حكــاوي للأحبـــاب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 04:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-30-2005, 11:56 AM

Hamid Ali
<aHamid Ali
تاريخ التسجيل: 10-06-2003
مجموع المشاركات: 140

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حكــاوي للأحبـــاب

    هذه مجرد حكاوي للأحباب ........ فقط!!
                  

09-30-2005, 12:00 PM

Hamid Ali
<aHamid Ali
تاريخ التسجيل: 10-06-2003
مجموع المشاركات: 140

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكــاوي للأحبـــاب (Re: Hamid Ali)

    الأولى ...

    جابر والمرفعين

    كلما مر جابر بالحديقة المنعزلة بالحي الذي يسكن به، أنزوي في طرف الشارع بعيداً عنها، حتى في وضح النهار وامتلاء الشارع بالمارة، كان قلب جابر يخفق ويندفع الدم في شرايينه الصغيرة رعباً من ذلك الهاجس الذي أرق منامه ليلاً، وأرعبه نهاراً كلما مر بالحديقة المهجورة وهو في طريقه لمدرسته.
    - أوعى تتأخر يا جابر...
    - بس تخلص الكوره يمه
    - أنت براك عارف لمن الشمس تغيب بحصل شنو؟!
    وينخلع قلب جابر، وتضطرب قدماه الصغيرتان قبل أن تصطدم بالكرة كلما مالت الشمس إلى المغيب وهو بالملعب، فما يلبث أن يجري مندفعاً نحو منزله يدفع باب الحوش، وقد مالت الشمس للمغيب تماماً.
    وفي الليل تبدأ الهواجس والكوابيس في رأسه الصغيرة، وترهق الأحلام المزعجة جسمه الهزيل، لقد كانت الحديقة كابوسا يلازمه نهاره وليله، وحله وترحاله.. لم تكن كابوسا له وحده، بل كانت لكل سكان الحارة من نساء ورجال وصبية وولدان... عندما يجن الليل، يتجنب حتى الكبار المرور بشارع الحديقة أو الاقتراب منها.
    قالوا أن الحارس الذي كان مكلفا بالحديقة يتحول في الليل إلى مرفعين ضخم، لا يسلم منه كائن حي يمر به، وقد ذكرت حاجة بخيته ست الكسرة بأن "المرفعين عدمها الدجاجة".. وأنها لو لم تدخل غنمها من العصر إلى المنزل وتربطهم بجوارها لقضي المرفعين عليهم أيضا... وقال الشيخ صاحب الدكان أنه راء خيال حارس الحديقة عند اكتمال القمر وهو يخلع عراقية ثم ما يلبث أن يتحول إلى مرفعين ضخم يخرج من باب الحديقة المتهالك ويطلق صرخاته وهو يرفع رأسه نحو القمر، فهرع الشيخ إلى قفل دكانه وأسرع مهرولا إلى منزله.
    وجابر كان يسمع هذه الحكاوي الكثيرة ويكبر الخوف في قلبه الصغير، كانت أمه إذا أغضبها تخبره بأنها سوف تحمله ليلا وتضعه في الحديقة مع المرفعين، فينفطر قلب جابر من الخوف، ويأخذ في البكاء والتوسل إلى أمه بأن لا تفعل ذلك وهو يعدها بأن لا يعود إلى إغضابها مرة أخري، ولا يكف عن البكاء حتى ينفطر قلب الأم وتخبره بأنها غير جادة في ما قالت له، عندها يسكت جابر عن البكاء ويحرر قبضة يده القوية عن ثوب أمه.
    والفضول كان يزاحم الخوف لدى جابر، فعندما يذهب إلى الشيخ في دكانه لشراء بعض الأغراض، يسأله عن شكل المرفعين وهل أتيحت له فرصة رؤيته مباشرة، فيجبه الشيخ بأنه لم يرغب في ذلك، فما أن يسمع عواء المرفعين حتى يسرع إلى إغلاق دكانه ويحتمي بمنزله مع أولاده... وعندما سأله جابر عن أخر مرة راء فيها حارس الحديقة، أخبره الشيخ بأن الحارس يخشي الخروج نهارا حتى لا يفتك به سكان الحارة.. لهذا ألتزم حديقته ولا يخرج إلى ليلا في هيئة المرفعين، فينتقم من الناس بافتراس ماشيتهم ودجاجهم ولا يتواني في فعل ذلك بالبشر... إلا أنه لم يفعله يوما!
    وعندما تقوده قدماه إلى منزل بخيته بائعة الكسره، يسألها جابر عن عدد الدجاج الذي فقدته، فتأخذ بخيته في عد ما فقدته من الدجاج بأسمائهن وتصف لجابر كيف أفترسهم المرفعين.
    كانت بخيته تجيد الوصف حتى أنها كانت ترسم لجابر صياح الدجاج وهو بين فكي المرفعين فينصت لها جابر خائفا مرعبا، وعندما يسألها لماذا لم تنقذ الدجاج من فك المرفعين عندما رأته يلتهم، تجيبه بخيته بأنها لم تراه أبدا يأكل الدجاج، ولكنها تسمع صياح الدجاج فتتجمد قدماها .. وعندما يطل الفجر وتطل هي على دجاجها لا ترى إلا ريش الدجاج وقد تناثر هنا وهناك، فتعلم أن المعركة كانت قاسية بالأمس مع المرفعين.
    وقد أخبرته بخيته عن بنات المرفعين اللاتي كان يعلو صوتهن في الليل بالغناء أو الصياح والصخب، ولم يكن في الحارة من ذكر بأن المرفعين له بنات غير بخيته، ولكنها أكدت أكثر من مرة بأن بنات المرفعين كن يحضرن معه عندما كان يلتهم دجاجها، وأنها بحكم قرب منزلها من الحديقة.. كانت تسمع أصواتهن.
    وجابر كان كثير التساؤل ويرغب في معرفة أدق التفاصيل رغم خوفه الذي يزداد بعد كل كلمة تقولها بخيته أو تصف بها المرفعين وهو يلتهم دجاجها... وعندما تضيق بخيته ذرعا بأسئلة جابر المتلاحقة، تنتهره غاضبة وهي تقذف له بلفافة الكسرة وتأمره بأن يسرع إلى بيته حتى لا يتأخر على أهله في الغداء.
    اختلطت الأمور في عقل جابر الصغير كثيرا، فكان يسأل نفسه مرات عديدة عن الكيفية التي يتحول بها حارس الحديقة إلى مرفعين، ولم يشفي الشيخ صاحب الدكان أو حاجة بخيته بائعة الكسرى غليله، فكلهم لم يرى الحارس يتحول، والشيخ راء فقط خيال الحارس المنعكس على ضوء القمر وهو يخلع عراقيه... ثم ما يلبث أن يخرج مرفعينا ضخما يعوى للقمر.
    وعندما سأل جابر أستاذه ذات مرة عن كيفية تحول الإنسان إلى مرفعين، أتنهره الأستاذ غاضبا وهو يصيح به: "أنت ولد بليد"... فصمت جابر ونظرات زملائه تتجه نحوه خائفين من هذه السيرة، عندها ألتفت زميله في الصف قائلا: "عارف ليه الأستاذ ما جاوبك؟" ... فهمس جابـر مستفسرا عن السـبب، فأجابه زميله هامسا: " عشان خايف من المرفعين!".
    وكلما مضت الأيام... كلما كثرت الحكاوي في الحارة عن المرفعين، وصار الناس يتجنبون المرور بالقرب من الحديقة في المساء، وتخلوا الشوارع عنهم عندما يتوغل الليل ويسدل سكونه... وكان جابر يقف في أول المساء يراقب الحديقة وقلبه يخفق بالخوف.. وما أن يسمع العواء حتى يلوذ بالفرار إلى البيت... حدث نفسه كثير برغبته في مشاهدة المرفعين... وكانت رغبته تصطدم بخوفه الذي يهزمها فتبقى منزوية في أعماقه تنتظر أن تتحرر من الخوف.
    وعندما كبر جابر قليلا... لم يستطع مقاومة تلك الرغبة العارمة في مشاهدة التحول.. لقد رسم له في نفسه تخيلات كثيرة وأشكال عدة... وعندما غلبته المقاومة تحرى يوما اكتمال القمر.. وتوجه خلسة من أهله بعد صلاة العشاء إلى الحديقة.. وقف بالقرب منها يمعن النظر ونبضات قلبه تزداد بينما عيناه على أشجار الحديقة المتشابكة المهملة وقد أحاط بها سور متهالك وبوابة آيلة للسقوط.... أقترب جابر قليلا من سور الحديقة وعيناها مثبتتان على بوابتها بينما يراقب بين الحين والأخر تلك الأصوات المخيفة التي تصدرها الأشجار كلما هبت نسمة مساء.
    أقترب جابر أكثر وهو يحاول أن لا يكون بعيدا عن ضوء خافت من المصباح الوحيد بالشارع... كان يعتقد جازما بأن الضوء يخيف المرفعين... فقد سمع كثيرا بأن المرافعين تحب الظلام وتخشى النور... وعندما أصبحت قدما جابر بالقرب من باب الحديقة.. سمع صوت حركة ظنها في البدء لطائر بين الأشجار غالبه النوم.. أو الخوف من المرفعين مثله.. ولكن الحركة ازدادت ضجيجا وأصبح صوتها بالقرب منه تماما ... تسمرت قدما جابر وأخذ ينظر إلى مصباح الشارع الذي تخيله يهتز أيضا من الخوف.. وكلما ازدادت الحركة قربا منه كلما راء المصباح أكثر اهتزازا حتى انعدم الضوء تماما وتخيل له بأن عمود الشارع قد سقط مغشيا عليه .. بينما فر مصباحه هاربا من الخوف.
    عندها أخذ جابر يصيح بأعلى صوته باكيا وهو يتوسل المرفعين الذي اقتربت حركته أكثر من جابر ... :"أنا متأسف يا عم المرفعين ... أنا جابر ود رحمه جارك .... أنا متأسف يا عم المرفعين ما ح أجي تاني ... والله ما ح أجي تاني" ... أخذ صياح جابر يعلو أكثر وأكثر كلما اقتربت الحركة منه.. وتسمرت قدماها تماما وكأنه في حلم مرعب لا يستطيع أن يتحرك أو يجري... تمنى لحظتها أن يكون في إحدى أحلامه المرعبة.. تمنى أن تحضر والدته لتوقظه حاملة كوب ماء وتطلب من أن يصحو ويستغفر الله.... تمنى في هذه اللحظة حقا بأن يكون نائما ... ولكنه لحظتها كان في تمام يقظته واقفا أمام باب الحديقة المتهالك في انتظار قدوم المرفعين.
    وضع أحدهم يده على كتف جابر ... انهارت ركبتاه ولم تقوي قدما جابر على الوقوف فأنهار على الأرض... حمله الرجل حتى أوقفه تماما وهو يحدق فيه ويصيح متسائلا: " جابر"... نظر جابر من بين خوفه إلى الوجه الذي بدأ مألوفا لديه .. بينما الرجل يهزه ظنا بأن جابر قد فقد وعيه... وفجأة عرف جابر وجه الرجل فصاح قائلا: "أستاذ فاضل... أستاذ فاضل"... أفلت أستاذ فاضل يده عن كتف جابر بعد أن تأكد من وعيه وأخذ يسأله: "بتعمل أيه هنا يا جابر؟ ... ومالك خايف كده؟!" ... صمت جابر قليلا قبل أن يخبر أستاذة عن قصته.. ورغبته في رؤية المرفعين ... ضحك أستاذ فاضل وهو يستمع إلى جابر يروي قصته مع المرفعين.
    أخذ أستاذ فاضل بيد جابر المرتعشة وأدخله إلى الحديقة وقدما جابر تحاولان الرجوع... ولكن أستاذ فاضل كان يصر عليه بأن يتبعه... توغلا في الحديقة وجابا أركانها بحثا عن المرفعين. راء جابر كراتين وزجاجات وباقات فارغة... وملابس ممزقة هنا وهنالك ... كان المكان متسخا تماما ومظلم إلا من ضوء المصباح الذي كان يحمله أستاذ فاضل.
    أصر أستاذ فاضل بأن يرى جابر كل الحديقة... ولكنه لم يجد أثر للمرفعين أو بناته كما ذكرت حاجة بخيته ... هدأ خوفه قليلاً فأخذ يسأل أستاذ فاضل: "هل قتلت المرفعين" ... ضحك أستاذ فاضل بصوت عالي حتى تجلجلت ضحكاته في أركان الحديقة المظلمة.
    كان أستاذ فاضل قد عاد مؤخرا من غربته في ليبيا التي عمل بها معلما... ولم يره جابر منذ سنوات عديدة، ولكنه تفاجأ به اليوم في هذه الحديقة المخيفة... أنحنى أستاذ فاضل نحو جابر قائلا: "يا أبني لا يمكن الإنسان يتحول لأي كائن... حكاية المرفعين دي خدعة عشان الناس تخاف" ... بدأت عينا جابر تتوهجا بريقا وهو ينظر إلى أستاذه السابق والكلمات تخرج من فمه بطيئة هامسة: "لكن الناس بتقول الحارس بتحول..." لم يمهله أستاذ فاضل أن يكمل حديثه، فرد عليه قائلا:" الحارس مغترب في ليبيا ليه عشره سنين.. وأنا قابلته هناك" ... ازدادت دهشة الحقيقة في عينا جابر.. ولكن الشك ما زال يخالطه فصاح قائلا: " وصوت العواء" .. فأجابه أستاذ فاضل فورا: "عواء كلب... الصعاليك ربو الكلاب عشان يخلوا الأسطورة حقيقة في عيون الناس"... نظر جابر إلى أستاذه مليئا قبل أن تتحول نظراته في أرجاء الحديقة المظلمة المتسخة... ثم هتف متسائلا: " والبنات... بنات المرفعين" ... أبتسم أستاذ فاضل وهو ينظر إلى عينا جابر وقد بدأ بريق الحقيقة يتوهج فيهما جلياً.
    أخذ أستاذ فاضل يخبر جابر عن خططه لنظافة الحديقة وتحويلها إلى متنزه نظيف لسكان الحي... وعمل روضة وعيادة بها ... وكثير وكثير من الأفكار الطموحة... بينما جابر يتجول ببصره في أرجاء المكان... وما تلبث أن تنطلق منه فجأة ضحكة عالية تخرج مجلجلة في أركان الحديقة تعيدها نضرة بهيئة... أفلت جابر من بين أفكار أستاذه الطموحة والحقيقة تدفعه ... أخذ يجري مندفعا خارج الحديقة نحو دكان الشيخ وهو يصيح: " حكاية المرفعين إشاعة ... إشاعة... الشفتهم يا عم الشيخ صعاليك" ... لم يهتم جابر بدهشة الشيخ وزبائنه .. وأخذ يجري نحو منزل حاجه بخيته ويضرب بابها بقوة وهو يصيح: " خالة بخيته ... حاكية المرفعين إشاعة ... إشاعة... الصعاليك سرقوا دجاجك ... وبنات المرفعين بنات حقيقيين جابوهم الصعاليك عشان يعملوا قلة الأدب" ... فتحت حاجة بيخته الباب مندهشة وقبل أن تنادي على جابر... كان قد أطلق رجليه للريح وهو ينادي في الحلة: " حكاية المرفعين إشاعة ... إشاعة".
                  

09-30-2005, 12:05 PM

Hamid Ali
<aHamid Ali
تاريخ التسجيل: 10-06-2003
مجموع المشاركات: 140

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكــاوي للأحبـــاب (Re: Hamid Ali)

    الثانية ...

    حكاية مع النمل

    تبدو الحكاية سخيفة .. ولكنها حدثت في هذا الصيف، كل يوم كنت أحضر فيه إلى حوض الصالة، أرى النمل يدور في حركات مضطربة كما كانت تبدو لي، يذهبون في خطوط مستقيمة.. ثم ما تلبث أن تعوج، يتصادمون في رفق ثم يتبادلون القبلات وتسير كل واحدة منهن في طريقها (لا أدري أن كان يحق لي تأنيث النمل أم تذكيره، فمفردة النمل مؤنث وجمعه مذكر، ولأني لست للأسف ضليع في اللغة، فسوف أدع ذلك لأهلها ولكنني أحبذ أن أؤنث النمل).
    هذا الكائن الصغير المدهش ذو الحركة الدائمة طالما أوقفني متأملا له عند الحوض، كنت أخشي عليه قسوة المتعجلين والمتسرعين في كل شي، فقطرة ماء صغير تودي بحياة الكثير منهن... لهذا خطرت لي فكرة أن أعمل على إنقاذ النمل... يا لها من فكرة رائعة حتما ستؤدي في النهاية إلى أن ينعم النمل بالأمان في ظل حوض لا يعرف الأمان وتنهدر منه الماء دون موعد أو سابق إنذار... ولأن الآخرين لا يحفلون بالنمل المسكين،،، همهم قضاء مصالحهم على الحوض... وعلى النمل المسكين أن يتدبر أمره.
    يا لتك النملة الصغيرة التي كانت تحاول أن تنقذ نفسها من قطرات الماء التي لا ترحم، فتتدحرج منزلقة إلى قاع الحوض، ألمني منظرها وتقوقعها على نفسها وكأنها يئست من الحياة واستسلمت لقدرها المسكين... مددت لها مشط المساعدة، عفوا أقصد يد المساعدة حاملا المشط الصغير... حملتها عليه برفق وتمهل .... وقبل أن أضعها في طرف الحوض تدحرجت مرة أخري وجرفتها قطرة ماء قوية إلى القاع.
    تألمت كثيرا... لهذا أخذت أضع الخطط في أنقاذ النمل... تبدو فكرة جيدة بأن تخطط للنمل وتريه طريق الخلاص، أخذت أعدل في طريقة عمل النمل... "الطريقة القديمة أيها النمل تقودك للهلاك .. عليك أن تتبع هذه الطريقة"... وأخذت أعلمهن كيف يسلكن طرق النجاة وكيف يعملن ... وطمحت بأن أضع لهن الخطط الكفيلة بتطوير نهج حياتهن.
    ولكنني عندما كنت أحمل بعضهن يتساقطن في الحوض فيقضي عليهن ... يا للحسرة ... لكنها ضريبة الخلاص ولا بد أن تكون هنالك خسائر في التجريب.
    عدلت الخطط مرات ومرات، كان الإصرار يملئني في خلاص النمل، وتحديد الطريق الصحيح له ليحيا حياة أمنة ومستقرة.... ورغم أن التخطيط كان يفقدني عدد من النمل... لكنني لن أتوقف في أداء رسالتي السامية في أنقاذ النمل حتى وإن قضى نصفهم ... فحتما سيعيش النصف الأخر "إن ظل على قيد الحياة" حياة كريمة وأمنه.
                  

09-30-2005, 12:08 PM

Hamid Ali
<aHamid Ali
تاريخ التسجيل: 10-06-2003
مجموع المشاركات: 140

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكــاوي للأحبـــاب (Re: Hamid Ali)

    الثالثة ...

    هرم الخوف

    الناس يقولون بأن الخوف ظاهرة طبيعية لا بد منها للإنسان، فنحن نخاف أن يفارقنا من نحب، ونخاف الظلمة ونخاف أن نطرد من العمل.. لهذا يكون الخوف دافعا لنا للتجويد حتى نحتفظ بالأشياء التي نخاف مفارقتها.. هكذا يفسر المتفائلون الخوف.
    ويفسره الغاضبون شيئا أخر مرعب، يهز أركان الإنسان ويجعله مضطرب الفكر والذهن، وغير قادر على الإبداع.... ومهما كان الخوف،،، فأنا أعتقد أنه سلسلة متصلة من المشاعر التي تشكل شخصياتنا وأفعالنا... أنا لست عالم نفس وتجربتي في الحياة لا تجعلني مؤهلا بأن أخوض في تعريف ظاهرة إنسانية قديمة ولدت مع الإنسان.
    ولكن يوم أن عنفني مديري أخذت أفكر في الخوف بشكل أخر، وربما كانت هي أحدي حيل الإنسان في وضع المبررات لأفعاله وأفعال الآخرين، فمديري ذو الوجه العابس، لا يلقي التحية على أحد من الموظفين حتى لا يكسب صداقاتهم أو محبتهم فيفسدون عليه شئون الإدارة والسيطرة عليهم .... ماذا قلت ... السيطرة!!!
    لا أقصد السيطرة بمعني السيطرة، ولكنها ربما كانت نوع من الإدارة تجعل الموظفين تحت رحمتك... عفوا أقصد تحت أمرتك... أقصد تحت مسئوليتك.. فتسهل عليك إدارتهم.. لهذا كنا نعذره في عدم رد التحية علينا، أو في ردها بطرف شفتيه حتى نجتهد في سماعها... وعندما يصيح بنا حتى يسمع مديره الأعلى صوته عند مروره .. نعذره أيضا فهو يري مديرة طريقته الرائعة في العمل.
    ولكنني دهشت عندما رأيته يقف مضطربا أمام مديره يحني رأسه نحو الأرض ويردد "نعم..نعم"... هيئته كانت كهيئتنا ونحن نقف أمامه... وهيئة مديره كانت كهيئة مديرنا عندما يتحدث لنا... سيناريو واحد تغيرت فيه فقط الشخصيات والأماكن.
    أخذت أفكر في إمكانية تكرار هذا السيناريو ... بين المدير الكبير ورئيس مجلس الإدارة ... بين رئيس مجلس الإدارة والمحافظ ... بين المحافظ والوزير ... وبين الوزير و... وهناي ... ولكنني عندما وصلت إلى هناي تعبت من التخيل ... هرم الخوف بعد هناي يأخذ شكل أخر وتضيق أضلاعه .. لهذا فالخوف يكون أكبر.... لأن المساقة بين هناي وهناي الأخر قريبة والمصالح مترابطة.
    عندما كنا نغضب من مديرنا... كنا نلعنه فيما بيننا.. ونطلق خيالنا ونحن نحلم بأننا قد تمت ترقيتنا وأصبحنا أعلى مرتبة منه في العمل... عندها يتوهج الخيال في رسم فنون الانتقام من هذا المدير المتسلط.
    ومديرنا ربما كان أيضا يطلق خياله وأحلام يقظته وهو يحلم بكيفية الرد على مديره عندما تتم ترقيته أو يصدر قرار من الوزير المبجل يجعله في مرتبة أعلى من مديره... عندها سيري أبن.... مع أي نوع من الرجال كان يتعامل!!
    وهكذا يعلو هرم الخيال وأحلام اليقظة حتى يصل إلى سيادة الوزير... لا أدري كيف يكون حلم الوزير في التعامل مع هناي.... لأن الوصول إلى مرحلة هناي صعبة جدا... فلا ترقية يمكنها أن تحملك إلى مكانه،،، وهناي لا يتخلي عن مكانه إلا إذا تخلت روحه عن جسده... لهذا فعلي الوزير أن يكتم أحلامه في صدره ويذعن بالطاعة.. لأن لكل هرم نقطة عليا لا شي بعدها إلا السقوط!!!
                  

09-30-2005, 12:26 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكــاوي للأحبـــاب (Re: Hamid Ali)

    شكراً حميماً أخي حامد علي

    شكراً للخيال الخصيب

    والسرد البديع

    والكلمة الأنيقة

    هل لنا أن نحلم بالمزيد ؟؟
                  

10-01-2005, 02:32 AM

رشيق اباظة

تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكــاوي للأحبـــاب (Re: Hamid Ali)

    Quote: كلما مر جابر بالحديقة المنعزلة بالحي الذي يسكن به، أنزوي في طرف الشارع بعيداً عنها، حتى في وضح النهار وامتلاء الشارع بالمارة، كان قلب جابر يخفق ويندفع الدم في شرايينه الصغيرة رعباً من ذلك الهاجس الذي أرق منامه ليلاً، وأرعبه نهاراً كلما مر بالحديقة المهجورة وهو في طريقه لمدرسته.


    هنا اتذكر طفولتي .. بالقرية الهادئة الواقعة في اقاصي الشمال.
    كانت لنا حديقة ملك جدي، وبالرغم من اني ترعرعت فيها الا انني كنت اخاف ان اقترب من ركن في الحديقة هي لغرف مهجورة!! واكتشفت انها كانت مستودعا لم يرغبوا بالاطفال مثلي ان يعبثوا فيها.

    Quote: قالوا أن الحارس الذي كان مكلفا بالحديقة يتحول في الليل إلى مرفعين ضخم، لا يسلم منه كائن حي يمر به، وقد ذكرت حاجة بخيته ست الكسرة بأن "المرفعين عدمها الدجاجة".. وأنها لو لم تدخل غنمها من العصر إلى المنزل وتربطهم بجوارها لقضي المرفعين عليهم أيضا... وقال الشيخ صاحب الدكان أنه راء خيال حارس الحديقة عند اكتمال القمر وهو يخلع عراقية ثم ما يلبث أن يتحول إلى مرفعين ضخم يخرج من باب الحديقة المتهالك ويطلق صرخاته وهو يرفع رأسه نحو القمر، فهرع الشيخ إلى قفل دكانه وأسرع مهرولا إلى منزله.


    ... وكذلك في موسم البلح، تزداد القصص والحكاوي عن " الغول" حتي لا نقترب من النخيل، ونجمع ما يتساقط منه، او نسلب ما لم يتساقط بعد! وكل يوم يردد احد بان الغول كاد ان يلتهمه بالامس لولا ان الله ستر، وتمكن من الهرب، او استطاع ان يتخفي في مكان ما فلم يراه، الا انه كان ضخما وله كذا وكذا وكذا... وللبعض بطولات مع الغول!!

    اخي الاديب الرائع حامد علي
    جابر والمرفعين.. رائعة كما هي كل روائعك، تسارعت في الرد قبل قراءة القصص النالية ولكني اجزم بانها من صندوق روائعك... وكم اتمني ان ترى النور تلك الملاحم الرائعة التي تنتظر النشر.
    لي عودة..
    لك كل مودتي
                  

09-30-2005, 01:16 PM

نصار
<aنصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكــاوي للأحبـــاب (Re: Hamid Ali)

    العزيز حامد علي

    هنيئاً لنا بهذه الانتفاضة الاسفيرية فقد حرمنا البعد من الاطلاع علي روائعك،، حتي روايتك الاولي التي ازين بصورة غلافها المساحة التالية لاسمي _بروفايل_ لم اتمكن من قراءتها حتي الان لكني فخور بتمكنك من انجازها و اثنتان اخريتان لم في انتظار النشر. مصدر فخري و دهشتي لا تتمثل في مقدرتك علي الخلق و الابداع فهذا شأن ادركه لكن _عيني بارده_ ما زلت اسائل نفسي عن: كيف يتيسر الانفكاك من الواقع القابض و الشديد الجمود الذي تعيشه في ارض ليست بذات زرع _فكري، ثقافي ..._. واصل تنفسك هنا فهناك اختناق لولا نيل و نخلة و حب.
                  

10-01-2005, 07:07 AM

نصار
<aنصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكــاوي للأحبـــاب (Re: Hamid Ali)

    عدت لتحية العزيزن عاطف عمر و رشيق اباظة و اعلان ساعدتي بحضورهم الباهي في فضاءات حامد علي المبدعة...
                  

10-01-2005, 02:49 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكــاوي للأحبـــاب (Re: نصار)

    Quote: عدت لتحية العزيزن عاطف عمر و رشيق اباظة و اعلان ساعدتي بحضورهم الباهي في فضاءات حامد علي المبدعة...


    و سعادتي فوق الوصف وفوق الكلمات أيها الراقي النبيل

    صدقني عزيزي نصار أن مجرد تواجدك في قائمة ( المتواجدون الآن ) يعطيني

    إحساساً بالدفء والموضوعية والعمق المتوهجة أبداً خلال مداخلاتك .

    شكراً مرة أخرى للمبدع حامد على أن أتاح لنا من خلال فضائه هذا بث شيئ ( من حتى )

    التي نحسها,

    سلام رشيق أباظة
                  

10-04-2005, 12:12 PM

نصار
<aنصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكــاوي للأحبـــاب (Re: عاطف عمر)

    العزيز عاطف عمر

    رمضان كريم و تصوم و تفطر علي خير
    و كل سنة انت و الاهل طيبين و تامين

    القلوب عند بعضيها و الله يا نبيل
    ربنا يديم المودة و نلتقي علي أرض الوطن
    الناعم بالحرية و الامن و السلام و الرخاء
    بفضل النوايا الصادقة و العقول الراجحة
    لابنائه البررة من أمثالك.

    تحاتي و محبتي
                  

10-01-2005, 02:49 PM

Hamid Ali
<aHamid Ali
تاريخ التسجيل: 10-06-2003
مجموع المشاركات: 140

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكــاوي للأحبـــاب (Re: نصار)

    شكرا عزيزي نصار فأنت دوما تغطي ثغراتي .....
    أعتذر للأخوة المتداخلين عن التأخير في الرد لظروف العمل القاهرة.

    عزيزي عاطف عمر
    يحق لنا أن نحلم بالمزيد .. طالما كان في الوجود أمثالك... كلماتهم زادنا للإبداع وعزانا في تحمل مخاض الكتابة .... لك كل الود ومرحى بك وبكلماتك الدافئة.
                  

10-01-2005, 03:07 PM

Hamid Ali
<aHamid Ali
تاريخ التسجيل: 10-06-2003
مجموع المشاركات: 140

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكــاوي للأحبـــاب (Re: Hamid Ali)

    نصار أيها الأمل المشع فينا ...
    المكان كما ذكرت ... ولكن الإلهام دوما يأتي من الوطن ومن أحباء تفرقوا في ربوع الأرض، من كلماتهم ينطلق الخيال ويخط اليراع أحرف نعزي بها أنفسنا ووطننا وأحبائنا في الداخل والخارج ... مع الكلمات نغفو رغم حر الغربة ونحلم بالوطن وحضنه الدافي ... هنالك وفي تلك اللحظة بالذات تتحول الصحراء والقلوب اليابسة إلى خضرة.
    لك كل الود وشكرا على أطلالتك ... والدار دارك أقدل فيها ...
                  

10-01-2005, 03:50 PM

Hamid Ali
<aHamid Ali
تاريخ التسجيل: 10-06-2003
مجموع المشاركات: 140

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكــاوي للأحبـــاب (Re: Hamid Ali)

    العزيز رشيق أباظة ... نحن لم يكن لأهلنا نخل يخافون أن نعبث به... وبيوتنا مثل بقية بيوت أم درمان الضيقة ... ولان الثقافة مشتركة وواحدة... فقد تفتق عقل المدينة بحيلة تخويف الصبية بالبوليس...."تسكت ساكت ولا أخلي البوليس يقبض عليك" .... ولعله السر الذي حعلنا نخاف من البوليس حتى وإن كان جندي حركة ونحن نسير بالأقدام.
    الشائعة أفة أرهقت كثيرا الحياة السودانية... وتوغلت فيها، لا تكاد تخلوا منطقة من السودان منها.... أملنا في أستاذ فاضل بأن يحول كل حدائق بلادي المهجورة إلى جنان...

    شكرا عزيزي رشيق على الإطلالة ... وشكرا على تعميقك لمفهوم القصة أكثر بواقعنا المعاش
                  

10-01-2005, 04:11 PM

نصار
<aنصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكــاوي للأحبـــاب (Re: Hamid Ali)

    العزيز خامد علي


    الغربة هي بوتقة سخينة الوالج فيها يصهر معدنه ليبقي منه أحسن ما عنده مضاف اله افضل ما اكتسب...انظر ألي من أحاط بك في هذا الواقع التجريبي تجد أن ما تبقي فيك من المسعودية و أم درمان لا يفوق ما أكتسبت من فجاج السودان الرحيبة خاصة ناس رشيق أحفاد بعانخي و لن أتعجب اذا ما اخللت في أمر التذكير و التأنيث فثقافتك المكتسبة لا تقيم فوارق بين الرجل و المرأة فأتت لغتهم غير منحازة للرجل متميزاً بذلك علي السن الامم و الشعوب الامر لا يمثالها في ذلك _حسب علمي_ سوي اللغة النيروجية التي تخلفت عن الحضارة النوبية بقرون ان عددتها لن احصيها.
    امضي في اشراقاتك و سوف _نهطرق_ في الحواشي مآنسة و تحفيذاً للحرف الحريف.
                  

10-04-2005, 06:47 AM

رشيق اباظة

تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكــاوي للأحبـــاب (Re: نصار)

    Quote: الناس يقولون بأن الخوف ظاهرة طبيعية لا بد منها للإنسان، فنحن نخاف أن يفارقنا من نحب، ونخاف الظلمة ونخاف أن نطرد من العمل.. لهذا يكون الخوف دافعا لنا للتجويد حتى نحتفظ بالأشياء التي نخاف مفارقتها.. هكذا يفسر المتفائلون الخوف.


    الخوف يجعل منا نعيش في أسر دائم وسط دائرة نظن كلما تحركنا بداخلها اننا نسير نحو التغيير ولكننا نكشف ان الكثير من النقاط فيها سبق وان مررنا بها.

    اخي حامد
    عندما يتساوي الأشياء فالاختلاف هو انت.
    لك عاطر التحايا
                  

10-04-2005, 07:00 AM

رشيق اباظة

تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكــاوي للأحبـــاب (Re: رشيق اباظة)

    نصار
    تلك السنوات التي قضيتها من عمري في ربوع تلك القرية، هي الوطن الذي حملته في دواخلي، وظللت اعيش فيها، ولولاها لحرمتني الغربة من مساحة لهذا الوطن فيني!

    القدير عاطف
    حامد، هو النيل وهو النخل وهو الحب، والاحساس بالانسان في كتاباته هو تعبير عن احساس في دواخلنا.
    انت تملك ذلك الاحساس الانساني المرهف.
    رمضان مبارك عليكم وتصوموا وتفطروا على خير
                  

10-04-2005, 12:18 PM

نصار
<aنصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكــاوي للأحبـــاب (Re: رشيق اباظة)

    العزيز رشيق

    رمضان كريم و لك من الاماني كما تشتهي

    هذا ما أجده في نفسي أيضاً فقد انعم الله علي مثلك تماماً
    في أن أشب في قرية (عند منحني النيل) فطبعتني بما يغلب
    التطبع

    حامد هو كما قلت و زيادة و كذا انت و الاحبة

    تحياتي
                  

10-04-2005, 02:29 PM

Hamid Ali
<aHamid Ali
تاريخ التسجيل: 10-06-2003
مجموع المشاركات: 140

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكــاوي للأحبـــاب (Re: نصار)

    الأعزاء رشيق ونصار
    لكم كل الحب...

    صديقي العزيز أمير علي عبد عبدالله، تربي حتى مرحلة المتوسطة في مناطق الشايقية، وما زال حتى الأن يتحدث بلسان الشايقية ويحمل سمات وطباع المنطقة التي شهدت طفلته، كنت أحسده وأقول له:" لو كانت أتيحت لي فرصة مثل التي سنحت لك، كان كتبي وقصائدة تملأ المكتبات الآن"، ولكن أمير آثر أن يكون أدبه شفاهي ويمارسه في حياته اليومية... ما قادني إلى هذه الذكرة، هي النعمة الكبيرة التي يتمتع بها أبناء الشمال من خيال خصب وتجويد للكلمة وإجادة في إستخدامها، هذه البيئة التي إن لم تمنح بعض أهلها موهبة الكتابة، فقد منحتهم موهبة التذوق والإستمتاع والنقد الهادف، إنهم يعشقون الكلمة كما يعشقون النيل، ويخلصون لها كما أخلص لهم النيل، لهذا فليس من الغريب أن تتمدد ثقافتهم وتختلط بالثقافات الأخري في السودان وتؤثر فيها.

    المسعودية، قريتي الصغيرة على ضفاف النيل الأزرق، أنتمي إليها وإن لم أعش فيها، ولكنها رسخت في نفسي معاني كثيرة، وصورتها القديمة قبل أن تمتد لها يد الحضارة والمدنية، وتتنازعها ولاية الجزيرة والخرطوم، كانت صورة رائعة ومنطبعة في نفسي، عندما كنت (أسافر) لها مع والدتي في صغري، وعندما كنت العب في (لوري) الخال، وعندما كانت القرية تنام باكرة لا يشوبها ضجيج المدنية أو الشارع، وتصحو باكرة يتحرك رجالها على ظهور حميرهم نحو الجزيرة (هي منطقة الجروف على النيل، يسميها الأهالي هنالك الجزيرة)، هذه الصورة لعلها جعلتني أري قريتي كثيرا في مؤلفات الأستاذ الطيب صالح، وعندما كتبت مسرحية "أحلام العطا ود زينب"، التي أعدها مسرحيا وأخرجها الأستاذ عبد الرحيم قرني، لاحظ الكثيرون بأن في العمل نفس الأستاذ الطيب صالح في وصف قرى الشمال، وأنا لم تتاح لي فرصة زيارة الشمال، ولكنها كانت الذاكرة القديمة التي جعلتني أتخيل تلك المناطق.
    نيل ونخلة .. وحب،،، سألني الكثيرون: هل أنت حلفاوي؟! .. فكانت إجابتي لا،،، ولم أرى حلفا القديمة أو الجديدة حتى، وعندما يسألون كيف تمكنت من وصف مناطق لم ترأها؟! ... أحكي لهم بكل فخر عن تجربة ثره، هي هذه الصداقة العميقة التي ربطتني بشخصيات أعتز بها ومحيط رائع منحني صور شتي عن المنطقة وكل المناطق النوبية حتى لم ينقصني غير التحدث بلغة المنطقة (نعم يا نصار، تأثرت لغتي العربية في التذكير والتأنيث)، وأكتسبت ثقافة عالية هي فخر السودان، لكن الأهم هي تلك التجربة الثقافية المتمثلة في التواصل وأكتساب ثقافات الآخرين والتفاعل معها، وبالنسبة لي أعتقد بأنها كانت ناجحة جدا، وذلك من خلال النقد والأراء حول رؤية نخيل ونخلة وحب، والآن أعمل على تجربة مماثلة لمنطقة أخرى في السودان أستقي معلوماتي من التواصل الثقافي أيضا... يقيني بأن كل مناطق السودات متشابه وأن ظهر لنا وهم الأختلاف، ولكن ما أن تتعمق في هذه الثقافات حتى تنجلي لك صور التوحد الثقافي بين كل أقاليم السودان وقبائلة، ينقصنا فقط التأمل في هذا التداخل ودراسته، وتعميقه من خلال أدبنا المقروء والمسموع والمرئي.



    شكرا صديقي العزيز رشيق ... فأنت أيضا مد من الإلهام

    (عدل بواسطة Hamid Ali on 10-04-2005, 02:32 PM)

                  

10-05-2005, 12:50 PM

نصار
<aنصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكــاوي للأحبـــاب (Re: Hamid Ali)

    العزيز حامد علي

    عبرك التحية و تهاني رمضان للعزيز امير علي عبد الله فهو حقاً مبدعاً بطريقته الخاصة

    للاديب محسن خالد تجربة كتابة رويات (علي الهواء مباشرة) علي صفحات المنبر فهل لك
    تجربة هذا النهج؟

    تحياتي
                  

10-06-2005, 07:10 AM

رشيق اباظة

تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكــاوي للأحبـــاب (Re: نصار)

    الاعزاء حامد .. نصار
    وعبر الوجدان اخي امير
    كل عام وانتم بالف خير
    في محاولات سابقة " فاشلة" هكذا اقيمها، في كتابة قصص قصيرة ومحاولة واحدة في كتابة رواية، من تجربة شخصية، اضفت عليها بعض الخيال، ظننت ان هذا الاخير كانت مرضية لى بنسبة كبيرة الا انني دمرتها يوماً، وحينها كنت بالهند، ولم احزن عليها. ولكني سأعيد كتابتها عبرك اخي حامد لانني اظن انك ستبدع فيها.

    حامد لقد زرت المسعودية، واكاد اتخيل وصفك لها. وليت بالامكان زيارة كل مناطق السودان وخاصة الارياف لا المدن.

    اثني اقتراح نصار.
    لكم جميعا مودتي
                  

10-06-2005, 03:49 PM

Hamid Ali
<aHamid Ali
تاريخ التسجيل: 10-06-2003
مجموع المشاركات: 140

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكــاوي للأحبـــاب (Re: رشيق اباظة)

    تحية لكل الأحبة

    نصار لم أصل لهذه المرحلة بعد، والأديب محسن خالد يعرف كيف يقود الكلمة في كل الأوقات والأزمان، أما أنا فاللحظة عندي قد تكفي قصة، وقد تمتد كتابة القصة لسنوات أيضاً.

    رشيق تجربة الكتابة المشتركة تجربة رائعة وقد مارستها كثيرا مع زملائي وأصدقائي المسرحيين في السودان، عندما كنا بفرقة تجمع الشباب المسرحيين كنا نمارس الكتابة المشتركة للمسرحيات، وقد قدمنا أعمالا أعتقد أنها كانت رائعة..

    لي تجربة مماثلة لقصة قصيرة مع صديق تعرفة جيدا... ويعرفه الأخ نصار أيضا، هو الأخ جمال محمد الأمين.

    أتمني أن نحاول معا كتابة حلم السودان، وتجسيد هموم أهلنا الطيبيين،، المنبر يتيح لنا فرصة لتطوير هذه التجربة الرائعة... وهذه دعوة للجميع.
                  

10-06-2005, 04:56 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكــاوي للأحبـــاب (Re: Hamid Ali)

    المبدع حامد

    الغالي نصار

    العزيز رشيق

    جئناكم تهنئة بهذا الشهر الكريم

    تقبل الله تعالى صيامكم وقيامكم

    وجعلنا وإياكم من عتقائه
                  

10-09-2005, 05:30 AM

nashaat elemam
<anashaat elemam
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1108

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكــاوي للأحبـــاب (Re: Hamid Ali)

    فوق .. بدون ابداء أسباب
                  

10-13-2005, 04:49 PM

Hamid Ali
<aHamid Ali
تاريخ التسجيل: 10-06-2003
مجموع المشاركات: 140

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكــاوي للأحبـــاب (Re: nashaat elemam)

    العزيز عاطف
    كل عام وأنت بخير ... وتصوم وتفطر على خير وبركة

    الأخ/ نشأت
    شكرا لرفع البوست ولمروركم من هنا.. وتوقيكم الكريم

    معليش جاءت متأخرة ولكن بأسباب !!
                  

10-14-2005, 04:44 AM

كمال حسن
<aكمال حسن
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 1352

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكــاوي للأحبـــاب (Re: Hamid Ali)

    المبدع حامد علي

    بعد قراءتي لهذه المجموعة الدافئة من حكاويك الشيقة، أجدني أحتاج وقتا لأمتص صدمة إرتداد عنيف من (خيالك الواقعي) - الذي نسجت أحاجيك في مساربه - إلى (واقعنا الخيالي) الذي (نفتعل) العيش في طياته.

    ودعني أقول إن الشللية المتكرسة في هذا البورد هي وحدها التي تجعل بوستات أخرى (لاتحمل أى مضامين فكرية أو إبداعية بل وربما مجرد إسفاف في القول) أكثر تناولا، ولا أجدنا هنا نمثل جانبا من هذه الشللية إذ أن مشاركاتنا في مختلف مواضيع البورد لاتخفى على أحد، بغض النظر عن من كتبها

    وسأعود - بإذن الله - لاحـــــــــــــــقا
                  

10-20-2005, 06:12 PM

Hamid Ali
<aHamid Ali
تاريخ التسجيل: 10-06-2003
مجموع المشاركات: 140

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكــاوي للأحبـــاب (Re: كمال حسن)

    العزيز والأخ الأديب كمال حسن علي
    في البدء أمل أن تقبل أعتذاري وكل المتداخلين أو المتصفحين لهذا البوست عن التأخير في رودوي وذلك لظروف خارجه عن الإرادة، ورغم الرغبة الشديدة في التواصل مع هذا المد الرائع يوميا ولكنها المعايش والغربة.

    عزيزي كمال لك كل الود،،، حقيقة نحن في زمن أصبح فيه الواقع خيال وأصبحنا نهرب إليه علنا نجد السلوى .... رغم عن الشللية وقلت المقبلين على البوستات ذات المضامين، إلا أن إصرارنا على الكتابة وتناول قضايانا بحرية وعمق، ستجعل الآخرين يلتفتون لما نكتب ويحسون بمانحس، عندها لن نحطم الشللية بل سنجعلها بإذن الله في صف البوستات ذات المضامين الرائعة التي تحدثت عنها.
    الإصرار على الكتابة، جهاد ونضال، وإن قل المتقبلين لما نكتب الآن، فهذا لا يعني إطلاقا أننا في الطريق الخطأ، الصواب دوما تناصره القلة، ولكنه حتما سيبرز للوجود.... أمل أن أرى إصرارك الذي عهدت فيك على الإبداع في هذا المنبر، ولك كل الود.

    (عدل بواسطة Hamid Ali on 10-20-2005, 06:32 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de