ظلت أجواء التوتر تسيطر على جامعة الاحفاد الأهلية في أمدرمان أمس بعد يوم من الاضطرابات والمواجهات أعقبت أزمة بين ادارة الجامعة وديوان الزكاة الذي يطالب الجامعة بدفع 25 مليون جنيه. وطبقاً لمتابعات "البيان" فقد منعت طالبات جامعة الأحفاد في السودان قوات الشرطة من اعتقال د. قاسم بدري مدير الجامعة الذي رفض دفع مبلغ 25 مليون جينه فرضه ديوان الزكاة بأمدرمان على الجامعة.
وقامت الفتيات اللائي رأين رجال الشرطة وهم يطرحون د. بدري على الأرض بالتدخل والهتاف، وأخذن مدير الجامعة عنوة من بين أيدي الشرطة التي أسرعت بمغادرة المكان منعاً لامتداد التظاهرات إلى خارج الجامعة، حيث احتشدت أعداد كبيرة من الطالبات بغرض الحيلولة دون اجراء محاولة أخرى لاعتقال د. بدري.
وقالت مصادر خاصة لـ "البيان" ان عدداً من الطالبات تجمعن أثناء الشد والجذب بين الشرطة ومدير الجامعة والجلبة التي حدثت أثناء مقاومة مدير الجامعة عملية اعتقاله، وسرعان ما ازداد عددهن وعمت الفوضى المكان حينما اندلعت مواجهات بين القوة الأمنية والطالبات اللائي سارع بعضهن من بنات شخصيات متنفذة إلى إبلاغ ذويهن بما يجري .
وتدخل هؤلاء بدورهم بإبلاغ الجهات المعنية بما يجري، وفيما دخل الاعتصام يومه الثاني أمس تردد في أروقة الجامعة ان وزير الداخلية أمر باعتقال المتسببين في الأزمة واستجوابهم. وعلمت "البيان" ان شخصيات عديدة خفت إلى الجامعة لمتابعة الأزمة بينهم رئيس الوزراء السابق الإمام الصادق المهدي.
وفي تصريحات أدلى بها لـ "البيان" في وقت لاحق قال مدير الجامعة انه اتصل بعد عملية الاعتقال الفاشلة بعدد من المسئولين من بينهم والي الخرطوم الذي طالب محافظ أمدرمان بالتوجه إلى الجامعة حيث قام الأخير بالاعتذار عما حدث ووعد بإيقاف أي اجراء لحين الفصل في استئناف الجامعة وأوضح ان مدير شرطة أمدرمان حضر كذلك واعتذر عما تم من رجال الشرطة.
مقال لمريم الصادق
لا شك أن الكثيرين يعرفون عن كذبة أبريل، ولا أنوي الحديث عن تاريخها ولا أصلها أو فصلها. ولكن الحقيقة أن هناك بعض من الناس يهوى هذه العادة وذلك بأن يطلق شائعة أو يبتدع كذبة يعمل على أن يصدقها وينفعل لها أكبر عدد ممن حوله. وفي هذا اليوم الأول من أبريل لعام ألفين وأربعة من التاريخ الميلادي جاءتني قريبة لي اشتهرت بيننا بالخيال الواسع والقدرات الدرامية المجيدة مما أهلها لحبك كذبات أبريل تفاعل معها الكثيرون على تكرار شهور أبريل عبر السنوات. جاءت هذه ا لقريبة وهي تلهث وترتجف والدمع يسيل مدرارا من عينيها الزائغتين، وفهمت مما تحاول أن تقوله أن رئيس جامعة الأحفاد العميد البروفسير قاسم يوسف بابكر بدرى تعرض لإساءة من قوات نظامية داخل حرم جامعة الأحفاد. فتبسمت تبسم الواثقات المطمئنات وقلت لها:" الحق أن أدائك رائع ومثير للإعجاب والتصديق. لكن هذه الكذبة كبيرة ولا يمكن لأي ممن يسكن هذا السودان أن يصدقك بالتالي ليحدث الأثر المطلوب حاولي تصغيرها. مثلا؛ بأن تقولي أن ذات القوات دخلت جامعة الأحفاد وتهجمت على طالباتها وأثارت الذعر وخلافه والذي قد حدث بالفعل في السابق. ولكن مثل هذه الكذبة هذا هو المستحيل". ولكنها واصلت بذات الحماس والأداء وأصرت أن أذهب معها لمباني الإدارة في جامعة الأحفاد لأشهد بأم رأسي وأسمع بأذني ما دار وما يدور. ونسبة لشدة انفعالها رأيت أن أجاريها وأطاوعها خاصة وهي تقودني لمكان حبيب إلى قلبي وعقلى، فكان أن ذهبت. وإذا بما قالته حقيقة. فقد داهم مكتب العميد مجموعة مكونة من ستة أفراد يرتدون البزات الرسمية للشرطة بأمر قبض صادر عن ديوان الزكاة للعميد قاسم بدري وقاموا بتهديد الإداريات وبينهن حامل لكشف مكان العميد الذي كان في اجتماع مع وفد من منظمة الصحة العالمية. وعلى صوت اللغط خرج العميد وبصحبته بعض الأساتذة فما كان منهم إلا أن قاموا بالإمساك به وجره بالقوة، وفي الطريق واجهوا المقاومة من الإداريات ومن بينهن الأستاذة الفاضلة نفيسة بدري فهددوهن بأسلحتهم ووضعوها على وجوههن ورقابهن. أما في الخارج فقد جاءت الطالبات من كل حدب وصوب وخلصن عميدهن من قبضة القابضين وأمنوه داخل مباني الإدارة ثم رجموا المعتدين وحطموا سيارتهم فلاذوا بالفرار "قماحا". وبعدها مكثن مرابطات حول العميد " الداير قاسم داير الموت"، " أبوكم مين قاسم، عميدكم مين قاسم، قاسم، قاسم" تملأ الأسماع. تقاطرت كل هيئة التدريس، الحادبين والمهتين بهذا الصرح التربوى التليد والطارف، أهل السودان. ثم كان أن جاء السيد معتمد أم درمان وفي معيته عدد من المسئولين ومن قيادة الشرطة التي هي في حماية الشعب، والذي مؤسسة الأحفاد أحد انجازاته الوطنية الباعثة على الفخار والاعتزاز. قابلوا العميد والطاقم الإداري، وهدأوا خاطر المرابطات حاميات عميدهن وحرمهن الجامعي من الامتهان والهوان، وتفرق الجمع. ولكن هل انتهت الحكاية؟ أم هذه احدى بدايات سيناريو الرعب التي تنتظر السودان؟ مؤسسة الأحفاد الخيرية الغير ربحية والتي علمت وتعلم بنات كل السودان منذ ما يزيد عن القرن من الزمان. ناشرة للعلم والنماء في جنوبه وشماله، غربه وشرقه حتى اكتسبت السمعة الأزكى والصيت الأفضل داخل وخارج السودان. المؤسسة التي عملت في صمت وجد على تحفيز وتعليم البنات من المناطق التي بدأوا يعرفونها مؤخرا "بالمهمشة"، لم تدعي سبقا ولم تطالب بتمييز، وهي الأحق به . المؤسسة التي تضم حوالي الخمسة ألف بانية للوطن للصياغة العلمية والعملية والنفسية والوطنية التي تتلقاها، من بينهن حوالي الألفين يدرسن مجانا، هذا عدا اللواتي يقسط لهن أو يدفعن بصورة متقطعة. هذه المؤسسة ذات المديونية الكبيرة والتي ما توقفت عن بذل المنح وهي "شايلة على الدبر" لأنها نشأت بالسودانيين وللسودان ورفعته ونماءه، ولم تخرج في زمان "الخصخصة" و"كل شئ لله". المؤسسة التي يعرفها ويعرف فضلها كل من يعرف السودان. أهل هكذا تعامل ممثلة في رمزها وعميدها؟ أي زمان نحن فيه؟ في المحافل الدولية السودان صيته الأسوأ في سجل التعدي على حقوق الإنسان. الحرب الأهلية في الجنوب الأطول في تاريخ القارة. ما يدور في دار فور من قتل وحرق ونهب واغتصاب. ما تعانيه الصحف. ما يقاسيه الكرام. هل المجتمع الدولى أشد منا غيرة علينا وعلى أهلنا وعلى أرضنا وعلى عرضنا وعلى كرامتنا؟ أين نحن مما يدور فينا وعلينا وبنا ومنا؟ هل نحن جاهلون بما يدور، متفرجون عليه أم مشاركون فيه؟ اللا مبالاة لا يمكن أن تبني وطن وبناء الأوطان لا يكون بالتمني. فلنتعاون إيجابيا سويا "لنبنيه البنحلم بيهو يوماتي".
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست