اليسار المستعرِب شهيدا: من عبد الخالق محجوب.. إلى جورج حاوي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 07-07-2025, 12:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-28-2005, 09:17 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اليسار المستعرِب شهيدا: من عبد الخالق محجوب.. إلى جورج حاوي

    اليسار المستعرِب شهيدا: من عبد الخالق محجوب.. إلى جورج حاوي

    الثلاثـاء 22 جمـادى الاولـى 1426 هـ 28 يونيو 2005 العدد 9709
    فؤاد مطر
    El-Sharq Al-awsat



    على مدى اربعة عقود من متابعة الشأن السياسي العربي من المحيط الى الخليج، تسنى لي ان اعرف الكثيرين من اهل اليسار بتنوع اطيافهم السياسية والمذهبية. ولم تكن العلاقة معهم عابرة، ذلك انها قائمة على مناقشات طرفها مَنْ هو مثل حالي، قومي عربي بامتياز وفي منأى عن العويل الثوري، ومَنْ هم أمميون، بمعنى انني قانع بالرقعة التي تمتد من المحيط الى الخليج، فيما هم يحلقون في المدار الذي يمتد من بداية المشرق العربي الى اعماق آخر نقطة في المعمورة. وهؤلاء كانوا كثيرين وكانوا من ذوي العقول النيِّرة والثقافة العالية. كما ان بعضهم كانوا اصحاب رصيد نضالي ونقابي، تشهد على اهميته تلك الانجازات والمكاسب التي حققها هؤلاء من خلال التظاهر احياناً، والإلحاح في عرض المطالب معظم الاحيان.
    ومع تضاؤل نقاط الالتقاء في محصلة المناقشات التي طالت مع هؤلاء، والذين حالهم مثل حال اخواننا قادة الفصائل الفلسطينية، لا يطيب لهم النقاش إلاَّ في الساعات المتأخرة من الليل، ويفضلون استمرارها حتى الساعات الاولى من الفجر، إلاَّ انني كنت ارى في المناقشات ما يشكل الكثير من الإغناء للتحليل.
    وبقدر ما كان بين هؤلاء من هو مغرِق في يساريته، او اذا جاز التصنيف كان اصولياً في ماركسيته، فإن هنالك بينهم من كان جسراً يربط الممكن بالمستحيل، والحلم بالكابوس والقناعة بالمغامرة والوطنية بالاممية، وفي الوقت نفسه يحاول ابقاء بيوت الله من مساجد وكنائس بعيدة عن النظرة الماركسية الى الدين، والقائلة بأنه «افيون الشعوب»، وهي نظرة تسببت، اضافة الى اخفاقات في العمل القومي، في انتعاش التوجه الاسلامي.
    بين هؤلاء اليساريين ثلاثة استقر حضورهم في ذاكرتي حتى بعد رحيلهم، واحدثهم جورج حاوي الذي فقده اليسار العربي المقبول وغير المستفِز يوم الثلاثاء 21-6-2005، ليس منطلق الصداقة فقط التي اعتز بها، وإنما لأن الثلاثة كانوا على شيء من التغريد خارج السرب الماركسي المعروف بالتزامه تجاه المرجعية الدولية للماركسية، متمثلة بالكرملين قبل سقوط الاتحاد السوفياتي. وكان تغريدهم في اتجاه هموم عالمهم العربي اكثر بكثير من التزامهم المشار اليه، مع ما يسببه هذا التغريد من تصادمات عقائدية تحمَّلها هؤلاء لأن الانتماء العربي، او فلنقل اليعربي، كان اقوى من الانتماء الأممي. ومن هنا القول ان الثلاثة: عبد الخالق محجوب وجورج حاوي وبينهما لطفي الخولي، كانوا من سلالة اليسار المستعرِب ليس تشبيهاً بـ «لورنس العرب»، ولا بالآخرين الذين أطلوا على امتنا كمستشرقين، وإنما لأن الثلاثة كانوا نموذجاً لمن لا يرى اي حرَج في ان تتقاطع النظرة الى قضايا الامة مع نظرة المرجعية الاممية.. اي بما معناه ان خصوصية الثنائية السودانية ـ المصرية بالنسبة الى عبد الخالق محجوب، كانت اولاً حتى بعدما اصطدم خروشوف بعبد الناصر، وان عروبة مصر كانت اولاً بالنسبة الى لطفي الخولي، عندما اصطدم الرئيس انور السادات بالقيادة السوفياتية ووصل الاصطدام الى حد اخراج الخبراء السوفيات من مصر بما يشبه الطرد، والغاء المعاهدة التي سبق ان اصر عليها الكرملين، ووضع السادات توقيعه عليها راضياً شكلاً ممتعضاً ضمناً.
