|
إلى من سيذهب إلى الحج هذا العام
|
إلى من سيذهب إلى الحج هذا العام استشعروا معنى الحج قبل ذهابكم
إن نسبة كبيرة من الناس الذين يذهبون إلى الحج تنقصهم ثقافة هذه الزيارة وقد تصادف أنني شاهدت على التلفزيون حلقة خاصة بالحج للدكتور/ زغلول النجار حملت الكثير من المعاني لهذه الشعيرة العظيمة .. فشعائر الحج ليست حركات تؤدى وتقليد متوارث بين الناس .. إنما هو شعيرة تحمل معاني إيمانية غير مُدركة لدى الكثير أحببت أن أطلعكم عليها لمن سيؤدي الحج هذا العام .. قبل أن ينطلق إلى الله .. وأن يكون تشجيعاً لمن لم يكتب الله له نصيب هذا العام لأداء هذه الفريضة الجليلة .. فقد رأيت أنها أمانه علىَّ أن أبلغها .. وإنني أسأل الله الثواب من وراء ذلك ..
هي عبارة عن مقتطفات بأهمية المكان وليس موضوعاً كاملاً :
أولاً هي رحلة الحج إلى الله .. يشعر الإنسان فيها بالخروج من الدنيا إلى الآخرة .. تقوم قبل الذهاب لهذه الرحلة بسداد الديون ، وإرضاء النفوس والصلح مع الناس .. ومن ثم الاستعداد للرحيل عن هذه الدنيا ..
الميقات .. والحكمة من الميقات أنها تحفظ قدسية المكان .. ويشعر الإنسان بالإنتقال من حال إلى حال ..
الإحرام .. وهو يشبه الكفن تماماً .. فيه تجرد كامل من كل زينه ..
الطواف .. وهو مواءمة للفطرة .. حيث أن النجوم والمجرات كلها تدور بنفس الإتجاه حتى الإلكترونات في الذرة تدور في نفس الإتجاه .. فالجسد نفسه يشعر بتوائم مع هذه الحركة ..
نفرة الحجيج من مكة المكرمة إلى منى وإلى عرفه ، والموقف المشهود في عرفه .. إنه أقرب ما يكون إلى الحشر مكة المكرمة .. مكان تتضاعف فيه الحسنات من عشرة آلاف ضعف إلى ما شاء الله .. كما يضاعف فيه العقاب على الخطيئة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن صلاة في مسجدي هذا بألف صلاة، وصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، وصلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة" .. كثير من الفقهاء يقولون: ليس فقط الصلاة، أن الصيام في مكة بمائة ألف يوم، اليوم بمائة ألف يوم، أن الحسنة بمائة ألف حسنة، فالمطلوب استشعار هذا المعنى أن الإنسان في مكان تضاعف فيه الحسنات كما يضاعف فيه العقاب على الخطايا ..
المساواة : إنه مكان لا فرق فيه بين أبيض وأسود .. بين غني وفقير .. بين سيد ومسود .. كل الناس سواسية كل يطوف نفس الطواف .. ويصلي نفس الصلاة وفي نفس الوقت .. جميعهم أبناء أسرة واحدة .. من أب واحد وأم واحدة .. آدم وحواء
عليك أن تستشعر أنك في مكان مقدس .. هذا المكان المدفون فيه مئات من الأنبياء والمرسلين كما يوجد في مِنى مسجد "الخيف" فيه قبور سبعين نبي من أنبياء الله
أساس الكعبة هي نفس حالتها على ما بنتها الملائكة لآدم -عليه السلام- أما إبراهيم وولده إسماعيل -عليهما السلام- فقد رفعا القواعد فقط
مثلما يوجد في الأرض كعبه ، فهناك كعبة أخرى في السماء السابعة على حيال الكعبة تماماً، وهذا المكان مذكور في الملاً الأعلى أنه البيت المعمور، يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك، فإذا خرج آخرهم لا يعودون والبيت المعمور تحت عرش الرحمن .. أي تخيل يا أخي / أختي وأنت تطوف بالكعبة المشرفة ، أن هناك كعبة أخرى في السماء (البيت المعمور) يطوف حوله ملائكة وبذلك فإنك تفعل كما يفعلون .. فأي تشريف هذا .. إن هذا المكان له من القداسات والأنوار والإشراقات والبركات ما يجعل قلب الإنسان ينجلي من المعاصي ويتطهر من الذنوب ، ويعيد الإنسان كيوم ولدته أمه .. عليك أخي / أختي أن تدرك وتحس وتستشعر بكل جوارحك وأن تطأ مكة المكرمة بأن أقدامك تطأ أرضاً وطأتها أقدام الأنبياء
في هذا المكان تشعر بالرهبة والأمان في آن واحد .. حتى الحيوان يشعر بالأمان .. حتى الحمام وهو يطير لا يعلو فوق مستوى الكعبة أبداً !! هل تعلمون ذلك ؟؟!! مقام إبراهيم : كتلة من الصخر كان يقف عليها سيدنا إبراهيم -عليه السلام- وسيدنا إسماعيل يناوله الحجارة ليبني بها، فانطبعت قدما سيدنا إبراهيم ، وليس بالسهولة أن ينطبع أثر القدم على الخصر الأملس الأصم الصلد ولكن بمعجزة من الله تعالى تم ذلك .. قال -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن لله مئة وعشرين رحمة ينزلها على أهل مكة: ستون للطائفين، وأربعون للمصلين وعشرون للناظرين إلى الكعبة".
