|
|
 أيُّها البورداب: إليكم، من بُطَانة أَبْ عَلِي، قصص الأعراب
|
يروى، والعهدة على الراوي، أنَّ أعرابيّاً قد نزل من أعلى البطانة قاصداً أدناها في يوم جمعة (وأنَّى له أن يعرف الجمعة من غيرها). قرص الجوع ذلك الأعرابيّ فما كان منه إلا أن "نهر" جمله عسى أن يلحقه بغداء قوم كرام (أو لئام، ما فرقت، اللهم غداء وصلى الله وبارك) وربَّما أن الأفكار عن الطعام التي كانت تدور في رأس ذلك الأعرابيّ ما كانت تختلف كثيراً عن تلك التي كانت دائرة في رأس جمله حيث أنَّ الأعرابيّ لم يبذل كثير جهد في حث ذلك الجمل ليسرع الخطى وإنَّما هي: هَتْ... هَتْ... هَتْ...وما تقدَّمت رؤوس الظلال على الأشياء حتى كان رأس الجمل متقدِّماً رأس الأعرابيّ في الإطلاع على ملامح قرية بدت هباءً منثوراً ثم صارت إلى سرابٍ بقيعٍ ثم تشكَّلت بحيث يحسبها الظمآن ماءً...لكنَّ محور أفكار أعرابيّنا وجمله كانت غداءً وليست ماءً...وعليه فقد "نهر" الأعرابيّ جمله مرَّة أخرى ولم يخذل الجمل صاحبه فتشكَّلت القرية واضحة بدءاً بذلك المبنى البارز في صدرها فالجلاليب البيضاء الداخلة إليه والتي في طريقها إليه. قال الأعرابيّ: "هالله... هالله...الناس أبَّان جلاليباً أبيض من الدبر دول قطع شك داخلين الديوان المانع ده لي صْفاح...أمانة ما اتغدّينا غدا"...همهم الجمل مستحسناً لعلمه، من تجاربه الشخصية، أنَّ أهل بطانة أب علي يبادرون بإكرام راحلة الضيف قبل الضيف نفسه وأنعم به من كرم خصوصاً عند فرحهم بعرس، وما أندر أعراسهم. وصل الأعرابيّ إلى ما حسبه ديوان به "قَعْدَة صُفاح" فإذا بالناس كلّهم صامتين وكأنَّ على رؤوسهم الطير.
قال الأعرابيّ: "ها ناس سلام عليكم" فما ردَّ عليه أحد. كرَّرها مرة وأخرى وما ردَّ أحدٌ سلامه. طرق بعصاه على الباب وكرَّر " ها ناس سلام عليكم" ففرقع أحد الحضور بأصابعه كما نفعل عندما نطلب (صامتين) من الآخرين أن يصمتوا. لم يخطر ببال ذلك الأعرابيّ أنَّ اليوم يوم جمعة وحتى لو خطر بباله ذلك لما استطاع أن يخمِّن أنَّ أولئك القوم ينتظرون خطبة الجمعة. تساءل (مندهشاً): "أشِّي آآآناس مِشرِّكِين؟!!!"
ليس لديَّ من تعليق على هذه القصَّة غير: "إذا كان الجوع كافر فإنَّ الجهل أكثر كفراً"
ودمتم إلى قصة أخرى إن شاء الله.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيُّها البورداب: إليكم، من بُطَانة أَبْ عَلِي، قصص الأعراب (Re: Adil Al Badawi)
|
لقد فاتني أن أنوِّه إلى أنَّ هذه القصص قد تكون حقيقية وقد تكون من نسج الخيال لكنَّها حتماً ليست من نسج خيالي وكل ما أقوم به هنا هو مجرَّد فعل المناولة وما ينطوي عليه، طبعاً، من ثوم وشمار.
فاتني أيضاً أن أنوِّه إلى أنَّه قد تضفي هذه القصص صبغة مفادها أنَّ الدِّين ليس من أولويَّات من نحكي قصصهم ولست فخوراً بذلك وآمل أن تكون هذه القصص أقرب إلى نسج الخيال منها إلى الواقع.
هل كان ذلك (أنَّ الدِّين ليس من أولويَّات أعراب بطانة أَبْ علي)، إذا صحَّ، ناتجاً عن جهل، فقر*، غفلة، غلظة، جفا أم إنَّه ناتج عن مجرَّد أنَّ الله قد قسم لهم أن يقعوا ضمن وصف الآية الكريمة للأعراب، عموماً، بأنَّهم أحرى ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله؟! لست أدري. لكنَّ ما أدريه حقَّاً هو أنَّ حبل هذه الضبابية أجدر بأن يمسكه أحد المختصِّين ليحزم به هذا الموضوع (بما في ذلك دلالات مثل هذه القصص) في حزمة علميَّة مفيدة.
* من أبلغ ما سمعت في الفقر قول أحد أعراب بطانة أَبْ علي: "...من شدة الفَقُر ضُفُورنا ديل ذَاتِن بِقَنْ ما بْزِيدَن" وهو قول يكاد يصف الموت بعينه.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيُّها البورداب: إليكم، من بُطَانة أَبْ عَلِي، قصص الأعراب (Re: محمد صلاح)
|
عزيزي محمد صلاح، أشكرك على المتابعة وهاتان، كعربون صداقة، قصَّتان توردان اقتباس الاسم الشعبي لسورة الفيل: "ألم تر كيف" في حالتين مختلفتين تماماً...
أولى القصَّتين ما يروى، والعهدة على الراوي، أنَّه في انتخابات الجمعيَّة التأسيسية 1986 فاز مرشَّح الاتحادي الديمقراطي عن دائرة تمبول بعد معركة شرسة مع مرشَّح الجبهة فافتخر أعرابيّ بذلك أيَّما افتخار، قال:
نحنا زولنا، طلاق، ما فاز غير إيدية
وناس "ألم تر كيف" سقاهم التَّلِج باكريَّة
عرَّضَ هذا الأعرابيّ بناس الجبهة و، في نفس الوقت، أخرج نفسه من جملة ملَّة "ألم تر كيف" مثل الشعرة من العجين.
