|
|
 الخرطوم تتحدث عن إحباط محاولة انقلابية يقودها حزب الترابي
|
لندن: الخرطوم: الشرق الأوسط
حبست الخرطوم انفاسها يوم امس بعد تردد أنباء اشارت الى احباط محاولة انقلابية يقودها حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الدكتور حسن الترابي، فيما اشارت الأنباء الى اعتقال 10 من الضباط والعسكريين من بينهم متقاعدون بتهمة محاولة قلب نظام الحكم، و6 من كبار قيادات المؤتمر الشعبي بينهم مساعدون للأمين العام، كما استدعي عدد من القيادات البارزة لمقر جهاز الأمن السوداني.
واستدعى مدير جهاز الأمن السوداني عددا من قادة حزب الترابي امس وابلغهم ان لديه معلومات عن محاولة انقلابية وقعت أول من امس، ثبت تورط حزبهم فيها، وابلغهم كذلك باعتقال عدد من الضباط والعسكريين في جهاز الأمن والقوات المسلحة متورطين في المحاولة نفسها. لكن الشعبي نفى في بيان أي تخطيط له لعملية الانقلاب المزعومة، وقال ان "الحكومة تريد تصفية أبناء دارفور وكردفان من جهاز الأمن والقوات المسلحة، خوفا من تبدل ولاءاتهم بعد تطور الحرب في دارفور (غرب) وان هناك فزعا من طروحات الشعبي لجمع الصف الوطني من اجل السلام والديمقراطية". ونفى عبد الله حسن أحمد نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي ضلوع حزبه في أي مخطط انقلابي في البلاد، والتزمت الحكومة الصمت حيال المحاولة طوال يوم امس، لكنها قالت انها ستصدر بيانا خلال الليل. كما لم يصدر تعليق رسمي حول الاعتقالات وسط الشعبي والضباط المتقاعدين، والمدنيين. وعاشت العاصمة السودانية يوما مليئا بالبلبلة والشائعات. وفي تصريح لـ"الشرق الأوسط" قال عبد الله حسن أحمد ان السلطات اعتقلت أمس ستة من قيادات حزب المؤتمر الشعبي في الخرطوم، وهم: الدكتور بشير آدم رحمة الأمين السياسي للحزب، والمهندس آدم الطاهر حمدون أمين أمانة الحزب بالعاصمة الخرطوم، وحسن ساتي عضو الهيئة القيادية وأمين الأمانة الاقتصادية، وسليمان صندل المحامي القيادي في الحزب، ومحمد أحمد دهب، وأحمد فضل الناشطان في الحزب. وذكر أحمد ان السلطات داهمت منزل الدكتور حسن الترابي وسألت عن نجله صديق القيادي الناشط في المؤتمر الشعبي، وأوضح ان أسرة الترابي أبلغتهم ان صديق خارج السودان. وقال ان المداهمات شملت منزل كل من الدكتور الحاج آدم القيادي في المؤتمر الشعبي، وبدر الدين طه القيادي في الشعبي ولم يعثر عليهما، وتابع ان السلطات اعتقلت أحد عناصر الحزب في منزله اثناء تهيئته لاجتماع يخص الحزب، ولكن لم يشأ ذكر اسمه. وقال أحمد ان السلطات استدعته شخصيا امس وابلغته ان الاعتقالات طالت عدداً من ضباط الجيش المتقاعدين وعناصر مدنية، ولم يستبعد أحمد ان يتعرض الأمين العام للحزب الترابي الى الاعتقال. مشيراً الى ان أي شخص لم يعترض سبيله حتى الآن.
ووصف اتهام حزبه بالتخطيط لانقلاب بمثابة "تحرش" بالمؤتمر الشعبي. وقال ان اتهام السلطات صراحة للحزب بالضلوع في الامر ما هو الا محاولة لايجاد حجة لملاحقة الحزب وعناصره.
وقال مصدر عسكري سوداني رفيع رفض الإفصاح عن اسمه، ان 10 من الضباط والعسكريين تم القبض عليهم معظمهم من أبناء غرب السودان من المنتمين الى الشعبي، وقال المسؤول العسكري "ان العشرة كلهم من الضباط كانوا تحت امرة عقيد". مضيفا ان المجموعة اعتقلت اثناء اجتماعها في مقر قيادة عسكرية في الخرطوم. وتقول مصادر الشعبي ان نحو 27 ضابطا قد اعتقلوا. وقال المسؤول العسكري ان "9 ضباط من المعتقلين ينتمون الى دارفور بينهم 5 من سلاح الجو، الذي يستخدم في الحرب هناك".
من جانبه، اعلن الدكتور حسن الترابي في تصريحات امس ان السلطات اوقفت عددا من مسؤولي حزبه. وقال ان ستة من مسؤولي الشعبي، بينهم ثلاثة من اعضاء المكتب السياسي تم اعتقالهم. واعتبر ان هذه الاعتقالات مرتبطة بالوضع في دارفور (غرب السودان)، خصوصا وان مسؤولين حكوميين اتهموا مرارا المؤتمر الوطني الشعبي بدعم حركة التمرد في دارفور، الامر الذي نفاه الحزب. وقال ان استجواب احمد تناول خصوصا مسألة دارفور. واكد الترابي "ان بعض اعضاء حزبنا معتقلون في الخرطوم وفي دارفور منذ فترة طويلة ولم توجه اليهم أي تهمة كما انهم لم يحالوا الى القضاء". وجاء في بيان للمؤتمر الشعبي حصلت عليه "الشرق الأوسط" ان اجهزة الأمن استدعت عبد الله حسن أحمد وعددا آخر من القياديين، وابلغهم مدير جهاز الأمن بأن لديهم معلومات عن محاولة "انقلابية عنصرية" ثبت ضلوع المؤتمر الشعبي فيها، وحذرهم من اقامة ندوات عامة او في المنازل. كما استدعى ياسين عمر الامام أحد مساعدي الترابي. وأوضح البيان ان "المعلومات قد وصلت اليه واضحة من داخل الدوائر الحكومية بأن هناك مخططا لتصفية أبناء دارفور وكردفان من جهازي الأمن والقوات المسلحة وان هناك فزعاً من أطروحات المؤتمر الشعبي لجمع الصف الوطني من اجل السلام والديمقراطية".
وقال المحبوب عبد السلام مسؤول الاعلام في الشعبي بالخارج لـ"الشرق الأوسط": "ان الحكومة باتت تخشى من الحرب في دارفور (غرب) وانعكاساتها وتخشى تبدل ولاءات أبناء الغرب وتحتاج لزريعة معقولة لتصفية أبناء هذه المناطق من المواقع الحساسة"، وقال ان محاولة الحاق تهم الانقلاب بالمؤتمر الشعبي تأتي بعد الاعلانات المتتالية من المؤتمر الشعبي بأنه اتعظ من محاولة انقلاب الانقاذ نفسها حتى ولو كان الانقلاب لصالح عودة الديمقراطية. وكان المؤتمر الشعبي حمل السلطات السودانية في مطلع الشهر الجاري مسؤولية تدهور الوضع في دارفور و"محاولة فرض حل بالقوة" في هذه المنطقة
|
|
 
|
|
|
|
Amin Elsayed
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست