تأمل غروب ,,,, ما يشبه قصة قصيرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 03:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-15-2004, 08:50 AM

newbie

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 797

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تأمل غروب ,,,, ما يشبه قصة قصيرة




    خرجت لتأمل الغروب , الشمس تحاول جاهدة دفن نفسها في جفن الأفق البعيد , وهي تبدو كعين مساهر في حفلة لم يحفل فنانها بقرارات حظر التجول فامتدت حتى الصباح , نصفها يختفي خلف غمام بني وهمي , والنصف الآخر يظهر ويختفي تاركا خلفه احمرارا يعم الكون والقرية , ويسيل نور وجهها في محاولة يائسة لطرد برد فبراير اللعين,,,,,
    تجاوزت المقابر قليلا , سكون جميل يعم المكان , قطعه صوتٌ تخيلت أنه لم يستخدم لفترة طويلة من الزمن فجاء خشناً , وهو يخرج من تروس الحنجرة الراكدة :
    السلام عليكم
    التفتُ , فرجفت فغمغمتُ ثم فتحت عيني ,,, كان الضوء كافيا لأتبين هيكلا عظميا يتحرك ويصدر كشكشةً عظمية , فقلت عليكم السلام , من باب رد التحية , حتى لا أظهر عداوةً لهذا الكائن الذي كان بشرياً فيما مضى ,,,, فقال :
    دا أنا ,,,, مالك خائف ؟؟؟
    واقترب قليلا حتى أصبح على بعد مترين أو أدنى , وضحك قائلاً :
    ما عرفتني ولا شنو ؟؟!
    حدقت بعين ملؤها الخوف والرهبة فرأيت مسمارا مستقرا في ساقه اليمني رابطا أعلاها بأسفلها , وآثار كسر أو شق بينهما ,,, وعندما ضحك , تلخلخ الطقم الصناعي الذي ركب في فكه الأسفل ,,,,, كان أطول مني قليلا ,,, انه هو بنفسه,,,,,,,,
    قال : لي تلاته سنين داير أجيك , لكن ماقدرت , لأنو الرقدة الطويلة دي عملت لي قطائع -واتبعها بحليفة – والله لو ما جابو لينا البصير أب قرجة ما عارف كنت عملت شنو !!!
    (البصير أب قرجة رجل يعالج الكسور توفي قبل يومين في القرية المجاورة ) , ثم واصل الهيكل العظمي – صديقي سابقاً – حديثه :
    الجماعة كلهم تحت تمام , وحاجة نفيسة الطمام داك لسه ما فكاها ,, والله كلهم بسلموا عليكم ,,,,,, هسع خينا في المهم ,,,, انا سمعت من محجوب إنك عايز تبقى مع الجماعة ديل ,,,ودا السبب الخلاني أجيك ,, إنت نسيت إتفاقنا ولا شنو ؟؟؟ ,,,,,انت عارف الجماعة ديل , وانا زمان وريتك ,, ديل ما الناس الكسرو كراعي وشتتو سنوني وما خلو لي حاجه لحدي ما دخلوني القبر ما بقيت معاهم ,,,هسه انت داير تنسى دا كلو وتبقى معاهم !!! انت ما عندك عقل ,,,,,هي الدنيا دي فيها شنو عليك الله ؟؟؟!!
    غايتو ,, انا عملت العلي وجيت حذرتك ,,,,,,,,,,,, بالمناسبة محجوب قال انو مات موت الله والرسول ساي وانتو بي هناك تقولوا سممتوا مرتو التانية !!

    نزل على هذا الخبر كالصاعقة ,, فحاولت ان أمسح الصورة التي رسمتها لزوجة محجوب الثانية والتي جاءت براءتها من دم زوجها طازجة تسر الناظرين , لكن صديقي الهيكل لم يمهلني فطلب مني أن أدخل إلي تحت ,,,, ,,,,,,, حتى نكمل حديثنا على مهل , فوجدت نفسي أطاوعه دون تفكير ,,,,
    أزاح صديقي الهيكل شاهدة أكلها الصدأ وغطاها غبار الزمن ومحا ما كان مكتوبا عليها ولم يبق منها إلا (هذا ق,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,) فدخلنا وهو يسبقني ,,,,, كانت الغرفة واسعة خالية كغرفة المقابر لكنها بالمقارنة مع الطقس البارد الذي أتينا منه ,كانت دافئة كغرفة طابونة ,,,, وفوق كان برد فبراير يجلد الدار الفانية بسياط قاسية تسمع أنينها مع أسلاك الكهرباء التي امتدت على غفلة من هذا الزمن المظلم ,,,, وتحت كنا مفصولين عن الدار الفانية , لا نسمع منها غير طقطقة الشاهدة المكسورة التي تقول طق طرق طق طرق كما حركتها الرياح الباردة , ,,,, بدأ هو الحديث :
    أنا ميت زي ما انت عارف !!! , لكن لو رجعوني تاني حا أبقي ضد الناس ديل , أيوة حا أبقى ضدهم !!!! تعرف بعد ما مت وبصري بقى حديد كل شي بقيت شايفو تمام ,,,لكن تقول شنو !!! الزول أصلو بموت موتة واحدة !!! المهم أنت وباقي الجماعة ما تيأسوا ,,,,,,,, انا عارف الناس ديل كلامن زي العسل يدخل الرس طوالي لو ما الزول كان مفتح كويس,,,,, عشان كده عاينوا لي قدام ,,,,الناس هنا كلهم واحد ,,,,,محجوب و أب قرجة وحسين قلاب صاحب الدكاكين والبصات كلهم وأنا زاتي معاهم دخلوا هنا ما شالوا معاهم غير كفن أبيض
    ,,,,,,,,, وأخذ صديقي الهيكل يحدثني ويشد من أزري ,, وبدأ صوته ينخفض شيئا فشيئا وتزداد بالمقابل طقطقة الشاهدة التي تشدنا إلي الدار الفانية حتى تلاشي صوته وتلاشى هيكله العظمي في سكون المقابر فوجدت نفسي واقفا في مكاني والشمس في جفنها تنعم بالرقاد , وتحلم هانئة بالأفق البعيــــــــــــــــــد , ولا أظنها سمعت ما دار بيني وبين صديقي من حديث مقابر ,,,,,,,,, ولا أظنني استمتعت بمنظر غروبها

    بتارخ 1990













                  

05-18-2004, 09:54 AM

newbie

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 797

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تأمل غروب ,,,, ما يشبه قصة قصيرة (Re: newbie)

    نرفع البوست للذين لا يهمهم اسم كاتب البوست
    معقولة!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de