|
السوقة والرجرجة والرعاع يعيثون فسادا في رحاب الخرطوم
|
متي يبلغ البنيان يوما تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
لايزال أهلنا وأحبتنا في رحاب الخرطوم خائفون ومتوجسون كثيرا يراقبون الموقف بحيطة وحذر خشية أن يتكرر ما حدث قبل أيام ولعل الهدوء الذى ساد العاصمه بعد تلك الاحداث لم يطمئن أهلها كثيرا إذ أن خسائر القوم كانت كثيره فى الأرواح والأرزاق ولاتزال بقيه حزنى علي من فقدت من بنيها وإخوتها إثر تلك الهجمة القذرة والتي إشترك فيها السوقة والرجرجة والرعاع من القوم بالإضافة الى إخوتنا الجنوبيين سامحهم الله ممن دفعتهم العجله للإقدام علي ذلك والبعض منهم والذى لم يدفعه هواه الى فعل ذلك بقدر ما حرضوا وأشعل تحت مراجلهم من نيران سيظل خوف القوم متجددا مالم تمت الشائعات في مهدها وتستأصل من جذورها وهذا لا يتأتي سريعا لان الشى المعتاد فى معالجه افتراءات البعض هو توعية البعض الآخر ولعلها مهمة عسيره وشاقة على ولاة الامر لتراوح مستوى الفهم بين جاهل ومتعلم بين مدرك وغير ذلك لتوعية القوم حتي يدركوا الحقيقة ويفوتوا الفرصة علي بعض المستفيدين من حالات الفوضى التى عمت البلاد مؤخرا والتي لم يسلم منها الولد ولا الضرع ولاالحرث أيضا لا أحد منا يستطيع أن ينفي خطورة الشائعه ولعلكم مدركون تماما لكيفيه إنتقالها بسرعه مذهله تضاهي سرعه البرق في مجتمعات هشه لاتمنح لصوت العقل متسعا تقلب فيه الامر علي وجوهة المتعددة وتكتفي بوضع بعض الرتوش لتلك الشائعة ثم تعمل علي ترويجها هذا إذا سلمت من أصحاب الخيال الجامح والذين ينسجون بعض الحكايا فى صورة تراجيديه مؤثرة تعمل على ان يكون رد الفعل قويا وكانها تحرض بايحاء لعله في الايام الفائته مارس سكان العاصمه رياضة الجري والركض كثيرا وهذا كله بسبب الشائعات والتى أحيانا كانت تدفع بأهل بحرى لنجدة سكان الخرطوم والعكس صحيح للإطمئنان على ذويهم هنا وهناك وربما جلبوا معهم بعض التعزيزات ووسائل الحماية والدفاع من سيوف وحراب وفي خضم هذا كانت هناك بقية تعمل في صمت من خلف الكواليس تبتسم مل فاها حتى ترى بياض أسنانها وهي سعيدة لما يجرى لم يحرك منظر الدم فيها ساكنا ولم توقظ حرارة النيران المشتعله ضمائر هؤلاء القوم كأني بهم يريدونها نارا تقضى على الأخضر واليابس ليتسنى لهم فى الغد تولى زمام الأمور في دولة الخراب وهذا يذكرنى بقول سابق لال الصباح حين غزاهم صدام حسين يومها ذكروا صراحه لامريكا أعطونا الكويت أرضا ونحن قادرون على بنائها من جديد ماذنب هؤلاء الصغار حتي يروعون في ديار أهلهم ويغيب عنهم الإحساس بالامان والطمانئينة وهم رازحون في صدور أمهاتهم وما ذنب فتياتنا تمزق جيوبهن وينال من عروضهن وما ذنب شيوخنا حتي تفقأ أعين بعضهم ويقتل الآخر ما سطرت اليوم وأنا انتوى صب جام غضبي على أهل الجنوب بقدر ما أنا ساخط علي بعض أهل الشمال ممن تسببوا في إشعال نار هذه الفتنة ومازالو يحاولون إشعالها من جديد
|
|
|
|
|
|