محمد سعيد القدال: هل هناك مجال لحوار ديني؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 09:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-07-2004, 07:37 PM

sultan
<asultan
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1404

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محمد سعيد القدال: هل هناك مجال لحوار ديني؟

    السودان لكل السودانيين

    (عدل بواسطة sultan on 04-07-2004, 07:51 PM)









                  

04-08-2004, 00:50 AM

Hashim.Elhassan
<aHashim.Elhassan
تاريخ التسجيل: 08-05-2003
مجموع المشاركات: 80

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد سعيد القدال: هل هناك مجال لحوار ديني؟ (Re: sultan)

    Quote: is this what you mean??? here itis

    هل هناك مجال لحوار ديني؟ (1 - 2)

    قال الامام الشافعي: «ما ناظرت أحداً فاحببت أن يخطئ، فرأي صواب يحتمل الخطأ.. ورأي خطأ يحتمل الصواب». (النص في منصور خالد ص 33).
    الحوار يحتاج الى توفر مناخ ديمقراطي منفتخ، وليس مجرد شعارات جوفاء نطلقها للاستهلاك ولا تساوي شرو نقير.. ان الديمقراطية ثقافة قبل ان تكون هياكل مؤسسية او عمليات اجرائية. والديمقراطية كثقافة لا تحتل مكانا كبيرا في الوعي السياسي العام في المجتمع السوداني، بسبب الطبيعة الوصائية والذكورية لهذا المجتمع. وتقديس الابوة والطائفية والعشائرية والنظرة الدونية للمرأة (منصور خالد - جنوب السودان في المخيلة العربية 207، 209)
    يقول محمد حسنين هيكل ان البعض يتحدث عن الديمقراطية وحقوق الانسان دون وعي كافٍ بأن هذه القيم العظيمة نتائج اكثر منها مقدمات. وهي نتائج لتفاعلات اجتماعية تصل المجتمعات معها الى حالة من التوازن تجعل من كل مواطن طرفا مسؤولا وليس مجرد رغبة طيعة. وحالة المواطنة درجة لا تصل اليها الامم الا بعد صراعات طويلة وقاسية يستحيل اختصارها. وان امكن تسريعها. وآفاقها مرهونة باتساع الآفاق الممكنة للصعود الاجتماعي. ويستمر قائلا: في العالم العربي ازمة شرعية، فمعظم الانظمة تحكم بقوة الامر الواقع دون اساس يقوم عليه بنيان سياسي يكفل سهولة الحركة، مما يفسر جزءا من اختناقات الفكر والعمل في العالم العربي، مما ادى الى عواصف السخط والغضب (هيكل).
    وتفشي حالة السخط والغضب هذه، هي التي جعلت دومنيك دوفلبان وزير خارجية فرنسا يقول: نحن نشعر بأننا لم نتوصل بعد الى توازن جديد، بل نري امكانية عودة نزعات الانطواء على الذات والانعزالية. وهناك اندفاع يتحطم اليوم على صخور عالمنا الحادة فيتكسر شظايا ورموزا للرفض، تصطدم بالعنف في كل مكان. وبالاستهانة واللامبالاة والعنف (راجع عرض الحاج وراق لمقالته في الصحافة).
    وادت هذه الاوضاع الى بروز تيارات سلبية من اللامبالاة والهروب، اما الى داخل النفس او الى الخارج. ولكن أعنف ردود الفعل تلك هو تفشي ظاهرة الهوس الديني، الذي يجد فيه البعض ملاذا من اهوال الحياة. والهوس الديني جدار اصم لا تنفذ منه افكار تتحاور مع افكار اخرى. ويقول روجي جارودي ان الهوس الديني (يسميه الاسلاموية والاصولية) هو مرض الاسلام، انه الخطر الاكبر على عصرنا، انه قرحة روحية آكلة تهدد الحضارة باكملها (جارودي - الاصوليات المعاصرة ص 11 - 12).
    ان الشرط الاول والاساسي للحوار، سواء أكان سياسيا او دينياً، هو توفر المناخ الديمقراطي الحقيقي وليس مجرد الاعلان عن توفره، فكم من انظمة ترفع شعارات لا علاقة لها بالممارسة الفعلية لاسلوب حكمها البغيض، لقد استطاعت اوروبا ان تنفلت من قبضة الكهانة وظلام العصور الوسطي بترسيخ الديمقراطية، فانفتح المجال لحوار واسع الارجاء.
    انه واقع مرير هذا الذي يغلف الحياة في البلاد الاسلامية اليوم. يقول فؤاد زكريا: ان واقع الاسلام في معظم ارجائه هو واقع جماهير امية ينقصها الوعي السياسي والعقلانية. وهو ايضا واقع بطش واستبداد وكبت للحريات من جانب القوى المعادية للجماهير. وفي مثل هذا الواقع يبدو ان الاسلام هو القوة الهائلة التي هي وحدها القادرة على تحريك مثل هذه الجماهير. ويستمر قائلا: انه حدث خلط في العالم الاسلامي وفقدان القدرة على التمييز بين اتجاهات اسلامية تدعو الى التغيير. واتجاهات اخرى تدعو الى تثبيت الاوضاع او العودة بها الى الوراء. وفي زحمة الحديث عن اليقظة الاسلامية نجد اشد الفئات رجعية تتصور انها جزء من هذه اليقظة، مع ان دعوتها في حقيقتها نوم لا يقظة وموات لا بعث. (فؤاد زكريا - الصحوة الاسلامية في ميزان العقل ص 18 - 19).
    ويتناول فؤاد زكريا بعض الجوانب التي تقف سدا منيعا في وجه اي حوار ديني مثمر، فيقول: يثبت التاريخ ان الاسلام هو ما يعنيه به المسلمون ، فإن ارادوا منه ان يكون سندا روحيا لنهضة فكرية وحضارية، كان لهم ما يريدون. وان ارادوا به وسيلة لتبرير الظلام الاجتماعي والتخلف الحضاري وكل اشكال الركود والخنوع، كان لهم ايضا ما يريدون. كما ان البحث عن النواة الصلبة للاسلام بحث عقيم، فكل فئة او طبقة اجتماعية او نظام حكم يحد بطريقة جازمة وقاطعة بين «الاسلام في ذاته» وبين «اسلامها» هي، وتؤكد ان الاخير هو وحده الذي يعبر عن طريقة الاول وجوهره الاصيل (ص 12).
    وتناول زكريا عقبة اخري تقف حائلا امام الحوار. فيقول كيف يمكن التوفيق بين سريان النص في كل زمان ومكان ومبدأ الاسلام دينا ودنيا، اذا كانت الدنيا لا تكف عن التغيير. والتغيير معناه ان ما يصلح لها في زمان معين ومكان معين قد لا يصلح في زمان ومكان آخرين. ويري ان المخرج الوحيد من هذا التناقض، هو تأكيد الجوانب العامة لما في النصوص الدينية. وترك التفاصيل لاجتهادات كل عصر. ولكنه يرى ان هذا الحل يصطدم بعقبة مثل وضع الحد الفاصل بين ما ينتمي الى المبدأ العام وما ينتمي الى التفاصيل. وينتهي الى ان الاصرار على التفاصيل معناه تجاهل حقيقة التغيير (ص32).
    ويمكننا أن نضيف الى ما قاله د. زكريا أمراً آخر. هو ان المخرج من هذا التناقض يكون بالرجوع الى النص القرآني، لا من اجل تفسيره او استنباط احكام منه. وانما بالوقوف على خطابه. وهذا الخطاب هو الذي يوضح رسالته. وهو نهج لم يتم التعامل معه بشكل شامل. والخطاب يساعد على التمييز بين ما هو مقدس وما هو تاريخي، فقد اشار القرآن الى امور لم يعد لها وجود في عالمنا، مثل الرق والظهار. والرجوع الى الخطاب يخرجنا من ازمة الانقطاع الحضاري، لان هذا الانقطاع هو الميزة للتراث الفكري والعلمي في البلاد العربية والسبب الرئيسى لتخلفنا الفكري.
    ويقول د. فؤاد زكريا ان ماضينا وحاضرنا لا يكونان خطا متصلا، مما ادى الى تشويه نظرتنا الى الماضي والحاضر. وعندما يكون التراث في حالة الانقطاع الثقافي يكون محتاجا الى مراجعة جذرية. وتكمن قيمة التراث ثروة حية في استمراره. وفي كونه جزءا من تاريخ متصل. وتكون قيمة التراث كاملة في تجاوزه. (المصدر السابق 51،53)
    وتناول برهان غليون جوانب اخرى يمكن ان تخرجنا من الجمود الحضاري والهوس الديني، فيقول يجب البحث عن المغزى الحقيقي للافكار في النسق الثقافي الذي يبرز وحده موقع الفكرة ومضمونها العقلي. وفي النسق الاجتماعي العام الذي يبين لنا وظيفتها وسبب ظهورها ومآلها، فالنقد الايديولوجي يعامل الثقافة كجوهر ثابت وقائم له والى الابد.. ويعمل على استنطاقه وفهمه بما هو جوهر ثابت. ولا يفهم التاريخ الا انه امتداد للماضي في الحاضر او للحاضر في المستقبل، فتصبح العملية الفكرية استنباط افكار من افكار دون العودة الى الواقع، باستثناء التي تسعى الى قياسه عليها (غليون- اغتيال العقل - ص 39-57)
    ويستمر ليقول: ان شرط المراجعة الحديثة هو ان تبرز الاسباب الموضوعية والمعقولة والملموسة للاخفاق. وتحديد الممارسة الممكنة والبديلة والمطلوبة. وحان الوقت للبحث في القضايا الرئيسية على اسس سليمة للمناظرة القائمة في الكشف عن اصل المشكلات. وكيفية التوصف الى حل ناجع لها. وآن للجدال العربي ان ينتقل من مرحلة اثبات الموقف والرأى او دحض موقف اخر، الى مرحلة المعرفة البرهانية التي تسعى للتحقق من صحة الرؤى. والرؤية الشمولية الواقعية هي التي تنقض الفكر السجالى. (66)
    ويرى غليون ان دراسة التراث من خلال عزله عن مشاكل المجتمع والتاريخ. ودراسة العقل والعقلانية بعزلهما عن بعدهما الثقافي. ودراسة الدين عن الصراع الاجتماعي والقومي، هو شرط اخضاعهم جميعا الى منطق واحد، هو منطق الايديولوجية الذي يريد ان يثبت من خلال كل ما يقوم به من تحليل عقلي صحة مقدماته ومتبعاته، فهو عندما يدرس العلم من وجهة اتساق مفاهيمه مع الدين يحكم عليه في الواقع بالتهافت قبل بدء مناقشة جدواه. وعندما يدرس الدين من وجهة اتساق مفاهيمه مع العلم، يقضي عليه ايضا منذ البدء. ولا يبقي عندئذٍ تفسيراً لوجوده سوى تخلف عقل الانسان وقصوره المنطقي او استلابه التاريخي. وكما يصبح إلغاء العلم هو مصدر الايمان، يصبح الغاء الدين هو اداة ظهور التقدم والعقل.
    وقال بعد هذا العرض: هل هناك مجال لحوار ديني؟ ان مجال الحوار لم ينغلق تماما. وانما تضيق حلقاته احيانا وتتسع في احيان اخرى. وهذا هو موضوع الحلقة القادمة.


    (عدل بواسطة Hashim.Elhassan on 04-08-2004, 01:00 AM)

                  

04-08-2004, 00:59 AM

Hashim.Elhassan
<aHashim.Elhassan
تاريخ التسجيل: 08-05-2003
مجموع المشاركات: 80

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد سعيد القدال: هل هناك مجال لحوار ديني؟ (Re: sultan)



    and,the rest of this essay
    هل هناك مجال لحوار ديني؟ (2-2)
    محمد سعيد القدال



    استعرضنا في المقال السابق بعض المؤشرات التي أشار اليها بعض المفكرين للخروج من الازمة الخانقة التي تحيط بالخطاب الديني المعاصر. اهمها انه جمد التاريخ عند مرحلة معينة لا يتخطاها، واضفى على التاريخ صفة الالوهية، واصبح التعامل مع التراث خروجاً على العقيدة. كما ان خنق الحريات ضيَّق من فرص الحوار المنفتح ان لم يلغها تماما في بعض البلاد. ودونكم القبضة الظلامية في السودان منذ العام 1989م، حيث تفشى الاعتقال والتعذيب والقتل ولم يعد هناك مجال لفكر آخر. ودونكم ممارسات بعض البلاد العربية التي تخنق الفكر بأظافرها المتسخة.



    ولعل أخطر ما يواجه الحوار الديني جدران الاسمنت المسلحة التي تحيط بالافكار، والتي لا يسمع فيها المرء سوى اصداء صوته فيهتز لها طرباً. وهذه سمة انغلاق الافكار بين جدران من الهوس الديني في اكثر مظاهره جلاء. ولا يفهم الهوس الديني من اختلاف الرأي الا انه خروج على كتاب الله وينتهي بدمغ الفكر المغاير بالالحاد، مما يبرر له امتشاق السلاح ضده. فأصبح العنف الصفة التي تميز الحوار على أيامنا هذه. وامامنا ما يجري على الساحة الفلسطينية. حيث القتل هو لغة الحوار السائدة، ويتهم كل فريق الفريق الآخر بانه ارهابي. صحيح ان اسرائيل اغتصبت حقوق الشعب الفلسطيني، وانها دولة ارهابية من الطراز الاول. ولكن العنف لا يواجه بعنف مماثل، وإلا تحول العالم الى غابة. هذا الجو المفعم بالعنف يخنق الحوار، ويصبح الكلام فقط بلغة السلاح. ألم يسمع القوم بالمهاتما غاندي الذي اجبر الامبراطورية البريطانية في عنفوان غطرستها وقوتها على الركوع والخروج منكسة الرأس بسلاح العصيان المدني؟



    ويدعي الهوس الديني انه العارف الاوحد بالاسلام، بينما هو في الواقع يجتر ما قاله العلماء ويتبارى دعاته بالاستشهاد المبتسر الاعرج. ولا يدرك جماعة الهوس الديني ان الوعي يتطور، وان لكل عصر وعيه الذي يرتقي عن وعي العصر الذي سبقه. ودائما ما استشهد بمسألة دوران الارض. لم يعرف العلماء قبل القرن الخامس عشر ان الارض كروية وانها تدور حول نفسها وحول الشمس. وكان العلماء السابقون على جانب كبير من العلم، وكان لهم باع طويل في تطور البشرية. ولم يكن عدم ادراكهم لكروية الارض عن ضعف في عقولهم او ضحالة في معرفتهم، وانما لان وعيهم لم يصل بعد المرحلة التي تمكنهم من ذلك الادراك. وجاء العلماء في القرن الخامس عشر ليقفوا فوق وعي جديد كان نتيجة لتراكمات هي التي مكنتهم من معرفة ما لم يستطع من سبقوهم ان يقفوا عليه. ثم انبرى الهوس الديني المتمثل في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية ليصادم ذلك الوعي الجديد، فأحرق العلماء ونكل بهم أيما تنكيل. ولكن الوعي البشري شق طريقه غير عابيء. إلا ان بعض دعاة الهوس الديني ظلوا يتمسكون بذلك الموقف المهترئ. فهاجم بعض دعاة الهوس الديني في العالم الإسلامي كروية الارض في القرن التاسع عشر. وكانت الكارثة الاكبر ان احد علماء الدين في المملكة العربية السعودية اصدر كتاباً قبل ثلاثة اعوام بعنوان: «تنبيه الحيران في امر الدوران» وبإشراف وزارة الاعلام السعودي، واعتبر القول بكروية الارض كفراً. وقد تناولت هذا الكتاب الغريب في مقال سابق. ولعل هذا ما دفع روجيه قارودي ليقول: إن العربية السعودية هي المركز السطحي لزلزال الهوس الديني في العالم الاسلامي. (ص 11، الاصوليات المعاصرة).



    ويصف الدكتور فؤاد زكريا حالة العلم في العصور الوسطى في اوروبا قائلاً: واصبح المنهج العلمي يقوم على الجدل العقيم. واصبحت عناصر المعرفة تستمد من الكتب القديمة، وهذا امر ضد عناصر المعرفة ذاتها. وبرع المفكرون في اقامة الحجج والبراهين اللفظية الخالصة، وتلاعبوا بالاستدلالات الشكلية والمغالطات. واصبح الاستدلال الوحيد المعروف لديهم هو قياس الجديد على القديم. وتمسك العلم بأضعف عناصر التراث. وصار التراث هو الذي يفكر بالنيابة عن الناس، وتكمن فيه الحلول لمعضلات العصر، ولم يعد اداة يستهدي بها العقل لايجاد حلول لما يواجهه من معضلات. (التفكير العلمي). أليست هي حالنا مع الهوس الديني؟



    وعندما تناولت بعض جوانب الخطاب القرآني انبرى احد المهووسين بمقال لم يعط نفسه فرصة قراءة ما كتبت. فلم يدرك الفرق بين الخطاب (discourse) والمخاطبة، ولان الفرق بين الخطاب والنص. فهو يخلط بينها خلطا مخلا. وقديما قال الامام علي بن ابي طالب ان القرآن حمال اوجه. وقال ايضا ما معناه ان القرآن اسطر بين ضفتين. لا ينطق وانما ينطق به الرجال. والرجال ينطقون بوعي عصرهم وليس لهم نطق مطلق باق على مر العصور. فهناك فرق بين الكتاب السماوي المقدس وفهم البشر له وهو فهم غير مقدس. ووصل الامر عند المهووسين انهم يعتقدون ان رأيهم مقدس. هذه آفة كبرى تجعل الحوار ليس شاقاً فحسب، بل مستحيلاً.



    وهناك فرق بين القرآن الكتاب المقدس وبين بعض النصوص التاريخية التي يحتويها. وتاريخية هذه النصوص لا تنفي قدسية القرآن. كما ان قدسيته لا تتعارض مع النصوص التاريخية. وضربت مثلاً بموقف الخليفة عمر بن الخطاب من الآية 41 من سورة الانفال التي تقسم الغنائم الى اربعة اخماس للمجاهدين وخمس للدولة. ورفض الخليفة عمر ان يقسمها بتلك الطريقة لان في ذلك حرماناً للاجيال القادمة. وتبعه في ذلك الرأي الامام مالك ثم الشيخان المعاصران جاد الحق علي جاد الحق ومحمد الغزالي. ولم يخرج اي منهم من ملة الاسلام. وهناك آيات الرق، وقيمتها تاريخية وليست مقدسة بعد تلاشي نظام الرق من المجتمعات البشرية. وقلت ان دراسة الخطاب القرآني سوف تساعدنا للتمييز بين المقدس والتاريخي.



    وفي هذا الصدد كتب الاستاذ حسين احمد امين يقول: الدين لا ينشأ في فراغ، وانما في مجتمع معين وزمن معين، فتتلون تعاليمه بالضرورة بظروف ذلك المجتمع ومقتضيات ذلك الزمان وتراعيها. هو اذن حقيقة مطلقة وردت في اطار تاريخي، وظهر في بيئة اجتماعية انعكست معالمها عليه، وذلك من اجل ان يلقى القبول ويضمن الانتشار. فلو ان الرسالة الخالدة لم تراع جهاز الاستقبال لدى من تسعى الى مخاطبته والوصول اليه لضاعت في الاثير واستحال التقاطها. (ص 8، من مقدمته لكتاب عبد الله النعيم، نحو تطوير التشريع الاسلامي).



    الحديث يطول حول الهوس الديني، ويستوقفني ما قاله روجي قارودي، الذي يحتفي اصحاب الهوس الديني بانضمام الرجل للاسلام. ولكنه لم يأت الى الاسلام مغمض العينين، وانما جاء اليه بعقل منفتح. فماذا قال؟ قال إن الاصولية المتخفية في رداء نهوض ديني، هي انغلاق على الماضي. ان برنامج القادة الاسلاميين يتحول الى تكرار ذي طموح تهذيبي واخلاقي، ليصوغ تجريده من القرآن والسنة منذ ألف عام، منفصلة عن سياقها في القرآن وفي التاريخ. وهم بذلك لا يدعون الى إعمال الفكر ومبدأ المشاركة، بل يدعون الى الانقياد السلبي للزعماء الدينيين. ان حركات كهذه تكون هدفا سهلا لقوى اجنبية جاهزة دائما لتمويلها بشجاعة لانها تعزز كل السلطات، الامر الذي يسمح لهذه القوى بتوطيد الايديولوجية من خلال التبعية الاقتصادية. (ص 60-61).



    ان امكانية الحوار في هذا الجو المشحون بالهوس الديني والعنصرية البغيضة والمشاعر السلبية المنفلتة، تبدو ضعيفة وبعيدة المنال، ولكن في نهاية النفق المظلم يسطع نور، هو الذي سوف يسترشد به الانسان لينفذ الى رحاب النور الساطع. لم يتوقف دأب الانسان ابداً عن البحث للخروج من العتمة مهما كان ظلامها كالحا. هذا هو المنطق الذي يقول به تاريخ البشرية منذ ان بدأت تجدَّ السير في دروب الحياة الوعرة. سوف نصرُّ على الحوار وعلى فتح قنواته مهما حاول البعض أن يغلق منافذه. ولا سبيل إلا المثابرة في هذا المسعى.


G]Big

and
Thanks
Please continue
                  

04-08-2004, 01:12 AM

Hashim.Elhassan
<aHashim.Elhassan
تاريخ التسجيل: 08-05-2003
مجموع المشاركات: 80

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد سعيد القدال: هل هناك مجال لحوار ديني؟ (Re: sultan)

    And, to enrich this discussion
    the following is from the same issue of April 07/2004 Alsahafa newspaper

    by Mohamad AbdulGadir Sabeel who is a board member
    enjoy


    Quote: أمــــــــداء

    لكي يتفهم( الإصلاحيون ) لماذا يتمسك المسلمون بالصيغة المحمدي (1-2)



    محمد عبد القادر سبيل



    دعوات ( الاصلاح الديني ) بدأت اخيراً في البروز بصورة أكبر مما كانت عليه سابقاً ، وأخالها سوف تتصاعد في الفترة المقبلة ، وما يميزها هذه المرة هو أنها تجئ متزامنة مع الحملة الامريكية الشاملة والمرهونة باجتثاث ( أصول ) الارهاب، والتي هي بشكل من الاشكال اصول هذا الدين المحافظ الوحيد على نموذجه الاصلى بين الديانات السماوية كافة ، أصوله وجذوره الضاربة في القرون الوسطى حيث تطبيقات محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الذين بايعوه تحت الشجرة ، على كراهية الأوثان والمتسيدين على خلق الله و كراهية المغضوب عليهم والضالين .. آمين ، فظلت هذه الكلمة الأخيرة ذات الاندلاع الجماهيري، تتردد عشرات المرات يوميا من حنجرة كل مؤمن ، على مدى الزمان، وسوف لن يوقفها سوى لحظة ان يرث الله الارض ومن عليها، هذه، آمين ليست محض كلمة والسلام.. وانما هي للتذكرة وتجديد الولاء واعلان وحدانية الفرد الصمد الذي به فقط يستعان،وهو فقط الذي يستحق ان يعبد وبالطريقة التي يريدها ، لا بأي طريقة أخرى.



    المسلمون لو عرفوا جيداً وجميعاً معاني فاتحة الكتاب ، لأرتجفوا فرقا واقشعرت جلودهم وهم يتلونها، وذلك من هول مسؤوليتها والزاميتها ، حيث انها عهد بين العبد وربه، يتجدد ليس فقط في كل صلاة مكتوبة او سنة او تطوع ، بل في كل ركعة من كل تلك الصلوات، ولذلك فليس مصادفة أن تكون هي مفتتح كتاب الله ، ولا مصادفة أن تجدها السورة الأكثر محفوظية في صدور المسلمين والمسلمات ، الأحياء منهم والاموات ، ولا خبط عشواء ان يؤلف عنها ابن قيم الجوزية ( مدارج السالكين في منازل اياك نعبد واياك نستعين ) سفرا عظيما كالذي تعرفون .



    هذه الوقفة عند أم الكتاب، انما هي من قبيل لفت النظر الى انها تشكل الآن عقبة تحصن الدين من الارهاب الذي يستهدف مناهج التعليم في العالم العربي والاسلامي، سعياً وراء اسقاط كل ما من شأنه خلق الحواجز النفسية وبث الكراهية بين المسلمين من جهة، والأوثان المتسيدة على خلق الله والمغضوب عليهم( بني اسرائيل ) والضالين ( الذين يجعلون الله ثلاثاً ) .. وآمين من جهة أخرى . فالعهد الذي يقطعه المسلم على نفسه عشرات المرات في أوقات متفرقة، تتراوح بين آناء الليل واطراف النهار يجعل من الصعب جداً اماطة ذلك الحاجز النفسي والروحي بين الفسطاطين الذين لم يسمهما أسامة بن لادن كما يظن الغافلون ، وانما عينهما محمد بن عبد الله النبي، الذي سمى طريقه بالصراط المستقيم ، ونعت سواه بالضلال وذلك تصديقا لقوله تعالى ( يس، والقرآن الحكيم، انك لمن المرسلين ، على صراط مستقيم ) ولذلك نردد (اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين انعمت عليهم ) .. فمن هم الذين انعم الله عليهم لكي نتبع اسلوبهم وفهمهم ومنهجهم وسيرتهم ؟ .. هذا ما يخيف فئة الفسطاط الثاني ويريدون منعه ، بأية صورة وفي اقرب فرصة ، ولذلك جردت حملات الارهاب ضد الارهاب ، وارتفعت دعوات ( الاصلاح الديني ) برافعة خارجية ( مشروع الشرق الاوسط الكبير ) واياد داخلية ( تقول ) انها تعمل بمعزل عن اهداف الحملة الساعية لسحق ( اهدنا الصراط المستقيم ) آمين .



    ولكن لماذا نظن ان دعوات ( الاصلاح الديني ) الراهنة ذات صلة بالحملة ضد الارهاب ، أو هي بمثابة زحفها الميداني المغطي بالمدفعية الأمريكية؟ ..



    في الحقيقة من الصعب اعتبار هذا التزامن محض مصادفة ، فحتى اذا قلنا انه ليست ثمة ترتيبات وعلاقات متفق عليها بين مؤسسات داخلية ( خاصة تلك المتعلقة بحقوق الانسان ) دوائر صنع القرار في الخارج ، وهذه فرضية افضلها ، فإنه قد يرى بعض الليبراليين في البلدان العربية والاسلامية ، ممن يرفضون نظرية الفصل بين الفسطاطين وفقاً لما انطوت عليه أم الكتاب /الفاتحة ، قد يرون أن الوقت بات مناسبا للحصول على أكبر قدر ممكن من التنازلات الشرعية في ظل زخم الحملة وحرائقها ، خروجاً من صرامة وصمود الصيغة المحمدية للاسلام ، حسب ما تبناها الصحابة الكرام وتابعوهم باخلاص وتسليم وملخص ذلك كتاب مبين شافٍ ومباشر ، وكذلك سنة واضحة وبسيطة ، ونماذج شديدة التأثير : صحابة مؤمنون فقط غير متكلفين ولا ادعياء ذكاء ، سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا - يريدون مرضاة الله فحسب، حتى انهم ليتخلصون من حبة التمر التي تحول بينهم وبين الآخرة) .



    هذه هي الصيغة المحمدية التي تقلق امريكا وتزعج الليبراليين المسلمين ، فيتجهون معاً - بذريعة التنوير والوعي والعقلانية - الى ترويضها ومن ثم تحييدها، تماماً كما حدث للمسيحية عبر عملية التنوير والاصلاح الديني الشهيرة ، حتى صارت على ما هي عليه الآن ، ديناً تابعاً لبراغماتية العقل ونزعاته وليس لله!



    وهل هنالك فرق بين اتباع الله واتباع العقل ؟ .. أجل ! .



    والا فأي علم يستطيع ان يثبت حتمية البعث والجنة والنار؟ وأي عقل يجعل ابراهيم عليه الصلاة والسلام يذبح ابنه من اجل رؤيا رآها؟ ويجعل جعفر بن عبد المطلب يطير بجناحين في الجنة ؟



    وأي عقل يجعل رجلا عاقلا مثل عمر بن الخطاب يرسل رسالة في رق منشور الى السيد/ نهر النيل المحترم، فيطلب اليه ان يفيض ، فيستجيب لأمير المؤمنين !؟ وموسى الذي فلق البحر بعصاه ، وعيسى الذي يحيي الموتى بإذن الله ، هل هذا كله يقبله العلم والعقل المنطقي ؟ أم انكم لا تصدقون اساطير الأولين ؟!!!



    واي عقل يجعلنا نصدق بأن أميًا في بطحاء مكة، عرج الى فوق سبع سموات ثم دنا فتدلى، وخاطب الله تعالى بينما جبريل يرجف كالحلس البالي .. اللهم صلي وسلم على عبدك و رسولك . واي عقل يصدق بأن معرفة الله تكون بالافئدة التي في الصدور وبالفطرة .. أجل هنالك فرق غمُض واستعصى على كثيرين ممن انتفى عندهم هذا النور الخاص ، وقد قالها احد اذكى الناس اطلاقا ، علي كرم الله وجهه قال : الدين ليس بالعقل !... هكذا قولا واحدا.



    وهكذا تصبح دعاوى عقلنة الاسلام مضيعة للوقت ، مهما جردت الحملات في الداخل والخارج .



    في الحقيقة، فإن الذين يريدون تكييف دين الاسلام حسب ظروف الدنيا كمبدأ عام لهم ، هؤلاء ضحية التباس ، لسبب بسيط جدا، مفاده أولا أن الدين ليس نظرية فلسفية دنيوية قابلة للتطوير ، ولا هو وجهة نظر شخصية مستقلة من جانب رجل ( مصلح فقط )عاش في زمان ما ، كما أنهم ( الاصلاحيون ) ربما لم ينتبهوا الى المطلوب منا كمسلمين بالتحديد ،.. ذلك لأن فلسفة الدين قائمة على فكرة غاية في الوضوح ( وهذا هو المطلوب ): إن الدنيا بكل ما فيها من امكانات خلقت لنا، وأما نحن فخلقنا للآخرة !! ، وهنالك كثير من الآيات و الاحاديث القدسية والاحاديث النبوية التي تؤكد هذه الفكرة الاساسية لفهم مقصد الدين .



    ارضيتم بالحياة الدنيا .



    وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور.



    وللآخرة خير لك من الأولى .



    الله يريد منا ان نعبده فقط في الدنيا ، مستغلين اياها كمطية فقط ، فلا نشرك به فيها ( شيئا ) ، نعبده فحسب ، ولكن بالطريقة التي شرعها لنا هو وطبقها وعلمنا اياها رسوله الكريم .



    هذه العبادة المطلوبة، تتجلى في عدة وجوه منها : طقوس عبادات، وائتمار بأوامره وانتهاء عن نواهيه وتوكل عليه حق التوكل والعمل الصالح لمنفعة الناس وحسن الخلق .. وكل ذلك يتطلب اخلاص ( النية ) له سبحانه وتعالى وحده في القول والعمل. ومن هنا يجري التركيز النبوي على تعزيز ( اليقين) اليقين على الكلمة الطيبة : لا اله الا الله محمد رسول الله.



    ولا اله الا الله ( الشهادة الأكثر الزامية والتزاما مما أشرنا اليه في خصوص فاتحة الكتاب) تدل على نوعين من التوحيد لابد من توفرهما لدى المسلم لكي يكون مسلما حقيقياً ، نظرياً وعمليا معاً، و حتى تسهل عليه سائر العبادات ، فلا يحتاج الى ( اصلاحها ) ولا يتذمر منها أويجدها عكس هواه فيدعي ان الزمان أوالعصر قد تجاوزها، وانها عبادات او شرائع متخلفة.فيختار بدلا عنها ميثاق حقوق الانسان، كما يفعل وينادي الاصلاحيون الى درجة ان ترتيلهم لهذا الميثاق والتبشير به آخذ في تحويله الى قرآن بديل لدين جديد يمكن ان نطلق عليه ( الحريانية ) وأما هم فأولياؤه الصالحون او كهنته كما قد يلاحظ الراصد.!.



    النوع الأول من التوحيد هو توحيد الالهية : حيث لا معبود بحق الا الله وحده.



    والثاني هو توحيد الربوبية : حيث لا رازق لا نافع لا ضار لا معطي ولا مانع، الا هو سبحانه وتعالى ، ولا يتحرك شئ ولا يسكن الا بإذنه وعلمه .



    وبناء على ذلك، فإن الشرك بالله من هذه الزاوية، كذلك نوعان : شرك ألوهية وشرك ربوبية ، .. النوع الاول مفهوم ، يهمنا منه هنا ان من شروط ايماننا بالله الهاً واحداً يعبد بالحق وكما شاء .. ان نطيع أوامره وننتهي عن نواهيه حسب ظاهر الكتاب والسنة وليس بالتأويلات التي نخترعها لأنفسنا، ثم نسندها الى الله ولم ينزل بها سلطاناً ، فنحن نعبد اي نتعرف ونطيع الله بما نقل عنه رسوله صلى الله عليه وسلم وليس بما نخالف به النبي (صلى الله عليه وسلم) ونخالف القرآن بزعم اصلاح الاسلام والمسلمين ، وكأنما نشير الى خلل بنيوي في دين الله ناجم عن تعرضه لصروف الدهر وتحولات الحال !!



    .. انه موقف أخشي أن يدخلنا في الشرك بدرجة( شيئا)، طالما هو رأي يتشكك في قدرة الله على وضع شرائع تتمتع بالصمود والديمومة دون ان تبلى او تعجز عن مناسبة المتغيرات وذلك في كتابه المبين الى يوم الدين ومن خلال سنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) .. هذا تشكك واضح في اتساع علم الله الذي قال ( ولن تجد لسنة الله تبديلا ) هكذا على الاطلاق ( لن تجد ) حتى آخر الزمان والمكان .



    والاخطر من ذلك، هو ان طلب الاصلاح يهدف الى (تأويل) القرآن وتبديل دلالته رغماً عن صراحة تحريم ذلك بموجب الآية (7) من سورة آل عمران التي تنعت المؤولين ب( الذين في قلوبهم مرض )، ورغما عن قوله تعالى ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ) فكيف ترى يكون معقولا فهم هذه الاية على ان الحفظ هو لمجرد الشكل/ الحروف فقط، بينما المضامين والاحكام تركها الله لنا لنحددها نحن ( على كيفنا ) وحسب ظروفنا وبذريعة ماذا؟.. ..الاصلاح !!



    اصلاح ماذا؟ هل اصلاح ماكتب الله علينا وافترض؟ وكيف يكون مفروضاً علينا ونحن نضبطه بما يناسبنا ويعجبنا ، هل هذا فرض.. !!



    وفيما يخص شرك الربوبية، فيقول كثير من العلماء المخلصين ( غير المتساهلين ) بأنه الأكثر انتشارا الآن في اوساط المسلمين ، ويتجلى غالبا ضمن الاعتقاد في: العقل والعلم الدنيوي ، باعتبار انهما قادران من تلقائهما على النفع و الضرر، بينما توحيد الله يتطلب اعتبارهما من نعمه ومخلوقاته عز وجل المسخّرة لطاعته، والتي تجري عليها سننه ولا تعطلها الا مشيئته، .. والا فهما مسخّران لطاعة النفس والشيطان .



    لقد حول بعضنا العقل والعلم الى فتنة مضلة عن الخضوع لله ، تكتفي بمقولة :القدرات الذاتية، مع ان الخضوع هو غاية خلقنا وسر وجودنا .. عباداً ، اذ قال تعالى ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) وعبادته تبدأ بمعرفته تعالى، ثم طاعته طاعة لا تشوبها شائبة /اشراك، طاعة خالصة تفيد معنى الاستسلام ( والله غيور لا يرضى ان تشرك به مثقال ذرة/ شيئاً) ومن هنا جرى اشتقاق مفردة ( اسلام ) بمعنى استسلام واذعان خالص لله ، لا ان نخضع لمنتجات عقولنا وتفتقات قرائحنا التي قد تخيب أو تصدق باذن الله ، فالمسلم هو المستسلم ( غير المعاضل المجادل أوالمعارض لما قضى الله وكتب عليه ) ومن لا يستسلم لما جاء صريحاً في الكتاب والسنة، فهو ليس مسلما لله حقاً، مهما تغير الزمان او سكن . هذه لمحة فقط من ابجديات التوحيد . ونكمل في الاسبوع المقبل إن شاء الله.





                  

04-08-2004, 01:46 AM

Muhib
<aMuhib
تاريخ التسجيل: 11-12-2003
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد سعيد القدال: هل هناك مجال لحوار ديني؟ (Re: Hashim.Elhassan)

    What happened to the original post.
                  

04-08-2004, 02:14 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد سعيد القدال: هل هناك مجال لحوار ديني؟ (Re: Muhib)

    و الله يا محب ماعارف الحاصل شنو!!!!
    المهم
    طالما السودان للسودانيين زي ما قال سلطان و البساط أحمدي قلنا ننسخ و نلصق
    و الأجر على الله!!
                  

04-08-2004, 07:35 AM

فرح
<aفرح
تاريخ التسجيل: 03-20-2004
مجموع المشاركات: 3033

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد سعيد القدال: هل هناك مجال لحوار ديني؟ (Re: sultan)

    شكرا سلطان
                  

04-08-2004, 09:19 AM

sultan
<asultan
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1404

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد سعيد القدال: هل هناك مجال لحوار ديني؟ (Re: فرح)
                  

05-13-2004, 03:50 PM

طارق اسماعيل
<aطارق اسماعيل
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد سعيد القدال: هل هناك مجال لحوار ديني؟ (Re: sultan)

    تسلم سلطان
                  

05-13-2004, 04:01 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد سعيد القدال: هل هناك مجال لحوار ديني؟ (Re: طارق اسماعيل)

    Merfi who?
    Hashim is Merfi or Merfi is hashim?
                  

05-13-2004, 08:50 PM

Nada Amin

تاريخ التسجيل: 05-17-2003
مجموع المشاركات: 1626

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد سعيد القدال: هل هناك مجال لحوار ديني؟ (Re: sultan)

    It is an interesting and pivotal subject, it deserves to be up
                  

05-13-2004, 09:05 PM

Abdelaziz

تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 310

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد سعيد القدال: هل هناك مجال لحوار ديني؟ (Re: Nada Amin)

    في إعتقادي ان مقومات اي حوار دينى او غيره يبدأ

    بالتأكيد على وجود الأخر وعدم نفيه
    احترام راي الأخر بغض النظر عن أختلافك معه فيما يطرح


    فى ظل أعلاه فى أعتقادي انه لا يمكن وجود اي حوار مع دعاه الهوس

    الديني الذين يعتقدون انهم ظل الله فى الأرض والافضل هو كشف خطلهم

    وتزييفهم للدين واستغلالهم للمقدسات فى صراع دنيوي لا علاقة له

    بالمقدسات والتركيز على ان الصراع فى هذه الفانية صراع دنيوي بحت لا تخدمه الأيات .
                  

05-14-2004, 03:45 PM

Abdelaziz

تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 310

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد سعيد القدال: هل هناك مجال لحوار ديني؟ (Re: Abdelaziz)

    مناظير
    لست عليهم بمسيطر!!

    زهير السراج




    بعض الاصوليين الاسلاميين يروجون لمفاهيم خاطئة عن العلمانية بأنها ضد الدين والتدين، ولكن العلمانية هى حماية للدين والتدين من خلال فصل الدين عن الدولة وليس عن المجتمع. لأن الدولة سلطة، واصحاب السلطة هم بشر مثلنا لهم عقيدة معينة ينتمون اليها، وداخل هذه العقيدة ينتمون الى مدرسة تفسيرية معينة وليس من حقهم فرض آرائهم الدينية على الآخرين الذين قد يختلفون معهم في تفسير النص القرآني من خلال السلطة التي منحت لهم من قبل الشعب. لذلك اذا افترضنا ان السودان كله مسلمون يجب فصل الدين عن الدولة لأن المذاهب الاسلامية وتفاسير القرآن كثيرة ومتباينة بين الاصوليين والمحدثين، وحتى بين الاصوليين انفسهم نجد انشقاقات وتبايناً في بعض تفسير نصوص القرآن. وكل طرف يدعى بأن تفسيره هو الصحيح وانه فقط الذي يعرف الحق والمقصد الالهى، يكون بذلك قد ادعى الالوهية لأنه ألَّه عقله وادعى بأنه يعرف الحقيقة بشكل مطلق وهذه من صفات الله وحده بأنه مطلق كامل في علومه بالأشياء دون سواه. لذلك اذا قام الحاكم بسن وفرض قوانين دينية بناءً على المذهب والمدرسة التفسيرية التي ينتمي اليها على المواطنين يكون قد خالف أصول حرية العقيدة والاعتقاد بل يكون قد خالف الاسلام نفسه والقرآن الذي قال (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا). ولقد اوضح القرآن بأن هنالك آيات محكمات (لها معنى واضح) وهنالك آيات متشابهات (تحمل اكثر من معنى) وان الآيات المتشابهات لا يعلم تفسيرها إلا الله.

    وطبعاً بما أن الاسلاميين الاصوليين متطرفون، فإنهم يدَّعون بأن كل آية يستندون عليها في قوانينهم من الآيات المحكمة، واكبر دليل على خطئهم هو أن كل المواضيع التي يطرحونها مثل الحجاب والنقاب وفوائد البنوك وعمل المرأة والحاكمية لله، أمور جدلية بين علماء الاسلام أنفسهم، وبالتالي لا يمكن للآيات التي تخص هذه المواضيع أن تكون من الآيات المحكمة. لذلك اقول إنه لابد من فصل الدين عن الدولة في السودان كله وليس جنوبه فقط حماية للمسلمين أنفسهم ولعقائدهم في الاسلام.

    وكل من له رأي فهنالك وسائط اعلامية مثل الاذاعة والتلفاز واقامة الندوات يستطيع ان يدلي بدلوه ويوضح حجته الدينية عبرها، وكل انسان مخير ان يقتنع بهذا الرأي أو ذاك حسب فهمه للدين. وحتى اذا كان أهل السودان كله مسلمين، وليس بينهم تباين في تفسير النص القرآني، فلابد من فصل الدين عن الدولة لأن الآيات القرآنية تقول (لست عليهم بمسيطر)، (وما عليك إلا البلاغ)، (ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).

    طبعاً عندما يسمع المتطرفون مسألة فصل الدين عن الدولة فإنهم يزعمون بأن العلمانيين يريدون نشر السكر والفجور والزنا بينما كل الفرق بين الدولة الدينية والدولة العلمانية انه في الدولة العلمانية يكون الحرام بيِّن والحلال بيِّن، بمعنى أن الشخص المتدين يمارس التدين بمصداقية لأن السلطة الحاكمة لا تجبره على ذلك، والفاسق يمارس فسقه ايضاً بمصداقية. اما في الدولة الدينية تجد الصورة مخادعة والناس يلبسون اقنعة التدين لأنه اجباري وليس اختيارياً، فهو فرض من السلطة الحاكمة. ثم انا استغرب لماذا يختزل المتطرفون الفسق والفجور فقط في الخمر والزنا والإباحية. أليس سب عقائد الناس وتكفيرهم وسفك دماء الأبرياء من الاطفال والنساء مثل ما فعلت «القاعدة» فسقاً وفجوراً؟ أليس ما فعله المتطرفون في الجزائر من قتل الأبرياء فسقاً وفجوراً؟!

    ان الدولة الدينية هى اكبر مضطهد لحرية وممارسة الاعتقاد الديني، وبالرغم من اننا كمسيحيين سودانيين افضل حالاً من غيرنا في بلاد اخرى إلا أن الحكومة للاسف عملت على اسلمة المناهج التعليمية الحكومية دون مراعاة لأبنائنا وهي الأساس الذي يقوم عليه المجتمع، لذلك لا بد من طرح فكرة الدولة المدنية التي تكون فيها جميع الحقوق والواجبات على اساس المواطنة بغض النظر عن التقسيمات الدينية والعرقية. وليس من حق احد احتكار ارض معينة لصالح دين معين فلا يجوز وجود دول مسيحية ودول اسلامية. ان الله خلق الارض والناس متباينين ليعيشوا سوياً تحت سقف الاخوة الانسانية وينعمون جميعاً بحقوق المواطنة في الدولة المدنية.

    عزت منير ابراهيم
    الخرطوم

    المصدر
    http://www.alsahafa.info/news/index.php?type=6&issue_id=277&col_id=9&bk=1


    أعمدة قديمة لهذا الكاتب:
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de