أنظمة الحكم في السودان بين التزوير وضيق الأفق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 05:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-03-2005, 05:06 AM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أنظمة الحكم في السودان بين التزوير وضيق الأفق


    إدريس نور محمد على


    (الحلقة الثانية )

    * كذلك توجد في أثويبيا مناطق تطلق عليها الى الأن أسماء بجاوية كمدينة (بجا مدر) وتعنى بلغة التجرى أرض البجا وقد ذكر عيذانا في سجلاته أن ملك مملكة أكسوم قد ذكر أنه حارب مملكة البجا القوية مباهياَ بقوته وشدة بأسه .

    * كما دخلوا في حروب ومناوشات طويلة مع الممالك الفروعونية وبنوا معبدهم الوثنى بجزيرة ( فيلة) بمصر ، ويجدر بنا هنا أن نذكر أن البجا لم يعتنقوا الديانة المسيحية وقد تحالفت ضدهم الممالك المسيحية النوبية ومملكة أكسوم ثم تحالفت ضدهم مملكة المقرة مع عبدالله أبن أبى السرح في إتفاقية البقط المشهورة . كما دخلت المملكة في حروب طويلة مع البطالمة والهكسوس ودخلت في تحالفات مع ملكة تذمر ( زنوبيا) والممالك الفرعونية وكان لأميرها ديوان في مصر الفرعونيية في مرحلة من مراحل تحالفها مع مصر يسمى الديوان الأميرى الحدربى العا لى . وجاء ذلك نتيجة لتحالفهم ضد الهكسوس لحماية البحر الأحمر حيث قاد الأمير البجاوى القوات المشتركة وحقق إنتصارات باهرة وأعتبر عند الفراعنة آله الحرب ، فكانت ترفع رايات الحرب عند دخوله لمصر. وقاوم البجا دخول العرب المسلمين لبلادهم بضراوة وكانت أخر معركة لهم مع المسلمين عند ما لجأ المسلمون لحيلة تعليق الأجراس في رقاب الحصين فأزعج ذلك جمالهم التى كان يمنطيها محاربوهم بقيادة الملك جكنون، فولت مذعوره بمن فيها . غير المسلمون بعد ذلك أسلوب تعاملهم مع البجا حيث دخلوا معهم في إتفاق عدم إعتداء على أن يكونوا هم حماة للقوافل التجارية وحراس لمناجم الذهب ، يتقاضون مقابل لذلك من المسلمين . ونؤكد هنا أن البجا لم يدخلوا في الإسلام بالسيف كما حدث لغيرهم فهم دخلوا في الإسلام طواعية وعلى مراحل ثم هم الآن أكثر قوميات السودان تمسكاَ بدينهم الإسلامى وممايؤكد أنهم إنتقلوا من الوثنية للإسلام ويدلنا على ذلك إختلاط عدد كبير من الطقوس والتقاليد الوثنية بالطقوس والتقاليد الإسلامية عندهم ، ونذكر على سبيل المثال الختان الفرعونى و( التلو) وهى نار توقظ أمام منزل العروس أو النفساء عند حلول الليل والجرس الذى يعلق ومعه الزعف وبعر أى مخلافات الإبل وطقوس أخرى كثيرة صارت جزء من الطوقس الإسلامية عندهم . في القرن الثامن عشر وهنت مملكة البجا بفضل تقادم الزمن والحروب المستمرة مع جيرانهم من ممالك القرة وعلوة في الغرب والممالك الفرعونية في الشمال ومملكة أكسوم في الجنوب والغزاة من بطالمة وهكسوس في البحر الأحمر وأخيراَ المسلمين، كل ذلك أضعف القدرات القتالية عندهم كما أن دخول الإسلام الى منطقتهم وإعتناقهم له اضعف الروح العدائية عندهم نوعاما ، ولعوامل أخرى إقتصادية وإجتماعية وهنت المملكة البجاوية . صادف ذلك الوهن الغزو العثمانى للسودان وتمت تجزئة الممكلة البجاوية لخمس ممالك بأمرمن الباب العالى في الإستانه حسب ماجاء في كتابات المؤرخ إبن حوقل هى :-

    1/ مملكة ناقص وهى تبدأ من أول الحدود المصرية وتحدها غرباَ سوبا

    2/ مملكة بقلين وتقع بين خور بركة وساحل البحر الأحمر

    3/ مملكة بازين وتقع بين مملكتى علوة وبلقين .

    4/ جارين على سواحل البحر الأحمر الجنوبية من حدود مملكة ناقص وحتى جبل روراَ بقلا فى نقفة .

    5/ مملكة قطاع وتبدأ من حدودها من نقفة وحتى مصوع وقد ألغيت الالقاب الملكية وأستبدلت بإسم ناظر هذا وقد جاء عنهم في الموسوعة البريطانية أن البجا مجموعة من القبائل المتجولة التى تحتمى منذ أربعة الاف عام قبل الميلاد أو أكثر بالجبال الواقعة بين البحر والأحمر ونهرى عطبرة والنيل . ثم كانت الثورة المهدية ودورهم الرائد فيها بقيادة البطل عثمان دقنة حيث شهد لهم العدو قبل الصديق بالبطولة والتضحية والفداء وحيث كتب الشاعر الإنجليزى المقاتل ( روديارد كبلج ) قصيدته المشهورة ( فظى وظى) شهادة وإعترافاً بالوطنية والإقدام والفداء للبجا دون غيرهم من السودانيين الذين حاربهم .

    وعندما أراد الإستعمار البريطانى بالتحالف مع المصريين العودة للسودان وإركاعه إنتقاما للهزائم المخزية التى أنزلتها بقواته الثورة المهدية وثأراَ لرجلها القوى غوردون باشا وموته المذل للإمبراطورية التى لاتغرب عنها الشمس ، لم تحاول قوات الإحتلال الدخول عبر بوابة البجا في البحر الاحمر لعلمها باستحالة ذلك فجاءت عبر الشمال . ووصلت خط السك حديد من مصر الى شمال السودان ووسطه ومن ثم تم توصيله لباقى الاقاليم فيما بعد . لم يشفع للمستعمر البريطانى ذلك الهروب من ضربات قوات الأمير عثمان دقنة المكونة من أبناء البجا ، حيث شاركت هذه القوات في معارك النخيلة وخورشمات وأم دبيكرات ثم كانت مرحلة التحرر الوطنى ومظاهرات 48 التى قدم فيها أبناء البجا خمسة من فتيانهم قرباناً للحرية والكرامة وشاركوا كغيرهم في جمعية اللواء الابيض و قبلها أنشطة نادى الخرجيين ، وهم الذين رفضوا الحماية البريطانية وتمسكوا بوحدة السودان وإستقلاله وليتهم مافعلوا ، هذه الحماية عرضت لهم لموقعهم الجغرافى الإستراتيجيى والتخلف المريع الذى كانت تعيشه منطقتهم رغم أهميتها وأنسان البجا رغم أصالته وبسالته . ثم كان إستقلال السودان الصورى والحكم الوطنى الذى لم يحمل من سماته الوطنية .

    سوى إسمه والذى تعاقبت على دست الحكم فيه كوكبه من أبناء ذلك المركز البغيض . هؤلاء الذين وضعوا أنفسهم بديلاً للاستعمار الاجنبي وكرسوا التهميش والإقصاء علي ابشع الصور، ووضعوا استراتيجيتهم لإلغاء تاريخ السودان القديم وتزوير تاريخه الحديث باعتباره وطن عربي اسلامي قح ، ليبدا تاريخه المكتوب منذ دخول العرب وفرضت علي الاثنيات الغير عربية المناهج والثقافة والتاريخ العربي دون مراعاة لما يمكن ان يؤول اليه حال السودان في مقبل ايامه وكان نتاج تلك الممارسات ما نحن فيه اليوم . في العام 1938م زار السودان المهاتماغاندي وافرد جزء من زيارته لشرق السودان والتقي بطليعة ابناء البجا من المثقفين والذين بدأو في ذلك الوقت يفكرونا فيما يمكن ان تؤول اليه الاوضاع في السودان وقوميتهم واقليمهم علي وجه الخصوص وعرض عليهم المهاتماً غاندى فكرة انشاء كيان خاص بهم وبدأوا يتفاكرون في الامر فيما عرف ينادي البرش بحي ديم العرب ببورتسودان وفي العام 1958م تبلورت رؤيتهم بضرورة عقد مؤتمرهم التاسيسى الأول تحت مسمي مؤتمر البجا ، عندما راوا احوال الهم ومنطقتهم تتدهور وان ما كان يرجي من استقلال السودان في العدل والبناء والتعمير كان مجرد حلم وان الحكام الجدد لا يختلفون عن الحكام المستعمرين الا في الوانهم واسمائهم وألسنتهم . بل كانت طريقة التفركير والمارسة ابشع من الاستعمار الاجنبي نفسه .انعقد المؤتمر التاسيسي الاول لمؤتمر البجا بمدينة بورتسودان حاضرة ولاية البحر الاحمر والمنفد البحري للسودان الي العالم الخارجي في الفترة من 11-13 اكتوبر 1958م برئاسة الدكتور طه عثمان بليه. في حضور مكثف من ابناء البجا وشرق السودان بصفة عامة وبحضور رئيس الوزراء آنذاك عبدالله بيك خليل ولفيف من الوزراء والمثقفين وعلماء السودان وكان الذين نظموا المؤتمر في غاية الوضوح الصدق والبلاغة في خطابهم للتعبير عما تعانيه منطقتهم من اهمال وتدمير وما يتعرض له اهلهم من اقصاء وتهميش وكانوا حصيفين وحضاريين وحريصين في خطابهم فلم يجرحوا اخوتهم من الحضور في شئ وولات أمرهم الذين تجاهلوا قضاياهم المصيرية الشائكه وللدليل علي ذلك نورد مقتطافات من كلماتهم في المؤتمر:-

    يقول الدكتور طه في كلمته الإفتتاحية من نعم الله علي هذه البلاد ان تتاح لها مثل هذه الفرص للتعبير عن رغباتها. أيها الأخوه لا تستطيع الاوراق ان تصور حقيقة الحال . ايها الاخوة باسم هذا المؤتمر ارحب بكم واحييكم تحية عاطرة. انكم ولا شك ستستمعون الي اخواني المتحدثيين بصدر رحب مهما شط الحديث بالمتحدثين. حيث اننا سنكون في غاية الصراحة بل في أشدا درجات العنف ناقدينا ومنددين بالحالة التى نحن فيها ، واني اؤكد لكم أن صراحتنا لا تهدف الى التقليل من شأنكم كحكام وانماغايتنا ان نضع صورة صادقة لما نحس به ونبسط قضيتنا ومطالبنا لكم وللرأى العام .ويقول سكريتير المؤتمر السيد إدريس علي محمد في كلمته سادتي. ، ابائي واخواني انه لمن دواعي سروري ان اقف امامكم وقد جمعنا صعيد واحد علي اختلاف مشاربنا الروحية والسياسية الي ان يقول سادتي:-

    استميحكم عذرًا اذ ان نفسي تابي الرياء والمداهنة لأن بئتنا ونشاتنا لا تقبلان هذه الصفات وان المواربة وطمس حقيقة واقعنا فيه خيانه لأبي في تيهه بين السهول والجبال ولأمي تحت ابراشها التي اسودت من لفح الشمس ولأخي الذي ضاعت طفولته وصباه ولإبني ذو المستقبل المجهول.ويقول السيد محمد دين احمد اسماعيل البجاوي سادتي ان مطالب البجة الحيوية اليوم تنفض عنها غيار السنين وتبعث من مواتها الي ان يقول نفذ صبرنا ، صبرنا فوجدنا الصبر عبدًا ذلولاً وتحكمنا فوجدنا الحكمة إستسلاماً وتخاذل. قدرنا ظروف الوطن ولم نجد لذلك ثمنًا. وهكذا الي ان يقول عندما حاولت ادارة مشروع القاش توسيع المشروع وتغيير طريقة النظام الجاري رفض ذلك . وبعد اخذ ورد اقتنعت الادارة بانشاء مشروع خشم القربة الذى سيمتد من مدينة اروما بالقاش وحتى نهر أعطبرة لاستقرار البجا الرحل بدلاً من التوسع في القاش وقرات اخيرًا في الصحف السيارة وسمعت همسا بان المشروع سيكون من نصيب الذين ستغمر اراضيهم مياه السد العالي ونحن نستنكر هذا التصرف بل نعارضه ويقول نفوسنا حيري.

    وعقولنا مضطربة وضمائرنا تئن حسرة واسفًا لحقوقنا المهضومة. نلح في طلب الغذاء والكساء فالجوع لنا والكساء لغيرنا ونتلهف للماء فالعطش لنا، ننشد الاستقرار والتشريد لنا، كلت اقدامنا من السعي والسير وهزلت اجسامنا من المجاعات المتتالية فاصبحنا ضحايا الفناء واخذ الموت يقيم لنفسه ولائم ومهرجانات واعيادًا بين الجبال والوديان والسهول.

    للحديث صلة

    Quote: منقول عن سودانايل.
    اخونا ادريس نور
    الناطق الرسمى باسم جبهة الشرق

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de