المحبوب عبد السلام: بيوت الأشباح واقعية ومؤسفة وتناقض تماماً شعارات المشروع الحضاري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 10:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-30-2005, 06:54 AM

Osman Malik

تاريخ التسجيل: 04-27-2005
مجموع المشاركات: 277

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المحبوب عبد السلام: بيوت الأشباح واقعية ومؤسفة وتناقض تماماً شعارات المشروع الحضاري

    alsahafa.info* المحبوب متهم بأنه صنيعة شيخه حسن الترابي ولذا عندما حدث الانقسام كان لابد ان يقف معه في صف واحد؟!
    - أنا في واقع الامر.. دخلت الحركة الاسلامية ولم ابلغ الرابعة عشرة.. وكنت حينها في العام 1974 في المرحلة الثانوية العامة.. وطبعاً لم يتسن لنا رؤية الترابي وقتها مباشرة إلا عند الاعلان عن المصالحة الوطنية في اكتوبر ووقتها كنا صغار السن ولم نكن نعي السياسة، وبما انني نشأت وعشت في ام درمان رأيت الترابي مرات عديدة لكن بشكل عابر والتقيته بعد المرحلة الثانوية عند دخول الجامعة، ولكني من الذين تربوا على من مناهج الحركة الاسلامية الاصلية، لم ادخلها في الجامعة كما فعل الكثيرون من الذين يتقلدون مناصب مهمة في الحركة الآن، ونحن تربينا وسط المحاضر الاصلية للحركة الاسلامية، وكانت مناطق ام درمان الشرقية والغربية في ودنوباوي وحي العمدة الاكثر نشاطاً، تعرفنا فيها على حسين خوجلي والشهيد عبد الإله خوجلي، واحمد عثمان مكي وعاطف شعبان وكذلك كنا نعرف بشير آدم رحمة وبعدها بسنوات التقينا الشيخ حسن الترابي.
    اما ان اكون اقرب تلامذته اليه فهذا صحيح لاني كنت الاكثر التزاماً بخطه الفكري واتابع اعماله الفكرية باهتمام اكثر من الآخرين، واستطيع ان اعبر عنها بطريقة افضل، ومنذ العام 1981 كنت المسؤول عن محاضر القيادة في الحركة الاسلامية عدا فترة انقطاع لاربع سنوات ذهبت خلالها الى فرنسا ومن 1981 والى قيام الجبهة الاسلامية تم قيام الانقاذ حيث استدعينا بعد الانقاذ من الخارج، ضمن عشرات آخرين واذكر ان دفعة واحدة وصل فيها اربعون من الكوادر جميعهم دخلوا الخارجية إلا انا ومعي شخص آخر استثنتنا القيادة من ذلك باعتبار ان الدخول للوزارة يجعل معظم وقتنا للدولة.. والشيخ الترابي عبر عن ذلك وايضاً علي عثمان محمد طه قال صراحة انه يريد المحبوب عبد السلام شخصياً داخل الحركة الاسلامية وليس في اي من أجهزة الدولة. اما عبارة ان المحبوب صنيعة الترابي فهى مقولة سمعتها من قبل بشكل اكثر وضوحاً.. ولكني كما قلت اكثر من مرة إن من يقرأ تاريخ المفكرين يعرف جيداً ان الشيخ الترابي لا يتكرر بسهولة وبالتالي فان من يعكف على دراسة افكار شخصية مهمة مثل الترابي ويقدمها للناس فهذا عمل عظيم احب ان اقوم به وينهض به آخرون غيري.
    * معنى حديثك هذا ان شيخ الترابي يشكل مركز الدائرة في الحركة الاسلامية.. وكثيرون يعتقدون ان ذلك اثر على تطور الحركة وقادها الى حالة الانشقاق وان ذات الداء انتقل الى المؤتمر الشعبي الذي بات حزب (الرجل الواحد) اذا تحرك الترابي تفعل الحزب وشعر الناس بصوته واذا اعتقل الترابي او صمت سكن الحزب وصمت؟!
    - هو يحدث في التاريخ ظاهرة مثل هذه.. ان يأتي مفكر او مجدد استثنائي تشبه حالته الشيخ الترابي وانا استعملت تعبيراً من قبل اساساً كان قاله القاص المصري يوسف ادريس قال فيه إننا كلنا خرجنا من عباءة توفيق الحكيم لانه اول من كتب القصة.. كما يخرج النيل من بحيرة تانا.. بهذا المعنى الترابي يصبح منبعاً خاصاً والتجديد الذي احدثه في الحركة الاسلامية يعتبر غير مسبوق- واحدث لاول مرة حركة اسلامية متحررة من كل الاثقال التاريخية للتاريخ الاسلامي، يعني اذا نظرت الى الحركات الاسلامية مثل حزب الله أو الحركات في العراق وغيرها تجد ان الحركة الاسلامية في السودان تحررت من ان تأتي من مدرسة شيعية او سنية او تأتي من الازهر او من المعهد العلمي لكنها جاءت بمثال يعود الى المنابع الاولى للاسلام والفضل في هذا يعود الى الشيخ حسن الترابي وهو اكد انه يلتزم الشورى في العمل العام وفي السياسة وطبعاً في الاسرة، والشورى تلتزم كذلك في العلم بمعنى ان المفكر يطرح فكرته ويحاورها الناس وكل الاطروحات التي قدمها الترابي تعرضت للنقاش في اروقة الذين يهتمون بالافكار وكان يحدث تحدٍ كبير لما يطرحه الشيخ في تفسير القرآن وإعادة بناء التنظيم وغيرها وكنا دائماً نطرح عليه الاسئلة.. ويحدث تلاقح للأفكار والرؤى.
    كثيرا ما اقرأ في الانترنت بأن قيادات مثل الترابي والصادق المهدي استغرقوا وقتاً طويلاً في السياسة هذا صحيح لأنهم بدأوا مبكرين جداً، وحتى في الديمقراطيات التي يعرفها العالم فان هناك من يتناوب على المقعد النيابي عشرات السنين ويجلس في نفس المنصب كما يفعل كيل بن في بريطانيا وهو موجود لثلاثين عاماً ويترشح لكل دورة هذا في جانب تخليد الزعامة الشعبية اما الزعامة التنفيذية والسياسية ينبغي ان تتجدد.. ظروف السودان اعطت القيادات فرص التواجد في الحياة العامة بشكل تنفيذي وسياسي مباشر مرة بعد مرة.. لكن فيما يتعلق الآن بتجربة المؤتمر الشعبي اعتقد انه يخوض فلسفة جديدة في التنظيم والفكر والقيادة مختلفة عن المسيرة السابقة للحركة الاسلامية لكنه مستفيد منها خاصة في تجربة الدولة لعشر سنوات.. الحركة تعود الآن وهى اكثر فاعلية وسط المجتمع وتعلمون التغيير الجديد الذي سيدخله المؤتمر الشعبي على بنائه القيادي بخلق اكثر من اربعين امانة فيها عشرات الفروع، وبالتالي فالهيئة القيادية نفسها تتضخم الى مئات الاشخاص، هذا يعني ان المؤتمر الشعبي سيتمدد الى اجيال.
