|
Re: النقد الذاتي في أدبيات الأحزاب السودانية....إستطلاع "الراي العام" قيادات الحزاب ا (Re: Murtada Gafar)
|
في مستهل التناول لهذه الحصيلة الهامة التي أتت بها الأخت "إيمان آدم" من حوارها مع قادة الأحزاب السياسية السودانية لابد من إلقاء التحية و الإحترام على الفكرة وراء إجراء هذا الإستطلاع و النابعة من الوعي بأننا نقف بين زمانين في السياسة السودانية زمان إمتد من الإستقلال حتى 9 يوليو 2005 و زمان آخر نحن الآن نضع لبناته. الفترة بين الزمانين هي فترة مناسبة لإجراء المراجعات و على النحو الذي حمله لنا الإستطلاع على ضعف محتواها، فلنجري هذا التقييم لنؤسس تأسيسا قويا و متينا لسياسة مستقرة في بلادنا
مرتضى جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النقد الذاتي في أدبيات الأحزاب السودانية....إستطلاع "الراي العام" قيادات الحزاب ا (Re: Murtada Gafar)
|
الاخ / مرتضى جعفر تحية و احترام لشخصكم الرائع و التحية للاخت ايمان اتفق تماما معك بان الفكرة في حد ذاتها اكثر من رائعة و لعلها وجع سنين كامن فينا و لكن تبقى المسألة اي مسألة النقد و النقد الذاتي مسالة هلامية الشكل في ظل قيادات لا تؤمن بالاخر ، انما تمارس هذه القيادات النقد و النقد الذاتي لزر الرماد في العيون و التحول من نقطة الهبوط السياسي الى الصعود باسم التجديد او الاصلاح او الثورة داخل منظوماتها ، المؤسسة الحزبية مؤسسة يتيمة في السودان لا جزور لها من اصل التكوين السوداني اي انها ثقافة مستوردة و بالتالي فان اي نمط من السلوكيات الحزبية او الادبيات الحزبية - و هذا اي الاستيراد ليس عيبا في حد ذاته و لكن العيب في تشويه النمط المستورد و محاولة سودنته قسرا او ان يسير النمط السوداني ليماثل النمط المستورد - بين هاتين الحافتين فيظل الفعل السياسي للاحزاب جملة قاصر لم و لن يبلغ الرشد ، فالان و نحن نستمع لاستغفارات الترابي الذي ان جاز التعبير يمر بمرحلة النقد الذاتي ليجدصدى لد ى كثيرون من امثال الذين يقولون " باب التوبة مفتوح " و الخ من هذه الامثلة، سيعود الينا في اشكال مبتدعة اخرى كما تفضلت سابقا الاخت ايمان و يمارس اخطاء اكثر بشاعة ، فاذن يبقى الحزب السياسي السوداني غير قادر على التطور و مسايرة الاحداث ، على الرغم ان كثير من الاحزاب تاخذ ببعض المناهج الحديثة في السياسة لكنها تخلف وراءها ارث لا يغتفر من الاخطاء ليس فقط على صعيداعضائه بل يندرج على الشعب السوداني قاطبة ، من ناحية اخرى يظل هذا الارث هو حجر الغطاس الذي يقوده الى القاع ، بل الى التراجع في اغلب الحال و التدهور السياسي ، فاذن الفعل السياسي ليس اصيلا كليافي السودان حتى انني اعجز حتى عن تصنيف هذه الاحزاب اهي عقائدية ام برامجية ام براغماتية ...الخ ، فمرحلة النقد و النقد الذاتي ككل مناهج الاحزاب ليس اصيلا كليا بل ليس اصيل البته انما هو مقرون بمرحلة عمرية محدده للحزب و ما يتفق من مصالح قياداته ، حتى الاحزاب التقدمية اصبحت اكثر رجعية من الاحزاب التقليدية التي هذه الاخيرة خبرت لعبة السياسة من منطلق مصالحها و الذي يعاب على الاحزاب الطليعية لعب مثل هذا الدور.
من ناحية اخرى العامل الزمني لتحقيق نتائج عملية النقد و النقد الذاتي او حتى تخطي الاخطاء و برمجة المرحلة المعاصرة زمن فاقده كبير لدى الاحزاب و لا سيما الاحزاب الطليعية ربما البعض يتعذر بضيق مساحة الحرية التي قد تجابهها في كثير من الاحيان الاحزاب الطليعية على وجه الخصوص ، الا ان هذا عذر اقبح من ذنب ، فهناك امثلة متطورة جدا من العمل السري و العمل المنظم ، استطاعت ان تواكب و تتخطى الزمن و الحرية ، و ليس المجال يتسع لمناقشة تجربة بحد ذاتها .
من ناحية ثالثة اخرى ، الطبيعة البشرية السودانية لم تستطع ليومنا هذا تخطي مرحلة الحياء العذري من الاعتراف الصادق بالاخطاء و السير في خطى الحقيقة ، كما ان هذه الطبيعة يصعب عليها التصفية الفكرية في حين قد يسهل عليها التصفية الجسدية ، فالفكر غير معمول في الحركات السياسية لخدمة المصلحة العامة بقدر ما هو معمول به لمصلحة الفرد القائد و الصفوة من احزابهم .......
الخاتمة
لست متشائما لكننا بحوجة الى مدرسة فكرية واسعة عامة قبل الخوض في تجربة التمييز الحزبي او التكتل ، و لعل فاقد كثير من الاحزاب الايدلوجية جاء نتيجة لان العناصر المنتمية مرحليا لا ينمو فكر الحزب فيهم بل يتقلص الى ان يجد الواحد منهمنفسه خارج الحلبة اما ان يكابر و اما ان يستقيل ،حيث تتوقف قدرات الحزب عنه و يظل طموحه ابعد من قدرات التحزب السياسي بشكل عام ، و هذا سلاح ذو حدين اما انتكاسة سياسية و ان يتدهور الفرد الى الضد او ان يعتزل السياسة فيصبح كالبهيم اينما سار الركب سار معه.
و لعلي اشبه الفعل السياسي بالغناء السوداني فان التجربة المثلة التي تحدث عنها الاستاذ النو في الغناء السوداني هو الغناء الجماعي ، فباعتقادي ان التحزب ليس مخرجا جادا للسودانيون بل الوحدة الوطنية المخلصة هي المخرج مع تباين افكار اقطابها و مستوياتهم الفكرية ، و لعل ابرز مثال احترمه جدا الاستاذ منصور العجب فهو عجب رجل استطاع الجمع بين الفكر المتطور و بداوة القبيلة فاصبح قائدا بالمعنى و الكلمة فهو لم يتخطى حقيقة مجتمعه كما انه لمي يتخطى سير الحضارة .
اخوكم الصادق البوصيري
| |
|
|
|
|
|
|
|