عمر الصايم - الحكومة لا زالت ترتدى الحزام الناسف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 07-06-2025, 03:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-24-2004, 02:13 PM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2935

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عمر الصايم - الحكومة لا زالت ترتدى الحزام الناسف


    الحكومة لا زالت ترتدى الحزام الناسف

    عمر الصايم [email protected]

    لا يمكن ان نفسر التطورات التى حدثت فى تركيبة السلطة، وفى مواقفها من القضايا السياسية، كالسلام، او التعددية، من خلال تطورات فكرية هائلة، او لا ترى بالعين المجردة، ويسهل رد هذه التطورات الى الضغوط التى مارستها القوى الدولية، ونضالات الجماهير. بمختلف وسائلها للحفاظ على كنبوتها وانماطها الحياتية من الالغاء، فاذا كان الحزب الاسلاموى يزخر بمناهج فكرية متباينة، واحيانا متناقضة، كافكار الماوردى، وحسن البنا، والجدل، والبراجماتية، فانه صاغ من ذلك مجسة يحدد بها مقادير الربح والخسارة، وتعامل مع الشأن العام وكأنه ، لذلك فانه ظل يبدى مقدره فائقه فى ابدال مقولاته باخرى ، وفى القبول بموقف ظل يرفضه لسنوات عدة، المدهش ان الترابى فى كتابه، "الحركة الاسلامية: لكسب، والمنهج"، اقر بالذرائعية كاحد مناهج الحركة! وهى التى قادت فيما بعد الى تجاوزه والغاءه فى غيابت السجن حقيقة وليس تمثيلآ، ولان الذين اسسوا الفلسفة البراجماتية ذكرو انها ليست موقفآ فلسفيآ بل هى طريقة فى الحياة، من هنا امكن التلفيق عليها، واساءة استخدامها فى حرب المعتقدات الاجتماعية. ان الذريعة الرئيسة للجبهة الاسلامية فى الوصول الى السلطة هى الدين، ولان هنالك آخرين يشاركونها ذات الدين ويختلفون معها فى رؤيته، فانها اتخذت ذرائع صغرى كفقه الضرورة والجهاد، الخ.

    بعد ان وصلت الجبهة الاسلامية للحكم على هيئة حكومة الانقاذ، ادعت قدرة خارقة فى علم المستقبليات: وفى رسم خارطة جديدة للعالم، عبأت لها كل طاقتها الفكرية فما افرخت الا ثقافة العنف، والاقصاء، وبالمقابل فانها استعدت الجميع من بائعة الشاى، وحتى دول الاستكبار الكونى، حدث هذا لانها جعلت من البلاد دولة مفخخة، قابلة للانفجار الذاتى. مدفوعة لحسم التناقض القائم بين ايدلوجياها وبين تركيبه المجتمع السودانى بتعدده العرقى، والثقافى، والدينى، فاقامة مشروع آحادى يشمل هذه المتغيرات غير ممكن التحقق الا بالقهر، وممارسة العنف، الذى يجد تبريره من خلال الخطاب الدينى بوصفه صوابآ مطلقآ. ومن خلال تصورها الواهم عن نفسها فانها اعتقدت ان تاريخ السودان يبدأ من 30/ يونيو 1989م: شانها فى ذلك شان كل الانظمه الشمولية ومن يرى غير ذلك فانه يعطل مسار التاريخ التصاعدى وينبغى اقصاءه بالعنف والارهاب.

    ازاء رغبتها فى السيطرة والسلطة، صاغت آيدلوجيا العنف، جعلت الحياة كريهة، وبخسة، وزهدت الناس فى الحق الطبيعى فى الحياة، وابتدعت فى ذلك ضروبآ واقانين ابرزها المقولة:" فلترق منهم دماء، او ترق منا الدما، او ترق كل الدماء" وهذه اقصى طاقة تخريبية يمكن ان يصلها بشر، ولان العنف ينجم عن رفض الآخر وعدم القبول به كذات مغايرة، من حقها ان تحدد مصيرها وفق عقلها، فانها هيًأت لرفض الآخر منذ ان انقلبت على الجميع، حتى اولئك الذين يقفون معها فى ارضية مشتركة ، اما الذين لا يشاركونها العروبة و الاسلام فقد اشتطت فى رفضهم، واسست خطابها فى كسب مؤيدين لها بناء على معاداتهم، مثلما جاء فى التشييد" هاك من دار جعل" تم تلقين هذا للطلاب وطالبات المدارس وبثة من اجهزة الدولة الرسمية، فى الوقت الذى ُدمرت فيه النقابات، ومؤسسات المجتمع المدنى، أفُسح المجال لنشر ثقافة العنف والكراهية. ونبت مثقفون جدد لهم مقدرات عظيمة على السباب، حتى طالت ألسنتهم الطيب صالح فى مهجرة، وملوك العرب فى قصورهم.

    أما فى مجال التعليم، وبالرغم من نقائصه القديمة بوصفه تلقينيا واسهم فى انتاج الاسلاميين انفسهم الا انهم راوا انه عبر كاف لمرحلة الدولة ،التى تقتضى قدر اعلى من الاعتقاد الايدولجى، ومن ثم جرعة اعلى من ثقافة العنف ومعاداة الآخر، فعدلته على نحو يمكنها من مصادرة وعى الطالب، وصياغته وفق تصوراتها، وفى النهاية استخدامه ضمن آليات العنف الدائرة، سواء كان فى احراش الجنوب، او فى قمع الطلاب بين اسوار الجامعات، واسست للعنف من خلال ابعاد العلم عن المناهج والاستعاضة عنه بنتف من المحاولات الاسلاموية غير الناضجة، والمنبثقة اصلآ من تصور تدامجى لحقول الحياة المختلفة، والمتعددة فى اطار آحادى يستغرقها جميعآ لتنحل فى يد السلطة على زعم انها الدين، فصار لزامآ على طالب الهندسة ان يقرأ الفقه. اما طالب الثانوى فقد كان حظه ادهى وامر، اذ سقى الجرعة مباشرة، على خلفية انه لا زال فى مرحلة التشكل، مما يمكن من كسبه قبل ان يلج الجامعة. فمثلآ نجد ان مقرر الأدب لطلاب الشهادة السودانية. حفل بقصائد القتال القبلى فى العصر الجاهلى دون غيرها ، كأييات المفضل المكرى:-

    رمينا فى وجهوهم برشق تغص به الحناجر والحلوق

    قتلنا الحارث الوضاح منهم كان سواد لمته العزوق.

    هذا على سبيل المثال لا الحصر، تم استبدال المقرر الذى يحوى مدارس الادب السودانى بآخر. لا يوفر للطالب شيئا عن وطنه حتى يدخل الجامعة، وهو بأى حال لا يخرج مواطنين بل يدرب ويسعى لتخريج مقاتلين، من خلال التعبئه الايدلوجية وسحق الوعى بالراهن المعاش، لصالح التاريخ، وهو أيضا زائف ولا يمت له الطالب وذويه، من هنا يمكن ان نتوقع رفض مجموعة لطلاب بجامعة الخرطوم رفض عرض فيلم آلام السيد المسيح، او حرق معرض الكتاب المقدس، فقد حذقت السلطة فى صناعة الهوس عبر تاريخها، فمع انهيار البنية الاساسية للتعليم وهضم مستحقات المعلمين، نشأت تكوينات أخرى للاسهام فى صياغة الطالب أيدلوجيا مثل وكالة النشاط الطلابى، وجمعية الامر بالمعروف والنهى عن المنكر، وجمعية القرآن الكريم، وغير ذلك من الادات التى تسهم فى نشر ثقافة العنف ومعاداة الآخر، من خلال بناء ذهنية مسلفنة تعتمد فى سلوكها اليومى على السوابق التاريخية، والمقايسة للراهن بتجربة انتجتها شروط مختلفة، وقد حدثت اشتراطات مستجدة غابت جراء التوتر، والتصور بان الحقيقة الكاملة كمُنت فى الذهن وما الآخر الا ضلالات تسعى على ساقين.

    وبالنتيجة فان المشهد العام اكثر مضاضة، وليس اقل سوء، فقد انتشرت ثقافة العنف، وتجريم المغاير، ووسمه بالخروج عن الملة الدينية ، برزت فتاوى تكفير المثقفين، ووقع مجموعة مما يسمى هيئة علماء السودان على بيان تكفيرى للجبهة الديمقراطية، وقامت الهيئة المذكورة باستتابة النيل ابو قرون، بعد ان شرعت فى وجهه ذات السيف الذى شرعه مع النميرى ضد الشهيد الاستاذ/ محمود محمد طه. وهكذا انقلب السحر على الساحر ، واصبح المواطن لا يامن على نفسه فى المسجد، ولم يعد هنالك كبيرا على العنف الدينى، وليس من الضرورة آن نتقصى وقائع العنف لأنها معروفة وليست ببعيدة عن الأذهان. والحقيقة ان بقاء السلطة ظل مقترنا ببقاء العنف وسادة ثقافته، والواضح انه لم يعد قمينا ببقائها، خاصة مع اندلاع العنف فى مختلف اصقاع البلاد، وامكانية مواجهته عالميا كما حدث فى بلدان أخرى. واستشراءه حتى بين الاقوام المسلمين. قاد ذلك الى تبنى سياسات جديدة على النظام، ابرزها التفاوض الجدى لإحلال سلام منذ يوليو 2002م، ولان الحكومة تستخدم مجستها الذرائعية فى تحديد مقادير الربح والخسارة وامكانية ان تنجو من مازقها، فانها تسعى الى احراز سلام تقضمه كثمره، متجاوزه لاستحقاقاته، والتى من ابرزها القضاء على ثقافة العنف، وايقاف موجة التكفير والعداء للآخر، ولانها المنشأ، والمصدًر لايدلوجيا العنف فان ذلك يلزمها بان تواجهه قبل غيرها، ذلك يعنى ان تواجه ذاتها، فلا سبيل الآن من للمناورة ومحاولات تغير الجلد، فمن يريد السلام عليه ان يصنعه داخله لا ان ينشده من الآخرين فحسب، ان يكف عن رعايه ودعم، وبناء المؤسسات التى تلد العنف وتزكى العداء والكراهية، وان يعدًل من برنامجه لجهة تجاوز الاقصاء واستتباع الآخر. فلن يكون مجدى ظهور واجهة الحركة الاسلامية مرة اخرى وعلى امانتها العامة/ على عثمان محمد طه، المنتدب لتوقيع اتفاق سلام، وصاحبة الاسم بكل هذا الارث من العنف والحروبات، والدماء، لن يكون مجدى الاستعانه فى مشروع السلام بهيئة علماء لها سجل فى التكفير، الاجدى الشروع فى نقد التجربة الشمولية لا الروغان منها، وتفكيك المؤسسات التى تنتج العنف لا تغيير مسمياتها، واذا كانت الحكومة نشطة فى صناعة الازمات والتعبئة من اجل العنف والحرب، فانها وقد زعمت رغبة عارمة فى السلام، يستوجب عليها ان تمارس ذات النشاط من اجل رغبتها، ولا يستقيم أرجاء الإصلاحات فى النظام التعليمى، وفى الحياة السياسية، وفى الحريات المدنية الأخرى إلى ما بعد السلام، لان ذلك يعنى ببساطة استمرار القتال، ونقله إلى مساحات جديدة لان الألغام ليست فى الجنوب وحده، بل الألغام تدسها السلطة فى الثقافة التى تقدمها لمواطنيها يوميا. وفى انتهازها لكل ساعة لتعلن فيها عن تشجنها ،الشاهد على ذلك توترها تجاه إعلان القاهرة واستنفار كل طاقاتها الإعلامية لتوظيفه ضد خصومها، واجلاء انه ضد الإسلام الذى تعبر عنه، وبالمقابل السكوت عن مجموعات التكفير، وتشجيع التيار الانفصالى من اعضاء حزبها المؤسسيين لما يسمى " بمنبر السلام العادل". لا يستقيم ارجاء كل ذلك إلى ما بعد السلام على الأقل لاثبات حسن النوايا. وان هنالك مسعى للخروج من الأزمة بوطن جديد وواحد، وما لم تفعل الحكومة ذلك فان مطلبها للسلام كمن يطلب لبن العصافير، لان مواجهة ثقافة العنف ونبذه، والقبول بالآخر، هى الوجه الآخر للسلام.









                  

05-24-2004, 03:08 PM

محمد عبدالرحمن
<aمحمد عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 03-15-2004
مجموع المشاركات: 9059

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الصايم - الحكومة لا زالت ترتدى الحزام الناسف (Re: Amjad ibrahim)

    عزيزي امجد

    خالص مودتي

    مااسعدنا هذه ا لايام يتوافد علي الرائعون واحدا بعد اخر ، مااجمل

    ان نعانق حروف عمر الصائم بعد الغياب ، وكما هو مازال يقف

    موقفه المنهجي الثابت ضد جماعة الهوس والاستهبال السياسي ،

    واللغه نفس اللغة ..لغة الاديب الذي سرقته السياسه ، وكثيرين من

    مثقفينا وشعرائنا سرقتهم ا لسياسه وفرض عليهم الواقع المازؤم

    ان يعطوا جل وقتهم للسياسه .

    مقال جميل ورؤية ثاقبة ومقدرة علي التحليل رائعة .....

    شكرا لك امجد وتحياتي عبرك الي العزيز جدا عمر الصائم
                  

05-24-2004, 11:53 PM

بهاء بكري
<aبهاء بكري
تاريخ التسجيل: 08-26-2003
مجموع المشاركات: 3527

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الصايم - الحكومة لا زالت ترتدى الحزام الناسف (Re: Amjad ibrahim)

    عزيزي محمد ...... عبرك وخلال الدكتور الشفيف التحايا للمبدع عمر الذي سرقته السياسه من الادب
                  

05-25-2004, 01:09 AM

zumrawi
<azumrawi
تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 3

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الصايم - الحكومة لا زالت ترتدى الحزام الناسف (Re: Amjad ibrahim)

    العزيز امجد ابراهيم
    شكرا على امتاعنا بمقالة المبدع عمر الصائم التى
    عبرت عن مايجوس فى عقولنا وصدورنا كماامتعنا من قبل
    بقصصه القصيرة
                  

05-25-2004, 01:00 PM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2935

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الصايم - الحكومة لا زالت ترتدى الحزام الناسف (Re: Amjad ibrahim)

    Salam all
    I talked yesterday to Omer and told him about the psoting of his articles on our bord.
    He is glad to share his opinions with all of you and would like really to hear all your comments. It doesn't matter how critical they will be. He is also aiming to actively consult all of you as readers with what he writes. In the normal sudanese media it is not so easy as through this bord.
    I will keep him informed.
    Omer Alsaiem will also write a weekly article in ALazmina news paper. I will try to post his articles here after being published ofcourse

    Reagrds to all of you on his behalf
    my thanks to Zumrawi, Bahaa and Mohammed
    Salam
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de