البحث عن ليمونة وسط جبال البحر الأحمر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 12:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-01-2005, 01:04 AM

أبوالزفت
<aأبوالزفت
تاريخ التسجيل: 12-15-2002
مجموع المشاركات: 1545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البحث عن ليمونة وسط جبال البحر الأحمر



    أما الآن وقد توقفت آلة الحرب عن الدوران ويوشك المحاربون أن يعملوا [أرضاً سلاح] ويخلعوا [اللبس خمسة] وخزن الجبخانة وشنط الجراية و "الطرزمتش" وتعود ألوية الجيش وكتائب الدفاع الشعبي إلى الشمال من حرب الكمائن والأدغال والماء الآسن والألغام وأوبئة الملاريا والفشل الكلوي والسل وعمى الأنهار والفرنديد وعضاض الأفاعي ووخز العقرب ولسعات حشرة "الأنانية" السامة وذبابة التسي تسي والكواسر والضَّواري.
    الآن وبعد أن جلس الآكلون على قصعة الوطن زمراً زمراً في نيفاشا وأسمرا وأبوجا والقاهرة وطرابلس بغية اقتسام الغنائم والأنفال، عسى أن يكونوا قد أفلحوا =رغم كل شيء= في استصلاح اتفاقية أو اتفاقيات سلام لا تصلح أرضها لغرس بذور حرب أخرى في دارفور أو أرض البجا أو ديار المناصير أو في أبيي وذلك في إطار [الوطن الواحد] حتى لا تفرض علينا لجان التحكيم الدولية إياها] والطامعة أصلاً في تقسيمنا وذهاب ريحنا وتصييرنا إلى هباءٍ منثورا !
    نعم حتى لا تفرض علينا يومئذٍ أن نقبل بحكمها صاغرين بأن تكون أتبرا للأتبراويين وسواكن للسواكنيين والثورة للثوريين وكريمة للكريميين لا يساكننهم فيها بخيل أو شحيح وجبل أولياء للأولياء والصالحين إن جاءهم فاسق أو سفيه ردُّوه وحلفا القديمة للحلفاويين القديمين وحلفا الجديدة للحلفاويين الجديدين و [دار حامد] حلال للحامدين حرامٌ للجاحدين من كل جنس.
    و (ود الفادني) له ولولده من بعده ولـ (ود الترابي) التراب مما قلّ منه أو كثر والرمل والحصباء لمواطني (قوز رجب)( وأن يكون العسل لحجر عسلاية وللبقارة البقر وصيد البحر وميتته (للحواتة) و (ديم التعايشة) للتعايشة خالصاً لهم من جاء منهم مع المهدية أو بعدها.
    وللفلاتة العشش يدخلونها آمنين من (المتعافي) محلقين رؤوسهم ومقصرين لا يخافون وإذا دخل مهاجر إلى أمارة (السجانة) بطريقة غير شرعية إن شاؤوا سجنوه أو أبعدوه إلى إحدى "دول الجوار" مثل الحلة الجديدة والرميلة والعزوزاب!! هذا وينبغي أن لا ينتسبنَّ أحد من الناقصين إلى (الكاملين) أو من العاقلين إلى (المجانين) أو من المسيخين إلى (الحلاوين) أو من العابسين إلى (السروراب) .
    وعلى حكومة السودان التعاون في تنفيذ هذا القرار الأعجوبة الأضحوكة المهزلة والـذي –كما هو واضح- من الفصيلة التركيعية التعجيزية الخاصة بالمغضوب عليهم من دول العالم الثالث والضالين عن سبيل النظام الدولي الجديد ويرمي إلى جرح كبرياء الأمة وكرامتها وإذلال سيادتها الوطنية وإيجاد ذريعة –وإن كانت واهية- للتدخل عبر كوة الفصل السابع بالتنسيق مع بروتستيو الطابور الخامس بالداخل المناط بهم إحراق القرية وإلقاء القبض على كونتا كنتي –أي الوطن- وتسليمه إلى [التوبوب].
    أقول قولي هذا بعد أن فتحت "أسلاب" نيفاشا شهية القوم وأرخت فكهم الأسفل وأزاغت أبصارهم فشرع كل شرذمة قليلون يقودهم مثل عروة بن الورد أو السليك إبن السلكة أو الحارث آكل المرار، شرعوا في الإغارة على مضارب تلك القبيلة أو ذلك الرهط واستاقوا إبلهم وأبقارهم وماعزهم ولاندكروزراتهم وباعوها واشتروا بثمنها بضعاً من الدوشكات والكلاشنكوف وجوالات "الثريا" واتخذوا لهم شعاراً غامضاً غريباً مثل : [حركة مساواة الغلابة بالجلابة] أو [حركة تحرير "السادة" من المشلخين"] أو حزب [القوى الحديثة للتضامن مع ستات المريسة] يقول المنظرون للحزب لأنهن مواطنات ومسحوقات كما خلع أولئك [المحرِّرون] على الجناح العسكري لتلك الحركات أسماءً يتوخون فيها الإخافة والترهيب مثل (مرافعين الجبال) و (أفاعي الأدغال) و (صقور الجو) و (جن الليل).
    ثم قاموا فيما قاموا بقطع الطريق بين ريرة وتمبول أو بين خور طقت والجفيل وحلايب ودُنْقُناب والحصاحيصا وود سلفاب والحاج يوسف وحلة كوكو والحتانة والقماير وبين المايقوما و "ديم سلك" .
    ولم يلبثوا أن أحرقوا حتى دار أبيهم وأرملوا أمهم ويتّموا إخوتهم ثم التجأوا =بتدبير مسبق= إلى النصارى في الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي والذين بدورهم سوف يزينون لهم سوء عملهم ويغرزونهم كالخنجر في خاصرة الوطن ويلقنونهم متى يطعنون وكيف يفعلون وأين يحرقون وينسفون وبمن يفتكون وينكلون ويشردون.
    ثم كيف يجيئون على بدلاتهم الأنيقة بدمٍ كذب ويظهرون على الفضائيات عشاء يبكون ويستعدون على البلد المدعو –المجتمع الدولي- الذي سوف يسارع بإرسال أولى بوادر التدخل والتدويل، أي قوات موكولون بحفظ سلام مزعوم ومراقبة وقف اطلاق نار هو بالأحرى سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً .
    والمشهود لأولئك الجنود أنهم إذا دخلوا بلدة أفسدوها وجعلوا أصحة أهلها عليلة بالإيدز وجنون البقـر وإنفلونزا الطيور وصداع الديوك والحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع –وربما قريباً- حمى وادي هور وحمى الأخدود الأفريقي العظيم ولا أقول [حمى المتنبئ] فتلك –على الأقل- كان بها حياء فليس تزور إلا في الظلام.
    أبكي يا وطني الحبيب على أرضنا الطيبة التي إستمرأ بعضنا أن يفسد فيها ويسفك الدماء .. أبكي يا وطني الحبيب على أحلام الوحدة التي سوف نظل قابضين عليها طوال الفترة الانتقالية كمن يقبض الريح وسط لُّجة هذه التصريحات المتضاربة للشركاء المتشاكسون، لا سيما وأن السيد سلفا كير نائب الرئيس يعلن على الملأ بأن لم يحسم أمره بعد [وحدة كانت أم انفصالاً] ثم وهل غادرت نصوص الإتفاقية من متردم حتى يتساءل السيد تعبان دينق والي ولاية الوحدة إن لم لا يكون السيد سلفا كير هو القائد الأعلى للقوات المسلحة السودانية؟!! لا غرو فنحن نجهل –فيما نجهل- إن كانت الاتفاقية قد منحته أيضاً حتى قيادة جيش الحركة وجيش البلاد معاً؟!
    أبكي يا وطني الحبيب إذ ما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً أن بأي لغة "استكتبهم" اليانكي في نيفاشا لنصوص تلك الاتفاقية أ باللغة الهيروغلوفية أم المسمارية إذ أنهم ما انفكوا يؤلونها كل على هواه أو بما أملوه عليه ؟!!!
    أبكي يا وطني الحبيب على السلام الذي ربحناه –حتى الآن- على الورق وأضعناه على أرض الواقع إذ لعله لو عاد الزمان القهقهري بعبد الرحمن على طه، لعله لن يعد بمقدوره أن يبارح دار أهله لكي يزور صاحبه ابن الفضل بغرب السودان أو أن يواصل أسفاره السعيدة حتى يصل إلى يامبيو البعيدة حيث يأكل "طعام البفرة مع منقو زمبيري تحت الأشجار "الظليلة" لما بها من كثرة الأمطار – أو أن يعبر الفيافي والقفار آمنا لكي يلملم بصاحبه صديق عبد الرحيم في القولد فيسترجعا الذكريات الباقية بين همس السنبل وخرير الجدول وأنين الساقية أو أن يزور صديقه ود طاهر في نواحي محمد قول بشرق السودان أو كما قال :
    "وبعدها استمر بي رحيلي"
    "حتى نزلت في محمد قول"
    "وجدت فيها"
    "صاحبي حاج طاهر"
    "وهو فتى"
    "بفن الصيد ماهر"
    نشأ ذلك الصبي البورتسوداني مغرماً بالسياحة من جبل لواحة ويود لو أن يكون كل يوم في بلد وهكذا إلى الأبد كما كانت تستهويه روعة الطبيعة ورونقها وخضرتها ومائها ومخلوقاتها أو كما يقول خضر بشير :
    "بهوى الزهور"
    "في تبسمه"
    "وبهوى الطيور"
    "في ترنمه"
    "وبهوى الطبيعة الحالمة"
    وكان في أوائل الستينات قد سافر باللوري من بورتسودان إلى الخرطوم مع صهره المرحوم السائق [حسن شل] وكانت الرحلة آنذاك تستغرق بين ثلاثة إلى أربعة أيام وكم كان عالماً جديداً مدهشاً ما زالت ذكرياته الجميلة باقية في خيال الصبي، كانت السيارات التي تسير ذهاباً أو إياباً في شكل قوافل صغيرة ابتغاء الصحبة والسمر وليس اتقاء المخاطر أو التهلكة وكانت تتوقف هنا أو هناك للمقيل أو المبيت.
    في تلك الأيام كان لسائقي اللواري السفرية (شنة ورنة) والسائق شخصية فنجرية مرموقة تخفق قلوب الفتيات بحبه ويهدينه إكسسوارات شعبية يصنعنها من السكسك والخرز الملون وريش النعام والطيور وأشكال من مصنوعات جلدية بديعة هي الأخرى لزوم "تكشيب" سيارته وعربوناً لإعجابهن وريدتهن.
    كما تجد مكتوباً على اللوري عبارات ظريفة مقتبسة من الأغاني السائدة آنذاك مثل : "بنت النيل" و "غرام قلبين" و "الطير المهاجر" و "عشرة الأيام" و "يا ناسينا" و "سحروك ولا مالك" و "كلمني الساعة كم" و "غريب البلاد" وهي بداية مقطع من أغنية إبراهيم عوض المنسية واسمها [شهر العسل] :
    "لو قلت ليك"
    "وحياتي بيك"
    "وروحي ليك"
    "تبكي عينيك"
    "برضو شوية"
    " شوية عليك"
    "غريب بلاد"
    "وغريب أهل"
    "وبلادي في سود المقل"
    وكان لكل سائق مساعدان يعملان على خدمته وخدمة عربته أصغرهما لعمل [الحلة] أي طهي الطعام وأكبرهما لإصلاح الأعطال الفنية وكلاهما يتعاونان في تغيير الزيت وإضافة الماء والوقود من جازولين وبنزين ورمي الصاجات في الطرق الرملية الموحلة ووضع (الدقارات) .
    فلو رأيت السائقين وقد تهيئوا للمقيل تحت ظلال قيضة من الأشجار في بطن وادي ممرّع وقد أشعلوا لفائفهم يلغطون ويقهقهون متكئين على تلك الفرشات الوثيرة والوسائد التي مهدها لهم المساعدون الذين لن يلبثوا أن يطوفوا عليهم بآنية الطعام وأكواب الماء والشاي والأباريق لغسل أيديهم ثم يتنحى المساعدون ويجلسوا غير بعيد من اللواري المصطفة ليتناولوا طعامهم هم أيضاً .
    قبيل الغروب في ذلك اليوم وجدوا سائقاً يجلس أمام لوريه في سهلٍ موحش تكتنفه الجبال والحصباء من كل جانب وكان يأكل شيئاً من قدر حياله وعلموا منه إذن بأنه قد أرسل المساعد لجلب قطع الغيار من عطبرة لإصلاح لوريه المعطوب وتوقع الصبي المذعور أن السائق سوف يطلب منهم أن يأخذونه معهم ولا يدعونه في هذا الموضع الخلاء المقطوع ولكنه طلب "ليمونة" فقط!! وأقبل على قضم طعامه وقد ساروا عنه وتركوه =كما تخيل الفتى= منفرداً مثل شاة قاصية عن القطيع سوف ينقض عليها الذئب في غيهب الليل الحلوك الذي يوشك أن يجثم بكلكله على الكون.
    وهكذا كان [الأمان] قديماً هو الصاحب في السفر بين سائر ربوع السودان وعبر كل تلك السنين والأزمان، واليوم أبكي يا وطني الحبيب لأن أي عابر سبيل أو راكب بليل أو نهار وحده لو عثرت به دابته أو راحلته وأزمع المقيل أو المبيت في البرية فسوف يبيت لا محالة في بطون (مرافعين الجبال) أو في حواصل (صقور الجو) أو أعلنت مجموعة منشقة من حركة (جن الليل) مسئوليتها عن اختطافه ومصادرة بعيره وجراب دراهمه.


    بقلم/ محمود دليل
                  

12-04-2005, 01:52 AM

أبوالزفت
<aأبوالزفت
تاريخ التسجيل: 12-15-2002
مجموع المشاركات: 1545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البحث عن ليمونة وسط جبال البحر الأحمر (Re: أبوالزفت)

                  

12-20-2005, 01:12 AM

أبوالزفت
<aأبوالزفت
تاريخ التسجيل: 12-15-2002
مجموع المشاركات: 1545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البحث عن ليمونة وسط جبال البحر الأحمر (Re: أبوالزفت)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de