أمَّا القصة الأخرى فما يروى، والعهدة على الراوي، عمَّا كان من مكر عبد الجليل حينما باغته يوم تسميع سورة الفيل بالخلوة ولم يكن يحفظ من السورة إلا اسمها الشعبي: "ألم تر كيف" وبينما كانت "البصطونة" تلمع في يد الفكي موحيةً لأشجع الشجعان أنها لا محالة جاعلتهم "كعصف مأكول" كان عبد الجليل قد بنى على "ألم تر كيف" سجعاً يعلم تماماً أنَّه مخارجه، قال:
"ألم تر كيف"
طَرَقَة رِهَيْفَة
جِدَادَة سمينة
تَغِدِّي فَكِينا
الفَضْلة تْجينا
سال لعاب الفكي طبعاً ورغماً عن أنَّ القصة لم تنتهِ بالمجعول المعتاد الذي يجعله السلطان (الفكي في هذه الحالة) لمن يقف بين يديه ويقول له ما يوافق هواه، إلا أنَّ نار القرآن، كما يقول بشرى الفاضل، كانت، في ذلك اليوم، برداً وسلاماً على عبد الجليل.
ودمتم إلى قصة أخرى إن شاء الله.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيُّها البورداب: إليكم، من بُطَانة أَبْ عَلِي، قصص الأعراب (Re: Adil Al Badawi)
|
وهذه قصة حقيقية (أو، بعد الثوم والشمار، قد تميل قليلاً إلى الخيال) وهي عن إعمال الشورى بالطريقة السودانية...و "اتفضَّلوا"
يروى، والعهدة علي أنا ذاتي، أنَّ عبد القدور*، رحمه الله، قد جاء إلى شيخ الهادي، الله يطراه بالخير والصحَّة، يشاوره في أمر "غنماية" يريد أن يبيعها. قال عبد القدور: "يا شيخ الهادي الغنماية دي أنا داير أبيعا، أكان قلت لي بيعا ببيعا وأكان قلت لي ما تبيعا ببيعا" قال شيخ الهادي: "نان مشاورني في شنو؟!" قال العقل الجماعي بالفريق: "شورة عبد القدور" وصارت مثلاً يضرب في كل حالة شورى مونولوجية مماثلة وعندما اختار الله عبد القدور إلى جواره، تحوَّر المثل إلى قراءة الفاتحة على روح عبد القدور وذلك بأن يرفع الناس أكفَّهم، حال أن يرصدوا حالة شورى مونولوجية، قائلين: "الفاتحة علي روح عبد القدور" فنال عبد القدور من الترحُّم على روحه، جرَّاء تلك الشورى المونولوجية، ما لم ينله أحد من أهل الشورى وأكاد أجزم بأنَّه لو كان كل السودانيين على علم بهذا المثل لنال عبد القدور "ديشليونات" من الترحُّم على روحه بمجرَّد مراقبة الناس لحالات الشورى المونولوجية التي تغطِّي، تقريباً، كلَّ أوجه حياتهم.
ودمتم إلى قصة أخرى إن شاء الله.
* توفِّي عبد القدور إلى رحمة مولاه وبالتالي فليس في الإمكان الحصول على إذن منه بنشر هذه القصَّة الحقيقية لكنَّني آمل أن أعوِّض روحه، على هذا، وأكافأها، على كونها سكنت جسد رجلٍ من أطيب وأبسط من عرفت من الناس، وذلك بأن أترحَّم، وأدعو القرَّاء للترحُّم، عليها. اللهمَّ أغفر لعبد القدور وارحمه بأكثر من قدر طيبته وبساطته. آمين.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيُّها البورداب: إليكم، من بُطَانة أَبْ عَلِي، قصص الأعراب (Re: Adil Al Badawi)
|
و
ي
ت
و
ا
ص
ل
ابـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــداعك ايها الرائع
شكرا جميلا يا ياعادل وانت بتدفق فينا
ملحوظة:
انا ضحكت كتير وانت بتزكر اشهر قصة للتحرش (الكديس والفار)
لكن والله يا عادل ان ما كايس مشاكل بقدر ما عاوز استفزك واخليك
تبدع كمان .. وكمان لان هذه اللونيه في الكتابه انا بفتش ليها بشدة
مع اكيد حبي وتقديري،،،
عادل فايت
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيُّها البورداب: إليكم، من بُطَانة أَبْ عَلِي، قصص الأعراب (Re: Adil Al Badawi)
|
الأخ عادل البدوى
لك التحية
Quote:
تساءل (مندهشاً): "أشِّي آآآناس مِشرِّكِين؟!!!"
|
ضحكت كثيرا ولست بى دهشة لاننى وغيرى من عاش قرب اولئك القوم لا بد انه سمع كثيرا من الحكاوى ولست ادرى مصداقيتها ولكنها كثر وكلها تدعم انهم اناس يعيشوا على السجية ولا يعقدوا حياتهم ويقولوا الحديث كيفما كان دون خوف من عواقبه او وجل من ردود افعاله..
سمعت كذلك ان اعرابيا جاء فى منطقة فى البطانة واراد الزراعة اسوة ببقية الناس وهو لا يعرف ان الخلاء له ملاك .... ولكنه فوجىء بآخر يمنعه ويردعه عن المضى قدما فى مشروعه واستثمار الارض بالفلاحة ... فاحتج صاحبنا بانه يريد ان يزرع فى ارض الله ... ولكن جاءه الرد حاسما من الاخر بان الله ليس له ارض هنا وكل الارض ارض ابو سن ...
لا شك ان الاعرابى الاخر ليس مشركا ولم يقصد المعنى البعيد ابدا ...
لك تحياتى واحترامى وزدنا من حكاوى اولئك القوم فهى سحارة غريقة فيها الكثير والكثير من الطرف والملح ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيُّها البورداب: إليكم، من بُطَانة أَبْ عَلِي، قصص الأعراب (Re: قرشـــو)
|
عزيزي قرشو،
أشكرك على مداخلتك ومساهمتك التي سبقتني إليها رغماً عن أنَّها كانت جاهزة وعلى مرمى "أنسخ ألصق" ولكن، لتأكيد أن هذه القصص قد لا تخلو من حقيقة، فإنَّني أورد نسختي من القصة كما في أدناه وأضيف تعليقي إلى تعليقك لنأخذ هذه القصص إلى أبعد من سردها.
