ابو القاسم حاج حمد فى منبر الصحافة يتحدث عن السودان الجديد والسودان التليد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 02:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-18-2004, 08:17 PM

yumna guta
<ayumna guta
تاريخ التسجيل: 04-07-2003
مجموع المشاركات: 938

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ابو القاسم حاج حمد فى منبر الصحافة يتحدث عن السودان الجديد والسودان التليد


    محمد أبو القاسم حاج حمد يقدم محاضرة بعنوان
    «السودان الجديد والسودان التليد» «1-2»
    الفكرة بدأت عام 83م.. وفي عام 2000م تحولت إلى مصطلح سياسي
    محمد أبو القاسم حاج حمد مفكر سياسي معروف بقراءاته التحليلية التي تستصحب معها التاريخ والاجتماع. ومن ثم تقديم نقد علمي يعتمد التحليل والتشريح، اعتماداً على كل هذا قدم محاضرة في منبر «الصحافة» تحت عنوان «السودان الجديد والسودان التليد». وبالرغم من ان المحاضرة اقتصر حضورها على أسرة تحرير الصحيفة، الا ان ما قدمه الاستاذ فيها من افكار جديدة يجعل أمر نشرها مهماً للغاية، كما ان الآراء التي طرحها مقدم المحاضرة حظيت بالعديد من المداخلات.. ونستهل هذه الحلقة بحديث المحاضر عن بروز مصطلح السودان الجديد.
    بروز المصطلح
    دعونا نتوقف عند هذا التعبير «السودان الجديد». والذي اصبح مصطلحاً سياسياً، أي انه خرج عن كونه فكرة عامة تكتب وصار الكل يتحدث عن السودان الجديد، سواء أكان في برامجه او في دعواته السياسية. والحركة الشعبية لتحرير السودان هى من اطلقته عبر برنامجها المعروف «المانفستو». وكان ذلك عام 1983م. وفي هذا المانفستو قام الطرح على مرتكزات هى سودان علماني موحد. ولم تحتل كلمة الديمقراطية حيزاً كبيراً في النصوص، بمعنى آخر ان التركيز كان على علمانية ووحدة السودان. وفي اطار المانفستو تمت ادانة كل الحركات العنصرية ذات الطابع العرقي التي تسعى لتفتيت السودان، بما في ذلك حركة الأنانيا. وقيل إن الحركات العنصرية لها بعض المبررات. ولم تعط كل المبررات مثل تحميلها لسيطرة مركزية الوسط مسؤولية التهميش. وفي عام 83م انصرف المانفستو لتحميل الاستعمار مسؤولية التهميش. ولكن مانفستو 83م أغفل الديمقراطية نوعاً ما وهى ضعيفة في النصوص. والمبرر لهذا الاهمال هو سيادة التوجه الاشتراكي. وكان ذلك بداية الاستشراف لسودان جديد لا يكون الوسط فيه مهيمناً. والذي حدث ان هذه الأفكار الاستشرافية تطورت عام 2000م عبر مسار طويل الى فكرة السودان الجديد. والذي وردت نصوصه في مجلة ««مسارات» التي صدر عددها الأول عام 2000م. وعبرها بدأت تتأكد قصة السودان الجديد.
    مقاربة بين عام 83 و2000م
    وبدأت الديمقراطية تأخذ مساحة أكبر في طرح عام 2000م، خلافاً للأفكار الاستشرافية. ونقطة أخرى هي ان النزعة العنصرية التي أدينت في عام 83م اصبحت توجهاً سائداً في عام 2000م. وبدأت الحركة تتبع التحالفات العنصرية مع جبال النوبة، الانقسنا، صراع أبيي، التوجه نحو دارفور عبر عملية بولاد والتحالف مع البجا. وإجمالاً النزعة العنصرية التي كانت مدانة عام 1983م صارت تكتيكاً رئيسياً في عام 2000م. والديمقراطية التي غيبت في عام 83م نتيجة للتوجه الاشتراكي تحولت الى نص أساسي في تفكير عام 2000م. ولكنه الحقها بحق الآخرين في التعبير عن أنفسهم ومطالبهم وتهميشهم، أى أن الديمقراطية ارتبطت بالسودان الجديد بابتعاث العنصرية كشرعنة دستورية لها.
    قراءة نقدية
    هذا التحول في الحركة خلال 17 عاماً، ادى الى تحول في طرح السودان الجديد أى ان السودان الجديد في عام 1983م يعتمد على القوى الاجتماعية الحديثة وقالت الحركة في عام 83 أن حلفاءها هم القوى الاجتماعية الحديثة ولم يرد أن حلفاءها التكوينات العرقية بل كانت تحذر من الخطر العرقي وتضمن «المانفستو» بنداً كاملاً عن خطورة التفتيت.
    اما توجهات عام 2000م فقد أصبح فيها التعامل مع الاثنيات واقعاً مشروعاً وازدادت شدة الحصار الايدلوجي للوسط حتى أن ياسر عرمان ماثل مجموعات الوسط بممارسة النظام العنصري في جنوب افريقيا مع الفارق الكبير.
    وهنا يبرز السؤال الى أي مدى جاء مفهوم السودان الجديد عام 2000م نقيضاً لجذور الفكرة في عام 1983م وانا مع الذين يعتقدون ان القوى الاجتماعية الحديثة قد تم الانقلاب عليها لصالح التحالفات الإثنية.
    كيف تم الإنقلاب
    من خلال مناقشاتي مع الأخوة في الحركة الشعبية وجدت طرحهم في مسألة القوى الحديثة متأثراً بمقولات عديدة جعلتهم يميلون أكثر للتحالفات الأثنية وعندما كتب منصور خالد «النخبة السودانية وادمان الفشل» كان هذا هو الضرب في القوى الاجتماعية الحديثة اي أنه يريد ان يقول لا يمكن ان يكون هذا هو البديل الذي نختار في الاستقطاب السياسي والاجتماعي لبناء سودان جديد وبغض النظر عن طرح منصور خالد في ماهية النخبة وكيف أدمنت الفشل وباعتبار منصور جزء من السودان الجديد كان هذا تبريراً للبديل الآخر وهو اللجوء للأثنيات بدعوى عدم وجود قوى اجتماعية حديثة وعضد هذا الاتجاه حديثي مع الدكتور تيسير محمد أحمد «التحالف» عندما قال لي «أين هى القوى الاجتماعية الحديثة هل تعني القوى الاجتماعية الحديثة التي أعطت الاخوان المسلمين «22» دائرة في انتخابات 1986م». وهو يريد ان يقول إن جل المثقفين كقوى اجتماعية حديثة كانوا رصيداً لتيار رجعي هو الحركة الإسلامية.
    إذن بدأت فكرة السودان عبر تنظيرها تفقد توجهها نحو القوى الاجتماعية الحديثة.
    حوار مع الأفكار
    ليس بالضرورة ان تكون نظرية منصور خالد في ادمان النخبة للفشل صحيحة لأن الكتاب على ما فيه من دراسة لتجربة المثقف في اطارها العام ولكنه اقتصرها على النخبة وهنا يبرز سؤال هل هذه النخبة تعبر عن الجيل الثالث من واقع أننا لدينا ثلاثة اجيال في تطور الجيل الأول، الآباء المؤسسون وهم الذين حققوا الاستقلال والجيل الثاني الذي بدأ الحكم في فترتي اكتوبر ومايو والجيل الثالث هو جيل الشباب والذين تتراوح اعمارهم بين الخمسة والعشرين والثلاثين والسؤال لمنصور خالد هل النخبة التي أدمنت الفشل وضعت في حسابها اننا امام تجربة جيل ثالث؟ وما هى مقومات هذا الجيل ومكوناته؟.
    أولاً هذا جيل لا تستطيع ان تقول عنه طائفي لانه لم يتربَ في حضن الطائفية لأن ميلاده كان في فترة نميري وشب في فترة الإنقاذ وبذا فهو جيل غير مرتبط بطائفية ولا سودان قديم وله تطلعات خاصة.
    ونقطة أخرى ان القوى الاجتماعية الحديثة لم تفشل ولكن هناك سلبيات يجب النظر اليها ففي داخل هذه القوى الذين فشلوا جاء ذلك نتيجة لأسباب قهرية بسبب الهجرة والاغتراب لأن السودان طارد اقتصادياً ولننظر لهذه القوى الاجتماعية الحديثة من خلال الأنظمة التي كانوا يعيشون فيها هل كانت تسمح لهم بممارسة انشطة تنويرية وهى تحجر ذلك على مواطنيها؟
    وانا هنا لا أبحث عن تبرير للسودان الجديد ليتبنى القوى الحديثة في مواجهة نظرية منصور خالد وادمان الفشل ولكني كنت ابحث عن رصيد يجب عدم اسقاطه.
    اما كلمة نخبة فهى تبنى حول مركزية القرار السياسي والفكري والاقتصادي وهذا يعني ان النخبة التي أدمنت الفشل هى التي كانت متنفذه في فترة نميري وحكم نميري هذا فيه جيل ثاني ولد مع ميلاد الدولة السودانية الحديثة من خلال الأنظمة التي كانوا يعيشون فيها هل كانت تسمح لهم بممارسة انشطة تنويرية وهى تحجر ذلك على مواطنيها.
    وانا هنا لا ابحث عن تبرير للسودان الجديد ليتبنى القوى الحديثة في مواجهة نظرية منصور خالد وادمان الفشل ولكني كنت أبحث عن رصيد يجب عدم اسقاطه.
    اما كلمة نخبة فهى تبنى حول مركزية القرار السياسي والفكري والاقتصادي وهذا يعني ان النخبة التي ادمنت الفشل هى التي كانت متنفذة في فترة نميري وحكم نميري هذا فيه جيل ثاني ولد مع ميلاد الدولة السودانية الحديثة المستقلة وهؤلاء تم استيعابهم داخل جسم الدولة وهذه أكبر مصيبة في العالم الثالث ان الدولة تستوعب المثقف وتفترسه. ويتبلور هذا في خطأ الانقاذ التي تحول فيها كادر الحركة الاسلامية الى كادر دولة وفي السابق كان هذا الكادر لديه حيوية فكرية كبرى ولكن الدولة ابتلعتهم وتحول الكادر المثقف الى موظف وانتهت الحركة الاسلامية كفكر نتيجة تغول الدولة وهذا ما حدث مع الجيل الثاني في مايو على الرغم من ان النظرة التي سادت وسط الجيل الثاني في فترة مايو هى المحافظة على الدولة والمكاسب أكثر من الطرح الفكري وهذا جعلهم يتعاملون مع الدولة ككيان جاهز وليس ككيان تحت التأسيس وتحت التأسيس هذه لأن السودان لم يلتئم الا في عام 1874م من خلال «التلصيق» الذي تم بين ممالك الفور وتقلي مع الفونج والعبدلاب والجنوب والزاندي وليس هناك بنية اقتصادية ولا بنى تحتية تجعل هذا الشعب يتدامج والاقتصاد مازال طبيعياً اي أن مشروع السودان هو مشروع دولة ومجتمع.
    وهنا عندما يطرح مشروع سودان جديد بالضرورة الاعتماد على القوى التي تنفع للنمو لتأسيس الدولة والمجتمع. وهذا يعني انه ليس لديك سوى القوى الاجتماعية الحديثة ولذا يجب معالجة سلبيات القوى الاجتماعية الحديثة من خلال وضعها في الداخل والخارج مع ربط ذلك بالجيل الثالث وعلى ذكر الجيل الثالث أكثر شئ إنتقدته في التقرير الامريكي هو ما قاله بالإعتماد على الجيل الثاني في اعادة ترتيب شؤون الحكم في السودان.
    والوضع عندي في طرح السودان الجديد هو العودة الى مانفستو عام 83 وهذا« المانفستو » أبصم عليه بالعشرة عدا التوقف عند تفسير كلمة علمانية لدى مجتمعات العالم الثالث، ويعاد تركيز الديمقراطية كنوع من التصحيح اما الباقي فيؤكد على سودان جديد تماماً، وتبقى الاشتراكية وهى كمفهوم مهم بالنسبة لنا ولكن ليس بالرؤية القديمة التي ترفض الاستغلال الطبقي لأن الاستغلال الآن تحول في إطار العولمة الى استغلال العالم الثالث أى ان الصراع اصبح صراع مجتمعات بأكملها في وجه العولمة ليصبح التعديل هو الدفاع عن مصالح شعوب العالم الثالث في وجه العولمة لأن شعبنا في ظل الاقتصاد الحر لايستطيع ان ينفق على تعليم ابنائه وصحتهم والدولة هى الوسيط بين المجتمع والعالم فيجب ان تتدخل لرفع المجتمع وخاصة ان مشروعات البنية التحتية لابد أن تقوم بها الدولة.
    وبمناقشة هذه الوثائق نجد ان السودان الجديد فكرة بدأت في حقيقتها عام 1983م واجهضت عام 2000م أى بعد 17 عاماً. وهذا هو السودان الجديد عند الحركة الشعبية.
    الضفة الأخرى:
    عندما جاءت الانقاذ وقررت النظام الولائي ابتعثت نفس الاثنيات بالتوجه العنصري الذي كان موجوداً في السودان القديم بمعنى ان النظام الولائي وضع تحت مشروعية تقصير الظل الاداري ليمكن الولايات من النمو بذاتها ولكن هذا في ظل اقتصاد عالمي اشراطه في كل البنى التحتية حتى التعليم، ليس هناك ولاية لديها القدرة على تحقيق هذه الأشراط وخاصة اننا بلد فقير ومفكك والنقطة الثانية ان النظام الولائي بدلاً من حل المشكلات بعث القبلية والجهوية.
    وهذا يتطابق مع مافعله الانجليز عام 1919م عندما كتبت لجنة «ميلنر» تقريرها الذي جاء انعكاساً لثورة 1919م في مصر وتخوف الانجليز من تكرار نموذج الهبة الشعبية التي حدثت في القرى والارياف المصرية ولذا قال التقرير ان الخطر من المدينة والخريج وانتهت اللجنة الى استبدال الخريج بالقيادات القبلية ولكن الفرق بين الانقاذ والانجليز ان الانجليز كانوا عصا غليظة لا تستطيع اي قبيلة ان ترفع رأسها اما في عهد الانقاذ فالتعامل مع القبائل من أجل المكاسب السياسية حتى يتم ضرب الطائفية أي ان القبلية مهمة للانقاذ كتكتيك سياسي لضرب الطائفية والمثقف ودور المدينة وقد نشرت هذا في كتابي «نحو وفاق سياسي رؤية استراتيجية في ظل النظام الولائي».
    ونخلص الى ان النظام الولائي ابتعاث للنظام الجهوي الأثني القديم وقرنق بممارساته ابتعث الجانب الأثنى فهذا اتفاق على غير توافق.
    النتيجة
    وكانت نتيجة هذا ان الفوراوي الذي هو جزء من نسيج الشمال الحضاري الكبير من خلال «مملكة الفور» بتاريخها واتصالاتها الخارجية ودرب الاربعين الذي نسيه الناس هى ثقافة مكملة لثقافة السودان الشمالي ويتمظهر هذا في طريق الفور الى سواكن وفي رحلة الحجاج يسمعون بآبار علي وهي آبار السلطان علي دينار وحتى قنصليتنا في جدة تقف على أرض هي وقف للسلطان على دينار ودور سواكن الذي اختزل في قضية البجة الناس غير مدركين لابعاد تجربة سواكن ودورها في الحلف مع سنار وثقافة سنار وكان ملوك سنار يقضون فيها اوقاتاً طويلة وهى عصب اتصالهم مع العالم الخارجي وسنار نفسها العصب الأساسي في تحالفها 1505م هم الفونج، بني شنقول الانقسنا التي اصبحت كياناً جديداً اما جبال النوبة التي هى جزء من تكوين مملكة مروي في وسط السودان التي خلفت نبتة وتمركزت في الوسط في الفترة من 525ق. م وحتى 350 م كانت تتواصل مع الشريط حتى جبال النوبة وكان امتدادهم الحضاري مشاركتهم مع ثورة 1924م وهبة كل الجبال تضامناً مع ابنائهم ثوار 1924م اصبحوا خارج الكيان وقبلهم الفور، الانقسنا البجة فالذي يحدث استثارة عنصرية لتفكيك السودان الى مرحلة ما قبل محمد علي باشا فاي سودان جديد يصبح بعد ذلك.
    الحاجة إلى سودان جديد:
    نحن بحاجة الى سودان جديد فالجغرافيا السياسية التي تكونت قبل قرن وربع تحتاج الى أن نكونها بالتمازج الاجتماعي والثقافي عبر الجيل الجديد الذي يبنى على أسس معرفية ونقدية وثقافية تبيح له حتى الخروج على المقدسات، ولكن هذا الجيل هناك محاولات لاستيعابه ضمن الارتباطات العنصرية وادلل على ذلك عندما خرجت مظاهرة تأييد لما يحدث في دارفور خرجت لأري الذين خرجوا هم اولاد «فور وزغاوة ومساليت» ولكني وجدت كل ابناء الغرب حتى الذين يقولون عنهم «جنجويد» «اولادهم» كانوا في المظاهرة. ولذا بناء السودان الجديد يكون بالتركيز على هذا الجيل الذي يمثل رصيداً اساسياً لبناء السودان الجديد مع الزام قرنق بالرجوع الى «مانفستو» 1983م وهو يريد بناء حركة سياسية في الشمال وخاصة أن قرنق ليس مفكراً فلسفياً بمعنى انه ليس رجل نهضة وتنوير ولكنه يجمع بين ثقافة زراعية وعسكرية اما منصور خالد فلديه عقدة النخبة التي أدمنت الفشل.
    ونقطة أخرى ان هذا الوسط المفترى عليه الذي صنعه هو حاجة الاستعمار له فعندما جاء الاستعمار كان يحتاج لأيدى تخدمه فكانت هذه المدن فالسودان القديم لم يبنِ الخرطوم ولا عطبرة ولابركات وانما بنى ام درمان والدامر وحلة الشيخ السني وهى مدن متربة.
    واهل الوسط هؤلاء لم يوجدوا حضارة حتى يقال ان تنمية هذه المناطق تم على حساب الآخرين ولكن تنميتها مرتبطة بمصالح استعمارية واهل الشمال فيها مجرد خدم واولادهم ارتبطوا بخدمة الاستعمار وكانت النتيجة عندما ذهب الاستعمار كانوا هم البديل ولم تكن هناك ثقافة سياسية والتي حاربها الاستعمار لذلك تمت محاربة معاوية محمد نور «رحمه الله» لأنه كان اول عقل سياسي فعال في تاريخنا نتيجة تأثره ببيروت والثاني الذي تمت محاربته هو احمد خير «رحمه الله» وهذا هو النهج في منع العقل السياسي، أما العقل الاقتصادي فهو غير موجود فكل الذين امسكوا باقتصاد السودان افندية يعدون الميزانية وغير دارسين لاقتصاد وكل الذي يعرفونه كم هو الدخل والمنصرف لذلك امسكوا الاقتصاد بغير مفهوم التنمية وهذا ينطبق على كل الكوادر التي حكمت البلد بعد الاستقلال اذالمقصود ان لا يكون تأهيلها تأهيل تنمية ويظهر ذلك من خلال منطقتهم الممتدة من حلفا حتى البسابير اين هى التنمية التي قدموها لها، وفي إحدى المرات كنت مسافراً على طريق مدني في موسم الامطار فوجدت حشائش قليلة متناثرة فقلت هذه الارض تحبل سفاحاً وليس هناك قدرات لتنميتها ومخطط ان الوسط همش الآخرين هو ضمن المخطط الآيديولوجي للاستثارة العنصرية والنتيجة ان الشمال بدأ يتعنصر وسمعنا بكيان الشمال وقال اهل الشمال بأنهم في مرحلة الدفاع عن النفس.
    الحصاد المصر
    وبنظرة للذي يحدث في اسمرا بعد ان فشل أهل الغرب في الصحارى في معركتهم العسكرية تحولت الجهود الى جبال ارتريا والتقى هناك الزغاوة والفور والمساليت ومعهم البجة وجماعة قرنق ومجموعة عبد العزيز خالد وبرز هناك تجمع وطني جديد يتكون من اربع عنصريات متكتلة اذن السودان يعيش منعطفاً استراتيجياً خطيراً مرتبطاً بمصيره وهذا البلد اما ان يتفتت ويدخل في حالة «صوملة» والقبلية عندما تنبت اخطر من أي كيان سياسي آخر ويدلل على ذلك وضع الصومال فسياد بري بكل مساوئه بدأ محاربة القبلية ولكن القبلية فتت الصوماليين على الرغم من انهم شعب واحد ولغة واحدة ودين واحد.
    وظاهرة التوجهات العنصرية هذه أكبر مهدد لافريقيا اكثر من الفقر والمجاعات والأوبئة لانها تبعث مرحلة ما قبل الاستعمار مرحلة المجموعات العرقية وأخطر ما في الأمر اننا نعيش صراعات عرقية بلا زعامات ولكن الآن انتهت مرحلة الزعامات التي تحل المشكلات وترتب العلاقات والآن نحن امام خطر الانفجارات العنصرية القائمة وناس قرنق ومن معهم دمروا فكرة السودان الجديد وهذه الفكرة يجب ان تستعيد قوتها ارتكازاً الى المثقفين الذين لم يدمنوا الفشل والى القوى الاجتماعية الحديثة مهما كانت تياراتها الآيديولوجية والجيل الثالث بشكل أساسي.
    وانا لا أريد شخصاً يتحدث عن ظلم الشرق او الغرب والسبب هو كذا ومناقشة هذه الأسباب تنتهي بنا الى «صوملة» لا يعلم مداها الا الله والامريكان الذين سيأتون بعد ثلاثة اشهر سيغرقون في مستنقع الاثنيات الذي يعانون منه في العراق والمشكلة ان الامريكان عقليتهم غير إجتماعية في التعامل مع شعوب العالم الثالث.
    السودان الجديد يمر بمخاض منذ 1983م تتعثر خطواته وليس هناك قواعد للدفاع عن هذه الفكرة والكل في حساباته السياسية اجندته الخاصة.
    رصد: عبد المنعم أبو إدريس- تصوير : عصام الزين











                  

03-19-2004, 00:27 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ابو القاسم حاج حمد فى منبر الصحافة يتحدث عن السودان الجديد والسودان الت (Re: yumna guta)

    شكرا
    يكون عظيما لو لخبرتينا بتاريخ المحاضره

    مع خالص الشكر

    عسكوري
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de