|
|
 أستمتعوا معي بسعدي يوسف هنا (
|
ديوان شرفة المنزل الفقير
الطّــوافُ بالمقاهي الثلاثة | الــعَـقَـبــة | الشّـــايُ في الشـــرفةِ |
أميرٌ هاشميٌّ منفيٌّ في لندن | إنطباعاتٌ مقطوعةٌ عن ســياق | إرتيـــــاب | إستيــحاش |
القهــوة تبرد في الشُّــرفة | الـــرِّحـــلة | أوكْـــتـافْـيـا | لـم يتغيَّـرْ شـــيءٌ | قــتلَ فرهـــاد عــثمانوف ؟ |
ما أصعبَ الأغنيــة ! | قلعــةُ ألْسِــينور ( قلعة هامْـلِـت ) | مُسَـــوّدةٌ أُولــــى | صــباحٌ مـا |
مُـتَـغـايِــرات 1 | مُـتـغـايرات 2 | مُـتَــغايِـــرات 3 | طـــبيعـة | دعــوة عشــاء |
إحساسٌ مضطــربٌ | حــــــوار | شُـــرفةُ هامْـلِـتْ 1 | شـُــرفة هامْـلِـتْ 2 | شُـــرفةُ هامْــلِـتْ 3 |
ذلك النهار المـمـطر | تقليبُ أوراق | رأيتُ أبـــي | تقليد عبد السلام عيون السُّـود |
شُـــرفة فؤاد الطائي(رسّــام) | شُــرفة المنزلِ الفقير |
الطّــوافُ بالمقاهي الثلاثة
( 1 )
يا أنتَ ، العابرَ كلَّ دوائرِ هذي العتْـمةِ ، دائرةً دائرةً ،
لتُـطوِّقَ عنقي كالأُنشـوطةِ ، من مسَـدٍ وحريرٍ حيناً
من فخّارٍ وتهاويلِ جداريّاتٍ حيناً ،من أهدابٍ خِيطتْ أحياناً،
يا أرضاً كانت ماءً،ياماءً كان الأرضَ0هنا ترتفعُ الصلواتُ
نشيداً باسمكَ، أو تنفرعُ الفلَـواتُ000أُحَيِّـيك،وأحْـييكَ،
وأسألكَ الغفرانَ اليومَ،وأسألُـكَ النسيانَ غداً0سـتمُـرُّ
الدبّاباتُ على ساقَيكَ مُجلجِلةً في كتمانٍ من سُـرُفاتٍ طينٍ،
وسيمتدُّ رقيمٌ (تشويهِ شموسٌ ثابتةٌ) من رمل الفاو وأوراقِ
الحنّـاءِ إلى الصخرِ المقدودِ ربايا وطرائدَ من آشورَ0أنا أسألُكَ
المغفرةَ،الهدأةَ،شـكّـلتَ جبيني بالوسمِ،وعلّـقتَ ذراعي
اليسرى بالكُـلاّبِ،وقُـلتَ: أُحَـمِّـلُكَ الآنَ دمي 0
ما كنتَ صغيراً لتكونَ كبيراً0أنت الإسمُ الأولُ والمَـوئلُ 0
أنتَ عدُوِّي مُـذ كنتَ،صديقي مذ كنتُ000ستأتي أسرابُ
الطيرانِ الحربيّ مجلجلةً تحتَ سـماءٍ من صَـهَـدٍ 000
سيكونُ هواؤكَ محتقناً بالبارودِ ومختنقاً ،لكنكَ تبحثُ عني،
أنا،إسـمِكَ،كي تقتلني0 الدبّاباتُ تُبددُ جِلدَكَ،والطيرانُ
الحربيُّ يمزِّقُ أهدابَكَ،لكنكَ ملدوغاً تتبعُني كي تسلخَ أجفاني؛
وتُـمزِّقُ أضلاعي كي تأكلَ قلبي0لستَ الآنَ الطيرَ المرموقَ
عصائبَ000لستَ النسرَ القادمَ من حِـمْـيَـرَ ، لسـتَ
الهُدهدَ ،لستَ حمامةَ نوحٍ،لستَ الرخَّ000فمن أينَ أتاكَ
اللونُ الميِّتُ هذا؟ من أين أتتكَ القَـصْـباءُ لتبريها صعدةَ
رمحٍ؟ أنتَ هنا اللحظةُ0تَـغفَـلُ عمّـا ترسُمُـه سُرُفاتُ
الدباباتِ،وتَـغفلُ عمّـا يمحوهُ الطيرانُ الحربيُّ ، ولا تَغفَلُ
عني000فَـلْـتَهدأْ ،أرجوكَ ! اهدأْ، واتركني أتمرّغْ في غُصصِ
الأحلامِ،اتركْـني أتمرّقْ قصصَ الأعوامِ000أنا ابنُكَ،صِنوُكَ،
حاملُ أختامِكَ في جيبِ الصدرِ، وعنوانُكَ حين تغيبُ طويلاً0
لا!لا تبتلعِ الدباباتِ كما تبتلعُ الملحَ، ولا تمسحْ بالسَّــعفِ
الطيرانَ الحربيَّ000 وأنصِتْ لي في ضجّـةِ هذا الوادي الهامدِ:
هل تسمعُ شيئاً؟ هل تهجسُ ما يفعلُهُ النملُ هنا تحتَ جذورِ
النخلِ؟ هل الماءُ يسيلُ من الصخرةِ ؟ يقطرُ000يقطرُ000
يقطرُ000،قلتُ لـكَ: اسمـعْـني! ذاك دمي يتقطَّـــرُ
في الهدأةِ0 نبضي هو ما يفعلُـهُ النملُ حثيثاً تحتَ جــذورِ
النخلِ000
اسمــعْـني!
(2 )
مقهىً على " بابِ الزُّبيـر"000
تُقابلُ المقهى من الجهةِ اليمينِ ، الشُّـرفةُ الخشبُ التي جاءت
من الهند البعيدةِ0 واليسارُ يضمُّ مكتبةً ودكّـاناً لبيع الخردواتِ0
وأنتَ حين تكونُ في المقهى ستشربُ شايَكَ المألوفَ، ثم تقـومُ
مبتهجاً ، لتدخلَ غرفةَ البلياردِ:
طاولةٌ
وعشبٌ أخضرٌ
وكُـراتُ ألوانٍ000
سـتُـلقي نظرةً عجلى، وتمضي نحو زاويةٍ
تراقبُ000
أنت لا تستعجلُ الأشـياءَ
والتاسُ الذين رأيتَـهم في غرفة البلياردِ لا يستعجلون؛
وسوف يدخلُ آخرون الغرفةَ000
الساعاتُ تمضي
والهواءُ الرطْـبُ يدخلُ في القميص ويستقرُّ حرارةً منقوعةً في الصدرِ0
أنت تراقبُ:
المتفرجون تكاثروا في غرفةِ البلياردِ
لكنّ الذين تَقاسَـموا كلَّ العِـصِـيِّ تبادلوا الأدوارَ
ظلوا ، وحدَهم، في لعبةِ البلياردِ ، يقتاتونَـها
كرةٌ هنا حمراءُ
أخرى بَـعدها سـوداءُ
واحدةٌ تُـلاحقُـها العصيُّ ، وحيدةٌ بيضاءُ000
كان اللاعبون يُـداوِلونَ عِـصيَّـهُـم و كُـراتِـهم
لاهينَ عمّـا تفعلُ الأشياءُ
لاهينَ عن متفرجينَ رأوا في لعبةِ البلياردِ لعبتَـهم ؛
وإنْ شـئتَ الحقيقةَ قال أربعةٌ من الشـبّـانِ همسـاً :
غرفةُ البلياردِ ليستْ ثُـكنةً000
000000000000000
000000000000000
000000000000000
ما أغربَ المقهى على " باب الزُّبير" !
( 3 )
قِـعْـبٌ من سامرّاءَ0 البئرُ ، المطويُّ كقنبلةٍ في النسيانِ ، يفوحُ قليلاً0
هذي جَـفَناتي و نذوري0 سنبيتُ الليلةَ في الصحنِ0 وفي منتصَف الليلِ
نُـراوغُ ذاكَ القـيِّـمَ كي نهبطَ في البئرِ0 الليلُ نحاسٌ0سترِنُّ خُطانا بينَ
النجمِ وقلبِ الأرضِ0سنهتفُ:تحيا الحريّةُ!ثمّ نُدَلِّـي حبلاً ونلوذ بهِ حتى
نلمسَ قاعَ البئرِ000، النسوةُ جئنَ هنا من كلِّ ضـواحي بغــدادَ ،
النسوةُ بالأسودِ والوشمِ الفيروزِ وأغنيةِ الموتى ، والنسوةُ يدعونكَ يا غائبُ،
يا ساكنَ رضوى ، يا مُـطْـعِمَـنا عسلاً وفراتاً0سنبيتُ الليلةَ في الصحنِ،
فلا تطردْنا من مَـلَـكوتِـكَ، لا تتركْـنا لذئابِ البرِّ0 يتامى نحــنُ،
ضعافٌ ، وذوو أطفالٍ، فارحمْـنا يا ساكنَ رضوى، أغمِـضْ عينيـكَ
الجوهرتينِ، ودعْـنا نهبط في البئرِ0 ستعرفُ من رائحةِ الحبلِ الجُـوتِ
منازلَ حَـيرتِـنا0لسنا سـفهاءَ ، وأعيُـنُـنا سُـمِـلَتْ منذُ قرونٍ
في حربٍ ظالمةٍ ، عبرَ قُـرىً ظالمةٍ 0 لن نحلمَ حتى بندى كـفَّـيكَ 0
فنحن خرجنا من أجداثٍ كي ندخلَ أجداثاً0 لا أكفانَ لنا ، لا صـلواتٍ0
لا آسَ ولا سـدرَ ولا كافورَ0 مباركةٌ طـلْـعتُـكَ ، اسمعْـنا يا سبطُ
هنا 000 في قاع البئرِ ستسمعُـنا0 هل تعلمُ ، يا سبطُ، بأنّ قنـــابلَ
B 52 ، وقذائفَ مدفعنا الهاوتزر ، ذرَّتنا في الريح غباراً من لحـمٍ وعظامٍ؟
هل تعلمُ، يا سبطُ، بأنّـا كنّـا جوعى وعُـراةً حينَ قُـتِـلْـنا ؟ هل تعلمُ
يا سبطُ ، بأنّـا حينَ ظمِـئنا أُورِدْنا بنزيناً ثم رُمِـينا برصاصٍ يشـعلنا؟
تحيا الحريةُ!في " الفاوِ" شربنا الغازاتِ السامّـةَ حتى ذابت أعيُـنُـنا
كالشحمةِ في القيظِ، وفي كردستانَ أكلْـنا لحمَ الأكرادِ على السيــخِ0
إذاً، نحن وحوشُ الكونِ، بقايا اللهبِ المتدافعِ من جوفِ التنِّـينِ ، ضِـباعُ
الغاباتِ المنسيّةِ في كتبٍ بائدةٍ000 هل تسمعُنا يا سِـبطُ؟ وهل تأذَنُ للذئبِ
بأنْ يغدو حمَـلاً في لحظةِ إيمانٍ ؟ هل تأخذُ منّـا أنفُسَـنا؟ إنّـا ، يا سبطُ،
التوّابونَ، وإنّـا يا سبطُ، الكذابون0 فهل تأخذُ يا ساكنَ رضوى ، اليومَ ،
بأيدينا؟ هل تمنحُـنا نفحةَ روضٍ ورضاً ؟
كم كان عراقُ الوهمِ جميلاً !
تحيا الحريةُ !
حبلُ الجُـوتِ تدلّـى0
والأنشــوطةُ مُـحـكَـمةٌ0
والبئرُ يساوي نصفَ المترِ000
ســلاماً !
( 4 )
مقهىً على " شطّ العرب "000
قد كنتُ ذوّبتُ المرارةَ في فمي مُـتَمـطِّـقاً بالشاي000
كان النهرُ أبيضَ
ثَـمَّ أشـرعةٌ ، ولمحٌ من نوارسَ لا تُـطيقُ البحرَ
( رامبو قال 000)
كان النهرُ أبيضَ
والنخيلُ هو الذي نلقاهُ في اللوحاتِ حسبُ ،
أتحسَـبُ الدنيا مُـضيَّـعةً ؟
أريدُ الآنَ أن أُحصي الدقائقَ:
تحتَ كالبتوسـةٍ جلستْ فتاةٌ فجأةً 0 في البُـعدِ يمْـرُقُ زورقً ، والقطةُ
السوداءُ تخمشُ جذعَ صفصافٍ تهدَّلَ شَـعرُهُ في الماءِ 0 كان البـــارُ
عبرَ الشارعِ الكورنيشِ أعلنَ نورَه0 بحّـارةٌ ( جاؤوا من النرويجِ ؟ )
يفتتحون ليلتَـهم0 تهلُّ الهندُ بالسمبوسكِ0 السفنُ الثلاثُ لشرقِ إفريقيّةَ
ارتعشتْ قليلاً0 كانت الأمواجُ تعلو0 أين نذهبُ في المساء الماثلِ ؟ الشايُ
الذي أهملتُـهُ ما زال منتظِـراً0 وعبرَ الضفةِ الأخرى أرى سيارةً0 شفتي
تُدغدغني0تكون الشمسُ لِـصقي0ألمُـسُ الكرسيَّ0 نورٌ في الهواء يَشيعُ0
بعد غدٍ سيحملُـني القطارُ إلى محطاتٍ وراء النهرِ 0 موسكو ربّـما000
000000000000000
مقهىً على" شط العرب"000
كانت تماثيلُ الجنودِ( وأقرأُ: الضبّـاط ) تصطفُّ0 الوجوهُ قبيحةٌ0 وإشارةُ
الأيدي إلى إيرانَ أقبحُ0 وحدَه، بَـدرٌ، تُسَـوِّرُهُ مزابلُ يومِه العاديّ000
لن تأتي الحمائمُ كي تحطَّ ، ولو لتذرقَ ، فوقَ لِـمّـتِـه الخفيفــــةِ،
سوف تأتي الطائراتُ0 وسوف تنقضُّ الصواريخُ البعيدةُ بغتةً في هدأةِ الجنديّ0
تلك الساعةُ الدقّـاقةُ السوداءُ ( جاء بها إلينا أرمنيًّ )سوف تعلو في الهواءِ
( كأنها من صُنعِ سـلفادور دالي )000 لم تَـعُـدْ في بصرةِ البِــصريِّ
أروقةٌ ، ولم تعدِ القناطرُ ( وهي من جذع النخيلِ ) صراطَنا نحوَ السمـاءِ 0
الليلُ مُـنقَـضٌّ000سنسكنُ في مقابرنا0 أليس البومُ أجملَ ؟
غَـنِّـنا يا قاطعَ الأوتارِ، غنِّ000
الليلُ مشتعلٌ بنيرانِ القيامةِ، والضفافُ مليئةٌ بمسابحِ الألغامِ ، والأسـماكُ
صارت تأكلُ اللحمَ المدوِّدَ مثلَـنا0
غنِّ، " المقاهي أغلقتْ أبوابَـها"000
غنِّ !
( 5 )
الليلُ ببغدادَ يجيء سريعاً 0 الليلُ ببغدادَ يُقيمُ طويلاً 0 منذ قــرونٍ
والليلُ ببغدادَ يجيء سريعاً ويقيمُ طويلاً 0 ســيقولُ الحدّادون سئِمْنا
العيشَ، صناعتُنا السيفُ ، وصنعتُنا الضّعفُ 0 يقــولُ النجّـارون
سـئمنا العيشَ، صناعتُنا التابوتُ 0 يقولُ الحَـذّاؤون سئمنا العيش،
صناعتُنا جزماتُ الجيشِ0 يقول الشعراء سئمنا العيشَ ، صنـاعتُنا
أصباغُ الوجهِ0 يقول أطبّـاءُ المستشفى نحن سئمنا العيشَ ، صناعتُنا
أن نصلمَ آذاناً أو نجدعَ ( مثل زمان الحَـجّـاجِ) أنوفاً0 ويقول الحلاّجُ:
تُـرى ، هل صار الحلاّجُ الناسَ جميعاً ؟
قمرٌ يتطاولُ0 والنجمُ تضاءلَ0 أين منائرُ وادي الذهبِ؟ الخيلُ مُـطهَّـمةٌ،
والناسُ سـواسيةٌ، والحجرُ الأسـودُ في البحرينِ0 كأنّ سماءً من قصديرٍ
تُطْبِـقُ0 يا أخبارَ الصحفِ الأولى، يا أشجارَ السبيِ ، ويا أرصفةَ النفيِ000
الليلُ ببغدادَ يجيء سريعاً0 أسـرعَ من صاروخِ قيامتنا، أسرعَ حتى من
صاعقةِ الرؤيا0 أحياناً نتذكرُ أنّـا بشـرٌ، أنّ لنا ، كالحيوانِ، عيوناً 000
أنّ لنا أطرافاً تتحركُ أيضاً0 نحن بلا أسماءَ000لماذا تُرخين ضفائرَكِ الأبنوسَ
على زندي؟ ولماذا يتمشّـى زندُكِ هذا العاجُ على شفتيَّ؟ لماذا ترتعشين؟
ألِـلَـذّةِ ترتعشينَ؟ أنا أغمضتُ العينينِ وأعطيتُكِ أجنحتي0 سنســافرُ،
قولي: سنسافرُ000قولي إن الناسَ يعيشون على القاراتِ القمَـريةِ كالناسِ0
وقولي إن لديهم أروقةً وحدائقَ000سوف تهدهدني كلماتُـكِ حتى الموت0
الموجةُ تتلو الموجةَ
كان بدجلةَ بيتُ الساحرةِ 0 الضفةُ العاليةُ اصطفقتْ بالماءِ الأحمرِ0 سوف
نشـيِّـدُ عاصمةً ، ونمـدُّ جســوراً0
لكنّ اللوحةَ تهتــزُّ000
اللوحةُ وهي على الحائطِ تهتزُّ ،
ونسقطُ منها0 أنتِ0 أنا 0 نسقطُ منها0 ها نحن غريبانِ هنا ، ها نحن فقيرانِ
هنا ، يُـرعدُنا البردُ ، وينهشنا الجوعُ ، ويهتكنا الجرَبُ الضـــــاري
مثلَ كلابِ البدوِ ،
ســلاماً يا أرضَ الثمرِ الأولِ
يا أرضَ الطينِ المعجونِ بآلهةٍ000
يا نبعَ الريحانِ
ســلاماً000
( 6)
مقهىً ل" سـيدوري " على البحرِ:
السفائنُ ألقتِ المرساةَ فجراً ، وهي تنتظرُ المسـاءَ ليلتقــي
البحّـارةُ الحكماءُ تحتَ سقيفةِ المقهى0 و سيدوري تهيّءُ منذُ
أزمانٍ ، موائدَها، وتمشُـطُ شـَعرَها ، وتُحـاورُ المرآةَ000
في الأفقِ البعيدِ سلآلمٌ تَـرقى وأبخرةٌ0
ستَـنبتُ ، بغتةً ، صفصافةٌ0
قصبُ السقيفةِ كان مضفوراً ومؤتلقاً0
زلابيةٌ سقيفةُ ذلك المقهى000
وخمـرٌ في الجِـرارِ
وفي الجفَـناتِ ترغو ، حرّةً ، جُـعةُ الشعيرِ
وفجأةً، نادى المـُنادي:
أين سيدوري؟
وعادَ الصوتُ يطفو كالنوارسِ :
أين ســيدوري؟
وسـيدوري تهيّءُ منذُ أزمانٍ ، موائدَها ، وتمشطُ شَـعرَها ،
وتُـحاوِرُ المرآةَ000
ســيدوري ، سـتُـجلِـسُ ، في المساءِ ، الكونَ
سوف تكونُ ربّـتَـهُ
وسـاقيةً تُجالِـسُ أهلَـهُ ، البحّـارةَ الحُـكماءَ
سـوف تقولُ ســيدوري نُـبُـوءتَـها
وتُـعلنُ صوتَـها
أعلى من الصفصافةِ الأولى
وأعلى من سلالمِ ذلكَ الأفقِ البعيدِ000
وسوف يجلسُ حولَـها البحّــارةُ الحُـكماءُ
في أســمالِـهم
وعلى جدائلِـهم بُـروقُ البحرِ ، والملحُ000
0000000000000000
0000000000000000
0000000000000000
السفائنُ سوف تُـقلِـعُ مرةً اخرى000
لندن / 10 – 4 - 2002
الــعَـقَـبــة
( 1 )
هي أيـْـلةُ التاريخِ
وهي الآنَ إيلاتُ التي جاءت بها الكبَـواتُ واللهجاتُ
وهي ، بـنُـطقِـنا ، وغماغمِ استقتالِـنا :
الــعَـقَـبةْ
تشِـفُّ كذرّةِ البلّـورِ أحيانَ اضطرابِ النبضِ
أرضَ مَـقاتلٍ لصحـابةٍ ومُـجاهدينَ
وواحةً مســكينةً للسـِّــدْرِ
درباً نحوَ مـؤتةَ والشّـآمِ
ونحوَ أن تنداحَ موجةُ ذلك الرملِ المؤجَّـجِ
ذروةً
أو وردةً من وقدةِ الصـحـراءِ
تندفعانِ أعلى ثم أعلى
في الهبـاءِ تدوِّمـانِ لترفعا مُـدناً
وألـويةً
وعشـراً من قلاعٍ
حيثُ تسـتهدي كراديسٌ مدجَّـجـةٌ
نجـومَ النَّـقْعِ والصـلواتِ
000000000000
000000000000
000000000000
سـوف يئنُّ لورنسُ المهشَّـمُ عند إحداها 0
*
ليس في القلعةِ أحدٌ / ليس ثَـمّـتَ حارسُ آثار/ البحر وحدَه /والصيادون تركوا زوارقَـهم إلى المقهى/
الشمسُ تغربُ في إيلات/ والقلعةُ العثمانيةُ تسـهرُ مرتديةً أسـمالَـها الفاخرة/لا قذائفَ من مدافع قديمة/
لا آثـارَ رصاصٍ/ الأســوار ُ الخفيضةُ تنهدمُ باستمرارٍ/ وقريـباً سوف يعلو السورُ المرمّمُ صقيلَ الحَجرِ/
المِـئذنةُ صُـبّتْ كاملةً بالإسمنت/والمهندسُ لم يحفظْ حتى لآجُـرّةٍ واحدةٍ حقَّـها فــــي هــواءِ
التاريخِ والبحرِ / سوف تكون المنارةُ أنيقةً في كامراتِ السوّاح الذين لا يأتون / الهــلالُ الجـــديدُ
ليس من الإسمنتِ / إنه من نحاسٍ سـريعِ الصدأ برطوبةِ الشـاطيء/
الــقلاعُ لا تُـولَـد مرّتيـن000
لنهبطْ ، إذاً ، إلى القاع0
الفرسانُ المسيحيون ، ثـبّـتوا خطوتَـهم الأولى إلى ما لن يبلغوه إلى الأبد :
مكّــةَ وشِـعابِـها0
المغِـيرون المسلمون ثَـبّـتوا في هذه القلعة الملتبسة، خطوتَـهم الأولى إلى ما لن يتركوه أبداً :
بلادِ الشام وأشجارِها0
الضبّـاطُ العثمانيون كان لهم هنا مفصلُ البحرِ والصحراءِ ،
والمدافعُ الأولى التي تدفعُ عن طريقِ مكةَ الطويلِ ، ما قد يقذفُ به البحرُ0
المشهدُ واضحٌ0 واضحٌ كالسينما الوثائقية ، وجارحٌ،
إذاً ، لنهبطْ إلى القاع000
لنضعِ الأقنعةَ والزعانفَ
وحزامَ الرصاصِ
لنحملْ ، مثل جَـمَـلينِ ، غذاءَ رئتَـينا
ولْـننقذفْ في الأمواه العميقةِ
حيثُ الزُّرقةُ ســاحلٌ 0
منـظـر
نِـصفُ تفّـاحةٍ يختفي هادئاً في الجبال
تــاركاً في الخليج عموداً من النـورِ
لا موجَ في البحرِ
لكنّ كلَّ الســـماءِ المحيطةِ بـي
تنشـرُ الآنَ قمصــانَها الأُرجوان
نِصفُ تفّاحتي غابَ
لكننـي مثــل خيّـاطةِ الحــيّ
ما زلتُ أطوي على سـاعِدَيَّ السماء
وقمصانَها الأرجوان
(2 )
لا بحــرَ بين هــواءِ مصـرَ وبحـرِها
لا بحر بين هواءِ جَـدّةَ في الجنوب وبـحرِها
إنّـا تَـوحّـدْنا ببازِلتِ البراكينِ
التي اندفعتْ لتفصلَ قارتينِ
فـوحّـدَتنا
ثم دارتْ في مفاصلنا ، لننسـاها
0000000000000
0000000000000
0000000000000
سـتُـحْـكِمُ شـوكةُ الصحـراء وخْـزتَـها
لتبتعدَ البراكينُ
التي بَـرأتْ من البازلتِ آلهةً
وماءً دافقاً
ومرارةً فيها تلوبُ الروحُ000
تُـحْـكمُ شـوكةُ الصحراءِ وَخْـزتَـها
وتدفعُ سُـمّـها فينا
فننسى كلَّ ما في الكون
كلَّ علامةٍ في الكونِ
إلاّها000
*
دهب/ شـرم الشيخ/ نويبع/ الغردقة/ الدرّة/ عيذاب/ الأسـماءُ تتخاطفُ مثل أسماكِ البحرِ الأحمر/
تتخاطفُ حتى تبلغ هَـرر ومُكلأّ حضرموت/ تتخاطفُ حتى تتمادى000إلى صَـحار ومضيقِ هُرمز
وبلادِ التاميل/تتخاطفُ حتى لَـتتركنا مدوَّخين/ أسماء وكواسجُ ودلافين/ وحوريّاتُ بحّارةٍ ثمليـنَ
بالخطرِ والعواصفِ/ سـيأتي حجيجُ مصرَ/ ومن هنا ستحملُ الجِـمالُ المُـرَفّـلةُ كسـوةَ الكعبةِ
التي كانت تُنسَـج بأناةٍ غيرِ مصريّـةٍ في متاهة القاهرةِ الـمُـعِـزِّيّـة/ " نحن مليئون بالسُّـمّ "
يقول رامبو الفتى/ مليئون بتاريخ الأسَـلِ والسيوفِ/ وهذه الجبالُ التي تُـرهق أكتافَنا منذ ملايين
السنينِ/ هذه الجبالُ السودُ / الجبالُ الوردُ / الجبالُ الرملُ / الجبالُ الجبالُ / من العقبة إلى عـدن/
أيّـانَ تهبطُ عليها، كما في المطر، قطرةُ ماءٍ؟ / ما نحن بسكارى/ نحن مدوَّخون بتاريخٍ لن يقرأه
أبناؤنا/ مدَوّخون ببحرٍ هو جحيمُ البحّـارةِ منذُ قرونٍ/ سِـكّـةُ الحديدِ اقتلعَـها البدو المُسيَّـسون
كما يقتلعون ضرسـاً مسـوّسـاً/ والجِـمالُ اشـتراها متعهدو العساكرِ/ نحن لا نركبُ البحرَ/
ماذا نفعل، إذاً ؟
ماذا تفعلين ، ايتها البدويةُ ، بجَـمالِكِ ؟ بالخِـمارِ المُقَـصَّـبِ ومِـشيةِ الهُـوَينى؟
وشفتاكِ الـمُـسوَدّتان المحمَّـرتانِ من لِـحاء الجوزِ؟
وثـيابكِ الـمُـضَـوَّعة ليلاً كاملاً بالبخور ؟
أنّى أذهبُ بكِ ؟
وأيّانَ الساعةُ التي سيدقُّ فيها قلبانا مثل مِهراسِ البُـنّ؟
سأرسُـمُكِ أيتها البدويةُ " المزركشة كشجرة الميلاد"000
سأرسمكِ ماثلةً على ناقةٍ أو كثيبٍ ،
سأرسمُ صورتَكِ الفريدةَ ألفَ مرةٍ000
لأبيعَها إلى ســوّاحٍ موهومين 0
منــظـــر
الفنــارُ القديـمْ
مُـطفأٌ
لم يَـعُـدْ في صخورِ المواضعِ بـحّــارةٌ
وحـدَه المـوجُ
يلمـسُ ، كالقطِّ ، كُـرسـيَّ مقهى0
دخانٌ من الضفةِ الثانيةْ
والسفينةُ تُـقْـلِـعُ0
من زورقٍ يتخطّـى الفنـارَ القديـمَ
شِــباكٌ تدلّـتْ 000
( 3 )
ســنُـوقِـرُ سـمعَـنا عمّـا يقولُ البحرُ
سـوف نُـشيحُ عن شمسِ الغروبِ
وملعبِ الأمواجِ 000
سوف نكون أتباعاً لهذا أو لهذا
نكتفي من كل قافلةٍ
بـخُـبزةِ مَـلّـةٍ
وبتمرتينِ000
وسوف ننسى كيف نرسمُ بالنجوم فُـجاءةَ الصحراءِ
والطــرقِ التي لا تنتهي000
لا بحرَ يغسلُ منتهى أحلامنا بالملحِ والمرجانِ والأسماكِ
لا صحراء تُـنبِـتُ وردةَ المجهول000
صِـرنا بين مُـصطَـفِـقَينِ ينطبقانِ
باعاً بعد باعٍ ،
كيف نُـفلتُ ؟
كيف نُـبعِـدُ أن تَـعُـدَّ عِـضادتانِ
دقائقَ الرملِ الذي سيكون مَـثوانا الأخيرَ
وعُـشّـةَ العشـشِ؟
000000000000
000000000000
000000000000
اختفى المرجانُ
واندفعتْ ســراطينُ الشـواطيء نحوَ مأواها0
*
لا جملَ لدينا ولا سـفينة/ لا خيمةَ ولا منزل/ لكن لنا أن نسـألَ عن المأوى/
والعقبةُ خاويةٌ على عروشـها/ العشيرةُ أمستْ شيخاً/ والشيخُ في الحــاضرةِ
البعيدةِ/ كلُ شيء مؤجَّـلٌ مثل ديونِ الجنود/ العقبةُ مؤجلة/ الحروبُ في الكتب/
والسلامُ في الدفاتر/ونحن: لا رَكْـبٌ ولا بَـحّـارةٌ/ نحن في هذه العقبةِ حسبُ/
علينا ،إذاً ، أن نختلقَ المأوى/ ليكـنْ لَـبِـناً وصفيحاً/ليكن ألواحاً ممّـا ألقت
السفنُ/ليكنْ حبالاً وأنسجةً مموّهــةً/ ليكن العراء000
هكذا بنَينا ، نحن اليتامى ، العقبةَ الفقيرةَ ، مأوىً ذا دروبٍ متربةٍ ودكاكينِ فولٍ
وفلافل/ لنا أيضاً مقاهينا/ حيث الشايُ ذو القروش العشرة/ وورقُ اللعبِ المهتريء/
سـائقو الشاحناتِ والمهـرِّبون بين مرافيء البحرِ الأحمرِ يسكنون أفئدتَـنــا
وحجراتِـنا العارية/ أين سنذهبُ هذا المسـاء؟ بار روميرو مفتوحٌ عند البحر/
حانةُ إلكازار أيضاً/ وناصيةُ علي بابا/ ثمّـتَ مشاربُ سـريّـةٌ وفتيـــاتٌ
- إنْ شئتَ- / أنت تفضِّـل الشايَ بالنعناع/ نادي الغوصِ الملكيّ (سـوف
يباع ) أغلقَ بوّابتَـه في الرابعة/ لماذا تنظرُ إليّ بالنظر الشّـزرِ ؟/ أتقول إني
لا أعرف كيف أقودك؟ / فـلْـنذهبْ إلى إيلات 000
الصباحُ في العقبةِ باكرٌ دائماً/ ثمّـت طراوةٌ وشـجرٌ مبتلٌّ بـرطوبةِ الليلِ /
والتلاميذُ في الشارع الضيّـق/ يحملون أرغفةً ساخنةً فيها حبّـاتُ فلافل/
المَـسْـمكةُ تُـعلِّـقُ ( مثل الخراف ) أسماكَ التونة/ والحلاّقون ينفضــون
عن كراسيّـهم ما تبَـقّـى من شَـعرِ البارحة/ فلاّحو العقبة (مصريون )
جاؤوا إلى السوقِ بالفجلِ الأحمرِ والنعناعِ والكزبرة/ شارعُ الحمّـامــات
لم تُـفتَـحْ مقاهيه بَـعدُ0
الحـيُّ القديم يضجّ الآنَ في حُـمّـى الهاجرة0
السلامُ عليك يا بن عبد الله 000
مــنظــر
الجبــالُ رماديّــةٌ
غير أنّ الرماديَّ ينكشفُ الآنَ
أبيضَ / أزرقَ مثلَ الضّــباب000
النُّــخَـيلاتُ مُزرقّــةٌ هي أيضاً
وفي البُــعدِ
في أوّلِ الكونِ
يبدو الســحاب 000
العقبة – عمّـان 12-16/ 1 / 2001
السّـــؤال الصّــريح
قُلْ لماذا يُـعَـذِّبـكَ الشوقُ لامرأةٍ ؟
أنتَ في منتهاكَ000
الحديقةُ مخضــرةٌ
والرفوفُ التي تتأملُ ملأى بما سوف تمضي بعيداً بهِ
والســماءُ انجلتْ بغتةً
والقميصُ الذي ترتدي الآنَ 000 سَــبْطٌ نظيفٌ
وبَـعدَ دقائقَ عشــرٍ سـتأتيكَ ســيّـارةٌ
لتغادرَ نحوَ المــطارِ 000
إذاً
قــلْ : لماذا يُعذبكَ الشوقُ لامرأةٍ ؟
00000000000
00000000000
00000000000
هل سَــئمتَ الحياةَ الرخِـيّـةَ ؟
أَمْ هل سَــئمتَ الحياةَ الرضِـيّـةَ ؟
أمْ هل سئمتَ الحياةْ ؟
لندن – 10 / 7 / 2002
الشّـــايُ في الشـــرفةِ
يشربُ النبتُ في شُـــرفة البيتِ شــاياً من الياسـمينِ
الصباحُ تَدلّــى بسُــلِّـمهِ
وتســلِّـقَ أوراقَــهُ
وهو الآنَ يضْـفرُ لي تاجَــهُ في الجبينِ
الطريقُ الذي لا يؤَدِّي ، يُـلَـوِّحُ لي إذْ يَـلُــوح
لن تَـمُـرَّ هنا الحافلاتُ
اتَّــئِـدْ
واشــربِ الشــايَ في شُــرفةِ البيتِ
ولتتعلَّــمْ ، ولو مَـرّةً ، كيف تستقبلُ الطيرَ
لندن – 30-6-2002
أميرٌ هاشميٌّ منفيٌّ في لندن
كلَّ صباحٍ أفتحُ عينيَّ على الغيمِ
الممطرِ دوماً
والأبيضِ أحياناً0
أنا لا أتصــوّرُ ما قالوا لي عن شمسٍ ثابتةٍ
فوقَ حِجازٍ000
قالوا أيضاً إنّ بلادي تلكَ ،
وإني سـأُتَـوَّجُ فيها ملكاً يوماً ما000
أنا لا أرغبُ في أن أُمســي ملكاً0
لكنّ الأجدادَ يُطـلّـون عليّ من الجدران
ومن غرفةِ مكتبتي
ينتظرونَ ،
وقد ســكنوا أُطُـراً ذهباً ، ودفاترَ يوميّـاتٍ
وفصولاً من كتبٍ لن أقرأها000
لُـغتي اختلفتْ
وثيابي
حتى عيناي هما زرقاوانِ ،
إذاً ، لن أمضي معهم:
يوماً في بغدادَ
ويوماً في مكّــةَ
يوماً في الشّــامِ
وآخــرَ في قصــرٍ مَلكيٍّ بالعقَبةْ
000000000000000000
لكني أســمعُ عن أنّ ملوكاً عادوا
عن أزهارٍ تسـتقبلُـهم بمطاراتٍ غامضةٍ
0000000000000000000
ما شـأني؟
ما معنى أن أُمــسي ملكاً ؟
0000000000000000
0000000000000000
0000000000000000
سأُتابعُ منذُ اليوم ، دروسَ الموسيقى
وأطلبُ من أســتاذِ الرســمِ مُـرافَقتي
عبرَ متاحفِ روما
هذا الصيف000
لندن 12 –9 - 2001
إنطباعاتٌ مقطوعةٌ عن ســياق
دائماً في هذا الخريفِ الذي لا يشبهني
في هذا الخريفِ الذي يشبهني
في هذا الخريفِ الذي000
أسـألُ عن ورقةٍ واحدةٍ. ورقةٍ واحدةٍ ، حســبُ0
لكنْ ، ماذا نفعلُ بالأغاني؟
ورقُ الحائطِ مثقَـلٌ بالأناشيد
أناشيدِ الموتى
وأناشيدِ مَن يموتون000
مثقَـلٌ أيضاً بظلِّ بياضٍ خَفِـيّ0
فتاةٌ هنديةٌ
ربما كانت زعيمَ قبيلةٍ في البيرو
قبلَ ثلاثةِ آلافِ عامٍ
دخلتْ غرفتي ، لثلاثِ لحظاتٍ فقط
لكنها لم تخرجْ000
سـأبحثُ عنها حينَ تمرقُ المذَنّـباتُ
عندَ الوسادة0
البحارُ التي نعبــرُها
لن تكونَ بحاراً بَـعدُ
والأرَضـونَ التي ركزنا عليها الرماحَ
لن تُـنبتَ وردةً000
هكذا نختصـمُ والعالَـمَ
كأننا في التشـوّشِ الأول0
عــشرةُ آلافِ متشــردٍ
يلوذون بمُـلاءتي الصوفِ ـ
أنا النائمِ على الرصيف0
هكذا سـأظلُّ على الرصيف
حتى لو ابتنيتُ لي خيمةً من أدَمٍ
في سهوب " حُـلم آباد "0
لا تقولي : نحن اثنان 000
- نحن الواحدُ المتشـظِّـي
قدرَ ما تحتملُ الشهبُ
قدرَ ما لانحتملُ000طبعاً 0
كولومبيا ( ميدايين ) / 9- 6 - 2001
إرتيـــــاب
ثَــمَّ ، بين الغصونِ ، ســماءٌ طباشــيرُ
هل أكتبُ اليومَ فيها أغاني الســوادِ ؟
المروجُ التي تكنــزُ الخُـضرةَ اتّـسعتْ :
هل تكونُ السمــاءُ ، إذاً ، في الترابِ الخفيضِ ؟
لأحداقِنا أن تحارَ قليلاً
وأن تســألَ الآنَ عمّــا بدا ثابتاً 000
نحن لن نتثبّــتَ من صــورةٍ ،
فالمرايا حوائطُ
واللونُ محضُ اشتبـــاهْ
0000000000000
0000000000000
0000000000000
لا تقُــلْ : ما أدقَّ الحياهْ !
لندن 27-6-2002
إستيــحاش
تعالَـي
كي أمتنعَ الليلةَ عن تدخين القنَّـبِ
والتَّـبِـغِ الهولنديّ…
تعالَـي
كي أستمعَ الليلةَ للموسيقى
من فخِـذيـكِ المائستينِ ،
تعالَـي
كي أتنـقَّـعَ بالشفتينِ
تعالَـي
كي أسمعَ رِعشـةَ أعماقِ الدَّلتا
ضيِّــقةً
حولَ غُــصَـينِ…
الآنَ تعالَـي
كي أُضجِــعَ ، حتى الصحوِ ، العينينِ
تعالَــي
يا ضامرةَ النهدين…
لندن 18 – 6 - 2002
القهــوة تبرد في الشُّــرفة
الفانوسُ المتدلِّـي بين النبتِ المتسلِّـقِ لا يُرســلُ نوراً
لكنَّ عيوناً كانت تمنحُـه نورَ الشـرفةِ 000
كرسـيّـانِ وطاولةٌ ( الكلُّ بلاستيك )
وصينيّـةُ قهـوةْ 0
لم تَـغِـبِ الشمسُ تماماً :
والسُّـرخُـسُ ما زالَ على الدوحةِ أخضــرَ
سـنجابٌ يقفزُ من أعلى ليغيبَ تماماً في الخُـضرةِ
آخرُ بيتٍ تبلغُـه عينايَ سيوقدُ مصباحَ حديقتهِ بعد قليلٍ ،
والقهوةُ تبردُ في الشــرفةِ
ثـمّـتَ أنفاسُ ربيعٍ تحتَ الطاولةِ 000
الشــرفةُ تبردُ في بُـطءٍ 0
000000000000000
000000000000000
00000000000000
لا تحُصي ، أيتـها المرأةُ ، أنفاسَـكِ
لا تَـتَّـخذي الفانوسَ رداءً 000
هل ألـمُـسُ كفَّـكِ ؟
لندن 25 – 4 - 2002
الـــرِّحـــلة
آنَ أرضَعُ غصناً من التوتِ000
أمْتَـصُّ ذاكَ الحليبَ الـمُـفَــوَّهَ بالجَـنّـةِ :
الـضَّـوعِ
والعســلِ الأحمـرِ ؛
الشّــمـسُ في المــاءِ
والـماءُ في الخُـصُــلاتِ ،
ارتَـدى الزورقُ الصيفَ ، أوراقَ دالِـيةٍ
واصْطِـفاقَ شِـباكٍ 000
سـيأخذُني الـماءُ
تأخذنـي ، مثلَ ما أتَـمَـنّـى ، الســماءُ
ســأمضي إلى حيثُ لا أنتـهي ،
إلى حيثُ لا يـنـتهي التوتُ :
أمضي إلى حيثُ قد أبـتَـديءْ 000
لندن – 9 / 7 / 2002
أوكْـــتـافْـيـا
أوكتافيا ، لا تدخلُ من شُـبّـاكٍ000
أوكتافيا تقتحمُ السـلّـمَ ، وثْـباً ، حتى بابِ الشـقّـةِ
تقذفُ نحو الكرســيّ حقيبتَـها اليدويةَ
ثم تُــؤرجِـحُ ســاقَـيها
عابـثـةً بهواءِ الأوراقِ وما خَـلّـفَـهُ مطرُ الليلِ على الأحداقِ ؛
أقولُ لها :
" أوكتافيــا!انتظِــــــري!"
لكنّ لأوكتافيا شــأناً آخــــرَ000
00000000000
00000000000
00000000000
في عطلــتها الأسـبوعيةِ
( أوكتافيا تَـمْـلكُ مقهىً بَـلْـجيكيّـاً )
تأتي راقصـةً ، عبرَ البحــرِ ، لتـأكـلَـني متلذذةً
وتنــامَ عميقاً000
ثم تُـفارقـني في ثاني أيامِ الأســبوعِ؛
00000000000
أنا رجـلٌ ذو تَـبِـعاتٍ
لكنّ البلجيكيّـةَ لا تعرفُ هذا إذْ تعرفُ هذا 000
أوكتافيا تعرفُ أنْ لها عطلةَ أســبوعٍ ،
أنْ لها حقّــاً في أن تأكلَني ، مُتلذِّذةً
وتنـــامَ عميـقاً ؛
ثم تفارقني في ثاني أيــامِ الأسـبوعِ 000
000000000000
إذاً ؟
هل أُدخِــلُ أوكتافـيا في تَـبِـعاتي ؟
لندن – 20 / 7 / 2002
لـم يتغيَّـرْ شـــيءٌ
لم يتغيّـرْ شــيءٌ
ما زالَ أبي يكــدحُ بين النخلِ وماءِ المدرســةِ،
الناسُ يقولونَ 000
ولكني أعرفُ نفسي خيراً حتى من نفســي؛
مثلاً:
أنا أعرفُ ما لا تعــرفُـهُ الصّـحُـفُ المأجورةُ ،
أو أني أعرفُ أنْ أتأمّـلَ في الشّــاطيءِ
أعني أني أعرفُ أن أتأمّـلَ في ذرّاتِ الرملِ
وفي ما يقذفُـه البحــرُ ، قواقعَ أو عُـشْـباً
أو أســماكاً ميِّـتةً ،
000000000000
0000000000
0000000000
لم يتغيّــرْ شـــيءٌ :
مَــأوايَ هــوَ الغرفةُ، مُــفرَدةً ، في أحياءِ الفقراءِ
وقُــوْتي الـخُـبزةُ والعدَسُ 000
الأمــرُ ، إذاً ، أبســطُ من أن يخفَـى
أبسَــطُ من أن يُخـشــى ،
أرجوك000
00000000000
00000000000
00000000000
ســتقولُ ( لكَ الحقُّ تماماً ) إنّ العالَـمَ غيرُ العالَـمِ
إنّ منارةَ كارل ماركسَ مُـطْـفأةٌ 000
إنّ الشِّــركاتِ الـعُـظمى ، عابرةَ الأقوامِ ، مُـخَـيِّـمةٌ
حَــسَـناً !
ما شـأني أنا في هذا ؟
أنا ما زلتُ فقيــراً ،
ما زِلتُ فقيراً ، مثلَ أبي، أكدحُ، بين النخلةِ والمــاءِ000
لندن – 5 / 7 / 2002
قــتلَ فرهـــاد عــثمانوف ؟ Who killed Ferhad Usmanov?
www.war-against-terrorism.info
عند محطّــةْ
عند محطةِ مترو
عند محطةِ مترو آكْــتِـنْ تاوْن
أعني:Acton Town Tube Station
تحديداً…
أقرأُ : Who killed Ferhad Usmanov?
أنا لم أســمعْ باسمكَ يا فرهاد
لم أسمعْ ، من قبلُ، بفرهاد عثمان
( عثمانوف! )
لكني أسـمعُ في الليلِ الليلِ ، دويَّ الغاراتِ
بقاراتٍ تتراءى مائجةً في لُـججٍ وأعاصيرَ وأدخــنةٍ
أسـمعُ زخّــاتِ رصاصٍ
والصوتَ الســرِّيَّ لإطلاقةِ كاتمِ صوتٍ
أسـمعُ أبواباً تُـخلَـع في أحياء الغرباءِ
وأسمعُ أحياناً صرخةَ طفلٍ…
00000000000
00000000000
000000000
أنا لا أعرفُ كيف أُناديكَ ،
وأيَّ رياحٍ سـأُحـمِّـلُـها صوتي كي تصلَ الرعشـةُ 000
هذا الليلُ طويلٌ ، يا فرهاد
سـأظلُّ ، إذاً ، أبحثُ عنكَ000
ومَـن يدري000، قد نبلغُ ، في مَســـرانا ، بغداد
أقولُ: القارةُ، أمستْ ، في هذا الليلِ، القريةَ
نعرفُـها درباً درباً
نعرفُ فيها الساكنَ والمسـكنَ
والمنبعَ والأشجار
ونعرفُ أيَّ فتاةٍ ترقصُ
أو أيَّ فتىً يرتجلُ الأشعار000
لكني ، مثلك، يا فرهاد
لا أعرفُ من أين تجيء رصاصاتُ السُّــمِ
ومـن أيّ كهوفٍ قبل التاريخِ يجيء الإنسـانُ- الذئبُ
ويندفعُ الإعصــار000
00000000000
0000000000
0000000000
فلْتـرقُـدْ يا فرهاد
ارقُــدْ
واتركْني في وحشةِ هذا المســعى
في وحشةِ هذي الأشــعــارْ
لندن / 26-6-2002
ما أصعبَ الأغنيــة !
( قصيدة إشـارة )
مَـن تُــرى ، أرســلَ الأغـنيـة ؟
لا أقولُ الهـواءُ الذي يتبعــثرُ بين الشــجرْ
لا أقولُ القطاراتُ تهدرُ تحتَ الغيومِ الخفيضةْ
لا أقولُ انتهيتُ من الـحُـبِّ أمسِ 000
أقولُ : ليَ الصوتُ
تَـمتـمـةٌ
وتَـمائمُ
تَـرتيلُ تَـرْ ،تـَرْ ، و تَـرْ ،تَـرْ000 تراتيلُ
تَـرتـدُّ
ترتادُ
ترتاحُ
تنداحُ
تَـرْفَـضُّ
تَـنْـهَـدُّ
تَـرتَـدُّ 000
0000000000
0000000000
0000000000
تَـنـويـمـةٌ، أن نغَـني ، وأن ننتهي
أن نتـمتـمَ من منتهى التمتمـاتِ
النســيمَ
النبيذَ الذي ظلَّ منتظِراً كلَّ تلك الســنينْ
والبســاطَ الذي لم يكــنْ
والنســيجَ
النسيجَ الذي لن يُـرى
والنـشــيجَ المباغِـتَ ،
0000000000000
000000000000
ما أجمـلَ الأغنــيـةْ !
لندن – 19 / 7 / 2002
قلعــةُ ألْسِــينور ( قلعة هامْـلِـت )
الخندقُ ذو الماءِ الأخضــرِ تعْـبُـرُه أغصــانٌ وعصــافيرُ
وتَـعبُـرُهُ أحذيةُ السـوّاحِ
وأشبــاحُ البحّــارةِ في سُـفُـنٍ غرقتْ000
أنا أعبُـرهُ أيضاً ،
لكني أتحَـسّـسُ ألواحَ الجســرِ
أُحِـسُّ بها لـيِّـنةً
ومُـباغِـتةً
ماءً في لونِ الخشــبِ000
القلعــةُ تسـكنُ في القلْـعةِ
كالــدّمِ في الـدَّمِ ،
أنتَ ، اللحظــةَ ، لن تتقــرّى ألواحاً أو حـَجَـراً
لن تدخلَ من بابِ التاريخِ
ولن تأنـسَ باللوحاتِ المعروضةِ في البهــوِ
ولن تســمعَ وشــوشــةَ البحـــرِ
الآنَ ســتدخلُ في نفسكَ
كالحَـلَـزونِ اللاّئــذِ بالقوقعـةِ 000
0000000000000
0000000000000
0000000000000
الآنَ ، ســتهجِـسُ وقْـعَ خُـطىً في ليـــلٍ ناءٍ
وسـتُنـصِـتُ للأنفاسِ المكتومةِ
تُـنْـصِـتُ للدّرَجِ الصاعِـدِ نحــوَ الأســئلةِ 000
انتـبِـهِ الآن !
لندن – 9 / 7 / 2002
مُسَـــوّدةٌ أُولــــى
سـوف أمضي إلى المغربِ :
انفتحتْ بابُ " ســبتـةَ "000
لو أمهلَــتْـني قليلاً لخيّـمتُ خارجَ سـورِ المدينةِ
وابتعتُ كوزاً
وصحنــاً
وأعـلَيتُ من بُرنســي منزلاً
وأقمتُ الصلاة 0
0000000000
0000000000
0000000000
غير أني دخلتُ ، فلم يكترثْ حجرٌ لي
ولم تلتفتْ ، في الغصون ِ ، المُــطـوَّقـةُ
الآنَ أمضي إلى منزلٍ بالضواحي
إلى منزلٍ بالضواحي القصـيّـةِ ،
فلْتتركيني وحيــداً
مع الكوزِ
والصحنِ
والبرنسِ الصوفِ :
إنّ ســبيـلي الفلاةْ 000
لندن 27-6-2002
العودة إلى الأعلى
صــباحٌ مـا
قد تُتمتمُ : تَـمّـتْ تمارينُ هذا الصباحِ 000
احتسيتَ ، بلا سُـكّـرٍ ، قهوةً
واستمعتَ إلى نشــرةٍ
ولففتَ الســجارةَ معتنياً ، ثمّ دخّــنتَـها
هكذا ، في دقائقَ ، وانفلتَ اليومُ 000
في الحوضِ لم تكنِ الحنفيّـةُ مغلقةً جيِّـداً
كنتَ تسمعُ من غرفةالنومِ أرواحَــها تقطُـــرُ000
الشمسُ لن تُـجتلى
أمسِ كان المطرْ
وغداً لن يكونَ الســـفرْ
00000000000000
00000000000000
00000000000000
غنِّ ، إنْ شــئتَ
غنِّ :
الســبيلُ إلى بيتها إســمُـهُ المســتحيلُ0
لندن 29-6-2002
مُـتَـغـايِــرات 1
لا فجْــرَ في عدَنٍ 000
كأنّ الصُّــبحَ سَــمْـتُ الشَّــمسِ
والبحرَ الـمُـحيطَ الفورةُ الأولى بـمُـبتَـدأِ الخـليقةِ ،
قُـلتُ يوماً : سـوفَ أُمْــضي الليلَ عندَ البحــــرِ
رُبّـتَــما اقتنصتُ الفجرَ
مثلَ الحُــــوتِ
أو مثلَ الحمامةِ 000
كان سِــيفُ البحرِ مرتخــياً ومُــؤتَـلِـقاً
طَــوالَ الليلِ ،
والأسـماكُ ، ناصعــةً ، تَـقافَــزُ ؛
لم أشــأْ أن أُغـمِـضَ العينينِ ،
كنتُ أريــدُ فجراً فــي يَــدَيَّ 000
فُـجاءةً
ونــدىً ؛
ومضـيتُ في حُــلمي 000
000000000000
000000000000
000000000000
تُـرى ، هل أُغمِـضَتْ عينايَ ، لَــحظةَ طِــرْتُ ؟
أمْ هـل كانَ إيكاروسُ في وهَــجِ الحريقِ !
00000000000000
00000000000000
00000000000000
صـديقتي:
لا فجْـــرَ في عدَنٍ 000
لندن – 10 / 7 / 2002
مُـتـغـايرات 2
هذه البلدةُ الـمُـطْـمئنة ُ تبدو من البحــرِ
قَــفراً
بلا ســاحلٍ
غيــر خَـطَّـينِ :
أخـضرَ : حيثُ امتدادُ الحــدائقِ
أبـيضَ : حيثُ امتدادُ الفنــادقِ
أمّـا المصــابيحُ فهي العيــونْ 000
هذه البلدةُ المـطْـمئنةُ تبدو من التـــلِّ
زهــراءَ
ورْديّــةً
تتدافَـعُ أمواجُـها في الشــوارعِ
حيثُ الـمَـماشي غـصـونْ 000
هذه البلدةُ المـطمـئـنّـةُ
لن يَـتَـرذْرذَ بالـماءِ فيها أحــدْ
لن يـغامرَ في البحرِ ، حتى ولو سـنتيمتراً ، أحــدْ
لن يـغادرَها الـمُـتـرَفونْ
زُمَّــجُ المــاءِ
والنَّـورسُ الكَـهْـلُ
هُــمْ أهْـلُـها الأقــربون 000
لندن - 10 / 7 / 2002
ـــــــــــــ
* البلدة المعنيّـة هي " إيسْـتْ بورن " Eastbourne
مُـتَــغايِـــرات 3 هذه الشّـقّـةُ في باريسَ
( أعْنــي في الضّـواحي الـحُـمْـرِ ) ،
لم ألْـبَـثْ بها وقتــاً مـديـداً 000
( ربّــما عامَـينِ )
لكني ســقَـيتُ الوردةَ الـنّـضْـرةَ
واطـْـمَـأْنَـنْـتُ للأشــجارِ والـمَـخبزِ والـحـانةِ فيـها ؛
واســتَـعَـدتُ القلَـقَ الباردَ في الـهدأةِ
بل أرســلْـتُ ( هل تدري ؟ ) بريــداً
وتَـلَـقّـيتُ بـريداً 000
وتنسّـمتُ بها ، ضَـوعاً من الفردوسِ ، في آخِــرةِ الليلِ
وصُـبْـحاً ياســميناً 000
( خَــلِّـنا من حـســرةِ الـذكرى ! )
0000000000000
0000000000000
0000000000000
أقولُ الآنَ :
إنّ الـمَـرءَ لا يَـأْلَـفُ إلاّ ما انتهى منهُ 000
ألَـسْـنا نتـركُ النــهرَ إلى النبعِ؟
ألَـسْـنا نتـركُ النــومَ إلى الحُلمِ ؟
ألـسـنا نتـركُ الـنَّـهدَ إلى الرَّسمِ ؟
00000000000
00000000000
00000000000
أقولُ الآنَ :
باريسُ أراها ، هكذا 000 ، مَـنْـثورةً
بـيـنَ يَـدَيّ !
لـندن – 11 / 7 / 2002
العودة إلى الأعلى
طـــبيعـة
مثلَ ما تنعقدُ الأبخرةُ البحريّـةُ ، الظُّـهرَ ،
على خِلْجانِ " بابِ المندِبِ "000
استلقَى على الأشــجارِ ، في غربيّ هذي البلدةِ، الغـــيمُ 0
تُـرى، إنْ كان هذا الصيفُ ، صيفاً
فلماذا يُـطْـبِـقُ الغيمُ على عينــيَّ
أو يَـبْـلُـغُ ما تحتَ القميصِ ؟
ارتَـعشــتْ في الدوحــةِ الـرَّطْــبةِ أوراقٌ 000
أ تأتي ، بَـغتةً ، فـاخِـتَـةٌ ؟
أنْـصِـتْ !
ســيهتَـزُّ، بِـما لا ينتهي، خَــيطُ الذّهـــول 0
لندن - 6 / 7 / 2002
دعــوة عشــاء
هيّـأتُ مائدتي ( لقد حـلَّ المســاءُ )
وقُـلْـتُ : قد تأتــونَ000
فـكّــرتُ ؛
الحيــاةُ طــــــويلـةٌ
ولَـرُبّـما لا يســتحقُّ الأمرُ هذا الطّــــولَ ،
فـلْـنجلـسْ قليلاً حولَ مائدةٍ
لِـنَـنْسَ فَـداحةَ الأشــياءِ
والبابَ الـمُـواربَ عندَ منعطَـفِ الطريقِ السـاحلـيِّ
وبــاقةَ الزهرِ التي ذبُـلَـتْ ،
لِـنَـنْـسَ كلامَـنا
وتَـلَـكُّـؤَ الفَـتَـياتِ
والأوراقَ
والشــمسَ التي غـربَتْ 000
000000000
000000000
000000000
لقد هيّـأتُ مائدتي
وقُـلتُ : لَـعَـلَّـكم تأتون 000
لندن – 11 / 7 / 2002
إحساسٌ مضطــربٌ
أمسِ ،
قلتُ : انتهتْ ســنواتُ العذابْ
أنا ظَـهري إلى حائطٍ
والقبورُ أمامي بغَــربيِّ لندنَ
والفجـرُ ، دوماً ، ضَـبابْ 0
000000000000
000000000000
000000000000
أمسِ ، قلتُ000
ولكنّ تلكَ الصنوبرةَ المستقيمةَ في البُـعدِ ، لم تَـتَّـركْ لي ،
ولو لحظةً ، شـاطئاً للتأمُّـلِ0 تلكَ الصنوبرةُ استقدمتْ ،منذُ
يومينِ كِـيزانَـها وثعالبَـها والسّـــناجيبَ والطيــرَ،
واستقدمتْ غيمةً تسـتقـرُّ على جبهتي ، ثم نَـسراً بأجنحةٍ
من هُـلامِ ، ومَـدّتْ على مَدخلِ البيتِ أغصـانَـــها
وهي مضفــورةٌ كالـشِّـباكِ الخرابْ0
انتظرتُ000
الصباحُ انقضى0 واسـتراحتْ على الشُّـرُفاتِ الظهـيرةُ0
قَـلَّـتْ على الشارعِ الحافلاتُ0ولم يبقَ إلا المســـاءُ 0
اقتنعتُ بأني سـجينٌ ، وأنيَ لا أكرهُ الســـــجـنَ
( فالمرءُ يألَـفُ ) قالَ لنا المتنبِّـيءُ0 في بغتةٍ ألمـحُ الشيبَ
يَنبتُ في راحتَـيَّ0 الكلامُ العجيبُ ، إذاً، قد تَـحــقّقَ0
ها أنذا ألمحُ الشيبَ، فعلاً، على راحَـتَـيَّ،بلونِ التـرابْ0
انتظرتُ000
الصنوبرةُ استجمعتْ ، كالرياضيِّ، أنفاسَــها0 والصـنوبرةُ
اندفعتْ بثعالبِـها والسناجيبِ والغيمِ والطيرِ والنَّـسرِ 0000
وال000وال000
وراحتْ تدقُّ على البابِ مجــنونةً ، تتــقاذَفُ كيزانُـها؛
والفــروعُ علـــى جبــهتي إبَـرٌ واضــطـرابْ0
أنا ظَــهري إلى حائطٍ000
والقبــورُ أمـامي بغــربيِّ لندنَ
والفجــرُ ، دوماً ، ضــبابْ 0
لندن 17 – 4- 2002
حــــــوار
قال لي آنَ كانت رياحُ الخريف
تتناوحُ بين التلالِ المحيطةِ :
هل نحن ، ياصاحبي ، صخرتان ؟
كم تناوحتِ الريحُ
كم نابَـنا القَـرُّ
والضُّـرُّ
كم ضاعَ منّـا الرهان 000
ولكننا ، ههنا ، الواقفان 0
0000000000000
00000000000000
00000000000000
قلتُ : لا تبتئسْ
نحن عينُ الزمان000
لندن 27-6-2002
شُـــرفةُ هامْـلِـتْ 1
" سِــجنٌ هي الدانيمارك " 000
مَـرْقاكَ الوحيدُ إلى الحياةِ ، الموتُ في مَـرأى أبيكَ ؛
القلعةُ الليليةُ انطبَـقـتْ
أقوقعةُ القيامةِ تلكَ ؟
أطبقتِ الظلالُ على السّلالــمِ 000
سـوف يقول هوراشـيو :
تَـمَـهَّـلْ ، يا أمــيرُ !
الليلُ أعــمقُ من مَـخاوفـِنا ،
وأخـطرُ من معاركِ أمسِ000
أنتَ عرفتَ ما لايعرفُ القدماءُ والبحّــارةُ الحُـكَماءُ
أنتَ عركْــتَ نفسـكَ
واســتعذْتَ بها
ولكنّ الدّجــى أبَــدٌ 000
ويـقول مارسيليوس مرتبكاً :
تَـمَـهّـلْ يا أميــرُ 000
ألــمْ تَـقُـلْ: سِــجنٌ هي الدانيمارك ؟
ماذا ســوف تلْـقَـى من مُتابعةِ الصّـعود ؟
ومَـن ، تُـرى، تَـلقى؟
أبــاكَ ؟
لقــد رأيناهُ ،
وكانَ مُـسَـلَّـحاً 000
*
الليلُ منتصِـفٌ
وهذي القلعةُ البحريّــةُ ارتطَـمَـتْ بـشـاطئها
و هامْـلِـتُ
يصـــعدُ الـمَـرْقَـى 000
لندن – 3/ 7 / 2002
شـُــرفة هامْـلِـتْ 2
هنا ، كان رُوزِنْـكْـرانْتْـس واقفاً :
لم تكنْ شُــرفةً ( مثلَ ما ألِـفَ الناسُ ، أو مثلَ ما جاءَ في الكتُـبِ ):
البحــرُ هاويةٌ
وهيَ كانتْ مَـطَـلاًّ على الهاويةْ
لكنّ روزنكرانتس يراها كما قد يرى البرزخَ
( النقطةَ الصِّـفْـرَ بين الحياةِ وأُقْـنُـومَــةِ الزاويةْ )
كان روزنكرانتس يراقبُ ما يقذفُ البحرُ
ما يتكسَّــرُ من سُـنَـنٍ أو سـفائنَ
يَـرقَـبُ بَـحّـارةً
وقَـباطِـنَـةً
يـنـزلـــونَ هنا
يرحلون ، مع الفجرِ ، أو في ليالي العواصفِ عاتيةً ، من هنا 0
آهِ روزنكرانتس !
أنتَ تصنــعُ ، من كلِّ ما قد ترى فيهِ أسئلةً ، مسْــرحاً
( ولْـيَـكُـنْ مثلَ ما شـئتَ أن يتبـدّى، بســيطاً )
غـيرَ أنـكَ ممتـحَـنٌ ، يا صديـقـيَ ، هذا الصَّـباحَ:
ســفينةُ هاملت ألقتْ مَـراسـيَـها
الآنَ000
والمســــرحيّـةُ لم تبتديءْ ، بَـعدُ
00000000000
00000000000
00000000000
ألمســـــرحيةُ لم تبتديءْ ، بعدُ
فَـلْـتَكشِـفِ السِّـرَّ ، روزنكرانتس :
أتكونُ انتهــتْ ؟
لندن – 3/ 7 / 2002
شُـــرفةُ هامْــلِـتْ 3
أنا الآنَ في الـمَـرْقَـبِ :
الريحُ تدخلُ في البحرِ
والبحــرُ يدخلُ في الــريحِ ،
مِـلْـحٌ هــو الأفْـقُ
حتى الســفائنُ ، في المـرفأِ الجَـهْـمِ ، تبدو مشـوَّشــةً ؛
والصَّــباحُ الذي أرتـجي
ليس في الدانيماركِ000
المســاءُ ســيأتي
وفي مهبِــطِ الليلِ ، ينعبُ ، أوحشَ من خندق القلعةِ ،الـبُـومُ
والليلةَ : الحفــلةُ المـلـكيّـةُ 000
000000000000
000000000000
000000000000
فَـْلأحتَـفِـلْ :
أنْ تكونَـكَ أو لا تكونْ
آنـَــها سـيجيءُ الجنــونْ 0
لندن – 4 / 7 / 2002
ذلك النهار المـمـطر
ليسَ لأنّ نهاراً ذا مطرٍ يطرقُ نافذتي مثلَ اللصِّ عجيــباً .
ليسَ لأني في هذي الصحــراءِ المائيّـةِ ، ليس لأنّ الشمسَ
أقامتْ في كتُبٍ للرحّـالةِ والشّـعراءِ ، وليس لأنّ 000
أقولُ : أنا مُـضنىً بملائكةٍ ينتظرونَ0 الأشجارُ هي الأشجارُ
ولكني أبحثُ عن ظِـلٍّ0 والمطرُ الـمُسّـاقِطُ ليس مياهاً 0
عبرَ خرائطَ في النبضِ تَـمَـوَّجُ أنهارٌ وسفائنُ من لوحٍ ،
وزوارقُ من بُـرديٍّ000 مطرٌ لا يبلغُـني0 مطرٌ لا تبتلُّ
الشفتانِ بهِ0 تلتمعُ القضبانُ الخُضرُ ( سياجُ المقبرةِ البولونيّةِ)
بالنورِ المائيّ0 وأبعدَ ، أبعدَ ، تشربُ أزهارٌ وشــواهدُ0
لن ألمحَ سنجاباً أو طيراً0 أُرهفُ أضلاعي للمــوسيقى0
كانتْ في الشُّـرفةِ0 والشمسُ أقامتْ في رُكنِ حـديقتها
بيتاً لتلاوينِ العشبِ، وللورقِ اليابسِ0 لم تكنِ المرأةُ تَنظرُ
أو تنتظرُ0 المرأةُ كانتْ غائبةً0 أنا وحدي كنتُ أُلَـملِـمُ
صورتَها ، والأعضاءَ ، وذكرى القُـبلةِ في زاويةِ المقـهى
يوماً ما000 ما أنْـبَتَ هذا الأخضرَ في الأزرقِ؟ موسيقى0
شمسٌ من جُـزُرٍ ذاتِ براكينَ0 المرأةُ توشـكُ أن تتحركَ،
أن تبدو، أن تتشـكّـلَ0 هاأنذا ألمَـحُ خُصلةَ شَــعرٍ
سَـبْـطٍ000مُـكتَـنَـزاً من شـفـةٍ سُـــفلـى0
موسيقى0 والشُّـرفةُ تغدو شُـرفةَ بيتٍ: طاولةٌ صُـغرى0
كرسيّـانِ0 زجاجةُ خَـمرِ0قدَحانِ0وحبّـاتٌ مــن
مُـشمُـشٍ إسـبانيا0 في زاويةِ الشّـرفةِ نبتةُ صُـبّارٍ 0
تلتفتُ المرأةُ0 ها نحنُ اثنانِ0سنسكنُ فــي الشّـرفةِ0
سوفَ تجيءُ الشمسُ إلى كأسَـينا0سوفَ نرى اللحظـةَ0
موســيقى000
المطرُ الـمُـسّـاقِـطُ يَـسّـاقَـطُ0
كنّـا خلفَ زُجاجِ الشّـرفةِ0 والغُـرفةُ باردةٌ شيئاً ما0
غُـرفتُـها كانتْ تَـلْـتَـزُّ برائحةِ الأصباغِ، وضَوعِ
السـجّـادِ القرغيزيّ0 كأنّ رطوبةَ هذا اليومِ التصقتْ
تـحتَ قميصي0 تمنحُـني المرأةُ من شفتَـيها الجمرةَ0
هل غَلـغلتِ الجمرةَ تحتَ قميصي؟ أحسـسـتُ بأني
طَـوّافٌ في أرضٍ ذاتِ عيونٍ ســاخنةٍ وتَضاريسَ 0
أصابعيَ القدمانِ0 وأنفاسي موسيقى وتَرٍ لا تتلاشـى0
موسيقى تَـصّـاعَـدُ أو تهبطُ 0 لستُ أرى مطراً 0
عبرَ زجاجِ الشّـرفةِ كان الضـوءُ شـــــفيفاً0
لكنّ المطرَ الـمُـسّـاقِـطَ يَـسّـاقَـطُ
هذا المطرُ الـمُـسّـاقِـطُ يَـسّـاقَـطُ
يَـسّـاقَـطُ000
أشـعرُ بالمطرِ السّـاخنِ
بعدَ دقائقَ ، حسـبُ000 سـأفعَـلُ حُـبَّـكِ
مثلَ ســريرٍ ضَـيِّـقْ0
0000000000
0000000000
0000000000
موســيقى0
لندن – 6 / 9 / 2001
تقليبُ أوراق
بِيـــر حَسَــن
كنا في وسَط الحــيّ
ولم يكنِ الطيرانُ الإســرائيليّ خفيضاً
أنت تظنُّ مُضادّاتِ" الآك آك " الأُضحوكةَ ؟
كنا بمدافعنا تلك نعرقلُـهم000
أنا لا أتحدثُ عن غيرِ الذكرى ( أرجوكَ ! )
ولكنّ السمتيّـاتِ الإســرائيليةَ ما كانت لتطاردنا
فرداً فرداً 000
كنا بمدافعنا تلك نذودُ عن الموقعِ
والمستودعِ
عن سـكّـانِ الحيّ
وعن شـبّـانٍ لبنانيينَ سـيأتون إلى موقعنا 0
حَــــيُّ السُّــلّــم
كنّـا في حيّ السـلّـمِ في 82- -
تماماً في مثل معادلةِ اليوم 000
الإســرائيليون هناكَ
ونحن هنا 000
تفصلُـنا عنهم تلك الفُسحةُ
حيثُ الدبّـابةُ ، دبابتُـهم ، مَعطوبــةْ0
مبــنى أبو إيــاد
لا أعرفُ مَن ســمّى المبنى باسمِ صلاح خلَـف
ولماذا000
هو ما كان ليســكنَـهُ
ما كان ليدخلَـهُ إلا يوماً في العامِ
وكان المبنى معروفاً في الشارعِ
كان المبنى مكشــوفاً للشارعِ
للناس
لسيارات الخدمة في " الفاكهاني "
ولطلابِ الجامعةِ ،
المبنى مفتوحٌ
000000000000
000000000000
000000000000
في الغارات الأولى دخلَ المبنى في الشارع
مالَ من القصفِ
فأسنده الشارع0
لندن – 16/ 11 / 2000
اعتصامٌ في داوننغ ســتريت
كان مسـاءُ التاسع والعشرين
من تشـرين الثاني هذا ، طـلْـقـاً وجميلاً
لا أمطارَ
ولا ريحَ ،
وكنـّـا ، من أجل فلسطين ، نحاولُ000
لم يأتِ التجّــارُ ذوو الصفقاتِ الســرِّيّــةِ
لم يأتِ فلسطينيّـو أنظمةِ القتلِ العربيةِ
أو أهلُ الرفضِ
ولم يأتِ حُــماةُ العِـرضِ
0000000000000
0000000000000
0000000000000
لقد كنا بضعةَ أنفارٍ في الشارعِ
بضعَ شــموعٍ
خمســةَ طلاّبٍ ضاقوا ، بعد قليلٍ ، بالعَـلَـمِ الضخمِ
وخمـسَ صبايا يتأففنَ ،
وعشــرينَ بريطانيّـاً ألهمهم ربِّـي صبراً
وأنا العربيّ المفرَد ؛
0000000000000
0000000000000
0000000000000
لو كان لنا أن نعتصــمَ الليلةَ
في مكّــةَ ؛
لو كان لنا 000
لندن – 30 / 11 / 2000
العودة إلى الأعلى
رأيتُ أبـــي
كنتُ أمشي ، وأبي ، في غابةِ النخلِ
وأحسستُ أبي يرفـعُـني بين ذراعَـيـهِ :
لقد كنتُ خفيفاً
ريشـــةً000
وأبي كان خفيفاً
غيمةً كانَ
وفي القطنِ الذي يفترشُ الغيمةَ
أغمضتُ ( كما في الحلمِ ) عينيّ000
أبي!
لندن/ 2 – 7 - 2002
تقليد عبد السلام عيون السُّـود
لكـأنّ وجهَكِ ، يا صديقةُ ، في المتاهةِ ، وجهُ أختي
ألَـقٌ له ألقٌ ، ومعنىً غيرُ معنىً ، أو كــــلامِ
لا بُـدَّ أن أمضي ، وأن أجدَ التفرُّدَ في الزِّحــامِ
ولَئنْ تعثّـرتِ الخُـطَى ، ونسيتُ ما مَرمى سهامي
فلأنّ ما يعني الكلامُ الآنَ قــد يعنيهِ صمتــي
" أنا يا صديقةُ متعَـبٌ حتى العَياء فكيف أنتِ ؟
أمشي ، ولكني الـمُـسَـمّـرُ ، والسّـحابُ الجونُ بيتي
ماذا؟ أأهجسُ في الهجيرِ مَـتالعَ الثلجِ البعيـــدِ ؟
هل تُولَـدُ البيداءُ من كَـفّـيَّ، أم كفّايَ بِـيْدي؟
والنهرُ هل غنّى؟ ام الماءُ المتعتعُ بالنشـــــيدِ؟
إني انتظرتُكِ لم تجيئي، وارتجيتُكِ 000لم تَبتِّــي
" أنا يا صديقةُ متعبٌ حتى العَيــاء ، فكيف أنتِ؟
في الطائراتِ أحومُ ، أسألُ عن مَداركِ حيثُ حُـمتِ
زوّادتي بِـيَـدي، وملء مسدّسي الطلَقاتُ مـلأى
أيظلُّ هذا الكونُ أشيبَ؟ كيف لم أعرفْـه بـدءا ؟
ساُهاجمُ الـثُّـكناتِ ، أمنحُ جُندَها خبزاً ومنـأى
وأصيحُ بالمدنِ التي نامت: لأجلكِ كـان صـوتي
" أنا ياصديقةُ متعَـبٌ حتى العياء ، فكيف أنتِ؟
في لندنَ الخضراءِ تأخذني الشوارعُ نحــوَ نَـبْـتي
لي نخلةٌ في أولِ الدنيا ، ولي في النخلِ ســعــفةْ
والكأسُ ماءُ الطَّـلعِ000يا ما كانتِ الأيامُ رشفةْ!
يا ما ، و يا ما 000فلتَغِـمْ عيناكَ، ولْـتُـجْـفِلْـكَ رجفةْ
الليلُ يُضويني 000أنا المقطوعَ عن ولَدي وبنتـي
" أنا ياصديقةُ متعبٌ حتى العياء ، فكيف أنتِ ؟
هل يستقيمُ الخَـطُّ ، حتى عبرَ أنـمُـلةٍ ونَـحْـتِ؟
أم هل تدورُ دوائرُ الدنيا كما كنّـا نــريدُ ؟
بالأمس ِكنّـا أمسِ ، أمّـا اليوم فالأمسُ الجديدُ
أتقول لي عيناكِ إني في التســاؤلِ أسـتزيدُ ؟
قسَــماً بآلهةِ العراقِ لأختمَـنَّ عليكِ صـوتي
" أنا يا صديقةُ متعَبٌ حتى العَياء ، فكيف أنتِ ؟
لندن 18 – 2 - 2001
ــــــــــ
* اللازمة هي لعبد السلام عيون السود
شُـــرفة فؤاد الطائي(رسّــام)
قد تظلُّ الحوانيتُ مفتوحةً ، متألِّــقةَ النورِ
حتى وإنْ هبطَ الثلجُ000
قد تترصَّـدُ قُـربَ محطّـتِكَ القرويةِ كيف يجيُْ القطارُ
وكيف يُـغادرُ 000
قد تتتبّـعُ ماءَ البحيرةِ ، تلكَ القريبةِ
حتى القرارِ الذي هو مأوى العرائـسِ 000
قد تتفتّــحُ شُـرفةُ هذا الشَّمالِ الســويديِّ
عن أنـجُـمٍ أو أيائلَ000
(في الصيفِ نحنُ)
ولكنّ عينيكَ – حتى وإنْ كنتَ في اللحظةِ/ الصيفِ –
سـوف تَرودانِ سَــطحاً
وقِشــرةَ بطِّـيخةٍ
وخِـيارةَ ماءٍ
وملْــحاً0000
0000000000000
0000000000000
0000000000000
آنَــها سوف يَغمـرُ لونُ الذّهبْ
كلَّ أوراقِنا
من نخيلِ السَّــماوةِ
حتى حَلــبْ !
لندن 30 – 6 - 2002
شُــرفة المنزلِ الفقير
الطِّلاءْ
كان يَـنـزعُ في السقفِ أثوابَـه البِـيضَ
في دَعةٍ وهدوءٍ
ويُلقي بها كالنقودِ العتيقــةْ
مرةً في أصيصِ الزهورِ
وأخرى على رأسِ مَن يتأمّـلُ في الشّـرفةِ000
الصبحُ رطْـبٌ
وهذا الطلاءُ الذي ظلَّ يَـسَّـاقَطُ
امتــدَّ حتى الحديقةِ في أســفلِ المـنـزلِ
امتدَّ حتى حذاءِ الذي يتأمّـلُ في الشّـرفةِ 000
امتدَّ حتى الهواءِ الذي يتنفّـسـُهُ ،
00000000000
00000000000
00000000000
سـوف ينفضُ عن ثوبهِ ما تَســاقَطَ
ينفضُ عن رأســهِ ما تَســاقطَ 000
أو ربّـما امتدّتِ اليدُ حتى الحذاءِ ؛
ولكنّ أغنيــةَ الصبحِ
أغنيــةَ العُـمرِ
مُثقلــةٌ بِـنـثـيرِ الطِّلاء 0
لندن – 2/ 7 / 2002
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أستمتعوا معي بسعدي يوسف هنا ( (Re: خضر حسين خليل)
|
صديقى الحبيب دوماً/
خضر حسين...
سلامات يا زين...
سعدى يوسف ... اتزكر يا صديقى حينما كنت فى سنين سابقه اردد له قصيدته المجنونة تلك
(( هدواً وكونو مثل من كان يقاتل فى الممر)) هذا الرجل يا صديقى خضر لا املك له صفة وصف ابداً ... تعرفت اليه من خلال قصيدته تلك التى كنت ارددها دوماً والتى استمعت اليها تكراراً ومراراً فى أول الامر من الصديق الاستاذ الشاعر/ الصادق الرضى ومن حينها اصبحت الاحق سعدى يوسف الى يومنا هذا يا صديق.
لك كل الحب والسلام والتحية ...
| |
|
|
|
|
|
|
| |
خضر حسين خليل
سفيان بشير نابرى
mazin mustafa
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست