بدر الدين حامد الهاشمي يكتب في وداع الراحلة روزا بارك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-16-2024, 08:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-28-2005, 11:22 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بدر الدين حامد الهاشمي يكتب في وداع الراحلة روزا بارك

    ارتحلت عن دنيانا قبل أيام الأميركية الأفريقية روزا بارك عن عمر فاق التسعين. والسيدة بارك – لمن لا يعرف قدرها - من النساء اللواتي دخلن التاريخ من أشرف وأنبل أبوبه وأوسعها. غيرت مسار الحقوق المدنية لغير البيض في أمريكا – و إلى الأبد- لرفضها في مونتجمرى بولاية ألباما قبل نصف قرن أو يزيد التخلي عن مقعدها في الحافلة (البص) لرجل أبيض، وكان هذا هو ما يجب عليها كشخص ملون أن تفعله إبان أيام تلك العنصرية الفاشية. ذلك الفعل الشجاع أطلق مارد المطالبة بالمساواة في الحقوق المدنية من قمقمه و أدى فيما تلي من سنوات لتنامي حركة الحقوق المدنية. توج نصر المرأة السوداء – بعد جدل و صراع- بقرار من المحكمة العليا يمنع الفصل العنصري في الحافلات العامة، و كان ذلك في 21/12/1956. وتوالت الأحداث وأتى مارتن لوثر كنج ومسيرات السود إلى أن أذعن ليندون جونسون رئيس الولايات المتحدة آنذاك لمطلب المساواة في الحقوق المدنية في عام 1968.....و البقية معروفة.

    أي شجاعة واحترام للذات أبدتها تلك المرأة الحديدة (الحقيقة) وهي تتحدى النظام الاجتماعي و السياسي و الثقافي لأعظم قوة طاغية في التاريخ! كانت في أسوأ حالاتها، فهي امرأة في مجتمع ذكوري شبه خالص، و هي سوداء في مجتمع يسيره و يسوده البيض وهى فقيرة في مجتمع لا يساوى من لا يملك سنتا فيه سنتا! رغم كل ذلك وجدت تلك المرأة العادية الشجاعة لتقول لا لإرث طويل من الاسترقاق و العسف و الظلم. كانت حالة فريدة في التاريخ أن تقوم امرأة من غمار الناس بفعل أجبر المجتمع الأبيض العنصري التفكير و الممارسة – ولو بعد حين- على احترامها، و صارت رمزا لكفاح أضعف شريحة – افتراضا- في المجتمع لتغيير وجه الحياة، ليس بالنضال "المخملي" من على البعد و في مأمن من التبعات، بل بالمواجهة و الصدام و الإقدام.

    و على المستوى الشخصي لم ينقطع إعجابي الشديد بالمرأة الأمريكية السوداء وقوة شخصيتها منذ أن بدأت أشاهد كلاسيكيات الأفلام الأميركية القديمة- مثل ذهب مع الريح و غيره- و كان دور الأمريكية السوداء هو دوما دور الخادمة المخلصة الحانية على أطفال العائلة البيض. ولم يغب عنى أن ألاحظ أن الأمريكية السوداء - رغم حالة كونها خادم/ مسترقة – تؤدى دورها بعزة نفس و علو همة و كأنها سيدة الدار. نعم لقد استرقوا أجسادا و لكن ظلت أرواحهم وهمهم و عقولهم تناطح السماء. و يلاحظ ذلك – حتى في الحياة اليومية الآن- من قوة شخصية المرأة الأمريكية السوداء (و لا أقول طغيانها!) على الرجل الأسود الغلبان! و شاهدوا تمثيليات كوسبى الفكاهية..... و لهن في روزا بارك و أنجيلا ديفيز و كونداليسا رايس وغيرهن أسوة حسنة. ولعل أهل الدربة والدراية بمثل هذه الأمور من خبراء الاجتماع و علم النفس والسياسة يفسرون لنا سر قوة المرأة الأمريكية السوداء وصلابة شخصيتها مع أن لديها كل أسباب الفشل و القنوط والانكفاء.

    إن كان من تنغيص و حسرة في أمر وضعية الأمريكان السود الحالية فهي أن أغلب الجيل الجديد من هؤلاء لم يرثوا الكثير من صلابة أسلافهم –كروزا بارك- و افترضوا – جهلا- أن ما ينعمون به من حرية و مساواة – على الأقل أمام القانون المكتوب- قد أتى جزافا هكذا، فشاع استسهال الحياة و صعابها دون تمييز و احتقر التعليم و اتخاذ الحرف والعمل على اكتساب الرزق الوفير بكل الوسائل الشريفة و غير الشريفة فشاعت الجريمة و انفرط الضابط الأخلاقي، و سعى الشباب – كما أنتقدهم و بمرارة الوالد الشفوق الممثل الفكاهى الأسود كوسبى- لميلهم إلى الأعمال التي لا تتطلب جهدا ذهنيا كبيرا (non-cerebral jobs ) مثل الغناء و الرياضة و الرقص و هجرهم للعلوم و الكتابة واتخاذ الحرف. و في نقد الرجل حق كثير و ظلم أيضا، فالسود رغم الضجة الكبرى المثارة حولهم فهم لا يمثلون أكثر من نحو 12% فقط من السكان، و نراهم اليوم في أعلى مراتب السلطة وأغلب الميادين، هذا مع علمي بأن هذا تبسيط قد لا يخلو من سذاجة.

    نعود فنذكر بالخير المناضلة الأمير كية الأفريقية روزا بارك، و هي رمز لما يمكن لفرد من غمار الناس أن يفعله ضد الطغيان، دون حزب أو طائفة أو تجمع أو جبهة!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de