«الرأى العام» تستضيف قادة الحركة الشعبية فى ندوة عاصفة بعد رحيل قرنق «1 ــ3»

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 09:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-22-2005, 05:34 AM

أحمد يونس مكنات

تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 193

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
«الرأى العام» تستضيف قادة الحركة الشعبية فى ندوة عاصفة بعد رحيل قرنق «1 ــ3»


    «الرأى العام» تستضيف قادة الحركة الشعبية فى ندوة عاصفة بعد رحيل قرنق «1 ــ3»
    اعدها للنشر: أحمد يونس، فتح الرحمن شبارقة
    أثار رحيل الدكتور جون قرنق المفاجئ أكثر من سؤال، بعض الاسئلة تتعلق بشخص الدكتور، والبعض الآخر بتركته الثقيلة التى كان يحملها.
    فقد ترك حركته التى بناها طوال أكثر من عقدين وهى على أعتاب مرحلة جديدة كاملة، مرحلة تحولها من حركة مقاتلة لحركة سياسية، وهى مرحلة دون شك أصعب كثيراً من مرحلة ''التمرد'' والقتال. وترك مشروعاً فكرياً طموحاً يتجاوز حدود الاقليم لتخوم البلد الواحد، وهو مشروع نظرى لقى قبولاً لافتاً، وترك تحالفاً سياسياً ناشئاً بين حركته والمؤتمر الوطنى الحزب الحاكم، وهو تحالف لا يخلو من بعض المطبات.
    وترك حليفاً آخر ''التجمع الوطنى الديمقراطى'' وهو يعيش مرحلة انتقال قد تودى به، وكانت حنكة الدكتور الراحل تحول بينه وانفراط العقد. وترك عضوية كان يطلق عليها ''أهل الهامش'' ويطلق عليها الآخرون ''شمال وجنوب''، وبين فهمه لعضوية حركته وفهم الآخرين لها برز سؤال عضوية الحركة من الشماليين!!
    وفوق كل هذا وذاك فقد ألقى عبء ''فراغ الكاريزما'' الذى تركه على الحركة وتحالفاتها مسؤولية جسيمة، ومثيرة لشفقة الحادبين على أفكارها ومبادئها، وشماتة اعدائها.
    يالها من تركة ثقيلة ومثقلة هى دين الراحل في اعناق الرجال الذين خلفوه، ''القسم السياسي في الرأى العام'' وهو يحاول تلمس عتبات الطريق استضاف فى منبر الصحيفة أمس الأول كوكبة من قيادات الحركة الشعبية وقيادات الرأى والسياسة والفكر لدراسة آليات توزيع التركة الثقيلة فى ندوة : ''الحركة الشعبية بعد رحيل قرنق''.
    وكانت جلسة جهدت فى إجابة السؤال، البعض من قيادات الحركة قالوا ان الإجابة تتمحور فى ''المؤسسية''، وآخرون قالوا ان قرنق إستطاع خلق حالة فكرية وسياسية ووجدانية ونحت طريقاً لا يستطيع خلفاؤه إلا السير فيه، أما قادة الرأى والفكر فقد كانت تساؤلاتهم وإجاباتهم تعلن الحيرة التى ترك الناس فيها ''رحيل دكتور جون قرنق''.
    إفترع الندوة رئيس التحرير الأستاذ كمال حسن بخيت وقدم ضيوف الرأي العام، ثم ترك المنصة للأستاذ محمد الحسن أحمد ليدير الحوار:

    *غبش في الرؤية:
    إستهل القائد مالك عقار الحديث بالقول: هذه سانحة جميلة لكشف الغموض الذى ''يغبش الرؤية''، فهنالك عدة نظرات أحداهما تنظر للحركة كأنها مشخصة فى شخصية الرفيق الراحل الدكتور جون قرنق، والثانية تنظر لشخصية الدكتور الراحل بإعتباره اللاعب الأساسى فى تسيير الحركة وأن الحركة ستتوقف مسيرتها بموته ، والثالثة تشكك فى أطروحات الحركة حول بناء السودان الجديد ذاتها. الصحف ركزت على هذا الجانب وهي ترى أنه برحيل د. جون قرنق فإن طروحات السودان الجديد ماتت.
    سأبدأ كلامى بتعريف الحركة الشعبية كيف تكونت وماهى أهدافها وهيكلتها وما هى المراحل التى
    مرت بها! الحركة الشعبية تكونت قبل 21 سنة كحركة قومية بصرف النظر عن البيئة الجغرافية التى إنطلقت منها، و أثرت مشكلة البيئة الجغرافية هذه على مسيرة الحركة، فلو أنها كانت نشأت فى الجزيرة أبا، أو الخرطوم لتغيرت نظرة الناس إليها، لكن للاسف رغم طرح الحركة الديمقراطي الشامل، كانت جغرافيا النشأة، تعد عاملاً سالباً فى نظر البعض، ورغم الظروف المحيطة بها فقد تكونت لبناء السودان الجديد، وهى حركة شاملة لكل القطر، وقد تكونت تكويناً عسكرياً فى الفترة التي كانت تستوجب التركيز على البناء العسكرى، وهو شيء مرتبط بظروف نشأة الحركة، التى فرضت ان يتم التحول السياسى بعد 11 سنة من إنشائها. صحيح ان التنظيم العسكرى للحركة والتنظيم السياسى قاما بفارق زمنى فرضته ظروف تطور الحركة لكنهما كانا يكملان بعضهما البعض.
    ومن دراسة المراحل التى مرت بها الحركة أستطيع القول ان رحيل الدكتور جون قرنق لن يقصم ظهرها، لأنها نجحت في امتحانات صعبة جداً قبل رحيل الدكتور جون قرنق، صحيح أنه كان رمزاً أساسياً فى تسيير الحركة فى ذاك الوقت الحرج، لكنه لم يكن يقودها بالطريقة الإنفرادية التى كان الناس يتصورونها، كان يسيرها كمؤسسة، لقد كان دوره فى الحركة محورياً لكونه شخصية مرموقة، ولا أجد نفسي أتطاول ان قلت ''مافى زول فى الحركة يملأ حذاءه منفرداً''، ولا أتطاول لو قلت أيضاً ''مافى زول فى أفريقيا يملأ حذاءه منفرداً''.
    ومع قدراته فقد كان يقود الحركة بمؤسسية، هذه المؤسسية ساعدت الحركة على عبور كل المراحل والامتحانات الصعبة التى مرت بها. لذا أقول للذين يخافون على مستقبل الحركة، كحركة سياسية لا يوجد مبرر لهذه المخاوف، فقد رحل الدكتور جون وترك رؤية تشربها كل المنتمين للحركة، وهم سائرون عليها، وهم قد تشربوها لمدة ''''21 عاماً، وليس من السهولة تركها ''لأن من شب على شئ شاب عليه''، واكرر القول لمن لديهم تخوفات فى أن تضعف الحركة بموت قرنق إن الحركة لن تضعف، لان رحيله هو تحد لأعضاء الحركة يدفعهم لتوحيد جهودهم للسير على طريق الوحدة وطريق بناء السودان الجديد.
    أود ان أقف عند الشكوك حول أطروحة السودان الجديد لأن هنالك كثيرين يتحدثون عن الانفصال، وكل واحد منهم لديه أهدافه ومبرراته التي يقدمها للإنفصال، وأقول لهم ''مافى انسان مولود إنفصالى، ما فى انسان مولود إنسلاخى، أنا بنسلخ لو ان الوضع في حتة معينة لا يتطابق مع الشئ الذى اتعامل بيهو''.
    وأن الإنفصال نتيجة ورد فعل طبيعي، الإنفصال غلب على العمل الوحدوى المضاد، هنالك قوى تدفع للإنفصال، لكنها ستضعف إذا تحققت الشروط المضادة للانفصال، فالوحدة او الانفصال يتوقفان على الحقوق والواجبات، والانتماء، والتراضى وقبول الآخر، هذا هو الذى يحدد الوحدة والإنفصال وجد الدكتور جون قرنق أو لم يوجد.
    ان حجر الزاوية بين الوحدة او الانفصال هو التعايش مع بعض، لقد حاولنا خلق الوحدة عن طريق الحرب وفشلنا والآن آن الأوان لنجربها بالتراضى، وهذه أيضاً لا يؤثر فيها وجود دكتور جون قرنق أو عدمه.
    * بين الحسرة والشماتة
    وفي السياق قال الدكتور منصور خالد في كلمته إن الحركة بعد موت جون قرنق سلمت الحركة الراية للشخص الطبيعي شخص ''نائبه''، وبذا تكون رؤيته ومنهجه مستمرين حسبما أرى، وفى ذات الوقت فإن الرجل ـ يقصد سلفاكير ـ بمجرد استلامه لزمام الأمور اكد بأنه سائر على الدرب الذى بدأه الدكتور جون قرنق، واعتبر السير فى هذا الطريق خير احياء لذكراه، وشدد على السير فى طريقه وعلى المبادئ والأفكار والسياسات التى يتبناها.
    و رغم كل ما تم القيام به فإن ردة الفعل التى أعقبت وفاة الدكتور جون قرنق كان بعضها ردة فعل طبيعية للحدث الزلزال، وكان بعضها مخالفاً للقانون وهو شئ مرفوض من قبل الحركة، لكن هنالك ردود فعل أخرى كان فى ظاهرها الحسرة على رحيل قرنق، وفى باطنها شئ من ''الشماتة'' مثل الإشارات التي وردت عن وضع الشماليين فى الحركة، وكأنما الحركة مكونة على أساس قبلى، وللاسف نفس الأقلام التى روجت لهذا الرأى، هى نفس الأقلام التى كانت تشكك فى فكرة السودان الجديد على أيام الدكتور جون قرنق، وكانت تروج ان الحركة تهدف لإحداث انقلاب عرقى، فلو ان الحركة كانت إنفصالية فقد كان بمقدورها إنهاء التفاوض عند ''مشاكوس''، لان المفاوضات التي دارت بعد مشاكوس كانت كلها تتناول امر السودان الواحد مثل قضايا المناطق الثلاث، التحول الديمقراطى، النقابات، وهى قضايا لا تهم الجنوب كثيراً في نظري.
    وكانت ذات الأقلام بعيد استلام جون قرنق لمنصبه كنائب أول، بدأت تتحدث عن خلافات بين قرنق
    وسلفاكير، وبعد ان جاء سلفاكير أصبحت تتحدث عن إنفصاليته دون تقدير لحديثه عن نفسه،
    وبعد أدائه القسم ما زالت هذه الأقلام تكتب بذات الروح، وأدعوها لالتزام الموضوعية، لأن كثيرين يتحدثون بهذا النهج وهم لا يريدون الوحدة في الأصل، لكني أقول لهم ان الوحدة لا تأتى باحترامنا لبعضنا البعض، ولخصوصية الجنوب الثقافية، واحترام المواثيق والعهود التى تم الاتفاق عليها.
    هذا هو الطريق الوحيد لتحقيق وحدة السودان، وهو ليس برنامج الحكومة ولا برنامج الحركة وحدهما.
    * هدف ووسيلة
    حين إستلم الدكتور لام أكول أجاوين دفة الحديث شكر ''الرأى العام'' على إتاحتها فرصة التحدث عن الحركة الشعبية بعد رحيل الدكتور جون قرنق، وقال إن العنوان ربما يحمل إهتماماً وخوفاً على مصير الحركة بعد رحيل قائدها الذي كان الراحل شخصية مركزية فى الحركة وإرتبط به اسمها لفترة طويلة ما جعل الكثيرين لا يفرقون بين الحركة والدكتور جون قرنق، وبرحيل الرجل إستنتج كثيرون ان الحركة ستنتهى بعد وفاته.
    واقول ان الحركة الشعبية حركة فريدة من نواح كثيرة فهي من ناحية حركة ثورية بدأت ليس ككل الحركات الثورية منغمسة فى الفكر الذى تدعو إليه، وإنما بدأت الحركة بمجموعات من المزارعين والطلاب والعساكر وما إليهم، وكان لبدايتها أثر كبير فى مسارها، لأنها أولت إهتماماً كبيراً بالجانب العسكرى وهذه نقطة مهمة جداً.
    والنقطة الثانية فإن طبيعة الأشياء فى السودان جعلت البيئة الجغرافية والإجتماعية عنصراً من عناصر إتخاذ الموقف ضد الحركة، فكثيرون كانوا يتوقعون من حركة قامت فى الجنوب ان تكون حركة انفصالية، وحين إكتشفوا أن موقف الحركة غير ذلك، كان هذا مثار إنبهار في الشمال، ولكن هذا الانبهار لم يرافقه إنضمام ملحوظ للحركة من الشماليين، وطبعاً لا يمكن عزل الهدف عن الوسائل. لأنه لم يكن هناك إهتمام من الأخوة فى شمال السودان للإنضمام للحركة، فظلوا يتحدثون عن أنها حركة إنفصالية جنوبية، واستمر النقاش الى هذه اللحظة لأنه، وكما ذكرت فى البداية إرتبطت الحركة باسم د. جون قرنق فإذا كان د. جون قرنق وحدوياً، أوإنفصالياً فإن الحركة تكون تابعة له، وهكذا بوفاته أصبحت الحركة أصبحت، وهذا إفتراض خاطئ، تسبب في القول بمصير الشماليين في الحركة, ما جعلنا مطالبين بالاجابة على تساؤل لماذا صار الشماليون مهمشين فى الحركة؟ وهو سؤال غير حقيقى وغير وارد، ولأن الذين إنضموا للحركة أغلبهم من المناطق المهمشة وهذه الأطراف المهمشة مقرونة بالتكوين العرقى للسودان ما زاد ''الطين بلة''.
    ورحل القائد في الظروف التى يدور فيها النقاش حول ماهية الحركة وطبيعتها ما جعل البعض يعتقدون ان الحركة ''إنتهت''، لأن قيادات الشعب السودانى الحزبية التى رحلت لم ترحل فى ظروف مشابهة للظروف التى رحل فيها الدكتور جون قرنق، بمعنى ان احزابهم لم تكن نشطة كما هى الحركة الشعبية الآن، ولذلك سادت التكهنات الكبيرة حول هذا الموضوع، ولأن رحيله جاء فى مرحلة إنتقال من مرحلة الحرب الى مرحلة السلام، وبداية العمل فى مؤسسات السلام، ودخول الدكتور جون قرنق كل البيوت السودانية فى 21 يوماً بصورة غير مسبوقة، لذا عندما رحل كان شعور الشعب السودانى بالفقد حقيقياً.
    فكانت الاحداث الأخيرة التى أثرت سلبا فى كل ما تدعو له الحركة، إلا أن تحول الحركة من عسكرية الى سياسية لن يتأثر بغياب قائدها، فالحركة تملك القابلية والتأييد الشعبي، وهي قادرة على تقديم الكوادر ما يجعل السودان يكمل البرنامج الذى بدأ من 22 سنة.
    وقال دكتور لام أكول ان التخوف من توجهات الحركة ومصيرها، تم الإجابة عليه فى نيو سايد عندما اختارت الحركة سلفاكير رئيساً وخرجت ببيان به أربع نقاط.
    الأولى هى ان الحركة لن تتغير مبادئها، والثانية ان الحركة ملتزمة بمبادئها، والثالثة دعت القيادة لتهدئة الأمور وعدم إحداث ما يهدد السلام، ثم ضبط النفس لتفويت الفرصة على أعداء السلام، فالحركة لها من الرصيد ما يؤهلها للمضى للأمام.
    * ليس موضوعاً للحديث:
    الأستاذ اجاك مجوك قال :بعد رحيل الاخ د. جون قرنق إنشغل كثير من الناس بمستقبلين ''مستقبل الحركة الشعبية ومستقبل الكادر الشمالى في الحركة الشعبية'' ،لكنهم لم ينشغلوا بمستقبل السودان، واعتقد اننا سمعنا كثيراً عن موضوع مستقبل الحركة الشعبية بعد رحيل القائد جون قرنق من الذين تحدثوا قبلي، ومثله موضوع مستقبل الشماليين فى الحركة، وهو ليس موضوعاً للحديث على الإطلاق، فهم مناضلون قدموا ثمناً مثل أخوتهم الجنوبيين فى قضية التحرير وأظن ما ظل السودان وماظلت الحركة الشعبية لتحرير السودان سيكون لهؤلاء الأخوة مستقبل، وهو ليس موضوعاً للحديث إلاّ إذا كان للناس معهم قضايا شخصية وبخصوص مستقبل الحركة فإن عمالقة التاريخ فى السودان أو فى غيره ''سيدنا محمد، سيدنا عيسى، سيدنا موسى، المهدى'' لم يعيشوا ليروا ثمار رؤيتهم، وبعد رحيلهم تحركت رؤاهم، فالاسلام وصل إلينا فى افريقيا، والمسيحية ذهبت الى أوروبا من فلسطين، والمهدى جاء بعده الخليفة، وغيره وعلى ضوء ذلك فالحركة بعد رحيل د. جون قرنق سوف تمضي الى الأمام وتعمل على تحقيق أطروحاتها وخلق السودان الجديد الواحد والدفع به للأفضل، ونحن كسودانيين لن نفوت الفرصة للآخذ بيد السودان من المأزق الذى يعيشه، ويجب ان لا نضيع زمننا في الحديث عن الحركة كحركة جنوبية او ان الشماليين فى الحركة ما عندهم مستقبل وما الى ذلك، لأن هذا لايساعد السودان.
    وأخيراً أود ان اقول بان اخانا المناضل د. جون قرنق قد رحل وأصبح جزءاً من التاريخ ولكن السودانيين الموجودين الآن والسودان كوطن هم المستقبل.
    * لا يمت للحقيقة:
    وقال الأستاذ الواثق كمير في مداخلته إنه يريد ان يشدد على بعض النقاط فى موضوع الشماليين فى الحركة ليس لأنه واحد من المقصودين بالتعبير ولكن لان الموضوع له دوافع اخرى غير التى ذكرت من أسباب شخصية وغيرها، وأضاف أنا أعتقد ان الرسالة الأساسية لعبارة الشماليين بالحركة وأن دورهم إنتهى بوفاة د. جون قرنق وإنشغال عدد كبير من الناس بهذا الموضوع فى الفترة الماضية يحمل رسالة تقصد الإيحاء بأن وفاة د. جون قرنق تعنى تراجع الحركة إلى حركة جنوبية، وتزداد انفصاليتها وبالتالى فإن مشروع السودان الجديد قد طواه النسيان. وأود ان أوضح أربع نقاط:
    أريد أولاً ان أؤكد على ما ذكره مجاك حول التساؤل عن الشماليين فى الحركة من شفقة أو من ناحية موضوعياً فإن السؤال المهم الذى كان يجب ان يطرح ''ما هو مصير اتفاقية السلام وما مصير المحافظة على السلام بعد غياب الدكتور جون قرنق وما هو مصير السودان الجديد الذى يهم كل السودانيين وخصوصا الشماليين''..
    والنقطة الثانية: إبعاد الشماليين فى الحركة لا يمت للحقيقة بصلة لكني أود ان أسأل سؤالاً إفتراضياً حتى وإن كان هذا الحديث حقيقة وإن تم إبعاد الشماليين من الحركة وأصبحت الحركة جنوبية صرفة فما هو مصير الشماليين الذين يآتون بمثل هذه الأحاديث فى الشمال، وما هو مستقبل السودان الشمالى حتى وإن اراد الانفصال ما هو مشروعه البديل لمشروع السودان الجديد وما هو مشروع الذين يرغبون فى الإنفصال لإقامة - إفتراضياً- دولة فى الشمال ما هو مشروعهم لهذه الدولة.
    والنقطة الثالثة: ما هو المقصود بالشماليين داخل الحركة فقد وضح من الإشارات التي قرأناها فى الصحف أنه يقصد بالشماليين منصور خالد وياسر عرمان أى الشماليين الذين يأتون من الشمال النيلى، وليس شمال السودان كمفهوم جغرافي أعتدنا على فهمه والتعامل معه منذ الاستقلال، وهو كل شمال السودان عدا المديريات الجنوبية الثلاث وحدودها عند إستقلال السودان فى عام 1956م، ففى الحركة الشعبية ركيزتان أساسيتان من شمال السودان الجغرافى ''جبال النوبة وجبال النيل الأزرق'' فهل نفهم من الاشارة للشماليين فى الحركة بأنهم يعتبرون جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق ''شمال السودان'' وهذا سؤال برى''!؟
    والنقطة الرابعة الأخيرة: أود ان أقول بأن المتشككين والمتوجسين والمشفقين على مصير الشماليين فى الحركة يبدو انهم بعيدون عن أشواق وتطلعات أهلهم وأنا متأكد بأنهم إذا ذهبوا لزيارتهم فى العيد كما درج الناس على زيارة ذويهم فى العيد، سيشهدون بأم أعينهم مكاتب الحركة الشعبية فى المناطق التى ولدوا فيها وفى قراهم المختلفة فى شمال السودان وفى الجزيرة والقضارف أو فى كسلا فيصبح الإهتمام بمصير حفنة من الشماليين فى قيادة الحركة ليس مفيداً.
    * ليس ثمة خطأ
    الأستاذ ياسر سعيد عرمان بعد أن قدم الشكر الجزيل قال أن الدقائق الخمس ظالمة جداً ولكني سأحاول أن اختصر، الدكتور جون قرنق شخص مؤثر للغاية ورحيله سيؤثر فى الحركة الشعبية وقضايا التحول الديمقراطى والسلام الشامل وقضية التنمية بمنظور جديد، لكن الحركة الشعبية لن ترحل، فقد جاءت من رحم الأنانيا الأولى ودكتور جون قرنق هو رائد التأهيل النظرى والعملى فى قضايا السودان الجديد والسودان القديم بلا منازع، وقد استطاع ان يربط بشكل كبير بين نضال الأنانيا الأولي التى أتى منها. كذلك فكرة السودان الجديد ضرورة موضوعية لواقع دولة فيها 500 قبيلة وفيها كل الديانات لذلك فإن هذا الفكر لن يحارب وسوف يظل الى ان يتخلى كل الناس عن التحيزات العرقية والدينية فى هذه البلاد.
    لوأن الدكتور جون قرنق ولد من أم وأب من وسط السودان لتغيرت الخريطة ولكن التحيزات العرقية والدينية حالت دون ذلك وحتى بعض الذين حيوه بإبتساماتهم كان فى قلوبهم شئ من تحيزات عرقية ودينية حتي قبل وفاته، د. جون قرنق لم يظهر الآن وظل يدعو لرسالته ''السودان الجديد'' حوالى 22 عاماً .
    ولقد قلت للدكتور جون قرنق أمامه أنه منذ رحيل المهدى فهوأعظم شخصية ظهرت فى تاريخ السودان الحديث، والفريق يوسف منسق المجلس العسكرى طلب من د. جون قرنق ان يكون عضواً فى المجلس العسكرى، فقال له يا جنرال إنت أدخلتنى الجيش وانا بحترمك لكن ''داير أقول ليك'' أنا بقول السودانيين قبل ما يكونوا عرب او افارقة او شماليين او جنوبيين مسلمين او مسيحيين يكونوا سودانيين أولاً ''فى غلط الكلام دا يا سعادة الفريق'' قال ليهو ما فيهو غلط، وقال قرنق للفريق يوسف مرة أخرى ''أنا قاعد أقول ان السودان ما فيه تنمية متوازنة والسودان يجب ان لا يدار من المركز لأنه بلد كبير ''في غلط فى الموضوع دا'' قال ليهو ما فيهو غلط'' فقال له دكتور جون الخطأ فى أنى جنوبى وقائد للحركة فأنت تقود هذه الحركة وأنا أكون نائبك حتى تفهم هذه الرسالة.
    والنقطة الثانية: أنا أقول بوضوح شديد ان الحركة لن ترحل، ولكن غياب د. جون قرنق مؤِثر وسيأخذ السودان 50-100عام لكى ينتج شخصاً مثل الدكتور جون قرنق وبالامكانات والمؤهلات التي توفرت له فهو أكاديمي ''شاطر'' وهو مفكر قبل ان يكون سياسياً، وهو سياسى ماهر ويشيع البهجة حتى فى الظروف الصعبة، وهو من أكبر قبيلة فى السودان، فتوفرت له مزايا لم تتوفر فى شخص واحد، وهو شخص كبير فى تفكيره.
    وأريد ان أحكى بوضوح هنالك حقائق ستظهر طالما أن هنالك لجنة تحقيق في الأحداث التى حدثت أخيراً، فقد كنت مع سلفاكير وسامسونج كواجي فى نيروبى وعندما وقع الحادث تناقشنا ورأينا ان لا يذهب خبر الوفاة الى اجهزة الإعلام لسببين: السبب الأول لأن هنالك ترتيبات يجب ان تعمل، والسبب الثانى ان المنطقة فيها مخاطر على د. جون قرنق نفسه فاليوغنديون كانوا يقولون ان الطيارة فيها أجهزة ومعدات حديثة ولا بد أنها نزلت فى منطقة سوف يعرفونها ويجدون د. جون قرنق وكان هناك خطر إذا هبطت طائرة د. جون قرنق ان تتعرض لمخاطر فى تلك المنطقة في وقت معه فيه أفراد قليلون، وتحدث سلفاكير مع علي عثمان وآخرين وأعلن وزير الإعلام بأن طائرة النائب الأول قد إختفت واضطرينا لتغيير روايتنا وتحدث سلفاكير مع اللواء بكرى والمشير البشير وعندما كنا نكتب في الخطاب وكان مجاك موجوداً كنا نكتب فى خطابين واحد للرأى العام إتفقنا على أن يذهب سلفاكير الى نيوسايت ومن هناك تعمل كافة الإجراءات المناسبة من الخرطوم ومناطق الحركة لعمل بث مباشر فكنا نعلم ان مقتله لن يمر بشكل عادى إذا اخذنا الأحلام والأشواق التي جسدها دكتور جون لدى كثير من الناس، وما حدث بعد ذلك أرسلنا إشارة لكل قادة الحركة الشعبية أخبرناهم فيها برحيل د. جون قرنق لان قادة الحركة يفترض ان يعرفوا الحقائق، وفى أثناء ذهابنا الى المؤتمر الصحفى اتصلت بعلي حامد قال لى بأن إدريس محمد عبد القادر موجود مع الرئيس، فقلت له يا ادريس سلفا يريد ان يذهب الى نيوسايت لكن لا بد من إتخاذ ترتيبات مهمة في الخرطوم وكل السودان، وبعد ذلك يعلن سلفاكير النبأ بعد ان تعلن الحركة بأن هناك رئيساً جديداً للحركة الشعبية ونريد جهاز «SNG» للبث. فقال لى إدريس للأسف نحن أعلنا النبأ قبل ربع ساعة ومعى نيال ''دينق فأعطانى نيال دينق الذى ذكر لى أنه بالفعل تم إعلان نبأ مقتل د. جون قرنق قبل ربع ساعة ولذلك الخطأ كان من أجهزة الدولة وهذا الكلام يقال بوضوح لأنه أضر بالحركة الشعبية أكثر من أى شخص آخر وربما تكون هذه المسألة تمت لسبب من الأسباب.
    والشئ الأخير الذى أريد أختم به حديثى فقد تحدث الواثق عن موضوع الشماليين ولكن صديقنا ضياء الدين بلال مطالب بتصحيح ''الحاجة العملا دى، ويشوف لينا طريقة ومخرج منها'' لأنو مصطفى سرى اتصل بى فى أسمرا، هو وآخرين وقالوا أن ضياء الدين، يكتب فى كتاب حول الشماليين في الحركة، فقلت له رسالتي ان يقول لضياء الدين أن لا يرتكب خطأ لان الشماليين داخل الحركة هم مجموعة الشمال النيلى فأكبر شخص من الشماليين داخل الحركة هو يوسف كوة مكى، ثم ان الشماليين موجودون لا تكتب كتاباً إلا بعد ان تلتقيهم، وقلت لسرى ان يقول له الدرويش قال: ''أتعرف من أنا حتى تموت نيابة عنى'' فهذه المسألة محتاجة الى تصحيح.
    وأخيراً فإن غياب الدكتور قرنق لتأثيره الكبير فقد أضعف الناس ''الكان شادى ليهم الحبل'' أكثر من أى وقت مضى وهذه عظمة الدكتور جون قرنق



                  

08-22-2005, 09:31 AM

أحمد يونس مكنات

تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 193

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: «الرأى العام» تستضيف قادة الحركة الشعبية فى ندوة عاصفة بعد رحيل قرنق «1 ــ3» (Re: أحمد يونس مكنات)

    up..up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de