بلير والبشير والأصولية.. من غيّر قواعد اللعبة..! مشارى الزايدى للشرق الأوسط

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 04:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-09-2005, 03:11 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بلير والبشير والأصولية.. من غيّر قواعد اللعبة..! مشارى الزايدى للشرق الأوسط

    Quote: بلير والبشير والأصولية.. من غيّر قواعد اللعبة..!

    ربما لم يكن أمام توني بلير رئيس الوزراء البريطاني إلا هذا السبيل، سبيل تضييق الحريات وحرمان كل الاصوليين من مغانمها. سبيل ترى كثير من دول العالم «الأول» أن بريطانيا قد تأخرت فيه كثيرا، بلير قال انه بحكم موقعه رئيسا للوزراء، مسؤول عن توفير وصيانة الامن القومي للبلاد. وان وجود عناصر تبشر بثقافة الارهاب وتشجع عليه وتشيد بمنفذيه، وجود هؤلاء على الأراضي البريطانية واستغلالهم لأجواء الحرية من أجل نشر وترويج العنف الديني، هو أمر لم يعد مقبولا، وان هناك تشريعات واجراءات جديدة ستسن، لتقليم اظافر الاصوليين. فهناك حظر سياسي سيقع على مجموعات متطرفة مثل «حزب التحرير» و«المهاجرون»، ولن يصبح بمقدروهم ممارسة ترف التبشير بالخلافة الاسلامية، وتوزيع المنشورات التي ترى ان الديموقراطية كفر صراح! هذه المنشورات كانت توزع بجوار حديقة الهايد بارك الى ما قبيل تفجيرات 7/7 !.

    الاكيد ان حكومات العالم الثالث تكتم ضحكاتها الهازئة من موقف بلير، ولسان حالها يقول: «ألم نقل لك؟!، الديموقراطية لا تصلح لهؤلاء». المحزن حقا ان بلير وحكومته لن يجدا ذخيرة في حجتهما والإصرار على مبادئ الليبرالية كما الشأن في السابق، فكما يقول المثل السعودي العامي «ما دون الحلق الا اليدين»!.

    وعلى كل حال، هذا جزء من المشهد العام العالمي الذي غيّره الارهاب، فهناك عالم جديد ولد بعد الارهاب، ثقافة جديدة، سلوكيات جديدة، وبطبيعة الحال أولويات جديدة.

    لكن من المهم هنا التأكيد ان قواعد اللعبة، التي قالت بريطانيا انها قد تغيرت في التعاطي مع القاعدة والأصوليين بشكل عام، أول من غيّرها هي القاعدة نفسها! او «الفكر» القاعدي على وجه الدقة.

    فالقاعديون، وفق التحديد الآنف، هم من بدأ تغيير قواعد اللعبة كلها، وتوضيب المسرح الدولي كله بما يتلاءم مع ادوار معينة مطلوب ممارستها، وصولا الى لحظة الذروة الفنية، فعبورا الى مشهد النهاية، ثم تصفيق الجمهور العريض!.

    وبعبارة اكثر بعدا عن الابجدية المسرحية، القاعدة و«فكرها» الذي تشظى في كل مكان، تسعى الى تسخين العالم كله، وجعله من اقصاه الى اقصاه جبهة متصلة، حتى لا يجد المرء مكانا خاليا من الاثر القاعدي المحرك، وبالتالي، اغلاق كل فرصة لتجاهل هذا الحضور، ومع تزايد هذا الالحاح، يصبح لا مناص من الانخراط في شرطه والدخول معه بشكل أولي!، وهذا بالضبط ما يعمل عليه العقل القاعدي الذي يرى ان العالم لا يمكن ان يفهم الا من خلال نافذة الصراع الديني البحت، فالعالم كله منفرز الى معسكرين، معسكر إيمان وإسلام، ومعسكر كفر وشرك، وكل ما يجري فيه ليس إلا وليدا من رحم هذا الصراع الخالد، واننا كلنا بانتظار «المعركة الحتمية» مع اهل الكفر.

    كل مشهد يتوتر لسبب أو آخر يلقى عليه هذا السحر القاعدي، خذوا لديكم السودان مثلا، فهذا البلد لم يسلم من محاولة إسباغ العباءة القاعدية على مشهده، عباءة تتناسب مع المقاسات السودانية، وربما استعارت هذه العباءة ملامح شقيقتها السودانية، واستدارت عمامتها مع تكويرات العمامة السوادنية الشهيرة.

    بعد توقيع حكومة الانقاذ السودانية مع انفصاليي الجنوب، غير المسلمين، بزعامة جون قرنق، اتفاقية سلام بعد حرب طويلة قاربت على نصف قرن من عمر السودان، ثم اصبحت اكثر التصاقا بالبعد الديني مع عصر جبهة الانقاذ الاسلاموية، وعرابها حسن الترابي. فبعد هذا الاتفاق وقدوم قرنق الى الخرطوم قدوم الظافرين، والاحتفال الكبير بهذه اللحظة، ثارت ثائرة العقل القاعدي، فهذا السلام يمضي عكس عقارب ساعة القاعدة التي تريد المزيد من الصدامات الموسومة باسم الدين، وهذا ما لم يتحقق مع اتفاق قرنق ـ البشير.

