|
أسامة بن لادن مختبيء في مطار الخرطوم فماذا ينتظر بوش؟؟
|
أعجبني هذا المقال للزميل الأستاذ جعفر عباس في الرأي العام السودانية عدد اليوم لما فيه من نقد رائع للذلات ولفت إلى أولويات حقيقية في صناعة عاصمة "حضارية" هذا بعد أن تنتهي حروبنا الطويلة!! وآسف طبعا لاختيار عنوان آخر بخلاف العنوان الاساس للمقال، لكنه التشويق الصحفي ليس الا
اقتراحات بناءة.. وأخرى هدامة جعفر عباس
فهمت من رسالة للقارئ عثمان مصباح محمد أحمد، نشرتها «الرأي العام» مؤخرا، أن هناك أجزاء من شارع النيل صارت محرمة على الجمهور بحجة انها تتبع لهذه الوزارة او تلك!! عجيب! يفترض ان تلك الوزارات نفسها ملك للجمهور، فكيف يحرم الجمهور من الجلوس قبالة النيل لأن وزارات بعينها تطل عليه؟ ثم ان قرار حظر الجلوس على شاطئ النيل في الخرطوم يتعارض مع اتفاقيات مياه النيل، لأن كل ما يخص هذا النهر مرتهن بإرادة نحو تسع دول، ومن ثم فليس من حق الحكومة السودانية بمفردها ان تتخذ أي قرار بشأن الاستفادة من نهر النيل،.. ولو كان يُطاع لنوبي أمر، لكان من الأجدى العمل باقتراحه بنقل الوزارات بعيدا عن النيل، لأن ذلك سيخفف الاختناقات المرورية في وسط العاصمة، مع تحويل مبانيها الى منشآت سياحية، واقتراحي هذا ليس كاقتراح ذلك المسطول الذي كان يجلس على مقعد خلفي في سيارة تاكسي، وكان في المقعد المجاور للسائق شخص ضخم الجثة، مما جعل مهمة السائق في استخدام عصا التعشيق عسيرة، فما كان من المسطول إلا ان ربت على كتف السائق وقال له: يا ابن العم شيل دركسونك وتعال معانا ورا!! لا، اقتراحي وجيه، فالعاصمة مختنقة بسبب تكدس المكاتب الحكومية في بقعة صغيرة، وبدلا من ان نضطر قريبا الى بناء عاصمة إدارية، كما فعلت حكومة نيجيريا التي أنشأت مدينة أبوجا كبديل للاغوس، (حسبت لبعض الوقت ان «أبوجا» هذه شتيمة بلغة الفلاتة: ملعون أبوجا على أبو أبوجك)، بدلا من ذلك حري بنا ان ننقل الوزارات الى أطراف المدينة في مجمع واحد ضخم، ويستحسن ان يضم المجمع مبنى الإذاعة والتلفزيون والقيادة العامة للقوات المسلحة، بحيث لا يضطر الانقلابيون الى الشحططة والبهدلة وهم يهرولون من موقع الى آخر: تسيطر على المجمع وتصدر بيانك وتنهال عليك برقيات التأييد من «المحترفين»، وتعلن تشكيلك الوزاري وتنسى ابو الجعافر كما فعل الذين من قبلك!! هل تعرفون لماذا ارتبط نهر النيل في أذهان معظم سكان العالم بمصر؟ لأن كل شبر من شاطئ النيل في القاهرة مستغل بشكل يجذب السياحة الداخلية والخارجية، أما عندنا فمجرد الجلوس على الشاطئ يعرضك للسين والجيم، و... الشبهات، لأنه المكان المفضل لجماعة البنقو!! ولكن لماذا الجلوس البريء على الشاطئ حرام، في حين أن حرية التبول على النيل مكفولة؟ فمن المشاهد الفولكلورية في الخرطوم وام درمان أن عشرات الاشخاص يستخدمون حواف النيل كدورة مياه، او يستحمون فيه، ليس بغرض المتعة والرياضة، ولكن لنظافة الاجسام وهم (لابسين من غير هدوم) كما قال عادل امام في «شاهد ما شافش حاجة"» ورحم الله اللواء طلعت فريد، الذي، وعندما كان وزيرا للتربية، أمر بإنشاء حديقة صغيرة في واجهة الوزارة على النيل وهي الحديقة التي اشتهرت باسم (لسان طلعت)، وإنصافا لعساكر 17 نوفمبر أي جماعة إبراهيم عبود فقد كانوا يتمتعون بحس جمالي وانشأوا معظم الحدائق العامة الموجودة في العاصمة المثلثة.
والرأي عندي هو ان يتم إخلاء القصر الجمهوري نفسه ليبقى متحفا سياسيا، وشاهدا على اضطراب الأحوال عندنا، ولو نظرنا الى الأمر فقط من زاوية الاعتبارات الأمنية، لرأينا أن السماح بمرور السيارات عبر الفناء الخلفي للقصر خطأ أمني فادح، خاصة وان بوابة ذلك الفناء محروسة رمزيا بعساكر «تشريفات»،.. ويتطلب اخلاء القصر إقامة مقر رئاسي عصري في مكان لائق (المقرن.. مثلا، ولكن دون التغول على الحديقة العامة هناك)، أما غلوتية مطار الخرطوم فلن نجد لها حلا إلا باقناع الولايات المتحدة بأنه جزء من مصنع الشفاء، فتقوم بقصفه حتى تجعله قاعا صفصفا، فنضطر الى انشاء مطار دولي حقيقي ولائق، بدلا من الرواكيب الحديدية والخرسانية التي تشغل قلب المدينة معرضة حياة سكان بري وامتداد الدرجة الأولى والصحافة للخطر!! ولولا ان امريكا تسيء بي الظن لقمت بإبلاغها بان بن لادن يختبئ في السوق الحرة في المطار، مستغلا ان جورج بوش «على الهبشة» ويصيح: المديدة حرقتني،.. ويبحث عن نصر يعزز موقفه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل (لجيل الشباب من القراء: راجع قاموس العامية السودانية للدكتور عون الشريف قاسم لمعرفة معنى مديدة) وإذا كان ليس من الوارد ان يدمر بوش مطار الخرطوم حتى يتسنى لنا انشاء مطار ابن ناس، فليس من المستبعد ان تعلن الحركة الشعبية ان المطار منطقة مهمشة، وتعيد محادثات نيفاشا الى المربع الأول، ذلك ان الحركة صارت «كفيل» المهمشين، وكلما لمست ان هناك جزءا مهملا من البلاد، أعطت نفسها حق تخليصه من الاهمال والتهميش، وهكذا وكلما تجاهلت مطالب زوجتي التعسفية، وانفردت باتخاذ القرارات العائلية المصيرية، صارت تتهمني بتهميشها وتهددني بالانضمام الى الحركة الشعبية.
وبكل جدية أعود فأقول إن الخرطوم لم تعد تحتمل المزيد، لا من البشر ولا من السيارات الكورية المتهالكة، ولا سبيل لفك كربتها إلا بنقل المكاتب الحكومية الى منطقة أخرى.. وأقترح ان تكون تلك المنطقة سوبا (بكل ما ترمز اليه) لأنني لست متفائلا بالمصالحة المرتقبة لأنها ستمهد للكثير من الفتن والقلاقل... وسوبا على الأقل «متعودة» على الخراب!! ثم ان هذا الاقتراح «يسد الذرائع»، ويحسم الجدل الدائر في نيفاشا الآن حول وضعية العاصمة في ظل تقاسم السلطة بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني.. فبمجرد إعلان الحكومة عزمها نقل العاصمة الى سوبا، وبما ان التنفيذ سيستغرق نحو خمسين سنة، فلن تكون هناك عاصمة يتم التشاجر والمزايدات حولها!!
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أسامة بن لادن مختبيء في مطار الخرطوم فماذا ينتظر بوش؟؟ (Re: خالد عويس)
|
أخي خالد سلام في البداية طولت كتير ما قريت مقال لي الأستاذ جعفر عباس , كتابتو الواقعية المليانة نقد لاذع وساخر في نفس الحين . بتذكر في واحدة من دول الشوام , صادفت في المركز الثقافي الروسي أحد الكتاب بأحدى الصحف المحلية , سألني عن الثقافة والمثقفين السودانيين , وطلب أرشح ليهو مجموعة مقالات وكتاب مممكن يكونوا مدخل تعريفي ليهو عن أهل النيلين , وكان من ضمن من رشحت ليهو كاتب المقال . والنيل لو وقف عند منعنا من القعاد قصاد وزاراتو بس كان بنقول دي أهون المصايب , لكن حتى شاطئ المقرن الممكن يكون إستثمار عالمي أخدوهوا ووزعوهوا كافيتريات سياحية , وعن بوليس النظام العام ...
عجبني المقال وشكراً لحسن إختيارك دايماً
| |
|
|
|
|
|
|
|