وهذه قصة عن نزاعات أعراب بطانة أب حول توزيع الثروة وكيفيَّة معالجتهم لها...و "اتفضَّلوا"
يروى، والعهدة على الراوي ، أنَّ أعرابيَّاً كان يرعى بهائمه أعلى سهل البطانة وبما أنَّ المكان أصلاً مرعى، فقد جاء أعرابيّ آخر ليرعى بهائمه على مقربة منه. استشاط الأعرابيّ الأوَّل غضباً وطلب من الثاني أن يبحث له عن مكان آخر يرعى فيه فرفض هذا قائلاً: "ها زول هي السهلة دي هولك مي هول الله" فردَّ الآخر: "طَلَّقْ السهلة دي، من هنا لي الأتبراوي، الله شِبِر ما عندو فيها، هول أبْ علي"
لقد قضى هذا الأعرابيّ، بضربة قاضية، حول ملكيَّة الثروة بأنَّها "هول أبْ علي" وحده لا شريك له ولا أعتقد أنَّه يمكن أن توجد قوَّة، إلا قوَّة السكِّين منفردة أو الضراع منفرداً أو السكِّين والضراع مجتمعين أو الأجاويد، تقنعه بأنَّ الناس شركاء في ثلاثة وحتى اقناع مثل ذلك لن يعدو كونه اقناعاً هشَّاً ومؤقَّتاً ودونكم ما يجري في دارفور. أها...أعرابيّ زي ده يسووا ليهو شنو؟!...إثقِّفوهو؟!
ودمتم إلى قصة أخرى إن شاء الله.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيُّها البورداب: إليكم، من بُطَانة أَبْ عَلِي، قصص الأعراب (Re: Adil Al Badawi)
|
وهذه استراحة مقامها ثلاث قصص عن أهل المريسة من أعراب بطانة أَبْ علي...و "اتفضَّلوا"
أولى هذه القصص ما يروى عن مجموعة مرَّاسة اجتمعوا على مريسة لهم بإنداية عندما هجمت عليهم ست الإنداية مذعورة وقالت: يا رجال، الله ما بتخافو؟!. الشمش خنَّقت والناس برَّة يدقوا في الصفايح وإنتو قاعدين هنا تشربوا لي في المريسة؟!!
تجشأ أحدهم وأجابها: الحاميها تخنِّق شنو أكان بتسوَّن المريسة رقيقة؟!
القصة الأخرى عن مرَّاسي مديون لست الإنداية بقرشين، وبصفتي الراوي فلا بد لي أن أقول: أيَّام كانت القرشين قروش، لكنَّني سأتغاضى عن الاسترسال حول ما كان يمكنكم شراؤه بالقرشين حتى لا نفقد سياق القصة. المهم، لمَّت ست الإنداية تلك في ذلك المرَّاسي المديون وزرزرتو لامن فترت وعندما لم تحصل منه لا على حق ولا على باطل، توكَّلت على الحق وهدَّدتو: أنا حقِّي إن شاء الله بشيلو مِنَّك قدَّام وش الحق!!
ربَّما أنَّ ذلك المرَّاسي تجشأ وربَّما لم يتجشأ لكنَّه تجرأ وقال: أمشي قولي ليهو طالباني قرشين في قشيرة عشان يِقُصْ رقبتك ويسقيك مخَّها!!
أمَّا الثالثة فهي عن مرَّاسي سرق شوَّال عيش وزَرَّعُو ونشَّفُو ودقَّقُو وسوَّاهُو مريسة شِرِبَا مع أصحابو. صاحب شوَّال العيش اشتكى وجابو المرَّاسي أمام القاضي الذي حاول أن يجرِّمه بالضربة القاضية وذلك بأن قال: ما حرام عليك تأكِّل أولادك الحرام؟!!
لم ينكر المرَّاسي التهمة ولم يقرَّ بها لكنَّه فلسف الحرام قائلاً: الحرام يا مولانا نحنا لا بناكلو لا بنأكِّلو أولادنا، بنشربو في بطنَّا دي!!
الجدير بالذكر أنَّه، ربَّما، ما زال القاضي محتاراً عمَّا إذا كان ذلك المرَّاسي قد أنكر السرقة أم أنكر اطعام أولاده الحرام أم أقرَّ بالسرقة أم أقرَّ بشربه الحرام.
ودمتم إلى لقاء آخر إن شاء الله.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيُّها البورداب: إليكم، من بُطَانة أَبْ عَلِي، قصص الأعراب (Re: قرشـــو)
|
عزيزي قرشو،
أشكرك على زيارتك للبوست وبما إنَّ سلامك كان "من شرق الله البارد" فإليك، وللقرَّاء، هذه القصَّة عن السجال الأزلي بين أهل الشرق وأهل "الهوج"*... و "اتفضَّلوا"
يروى، والعهدة على الراوي، أنَّ أعراباً قد "دقشو" الجزيرة ذات مَحَلٍ وليس بقلوبهم ولا عقولهم ولا جيوبهم ولا على عواتقهم إلا "ملايد"** وقناعة مركزها "علي الوهَّاب"..."يوم في ويوم مافي ومدافرين" وفي يوم من الأيَّام التي يمكن وصفها بحالة "مافي تَبْ" "انكربت ضحوة" هؤلاء القوم ولا صلّوا ولا أكلوا لكنَّهم قصدوا قرية استطعموا أهلها فلا ضيفوهم ولا وجدوا لديهم جداراً يريد أن ينقضَّ ليقيموه ولو وجدوه لما أقاموه إذ أنَّهم من ناحية لم يحملوا "ملايدهم" على عواتقهم ليعملوا بالمجَّان ومن ناحية أخرى فلم "يدقشو" الجزيرة للبحث عن كنوز لا صالح لهم فيها ومن ناحية ثالثة فما الذين أبوا أن يضيِّفوهم بألأم منهم. هي الحيلة، إذن، قد بقيت لهم ليقيموها عندما انكمشت بطونهم وبلغت المصارين الحناجر.
أخفاهم كبيرهم وألأمهم خلف شجيرات عند مدخل ديوانٍ وربض غير بعيد بحيث يرصد حركة الصواني الداخلة إلى الديوان وما أن تحقَّق مراده حتى داهم القوم تماماً عند لحظة رفع الطبق عن الصينيَّة وكشف المستور تحته. قال ظافراً: "اسسسلاااامو عليكم".
كان كبير أولئك القوم وألأمهم يعلم بأنَّه "ما مفكوك من زول الشرق ده إلا بإهانة تسد حلقو وتكفي الصينية دي شرُّو"، قال: أهلاً آقِنِّيط***.
ولو كان في جوف ذلك الأعرابيَّ وجوف جماعته ذرَّة من طعام لما بلع تلك الاهانة بيد أنَّ بديهته كانت حاضرة وحلوة فأعانته على بلع إهانة ذلك "الهوجاوي" بأن نادى على جماعته: "اتفضَّلو...اتفضَّلو، آجماعة، حرَّم حَصَلَتْ عِرْفَة!!!
ودمتم إلى قصة أخرى إن شاء الله.
* "الهوج" هو كل ما هو غرب النيل الأزرق.
** "ملايد" جمع ملود وهو آلة يدويَّة لإزالة الحشائش.
*** ليعذرني القارئ على هذا اللفظ إذ أنَّ هذه القصة تقع "علي قدوما" في حالة الاستعانة بأي لفظ غيره.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيُّها البورداب: إليكم، من بُطَانة أَبْ عَلِي، قصص الأعراب (Re: قرشـــو)
|
أشكرك عزيزي msd على رفع البوست كما أشكركما عزيزيَّ أبو قوته وقرشو على الزيارة وغايتو أكان دايرين المسادير بنصحكم تمشو بطانة منصور المفتاح عشان وصلت لحدي هسَّع تمانية صفحات. أمَّا أنا فزول قصص ساكت، أمسك لي مطيرق رقيقة وأقعد معاكم في الرملة أشخبت بمطيرقي وأحكي ليكم.
أها، أدِّيكم قصة ذات دلالات عظيمة عمَّا يطمح إليه أهلنا في بطانة أب علي من حكَّامهم ومدى ثقتهم في استعداد أولئك الحكَّام لتوفير ذلك...(وهي مثال أحسب أنَّه ينطبق على عموم الريف السوداني)...و "اتفضَّلوا"
يروى، والعهدة على الراوي الذي يجب أن أثق في صدق روايته، أنَّه عند زيارة النميري لأحد مدن أدنى البطانة (والأرجح أنَّها تمبول إذ أن القرى المذكورة في القصة أقرب إلى تمبول ولا يمكن لأهلنا في بطانة أب علي أن يتكبَّدوا المشاق في شأن خاطر عيون النميري و"يِدَلُّوا" رفاعة، المدينة الأكبر في أدنى البطانة)، وربَّما كانت الزيارة لقرية زُرْقَة ولست متأكِّداً. على أي حال، زار النميري "كتَّر خيرو" المنطقة وبينما هو يخطب وقف زول زُرْقَة وهتف:
زُرْقَة الثورة تحيِّ الثورة
و زُرْقَة، قرية من أنحاء تمبول، وبما أن ودَّ الإسيد تجاورها، فقد وقف زول ودَّ الإسيد وهتف مكمِّلاً هتاف زول زُرْقَة:
والمجلس في تمبول، ودَّ الإسيد عشطان أدَّها نظرة
"أفُّو" زول ود الإسيد "ينضم" وناس أُم بلِّي، من نفس الأنحاء، "في صمَّة خشمهم"، وقف زولهم وأكمل:
أم بلِّي حداها، لا تنساها
وعلى ذمَّة الراوي، فقد تحوَّل ذلك اللقاء إلى "مجادعة" بين الأعراب من ثورة إلى نظرة إلى حداها إلى لا تنساها وإلى ما إليه وأولئك قوم "الحديس ما بكوسوهو". الغرض، تحوَّل لقاء النميري ذاك إلى مجرَّد سيرك ممَّا أغضب جنابه فما ألقى أي نظرة لا على ودَّ الإسيد ولا على أُم بلِّي ولا على زُرْقَة نفسها بيد أن المجالس ما زالت تنعقد وتنحلَّ في تمبول وفي العرشكول لكنَّني أرجو، فالمدَّة قد طالت، أن يكون عطش أهلنا في ودَّ الإسيد قد زال وأنَّ أُم بلِّي قد تذكَّرها أحداً من دون أن لا ينالها من ذلك الذكر سوى تغيير اسمها، الجميل هذا، إلى اسم آخر كما أرجو أن يكون النميري نفسه قد نسي هتاف الهتِّيفة بعد أن فارقهم "فراق الطريفي لي جملو" وما يقوم لينا مع "بعاعيت" السياسة السودانية الذين لا محالة قائمين بعد قيامة تسعة سبعة.
هل طلب زول ودَّ الإسيد من النميري، أو من أي حاكم قبله أو بعده، أن يحوِّل مجرى النيل الأزرق أو نهر عطبرة أو أن يشق ترعة أو أن يحفر آباراً ليسقي سهل البطانة المنبسط هذا؟! هذا السهل المنبسط (بكلَّ المعاني التي تحتملها الكلمة) والذي تعجَّب وفد صيني زاره كيف استطاع قوم أن يزيلوا كل الجبال والتلال التي تعلو السهل ويعملوا leveling "متل ده" لينبسط السهل على مدِّ البصر ورغماً عن ذلك يعجزون عن زراعته؟!!!، فردَّ عليه مرافقه "ما في زولاً بسطوا، بسطوا الخلَّى عويناتك ديل متل قدود الجلد". طبعاً لا، زول ودَّ الإسيد طلب نظرة وزول أم بلِّي لم يطلب أكثر من أن لا تُنسى أم بلِّي من نظرة مماثلة. هل نظرة النميري، وحكَّامنا من قبله ومن بعده، لأهلنا في الريف مكرمة؟! هل هي كرامة؟! هل على قدر عزيمة أهلنا في الريف (طلب نظرة وعدم نسيان من نظرة) تأتي العزائم؟!
ربَّما أنَّ كل ذلك لا يعكس سوى مدى ثقة أهلنا في الريف في حكَّامهم وأنَّهم لا يودُّون أن "يحمِّلوهم فوق طاقتهم" وربَّما يعكس أيضاً قناعتهم بأنَّ هذه النظرة الأميريَّة "أكان الله سهَّل دربا مي هينة".
الشاهد أنَّ سهل البطانة ما زال "آخر انبساطة"، فماذا عن حكَّامنا خصوصاً ونحن نتنسَّم هتافات نقل المدينة إلى الريف؟!! "آخر انبساطة هُمَّ كمان"؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!ماذا عنكم أنتم؟!
ودمتم إلى قصة أخرى إن شاء الله.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيُّها البورداب: إليكم، من بُطَانة أَبْ عَلِي، قصص الأعراب (Re: صلاح الدين عبدالله محمد)
|
أشكرك عزيزي صلاح الدين عبد الله على الإطراء وأهديك، والقرَّاء، هذه الاستراحة عن طول بال الشكرية مقابل "حراق روح" أعراب بطانة أبْ علي...و "اتفضَّلوا"
أوقف أحد الشكريَّة أحد أعراب بطانة أَبْ علي بسوق رفاعة ليستعلم منه أخبار المطر بالبطانة فدار بينهما الحوار التالي:
الشكري: ها عربي...جاي من وين؟!
الأعرابيّ: جاي من ** أُمَّك!!
الشكري (ببرود تام): أها...و ماشي وين؟!
الأعرابيّ: ماشي ** أُمَّك!!
الشكري (ببرود تام): أشِّي آجنا سيتو ليك بطانة طالع ومدلِّي فيها سااااي؟!!!
ونعود بأكثر من قصَّة عن "شيوخ عرب" البطانة وقصص أعراب بطانة أَبْ علي معهم، في اللقاءات القادمة إن شاء الله.
ودمتم إلى لقاء آخر إن شاء الله.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيُّها البورداب: إليكم، من بُطَانة أَبْ عَلِي، قصص الأعراب (Re: gessan)
|
أشكرك أخي gessan على كلماتك الطيِّبة. أهلك أعراب بطانة أَبْ علي بقولو "الفرَّة دَرَّة" أها...لا تهمِّل عقابك، كل ما لقيت ليك فكَّة أُخُدْلَكْ فرَّة في البوستات ديل وأغشى فيها سهلتنا دي بس أعمل حسابك إن بَرَقْلَها برَّاقاً قِبلي، أحسن ليك تَلِم عُضامك.
أرجو أن تسمح لي بأن أبدأ بقصص "شيوخ عرب" البطانة وقصص أعراب بطانة أَبْ علي معهم بهذه القصة عن تقديس أعراب بطانة أب علي لشيوخ العرب وهي عن أحدى أمَّهاتنا ببطانة أب علي وهي إمرأة مبهورةٌ بالمناداة باللقب "يا حاجَّة" وكان جلّ مناها أن تتم مناداتها بهذا اللقب لدرجة أنَّها عندما علمت أنَّه يجب عليها أن تحج لكي تتم مناداتها بلقب "يا حاجة"، ما كان منها إلا أن "شبكت" في ولدها بأن يأخذها للحج فوراً. لم يجد ابن هذه الأم الصالحة مفراً إلا أن يخترع طريقة يثنيها بها عن طلبها ولو إلى حين، فدار بينهما الحوار التالي:
الإبن: إنتي آآيُمَّة خابرة كان حجيتي بدخلوكي الجنَّة وأللا ماك خابرة؟!!
الأم: بِلْحيل...خابرة، ومالا آآولدي الجنَّة ما قالو زِينة ساي؟!!
الإبن: لكين آآيُمَّة الجنَّة دي ماك ماشَّة تلقي فيها شيوخ عرباً كبار زي ناس ود أب سن وود أب جن وود غيرو، أها...بتدخلي عليهُن؟!!
الأم: بري يا يُمَّة...البدخِّلني عليهُن شنو كمان؟!!...والله ياهو!!
راح، بمكر هذا الابن، حج هذه الأم الصالحة وأصبح "جِنِيَّة في لعوتة" ولا حول ولا قوَّة إلا بالله.
ودمتم إلى لقاء آخر إن شاء الله.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيُّها البورداب: إليكم، من بُطَانة أَبْ عَلِي، قصص الأعراب (Re: Shinteer)
|
عزيزي شنتير، يا أخوي انت ناكامورا ود الحسن ود إشيقر وأللا ناكامورتاً تاني، على أي حال وا تاشي وا قنكي ديسنيه، أناتا نو قنكي ديسكا؟! وبعدين يا أخوي "أوشين" دي ما تريِّحا قبَّال ضهرا دا ما ينقصَّ من كترة الطوطحانيَّة البتسوي فيها دي...
ليعذرني القرَّاء على كلام الطير، أم هو كلام شنتير، في الباقير أعلاه ولنرجع لمرجوعنا لنواصل في سرد قصص "شيوخ عرب" البطانة وقصص أعراب بطانة أَبْ علي معهم وذلك بأكثر من قصة عن تقديس أعراب بطانة أب علي لشيوخ العرب حتى في موتهم.
(عدل بواسطة Adil Al Badawi on 08-23-2005, 02:18 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيُّها البورداب: إليكم، من بُطَانة أَبْ عَلِي، قصص الأعراب (Re: Adil Al Badawi)
|
الأخ عادل
والأعزاء الحضور
تحايا وسلام كتير
تعرف يا عادل أنا اتيقنت تب إنك من جهاتنا ديك، لأنه نضميك ده مو نضم زولا سمع ساى
وتقدير أكتر ليك والله على نقل لمحات من حياة أهلنا فى البطانة
نحن طبعا فى تخوم غرب البطانة ونابنا منها علاقات سمحة وممتعة
النحكى قصة من قصص اهلنا
الإنداية زمان كانت ملاصقة "سوق ودراوة" من الجيهة الشمالية
ويوم السبت والثلاثاء كانن "يوم السوق" وباقى الأيام بسموها "غِب السوق"
أها يا زول يوم السوق ده طبعا اللوارى المعجعجة بالتراب الأحمر دى ما تديك الدرب، تلقاها مرصوصه وعيدان القنا مربوطة فى السيخ بالجنبات، دى طبعا مقاعد الجداد وبربطوهو فيها معلق وراسه لى تحت، عشان كده جداد السودان كله تلقاهو رايس دايش
المهم، وتلقى الجمال باركة ومستأنسه ولا شغاله ليها بى زول الشغله، طبعا دى حقت الناس البعاد، اما الحمير فهى حقت الحلال القريبة قريبة، واليوم داك ناس "الدخوليه" عندهم يوم عيد
يشيلو ويمسكو فى الحمير السارحه ساى وما مربوطة
نرجع لقصة الإنداية
يوم السبت ويوم الثلاثاء اكتر يومين الأنادى بتكون فيهو عامرة والزيائن طبعا جايين حلقن يابس، ونص النهار الواطا كلها ريحة صوف محروق، طبعا ده من شية الضلوف فى الكوانين