    وبالنسبة الى جورج حاوي فإن التقاطع في المواقف حدث اكثر من مرة وإن بصمت، ربما لأنه كان يتصرف بالحس العروبي اكثر من التصرف بالحس الماركسي. وفي هذا الصدد نجد اوجه الشبه كثيرة بينه وبين عبد الخالق محجوب، وكيف ان هذا الاخير كان ناصرياً عند حدوث العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، بل ان موقفه المتمثل بالتطوع للقتال مع المقاومة المصرية ضد ذلك العدوان سبق الادانة السوفياتية بكثير من حيث الفاعلية لذلك العدوان. وهذا الأمر نفسه نجده في شخص اليساري المستعرِب الآخر جورج حاوي، الذي وجد نفسه صاحب موقف يتقاطع مع الاسلوب المتريث للكرملين، في مسألة العدوان الاسرائيلي على لبنان، ثم في العدوان الدائم على الدول العربية والشعب الفلسطيني.
    وحتى في الموضوع الداخلي اللبناني فإن جورج حاوي وجد نفسه يتصرف كيساري مستقيم الرأي، ومرحَّب بطروحاته وبالمعادلة التوفيقية التي يسعى اليها. وهو لو كانت له خلية في الجيش اللبناني، مثل تلك الخلية التي كانت للحزب الشيوعي السوداني في الجيش، لكان ربما غامر على نحو ما فعل محجوب متسبباً بمغامرته غير المأمونة العواقب بجراح لليسار السوداني، ما زال كيان الماركسيين السودانيين ينزف من جرَّائها حتى الآن. وهنا نجد انفسنا نقول انه لمن محاسن الاحوال انه ليس للشيوعيين اللبنانيين خلية في الجيش مماثلة لخلية رفاقهم السودانيين، وإلاَّ لكان هؤلاء اصابهم ما اصاب الرفاق السودانيين الذين تسببوا لحزبهم بحالة سبق لي ان لخصتها بكتاب تحمل تسميته صيغة التساؤل وهي: الحزب الشيوعي السوداني. نحروه ام انتحر؟ ولقد آن الاوان لكي اسبر اغوار الشتات الماركسي السوداني للإجابة عن هذا السؤال، وخصوصاً بعدما خرج الوريث الشرعي لـ «الخلافة المحجوبية» محمد ابراهيم نقد من مخابئه التي ذهبت مثلاً في دقتها وفي ضروراتها.. او عدم الضرورة.
    ان الكثير من الكلام يمكن قوله في احوال اليساريين العرب المستعرِبين، من نوع عبد الخالق محجوب في السودان وجورج حاوي في لبنان وبينهما لطفي الخولي في مصر. لكن استشهاد عبد الخالق شنقاً عام 1971 واستشهاد جورج حاوي تفجيراً قبل اسبوع، واستشهاد لطفي الخولي كمداً وقهراً واحكاماً قاسية على اجتهاداته في شأن الصراع العربي ـ الاسرائيلي، تجعلنا نستنتج حقيقة اساسية وهي ان لا كرامة لليساري المستعرِب في امته. وإلى ذلك نستنتج امراً يكمل هذه الحقيقة وهي ان اليساري العربي المستعرِب لا يصلح ان يكون في السلطة، وإنما دائم التحليق في اجواء المعارضة ومراقبة اهل السلطة. ودليلنا على ذلك تجربة عبد الخالق في السودان عندما ذهب بعيداً في موضوع النظرة الى الحكم، فقرر الاستيلاء على السلطة، وبسبب هذه المغامرة ذبحوه وتسببوا بذبح آخرين ساروا في ركابه. وهذا السلوك نأى عنه تماماً جورج حاوي الذي رأى ان السلامة هي في التظاهر وإصدار البيانات ورفع الصوت عالياً، وفي ابتكار الصيغ التي تستهدف التحالفات. ومن اجل ذلك فإن الحزن عليه من جانب عموم الناس، كان بمثل حزن رفاقه عليه. اما تجربة توزير الماركسي فؤاد مرسي حليف لطفي الخولي في الزمن الساداتي، فكانت بمثابة الحل الوسط، عِلْماً بأن الرجل غدا ساداتياً وكأنما اراد القول، بصفة كونه هو الآخر من اليسار المستعرِب المأمون الجانب، لرفاق العقيدة الماركسية: اياكم والتفكير بما هو اكثر من مواكبة الآخرين. وهو أمر استوعبه تماماً جورج حاوي... ويبدو أن رفيق دربه محسن ابراهيم، سيأخذ به في ضوء الذي جرى لرفيقه المحزون عليه من كل عارفيه، وبمثل حال المحزونين على عبد الخالق محجوب ولطفي الخولي حتى الآن

    (عدل بواسطة Kostawi on 06-28-2005, 10:08 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de