|
|
 مجزرة " صبراء وشاتيلا " جديدة فى دار فور!
|
مجزرة " صبراء وشاتيلا " جديدة فى دار فور!
الفاشر ، الاثنين 1 مارس 2004 ،سرد وتحليل ج. ج. ن مراسل جريدة "صوت السودان" صوت ثوار دار فور
العدد رقم (3)
تفاجأ الجميع فى دار فور صبيحة يوم الجمعة الموافق 27 فبراير 2004 م ببث التلفزيون القومى بصورة متواصلة برنامج ارشيفى خاص بدار فور يتخلله رقصات شعبية ولقاءات مع بعض المسئولين ولقاءات شعبية من بعض الماطق. لم يتوقف الامر عند هذا الحد وبل نقل التلفزيون صلاة الجمعة لاول مرة حيا على الهواء من أحد المساجد بالفاشر . !
ولكن الشئ الذى لم يكن معلوما لاهل دار، انه وفى نفس توقيت نقل صلاة الجمعة تقريبا يجرى الاعداد لارتكاب مجزرة بشعة للمواطنين العزل فى منطقة قريبة من مدينة الفاشر وهى مدينة طويلة والقرى المجاورة لها فى مسافة لا تتعدى 40 كيلو متر غربى الفاشر . قبل ربع ساعة من موعد صلاة الجمعة تفاجأ سكان طويلة أن حوالى ثلاثمائة من مليشيات " الجنجويد " وأفراد من الجيش النظامى على ظهور الحصين والجمال يرافقهم ثلاث ناقلات رينو كبيرة تحمل المؤن والذخيرة تحاصر المدينة وتحرق القطاطى وتقتل كل من تصادفه فى القرية ، وبعد أن تم قتل الكثير وهرب من فلت من المجزرة فى اتجاه الفاشر ، تحركت القوة الى القرى المجاورة وتم حرق كل قرية مرت القوة من خلالها وقتل من تصادف وجوده فى هذه القرى وواصلوا فى اتجاه طريق الطويلة – ملم وحاولوا نهب الابل والضأن فى هذه المناطق الا ان الرعاة تصدوا لهم ببسالة فائقة وتراجعوا من السير فى هذا الاتجاه . لضراوة المقاومة . وقد كانت الخطة المرسومة هى ربط وحماية خط طويلة – تارنى – كوشينى – قلاب – تابت –0 ابوزريقا – تم الدحيش – ساق النعام – ارقد مراريت – فشار ، وكل ذلك لخلق حزام من الحماية حول الفاشر من الناحية الغربية والجنوبية الا أنهم فشلوا فى ذلك .
لم نتمكن من حصر القتلى والجرحى حتى اعداد التقرير بصورة دقيقة ، الا أن المعلومات الاولية تشير الى حوالى المائة شخص بين قتيل وجريح . صعوبة الحصول على عدد القتلى والجرحى تكمن فى ان السلطات فى الفاشر وخوفا من انتشار أخبار المجزرة فى المدينة منعت واحتجزت الهاربين من المجزرة الى الفاشر من سكان طويلة والقرى المجاورة على أطراف الفاشر ومنعت الوصول اليهم من قبل الاهالى وكما منعت فى نفس الوقت اهالى الفاشر الذين حاولوا الخروج فى اتجاه طويلة لمعرفة مصير
اهلهم .
الا أن الحصيلة الاولية للجرحى والشهداء والقرى المحروقة هى على النحو التالى :
الجرحى :
1- عيسى أحمد نهار / قرية عرادا
الشهداء :
1- عبدالله حدو (80 سنة) / قرية قلاب
2- محمد عثمان عبدالله
3- عبدالله عثمان عبدالله
4- احمد ابرة عبدالله
5- صافى عثمان عبدالله
6- عمر محمد ندى
7- عمر اسماعيل
8- حسب الله ديمى ( 82 سنة ) ، وهو والد الاستاذ المحامى / عبد الله حسب الله ديمى رئيس فريق الحركة للمفاوضات الاخيرة فى أبشى وقد قتل شقيقه فى نفس المنطقة فى أحداث مشابهة قبل شهور .