والناس تايات تايات، القاعدين يلعبو "سيف" والبلعبو "الضرس" الخ واليوم داك اسياد التمباك بكونو مجهزين ليهم اقل شى تلاتة "حُقق" من الحجم الكبار ممطرة وجاهزة ليوم السوق
لما يدخل شهر رمضان
الأنادى وكنوع من الإحترام يعنى، ما بتشتغل فى السوق، لكين الإنتاج بكون متوفر ومتاح فى البيوت بس، وكل ست إنداية عندها زبائنها المعروفين الما بقعدو عند غيرها
اها عمنا "ود بت الشايب" إسمه كده، من عشاق المريسه، وما بخليها مش كان دخل رمضان، انشاء الله كان دخل "هترل" ويقصد "هتلر" طبعا على حسب ما قال هو فيما بعد
شفت يا عادل، المهم يا زول رمضان مش دخل ساى، العيد ذاته باقى ليهو كم يوم
وزولنا "ود بت الشايب" يومو داك جا ودخل حماره جوه بيت ست المريسه ونزل ليها "عبّار" غليد وقعد فى بنبره المفضل وحقة تمباكه تحت كرعيهو وقعد يجغم
فى جماعة من شلته من ناس الحله، وكانو برضهم جايين يدبو مسارقا ويتلفتو عشان يدخلو البيت
وكانو طولو ما شافو صاحبن ود بت الشايب، اها قبل ما يدخلو البيت، قامو اتناطو بى فوق الحيطة عشان يشوفو الفى منو بى جوه
اكان يشوفو زولن الما بغباهن، وحبو يشاغلوهو، قام واحد كورك ليهو
آ ود بت الشايب
الشى تشرب فى المريسه فى رمضان
زولنا اتخلع ورفع راسه وشاف جماعته، خت القرعة فى الواطا، وخت ايديهو فى راسه وبكل صدق ودهشة قال ليهم
رمضان ؟
خاف هل
اتخيل بالله يا عادل، العيد باقى ليهو يومين تلاته ود بت الشايب ما عنده خبر انه رمضان جاء والناس صامت وهسه قاعدين يسوو فى العك والخبيز حق العيد
المره الجاية حاحكى ليك قصة عن سخرية ناس البطانة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيُّها البورداب: إليكم، من بُطَانة أَبْ عَلِي، قصص الأعراب (Re: أبوذر بابكر)
|
أشكرك عزيزي msd على رفع البوست مرَّة أخرى كما أشكرك عزيزي أبو ذر على مداخلتك ومساهمتك وأرجو أن لا يكون قد هلَّ العيد على عمَّكم ود بت الشايب وهو قاعد في بنبرو داك لأنو إذا كان ذلك كذلك فهو قطعاً القائل عن العيد: خلاص جانا لي برودو؟! وقصص أعراب بطانة أب على مع رمضان لا تحصى لكنَّ أغلبها حا يجيب لينا مشاكل ساكت أكان جبناهو في البوست ده.
على العموم أهلك ناس ود راوة ديل مصلَّتين بالصح وهاك قصة عن أحدهم يحكي لجماعة عن شيطان قابلو في الفرقة بين زلط مدني وبنطون ود راوة، قال:
تعرفو آجماعة مرَّة نزَّلني بص مدني والليل مِلْيِل وأسود من قلبي ده. أصبعك ده كان مدِّيتو قدَّامك ما بتشوفو والدنيا دهاريب السما ده تكوسو بي ساق كلب ما تلقى ليك فيهو فِرِد نجمة تقول ليك انت في الحياتو الدنيا دي وأللا في الآخرة والهبوب دي تسوي ليك جوَّوَّوَّوَّوَّوَّوَّ تَكَنُّو مسويناها من نبيح كلاب الدنيا ديل كُلَّهِن. الهبوب تسوق فيني يمين وشمال، جاي وجاي لحدِّي ما عِتِرْت لي في نصيبة لمستها لقيتا حمار، قلت بسم الله. علي بي جملة الأيمان ما قلت بسم الله إلا الحمار ده بقى أكبر من الجمل أها بسم الله ورا بسم الله وحمار الجن داك ماشي زايد لامن طقَّ راسو في السما أها هنا مرقت ليكم من فَرَق كرعيهو وفكِّيت البيرق وأشيل وأقرأ في آية الكرسي. باختسار لامن تِلِّبْ تَلَّبت في حوش ناس حبُّوبتي الفي طرف الحِلَّة كنت وصَّلت آية الكرسي حدَّها وعِرِفْتَها مرقتني من النصيبة ديك...
رغماً عن السرد المثير إلا أنَّ المستمعين ما صدَّقو إنَّو القصَّة انتهت إلا وتراح خبطو ليك الراوي بسؤال جماعي: والبحر وديتو وين آلعوقة؟!
أجاب الراوي بكلِّ ثقة: حرَّم من الخُلْعَة مرق من بالي!!
ودمتم إلى قصة أخرى إن شاء الله.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيُّها البورداب: إليكم، من بُطَانة أَبْ عَلِي، قصص الأعراب (Re: Abdulla Ageed)
|
أشكرك عزيزي ود عقيد على رفع البوست.
لنرجع لمرجوعنا ونورد قصة عن تقديس أعراب بطانة أب علي لشيوخ العرب حتى في موتهم ومن ذلك ما كان من أحد أعراب بطانة أب علي ما استطاع التعبير عن فجيعته بموت "شيخ العرب" إلا بالتعريض بكل أهل رفاعة، حيَّهم وميِّتهم لدرجة أنَّه لم يسلم من ذلك التعريض، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله، حتى أحد الأولياء الصالحين.
نزل هذا الأعرابي إلى رفاعة وإلى حيث بيت البكا (ونقول بيت البكا لأنَّ هذا الأعرابي لم يجعل من سرادق عزاء "شيخ العرب" مكاناً عاديَّاً للبكاء وإنَّما مكاناً للبكاء بأعلى عقيرة منحت لإنسان). شقَّ على هذا الأعرابي أن رأى أن "شيخ العرب" ما عندو وجيع من أهل رفاعة والدليل البكا المافي زولاً فاضي يحررو ده فما كان منه إلا أن "حكل إيدو فوق رأسو" وأطلق عقيرة متمرِّنة بالدوبيت و: أوووووهـ....أوووووهـ...أوووهـ...أَهـ..أَهـ..أَهـ...يشيلوهو أربعة ويختوهو أربعة ويا زول استغفر يا زول انعل الشيطان ومافي أي فايدة!!
لمَّا الجماعة غِلبو حيلة معاهو، انتدبو ليهو شيخ عجوز قال ليهو: إنت دحين بدل ما تقعد تجعِّر كدي، ما أحسن ليك تمشي تقيف فوق جنازة "شيخ العرب" في المقابر وتسترو مع الناس؟!...اقتنع الأعرابي بقول هذا الشيخ إذ، على الأقل، الجمهور بالمقابر أكبر...وصل المقابر ولِزِم عنقريب الجنازة و"حكل إيدو فوق راسو" ورجع تاني للكان بسوِّي فيهو...أها المرَّة دي لما غِلبو فيهو حيلة تَبْ جابو ليهو شيخ صحي صحي قعد يوعظو عن الموت وإنُّو كل الناس بتموت والبركة فيكم في "شيخ العرب" الكان مات أولادو ما ماتو...وما إلى ذلك لكن لا يمكن لوعظ مثل ذلك أن يعبِّر عن مدى فجيعة هذا الأعرابي بموت "شيخ العرب" ولذا فقد استجمع فظاظة كُلَّ أعراب الدنيا وقال: حرَّم أنا ميتة شيخ العرب مي موجعاني، الموجعني دايرين تدفنوهو مع "الرمَّام" ديل؟! وعاد ليرفع عقيرته بنواح أُجزم أنَّه لو شقَّاهو عديييل لما وجد من يقول له أجارك الله.
لم يفطن هذا الأعرابي، في سباقه مع نفسه للتعبير عن فجيعته، إلى أنَّ من ألقى عليهم وصف "الرمَّام" فيهم أهل العلم من أهل رفاعة وفيهم فوق ذلك أحد أولياء الله الصالحين، لكن ماذا تقول في من قطع الشجر لمجرَّد أنَّه تجرَّأ واخضرَّ في يوم مات فيه "شيخ العرب" ومن سقا بائع الزيت زيته* لمجرَّد أنَّه تجرَّأ وخرج باحثاً عن رزقه في يوم مات فيه "شيخ العرب".
ودمتم إلى لقاء آخر إن شاء الله.
* يقال أنَّه لم يجد هذا البائع مخرجاً، من وقع السياط على رأسه كلَّما وقف من شُرب زيته، إلا بالقول: "الزول، آجماعة، بِعَزْمو علي زيتو" وهو قول أحسب أنَّه أصبح مثلاً.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيُّها البورداب: إليكم، من بُطَانة أَبْ عَلِي، قصص الأعراب (Re: Adil Al Badawi)
|
لتعذروني، أيُّها البورداب، على هذه الغيبة وليفترض من رأى منكم بطن حوت يونس، أو سمع بها، أنَّني الآن بداخلها وأحسب أنَّ ما أكتبه، وما أقرأه، بهذا المنبر يعتبر ورقة من أوراق شجرة اليقطين تلك أخرج للاختباء تحتها كلَّما ضاق عليَّ كرش الحوت ذاك. ونعود لنحكي ما وَعَدْنَا به من قصص شيخ أعراب بطانة أب علي ومن ذلك شهرته، فيما اشتهر به، باللاذع من القول. نورد في أدناه نماذج من ذلك:
يحكى أنَّ شيخ العرب قد قابل أعرابيَّاً قادماً من سوق الحمير فكان أن دار بينهما الحوار التالي:
شيخ العرب: ها عربي، أسعار الحمير كيفِنَّها؟!
الأعرابي: والله...مِتْلَكْ... مِتْلَكْ. (أي، معقولة)
شيخ العرب: المِتْلي أنا خَلُّو...المِتْلَكْ إتْ بي كم؟!
يقال أن عملية بواسير قد أجريت لشيخ العرب على يد طبيب إنجليزي يتحدَّث العاميَّة السودانية وبعد أن زال أثر البنج سأل هذا الطبيب شيخ العرب قائلاً: شيك الأراب، تيزك تيِّب؟! فردَّ شيخ العرب: والله آخواجة تيزي تيِّب لاكين لفضك عاجز!
ودمتم إلى لقاء آخر، نواصل فيه قصص أعراب بطانة أب علي، إن شاء الله.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيُّها البورداب: إليكم، من بُطَانة أَبْ عَلِي، قصص الأعراب (Re: Adil Al Badawi)
|
نواصل فيما اشتهر به شيخ أعراب بطانة أب علي من اللاذع من القول ومن ذلك ما يحكى من أنَّه كان على ظهر مركب في نص البحر عندما خِرِم خَرْمَةْ تمباك طرشا وفتَّش حُقَّتو سما واطا ما لقاها فما كان منه إلا أن لَكَز أحد مرافقيه قائلاً: ها عربي، وينا حُقَّتك؟!...فرح الأعرابيّ فرحاً شديداً وطلَّع حقَّتو من جيبو وأدَّاها طَقَّة وناولا لي شيخ العرب. شيخ العرب ختَّ سفَّتو ورخا جفونو ورمى الحُقَّة في البحر فما كان من الأعرابيّ إلا أن قال: مَالَك عليها آشيخ العرب الحُقَّة راميها في البحر؟! أجاب شيخ العرب: هسي يعني آجَنى بِتْدُور تَمِش بيتك وتقول لي مَرَتَك سي لي جَبَنة وتمرق حُقَّتك دي تْطُقَّها وتحلف تقول حرَّم سَفَّ منها شيخ العرب؟!
ودمتم إلى لقاء آخر، نحكي فيه اعتزاز شيخ العرب بشجاعة قبيلته، إن شاء الله.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيُّها البورداب: إليكم، من بُطَانة أَبْ عَلِي، قصص الأعراب (Re: Adil Al Badawi)
|
كيفك يا عادل
وكيف الأحوال
بمناسبة سخرية أهلنا فى البطانة وردودهم اللاذعة
حكى لى واحد من الأصدقاء، قال لى كانوا طلبة فى رفاعة الثانوية فى السبعينات
أها يا سيدى كانوا فى العصريات وايام الجمعة بمشو يقعدو مع راجل حلاق فى السوق وانت عارف الحلاقين طبعا، بحبو الونسة والنقة
زولنا ده كان عامل فيها مثقف كبير ومتفلهم على الجماعة الفى السوق كلهم، وعلى العليهو كان شين شنا شديدة واشنا ما فيهو كان راسه المدوقس والمطفق وكان عنده جزء زائد ومفندر بالجنب فى الراس
صاحبنا الحلاق كان اصله ما بدور ناس ود اب على، ودائما داخل معاهم فى نضمى وشكل، قال ديل رفلين ووسخانين وقرف، اهلنا ناس الضهرا عليك امان الله ولا شغالين بيهو الشغله، وبقو عارفين طريقته ويسمعو منه بى جاى ويفضو بى جاى
بحكى لى صديقنا ده قال فى يوم كانو قاعدين مع الحلاق، قام جا مارى قدام المحل واحد من ناس البطانه، مكتح ومعجعج وحالته بالبلا
طوالى الحلاق بدا يهرج معاهو بدون سبب، الجماعة قالو ليهو ياخى هسه الزول ده مالك عليهو، قال ليهم ديل ناس همج، والله هسه كان سألته الليلة شنو ما بعرفو
المهم يا زول الجماعة عايزين يضحكو ويقضو وقت، قامو كوركو لى زولنا المشلهت
بعد ما جا الحلاق طوالى نطا ليك فيهو وهاك يا نبذ وهاك يا كشف حال
ود اب على قال ليهو ها زول ماك مسلم، قول بسم الله
الحلاق طبعا زعلته زادت زيادة، قال لى زولنا
مسلم؟ إنت هسه يا قرف بتعرف غيه عن الإسلام؟
زول البطانه قال ليهو بعرف كل شى
وبعد داك بدا الحوار التالى بيناتن
الحلاق: طيب، الله كم
زول البطانة: الله واحد
الحلاق: عرفته كيف واحد
زول البطانة: والله آ المسينيح، كان كان عنده شريك
كان شاورو فى رويسك المعشكب ده
والتحايا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيُّها البورداب: إليكم، من بُطَانة أَبْ عَلِي، قصص الأعراب (Re: أبوذر بابكر)
|
أشكرك عزيزي أبو ذر على مداخلتك ومساهمتك اللطيفة، تصدِّق أوَّل مرَّة أسمعا؟!
وهذه القصَّة، عن اعتزاز شيخ العرب بشجاعة قبيلته، التي وعدت بها:
جاء شيخ العرب لأداء واجب عزاء وما أن أدَّى الواجب حتى جيء بطعام الفطور: لُقْمَة (أي عصيدة) قوية ومن الدوكة للقدح، يعني بوخا يلوي وتضاهي الحمم في حرِّها ورغماً عن ذلك فقد طعن شيخ العرب تلك اللُقْمَة بكل قوة بأصابعه الأربعة بحيث اختفت الأصابع بأكملها في جوفها فقال أحد الواقفين على ضيافته: حارة...حارة آشيخ العرب! لكنَّ شيخ العرب لم ينزع أصابعه من تلك النار وإنَّما نظر مليَّاً في عيني مخاطبه ثم قال: الحارة الأبيناها شِنِي؟! ثم تذكَّر أصابعه بعد حين فرفعها محتوية على الغنيمة: لقمة قَدُر راس الجُرو رفعها بحرَّها ذاك وحشرها في خشماً تقول مضَبَّب ثم بعث تلك الحمم من أعلى إلى أسفل في رحلة طويييييلة وشاقة...هيع!!
ودمتم إلى لقاء آخر، نحكي فيه عن شجاعة شيخ العرب نفسه، إن شاء الله.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيُّها البورداب: إليكم، من بُطَانة أَبْ عَلِي، قصص الأعراب (Re: Adil Al Badawi)
|
أود أن أستأذن القرَّاء لأنَّني سوف أغيب عن البورد حيث أقضي أسبوعاً في Down There* وأرجو أن لا يذهب ذهنكم إلى المعنى البعيد، أم هو القريب، ل Down There لكنَّني أعتمد على فطنتكم التي لا محالة مخبرتكم أنَّه لا يمكن لأي فحل في هذه الدنيا أن يقضي أسبوعاً كاملاً في Down There وأهديكم بهذه المناسبة قصة عن عمِّنا (وهو من أعراب بطانة أَبْ علي) كان عريساً وحَتَل فِرِدْ حَتْلَة، أسبوع تمام، غاطس في Down There لدرجة أنَّ جِدَّنا بعث أحدنا، وكان "جاهل صغير مغرور" لكنَّه "عِرْفَ الهوى" تَبْ، برسالة لذلك العم، قال: أَمِش آجَنى لي عمَّك ده قول ليهو أمرق علي الناس، الرماد ده بْكُتْلَك! ورغماً عن أن العبارة فيها من الرمز ما لا يجب أن يفهمه "جاهل صغير مغرور" إلا أن هذا الجاهل، العِرْفَ الهوى، انطلق مسلَّحاً بتلك المعرفة إلى حيث مخدع عمه. نادى الصبي على عمِّه فخرج العم من ثنايا شقٍّ في غيمة دخان طازج ليشهر في وجه الصبي طلاق مسنون جدييييد إِرْقِش تِحِتْ عين الشمش، قال: عليَّ الطلاق آشافع أشوفك تاني تحوم بي جاي أكان أقطع ضِكْرَك! بصراحة الشافع، كما يقول عادل إمام، "خاف علي العدَّة" إلا أنَّ مَكْرَهُ لم يفارقه حتى في لحظات الرعب تلك فما كان منه إلا أن رمى بالرسالة في وجه عمِّه، محرِّفاً كلمة "الرماد" إلى الكلمة المقصودة بعينها، ثمَّ انطلق متجاوزاً عمّنا الذي تأخَّر عن اللحاق بأعقابه بقدر ما خَمَّ من رماد في ذلك الأسبوع الذي قضاه مستمتعاً بالغطس في Down There
ودمتم إلى لقاءٍ آخر إن شاء الله.
تستخدم عبارة Down There في بعض جخانين اللغة الانجليزية للإشارة إلى دولة أستراليا كما تستخدم، في نفس تلك الجخانين، للإشارة إلى ما يسميه الكاتب الطيب صالح "...مستودع الأسرار حيث يولد الخير والشر..." أو كما قال.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
ADIL FAIT
قرشـــو
abuguta
صلاح الدين عبدالله محمد
gessan
Shinteer
أبوذر بابكر
Abdulla Ageed
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست