الفضاء السوداني في رواية «حجول من شوك» للروائية بثينة خضر مكي

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 03:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-20-2005, 07:08 PM

Ibrahim Adlan
<aIbrahim Adlan
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 1200

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الفضاء السوداني في رواية «حجول من شوك» للروائية بثينة خضر مكي



    الفضاء السوداني في رواية «حجول من شوك» للروائية بثينة خضر مكي


    دمشق
    صحيفة تشرين
    مدارات
    الاحد 15 أيار 2005
    لنعترف بأننا مازلنا مقصّرين في مجال التعرف على الأدب السوداني، هل تكمن العلة في المثقف العربي المأخوذ بالأسماء الكبيرة والدول المركزية، أم تكمن في الظروف التعسة التي عاشها السودان، فمنذ استقلاله عانى الحروب الداخلية التي استهلكت موارده، وكادت أن تحطّم أبناءه، ما جعل الثقافة آخر اهتماماته!

    تعتمد الروائية بثينة خضر مكي إدخالنا عالم السودان منذ الرسالة الأولى لروايتها والتي تكمن في عنوان «حجول من شوك» إذ تتسع دلالته لتجمع الجمال والقبح، فالحجول (جمع حجلة) وقد تبدى الغنى الدلالي بالإضافة الى صيغة الجمع في تعدد الدلالات التي توحي بالجمال والفرح والعزة، إذ تعني الحجلة (الخلخال، الفرس، طائر في حجم الحمامة، لعبة للصبيان)(1) لكن هذه الدلالات الإيجابية سرعان ما يتهاوى حين تقترن بالشوك، بل تعلن انتسابها إليه، وتماهيها به! ترى هل هي حال السودان؟ لنتأمل جماليات المشهد السوداني لدى الكاتبة بثينة خضر مكي. ‏



    جماليات الفضاء السوداني ‏

    نعايش في الافتتاحية بؤس المكان، إذ تتعمد الكاتبة تسليط الضوء على الصحراء السودانية، لتعزز انتسابه الى الشوك، فقد نظر سائق القطار «في سأم الى السلاسل الجبلية وكتل الصخور الضخمة، وقد تراص بعضها فوق بعض، بينما القيظ يرسم دوائر سرابية تتراقص حولها وكأنها سحابات دخان شفافة، لاشيء يوحي بالحياة في المكان سوى شجيرات كالحة، منظرها البائس يحمل الحزن والاكتئاب الى النفس»(2). ‏

    نلاحظ في البداية محاولة الكاتبة تحديد سمات المكان بحيادية (سلاسل جبلية، صخور ضخمة)، لكنها لن تستطيع الاستمرار في تلك الحيادية، فنجدها تضفي رؤاها الداخلية عليه، فنجد صفة ذات دلالة سلبية (كالحة) تلحق بلفظة (شجيرات) التي قد توحي ببعض الأمل، ويكتمل بؤس المشهد الصحراوي بمحاصرته بالقيض الذي يقضي على معالم الحياة في الصحراء، ويحيلها الى وهم يلتهم الخضرة، لذلك لن نرى شيئاً من معالمها سوى السراب والدخان والأشواك، ما يوحي بـ(الحزن والاكتئاب) ويعزّز صورة الصحراء قرينة الموت! ‏

    بات الفضاء المكاني بكل بؤسه مرآة تعكس أعماق الإنسان، لن نستغرب أن نجده محاصراً في عربة القطار من الدرجة الرابعة يتطاير عليه رذاذ البصاق، بل نجده وصل الى درجة من العجز مؤسية حتى إنه يتقبل هذا الرذاذ دون أن يكلف نفسه عناء مسحه!! ‏

    لم تكن الصفات السلبية التي أحاطت هذا الفضاء في الافتتاحية فقط بل نجدها في المتن الروائي أيضاً، إذ نسمع البطلة (نصرة) تردد «أية فضاءات جهنمية، هذا البلد الغبي التعس». ‏

    ليست الطبيعة هي المسؤولة عن فساد الأمكنة، وإنما الإنسان الذي يفجّر في بلاده صراعات داخلية «ما إن تنسدّ فوهة حتى تتفجر أخرى أشد لهيباً وقسوة؟»(ص33). ‏

    يتماهى صوت الكاتبة التي عملت في الإمارات العربية المتحدة مع صوت بطلتها نصرة ( التي تعيش مع زوجها في السعودية)، لذلك نسمع أحد أدباء الإمارات يقول لها مستغرباً استقرارها في مكان غير مناسب للإبداع «ظننت أنك ستستقرين بعد رحيلك من هنا في لندن أو القاهرة، وليس في السودان، ما نسمعه في وكالات الأنباء عن أحوال السودان يجعله أبعد ما يكون عن تفكير أي مبدع يبحث عن استقرار ذهني يساعد في العطاء الإبداعي.. فنجيبه ألم تسمع قول الشاعر العراقي عبد اللطيف الراشد: ‏

    «هذي بلادي لي بها نخلة/ وقطرة في السحاب/ وقبر يحتويني/ هي عندي أجمل من مدن الضباب/ من مدن لاتعرفني/ أجوب الشوارع فيها وحيداً»(ص59) كأن هذا التناص الشعري يؤكد مقولة الشاعر: بلادي وإن جارت علي عزيزة. ‏

    يرى المبدع وطنه بعين الإحساس فيستشفّ فيه ما يستحق أن يرى أو يُعاش، لهذا تتسم رؤيته بالموضوعية، فإذا كان البؤس يشوّه ملامحه، فإن هنك الإنسان القادر على التغيير والنهضة، والذي باستطاعته أن يمنح الوطن معناه، عندئذ يسري الدفء الإنساني في أوصال المبدع! ‏

    إن الأوصاف السلبية، التي تجلى عبرها الوطن، تبرز معاناة داخلية وقلقاً ينغّص روحها، وربما تهدف مثل تلك الأوصاف الى تحفيز الإنسان على تجاوز بؤسه، فيخلق وطناً جديداً لا ينتمي الى الصحراء، وإنما الى النيل، لهذا نجد البطلة (نصرة) لن تجد خلاصاً من رائحة الموت التي تملأ أعماقها إلا «في جمال النيل وعنفوانه»(ص34) ففيه يكمن الأمل في التجدد والاغتسال من كل العوائق الرمادية التي توحل نفسها!! إذ باستطاعة مياه النيل أن تمنح السودان القوة المادية ليواجه ضعفه، أما جماله فيستطيع أن يمنح أهله القوة الداخلية!!. ‏



    الحواشي: ‏

    1 ـ د.عون الشريف قاسم «قاموس اللهجة العامية في السودان» الدار السودانية للكتب، الخرطوم، ط3، 2002، ص232. ‏

    2 ـ بثينة خضر مكي «حجول من شوك» دار سدرة، الخرطوم، ط1، 2004، ص9 ‏











                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de