وجه زهاء يتجلى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 10:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-06-2004, 11:05 AM

Husam Hilali
<aHusam Hilali
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وجه زهاء يتجلى

    يا بعض أهل الله .. بالله كيفكمو ؟! *


    نص للراحل : زهاء الطاهر

    - يلا بينا يا فقرا
    وتحركنا . تقدمنا (( عبد البنات )) وكنا خارجين من النهود عن طريق الأضية التي وصلناها بعد عام وهي الأقرب من حبل الوريد أو كما قال . عسكرنا حول الأضية وأشعلنا نار خلوتنا وتلونا قرآننا , فتجمع في الليالي التاليات أهل الأضية حولنا , وأكرموا وفادتنا رجالاً ونساءً . ورأيتُ في أول من رأيت (( جفالة )) .
    كانت ممتلئ ة بالصدق والعذوبة والعفوية , ممتلئة بالصراحة والبشاشة وبالدفء وكم كنت مجيداً تلك الليلة في تلاوة لوحي . قرأته جهراً من أوله لآخره , وبالعكس حتى اصطدمنا . وهي رأتني حين رأيتها . سمعتني حين كنت أسجع , فقربت مني . جاءتني . فوقفت لها أدباً كما علمنا الفكي أبكر المسلاتي ولوحي بشرافته كان محمولاً بيمناي . وجفالة قالت لي : أرني آياتك ,فلما مددت لها بآياتي المكتوبة رفعت رأسها من اللوح تنظر إليّ لتقارن بيني وبين (( قد سمع )) . وجدتني وقد قفزت أمامها خمس سنوات بنات حفرة . رأتني كما ينبغي , ورأيتها أكثر مما رأتني , فتشابك مصيرنا . ثم مرة أخرى قالت لي :
    - أريدك أن تعوذني بآية الكرسي , ولتكتب لي آية أخرى تحجبني بها وتحفظني وتغطيني من العين وأكتب لي بخرات لتنفعني .
    فعلت لها ما أمرت ثم تركت لوحي ودواتي وتبعتها حتى أدخلتني زمانها الحاذق الحارق .
    - مالك والشرافات وقد سمع وحطب الخلاوي ؟
    قلت لها : لكن الفكي أبكر المسلاتي ماذا يقول وماذا أقول له وقد خرج بنا من دار مساليت بعد أن تعهّد لأهلنا بإعادتنا رجالاً حافظين كتاب المولى عزّ وجلّ وزيارة البيت المعمور إذا استطعنا وكذلك الروضة الشريفة .
    - دعك منه . قالت جفالة
    - وعبد البنات ؟ سألتها
    - دعني منه .
    أرجعت الألواح والدواة والخُرج وكل شيء للفكي أبكر وقلت له وللصبيان من حوله : سامحوني يا فقرا
    وبكى الفكي أبكر كثيراً حتى تمخّط ثم إستغفر وهو يقول :
    - زرقان ضاع . ضاع للأبد
    وقال أنه سيرسل مرسالاً لأهلي يعزّيهم فيّ .. فقلت لمحدثي الذي جاءني بالخبر : قل للفكي أبكر أن يرسل لي مصحف جدي أبا الشرتاي . وبعد يومين أرسلوا لي بمنزل جفالة مصحف جدي الشرتاي (( أبو التيمان )) .
    كان عاماً كريماً حين خرج بنا الفكي أبكر المسلاتي من دار مساليت فقد زرعنا في ذلك العام وحصدنا زراعتنا مع آبائنا وأمهاتنا , خالاتنا , عماتنا , جيراننا وكل أهلنا . جمعنا زكاتنا يوم حصادنا وأخرجناها وقسمناها على مستحقيها . وبعد يومين كانت الجمعة الجامعة فذبحنا ثوراً كبيراً في بيت أبا الشرتاي , وكرّمنا , ثم بعد يومين آخرين , يوم الاثنين , سمعنا أهلنا الكبار يرسلون للفكي أبكر المسلاتي فلما جاء أدخلوه خلوة الشرتاي ودخلوا معه فامضوا أقل من ساعة ثم خرج الفكي مبسوطاً . خرج وحده ثم بعد دقيقتين رأينا آباءنا وأعمامنا وأخوالنا يخرجون بعده تباعاً . وفي عجل يأمروننا بملء مطمورة الفكي أبكر من شتى أنواع محاصيلنا . وفي اليوم التالي أرسلوا لأولاده جالونين زيت وزجاجة جاز وجلابيب دبلان , وعمامة كرّب ومركوب أحم ر وثوبين لامرأته وفركة أم صفيحة ونجتني لصغاره وانبسط المسلاتي مرّة أخرى . وانبسطت زوجته الداجاوية . وفي صباح الجمعة عند شراب الشاي ببيت أبا الشرتاي ثم تسليمنا نحن الصبيان السبعة للفكي أبكر وقال له أهلنا : لتذهب بهم أينما تذهب بهم فقط عليك تحفيظهم القرآن الكريم ، ولا تعد بهم أبداً ما لم يحفظوا كتاب الله .
    وبتؤدة قال لهم : نعم . إن شاء الله .
    وفي مساء الجمعة. ذات الجمعة المباركة , ودعنا أهلنا وحملنا اخراجنا على ظهورنا , على ظهور أيمانا . وضعنا فيها دواتنا , زوادتنا كلها وأقلام القصب بكل صرير القص ب . حملنا أوراق جدودنا , مصاحفهم التي رسموا بـ (( الزيلقون )) حدود السور وكل شيء . كتبوا كتاباتهم المجيدة ولم يضيفوا ولو نقطة واحدة تدلنا عليهم . فحملنا نقاطنا معنا . وضعناها في اخراجنا قرب دقيق الدامرقة والبلية وأم دشيشة .
    صررناها بعيداً عن الجير , ودقيق الجير , وبيوت الجير حين جئنا زمان (( النهود )) . حول قوله (( تاما )) تحلقنا . قبعنا نقرأ من ألواحنا سور النازعات وعبس والتكاثر حتى حفظنا كل الأجزاء الثلاثة الأولى
    - يا بعض أهل اللهِ , بالله كيفكمو ؟
    - يلا بينا يا فقرا
    وتحركنا تقدمنا عبد البنات , خارجين من النهود نحو أزمات الأضية الحاذقة الحارقة . وجفالة كانت تتركني بالدار في كل النهارات ولا تعود إلا مع دخول الليل , حاملة طعامها فما أن تدخل وتتخلص من ثوبها تشعل النار لتسخن الطعام الذي أتت به . نتعشى ثم ننام . هكذا كان أمرنا حتى قلت لها ذات صباح قبل خروجها : جفالة , أسمعي . النهار طويل يا جفالة , والقعدة براي صعبة , أحسن تشوفي لي طريقه .
    قالت لي : كلمت ناظر المدرسة عشان ياخدك في المدرسة تدرس مع العيال .
    صرخت بها : يا وليّه كيفن أقعد وسط عيال فرافير أدرس معاهم ؟ ونظرت إليّ بعينيها النافرتين وقالت لي : أسكت يا جنقجورا ! وضحكت الملعونة وأنا الإرنتنق ضحكت معها وخبطتها بكفي على فخذها وتركت كفي مكانها . نظرت إليّ مرة أخرى وأزاحت كفى وهي تقول لي : بكره ، من صباح الرحمن تمشي السوق لحامدين الترزي يعمل ليكي شورت كاكي وقمصين تو باي تو نص كم . ويشتري ليك باتا بيضا نمرة سبعة ، وشبط صندل زي الشيقيانه ، وكراريس عربي وحساب وقلم واستيكة ومسطرة وبرجل .
    ذهبت معها وقابلت الناظر والمدرسين الذين يعرفونها كلهم ، أدخلوني صفهم الثالث ، وصاحبني الناظر والمدرسون أيضاً وفي أحيان كثيرة كنت أفطر معهم . وفي ذات مرة أثناء افطارنا قالوا لي : زرقان كلم جفالة وقول ليها عندنا مدرسين ضيوف جايين من الفوله وأب زبد والنهود ومن أب قبة كمان عشان اللجنة .
    - سألتهم لجنة شنو يا جماعة ؟
    وصل المدرسون وجاؤا دارنا . وجفالة كانت تلك الليلة مثل النخلة تدخل حاملة عدداً من الأواني ، وتخرج بصوانيها . تراها قابعة هناك والصاج فوق الموقد أمامها تنشف اللحمة ، وتملح الكبدة لتمرصها بالعرديب ، ولا أحد في كل الدنيا مثلها لو التفتت إلى الكمونية لتنشفها في كلولها المحروق أو في الدرواية السوداء التي جاءت بها من خالتها .
    وضج القوم بفعل فاعل لعين فتحمسوا في كل شيء إلا الناظر كان أكثرهم حماساً وجدت نفسي أصرخ فيهم ترى إنتايا الناظر راس الدابي وتدخلت جفالة مدافعة عنه بقولها :
    - كثير خير الناظر يا سجم ، الكلم ليك اللجنة الآخذتك بالمدرسة الكبيرة الفي الأبيض .
    - أب قبه ؟ سالتها بفرح وتطايرت روحي
    وفي الداخلية كمان . أجابتني بينما كان الناظر يصرخ :
    - أدوني ورقة وقلم يا غجر
    وتدافع المدرسون وجفالة وبعض أعضاء اللجنة ليهيئوا للناظر ورقة وقلماً . وجدوها له . واسندوه على حافة العنقريب ألبسوه نظارته وقربوا منه اللمبة ووجدوا له وسادة يسند عليها ورقته وكتب ما كتب في عجل . ثم مدها إليّ بكبرياء وهو يقول : وديها لاكبر مسئول في المعارف هناك وحيوديك المدرسة الإنتا عايزا وكمان الفصل اللي يعجبك . قلت بعجل : حأمشي المدرسة الرملية الكبيرة : قالوا سمحة .
    - خلاص مبروك
    وأخذتني جفالة للابيض ، والحقتني بالمدرسة الرملية . أربع سنوات ، ثم إلى مدرسة الصنايع ثم اخيراً مدرسة الرسم التي صاغوني فيها جيداً حتى أنهم صيروني مدرساً بها ز وكم أدمنت فيها الغناء وتصحيح كراسات الصغار بلون الورتاب ، وكتابة ملاحظاتي المقفاة بالبورتاب الذي عشقته وعلق بي . وبالأخضر السادر في زرقته لعشرات السنين ، وحتى وجدت نفسي ذات مساء يسوق الخضار وسط السوق تماماً . فناديت : يا ولد . ناديت على نفسي . فتوقفت أنا ابن الثالثة عشر يالعرّاقي الفرمله لمصدر الصوت الذي هو أنا في أسمال الذكرى . رايته فعرفت فيه ذاتي وكان أن سألني : أتقصديني يا فندي ؟
    لا لم يكن صوتي ، ولا لهجتي وسألته : ألست معنا بالرملية ؟
    كنت معكم ، وكنت معهم . كنت لكني نسيت ، للحقيقة تناسيت ، وإذا بالمدرسين القدامى والمدرسين الجدد ، وأعضاء اللجان وغيرهم من المهاجرية والنشالين يزفون ويحدقون في عينيّ يريدون مني أن ابدي حراكاً ما عراكاً ما أو استعداداً ولو يسيراً ، والتسربل خلسة أو جهراً بالرمل . وأزمان الرمل والمدارس بكل فصولها الأربعة ومستقبل الألوان الذي تسبب في موتي وبعثي ، لكني لم أشأ . وزغردت جفالة . زغردت بجلال وجمال ووفاء ، فيا بعض أخل الله .. بالله كيفكمو ؟



    * نص من 13 نصاً وردوا في كتابه ( وجه جالا يتجلى ) الصادر عن مركز الدراسات السودانية عام 2002 م .








                  

04-06-2004, 11:25 AM

THE RAIN
<aTHE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وجه زهاء يتجلى (Re: Husam Hilali)

    وأنت أيضا كيفك

    أيها الحسام الهلالى

    تترقب الساحة هاهنا، أن ينسل الحسام من غمده المضاء دوما من الداخل، ناشرا ورد الكلام وضوءه

    وتقبل التقدير الوفير على أن ملأتنا زهوا وطربا، بنص زها، المحتشد كالحقل بسنابل المعانى والجمال

    أمانة لك يا حسام

    إن رأيت وقابلت الهدهد الأمين، أن تخبره، أننا ننتظر شروقه وإتياننا بيقين اليقين، فقد إستطال سكون البرد فى عظام الأشواق

    والتحايا
                  

04-06-2004, 09:07 PM

Ibrahim Algrefwi
<aIbrahim Algrefwi
تاريخ التسجيل: 11-16-2003
مجموع المشاركات: 3102

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وجه زهاء يتجلى (Re: Husam Hilali)

    زهاء
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de