القرى المحروقة :
طويلة – تارنى – عرادا – طيارا – كليكلى – مقارين – رونقا – قلاب – سلسلات – حلة العمدة – بوباى سجلى – ديانابرا – كيما – قشاب – كوشينى شمال – كوشينى جنوب – قوز بينا – ام قفلة – عدان بارد – ام جالين – حلة آدم مندو- طردونا – ام هشاب – حلة فكى موسى رهد صندل
هذا وسوف نوافى القراء خلال اليومين القادمين بآخر المستجدات وبالحصيلة النهائية لعدد الشهداء والمصابين ان شاء الله .
تحليل الحادث :
بعد أن ورط البشير نفسه وحكومته باعلانه القضاء على " التمرد" فى دار فور واعلان رغبته فى زيارة الاقليم لتأكيد ذلك وما تبعه ذلك من ظهور الحركة بصورة مفاجاة على أطراف الفاشر وكل مناطق الاقليم وخوض معارك ضارية وقطع الطرق المؤدية للمدن الرئيسية مما هدد مصداقية البشير ليس على المستوى المحلى وبل على مستوى كل المراقبين للحرب الدائر فى دار فور . وكان ابلغ تعبير فى هذا الخصوص هو تعليق الادارة الامريكية فى ان اعلان البشير بسحق التمرد وانهاء العمليات العسكرية فى دار فور هو " a premature declaration “ أى اعلان سابق لاوانه . لم يكتفى البشير باحراج نفسه فقط وبل احرج سلطات الولاية والامن فى شمال دار فور وذلك باصراره على تنفيذ الزيارة المعلنه للاقليم . للاعداد لزيارة البشير الى الفاشر ، أمام سلطات الولاية والامن تحديين :
التحدى الاول لسلطات الأمن هو ضرورة خلق حزام أمنى صارم لمحيط مدينة الفاشر لمسافة اربعين كيلو متر وذلك لضمان هبوط طائرة الرئيس دون التعرض لنيران حركة تحرير السودان والتى سبق وهددت البشير من زيارة الفاشر. ومما زاد قلق سلطات الامن بالولاية أن هنالك انباء تتحدث عن تسرب بعض أفراد الحركة الى داخل مدينة الفاشر والاخطر من ذلك هو حصول الحركة على صواريخ سام 7 الذى يحمل بالكتف والخوف من تمركز حاملى الصواريخ فى جبال شرق الفاشر وجبال وانا توطئة لاسقاط طائرة الرئيس فى أجواء مدينة الفاشر قبل الهبوط . لهذا السبب سافر والى شمال دار فور بمعية بعض قيادات الامن الى كبكابية للاجتماع بقيادات " الجنجويد " لتحريك قوة فى حدود ثلاث آلاف فرد اغلبهم من " الجنجويد" لخلق الحزام الامنى المذكور ،وكان الفوج الاول لهذه القوة وهو الذى دخل مدينة طويلة وارتكب المجزرة المذكورة .
التحدى الآخر هو كيفية حشد جماهير لاستقبال البشير فى الفاشر حيث يستحيل ذلك من أهالى الفاشر ، واستقر الرأى أخيرا على اللجوء الى "الجنجويد"ايضا . كيف ؟
استقر الامر الى استجلاب كميات كبيرة من الجنجويد بملابس مدنية وعلى ظهور الحصين والجمال الى الفاشر واظهارهم وكانهم أهالى جاءوا بصورة تلقائية لاستقبال البشير حتى يتم تصويرهم لزوم البروبوقاندا ، وبالطبع " كل شئ بثمنه " لان مجموعات الجنجويد ليست هم الا مرتزقة " يقبضون " كل صباح ومساء من عائدات البترول التى تمت رهنها بالكامل للصرف عليهم من قبل شيخهم على عثمان محمد طه وحتى اشعار آخر . وبالطبع لا توجد مثل هذا العدد الا فى معقلهم فى كبكابية وبالتالى كانت زيارة الوالى الى هناك لترتيب نقلهم الى الفاشر ولكن قبل ذلك لا بد من فتح الطريق الى الفاشر وكانت مجزرة طويلة فى اطار فتح هذا الطريق .
نيالا : و. م. ب ، مراسل الجريدة فى ولاية جنوب دار فور
وقعت قوات من الجنجويد وافراد من الجيش فى كمين الثوار فى منطقة خزان جديد وابيدوا عن بكرة ابيهم وهم فى حدود مئتى فرد ولم تتمكن قيادتهم من ارسال اى قوات لنجدتهم او نقل الجرحى ودفن الموتى . وقد اضطر مواطنى المنطقة للتجمع فى شكل نفير لدفنهم اكراما للموتى وحفظا للبيئة من التلوث . وفى تطور ذى صلة ، اتصل على مراسل الجريدة فى نيالا قائد ميدانى من شمال دار فور وافاد ان قوات الحركة قد الحق بالعدو هزيمة نكراء فى منطقة كرنوى والمناطق المحيطة بها وتم تحرير مدينة كرنوى بعد قتل وطرد من تبقى احياء من القوة الموجودة هناك ، وقد وعد القائد الميدانى الجريدة بمفاجآت سارة فى غضون الايام القليلة القادمة .
خبر عاجل :
علمت الجريدة ( اثناء الطباعة) أن مواطنى القرى المحروقة وذوى القتلى من منطقة طويلة جاءوا الى السلطات الحكومية فى مدينة الفاشر لتقديم شكوى ضد مليشيات الجنجويد والقوات الحكومية التى ارتكبت المجزرة ولطلب المعونات الاغاثية للاسر الفارة من المجزرة ، ولكن لصدمتهم فقد وضعت السلطات شروطا أقل ما يوصف انها عملية ابتزاز لئيمة وتهاون صارخ بحياة وامن المواطنين ، حيث طلبت السلطات مقابل تنفيذ طلباتهم – والتى تعتبر من صميم عمل الحكومة – الاعلان أمام شاشات التلفزة الحكومية بأن الذين قاموا بقتل ذويهم وحرق قراهم واغتصاب نساءهم هم "المتمردين " وليس الجنجويد والقوات الحكومية والا سوف لن يسمع لهم اى شكوى ولا يقدم لهم اى معونات أغاثية !!!!
ونسى هؤلاء السفلة ومصاصى الدماء من خدم الانقاذ فى الفاشر ،أنه لم تسجل منذ اندلاع هذه الثورة وحتى الآن حادثة واحدة من هذه الافعال على افراد الحركة وأن للحركة نظام صارم لمحاسبة أفرادها تصل الى الاعدام فى حالة أرتكاب اى مخالفة تمس حياة الناس واعراضهم . فيعلم هؤلاء ايضا ان حركة تحرير السودان فى دار فور قد ارست اخلاقيات حرب جديدة لم تسجل حتى فى الحروب العالمية المعروفة فى تاريخ البشرية حتى الآن . اقرأوا التاريخ يا اهل الانقاذ واذكروا لنا سابقة واحدة تقول ان طرفا عسكريا خاض معركة دامية وبعد هزيمة العدو قام بضماد جرحى العدو ونقلهم الى منطقة قريبة من قيادتهم وبعد توفير احتياجاتهم من الماء والمأكل قام بالاتصال التليفونى لقيادة العدو لاخطارهم بمكان جرحاهم ، هذا بالاضافة الى فك اسر الآلاف من الاسرى دون وسيط او طلب من أحد . من لم يسمع بهذه القصص الواقعية فليذهب الى زيارة مئات الجرحى من العسكريين فى مستشفيات دار فور ومستشفى السلاح الطبى بالخرطوم .
اذا كانت هذه هى اخلاقيات افراد الحركة مع افراد العدو فى ميدان المعركة ايعقل ان يمارس اعضاءها مثل هذه الجرائم التى ترقى الى مستوى جرائم الهلوكوست المعروفة فى التاريخ؟؟
و بهذه المناسبة نهيب بالمنظمات المهتمة بحقوق الانسان ومنظمات الاغاثة الاسراع بفضح هذه الممارسات البربرية من قبل نظام الانقاذ وتقديم العون الاغاثى للنازحين من المجزرة فى أطراف مدينة الفاشر .
|
|
 
|
|
|
|
BousH
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست