أم المؤمنين تاكل اولادها ( 1)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 12:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-09-2004, 04:13 PM

musadim
<amusadim
تاريخ التسجيل: 03-11-2002
مجموع المشاركات: 1055

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أم المؤمنين تاكل اولادها ( 1)

    نبيل فياض

    صفحة لابد منها



    قبل الدخول في « ساحة وغى » هذا الكتاب الشائك، لابد من التوقف عند بعض التوضيحات الذاتية لإزالة كل لبس أو شك أو ريبة من نفوس الموضوعيين، وإغلاق أبواب الدّس على المغرضين، الذين نالنا ما يكفي من سهامهم بعد كل كتاب نقدم عليه أو نقترفه؛ ونبدأ ذلك بسرد الحادثة الشخصية التالية: فقبل سنوات، وكنت أعمل على تلخيص مايهمني من أمهات كتب التراث الإسلامي في واحدة من أشهر المكتبات العامة في دمشق ، تفاجأت بأحد القائمين على العمل في تلك المكتبة ممسكاً بأحد أعمالي، محاولاً التأكد من صدقية مصادري. تعرفت بالرجل، الذي ينتمي الى التيار السلفي؛ دارت بيننا حوارات غير مطولة، لكنها مفيدة، أوحت إلي بضرورة الاستمرار في نبش التراث الإسلامي لأنه المسؤول الأول والأخير عن تشويهنا ديناً وحضارة ونفوساً وتاريخاً؛ وفي أحد تلك الحوارات، أبديت استغرابي من الإساءات التي تلحقها كتب التراث بالنبي محمد وأهله وأصحابه، وأشرت تحديداً إلى حوادث من نمط قتل العرنيين بعد سمل أعينهم وقطع أيديهم وأرجلهم أو قتل بعض الاشخاص رغم تعلّقهم بأستار الكعبة أو التصرفات الأخلاقية أو الجنسية المشينة - المعزوة كلها زوراً، برأينا، للنبي! وكان رد السلفي المثقف بأنكم، معشر اليسار، تريدون نبيّاً على شاكلة جماعات الخضر والبيئة والديمقراطية وحقوق الإنسان!! ونبيّنا لم يكن كذلك !! نبيّنا كان يقتل ويسمل الأعين ويحب النساء ... نبيّنا ليس كما ترون!!! وراح الرجل يكيل التهم بأن ما نقوله هو ادعاء حق يراد به باطل!! فنحن، برأيه، لا نريد الدفاع عن النبي بقدر ما نريد الطعن بالتراث الإسلامي!!

    الآن، ومع تزايد الخبرة وتراكم الإطلاع، يمكننا القول، إن البحث عن إبرة حقيقة في جبل القش الذي يسمونه التراث الإسلامي ضرب من الخيال!! وتصوّرنا للمسألة يمكن إيجازه بالقول إن المؤامرة الوحيدة الكبيرة التي هزت الإسلام هي وصول الأمويين إلى الحكم، فهؤلاء لم يكونوا مسلمين بأية حال: بل كانوا، بمعنى ما، أعداء للإسلام!! ومنذ أن تلقفها معاوية تلقف الكرة، راح وسلالته، يعمل على الإنتقام من محمد وهاشم بكل حقد القبلي وعنفه. وزمن الأمويين كانت بدايات التدوين لما يسمى بالتراث الإسلامي وازدهار تجارة الحديث، وهكذا بدأت صيرورة الاختلاق التشويهية لكل رموز الإسلام العظيمة: إذا كان أبو سفيان فشل في القضاء على الدعوة المحمدية خارجياً، فلا بأس من نسف سلالته لها داخلياً، عبر تقزيم كل ما هو عملاق فيها - صار مؤسس أول دولة عربية في التاريخ ذكراً لا هم له إلا النساء والطعام؛ صار الذي جاء لاتمام مكارم الأخلاق زوجاً يحرّض زوجاته على بعضهن بالسباب والشتائم؛ صار النبي الذي لا ينطق عن الهوى رجلاً يمكن للشيطان أن يلقي على لسانه بآياته؛ صار الذي عصمه الله كائناً يستطيع حتى اليهود أن يسحروه...وكانت السيدة عائشة الضحية الأولى للحملة الأموية. فقد حاول هؤلاء الإفراط في إضفاء القداسة على أم المؤمنين لأكثر من غاية: فمن جهة يمكن لأنوار هالة القداسة إعماء البصيرة عن تفعيل العقل في ما ينسبه الأمويون للسيدة عائشة من أحاديث مختلقة؛ ومن جهة أخرى يمكن لهكذا إفراط في القداسة أن يكسف أنوار قداسة فعلية لأكبر أعداء التوجه الأموي والذي حاربته أم المؤمنين ذاتها : علي بن أبي طالب!! ولعب الزمن والعباسيون الدور الأسوء في تقديس الأكاذيب وإسقاط الحقائق!

    وهكذا، فنحن لا نؤمن بحرف واحد مما تحبل به التراثيات الإسلامية، بما في ذلك ما يرد في هذا الكتاب؛ أما تقديمنا لهذه الأكاذيب، بحسب اعتقادنا على الأقل، في عمل نأمل أن يكون باكورة لأشياء بعده، فهو يدخل أولاً وأخيراً تحت عنوان : إما تقديس النبي والجماعة الإسلامية الأولى أو تقديس التراث؛ وما لهجتنا المفعمة بالسخرية والنقد إلا لتحريض أعنف مشاعر السخط عند المتلقي!!!









                  

05-09-2004, 04:38 PM

musadim
<amusadim
تاريخ التسجيل: 03-11-2002
مجموع المشاركات: 1055

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم المؤمنين تاكل اولادها ( 1) (Re: musadim)

    أم المؤمنين تاكل اولادها ( 2)

    كلمة البداية



    هل الإله، كما تصوّره تلك الأديان التي نشأت في منطقة الشرق الأدنى، في كلّ تجلّياته ومفاهيمه التي لا نملك دليلاً «مادياً» على ما هو الأكثر منطقية بينها: أقوى أم الإنسان؟

    هل الإله، كما تعارفت على تصويره تلك الأديان، هو الذي يحمي الإنسان: أم العكس؟ وهل يحتاج إلى وصاية بشرية عليه، ككائن ضعيف، قاصر، لا حول له ولا قوة؟

    الإله، كما نتلمّسه في مفاهيم غالبية الإسلاميين الحاليين وتصوراتهم، أضعف من أي كائن بشري، مسلماً كان أم غير مسلم - لذلك فهو بحاجة إليهم كي يدافعوا عنه، بحميتهم المعهودة، وعنفهم التقليدي، وصيحات انتصارهم المخيفة.

    الإسلاميون عموماً على استعداد الآن لأن يقصّوا كلّ لسان يتحدّث عن إلههم بما لا يعجبهم - أن يكسروا كلّ يد، يقطعوا كلّ رقبة، يحطّموا كلّ قلم، يمزقوا كلّ صفحة!

    الإسلاميون عموماً يبيحون لأنفسهم شتم كلّ المعتقدات - وليس هذا بغريب، إذا كان فعلاً اعتيادياً شتم أمهات المؤمنين، زوجات النبي، إحداهن الأخرى - والآراء التي لا تنتمي إلى دوائرهم؛ لكنهم يصادرون على الآخر أدنى حق بانتقادهم، بما في ذلك الإشارة إلى ما في ركامهم الأصفر الورقي من فضائح ومؤامرات وإرهاب ممنهج: لا يحق للباطل، أي الآخر، الاقتراب من الحق الإسلامي، حتى من داخله.

    الإله، في نهاية الأمر، فكرة تتجسد على نحو مختلف بحسب الزمان والمكان. وإيمان المرء بهذا التجسيد دون غيره يعتمد أولاً وأخيراً على ظروف هذا المرء الحياتية. فهل يعقل أن يُنحر الإنسان على مذبح الفكرة؟ وهل توجد فكرة في هذا العالم، مهما بدت عظيمة ورائعة، أهم من الإنسان؟ وكيف - ومتى، وأين - أعطى الإله إسلامييه هذا الحق؟ من الذي وكّلهم، عن الإله، كي ينفذوا تلك الأحكام التي يعتقدون أنه أعطاها، بطريقة ما، للبشرية؟

    الصحوة الإسلامية... وقوة الصورة المتداولة للإسلام:

    في وسائل الإعلام المموّلة بنقود أكبر كارثة عرفها العرب في تاريخهم، النفط، يُتداول مصطلح تفوح منه رائحة الإرهاب والمصادرة: «الصحوة الإسلامية». وكثيراً ما نرى رموز الإسلاميين - خاصة المصريين الذين اشتهروا على مرّ العصور بتسويق أفكار من يدفع جيداً - في محطات التلفاز النفطية تسوّق، بنوع من الاهتياج غير المعقلن، هذا المصطلح، لترفع سوية الذاتية عند مستمعيهم، في وطن أمّي، مستلب، مقهور، مقموع - داخلياً وخارجياً- إلى درجتها القصوى! وغالباً ما تربط تلك الرموز بين الصحوة المزعومة وقوة الصورة المتداولة للإسلام أيديولوجياً. بالمقابل، هنالك حديث مملّ في تكراريته، مزعج في لا علميته، حول تراجع الأديان الأخرى وانكماشها عالمياً، نتيجة لضعفها أيديولوجياً وتضعضعها بنيوياً. لكن: هل قوة الصورة المتداولة للإسلام في أيديولوجيتها، أم في أشياء أخرى؟

    كلّ المؤشرات في ما يسمّى بالعالم الإسلامي تدلّ على أن قوة الصورة المتداولة للإسلام تكمن في سيفها وإرهابها: وبالتالي فإن أي حديث عن قوتها الأيديولوجية هو «حديث خرافة يا أم عمرو»! وإلا: فكيف نفسّر هذه المصادرات - للأفكار - المنتشرة كالسرطان في كلّ العالم الإسلامي:

    مثال شخصي أول:

    هل يوجد علم دين مقارن في الأدبيات الإسلامية؟ لا! بل إنّ محاولاتنا البسيطة في هذا الحقل قوبلت باهتياج شديد في الكويت، واتهمت أعمالي الثلاثة المتعلقة بالموضوع بالمسّ بالذات الإلهية! لكن لماذا يتهمون كتب الدين المقارن بالمس بالذات الإلهية؟ الدين المقارن لا يمسّ الذات الإلهية لأنها، مفاهيمياً، عصية على المسّ؛ وهم يصادرونها لأنها، في اعتقادنا، تكشف، دون لبس، أن الغالبية العظمى مما يقدسونه من أفكار جاء من الخزانة الحاخامية التي لا ينفكون يسيئون إلى سمعتها ويلطخون تاريخها ويشتمونه. ولا نقصد بالخزانة الحاخامية التوراة، بل التلمود أولاً والمدراش ثانياً. وحين يشتم الإسلامي الصغير حاخامه الأعظم، فذلك لن ينجيه من مأساة واقع أنه لو نُخز إصبعه بدبوس، لما تقطّر من ذاك الإصبع إلا الدم الحاخامي.
                  

05-09-2004, 06:46 PM

musadim
<amusadim
تاريخ التسجيل: 03-11-2002
مجموع المشاركات: 1055

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم المؤمنين تاكل اولادها ( 1) (Re: musadim)

    أم المؤمنين تاكل اولادها ( 3)

    مثال شخصي ثان:

    هل يمكن أن أنسى شخصياً ما حدث لكتابي «يوم انحدر الجمل من السقيفة» في أقطار عربية، مع أن العمل لا يعدو كونه أكثر من جمع، من هنا وهناك - كلّها مصادر إسلامية من الدرجة الأولى - لأخبار حول الصراعات الإسلامية الداخلية التي أعقبت وفاة محمد حتى معركة الجمل؟ ولماذا يتهمون الأعمال التي تتناول التاريخ الإسلامي بالتآمر على الإسلام وأهله، إذا كانت مصادر أصحاب تلك الأعمال هي التراث الإسلامي ذاته، وإذا كانت الصورة المتداولة للإسلام تنضح بالمؤامرات بحق؟ ومن أحاط هؤلاء المقدّسين بتلك الهالات الملائكية، إذا كانوا هم أنفسهم، كما يخبرنا بذلك التراث الإسلامي ذاته، في تعاملهم بين بعضهم، أبعد ما يكونون عن القداسة وهالات الملائكة؟

    لقد ضاعت الحدود: امتزج الإله، بأنبيائه، بأصحابهم، بأتباعهم، بمشايخهم على مر العصور - حتى صار مسّ أغبى رجل دين مسّاً بالذات الإلهية، يستحق صاحبه القتل أو الزجر أو ما شابه! رموز التيار الإسلامي الفاعلة على الساحة الآن، تعرف أفضل من غيرها بكثير، مصائب تاريخها وفضائحه ومآسيه - لذلك فهي تحيط بالسيوف هذا التاريخ وتحاول، بكل ما لديها من وسائل، قطع أيّ يد تمتد إليه بغير الطريقة التي ترغب بها تلك الرموز، كي لا تشكّك العامة والحشوية بالأسس التي تعتمد عليها هذه الرموز في بناء مجدها المادي أولاً والمعنوي ثانياً.

    السيوف في كلّ مكان - والعقل وحده هو المطلوب! الدين المقارن محظور حتى لا يُلقى بالشك على مصادر العقيدة والشرع وقصص الأنبياء..!!! النقدية التاريخية ممنوعة حتى لا يُلقى بالشك على حيوات أولئك الملائكة المقدسين..!!! الآراء والتيارات الجديدة محظورة، أو تقدّم بما يشوهها في عيون العامة، حتى لا ينجذب إليها المؤمنون - والشيطان حاضر! فهل القوة في العقيدة: أم في السيف الذي يحميها؟

    الإسلاميون... والتاريخ:

    في ظل الخرافية العمياء التي يعيشها المجتمع العربي، ونحن على أبواب القرن الحادي والعشرين - هل هي ردّة فعل على جنون التقدم التقني والحضاري في دول العالم الأول؟- صار رجال الدين المسلمون مرجع العامة في كلّ الأمور. فلو أراد العاميّ السؤال في الطب، رجع إلى شيخه؛ ولو أراد التفقه في الفلسفة، سأل شيخه؛ ولو أراد التبحّر في علم الفلك، عاد إلى شيخه؛ بل لقد تفاجأنا بتزاحم الشيوخ، وكأنهم على أبواب الجنّة ورضوان يحاول تنظيمهم، للإدلاء بآرائهم في مسألة الاستنساخ: تحوّلوا كلهم، بقدرة قادر، إلى مراجع في الهندسة الوراثية بكافة ضروبها وفروعها. فهل يعقل، إذاً، أن يتركوا لغيرهم «فسحة أمل» في إمكانية مقاربة عقلانية للتاريخ الإسلامي، الذي يعتبرونه ملكهم أصلاً؟!

    «ما دام رجل الدين هو المعيار في مسألة الصح والخطأ - لن تكون هنالك إمكانية لمعرفة الإجابة على سؤال: ما هي الحقيقة؟».

    رجال الدين المسلمون لا يكتبون في علم التاريخ، بل يستخدمون التاريخ لتسويغ عقائدهم وتوزيعها، كالخبز، بين العامة والحشوية. التاريخ عند رجال الدين المسلمين ليس غرضاً للدراسة بحدّ ذاته، بل وسيلة تمرّر عبرها أفكار بعينها، تساعد في ترسيخ قبضة هؤلاء الرجال على رقاب العامة والحشوية.(هل قرأتم كيف تقدّم كلية الشريعة في جامعة دمشق العقائد المخالفة لتلاميذها، الذين ، كما يُفترض، سيصبحون قادة شعبيين مستقبليين ذات يوم؟ اقرأوا إذاً كتاب الشتائم الأكاديمي العقيدة الإسلامية والفكر المعاصر)! لا يوجد علم تاريخ عند المسلمين: توجد دفاعيات عقائدية؛ مع ذلك، وكي نكون منصفين، فالسنّة، في مقاربتهم للتاريخ، يختلفون تماماً عن الشيعة.

    السنّة... ومقاربة التاريخ!

    منذ أن سقط المعتزلة وساد التيار الأشعري بين السنّة، استشهد العقل على مذبح الخرافة، وصار التفكير التهمة الأبرز التي يمكن أن تودي بصاحبها إلى التهلكة. وهكذا فالسنّة، عموماً، يتحاشون التفكير، لأنه أقوى أعدائهم. لذلك فهم يقمعون أية محاولة لإعمال العقل في أية مسألة، ويجدون مبرّرات لكلّ الأخطاء والجرائم والمؤامرات والتناقضات التي تتحاشد في كتب التراث الإسلامي - حتى لو كانت بمستوى الجمل أو صفين أو الحرّة أو كربلاء! التاريخ كلّه سنّي؛ فالتاريخ، بالنسبة للسنّة، كلّه جيد. ورجال التاريخ، بالنسبة للسنّة، كلّهم قديسون وملائكة تمشي على الأرض - حتى لو كانوا من نمط يزيد بن معاوية أو الوليد الثاني أو الأمين أو المتوكل حتى آخر تلك السلسلة السيئة السمعة، النتنة الرائحة! اقطعوا اليد التي تمتد اليوم إلى يزيد بن معاوية والمتوكل «على الله» والوليد الثاني والأمين - حتى لا تمتد غداً إلى معاوية وهارون، وبعد غد إلى الزبير وطلحة، والأسبوع القادم إلى عمر بن الخطاب وعائشة...!!! . هذا هو منطق رجل الدين السنّي، الذي ينصّب ذاته أيضاً باحثاً في علم التاريخ - ويحظر على غيره ذلك! اقطعوا اليد التي تهزّ رموز هذا التاريخ، لأنها ستهزّ بالتالي أسسنا نحن. إرمٍ بعقلك... وامضِ!

    Credo quia absurdum esse

    الشيعة.. ومقاربة التاريخ:

    يصدم الشيعة، بقدراتهم الجدلية الفائقة التي اكتسبوها عبر الزمان كأقلّية مستضعفة تصارع أغلبية إرهابية، السنّي العامي التقليدي بأدلتهم الدامغة وحججهم القوية: يعتقد المرء، للوهلة الأولى، أن مساحة العقل في الدائرة الشيعية أوسع منها في الدائرة السنّية - يفرح المرء!!!

    يجد المرء الشيعة يكدّون ويجتهدون ويطاردون الزمان في البحث عن أدلّة تؤكّد صحة آرائهم واعتقاداتهم، وتؤكّد عمق مفاهيمهم ومعانيهم- يفرح المرء!!

    يتفاجأ المرء بالشيعة يكفرون يزيد بن معاوية ويجرّمون الحجاج ويطعنون في شرف أم معاوية وأم عمرو بن العاص وينتقدون طلحة وعثمان والزبير وعائشة، وينتقصون من خلافة أبي بكر وعمر- يفرح المرء!

    لكن الفرحة لا تدوم : فالزمن، وحده، كاف لأن يجتثها من جذورها؛ فهؤلاء الشيعة الذين ينقّبون التاريخ باحثين عن خبر صغير يدين خصومهم العقائديين - فيلمّعونه ويكبّرونه ويقدّمونه لعامتهم لحمايتهم عقائدياً من المعسكر الآخر - يتفهمون ذلك الركام الكبير من النصوص التي تدين رموزهم وتشير إليها بالاتهامات ذاتها التي يشيرون بها إلى رموز أعدائهم العقائديين ويحاولون الطعن به، بأسلوبهم الكلامي الجدلي الشهير، الذي لا تنطلي حيلة هشاشته على أحد؛ بل إنّ الشيعة يستخدمون بعض الأحاديث التي كانت في الأصل لإدانة بعض رموزهم، في إدانة رموز أعدائهم العقائديين. من ذلك، مثلاً، استخدام حديث محمد، «فاطمة بضع مني فمن أغضبها فقد أغضبني»، والذي قيل أساساً بحق علي، للطعن على أبي بكر حين أغضب فاطمة - مادياً - حين رفض إعطاءها فدك..!



    «إذا كان السنّة يكرهون الاقتراب من الحقيقية ويحرّمون ذلك، فالشيعة يقدّمون وهم الحقيقة على أنه جوهر الحقيقة».



    لقد أظهرت الوقائع التي أفرزتها ثورة الخميني وتجلّياتها في لبنان والعراق وغيرهما، أنّ الحرية التي كان الشيعة يندبونها - وهم سادة الندب - حين كانوا مقموعين من السنّة، صارت بحاجة إلى ندّابين أكثر خبرة من الشيعة في ظلّ تلك الأنظمة أو شبه الأنظمة ذات النَفَس الشيعي: التكفير السنّي الاعتباطي الشهير، صار تكفيراً منهجياً مثقفاً عند الشيعة؛ اعتقال حرية المرأة، بكافة أشكاله، السنّي الشهير، صار اعتقالاً للأنوثة في ظل الثيوقراطية الشيعية الصارمة؛ المركزية الدينية المهلهلة عند السنّة، صارت كهنوتية محاكم - تفتيشية، تقحم أنفها في كلّ شيء، عند الشيعة - كلّ ذلك مغلّف بقشرة وهم عقلانية زائفة حفاظاً على تماسك المضمون في عيون العامة والحشوية¯ .

    لكن العلمانية تتفشى، وإن ببطء، في صفوف السنّة!! - صرخ الشيوخ في مصر والسعودية، قارعين أجراس الخطر على المستقبل. ما هو الحل؟ أعيدوا إخراج التاريخ! كيف؟ قصّوا من كتب التراث كلّ تلك الحوادث التي قد تشكّك الشخص العادي بتاريخه ورموزه؛ عقموه؛ طهروه! لكن: ماذا سيتبقى أخيراً؟!!!

    إن عمليات «المونتاج» المدروسة التي تتمّ على كتب التاريخ عموماً في مصر والسعودية هي أكبر عملية تزييف عرفها التاريخ - لكنها غير مفيدة، ما دام أعداء هؤلاء العقائديين يمتلكون نصوصاً أصلية ومطابع ونقود ونفط!!!
                  

05-10-2004, 04:36 PM

nadus2000
<anadus2000
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم المؤمنين تاكل اولادها ( 1) (Re: musadim)

    شكرا على هذه المشاركة في السفر الجدير بالقراءة، فياريت تفيدنا بعنوان الكتاب.
                  

05-10-2004, 04:56 PM

musadim
<amusadim
تاريخ التسجيل: 03-11-2002
مجموع المشاركات: 1055

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم المؤمنين تاكل اولادها ( 1) (Re: nadus2000)

    شكرا نادوس الكتاب عنوانو نفس عنوان البوست اي ( أم المؤمنين تاكل اولادها)
    وهو طبعا مممنوع في كل الدول العربية وسوف اواصل عرضه كاملا في حلقات متواصلة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de