    ولأن هناك اشتباكات متوقعة حصلت في الخرطوم، من قبل انصار قرنق «الكفرة» بعد مصرعه المفاجئ بطائرته، اشتباكات مع «مسلمي» الخرطوم، وأنا هنا استخدم مفردات الاصوليين التي حرصوا على التوكيد عليها، استحضارا لهوية الخلاف «الدينية»، وإلغاء كل حضور لأي عنوان آخر، لأن مثل هذه الاشتباكات كانت متوقعة، فإن العقل القاعدي لم يفوت فرصة استغلالها، وفق نموذجه التفسيري.

    وقد قرأت بعد هذه الاشتباكات المؤسفة، تقريرا وصفيا نشر على موقع التجديد، التابع للأصولي السعودي محمد المسعري، ومنتديات اخرى، تقرير كتبه أحد المتطرفين السودانيين، كما يبدو، وقال انه بعث به من الخرطوم، قال فيه إن حكومة البشير مرتدة عن الاسلام، وكذلك فكر الترابي، لأنه لون من ألوان التجديف، مصرا على استحضار كفر قرنق وأنه يحارب الاسلام وأن السلام معه خيانة ويجب حربه، وأن «أهل السنة» لم يقصروا في السودان وقد قاموا بواجبهم في «النكاية» بأعداء الله الوثنيين والكفرة.

    وهنا خطورة تشظي فكر القاعدة في كل مكان، فمع أن سودان الترابي صار في لحظة معينة «عاصمة الاسلام الحركي»، وجنة التيارات الجهادية، خصوصا بعد إقامة زعيم القاعدة بن لادن في الخرطوم زهاء ثلاث سنوات الى عام 1996، واستثماره فيها ما يقارب 150 مليون دولار، كما تذكر بعض التقارير، إلا أن تلاميذ التيار القاعدي انقلبوا على إسلام الحكم السوداني، باعتباره تحريفا أخطر من الكفر الاصلي. ولم تسلم جوامع الخرطوم وام درمان من حوادث الإرهاب، كما جرى في جامع الثورة بأم درمان ومسجد الجريف في الخرطوم في سنوات متفرقة. صحيح ان جماعة التكفير والهجرة اتهمت بها، وهي جماعة يرى البعض أنها من إفرازات جماعة التكفير وشكري مصطفى في مصر، وآخرون يرونها أحدث نشأة وأبعد منبعا، وفريق ثالث لا يرى لها صلة بتيار القاعدة، وهي أحدث الوافدين الى المشهد الحركي الاسلاموي على السوادن، وتحديدا منذ العصر البنلادني في الخرطوم مع مريديه وحوارييه.

    احتضان سودان الترابي كل المتطرفين الاسلاميين وصل لاحقا الى مرحلة التفقيس والتفريخ، فكان ان عاثت فراخ الاصولية في محضنها بادىء ذي بدء! بمجرد اصطفاف ريشها.

    هذا الاحتضان وصل الى انك لا تكاد تجد فاعلا ومؤثرا في التيارات الجهادية الاصولية الا وقد مر على السودان او ترك اثرا خلفه، وصولا الى الحلقة التي وقفت خلف محاولة اغتيال الرئيس المصري مبارك في اديس ابابا سنة 1995، والتي اتهم فيها عناصر من الاصوليين المصريين من بقايا الجماعة الاسلامية، بدعم أحد كبار رجالات الامن في جبهة الانقاذ.

    وهكذا.. يتوهم البعض، من بلير البريطاني الليبرالي الى الترابي والبشير السودانيين الاسلاميين، أنهم هم من يدير مفاتيح اللعبة، ويملك المقدرة على تصميم قواعدها او ربما الغائها في لحظة ما، ولكن وفي لحظة كاشفة، يدركون أنهم هم من كان يلعب بهم، هم ادوات اللعبة وليسوا من صنعها..! في مشهد يذكر بفيلم الحديقة الجوراسية لـ «ستيفن سبيلبرغ»، حينما أغوى الفضول العلمي والخيال الجامح بعض العلماء محاولة إعادة زرع خلايا الديناصورات، واستيلادها من جديد للفرجة والاستفادة من مداخيل فرجة الاخرين عليها أيضا، لكن الديناصور وبعد ان يظل فترة محدودة تحت السيطرة ويتعود على الحركة، يعود، وبكل بساطة الى طبيعته، في هذه اللحظة يستعصي على من جلبه من خلية لا ترى ان يتوقى خطره، ويصبح هو الطريدة الفريسة للديناصور..!

    الدرس: أخطر شيء أن يعبث السياسي بالدين، او يتوهم انه يمكن استثمار الحماسة الدينية لصالحه، ولصالحه فقط، ثم يرميه على رف النسيان او ارشيف الاستخدام اللاحق، لأنه لا يوجد رف سياسي مهما بلغ حجمه، يستطيع ان يتحمل وزن وضخامة ملف تسييس الدين، او توظيف الدين المسيس.. ذلك هو الدرس.. وما أكثر ما كرره التاريخ لنا.. لو كنا من أولي الالباب..

    [email protected]
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de