    وفيما يتعلق بالشيج الترابي فاتوقع ان تكون مرحلته المقبلة هى مرحلة انصراف والتفرغ اكثر الى الفكر والحضارات العالمية.. لأن كثيراً من الناس يعتبرونه في بريطانيا واوربا اعظم مفكر الآن في العالم ويرون فيه مرشداً للمسلمين عامة سنة وشيعة وغيرهم.. والمؤتمر الشعبي في تقديري مقبل على تجديد كبير سيشمل حتى دور الشيخ حسن الترابي.
    * هل تعني أن دوره السياسي انتهى كأمين عام للمؤتمر الشعبي؟!
    - هو لن يصبح رئيساً ولكن اراءه السياسية تبقى فاعلة حتى لو لم يكن له منصب تنظيمي مباشر ويظل دوره فاعلاً في الساحة السياسية لابعد مدى.
    * انت قلت إن الترابي الاكثر التزاماً بالشورى.. لكن عندما ارادت الحركة الاسلامية الاستيلاء على الحكم تم حل المكتب القيادي وتفويض الامين العام.. حالة التفويض هذه لا تحكي الشورى إنما الانفراد بالقرار؟!
    - هذه اسميها فرية لا اساس لها من الصحة من يقولون هذا هم أكثر الناس الذين استفادوا من هذا الوضع بأن يكون التفويض محدوداً في بضعة اشخاص ولكن يقولون كذباً ان الحركة الاسلامية حلت وهذا غير صحيح، فالتنظيم المعاصر لابد ان تكون له مقدرة كبيرة في إدارة الحكم بمرونة.
    الحركة الاسلامية كانت تملك هذه الطبيعة ومتجذرة في المجتمع.. قال لي دبلوماسي اميركي قبل انقلاب 1989 ان الحركة الاسلامية ستستلم السلطة لأن تنظيمها اصبح اقوى من الدولة ولابد في العالم الثالث ان يكون التنظيم الاقوى هو الاقرب الى استلام مقاليد السلطة اذا حصل فراغ سياسي وكان آخر عهد الاحزاب فيه الفراغ السياسي ظاهراً وكان التنظيم قوياً جداً، هذا التنظيم لا يمكن ان يحل، صحيح مثلاً حلت المكاتب الاجتماعية او الاقتصادية عندما جاءت الانقاذ لكن تشكلت من جديد حول الوزير المسؤول وامانات المؤتمر الوطني. فظلت مجالس العمل التنظيمي حول الوزراء تأخذ اشكالاً مختلفة، والترابي ذكر ذلك عدة مرات بأن التنظيم يمكن ان يتحول الى طائفة او الى طائفية بالاحرى، ويصبح هو نفسه معوقاً امام المشروع الاسلامي.. كما حدث في بلدان اسلامية ان الطبقة التقليدية ترفض حتى تطبيق الشريعة الاسلامية.. كما حدث للاخوان المسلمين في مصر وحتى ما حدث للحركة الاسلامية السودانية فالفئة التي كانت اقرب الى التغيير المباشر الذين كانوا في الاجهزة الخاصة والاجهزة العسكرية، كثير منهم ظن انه كسب الحرب وبالتالي ينبغي ان يقتسم الغنائم، وكانت هذه مرحلة خطيرة جداً، لذلك جاءت فكرة الترابي وكان مُعدا لها ان يكون هناك تنظيم داخلي مسنود بآخر خارجي، وكان 60% من القادمين جدد شاركوا في تجربة الانقاذ و40% من القدامى هكذا كان البناء الاول، ظل يتطور بهذا الشكل حتى في خارج السودان، فرأى الشيخ الترابي بحسب فكره وتجربته الدستورية ان لا يترك اي فراغ ولابد ان يحافظ على شكل من اشكال القيادة وكذلك التنظيم، والاخير كان فاعلاً في كوادره القاعدية، القيادة ظلت محصورة في بضعة اشخاص هم الذين روجوا في العام 1994 لأن الترابي حل الحركة الاسلامية والتنظيم، وهم انفسهم الممسكون الآن بقيادة الدولة ويتحكمون فيها.. انا اعتقد اذا كان هناك ايمان صادق بالشورى وبنهج ادارة الحركة على اساس الشورى ان تتطور تلك التجربة واعتقد ان من اشاعوا هذا الكلام هم الذين منعوها من التقدم واستفادوا للغاية من التفويض التنظيمي الذي اعطاهم اياه الامين العام شخصياً، واستفادوا منه بشكل اكثر مما يجب لأنهم كانوا مؤمنين بالحزب الشمولي في الحركة وفي الدولة.
    * ألا تشعرون بالمسؤولية لما آل اليه حال الحركة الاسلامية من تفتت بسبب صراعكم على السلطة؟!
    - دائماً اقول إن القرآن تحدث عن الصبر بأكثر مما يدرك المسلمون الآن هناك سور بأكملها الكهف، الانبياء، مريم، ابراهيم وكلها تتحدث عن فترة الحصار الذي تعرض له الرسول عليه السلام، والصبر قيمة كبيرة جداً في الاسلام ويعرف في الادب النضالي الآخر بالصمود، وهو قيمة مكلفة جداً، نحن واجهنا بقلة صبر او بعدم ادراك كاف لمعناه، الذي حدث هو تجربة مدتها عشر سنوات انشقت بعدها الحركة الاسلامية ولكن هذه التجربة اتاحت لها ان نتأمل هذه المسيرة، فالسودان برز كتجربة متكاملة وصلت الحركة فيه السلطة دون بقية الدول الاخرى في العالم الاسلامي، وهذا جعله يحاصر، فالمعركة مع الاسلام حضارية كما ذكر اكثر من مرة فالديمقراطية قيمة لكنها اذا هددت الحضارة كما حدث في الجزائر وتركيا ويحدث في مصر فهذا المبدأ قد يحاصر لصالح مبدأ أو قيمة اعلى في اطار الصراع الحضاري مع الغرب.



    وكذلك حين تنتقل من حركة الى دولة في وضع معقد كما السودان كان لابد ان يفرز مثل هذه التجارب.. صحيح حصلت سجون ومعتقلات ومصادرات وتضييق على الناس لكن ما بلغنا سفك الدماء الشئ الذي كان يمكن ان يحدث في تجربة محتشدة مثل هذه، اطرافها مسلحة بسلاح يمكن ان يفتك ويقتل كل هذا لم يحدث لكن نحتاج لمزيد من الصبر والتأمل ونعلم ان الله يجري علينا سننه بما فيها سنة الاستبدال اذا يئس بعض الناس ووقفوا على الرصيف، وحايد بعضهم وانحاز آخرون الى معسكر وآثر بعض الناس مصالحة الشخصية فان الله يستبدل هذه الاجيال باجيال اكثر دراية، وهذا ما اراه الآن في المؤتمر الشعبي اتوقع اذا صفت حريات اوسع فان الحركة الاسلامية تخرج اقوى مما كانت عليه بعبرة التجربة التي حلت بها. الآن هناك صدمة من مأساة لان كثيرا ممن قدموا تضحيات اخرى في كل الساحات كانوا على استعداد ان يقدموا انفسهم وخرجوا الى ساحات بعيدة في الجنوب والشرق وحتى خارج السودان، وقدموا كل شئ لاجل المحافظة على هذا المشروع الذي كنا نعتبره الحضاري لنا مشروع الدولة ويحمل اشواقا كثيرة جاء بعد سنوات طويلة وقرون وتكاد تكون اول دولة اسلامية بحق وكانت مشاعر العالم الاسلامي كله حولها، كذلك كانت خيبة الامل كبيرة لكن في سياق التاريخ والتحول الحضاري فهذه تجربة صغيرة.. بلد ضعيف في العالم الاسلامي.. بلد متخلف ممكن جداً ان يعتبر منها ويستفيد وان يستبدل الله هذا الجيل باجيال تقدم هذه التجربة بشكل افضل وتزيل عنها التشوهات والريب الذي لحق بها في التجربة الماضية.
    * على ذكر هذه التشوهات.. انت الآن اقررت بوجود تجاوزات في احاديث صحفية اخرى اعترفت بأن بيوت الاشباح كانت واقعا مما مضى، وانتم كنتم مشاركين في كل ذلك لعشر سنوات كيف يستقيم ذلك مع حديثك هذا عن دولة صاحبة مشروع حضاري ينتهج الاسلام الذي ينهى عن التعذيب واهانة الانسان؟
    - والله نعم حدث ذلك.. وهو أمر مؤسف ومناقض للواقع الاسلامي كما قلت انت قبل قليل، وانا قرأت احاديث لزعماء سياسيين في الصحافة السودانية الايام الماضية، يتحدثون عن انه لا يجب فقط ان تقول حدث كذا وكذا فقط إنما ينبغي ان تحدد المسؤولية عن المتسبب لكننا ظللنا نقول ان موضوع المحاسبة ينبغي ان يقوم على كل الأسس اذا وقعت جريمة يحاسب عليها القانون لا تسقط بالطبع بالتقادم إلا ان يعفو صاحب الحق، كذلك اذا حدثت اخطاء سياسية يجب ان يحاسب عليها اصحابها وانا قرأت حديثاً للاستاذ محمد ابراهيم نقد، اشار الى ان المؤتمر الشعبي ينبغي ان يقدم اعترافاً اكثر وضوحاً لما جرى في السنوات العشر الماضية وان يحكي القصة كلها.. في هذا السياق اقول انه هو نفسه -اى نقد- ذكر ان النقد الذاتي في السياسة عمل كبير، وهذا ذكره لينين وانا قلته اكثر من مرة، ذكرت ان الاعتراف بالخطأ في السياسة عمل سياسي كبير، وفي الاتحاد السوفيتي نرى ان تجربة استالين استمرت عشرات السنين وجاء خرشتكوف، وقال بانها سيئة جداً اعدم فيها ملايين المزارعين وصودرت الاراضي لصالح الدولة وارتكبت مآسٍ في اكبر بلد في العالم آنذاك وضد عشرات الملايين، ولكن خورتشكوف جاء وتاب عن ذلك المنهج واعلن فرصة للتجديد وانا اذكر ما قاله بيكر سفير اوسلو في كندا عندما سئل عن لينين وفكره رد بأنه لا يفهم فكر لينين جيداً لكن يعتبر ان اعظم عمل قام به لينين انه يدرك كيف يغير خطه السياسي عندما يحتاج الى تغيير هذا الادراك ليس كاملاً في السياسة، المؤتمر الشعبي يقدم كل هذه الاعترافات وكل هذا الاستغفار كما سماه الشيخ الترابي كل هذا النقد للذات ومع ذلك ما زال كثيرون يرون ان هذا المشروع من اوله الى هذه اللحظة صحيح، ويجب ان يستمر، فهذه مفارقة بين منطقين وتجد صعوبة في نقد حقيقي ونحن ندرك ذلك وقررنا لاجله خلق فلسفة جديدة في العمل ليتمدد الى المجتمع.. والقطيعة التي تطالب بها الاحزاب مع الماضي احدثناها عملياً.. ومعلوم ان العلاقة بيننا والاحزاب كان يشوبها توتر شديد منذ المصالحة الوطنية، ومورست علينا الاساليب الدكتاتورية كافة في عهد ديمقراطي، حتى الفترة الانتقالية الاولى.. وشرح ذلك الترابي في رسالته (عبرة المسير).. وعندما قامت حركة معارضة لتوقف مشروع الدولة الاسلامية الوليد مارسوا عليها حرباً تكفيرية عنيفة، وهذه اخطاء حدثت لأن الجو السياسي لم يكن معافى ولم يكن نقياً كما قال الاستاذ نقد، ونحن فعلاً نريد تنقية الجو السياسي.
    وفيما يتعلق بنقد التجربة، كنا اول عمل قمنا به بعد تكوين المؤتمر الشعبي تشكيل لجنة فيها كل شخص يعرف طبيعة الخطط داخل الخارجية مثلاً او في جهاز الأمن او في العمل الطوعي واتفقنا ان نلتقي جميعاً لكتابته وتعرفه الاجيال القادمة، ولكن هذا العمل انقطع بالاضطهاد المباشر الذي وقع على المؤتمر الشعبي حتى قبل توقيع مذكرة التفاهم مع الحركة الشعبية، والآن سيتصل ذلك العمل وستعود هذه اللجان للعمل ويسرد اي شخص التجربة من موقعه بما فيها من سلبيات وايجابيات، وسنقدم انتقاداً كاملاً في وقت ارجو الا يكون بعيداً.



    * لكنكم استاذ تتحدثون او تعتذرون عن ما تريدونه انتم، بمعنى ان الكثير من الخفايا لن تتضح ملامحها إلا اذا رغبتم في ذلك، وهذا ما يفسره البعض بأنكم حقيقة متورطون في كثير من الممارسات ويري آخرون بأن كل ما دار في السابق وما زال مسرحية من تأليف واخراج حسن الترابي؟!
    - طوال فترة السنوات الخمس الاخيرة اكتسبنا ثقة القوى السياسية لأننا تحدثنا بشفافية عالية عن دواعي الخلاف والافتراق، وتوطدت صلتنا بالاحزاب وكنا على استعداد لقول اي شئ نعرفه.
    * لكن هذا من حق الشعب السوداني ان يعرفه لماذا تقولونه للقوى السياسية.. أو ان جزءاً منكم متورط فيما حدث؟
    - الاحزاب لم تذكر ما وقع عليها بالضبط في فترة السنوات العشر.
    * استاذ المحبوب هذه الاحزاب تمثل 15% من الشعب السوداني، هناك 85% من الافراد وقع عليهم كثير من الاذى والظلم والتشريد وحتى التعذيب؟ اذاً لمَّ تتحدثون انتم عما جرى وتوضحون الحقائق فهذا يؤكد انكم ضالعون بشكل او آخر في تلك الانتهاكات وتريدون اخفاء ذلك؟
    - نتحدث بطريقة منهجية كما قلت لابد ان تذكر التجربة بكل جوانبها ويذكر معها نقدها.. وهذا لا يطبق بمنطق الـ 80% من الشعب السوداني كذلك تقدم للاجيال القادمة، فانا معك في ان لابد من تحكي القصة كلها لكن المؤتمر الشعبي كما ذكرت ما زال لا يتنفس جيداً واضهطد طوال الفترة الماضية.
    * عندما كان الترابي على السلطة.. حولتم الخرطوم الى مركز لتجمع المعارضين الاسلاميين العرب، وتكالبت على السودان جراء ذلك ضغوط خارجية اميركية عنيفة تم جراؤها حل المؤتمر الشعبي العربي والاسلامي، وانت كنت مدير مكتب الترابي الامين العام للمؤتمر العربي في ذاك الوقت ماهي حيثيات تلك الاحداث؟
    - فكرة المؤتمر الشعبي الاسلامي قامت كذلك وفق رؤية وفلسفة بدأ نقاشها منذ العام 83 أو 1984 في كتاب للترابي.. طرح فكرته على أساس ان السودان ينبغي ان يكون مفتوحاً على جيرانه. والتأشيرات نفسها جاءت في اول القرن الماضي، بعد ان رسمت الحدود بهذه الطريقة، لكن الشيخ الترابي كان يشير الى ان التجارب الناجحة في اميركا واستراليا قامت على الانفتاح، وحتى هذه اللحظة في بريطانيا مثلاً وبعد خمس سنوات تصبح مواطناً بريطانياً.. وهى كذلك فلسفة اسلامية والشيخ الترابي كان يتحدث عن ان العالم الاسلامي كان مفتوحاً على بعضه، ويمكن التجول من الاندلس الى مكة والوصول لبغداد او القاهرة والى افريقيا وغيرها.. كانت تتحرك التجارة بحرية.. والشيخ الترابي منذ ذلك الوقت وربما عهد ابعد من ذلك.. كان يرى ان ترفع التأشيرات عن الديار العربي والافريقي، وقبل السودان كانت هناك سوريا، والعراق، وليبيا تفتح ابوابها للعرب دون تأشيرات، ولم يكن في ما تم هنا بدعة.
    * انتم استاذ المحبوب.. جمعتم المعارضين في الخرطوم.. وانشأتم لهم مركزاً ومكاناً للتجوال ثم تخليتم عن ذلك فجأة.. نسألك عن دواعي هذا الارتداد والتراجع؟!
    - انا سآتي الى هذا... المؤتمر الشعبي العربي والاسلامي قام آنذاك وكان الشعور المتولد ان الامة كلها في حالة احباط وضياع.. كان الاسلاميون والاشتراكيون والسلفيون كلهم يبحثون عن ارضية مشتركة وبهذا المعنى المؤتمر الشعبي كان تنظيماً شعبياً فعلاً.. العبارات التي استخدمتها الآن بأن السودان بات مأوى للارهابيين في العالم كانت عبارات الاعلام الغربي، ونحن نعرف من قراءاتنا لكتابات مالك بن نبي التي صدرت في الخمسينات ان الغرب لا يقبل بمشروع اسلامي حقيقي يوحد الامة او يدفع نحو حضارة اسلامية، ويسعى دائماً لان يفرغ هذا المشروع من محتواه ويدفع في اتجاه آخر ... المؤتمر الشعبي الاسلامي حتى خطاباته كانت تصالحية جداً.. والاجتماع الاول جاء فيه نايف حواتمة من الجبهة الديمقراطية الفلسطينية وجاء فيه راشد الغنوشي عن حركة النهضة التونسية واسلاميين كثيرون والتقوا في الخرطوم واصدروا بياناً كان تصالحياً حتى مع الانظمة .. وانبنت عليه خطوات ايجابية .. واول اجتماعات تمت بين الحكومة الجزائرية والمعارضة المسلحة اكتملت هنا في الخرطوم .. اول لقاء بين حماس ومنظمة التحرير تم في الخرطوم والحوار مع المجموعة الاوربية كذلك تم في اروقة المؤتمر الشعبي العربي والاسلامي، وانا اشرت اكثر من مرة الى الرسالة التي بعث بها احد كبار مساعدي كلينتون للشيخ الترابي ترجمناها وبعثنا بها الى التنفيذيين آنذاك الى الرئيس البشير والى علي عثمان والى عبد الرحيم محمد حسين، كان يقول فيها بضرورة أن تحافظوا على علاقتكم بالحركات الاسلامية لأنكم ستصبحون بعد قليل المكان الوحيد الذي يمكن للغرب ان يتحاور فيه مع الاسلاميين وافضل للغرب ان يتحاور مع شخصية مثل الترابي الذي يتحدث الانجليزية والفرنسية ويعرف الالمانية وكذا.. من ان يبحث عن شيوخ لا يعرفون اي شئ عن الحضارة الغربية وانتم بهذا تصبحون قوة وتؤسسون دوراً مهماً في الحوار الحضاري، وحتى المواقف السياسية ولكن الغرب مارس ضغوطاً شديدة جداً على الحكومة التي حلت المؤتمر وفي تقديري خرقت الدستور الذي كان يقول بأن تدار السياسة الخارجية بعزة واستقلال، فبعثت الينا بوزير الداخلية وقتها عبد الرحيم محمد حسين، ليمنع التئام دورة الانعقاد الثالثة لأنه خشى فعلاً من الضغوطات التي تكثفت عليه، ولو رجعت الى وثائق المؤتمر الشعبي العربي والاسلامي وبغض النظر عن الصورة التي خطاها الاعلام الغربي وصورة المؤتمر الشعبي على انه تجمع للارهابيين ليجتاح العالم في ثلاثة ايام لأن كل الارهابيين كانوا في الخرطوم، ستجد ان الامر لم يكن كذلك.. بل أن قادة حركات اسلامية قومية التقت بهم اجهزة المخابرات وعقدت معهم مصالحات ومحادثات.. ولكن شق عليهم ان تكون هذه المنطقة النائية من افريقيا معبراً الى العالم الاسلامي وتنشأ فيها حركة قوية. والحقيقة ان المعارضة السودانية نفسها استفادت من المؤتمر الشعبي العربي واستخدمته في معركتها ضد النظام آنذاك ولم ينظروا إليه كمشروع امة رغم ان العلاقات المتوالدة في داخله انتجت البترول والتصنيع الحربي كما تعلمون كلها بفضل العلاقات الاسلامية تلك.
    * كيف يمكنك توصيف علاقة المؤتمر الشعبي بالولايات المتحدة الاميركية خاصة وان آخر التسريبات التي بثتها فضائية «الجزيرة» عرضت رسالة من الترابي الى الرئيس الاميركي يعلن فيها الاستعداد للتعاون اللامحدود كيف يستقيم ذاك الوضع مع عودة الامين العام في كل مناسبة لمهاجمة اميركا وفي بالنا ندوة اسمرا قبل اسابيع؟!
    - اشير في برنامج «سري للغاية» في قناة «الجزيرة» الى ان الرسالة التي بعث بها الشيخ الترابي الى الرئيس بيل كلينتون تنشر لاول مرة.. وهذا ليس صحيحاً.. هى نشرت عدة مرات في مجلة المجلة، وفي مجلة اميركية بريطانية، ونشرتها ايضاً جهات في ادارة الرئيس بوش حتى تظن ان الفرص اتيحت لادارة كلينتون للإمساك بـ «بن لادن» آنذاك وبالتالي تجنب ماحدث، ولتعطي ايحاءات بأن رفض كلينتون التعامل مع الملفات السودانية كان خطأ كبيراً جداً وكان يمكن ان يجنب اميركا مواجهات عديدة كالتي نشهدها الآن. وتعلمين ان الرئيس العراقي بات مستعداً للقاء حتى المقاومة العراقية يعني سيعود الناس في النهاية للتفاهم مع هؤلاء المتطرفين بدلاً من قتلهم ونفيهم. في هذا الاطار تحدث الشيخ الترابي اننا في ما يتعلق بالسودان مستعدون لاقامة علاقات صحية مع الولايات المتحدة الاميركية فيما يتعلق بمساعدتهما في التفاهم مع الحركات الاسلامية.. فالرسالة لو نشرت كاملة سيرى فيها الناس موقفاً متوازناً ولم يكن فيها اي (بيع) للإسلاميين كما حدث بعد ذاك.
    والهجوم الذي تركز الآن من الشيخ الترابي على اميركا.. يوشك ان يكون موقف إجماع في العالم العربي والاسلامي الآن.. لم تتصاعد حدة اللهجة ضد اميركا يوماً بعد يوم كما يحدث الآن .. ورأينا قبل ايام الوثيقة التي دعت الى قصف قناة «الجزيرة».. في هذا الاطار يأتي هجوم الشيخ الترابي ان اميركا تحرص للغاية على مصالحها في المنطقة ويتحدث الرئيس بوش عشرات المرات عن الديمقراطية والحرية دون ان يمارسها، حتى في حالة السودان كانت القوى السياسية كلها تجمع على انها تريد ان تكون بعضاً من مفاوضات نيفاشا لأن ذلك يحدد فيما بعد مستقبل بلد بأكمله ولكن الولايات المتحدة كانت تعتبرها منبراً بين قطبين.. واعتقد ان موقف الشيخ في هجومه على واشنطون متفق مع موقف الامة ان جاز التعبير.
    * اذا تحولنا الى العلاقات بينكم والمؤتمر الوطني، نلاحظ مؤشرات للتقارب حدثت أخيراً، حين دخل مجذوب الخليفة دار المؤتمر الشعبي لاول مرة منذ سنوات وقبلها لقاءات مباشرة بين قيادات الحزبين وانتهت او لم تنته بعد، بمشاركة مسؤولي الصف الاول من حزبكم في المؤتمر العام للحزب الحاكم.. هل يمكننا القول انكم نسيتم كل مراراتكم؟!
    - والله لا يمكن طبعاً ان يختلف الناس كل هذا الاختلاف.. ويتكلفوا كل هذه المآسي والتكاليف ثم يلتقوا في اليوم التالي كما الزوج والزوجة اذا حدث بينهما خلاف.. فهذا المشروع حضاري مشروع اسلامي بالضرورة.. نحن اختلفنا في تفسيره.. انا استمعت الى احد المسؤولين في تلفزيون السودان يقول ان الخلاف كان بين الذين يريدون تحويل الدولة الى ديكور واولئك الذين يبتغونها فاعلة.. لكن نحن نختلف مع ذلك وما زلنا على قناعة بأن الخلاف كان على قضايا ثلاث: اولها الحريات العامة، واللامزكرية والحكم الاتحادي، ومسألة الالتزام بالعهود والمواثيق خاصة فيما يتعلق بموضوع الجنوب.. هذه هى القضايا التي اختلفنا عليها آنذاك بين يدي دستور 1998م.. ولا نزال مختلفين على تقويم الذي ادى الى الخلاف، لذلك يصعب جداً ما لم نتفق على ذلك التقويم ان نلتقي في المرحلة المقبلة، ولكن ان نطبع العلاقات بيننا ونجعلها معقولة ليس فيها حدة السجون والمعتقلات وكذا، هذا (طيب).. وممكن لنا في المؤتمر الشعبي ان نشارك في حل المشكلات القومية التي تهدد السودان مثل مأساة دارفور، ذهاب قيادات من الشعبي الى الوطني مفهوم في اطار ان قيادات من الوطني جاءت إلينا في الاول، فهم جنحوا للسلم وللمصالحة وهذا موقف كذلك ديني اذا الخصم مال أيما ميل يعني لو مال ميلاً خفيفاً ينبغي التجاوب مع ذلك ونرد التحية بأحسن منها.. نحن لسنا هواة شقاق ولا نزاع ولكن فيما يتعلق بالموقف الصحيح فهذا هو موقفنا.. فنحن اختلفنا على قضايا اساسية ولا نزال مختلفين عليها، ولا يزال المؤتمر الوطني يمارس نفس الممارسات التي كانت سمته طوال الاعوام الستة عشر الماضية.
    * فيما يخص وجودكم في الخارج.. ثمة من يرى انكم لستم على وفاق مع مجموعة الداخل، انتم دائماً مشتطون في تصريحاتكم.. حادون في انتقاداتكم واتهاماتكم.. وحتى مجموعة العمل الخارجية لا تعمل مع بعضها باتفاق بدليل التصريح الذي اطلقه علي الحاج أخيراً بأن الترابي معرض للاغتيال وكان الموقف محرجاً للشيخ الذي قال علناً انه فوجئ بهذا الحديث.
    * الوجود القيادي في الخارج محدود جداً، والاسماء التي تظهر في الاعلام كنا دائماً انا وعلي الحاج.. وفي الداخل تعرضت القيادات لحملات اعتقال وتضييق وقضوا فترات طويلة داخل السجون، ولذلك كانت فرصنا نحن في الخارج للحديث افضل بكثير منهم.. وكنا نعبر بصدق عن موقف المؤتمر الشعبي.. حتى وهم داخل السجون كنا على اتصال بهم ولم نكن منقطعين عنهم ابداً.. والصلة بيننا كانت مباشرة، المواقف التي برزت وفيها نوع من التشدد مننا في الخارج كانت في لحظات المواجهة الشديدة عند توقيع مذكرة التفاهم 2001م ولحظات تلفيق الاتهام بعلاقاتنا بالاسلحة والمحاولات التخريبية والانقلابية في سبتمبر 2004م، هذه هى المواقف التي برزنا منها للاحتداد في الخصومة لأن الموقف المقابل كان حاداً ودعوا حتى الى قطع الرؤوس لو تذكرون..
    انا شخصياً في غالب احاديثي السياسية صريح ولا اعمد الى اخفاء اي شئ اذا كان الموقف حاداً اعبر عنه بحدة، وان كان معقولاً كذلك افعل، التصريح عن احتمالات تعرض الترابي لاغتيال في رحلته الخارجية الى الدوحة انا الذي كتبته باسم د. علي الحاج، المعلومات توفرت الينا في الخارج عن ما يجري.. لذلك رأى الدكتور علي الحاج وبوصفه نائب الامين العام ان مسائل كهذه ينبغي الدفع بها الى الاعلام فوراً، ولا يمكن ان تنتظر حتى يقع الحدث ثم نعلق عليه وكان هذا تقديري في تلك المرحلة وكنت اعرف كل المعلومات ويعرفها هو ايضاً وكثير من الاخوة في الداخل على دراية بها.. وفي تلك الاثناء كان الشيخ الترابي في رحلة من الخرطوم الى جدة وبعدها الى الدوحة لذلك لم نحطه بكل التفاصيل، لكن كان هناك اكثر من شخص في الخارج على ادراك بالمخطط، فالمعلومات جاءتنا اساساً من الخارج وتكاملت مع ما وردنا من الداخل.
    * ألم يكن من الاوفق إعلام الامين العام بذلك تفادياً للحرج الذي وقع فيه عندما سئل مباشرة عن تلك التصريحات وقال بانها كانت مفاجئة بالنسبة إليه؟
    - لم يكن هنالك شخص ينفرد برأيه دون الآخرين.. الناس كلها تعود للأجهزة ومن رأت ان يقدم ويفوض ويتحدث باسمها يفعل ذلك.
    * معلوم ان وزير العدل السابق على محمد عثمان ياسين اصدر مذكرة توقيف بشأنكم وعممها على الانتربول الدولي بعد ما وقعتم على مذكرة التفاهم مع الحركة في 2001م.. ويقال إن هذا هو ما يمنعك انت تحديداً من العودة الى السودان؟
    - الانتربول الدولي هو البوليس الجنائي الدولي الذي يختص بالجرائم الجنائية وليس السياسية وتعلمين ان الحركة الشعبية كانت تخوض حرباً وكذلك حركات دارفور وحملوا جميعهم السلاح لكن اسماءهم لم تأت إلى الانتربول.. وصحيح ان وزارة العدل وقتها كونت لجنة للتحقيق في امكانية الدفع بهذا الموضوع الى الانتربول وجاء تقرير اللجنة وهو موجود في وزارة العدل بأن ما وقع عليه كان مذكرة تفاهم والمذكرات من هذا النوع حتى في العلاقات التجارية والاقتصادية غير ملزم ولذلك لا تقوم عليها أية بينة جنائية ضد شخص معين. وفي تقديري ان هذا الامر كان طرفة وأنا اتجول في المطارات الاوربية وبامكانها فعلاً ان تضبط أي مطلوب بالانتربول والنظام التونسي يفعل ذلك مع اعضاء حركة النهضة السياسيين طبعاً، لكنه يلفق اركان جريمة كاملة ويواجه بها خصومه ويدفع بها الى الانتربول.
    الذي يمنعني من الوصول الى السودان مسائل تنظيمية وشخصية فلا تزال هناك تكاليف لابد ان أؤديها، وهنا ترتيبات خاصة قد تكتمل في الفترة المقبلة واعلنت من قبل اننا لن نمكث لسنوات في الخارج.
    * في اتجاه آخر، الآن البلاد تواجه احتقاناً ووضعاً متوتراً في الشرق والغرب ووصل الوضع الى حد المأساة بشهادات العالم.. وهناك اتهامات صريحة بأنكم تسببتم في تدويل قضية دارفور بعلاقاتكم مع السفارات الاجنبية ومدها بالمعلومات، فضلاً عن الربط المتواصل بينكم والحركات المسلحة هناك، كيف ترد على هذه الاتهامات؟
    - أول شئ اقوله إن الحالة السودانية نضجت.. اطرافه بدأت تتحرك كما فعل الجنوب الذي تحولت فيه الحركة الشعبية الى حركة سياسية تريد ان تحرر كل السودان وتعيد الحكم للمهمشين.. وكذلك في دارفور والشرق. كل هذه الحركات بدأت والتهميش ظل واقعاً عليها.. ولم تأت حكومة حتى الآن لتعطي اطراف السودان حقها في المشاركة في السلطة والثروة هذا هو السبب الاول والجوهري الذي ينبغي ان نبحث فيه، الامر الثاني لتفاقم الوضع كان سلوك هذه الحكومة مثلاً في رد فعلها في التعامل مع الوضع كانت تعتقد ان هؤلاء هم نحن أي المؤتمر الشعبي الذي ينازعها السلطة في الخرطوم قد تجمع في دارفور.. دائماً الناس تظن ان الحكومة هي الاكبر ويستلزم ان تتعامل بحكمة وعقل مع مواطنيها دون انفعال.. لكنها لم ترد العدوان بمثله انما تجاوزت الإثم الى عدوان آخر .. كما حدث في قصف القرى والمدنيين والممارسات التي شوهت صورة السودان.. فالمسؤول المباشر عن ذلك هي الحكومة.
    فيما يتعلق بعلاقتنا بالحركات المسلحة فكثير من اعضاء حركة العدل والمساواة كانوا اعضاء في المؤتمر الوطني وليس الشعبي كانوا وزراء في الحكومة.
    * مقاطعة: حتى من الشعبي هناك قيادات معروفة موجودة الآن في حركة العدل والمساواة.
    - نعم، لدى المؤتمر الشعبي من الخبرة ما يكفي لدعم الحركة سياسياً.. في هذا الاطار نتعاون معهم كما نفعل مع الاتحادي الديمقراطي أو الحزب الشيوعي أو الامة يعني في اطار العلاقات السياسية العادية وهذا صرحنا به اكثر من مرة اننا نؤيد موقفهم السياسي المطالب بالعدالة.. لكن نرفض حمل السلاح..



    الحديث عن مدنا بالمعلومات للسفارات فيه (وهم) كبير طبعاً.. الاجهزة الغربية تملك المعلومات.. حتى الآن صدرت اربعة كتب عن دارفور كتبها فرنسيون وبريطانيون فيها أدق التفاصيل عن دارفور وخلافات الحركة الاسلامية، فالمعلومات متاحة في العالم والاستخبارات الغربية لا تحتاج والله الى المحبوب عبد السلام ولا علي الحاج لتستقي معلوماتها ولا تعتبرنا مصادر موثوقاً بها.. يمكن ان تتعامل معها بهذه الكيفية.. هذه الاجهزة والنظم بنت علاقاتها قديماً مع ناس يشبهونها في اشياء كثيرة... وليس معنا نحن على أي حال.
    * ننتقل الآن الى موضوع التحالفات السياسية.. وقعتم مع الامة القومي واحزاب اخرى على ميثاق وبدا هذا مفهوماً.. لكن الحزب الشيوعي تحديداً وضع سكرتيره العام اشتراطات للتعامل معكم ما الذي يمكنكم فعله للقوى السياسية المستريبة فيكم للوقوف معها على ارضية مشتركة وتعاد الثقة إليها؟
    - في اجابة سابقة اعتبرت ان هذا الموقف من المؤتمر الشعبي «قصر نظر» سياسي لا يقوم على رؤية سياسية انما على انفعال.. وما قام به الشعبي كان عملاً كبيراً جداً حيث خرج على حزبه الذي يحكم وقدم نقداً لتجربته وابدى استعداداً لتنقية الاجواء السياسية والتعامل مع الاطراف كافة.. هذه قد يقدرها كثير من قادة الاحزاب السياسية ولكن لا تقال هنا وهناك.. والتحالفات في الساحة الآن لا تقوم على برامج فنحن نريد ان نرسي جو الحريات والتنافس الحر، ونضمن انتخابات حقيقية فحتى الآن هناك خطر كبير على قيام انتخابات نزيهة مادام المؤتمر الوطني يسيطر على كل شيء ولا ادري خطراً في ان يتم لقاء بين الشعبي والشيوعي والامة على اصول التنافس السياسي والحريات والتداول السلمي للسلطة بعد ذلك الشعب هو من يقرر البرامج حين يجد ان الشعبي برنامجه افضل قد يختاره او يجد ان الشيوعي الاحسن فيذهب إليه. وربما تلتقي برامج الامة والشعبي وهذا وارد.. انطلاقاًَ من مرجعيتهما المتقاربة ونظرات متقاربة في تاريخ السودان.. غير ان الحزب الشيوعي لم يقدم حتى الآن رؤيته الفكرية تجاه التطورات التي حدثت في الفكر الماركسي.. نحن في المؤتمر الشعبي لسنا حريصين حتى اذا فزنا بأكثر من 50% من مقاعد البرلمان واستطعنا ان نشكل حكومة وحدنا لن نفعل ذلك سنتيح الفرصة للآخرين لأن السودان المعقد والمتشابك هذا لابد ان يتشارك فيه الناس وندفع بكوادرنا كلها الى المجتمع.
    * هل تشعرون بأن الحركة الشعبية تخلت عنكم أخيراً؟
    - لا، أبداً لأن العلاقة مع الحركة الشعبية تأسست على بصيرة منذ تاريخ الحوار بين الحركة الاسلامية والجنوب، ومنذ تاريخ السلام، وكان ذلك قبل التوقيع على مذكرة التفاهم.. وفي مذكرة لندن يونيو 2001 جاءت عبارة ان العلاقة مع الحركة والتنسيق معها سيستمر كيفما كانت المصائر.. واذكر ان الأخ ياسر عرمان علق مستحسناً هذه الجملة وقال ان فيها «صوفية» وأنا اقول ان فيها واقعية كذلك فالعلاقة مع الحركة بدأت تمتد علاقة مع كل الجنوب كيفما انتهت به الاقدار السياسية وان كان التحفظ على مسيرة الحركة حتى الآن في الحكم فهو البطء الشديد في تنفيذ الاتفاق. وكانت القوى السياسية تتطلع قبل وفاة قرنق الى ان يكون يوم 9 يونيو بداية العمل الحقيقي بمعنى ان كل شخص يكون في مكتبه ويوالي عمله ويوقع على القرارات في الجنوب والشمال والمفوضيات لكن للأسف الشديد تنفيذ الاتفاقية اعترته الحالة السودانية في الكسل والتراخي وضعف الجدية والى الآن لم نشهد مثلاً الغاء القوانين المقيدة للحريات ولم يلزم جهاز الامن بدوره المحدد في الاتفاقية بالرصد والتقرير ولم نر الشفافية في ادارة موارد الدولة لأن مفوضية البترول لم تجتمع حتى الآن
                  

11-30-2005, 08:37 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المحبوب عبد السلام: بيوت الأشباح واقعية ومؤسفة وتناقض تماماً شعارات المشروع الحضاري (Re: Osman Malik)

    ***
                  

11-30-2005, 10:21 AM

عبدالعزيز حسن على

تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 1078

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المحبوب عبد السلام: بيوت الأشباح واقعية ومؤسفة وتناقض تماماً شعارات المشروع الحضاري (Re: AMNA MUKHTAR)

    Quote: المحبوب عبد السلام: بيوت الأشباح واقعية ومؤسفة وتناقض تماماً شعارات المشروع الحضاري



    دعنى اختلف مع الاستاذ المحبوب عبدالسلام واقول لا تناقض البتة بين بيوت الاشباح والمشروع الحضاري بل ان
    بيوت الاشباح و
    الفصل من الخدمة و
    تجيير الدولة لصالح الحزب
    وخلافه
    هى الطريق الوحيد الى تطبيق المشروع الحضاري وبخلاف ذلك لا يوجد مشروع حضاري

    واذا تجاوزنا عن كلمة حضاري الملتصقة بالمشروع زوراً
    فالمشروع مبنى على اقصاء الاخر وتقريب وتمكين اصحابه


    ساعود الى بقية الحوار لان فيه نقاط كثيرة تحتاج الى إضاءة
                  

11-30-2005, 11:21 PM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8788

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الترابي (Re: Osman Malik)

    طوال فترة حكم الجبهة قبل المفاصله كان الترابي ينكر وجود بيوت الاشباح
    وعندما تصدي له محامي في لندن وذكر ان قدمه قد بترت بعد تعرضة للتعذيب
    في بيوت الاشباح سخر الترابي كعادتة وكذب وقال ان قدم المحامي بترت جراء اصابتة بمرض السكري
    المؤتمر الشعبي مطالب بالكشف عن الجرائم والاعتذار للشعب السوداني
    وليكن اعتذار شجاع وصريح وليس بالقطعة
    حتي تكون التوبة نصوح لابد من الاغتسال من دنس الجرائم التي ارتكبت في حق ابناء الشعب السوداني
                  

11-30-2005, 11:41 PM

Masaoud Ali

تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 379

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي (Re: mohmmed said ahmed)

    Quote: المحبوب عبد السلام: بيوت الأشباح واقعية ومؤسفة وتناقض تماماً شعارات المشروع الحضاري


    بعد شنو لكن !!؟
    الكلام ده يتقال الليلة بعدما انقلب السحر على الساحر !! ؟ وبعد أن لقن تلاميذ الترابى المنقلبون على شيخهم درساً فريداً فى المؤامرة لم يكن يخطر للعراب المتآمر نفسه على بال !!؟
    .
                  

12-01-2005, 03:01 PM

عمر دفع الله
<aعمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المحبوب عبد السلام: بيوت الأشباح واقعية ومؤسفة وتناقض تماماً شعارات المشروع الحضاري (Re: Osman Malik)

    الليله البلد ركبوها بالزنديه
    راقدا مشتحه في الليل تدخل ميه
    يابلد الملاقيط أم كلمتن نيه
    ملعون البسميك دوله إسلاميه

    المحبوب عبدالسلام
    إختشي على دمك شويه

    إن محاولاتكم التي لا تنتهي,في إلصاق
    كل الجرائم والمصائب التي إرتكبتها الإنقاذ
    بالبشير وعلى عثمان وحدهما إنما تدعو للرثاء على حالكم

    وهل تعلم أيها الفتى النبيه المفصاح إنو البشير ذاتو
    وعلى عثمان كمان هما من ضحايا شيخك المريض بأوهام العظمة.
    فالمشير البشير مهما يكن من أمره فهو صاحب قدرات في ظني أقل
    من عاديه وكان بالإمكان أن يكون شخصا طيبا ومسالما
    لكن شيخك بخبثه و مكره حوله إلى وحش كاسر وكذلك فعل مع
    تلميذه على عثمان , على عثمان الذي وصفه أخاك الملتزم
    حسين خوجلي,عشيه المفاصلة الكبرى,بالمحامي الفاشل
    وأحسب أن البشير كان في قمة الصدق والصراحة مع نفسه
    يوم قال (لقد طردنا الشيطان من بيتنا)

    أما عن موضوع الجماعة بتاعين وزارة الخارجية العملتوا
    منهم دبلومسيين بالعافية دا ملف تاني خليهو مستور

    لكن الملف لأخطر أيها الفتى الموعود بالزعامة
    هو ملف المجازر في جبال النوبة فعندما يجئ دورها في
    قائمة الجرائم سنرى أين كان موقعكم من ذلك الدم الغاني

    الأستاذ المحبوب
    إنني لا أحب تجريح الآخرين تحت أي زريعة كانت
    أو تجريمهم دون بينات وكما إنني لمست فيك من
    خلال ظهورك على شاشات الفضائيات الكثير من التهذيب
    والتروي إلا أن ذلك لا يعفيك من غضبي عليك ولا أستطيع
    أن أنسى إنك كنت يوما عنصرا أساسيا في وكر الذئاب

    مع إحترامي
    عمر
                  

12-01-2005, 05:21 PM

Mohamed Elgadi

تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 2861

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المحبوب عبد السلام: بيوت الأشباح واقعية ومؤسفة وتناقض تماماً شعارات المشروع الحضاري (Re: Osman Malik)

    Quote:
    فنحن نريد ان نرسي جو الحريات والتنافس الحر، ونضمن انتخابات حقيقية فحتى الآن هناك خطر كبير على قيام انتخابات نزيهة مادام المؤتمر الوطني يسيطر على كل شيء ولا ادري خطراً في ان يتم لقاء بين الشعبي والشيوعي والامة على اصول التنافس السياسي والحريات والتداول السلمي للسلطة بعد ذلك الشعب هو من يقرر البرامج حين يجد ان الشعبي برنامجه افضل قد يختاره او يجد ان الشيوعي الاحسن فيذهب إليه. وربما تلتقي برامج الامة والشعبي وهذا وارد....Unquote

    What clean elections is he talking about after they controled every piece of economy and crushed out all other social and political forces?
    Qyoute: حيث استدعينا بعد الانقاذ من الخارج، ضمن عشرات آخرين واذكر ان دفعة واحدة وصل فيها اربعون من الكوادر جميعهم دخلوا الخارجية Unquote
    No comment...

    Mohamed Elgadi
                  

12-01-2005, 06:00 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المحبوب عبد السلام: بيوت الأشباح واقعية ومؤسفة وتناقض تماماً شعارات المشروع الحضاري (Re: Mohamed Elgadi)

    Quote: إن من يقرأ تاريخ المفكرين يعرف جيداً ان الشيخ الترابي لا يتكرر بسهولة


    الشيـخ الذى يكذب ويتحـرى الكذب، خيـر له و للنـاس أن لا يتكـرر.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de