أميرة الطحاوي قلم مغموس في دواية محبتنا.

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 04:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-15-2005, 06:53 AM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أميرة الطحاوي قلم مغموس في دواية محبتنا.

    أتابع الصحفية المصرية الشابة الأستاذة أميرة الطحاوي، ومنذ فترة ليست بالقصيرة، وقد لفت نظري إليها كتابتها حول الشأن السوداني، بموضوعية -عزيزة وضنينة عند معظم الصحفيين/ات العرب في كل شأن سوداني، وبعمق يفتقده معظم الكتاب والصحفيين المصريين عندما يتعلق الأمر بالسودان وشعبه، وكلما كبر الإسم أو على الأصح الهالة التي تحيط بإسمه، كلما قلت وشحت معلوماته عن السودان، وعند أميرة الطحاوي نجد العكس فهي صاحبة قلم يسيل حبره موضوعية وجسارة، والجسارة هنا لازمة من لوازم السباحة عكس التيار السائد في الصحافة العربية، أقرأوها هنا وهي تتحدث عن فقيدنا د.جون قرنق وعن مشاعرها لحظة سماعها الخبر الكارثة، أقرأوها وهي توصينا بالتمسك بمبادئه وألا نخذله، وصية من قلب لقلب متجاوزة لتعالي صحافيي شمال الوادي.
    كان مبدئيا على الدوام منتصرا لما يدعوه الـ«نيو سودان»، أو السودان الجديد، كان يحلم بهذا بثقة المتيقن أنه سيحدث، وصلني الخبر من صديق سوداني فتابعت وصدقت بغواية من قلبي رواية تلفزيون الخرطوم أنه نجا، ففرحت بكل ما أملك من قدرة على تحمل البهجة، في اليوم التالي قرأت الخبر غير مصدقة بغواية من أملي ألا يكون هذا ما حدث، لكن هذا ما كان: رحل «الزول السمح» إذن. لكنه ترك لنا الكثير من ميراث العمل النضالي في جبهات القتال وعلى مائدة المفاوضات، ليواصل بنوه ـ أبناء كل السودان ـ المسيرة من بعده، فلا تخذلوه رجاء
    ونيابة عنكم أتوجه لها بتحية خاصة وخالصة، وأدعوكم لقراءتها، ونحتفي بقلمها الذي طالما أحتفى بنا.

    Quote:

    نقطة نظام: إنهم يواصلون إساءة فهم قرنق حتى بعد رحيله ..!
    أميرة الطحاوي
    [email protected]
    الحوار المتمدن - العدد: 1292 - 2005 / 8 / 20


    في ندوة شهدتها القاهرة مؤخراً عن الشأن السوداني،طلبت المنصة من الحضور الوقوف حداداً على روح الفقيد جون قرنق فلبينا صامتين كيفما تملي علينا اللحظة،لكن صوتا سمعته من الصف الخلفي يقول"ناقص كمان يوزعوا عليه رحمة و نور"أي أن صاحبه يستنكر الوقوف حدادا على روح الرجل،أمنت على قوله صحافية بجريدة"قومجية"بضحكات تتأرجح رناتها بين التعالي و الاستخفاف، انصرف الاثنان بعد قليل و لم يكملا الندوة فآلمني ذلك أكثر من سخريتهما لأنه يعني أن أقلاما لديها منابر للتعبير في صحف مصر و العالم العربي ستبقي على فهم مغلوط لقضية السودان،و ستواصل عداءها لأفكار رصينة لقائد،أفكار ربما غير تطبيقها-إن اكتمل-الكثير أفريقياً وعربياً.

    صحيح أنه قد يجذبك مقال متميز للمصري د.ميلاد حنا عن قرنق بعد رحيله،و نشر معه صورتان للكاتب-بهالة شعره الأبيض-التقطهما سابقا مع الفقيد و زوجته،و صحيح أن مراجعة سجل المصريين المهتمين بالشأن السوداني سيقودك لأسماء مجتهدة في تناولها؛حلمي شعراوي،و صحفيين قدموا رصيدا لا بأس به من المتابعة؛يوسف الشريف،و أكاديميين كان اهتمامهم الدءوب بالسودان جزءً من الاهتمام بقضايا أفريقيا؛د.صبحي عبدالحكيم،د. عبد الملك عودة،و غيرهم،لكن المفارقة أن أكثر هؤلاء قارب أو تعدى الستين،و أنهم بدأوا الاهتمام بالسودان قبل عقود في ظل ظروف قد لا تتكرر، عندما كانت القضايا الخارجية مثلما الدور الخارجي لمصر بأفريقيا محل اهتمام و فهم من الباحثين و الحكام أكثر منه الآن!! بالطبع هناك اجتهادات لا تخطئها عين لجيل أصغر سنا لكن لازال هناك قصور في تناول الإعلام المصري،و العربي عموماً، لقضية السودان بتشعباتها المختلفة، و ربما انصراف عنها،و أحيانا يشوب هذا الخطاب الإعلامي قدر من التحيز و كثير من الخفة في التحليل خاصةً عندما يتم اختصار معارضي نظام قمعي تصادف أن كان في صدام مع أمريكا باتهامات تنال وطنيتهم،كما لازالت أصوات تردد كليشيهات بالضد من تطلعات أبناء الجنوب الذي-تاريخيا-لم يكن قط عربيا و لا مسلما.
    يمكنك أيضاً أن تلمس هذا مثلا في مصر-شمال الوادي و أقرب الدول للسودان وفق معايير عدة-باللا مبالاة التي قوبل بها كتاب قرنق الأخير،و الذي ضم من حواراته و مقالاته ما لخصه عنوانه"رؤيته للسودان الجديد"باجتهاد في الاختيار من قبل محرره و مقدمه د.الواثق كمبر – و إن تعثر أحيانا فهم إيراده لمقدمة حوار مع قرنق دون نص الحوار"ذاته"أو إهمال مقاربات هامة لقرنق نشرها قبل الفترة التي يغطيها الكتاب(1997-2005)،فرغم صدور الكتاب بالقاهرة و احتوائه مقالات و حوارات نشرت من قبل في صحف مصرية، لكن مقالاً قرأته الأربعاء الماضي لكاتب مصري أكد لي أن سؤ الفهم متواصل،فقد امتلأ بمعلومات خاطئة أو مغلوطة بدء من سنة ميلاد قرنق و أسماء التنظيمات الجنوبية، وصولاً لتفسير إرساله لبعثته الدراسية بأمريكا على أنها خطة مدبرة و ممولة من منظمات ماسونية مشبوهة رغم أنها تمت و هو ضابط في الجيش السوداني بمنحة حكومية!! المدهش أن كل معلومات الكاتب جاءت من كتاب لضابط مخابرات إسرائيلي صدرت ترجمته قبل 3 سنوات، دون إحالة واحدة لكتاب قرنق الذي صدر قبل 3أسابيع و لو للبحث عن مقولات على لسان قرنق تثبت ما انتقاه المقال من الكتاب الإسرائيلي،و مسألة الإحالة لمراجع و كتب خطها استخباريون إسرائيليون ليست مرفوضة على مطلقها لكن التعويل عليها و حدهاو الثقة المطلقة في كل ما يمررونه تحتاج أيضا لوقفة.

    و هذا يقودنا للمأخذ الأكبر على هذا الكتاب كونه لم يقدم على لسان الفقيد أو المحرر نقدا ذاتيا لمسيرة الحركة و لتجاوزاتها، و لم يفند ما يقال عن علاقاتها مع إسرائيل وهي النقطة التي كما نرىتشغل مساحة كبيرة من الهجوم،ويتضمن الكتاب بالإضافة لأهم ما أدلى به الفقيد من مفاهيم كالسودان الجديد و إعادة بناء الدولة،نظريته عن المهمشين في السودان – كل السودان و ليس فقط جنوبه،رغبته في دولة علمانية تصون لكل صاحب معتقد و ملة حريته،تجربة الحركة عمليا في المناطق المحررة،والمجابهات التي لاقتها ليس من قبل قوات النظام فقط بل من قبل قوات تقليدية ارتبطت مصالحها ببقاء نظام حكم تسلطي.

    و لست أفهم حقاً سر معاداة هذه الأفكار أو التعامل مع الاتهامات للحركة و كأنها مسلمات، و أغلب ظني أن بعض الهجوم يأتي من تيار المتحلقين بأفكارهم حول الدين لفهم أمور مجالها الدنيا، يجدون في قرنق عدوا،و كيف لا و هو ينتمي لدين آخر،وحتى لو لم يقم قرنق بإقحام هذا الدين في نظرياته و مسيرته،فسيبقى عدوا لرفضه الدولة الكهنوتية،و هم طلاب دنيا و وسيلتهم الأنجع لذلك الدين لا غيره،أما بعض القوميين المتحلقين حول أفكار مصدرها زعامات تاريخية بمصر و المنطقة فيثيرهم أن يحظى زعيم جديد غير محسوب على تيارهم و لم يتلق دعما من زعمائهم الروحيين الراحلين بنجاحات متوالية حربا و سلما،ربما يستكثر بعضهم مثلا أن تستقبل الخرطوم قرنق بحفاوة تستدعي ذهنياً الاستقبال العظيم الذي ربتت به العاصمة ذاتها على أكتاف ناصر-الهزيمة(و المسماة تخفيفا بالنكسة) في قمة اللاءات الثلاثة الشهيرة1968فأعطته دعما نفسيا و شعبيا لا يقدر بثمن وثوقا فيه و رغبة في أن يواصل نضاله،رغم أن بعض هؤلاء مازال مستعداً لإضفاء الزعامة على قيادات"عربية"متقلبة المزاج لمجرد أنها حظت من زعيمهم بكلمات مجاملة قبل رحيله بقليل.

    الأغرب أن كاتبا آخر يحكم علي قرنق حتى بعد موته ليس على أساس تاريخه أو أفكاره بل بناء على انطباعات مقابلة واحدة تمت معه،بالقول بداية أنه كان مهندما و واثقا من نفسه أكثر مما ينبغي لقائد حركة تحرر،و يتهمه بفصل الجنوب عن الشمال بصورة غير مباشرة!

    و الحال هكذا سيصبح على رفاق قرنق في الحركة الشعبية واجبات كثيرة،فالالتزام بمباديء الحركة وحده سيثبت أن أفكارهم كانت استراتيجية و ليست للاستهلاك الوقتي،و سيكون عليهم مجابهة إعلامية راقية مع نفر من الصحافيين يسمعون سيلفا كير يؤكد تمسكه بوحدة السودان ليصيغوا الخبر بالقول أن"الانفصالي"سيلفا كير يقول كذا و كذا،رغم أن أحدا من هؤلاء الإعلاميين لم يقارن أفكار قرنق الوحدوية"حقاً"بسياسات قادة جنوبيين انفصاليين"علنا"و تحالفوا رغم ذلك من قبل مع نظام الخرطوم أثناء حربه ضد أبناء جلدتهم بالجنوب باسم الجهاد،كما لا يقترب هؤلاء الإعلاميون بنقد لأصوات شمالية تدعو هي الأخرى الآن للانفصال، و منهم عناصر محسوبة على نظام الخرطوم"الوحدوي"،مستغلين تجاوزات قام بها نفر من أبناء الجنوب بالخرطوم في أعقاب مقتل قرنق،و لم يفسروا لنا لماذا لم تتدخل الحكومة وقتها أو تتحسب لها رغم علمها مسبقا بموت العقيد،وهو ما خدم مزيداً من الفوضى اتكأ عليها بعض الشماليين لتعزيز قولهم"ليذهب الجنوب غير مأسوف عليه"لكن يبدو أنه لا وقت لدى البعض لنقد هذه العبارات فالكل مشغول للآن بمهاجمة أفكار لم يقلها الراحل قرنق و لا سيلفاكير الملتزم خط سلفه.

    (عدل بواسطة أبنوسة on 10-15-2005, 07:01 AM)

                  

10-15-2005, 07:09 AM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جثة أجمل رجل أزرق- قرنق محارب حتى السلام و مسالم حد الموت (Re: أبنوسة)

    ومقال آخر لأميرة
    ================================================
    جثة أجمل رجل أزرق- قرنق محارب حتى السلام و مسالم حد الموت
    أميرة الطحاوي
    [email protected]
    الحوار المتمدن - العدد: 1277 - 2005 / 8 / 5


    عندما استقبلته الملايين بالخرطوم الشهر الماضي، رد على هتافاتهم القائلة لا جنوب بدون شمال ولا شمال بدون جنوب «المهم يكون في سودان»، فهكذا كانت دوماً أهداف حركته غير مقتصرة على مطالب الجنوبيين، فوصف كثيرا بأنه وحدوي. أضاف «جئت لكي نعمل سوياً.. نحقق للسودان نقلة حقيقية لوضع جديد يكون نموذجاً للتاريخ الحديث في المنطقة وافريقيا والعالم... سيكون لدي كلام كثير، أتيت فقط لكي أسلم عليكم في المؤتمر، وأقول السلام عليكم».

    لكن أحدا لم يمهله لينفذ ما قاله، أو ليكمل ما أراد قوله يومها في الساحة الخضراء، فقد رحل جون قرنق دي مابيور وما زال يرن في الصدى آخر ما خاطب به الجماهير وجها لوجه «السلام عليكم»، فالسلام عليك أيها الشهيد. والآن هل نتوجه بعزائنا أولا للسيدة ربيكا صاحبة الحزن الأكبر بفقدان الزوج والنصير في هذا العالم المليء بصوت الصراخ وهدير المدافع، والملوثة أجواؤه بدخان معارك ما لبثت أن انتهت وأخرى بدأت لتوها، لكم هي قوية هذه المرأة، ترى ماذا قلت أيتها المناضلة عندما أخبروك بأنهم عثروا على جثة الزوج والرفيق، هذا الذي كان حتما في ناظريك أجمل رجل أزرق بالعالم؟.

    لقد دعت ربيكا الحكومة والحركة للتمسك بالاتفاقية والتحلي بالشجاعة والقوة في تنفيذها، وأن السلام الذي كان يدعو له الدكتور قرنق سلام حقيقي، وأن قرنق مات لكن نظريته لن تموت وأنها ستتابع نظريته. وأكدت أن قيادة الحركة قوية وجادة في تحقيق السلام في السودان، وان الدكتور كان يقول ان السلام ليس ملكه، بل ملك كل الشعب السوداني.

    لا يستطيع المتابع للشأن السوداني أن يخفي إعجابه بقدرات هذا الرجل، فقد كان حتى اللحظة الأخيرة حكيما وحذرا لما بعد رحيله عندما أصر على أن يبقى للحركة جيشها الذي يقارب الـ 100 ألف مقاتل للدفاع عن اتفاقيات السلام إذا نكص عنها الطرف الآخر، متفاديا تكرار ما سماه هو بـ «الخطأ الاستراتيجي» الذي وقعت فيه حركة المتمردين الأولى (أنانيا) عندما حلّت جيشها بعد اتفاقية أديس أبابا للسلام عام 1972، مما أعطى الرئيس السابق جعفر محمد نميري الفرصة لعدم احترام الاتفاق.

    وفي آخر أيامه ذهب إلى الرئيس الأوغندي موسيفيني ربما ليقنعه مصدقاً أن السلام حقيقي هذه المرة، طوال مسيرته كان لدى قرنق مقربون من الشمال، مستشاره السياسي هو السياسي الشمالي المحنك د. منصور خالد وزير خارجية نظام نميري والذي وقع معاهدة السلام 1972، وهناك أيضا كوماندور ياسر عرمان وآخرون من ملل ونحل السودان، لم تبهره السلطة فعندما أرسلوه ليقضي على قلاقل بالجنوب باعتباره عسكريا في حكومة الخرطوم، ذهب وانضم للمتمردين لأنه وجد مشروعية لمطالبهم، وطوال مسيرته لم يستخدم قرنق فصيلا أو ميليشيات أو دعما من خارج البلاد ضد فصيل جنوبي رغم تكرار خلافاته مع بعض هذه الفصائل، كما لم يستدع قرنق جيوش دول مجاورة على أي فصيل جنوبي آخر، والأهم أنه لم يستدع أو يتآمر مع حكومة الخرطوم ضد فصيل جنوبي آخر، كل هذه الأخطاء فعلتها بلا خجل وكررتها غير مرة قيادات حركات قومية أخرى بالمنطقة، لذا ستبقى تداور في مكانها حتى لو وصلت لأعلى المناصب ولن تجد الزخم الشعبي الذي قوبل به قرنق عند عودته من شماليين وجنوبيين، فالشعوب لا تغفر هكذا ببساطة ولا تعلي إلا من يستحق.

    ورغم أنه قابل الترابي بعد أن غدر بالأخير صديق الأمس البشير، لكن قرنق أبدا لم يصدر عنه تصريح واحد يجمل فيه تاريخ الترابي، ولم يفعل مثل آخرين ممن يهللون على الفور لخروج أحد أركان نظام فاشي بسبب اختلاف على تفاصيل لا جوهر، ويقربونهم لهم، وبالمقابل كان متفهما لعودة الكثير من فصائل وقيادات جنوبية عن تعاونها مع حكومة الخرطوم ضد قرنق نفسه، وأدرك أن لحظة تنوير ستحدث ليكتشفوا أن النظام لن يعطيهم سوى الفتات فيعودون له وكان هو بدوره يحسن استيعابهم، صحيح أنه فاجأ المعارضة السودانية باتفاق مشاكوس الذي رحبت به فصائل وعارضته أخرى، لكنه أبدا لم يفاجئ رفاقه باتفاقات سرية عرجاء تكبل العمل الوطني لسنوات، كما أنه لم يفاوض سرا على شيء ويعلن تمسكه بآخر، كما فعلت حركات أخرى بالمنطقة.

    ثابر قرنق كثيرا ولم يتنازل عن أفكاره العلمانية، طرح فكرة العاصمة القومية لكل السودانيين، لم يتمكن أن يحقق حلمه لكنه لم يتنصل مما طالب به، كان يفكر في الخرطوم وفي كل السودان، لم يخن قرنق المعارضة السودانية ولا خرج عن مقررات أسمرا، لم يقم بمغامرات خرقاء كأن يعود للخرطوم من دون حساب أو ضمانات ثم بعد أشهر يبكي ويشكو ليظهر في الميديا من جديد باعتباره ضحية تستوجب التعاطف معها.

    في يوم تنصيبه نائبا لرئيس الجمهورية لم تصبه عدوى الزعامات المتهالكة فلم يلق كلمة ترحيبية مجاملة ولا عبارات رنانة بل قدم ما يشبه برنامجا للعمل على الصعيد الوطني والإقليمي، مشيراً الى أنه يريد للسودان أن يكون مثالا يحتذى بالقارة الأفريقية التي أرهقتها الحروب والانقلابات.

    لا أحد بوسعه أن ينسى حضور هذا الرجل في ندوة أو احتفالية، قفشاته الحاضرة وردوده الحاسمة، أتذكر نقلا عن مصدر أنه سمع قرنق يقدم ـ ربما بسخرية لا تخلو من حكمة ـ نظريته «كأس الجعة» عن سودان شمالي يحكمه المتأسلمون، وجنوب علماني، يشتاق مواطن الشمال لكأس جعة فيذهب نهاية الأسبوع لجوبا ـ عاصمة الجنوب ـ لاحتسائها ثم يعود للخرطوم ليفكر أنه آن الأوان ليصبح الشمال هو الآخر علمانيا ويناضل من أجل هذا.

    في حفل قسم اليمين كنائب للرئيس يفاجئ قرنق الحضور بدعابات روحه المرحة، وإذ به يأخذ بيد أكبر مسؤول دولي ـ كوفي عنان ـ ليعيده لجذوره الأفريقية راقصا معه بكل فرح، كاشفا عن قلب ممتلئ بالأمل في غد جديد، ومصدقا أن السلام لا رجعة عنه حسبما أعلن مرارا.

    كان مبدئيا على الدوام منتصرا لما يدعوه الـ«نيو سودان»، أو السودان الجديد، كان يحلم بهذا بثقة المتيقن أنه سيحدث، وصلني الخبر من صديق سوداني فتابعت وصدقت بغواية من قلبي رواية تلفزيون الخرطوم أنه نجا، ففرحت بكل ما أملك من قدرة على تحمل البهجة، في اليوم التالي قرأت الخبر غير مصدقة بغواية من أملي ألا يكون هذا ما حدث، لكن هذا ما كان: رحل «الزول السمح» إذن. لكنه ترك لنا الكثير من ميراث العمل النضالي في جبهات القتال وعلى مائدة المفاوضات، ليواصل بنوه ـ أبناء كل السودان ـ المسيرة من بعده، فلا تخذلوه رجاء.
                  

10-15-2005, 08:44 AM

صباح حسين

تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 402

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جثة أجمل رجل أزرق- قرنق محارب حتى السلام و مسالم حد الموت (Re: أبنوسة)

    نعم قرأت لها في سودانايل واستغربت عن غني معلوماتها عن السودان وكتاباتها المليانة حب للسودانيين. ذي دي تخليك تفكر مليون مرة قبل ماتسب مصر والمصريين ، للأسف الزيها في مصر قليل منهم مدير سابق لجامعة إظنها الزقازيق ، قالوا كان زمان مدير لجامعة الفرع.
                  

12-02-2005, 11:44 AM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جثة أجمل رجل أزرق- قرنق محارب حتى السلام و مسالم حد الموت (Re: صباح حسين)

    أهلا صباح
    وصبحك فل وياسمين
    شكرا للطلة
                  

12-02-2005, 12:47 PM

Masaoud Ali

تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 379

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جثة أجمل رجل أزرق- قرنق محارب حتى السلام و مسالم حد الموت (Re: أبنوسة)

    وعيها وإنسايتها يحركان قلمها بشفافية وصدق وموضوعية .. دى هى الشفرة تقريباً
                  

12-02-2005, 12:59 PM

محمد السر

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جثة أجمل رجل أزرق- قرنق محارب حتى السلام و مسالم حد الموت (Re: أبنوسة)

    شكراً أبنوسة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de