كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
هل "الله" وهــم؟ وهل الدين أفيـون الشعــوب؟
|
عنـدمـا قال كارل ماركس قولتـه المشهــورة، أن الدين أفيـون الشعـوب، لم تأتى هـذه الأخيــرة من فـراغ، أو من السمــاء الزرقـاء، كما يقول الغـربيـون.. وإنمـا درس أحـوال الكنيســة، وسلـوك القســاوسـة ومـدراء الكنائس الذين كانـوا يبيعـون صكـوك الغفـران، وهى مثل العملـة يتداولهـا الناس.. فيـذهب أحـدهـم، الذى أثقلت الذنـوب كاهـلـه، إلى القسيس، ويطلب منـه المغفــرة.. فيكتب لـه القسيس وثيقـة موقعـة أن حامل هـذا الصـك قـد غفـرت ذنـوبــه.. فيـذهب فرحانـا.. ولكن إذا ألـم بـه الفقـر، يستطيـع أن يبيـع حسنــاتـه هـذه إلى شخص أخـر بسعــر أقل من سعــر القسيس.. بإعتبار أنهـا حسنـات مستعمــلة!! فصــارت هناك ســوق للإتجـار بالحسنـات والسيئــات.. وإستغلال وإرهـاب من جانب الكنيســة، يقابلـه جهل وخـوف وخنـوع من جانب الناس. هـذه المشـاهـدات اليـوميـة لإنحـرافــات الكنيســة وإرهـابهـا الشعب بإسـم الدين، هى التى بنى عليهـا ماركس وقولتـه ســابقـة الذكــر.. ولم يكلف نفســه الفصل بين الدين وأدعيائـه من رجال الكنيسـة، حتى يتمكن من دراستـه دراسـة علميـة ومحايـدة.. فوقـع فى تلك العبارة التى تنضـح جهلا وسطحيــة. فإن واقـع الحال يقـول، إن رجال الدين، ســواء كانوا مسيحيين أو مسلمين أو يهــود، ليســوا حجـة على الدين.. وإنما الدين هـو الذى يحجهــم.. وهـم، أى رجال الدين، ما زالـوا يمارســون هـوايتهـم المفضــلـة فى تضليل الشعــوب، ونهب أمـوالهـا بالباطل.. ولنا فى جماعـات الأخـوان المسلمين فى الســودان، بمل مسمياتهــم، خيــر مثال.
وإذا جئنـا بعـد هـذا إلى ســؤال الســائل: هل الله وهـم؟ كما قالت من إدعت أنهـا موناليــزا (وقـد يـدور هـذا الســؤال فى أذهـان الكثيـرين أيضـا)، فيجب أن ننظــر إلى الإجـابـة بعمق، وبفكــر دقيق.. فلقــد ورد فى الحـديث "...فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فيتبعونه ..."
والمعنى بـ "صـورتـه التى يعرفـون" هى التى تصـوروهـا عنـه تعالى.. ويصـح فيهـا قولـه تعالى "أتعبـدون ما تنحتـون" والصـوفيـة يقولـون، كل ما خطـر ببالك فالله تعالى بخلاف ذلك. ولكن لرحمـة الله بالعباد دائمـا يأخـذ لهـم الصـورة التى عرفـوهـا عنـه ونحتـوهـا فى أذهـانهـم، فهى وإن كانت وهمـا فى السـابق، زالت عنهـا صفـة الوهـم بعـد أن (تبناهـا) رب العـزة رحمـة بعباده. فإن كل ما نتصـوره عن الله هـو وهمنـا وفهمنـا القـاصــر لـه. وهـو تعالى منـزه عنـه. هـذا ما يخص الذين يـؤمنـون بوجــود الله.
ولكن فى زماننا هـذا، فإن من لم يـولـد مسلمـا، مثل أغلب الجنـوبيين عنـدنا فى الســودان فإنـه يرى المسلمين، ينهبـونهـم كل يـوم، ومـع كل غارة على قراهـم الأمنـة يسمعـونهــم يهللون ويكبـرون بإســم الله.. فلا يملكـون، والحالـة هـكـذا، إلا أن يربطـوا كلمـة الله بالنهب والســرقــة والقتل وعـدم الرحمـة، وكل ما تستطيــع أن تقـولـه من صـور الظلـم الفادح التى يعانـون منهـا يوميـا.. فهـم لم يسمعـوا بإسـم الجلالـة، إلا مـع هـؤلاء الجلابـة الذين بـدؤا إذلالهـم بسـئ الذكــر الزبيــر باشـا، تاجـر الرقيق، وإنتهاء بحكومـة الإنقاذ التى تبيـد قـراهـم وأهليهـم وممتلكاتهـم كل يـوم. عنـد هـؤلاء، فإن الله نفســه، وليست فقـط شكل صـورتـه، هـو الوهـم.. بل أكبـر من الوهـم.. ويبـوء بإثمهـم من حملهـم على هــذا الفهــم.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هل "الله" وهــم؟ وهل الدين أفيـون الشعــوب؟ (Re: Abureesh)
|
الأخ/ أبو ريش المحترم لك التحية وعاطر المودة حينما يتحدث الناس عن موضوعية الحوار دون أن يمس أشياء الناس أو يلامس أهواءهم بل هو مجرد ومنزه عن كل إيحاء إفتراضي بعيد عن منطق الحوار، قطعاً أنهم يعنون مثل هذا النموذج الحي للحوار. شكراً لك وسأعود إليك لاحقاً..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل "الله" وهــم؟ وهل الدين أفيـون الشعــوب؟ (Re: abumoram22)
|
شكــرا يا أبو مـرام.. هــذه هى الحقيقــة التى لا يـريـد المهووســون مواجهتهـا.. فإذا قيل لهـم أن إلههـم ليس هـو الله، وإنما هـو وهـم، إستغـربـوا.. مثل الذى يرى صــورتـه القبيحـة فى المـرأة. وقـديمـا قال الحلاج: "معبـودكـم تحت قـدمى هاتين". لأنهـم كانـوا، وما زالـوا يعـبـدون المال من دون الله.
| |
|
|
|
|
|
|
|