل السودانيين. وأذكر حادثة هزت وجدان جميع الحاضرين. ففي باب خيمة العزاء علقت صورة كبيرة للدكتور وأمامها إكليل من الورود. وبينما نحن واقفون أمام مدخل الخيمة نستقبل طوابير المعزين فإذا بإمراءة يبدوا أنها في العقد الخامس من عمرها تأتي وهي تتعثر في الطريق من بعيد، والدموع تبلل خديها، جاءت ووقفت أمام الصورة بصمت مهيب، ووضعت باقة من الزهور، وأوقدت شمعة، وصلت أمام الصورة، وبعد إن فرغت من صلاتها ذهبت دون أن تتكلم. فلحق بها أحد الحاضرين وسألها وقد كان مستغرباً من هذا السلوك، وطلب منها الدخول للجلوس في الخيمة، فردت ... أنا إسمي فلانة، وأنا أعرف هذا الرجل، ولدي مطعم صغير في منطقة سان فرانسيسكو، وكان هذا الرجل كلما يحضر إلى أسمرا يأتي إلى مطعمي ويأكل ملوخية وبامية، وكان يقول لي:"إذا السلام جاء في السودان نحن حنعمل ليك مطعم كبير في جوبا عشان تعمل لينا ملوخية فيه". والكثير الكثير من الصور والمشاهد تعبر عن مكانة هذا الرجل في نفوس شعب بأكمله نحفظها للتاريخ.
                  

08-28-2005, 06:37 AM

nada ali
<anada ali
تاريخ التسجيل: 10-01-2003
مجموع المشاركات: 5258

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.جون فرنق...زعيم من عالم آخر (Re: هشام عبيد يوسف)

    Thanks Hisham
    this is a wonderful article
    I hope that Tigany can join sudaneseonline

    nada
                  

08-28-2005, 10:33 AM

هشام عبيد يوسف
<aهشام عبيد يوسف
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.جون فرنق...زعيم من عالم آخر (Re: هشام عبيد يوسف)

    ألف شكر ياندي
    وكالعادة دايماً كلك زوق
    بالمناسبة سلمي على خالد
    وموضوع سودانيز أولاين أنا رسلت لأبكري أبوبكر ألف مرة وما أشتغل بي
    أنا بحاول أجمع في كتابات د. قرنق وحأحاول أستعرض أفكاره، أفتكر دي أقل حاجة الواحد ممكن يعملا لزول في قامته
    وأنا بعتقد أنو ناس كتيرة ما تعرف منو هو د. جون قرنق
    ونلتقي
    تجاني الحاج
                  

08-29-2005, 00:10 AM

ahmed haneen
<aahmed haneen
تاريخ التسجيل: 11-20-2003
مجموع المشاركات: 7982

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.جون فرنق...زعيم من عالم آخر (Re: هشام عبيد يوسف)

    شكرا اخوي هشام

    وقول للأستاذ تجاني
    واصل نحن في انتظار مزيدا من توثيق سيرة
    هذا البطل الأفريقي الفذ

    وبعدين نكورك للأخ بكري

    تجاني الحاج علي الأبواب يا ريس
                  

08-29-2005, 01:29 AM

ابوبكر الامين يوسف
<aابوبكر الامين يوسف
تاريخ التسجيل: 04-27-2005
مجموع المشاركات: 1051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.جون فرنق...زعيم من عالم آخر (Re: ahmed haneen)

    الصديق الغالى هشام عبيد لك التحية وطالت الغيبة

    اتمنى ان تمدنا دوما بالموثق

    ويظل بيننا الميثاق الممتد مابين مدنى وفداسى وشمبات وماتبقى بالدواخل

    تحياتى للتجانى الحاج وكل الرائعين


    (بكة)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de