قبل أن تبنى المباني العالية في مكة المكرمة .. كان الشمس أول ما تسطع لحظة الإشراق تسطع على الحجر الأسود ،، بالرغم من إن مكان شروق الشمس يختلف على مدار السنة من يوم إلى يوم
الحجر الأسود : يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه من أحجار السماء، وثبت علمياً أنه نيزك .. ونيزك من نوع فريد.. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم "إنه كان ياقوتة بيضاء سودته خطايا الناس" فالحجر الأسود ومقام إبراهيم : كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الحجر والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة". ماء زمزم : يقول سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في وصفها، يقول: "هي هزمة جبرائيل، وسقيا الله لإسماعيل"، والهزمة هي الطرقة الشديدة، وكون بئر تخرج من صخور بهذه الصورة، صخور مسمطة لا مسامية فيها، ولا نفاذية لها، تخرج تفيض لآلاف من السنين معجزة لا تعرف البشرية مثيلها.. طبعاً البئر ظهرت في 2572 قبل الميلاد، يعني 4000 قبل الهجرة
العلماء احتاروا من أين يأتي هذا الماء ؟ ولم يدرك مصدر هذا الماء إلا بعد حفر أنفاق حول مكة المكرمة، فلاحظ العلماء أو العمال الذين كانوا يعملون أن في الأنفاق خطوط شعرية دقيقة للغاية تفيض منها مياه لها طبيعة ماء زمزم، فأدركوا أن الماء يأتي للبئر من شقوق شعرية دقيقة تمتد لآلاف الكيلو مترات وتصب في هذا البئر، وهذا وصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: "هي هزمة جبرائيل"، والهزمة هي الطرقة الشديدة، الطرقة الشديدة كوَّنت هذه الصدوع أو هذه الشقوق، أو هذه الخطوط الشعرية التي يفيض الماء إلى هذه البئر آية من آيات الله سبحانه وتعالى
ما زمزم فيه طعام طَعَم وشفاء سقم فعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: "لقد لبثت ثلاثين بين ليلة ويوم ما كان لي طعام إلا ماء زمزم" وماء زمزم هو الماء الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه لشهر أو لفترة طويلة دون الحاجة لطعام وذلك لاحتوائه على جميع العناصر الغذائية .. فعندما يتحرك لمسافات كبيرة في الصخور يعطيه ربنا -تبارك وتعالى- القدرة على إذابة كم كبير من العناصر، حتى لدرجة أنه يمكن أن يصاب الشخص بالسمنة كما ذكر أبو ذر!!.. ويقول صلى الله عليه وسلم أن بين بئر زمزم والحجر الأسود قبور عدد كبير من الأنبياء.. منهم نوح عليه السلام، هود عليه السلام، صالح عليه السلام وشعيب عليه السلام. فعندما تدخلون يا إخوتي وأنتم تعلمون أن هؤلاء الأنبياء موجودون، أليس من حقهم عليكم أن تُحييوهم، أن تقولوا السلام عليكم يا أنبياء الله، في حجر إسماعيل مدفون إسماعيل -عليه السلام- وأمه شرفها الله، أليس من حقهما عليكم أن تقولوا السلام عليكم يا أهل هذه الدار، فالحقيقة ناس كثير تجهل هذه المعاني، وهي مهمة جداً، ولها دور في الانبعاث الروحي للإنسان ، أي أن التهيُّؤ النفسي للإنسان لمعرفة قدسية هذا المكان لها دور كبير جداً.
أرجو أن أكون قد وفقني الله لإيضاح بعض المعاني والأحاسيس السامية لهذه العبادة الجليلة .. وبالله التوفيق
|
|
|
|
|
|